قال: انتهينا من 80٪ من التحضيرات
أمير رمسيس: جماهيرية الجونة السينمائى أكبر دليل على
النجاح
حوار: بوسى عبدالجواد
·
نواجه صعوبة فى اختيار فيلم الافتتاح.. ونتمنى عودة الدولة
إلى الإنتاج السينمائى
·
العلاقة بين القاهرة السينمائى والجونة ليست تنافسية..
وانتظروا فيلمى «حظر تجوال»
يواجه المخرج أمير رمسيس، المدير الفنى لمهرجان الجونة
السينمائى تحديًا كبيرًا مع الدورة الثالثة للمهرجان، المقرر انطلاق
فعالياته فى الفترة من 20 وحتى 28 سبتمبر المقبل، خاصة بعد أن نجح المهرجان
خلال العامين السابقين أن يكون منصة مهمة لعرض أحدث الإنتاجات السينمائية
العالمية، فقد أصبحت الجونة فى غضون عامين واحدة من أهم المدن التى منحها
المهرجان شهرة عالمية، فباتت مقصد للسائحين والمصطافين الذين يأتون خصيصا
لحضور فعاليات المهرجان الأهم على الساحة الفنية، لهذا تزداد المهمة صعوبة
أمامه، فهو يدرك جيدًا أن الجمهور التواق للسينما الحقيقية والذى ينتظر
الدورة الثالثة، لديه توقعات وآمال كبيرة. وهو ما أكده «رمسيس» فى حواره
لـ«الوفد».
لم يعير «رمسيس» تلميذ المخرج العالمى يوسف شاهين النجيب،
الذى ورث عنه التجريب والجرأة، اهتمامًا كبيرًا بالسجادة الحمراء وما
عليها، فهو كل ما يشغله تقديم أهم أعمال العام السينمائية لجمهور المهرجان
من محترفين ونقاد وصحفيين والجمهور المحب للسينما. وهى المسئولية الكبيرة
التى تقع على عاتقه فى اختيار أفلام تحمل مقاييس الجودة الفنية وترضى أذواق
الجمهور من جهة أخرى.
وسط أجواء مفعمة بالحماس والإثارة والتشويق، يجرى المخرج
أمير رمسيس التحضيرات النهائية للدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائى
على قدم وساق، لمواصلة النجاح الذين بدأوه قبل سنوات، وهو ما لمسته خلال
محاورته مؤكدًا طوال الوقت أن الدورة المقبلة ستحمل العديد من المفاجآت
السارة التى بإمكانها أن ترفع من شأن المهرجان.
·
فى البداية سألته عن طموحاته فى الدورة الجديدة؟
- دائما كلمة مهرجان مرتبطة عند الجمهور بالسجادة الحمراء
وأسماء الضيوف الذين يمنحون للمهرجان بريقًا ولمعانًا، لكن طموحاتى كمخرج
فنى لمهرجان الجونة غير مرتبطة بالسجادة الحمراء وما عليها، فقد أنضب كل
تركيزى واهتمامى على البرنامج المحتوى الذى يُقاس عليه نجاح المهرجان من
عدمه، فأحرص على اختيار أفلام تحمل معايير السينما الحقيقية والجادة وفى
نفس الوقت ترضى طموحات وأذواق الجمهور، فقد بدأنا فى الدورة الأولى بحوالى
دخول 8000 فيلم، وفى العام الثانى تضاعف العدد ووصل إلى 18000، وهذا يعكس
أهمية الأفلام التى يعرضها المهرجان وقدرتها على جذب واستقطاب أعداد كبيرة
من الجمهور الذى يحضر خصيصًا للجونة لحضور فعاليات المهرجان ومشاهدة عروضه
الفنية، وأعتقد هذا هو الهدف الذى يسعى إليه أى مهرجان توسيع قاعده
جماهيره، فقد نجحنا من خلال مدينة «الجونة» أن نستقطب أعدادًا مهولة من
الجماهير لا تقدر بمدن أخرى مأهولة بملايين السكان.
·
وما الأسس التى يتم على ضوئها اختيار الأفلام؟
- الجودة الفنية قبل أى شيء، فقد نسعى كإدارة وفريق أن نجعل
المهرجان نقطة يتوجه إليها بوصلة المتفرج العربى، تعهدنا منذ انطلاق الدورة
الاولى أن نقدم أعمالًا حققت نجاحًا جماهيريًا فى المهرجانات العالمية مثل
كان وكارلوفى وفارى، وإدفا، وبرلين، وعلى مدار الثلاثة أعوام نجحنا فى
الحصول على الأفلام الحاصلة على كان السعفة الذهبية سواء عن فئة أفضل إخراج
أو سيناريو أو ممثل، وبجانب هذا نحرص على جلب أفلام شاركت فى مهرجانات
عالمية لكن لم يحالفها الحظ بالفوز بجوائزها لكنها أفلام مهمة وجديرة
بالمشاهدة، من الممكن أن تحقق نجاحًا على المدى الطويل.
