أمير رمسيس: أتمنى إن “الجونة” يساهم في رجوع مصر لقلب
صناعة السينما
كتبت: نوران عاطف
على الرغم من أهمية بصمة الفنان في أي عمل له، إلا إن
زيادتها عن الحد ممكن تعمل نوع من التشابه سواء في شكل القصة أو في شعورك
بيها كمتفرج، والموهبة الحقيقية هي القدرة على التلون تمامًا وتقديم
الحدوتة أو الفكرة بوجهة نظر وروح قائمة بذاتها في كل عمل.
هو دة اللي قدر يعمله المخرج أمير رمسيس في عدد مش كبير من
الأفلام لكن كلهم مختلفين عن بعض تمامًا، بيجمع بينهم بس إدراك ووعي بدور
السينما والأفلام وأهميتها لكل متفرج هيشوف العمل دة سواء روائي أو تسجيلي،
والصفات دي هي نفسها اللي أهلته لمنصب المدير الفني لمهرجان الجونة، اللي
بيعتبر من أنجح التجارب الفنية في مصر في أخر تلات سنوات فنيًا وجماهيريًا.
اتكلمنا مع آخر تلامذة يوسف شاهين عن المهرجان والتجهيز
للدورة الجديدة وأخر أعماله ودي كانت إجاباته.
1- إيه أهم النقط اللي مهتم إن المهرجان يدور حواليها
السنة دي؟
مهرجان الجونة السنة دي مستمر على منهجه في عرض أهم الأفلام
العالمية من إنتاج العام، من أول سنة نجحنا في اقتناص فيلم سعفة "كان"
الذهبية وزاد عليه في السنة التانية ٦ أفلام فائزة في المسابقة الرسمية
فقط، غير "برلين" و"لوكارنو" و"فينيسيا" و"تورنتو".
أظن إننا حطينا "الجونة" على بوصلة محبي السينما من
المنطقة كلهم، وأصبح المهرجان فرصة لن تتكرر لمشاهدة أفضل الإنتاجات في
وجبة سينمائية مشبعة وهو ما نتوقع زيادته السنة دي.
النقط الجديدة بدأ الإعلان عنها تدريجياً من العرض العالمي
الأول لـ"الفارس والأميرة" أول فيلم رسوم متحركة طويل مصري وستتوالى
الإعلانات.. أتوقع كمان زيادة دور منصة الجونة السينمائية في دعم السينما
العربية والسينمائيين العرب وإنها تستوعب أنواع سينمائية ما كانتش موجودة
قبل كدة.
2- أكتر درس مستفاد من الدورة اللي فاتت مساعدك في التجهيز
السنة دي؟
الدرس اللي بنتعلمه سنة بعد التانية هو إن العمل على كل
دورة يبدأ من اليوم التالي للدورة السابقة لها، وضياع يوم واحد ممكن يكلفنا
كتير، بنتعلم من من دأب وطريقة عمل المهرجانات الأكبر في العالم، طامحين
إننا نوصل يوم لنفس المستوى.
3- أكتر رد فعل كنت معتز بيه عن الدورة اللي فاتت؟
أكتر اللي اعتزيت بيه من ردود الأفعال هي رسايل الشكر
المتواصلة عن الأفلام ومستواها سواء من محترفي الصناعة أو من الجمهور
العادي، طلبات إعادة العروض، القاعات المليانة بالجماهير حتى في الأفلام
القصيرة اللي ما اتعودناش إن يكون لها جمهور كبير في مصر، تضاعف عدد
الجمهور أكثر من مرتين ونصف عن العام الأول في القاعات، كل دة باعتز به.
4- أكتر مراجع محطوطة قدام عينك السنة دي للشكل اللي عايز
المهرجان يطلع بيه؟
ما أظنش إن الحديث عن المراجع ممكن، ولكن من سنة ٢٠٠٠
تقريبًا بدأت علاقتي بالمهرجانات الكبرى كمخرج يسافر إليها ولاحقا كعضو
لجنة تحكيم في بعض المهرجانات، دايمًا كان طموحي إن تتحول مصر لنقطة ارتكاز
لصناع السينما في المنطقة وأن يكون هناك مهرجان يلعب الدور الذي يلعبه
"برلين" أو "كان" أو"فينيسيا" في أوروبا (عن الصناعة أتحدث وليس عن
السجاجيد الحمراء والجانب البراق) خرجنا من اللعبة لسنوات لأسباب كتير
وصعدت مهرجانات في دول أخرى تطورت صناعة السينما فيها.. أتمنى أن يساهم
الجونة في عودة مصر إلى قلب الصناعة.
5- التجهيز بيبدأ من إمتى؟ وحاليًا واصل لفين؟
يبدأ التجهيز بعد انتهاء الدورة السابقة، وبعد استراحة
قصيرة جدا لفريق العمل الأساسي، وبتبدأ مرحلة التخطيط، ورحلتنا العملية من
فبراير مع مهرجان برلين اللي بيرسم بشكل ما خريطة السنة السينمائية، نبدأ
في عمل لقاءات العمل، ومشاهدات الأفلام والتجهيز للدورة بعد شهور التخطيط
الأولي، وحالياً نجحنا في الحصول على عدد كبير من الأفلام المهمة سيتم
الإعلان عنها قريبًا مع المزيد من سمات الدورة القادمة.
