نجحت الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائى فى لفت
الأنظار إليه، حيث شهد عرض مجموعة كبيرة من أفلام أجنبية وعربية بارزة حازت
جوائز فى مهرجانات سينمائية مهمة، فضلاً عن مناقشات وموائد حوارية حول
آليات الصناعة ودعم التفاعل بين صناع السينما فى العالم، بجانب تطوير
مشاريع الأفلام فى منصة الجونة السينمائية، ليثبت أن المهرجان أكثر من مجرد
سجادة حمراء تحتفى بالنجوم أمام عدسات الكاميرات.
فى حواره لـ«الوطن» يكشف انتشال التميمى، مدير مهرجان
الجونة السينمائى، تقييمه للدورة الثالثة، والرد على الانتقادات التى وُجهت
لها عن تكريم محمد هنيدى وغياب النجوم العالميين، فضلاً عن الإعداد للدورة
الجديدة من المهرجان.
·
ما تقييمك للدورة الثالثة من المهرجان؟
- كانت ناجحة بداية من حفل الافتتاح، الذى شهد مجموعة من
الفقرات السلسة واللطيفة، والأغانى المميزة منها الأغنية التى جددت ذكرى
النجوم والمبدعين الراحلين، وعلى مدار أيام المهرجان كان هناك حالة من
الزخم بالنسبة لعروض الأفلام التى رفعت الكثير منها لافتة «كامل العدد»،
بالإضافة إلى المناقشات والمحاضرات التى كانت بمثابة مساحة للحوار بين صناع
السينما العرب والأجانب.
·
كيف تم الإعداد للدورة الثالثة لتكون على نفس المستوى؟
- هناك الكثير من العمل والتفاصيل التى تصنع مهرجاناً
ناجحاً، فالأمر لا يتم بالصدفة أو بالحظ، الإعداد للدورة الثالثة بدأ بعد
نهاية الدورة الثانية مباشرة، أتيحت لدىّ الفرصة فى 3 أكتوبر الماضى لحضور
مهرجان بوسان السينمائى، والأسبوع الذى تلاه مهرجان كيب تاون، ثم رحلة فى
المهرجانات السينمائية فى العالم من بينها قرطاج، القاهرة، مكاو، ومراكش،
نحاول من خلال كل الفعاليات أن نُحضِّر للمهرجان بمختلف الأشكال، بزيارتنا
للمهرجانات المختلفة باعتبارها وسيلة للتواصل مع صناع السينما، والتعرف على
المشاريع الجديدة، ونحاول شرح أهمية «الجونة»، فالكثير يعتقدون أن المهرجان
مجرد سجادة حمراء تهتم بالنجوم، ولكننا نُعرِّفهم على نوعية الأفلام التى
نعرضها.
بدأنا التحضير للدورة الرابعة من الآن.. والمبالغة فى قيمة
الجوائز أشبه بـ"اليانصيب" وعادل إمام هو صاحب الإنجاز الأكبر وبالتالى من
سيأتى بعده هو أقل إنجازاً
·
كيف ترى الانتقادات التى طالت المهرجان بعد الإعلان عن
تكريم محمد هنيدى بجائزة الإنجاز الإبداعى، التى سبق منحها لعادل إمام؟
- عادل إمام هو صاحب الإنجاز الأكبر وبالتالى من سيأتى بعده
هو أقل إنجازاً، وبعد تكريمه فى الدورة الأولى حضر فى الدورة الثانية وهو
شىء لم يفعله «الزعيم» فى أى مهرجان آخر، وتكريم «هنيدى» بجائزة عن الإنجاز
الإبداعى أمر مناسب لأنها ليست جائزة إنجاز العمر، من الممكن أن يحصل عليها
سينمائى أو فنان شاب له إنجاز إبداعى مثل ماجد الكدوانى أو أبوبكر شوقى، كل
الأسماء مطروحة للحصول على الجائزة، فهناك ما لا يقل عن 500 شخصية مصرية
تستحق الجائزة، «هنيدى» لديه مُنجز مهم، نجح فى إنقاذ السينما المصرية فى
مرحلة ما، والجائزة بمثابة تحية إلى السينما الكوميدية، مثلما كان تكريم
المخرجة مى المصرى بمثابة تحية للسينما التسجيلية، ونحن لا نسمح لكل من «هب
ودب» بالصعود على المسرح، حيث تم تحديد 3 شخصيات يتم تكريمهم كل عام (واحد
مصرى، وآخر عربى وثالث أجنبى)، وذلك بالإضافة إلى جائزة «فارايتى» التى يتم
منحها إلى سينمائى عربى مبدع، وحصل عليها فى الدورة الأخيرة المخرج
السودانى صهيب قسم البارى، وهو شكل من أشكال التكريم بالتعاون مع مجلة
«فارايتى».
