يزداد الحضور العربى فى مسابقات مهرجان كان السينمائى
الدولى عاما بعد عام، مع زيادة نسبة الإنتاج المشترك فى صناعة السينما
العربية ولجوء العديد من صناع السينما الشباب للبحث عن مصادر تمويل أوروبية
لأفلامهم لعدة أسباب منها نقص فرص الدعم والإنتاج فى العالم العربى خاصة
للأفلام ذات الطابع الفنى البعيدة عن التيار السينمائى التجارى السائد،
وثانيا
للتواصل مع العالم الغربى والخروج بقصصهم خارج الحدود المحلية، وثالثا
للحصول على فرص أفضل للمشاركة فى مهرجانات عالمية كبرى مثل كان وبرلين
وفينيسيا.ويشهد مهرجان كان السينمائى هذا العام فى دورته الـ72 المقرر
إقامتها فى الفترة من 14 وحتى 25 مايو المقبل، حضورا عربيا كبيرا فى
الأقسام المختلفة أغلبه لصناع السينما الشباب فى الأقسام الفرعية، بالإضافة
للمشاركتين الرئيسيتين لصناع السينما العرب فى المهرجان الممثلة فى منافسة
المخرج الفلسطينى الكبير إيليا سليمان على السعفة الذهبية فى المسابقة
الرسمية
وتولى المخرجة اللبنانية الشهيرة نادين لبكى لرئاسة لجنة
تحكيم مسابقة «نظرة ما» ثانى أهم مسابقة فى المهرجان بعد حصولهاeaven»
أو«لابد أنها الجنة» والذى يتشارك فى إنتاجه كل من فرنسا وألمانيا وكندا
وتركيا، وتم تصويره بين الناصرة وباريس ومونتريال، وهو رابع أفلامه
الروائية الطويلة والذى انتهى منه مؤخرا بعد غياب قارب على 10 سنوات منذ أن
قدم آخر أفلامه «الزمن الباقي» فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان عام 2009،
بينما حاز فيلمه «يد إلهية» على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان وجائزة
الفيبريسى فى عام 2002.
وكعادة إيليا سليمان فى أفلامه السابقة يعتبر الفيلم تجربة
جديدة فى البحث عن الذات والهوية، يؤدى فيه إيليا الشخصية الرئيسية فهو
الهارب من فلسطين بحثا عن وطن بديل فى مكان آخر ليكتشف أن فلسطين دائما معه
فى كل مكان، وتتحول حياته إلى كوميديا من الأخطاء فأينما يذهب من باريس إلى
نيويورك ومونتريال هناك دائما ما يذكره بالوطن ويطرح من خلال هذه الرحلة
السؤال الأساسى عن المكان الذى يمكننا أن نطلق عليه كلمة وطن فى إطار
كوميدى باعث عن الأمل.
ولا تعتبر مشاركة إيليا سليمان هى المشاركة الفلسطينية
الوحيدة فى المهرجان حيث يشارك المخرج الشاب وسام الجعفرى فى مسابقة
«سينيفونداسيون» لأفلام الطلبة بفيلمه القصير
« AMBIENCE»
من إنتاج جامعة دار الكلمة للفنون والثقافة بفلسطين، عن شابين يحاولان
تسجيل مقطوعة موسيقية فى معسكر اللاجئين الذى يعيشان فيه ويفشلان دائما
بسبب الأجواء المحيطة بهما، فيقرران فى النهاية تسجيل الأصوات المحيطة بهم
فى المعسكر وتحويلها إلى موسيقي.
أما مسابقة «نظرة ما» التى تترأس لجنة تحكيمها نادين لبكى
فيشارك فيها 3 أفلام لمخرجات عربيات، حيث تشارك المخرجة المغربية مريم
التوانزانى بفيلمها «آدم» من إنتاج نبيل عيوش بالاشتراك مع فرنسا وبلجيكا،
عن قصة صداقة بين سيدتين، تتعرضان لمواقف حياتية صعبة وغريبة، ولا تخلو من
الآلام، لتعيش كل منهما حياتها بصراعاتها ومفاجآتها.
بينما تشارك المخرجة الجزائرية مونيا? ?ميدور بفيلم
«بابيشا» والذى يرجع بالأحداث للجزائرفى عام 1997 فى الوقت الذى كانت تتحكم
فيها الجماعات الإرهابية فى الشارع فى محاولة لتأسيس ما يسمونه بالدولة
الإسلامية وتأثير ذلك علي? ?حياة? ?النساء? ?بشكل خاص وتشارك فرنسا فى
إنتاجه.
وتقدم الممثلة الكندية من أصل تونسى مونيا شكرى أول فيلم
روائى طويل من إخراجها فى مسابقة «نظرة ما» بعنوان «حب الأخ» من إنتاج كندا
وفرنسا وهو عن حياة التوانسة فى مونتريال.
وتضم مسابقة «نظرة ما» أيضا فيلم تحريك بعنوان
«The Swallows of Kabul»
مقتبس عن كتاب «سنونوات كابول» للكاتب الجزائرى ياسمينا خضرا، وإخراجزابو
بريتمان، إيليا غوبى ميلفيل وإنتاج فرنسا.
بينما يعتبر التمثيل المصرى الوحيد فى المهرجان هذا العام،
هو مشاركة المخرجة ندى رياض والمنتج أيمن الأمير بفيلمهما الروائى القصير
«فخ» فى أسبوع النقاد وهو من إنتاج مصرى ألمانى مشترك، وفاز بجائزة تمويل
«مؤسسة روبرت بوش للإنتاج العربى الألمانى المشترك» فى عام 2017، ويقوم
ببطولته شذى محرم، وإسلام علاء، ونبيل نور الدين، وينافس على جائزة ليتز
سينى التى تقدمها لجنة تحكيم المسابقة إلى جانب المنافسة على جائزة قناة
«كانال بلوس».
ويتناول فيلم «فخ» العلاقات الإنسانية بتعقيداتها، ويناقش
وضع المرأة فى المجتمع، من خلال عاشقين يلجآن لمنتجع متهدم ومهجور لقضاء
بعض الوقت بعيدا عن الأنظار، ولكن عندما تكشف الفتاة عن رغبتها فى إنهاء
علاقتهما، تبدأ أبعاد تلك العلاقة فى الانكشاف تدريجيا.
كما يشارك الفيلم التونسى «طلامس» لعلاء الدين سليم فى قسم
«نصف شهر المخرجين» ضمن 24 فيلما طويلا من 20 دولة، ?ويعرض للمخرجة السورية
وعد الخطيب فى العروض الخاصة على هامش المسابقات فيلم «من أجل سما» وهو
فيلم وثائقى عن الثورة السورية يشاركها فيه المخرج إدوارد واتس، ويحكي قصة
طفلة سورية تعاني من الوضع المتأزم هناك
. |