«الفارس
والأميرة»| قصة أول فيلم رسوم متحركة مصري
تحرير:ريهام عبدالوهاب
فقد الفنانون الذين شاركوا فى فيلم «الفارس والأميرة» الأمل
فى خروجه للنور، والبعض يئس من الحديث عن الفيلم ووضعوه فى خانة النسيان،
ولكن يبدو أن 2019 سنة الحظ لصناع العمل
لا أحد ينكر أن الغرب يتفوق ويسبق الشرق الأوسط بفارق كبير
في إنتاج أفلام الرسوم المتحركة، لذلك ستجد أفلامهم دائما تحقق نجاحا
كبيرًا فى الدول العربية والسبب عدم وجود منافس لهم، فهم يمتلكون الأدوات
والتقنيات التي تمكنهم من إنتاج أفلام كرتون ضخمة تجوب العالم أجمع وتحقق
أرقاما ضخمة فى شباك التذاكر. وكان هناك عدة محاولات عربية فى هذا الشأن؛
ولكن لم تكن على مستوى المنافسة، وقد نجح العرب فى تقديم مسلسلات الرسوم
المتحركة، ولكن ليس بنفس الإبهار، ونحاول جميعًا تجاهل الأمر، بالضغط على
شركة «والت ديزني» العالمية بأن تكون تلك الأفلام مصحوبة بدوبلاج العربي
ولكن قبل ساعات تم تفجير مفاجأة جديدة وهي خروج أول فيلم
رسوم متحركة سينمائي مصري إلى النور بعد عناء 20 عاما، الفيلم يحمل اسم «الفارس
والأميرة» ويتناول
قصة الفارس العربي محمد بن القاسم الثقفي الذي حرر العديد من النساء
والأطفال من أسر قراصنة المحيط الهندي، واشتهر بغزواته العسكرية لبلاد
السند، وسيتم عرض الفيلم فى أول عرض عالمي له بمهرجان الجونة السينمائي
خلال دورته الثالثة، المقرر انعقادها خلال الفترة من 19 وحتى 27 سبتمبر
المقبل، على أن يتم طرح الفيلم للجمهور العام فى أكتوبر.
وتحدث مسئولو مهرجان الجونة السينمائي، عن هذا الحدث، بأن
الأهم خلال الدورة الثالثة، حيث قال مدير المهرجان انتشال التميمي، فى
تصريحات صحفية: «يسعدنا عرض أول فيلم تحريك عربي، منفذ بالكامل من قبَل
طاقم عربي، يمثل امتدادا لحلم طال انتظاره في المنطقة، حيث تستكمل السينما
المصرية والعربية حلما بدأته في الستينيات»، كما عقب أمير رمسيس المدير
الفني للمهرجان، بأن عرض الفيلم خطوة تدعو للفخر لريادة مصر في اقتحام مجال
كان عصيا على الإنتاج المصري والعربي.
فيلم «الفارس والأميرة» كان البدء فيه قبل 20 عاما، وكان
حلم المنتج عباس بن العباس، هو تقديم أول فيلم رسوم متحركة مصري، بأيدٍ
مصرية، بمعنى أن الفيلم ينفذ من
(A to Z)
بأيدٍ مصرية، وبالفعل كتب بشير الديك السيناريو، وضم الفيلم قائمة عريضة من
الأبطال، فى مقدمتهم؛ محمد هنيدي، مدحت صالح، دنيا سمير غانم، ماجد
الكدواني، سعيد صالح، عبدالرحمن أبو زهرة، أمينة رزق، غسان مطر، عثمان
عبدالمنعم، محمد الدفراوي، وفي دور الراوية جيهان الناصر.
واجه الفيلم عدة أزمات إنتاجية تسببت فى توقفه على مدى 20
عاما الماضية، وبالطبع هي مشاكل إنتاجية خاصة أنه كان حلمًا بأن يكون
الفيلم مصريا بداية من التمويل وحتى عرضه للجمهور العام، وقد رصد منتج
«الفارس والأميرة» 10 ملايين ميزانية، ولكن كان المشروع يتعثر من وقت لآخر،
وعلق عباس بن العباس، على خروج الفيلم للنور، قائلا: «لقد شكلت صناعة هذا
الفيلم تحديا، كوننا عملنا بطاقم مصري خالص، ورغم أن المشروع الذي انطلق
منذ 20 عاما، قد واجهته بعض العثرات الإنتاجية في أوقات معينة، فإن حماسنا
لم يفتر، ويسعدنا انطلاق رحلة الفيلم من مهرجان الجونة السينمائي».
وعقب عرض الفيلم بالمهرجان لينتقل مباشرة إلى العرض
السينمائي، ليحظى الجمهور بتجربة مشاهدة أول فيلم رسوم متحركة مصري.
من المفاجآت التي تنتظر الجمهور مشاركة عدد من النجوم
الراحلين فى فيلم «الفارس والأميرة» بأداء صوتي لعدد من الشخصيات، ومن أبرز
هؤلاء النجوم الذين ليسوا بيننا الآن ليفرحوا بخروج أحد أضخم مشروعاتهم إلى
النور، الراحل سعيد
صالح،
الراحلة أمينة
رزق،
كما سيتمتعون برسوم الراحل مصطفى
حسين،
رسام الكاريكاتير المصري الشهير، الذي رحل قبل 5 أعوام.
يعرض الفيلم بتقنية 2D
ويضم 6 أغانٍ استعراضية، يقدم الفنان محمد هنيدي إحداها وتحمل اسم «أنا جن
فتك وصايع»، وألف موسيقى الفيلم، هيثم الخميسي، الذى كشف عن فخره بإنتاج
أول فيلم رسوم متحرك مصري، وأكد أنه لم يفقد الأمل يومًا فى خروج المشروع
للنور، وشدد على أن الفيلم هو صناعة مصرية كاملة، فيما عدا موسيقى الفيلم
التي تم تسجيلها فى سلوفاكيا، لأن تسجيلها فى مصر كان سيتكلف مبالغ ضخمة،
وأيضا اعتمد القائمون على الفيلم على مكساجه فى لندن لتفوقهم فى ذلك، وحتى
يخرج الفيلم بجودة عالية.
خروج أول فيلم رسوم متحركة مصري هو أمر عظيم، ليكون لمصر
الرائدة فى الشرق الأوسط، فضلا عن الكم المرعب من النجوم الذين يضمهم
العمل، وقد يعتقد البعض أن الريادة فى هذا ليست من حق مصر، بعد إنتاج أول
فيلم سعودي رسوم متحركة قبل 4 سنوات "بلال"، ولكن في الحقيقة العمل كان
بتمويل عربي ولكن فريق عمله بالكامل أجانب، لذلك «الفارس والأميرة» هو أول
عمل رسوم متحركة عربي بالفعل. |