·
وماذا عن الأفلام المشاركة فى مسابقات المهرجان؟
- نحرص على انتقاء أفلام عالمية شاركت فى أهم المهرجانات
السينمائية الدولية الكبرى، مثل «كان»، و«برلين» و«كارلوفى فاري»، و«إدفا»،
ونجحت فى اقتناص الجوائز الكبرى للمهرجانات، وأخرى لم يحالفها الحظ بالفوز
بإحدى جوائز المهرجانات لكنها تستحق المشاهدة، وتتضمنت الأفلام المشاركة
حتى الآن تسعة شاركت فى الدورة الـ72 لمهرجان «كان» السينمائى، وفيلمين
حائزين على دبين فضيين فى الدورة الـ69 لمهرجان «برلين» السينمائى، والفيلم
الفائز بالجائزة الكُبرى فى «كارلوفى فارى»، ووثائقيين أحدهما حائز على
جائزة
لجنة التحكيم الخاصة بأول ظهور سينمائى، فى الدورة الـ31
لمهرجان «إدفا» للأفلام الوثائقية.
وعلى رأس قائمة الأعمال المشاركة يأتى الفيلم الفائز
بالسعفة الذهبية لمهرجان «كان» السينمائى، «طفيلى» للكورى بونج جون هو،
وفيلم «ألم ومجد» لبيدرو ألمودوفار، الذى فاز بطله أنطونيو بانديراس،
بجائزة أفضل ممثل فى مهرجان كان السينمائى، كما تشمل القائمة، الفيلم
الإيطالى «بيرانا» الحائز على الدب الفضي- جائزة أفضل سيناريو- فى مهرجان
«برلين» السينمائى.
ومن إيطاليا أيضًا، يُشارك فيلم «الخائن»، لماركو بيلوكيو.
ومن «كان»، يُعرض «باكوراو» و»البؤساء»، الحائزين على جائزة
لجنة التحكيم بالمناصفة، و»جلد الآيل»، الذى افتتح عروض نصف شهر المخرجين
فى نفس المهرجان هذا العام.
ومن البيرو، تُشارك ميلينا ليون، بفيلمها «أغنية بلا
عنوان»، ويتعرض الفيلم اليابانى، «37 ثانية»، لمخرجته هيكارى، لقضايا ذوى
الإعاقة.
وسبق للفيلم الفوز بجائزة الجمهور فى قسم بانوراما لأفضل
فيلم روائى، فى الدورة الـ69 لمهرجان برلين السينمائى. ومن ألمانيا، يشارك
فيلم «محطمة النظام»، لنورا فاينشت، الذى فاز بجائزة الدب الفضي- ألفريد
باور- فى مهرجان برلين السينمائى 2019.
ومن البرازيل، يشارك فيلم «الحياة الخفية لأوريديس جسماو»،
لمخرجه كريم عينوز، ويعود المخرج الإنجليزى، كين لوتش، بفيلم «عفوًا، لم
نجدكم».
ومن بلغاريا، يشارك فيلم «الأب»، للمخرجين كريستينا
جروزيفا، وبيتار فالانشوف، الذى فاز بالجائزة الكبرى فى الدورة الـ55
لمهرجان كارلوفى فارى السينمائى.
ومن أفغانستان، يشارك أبوزار أمينى، بفيلمه الوثائقى الطويل
الأول، «كابُل مدينة فى الريح»، الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بأول
ظهور لمخرج، فى مهرجان إدفا للأفلام الوثائقية الطويلة، إضافة إلى فيلم
«مسافر منتصف الليل» لمخرجه الأفغانى حسن فازيللى، المحكوم عليه بالموت من
قِبل حركة طالبان، والذى يهرب من بلده هو وأسرته.
ويصور فى فيلمه الحالة الانتقالية المُفزعة، التى يعيشها
طالبو اللجوء، رابطًا الخاص بالعام، والشخصى بالسياسى.
كما تُشارك المخرجة، لاريسا ساديلوفا، بفيلمها «ذات مرة فى
تروبشفسك».