6- هل مهامك كمدير فني للمهرجان مأثرة على تركيزك وإنتاجك
كمخرج أو مؤلف؟
أكيد تأثرت وتعطلت كمخرج عن عمل أفلام خلال السنوات السابقة
لانشغالي بـ"الجونة".. باندم أحيانًا ولكن إجمالا التجربة تستحق على كل
المستويات، يكفي أنني كمخرج بعد سنوات أقدر أقول أني من بلد فيها مهرجان
مهم زي "الجونة"، بالإضافة لأن السنة الجاية و مع استقرار البنية التحتية
للمهرجان اللي اشتغلنا عليها 3 سنوات هقدر أوفر وقت أكبر لصنع أفلامي.
7- إزاي تجربة قيادة مهرجان سينمائي ممكن تبقى مفيدة لـ
صانع سينما؟
الإدارة الفنية لمهرجان سينمائي كبير بلا شك بتطور من
علاقتك بالسينما، مشاهدة مئات الأفلام سنوياً، لقاءات مع كبار محترفي
الصناعة، التعرف على الخريطة السينمائية العالمية وتغيير الذوق العام
للجمهور، أعتقد أن تجربتي كمخرج هتختلف بعد الاحتكاك دة بالصناعة العالمية
على مستوى أكبر.
8- بشكل شخصي إنت استفدت إيه لحد دلوقتي من تجربتك في
المهرجان؟
أداني المهرجان كتير فأنا كـ"سينيفيلي" باتغذى على الأفلام
بشكل أساسي وسمح لي المهرجان بالانفتاح على عالم السينما العالمية بحجم
أكبر عشرات المرات.
9- ليه مفيش أعمال جديدة ليك من "بتوقيت القاهرة" في 2015؟
آخر أعمالي كان في نهاية ٢٠١٥ وهو "خانة اليك".. و في
الحقيقة حتى مع خروج مهرجان الجونة في سبتمبر ٢٠١٧ إلا أن العمل عليه كان
بيشغلني من مارس ٢٠١٦ ودة كان قبل الإعلان عن المهرجان رسميًا بشهور.
10- سؤال متأخر جدًا.. بس هل اسم نور الشريف في "بتوقيت
القاهرة" اللي كان "يحيى" كان مقصود إنه يبقى نفس اسم البطل في يوسف شاهين؟
اسم شخصية نور الشريف في "بتوقيت القاهرة" فعلا إهداء ليوسف
شاهين.. يحيى شكري مراد.. زي ما اتعود "شاهين" إنه يسمي نفسه في أفلامه..
كان "شاهين" في ذهني وأنا بكتب الشخصية بكاريزمته وروحه الطفولية المبهجة
وقدرته على إنه يخليك تبذل كل اللي تقدر عليه عشان تسعده بصفاء شديد، عشان
كدة كان الإهداء ضروري.
11- إيه أحب أفلامك لقلبك حتى الآن؟
أحب أفلامي الروائية لقلبي هو "بتوقيت القاهرة"، فيه من
ذاتي كتير بعيدًا عن الحواديت، السخرية اللاذعة، واستخدام الدعابة كسلاح
دفاعي، يمكن كانت الكوميديا السوداء دي هي نوعي المفضل، وعلى مستوى الأفلام
التسجيلية "عن يهود مصر".. يوم بعد يوم، بشوف إننا كنا محتاجين الفيلم دة
لإعادة فتح ما هو مسكوت عنه.
12- إيه الرواية اللي تتمنى تعملها فيلم؟ وإيه الفيلم اللي
اتعمل بالفعل وتحب تعمله تاني على طريقتك؟
فيه روايات كتير اتمنيت أقدمها للسينما: "الحي اللاتيني" لـ
سهيل إدريس.. "بيرة في نادي البلياردو" لـ وجيه غالي، "جاز عربي" للكاتب
الفرنسي كريم ميسكيه واللي باتمنى إنها تترجم بالعربي، ومش بيستهويني إعادة
صنع الأفلام كثيرًا.
13- كل مخرج له أسلوب أو سمة معينة تخليك أما تشوف الفيلم
تقول دة بتاع فلان.. إيه الحاجة اللي بتعكس شخصية أمير رمسيس في كل أفلامه؟
أعتقد إن عندي هوس برؤية الجانب الكوميدي لما هو مأساوي في
حياتنا ظهر ده بوضوح في "بتوقيت القاهرة" وأعتقد أنه من سمات أفلامي
الرئيسية، ربما كمان على مستوى المضمون احترام الضعف الإنساني والبعد عن
محاكمة الشخصيات.
14- أكتر ممثل شوفت إنه بيفهم أسلوبك ووجهة نظرك وبيطلعها
زي خيالك؟
بلا شك نور الشريف، أظن أنه كان يكفي إن يبص لعيني وأنا مش
راضي عن لقطة ومتردد في إعادتها عشان ما أرهقهوش في حالته الصحية دي، عشان
يرجع لمكان البداية ويقول: تمام يلا نعيد.
15- مشروعك الأخير "حظر تجول" من المتوقع عرضه إمتى؟
لسة بدري الكلام عن عرض "حظر تجول".. أتوقع التصوير بين
أكتوبر ونوفمبر، وبفضل الانتهاء من تصوير الأفلام قبل التفكير في ميعاد
للعرض. |