·
هاجمَت الفنانة مها أبوعوف المهرجانات التى لم تكرم شقيقها
الراحل عزت أبوعوف.. هل وجود أغنية فى حفل الافتتاح عن الفنانين الراحلين
كان بمثابة رد على تلك الانتقادات؟
- تلقيت مكالمة هاتفية من مها أبوعوف تخبرنى أنها لن تحضر
المهرجان، إذا لم يتم تكريم عزت أبوعوف، وقلت لها إنى لا أستطيع الإفصاح عن
شىء بخصوص حفل الافتتاح، ولأنها تثق فىّ تفهمت ما قلته.
·
هل تزامن موعد إقامة المهرجان مع فعاليات سينمائية أخرى مثل
سان سباستيان يمثل عقبة فى حضور بعض الأفلام أو النجوم إلى الجونة؟
- بالطبع، ولكن على مدار العام هناك مهرجانات عديدة ونحن
نعمل فى وقت صعب بعد أسبوعين من فينيسيا وأسبوع من تورنتو، وهما من أقوى
مهرجانات العالم بعد «كان» السينمائى، أهم عقبة هى الطقس، ما تضمن قوة
الرياح أو غيرها من العوامل، خاصة أن الحفل فى قاعة مفتوحة، لذلك التشابك
مع سباستيان عامل معين، ولكن التوقيت مناسب فيما يتعلق بالموسم السياحى وهو
أمر مهم للفنادق، فتنشيط السياحة جزء من أهدافنا، فى السنة الأولى كان
لدينا 8 أفلام (عرض عالمى ودولى أول)، وفى الدورة الثانية 12 فيلماً، وفى
الدورة الثالثة 16 فيلماً، صحيح نصفها أفلام قصيرة، ولكن تقديم تلك الأعمال
للمرة الأولى تحدٍّ واسع جداً، وإذا طبقنا أن كل الأفلام المعروضة لدينا
عرض عالمى أول سيكون حالنا مثل حال بعض المهرجانات الأخرى التى ستستقطب ما
تبقى من مهرجانات العالم وهى أضعف الأفلام، بالنسبة لنا نبحث عن أفضل
الأفلام وأكثرها طزاجة وجدّة، وأتصور أن دورة تلو الأخرى نستطيع خلق أجواء
أشبه بـ«كان» وغيرها من المهرجانات المهمة، نحن نستقطب جمهوراً واعياً ليس
فقط من القاهرة والإسكندرية وإنما من مدن عربية وعالمية مختلفة، والمهرجان
لديه الفرصة ليكون الأكثر جاذبية فى المنطقة.
·
هل يمثل مهرجان البحر الأحمر الذى تنطلق أولى دوراته فى
2020، تحدياً أمام «الجونة»؟
- وجود جوائز مالية جيدة عامل مساعد كبير فى استقطاب
الأفلام، لكن المبالغة فى قيمة الجوائز المالية لا يكون دائماً أمراً
إيجابياً، أتيح لى فى الدورة الأولى أن أرفع المبالغ المالية لجوائز معينة
100 ألف دولار ولكنى رفضت الأمر، لأن القيمة الحقيقية لتلك الجوائز هى
تشجيع المخرجين والمنتجين لتقديم أعمالهم المقبلة، ولكن عندما تزيد يصبح
الأمر أشبه بـ«اليانصيب»، ولكن وجود دعم للأفلام سوف يساعد مهرجان جدة فى
استقطاب مشاريع أفلام أكثر، ويساعد مخرجين فى حاجة إلى مبالغ مالية
لاستكمال مشاريعهم وبالتالى ستصب فى مصلحة صناعة السينما.
انتشال التميمى: المنصة كانت تميمة النجاح بالنسبة لنا
·
كيف ترى تأثير منصة الجونة على السينما العربية كونها
مساهمة فى إطلاق أفلام شاركت فى مهرجانات عالمية؟
- المنصة هى تميمة نجاح بالنسبة لنا، حيث حاولنا الاستفادة
من تجاربنا من الناحية العملية، نتوقع أنها ستكون الأهم فى المنطقة العربية
من حيث عدد المشاريع والمبالغ المتاحة لدعمها، فى الدورة الأولى كانت 60
ألف دولار، وفى الدورة الثانية 150 ألف دولار، وفى الدورة الثالثة وصلت إلى
250 ألف دولار. |