·
شهدنا فى الدورة السابقة تطورات كبيرة تفوق سابقتها، فما
الجديد فى الدورة المقبلة؟
-
هناك
مفاجآت سارة ستنال إعجاب الجمهور وقطاع السينما على حد سواء، والمهرجان هذا
العام سوف يتوسع بشكل كبير فى عروضه بشكل يسمح لقطاع كبير من الجمهور من
الحضور، وتسهيل عملية دخول الفعاليات والعروض للجمهور، وهذا هو هدفى الذى
اسعى أليه، وعلى جانب آخر سوف تشهده «منصة الجونة السينمائى» التى تدعم
السينما العربية تطورًا كبيرًا هذا العام، سوف يكون لدينا عدد من المشاريع
المهمة لمخرجى العرب التى ستتنافس على جوائز المنصة، وهذا العام سوف تولى
المنصة اهتماما أيضا بالأفلام القصيرة وليس الروائية الطويلة فقط.
·
هل تخاطب الأفلام المشاركة فى المهرجان المهتمين بالسينما
أم الجمهور العادى؟
-
أى
مهرجان يحاول أن يعمل موازنة أو مواءمة للأفلام الجادة والتجارية، فهناك
أفلام صنعت خصيصًا للمهرجانات،
وفى هذه الدورة أعلنا عن العرض العالمى الأول، لفيلم
التحريك المصرى الطويل «الفارس والأميرة»، وهو له قطاع جماهيرى عريض، وتمثل
تلك المشاركة جزءًا من منحى المهرجان نحو توفير منصة ومساحة عرض لكافة
أشكال الإنتاج السينمائى المتنوعة.
وهى خطوة نفخر بها بلا شك لريادته فى اقتحام مجال كان عصيًا
على الإنتاج المصرى والعربى، كما أن استضافة فيلم للكاتب والمخرج بشير
الديك أحد الوجوه البارزة فى جيل الواقعية الجديدة للسينما المصرية فى عودة
منتظرة هو إضافة كبيرة للمهرجان.
·
وما أبرز التحديات التى تواجه الجونة السينمائى؟
-
الحراك
السينمائى الذى نعيش فيه الآن،
يشكل تحدياً كبيرًا بالنسبة لنا، وهنا أقصد عدد المهرجانات
السينمائية، فقد باتت إمكانية الحصول على العرض الأول للأفلام المشاركة تصل
إلى حد المعركة، وأعتقد أن مهرجان الجونة حتى الآن لم يجد صعوبة فى ذلك.
ومن التحديات الأخرى التى تواجهنا أيضا، استيعاب الازدياد
الجماهيرى على المهرجان، حتى وإن كنا أمام مدينة كبيرة هى «الجونة» لكن فى
الأخير الفنادق فيها تستوعب عددًا معينًا، ونحن نفاجأ أنها محجوزة بالكامل
منذ ثلاثة أشهر، ومن هنا جاءت محاولة توسيع العروض حتى تصل للجمهور التواق
للسينما الحقيقية وليس للسجادة الحمراء.
·
إلى أين وصلت فى التحضيرات للمهرجان؟
-
نحن
انتهينا بنسبة 80% من التحضيرات تمت بالفعل، ونستكمل النسبة المتبقية على
مستوى البرنامج والضيوف، وأماكن العروض والدعوات.
افتتح مهرجان الجونة السينمائى دورته الأولى بفيلم مصرى
«الشيخ جاكسون» وهى خطوة مهمة تعكس ريادة مصر السينمائية، هل سيتم اتخاذ
هذه الخطوة فى الدورة المقبلة؟
هذا الأمر خارج عن إرادتنا، هذا العام تراجع إنتاج الأفلام
المصرية التى تصلح لافتتاح مهرجان سينمائى، مقارنة بالعام الماضى الذى أنتج
ثلاثة أفلام مطابقة لمعايير السينما الجادة مثل «يوم الدين» و«ليل خارجي»،
«ورد مسموم».
نحن أمام أزمة حقيقية، فالأفلام التى تحمل طبعة فنية تناسب
المهرجانات تراجعت كثيرًا مقارنة بالعام السابق.
·
وبرأيك لما يتراجع إنتاج هذه النوعية من الأفلام؟
-
تراجع
هذه النوعية من الأعمال نتيجة رفع يد الدولة عن الإنتاج، فعدم وجود فيلم
مصرى صالح للمشاركة فى مهرجان سينمائى كارثة بكل المقاييس يجب أن تنتبه لها
الدولة. متسائلًا باستهجان شديد «أين صندوق التنمية» الذى توقف لأسباب
بيروقراطية، والذى كان يوفر الدعم الكامل للأفلام.
·
وأين دور المهرجانات السينمائية فى دعم المشاريع الفنية؟
-
هناك
معايير خاصة لدعم مشاريع السيناريو، فالمهرجان ولجنة التحكيم يحرصون على أن
يتلقوا ملف المشروع بأكمله وليس السيناريو فقط، فلا يوجد مهرجان يعطى دعمًا
بناء على سيناريو فقط، فمنصات التطوير هدفها الأساسى مساندة الشباب
ومساعدتهم على استكمال مشاريعهم، مثلما حدث مع فيلم «يوم الدين» الذى حصل
على دعم من أكثر من منصة. نحن نحتاج لمنصات أكثر تدعم مشاريع السيناريو حتى
اكتمالها كمشاريع سينمائية، كما نحتاج إلى خبرة أو دراسة جادة بشأن اختيار
تلك الأفلام من حيث جدية تنفيذ المشاريع، والأمر فى منصات التطوير سواء فى
الجونة أو فى القاهرة والإسكندرية مربوط بعقود لها علاقة بالتنفيذ، بمعنى
أنه فى حال عدم تنفيذ المشروع فى الفترة المقررة تكون مطالبًا قانونيًا بأن
تسترجع قيمة الدعم.
·
بصفتك مديرًا فنيًا لمهرجان الجونة السينمائى، ما المسابقات
الأكثر جذبًا للجمهور؟
-
هذا
السؤال يصعب توقع إجابته، لأن اختيار الجمهور دائمًا تخالف توقعاتنا، ففى
الدورة الأولى أولى الجمهور اهتمامًا كبيرًا بالأفلام الروائية الطويلة،
ولكن فى العام الماضى نضب كامل تركيزه على الأفلام القصيرة التى شهدت
إقبالًا جماهيريًا كثيفًا حتى اضطرنا لعرض أكثر من فيلم مرارًا بناءَ على
طلب الجماهير. وهذا يعكس مدى تطور ذائقة الجمهور التى باتت تستوعب مختلف
العروض بأشكالها وأنواعها.
·
بعد ترأس المنتج والسيناريست محمد حفظى مهرجان القاهرة
السينمائى.. هل تسبب ذلك فى احتدام التنافس بينه وبين الجونة؟
-
العلاقة
بين مهرجان الجونة والقاهرة ليست تنافسية، ومهرجان القاهرة استفاد بشكل
كبير من نجاح الجونة، حيثُ لفت انتباه الدولة نحو القاهرة وتم رفع
الميزانية المخصصة له، كما أننى فخور أن هناك مهرجانًا آخر يسعى لتقديم
أفلام جادة، وزيادة عدد المهرجانات السينمائية يصب فى مصلة المتفرج المصرى،
وسعيد بنجاح حفظى وهذا ليس انتقاصًا من مجهودات الدكتورة ماجدة واصف، فلا
أحد منا يستطع إنكار مجهودتها فى الدورة الـ39 التى كانت دورة الفصل بين
سنوات أعيد فيها شكل وهيكلة المهرجان على يد الناقد الراحل سمير فريد.
·
من المعروف أن تلميذ المخرج العالمى الراحل يوسف شاهين
النجيب.. ما الذى ورثته عنه سينمائيًا؟
-
الأستاذ
يوسف شاهين كان يتعامل مع الفيلم باعتباره منتجًا طويل المدى، لذا أسعى
تقديم أفلام سينمائية تخرج على الإطار التجارى المعروف لدى الجمهور وترسخ
فى الذاكرة، فأنا لا أعترف بالربح السريع الذى عادة ما يكون أشبه بتجاره
المخدرات أو السلاح، فمثلا فى مطلع الخمسينيات قدم المخرج يوسف شاهين
أفلامًا مثل «باب الحديد»، «صراع فى المينا» «أنت حبيبي» «ودعت حبك» وغيرها
من الأفلام التى لا تزال حتى الآن تحقق نجاحًا كبيرًا فى دور العرض
السينمائية، إلى جانب مشاركتها فى مهرجانات سينمائية عالمية.
فكرة الربح السريع لا يُقاس عليها جودة الفيلم من عدمه، ففى
أفلامى مثل فيلم «ورقة شفرة» مازال الجمهور ينظر له على أنه بداية لموجة
كوميدية مختلفة.
·
وماذا عن مشاريعك الفنية الجديدة؟
-
مازال
فيلم «حظر تجول» فى طور التحضيرات، وكان من المفترض عرضه خلال شتاء الموسم
المضى، ولكن لم نتمكن من استخراج تصاريح التصوير، وسيتم استئناف التصوير
عقب الانتهاء من مهرجان الجونة السينمائى. |