تصنيف فيلم «الحلم البعيد» يثير جدلا فى مهرجان الأقصر
للسينما الإفريقية
حاتم جمال الدين:
مخرج العمل: رصدنا حكايات حقيقية عن واقع وأحلام مجتمع جديد
يتشكل فى شرم الشيخ
أثار الفيلم المصرى «الحلم البعيد» حالة من الجدل بمهرجان
الاقصر للسينما الافريقية حول تصنيفه فى مسابقة الأفلام الوثائقية ضمن
فعاليات الدورة الثامنة، الفيلم التسجيلى الطويل للمخرج المصرى مروان عمارة
والمخرجة الألمانية جوهانا دموك.
تدور أحداثه فى شرم الشيخ، حول مجموعة من النازحين من
القاهرة والأقاليم الأخرى من اجل فرصة عمل بمجال السياحة، وفى السياق يرصد
واقع وأحلام تلك الطبقة التى بدأت تتشكل فى المدينة الساحلية، والتى لفتت
انتباه المخرج مروان عمارة عبر القصص الكثيرة التى وصلته عبر معارف ممن
يعملون فى شرم الشيخ والتى يختلط فيها الواقع بالخيال وشكل الحياة المختلفة
عن التقاليد السائدة فى المجتمعات المصرية، بل والتى تصطدم بتقاليد اصحاب
هذه الروايات، وذلك إلى جانب ملاحظته الخاصة بتخطيط المدينة التى لم تهتم
بتخصيص مساحات للمقابر لان معظم من يعيشون فيها من المغتربين.
وفى الندوة التى أعقبت الفيلم وأدارها الناقد الشاب أندرو
محسن أكد مخرج الفيلم انه لا يعنيه تصنيف الفيلم كاشفا عن اعتقاده بأن
تصنيف الأفلام بهذا الشكل النوعى يمثل فرزا عنصريا لعمل فنى.
وقال مروان ان فيلمه شارك خلال الأشهر السبعة الماضية فى
العديد من المهرجانات الدولية الكبرى وكان من بينها مهرجان الجونة والقاهرة
السينمائى وشرم السيخ والآن يشارك فى مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة
بالاقصر، وان المهرجانات التى شارك بها تعاملت معه باعتباره عملا وثائقيا.
وأشار مخرج «الحلم البعيد» إلى أن فيلمه ايضا حظى بعرض
تجارب وكانت المفاجأة له انه حقق إقبالا جماهيريا كبيرا فى سينما زاوية
خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك على عكس السائد فى سينمات العالم بان
الأفلام الوثائقية لا تكون جاذبة للجمهور.
وقال انه يعتبر فيلمه عملا وثائقيا لانه يقدم حقائق وحكايات
ناس حقيقيين، ولكنه اختار هذا الشكل الذى يجمع بين التسجيلية والروائية
لعدة اسباب اهمها الحفاظ على بقاء تلك الحكايات بين الحقيقة والخيال،
ولإزاحة الشعور بالخوف عن ابطال العمل والذين كما قالوا فى الفيلم انهم
يخشون اعلان حكاياتهم على الناس.
وأشار مروان إلى انه ينتمى إلى اسرة قريبة من عالم السياحة،
ووالده يعمل بهذا المجال منذ سنوات طويلة، ومن هنا اطلع على العديد من
الحكايات الغريبة عن الفلوس والسفر والعلاقات النسائية، وعندما بدأ التحضير
للفيلم سافر إلى شرم الشيخ وجلس مع الناس وسمع منهم الكثير من الحكايات على
المقاهى، وفى الفنادق، ولكن بمجرد ان يعرض عليهم الحديث امام الكاميرا
يتراجعون حفاظا على شكلهم امام اسرهم أو خوفا من التعرض لمشاكل سياسية أو
اقتصادية يفقدون بسببها مصدر رزقهم.
وعلق الكاتب الصحفى سعد القرش على تترات الفيلم والتى توجد
بها إشارة لوجود مدرب الممثلين، وهو ما يجعل الفيلم يصنف فى خانة العمل
الروائى، مؤكدا ان تصنيف روائى لا يعيب العمل بل انه يكون فى صالحه.
ورد مروان قائلا بانه لم يكن هناك حوار مكتوب ولكن كان
ابطال الفيلم يتحدثون بتلقائية، وأخذ هو من كلامهم، موضحا أن دور مدرب
الممثلين اقتصر على توجيه الممثل لكيفية التعامل مع الكاميرا وكيفية الحديث
امامها.
وأشار إلى انه خسر بتصنيف فيلم باعتباره عملا وثائقيا
جمهورا اكبر وموزعا يهتم بتسويق العمل، ولجان تحكيم فى الكثير من
المهرجانات، ولكنه سعيد بفيلمه على هذا النحو الذى عرض به على الشاشة،
وللمتلقى ان يعتبره كيفما شاء، ومشددا على ضرورة التخلص من فكرة تصنيف
الاشياء ووضعها فى قوالب، وقال ان الكثيرين حول العالم تجاوزوا هذه
الافكار، واصبح التعامل مع الفيلم باعتباره فقط عملا سينمائيا.
وعن دمية القرد التى تحاور الابطال طوال الفيلم من فوق
سيارة للنقل أوضح المخرج ان هذا القرد وجدناه هناك اثناء التحضير للفيلم،
وكانت بعض الشركات تستخدمه فى الترويج والتحريك فى احد ميادين المدينة،
قال: قررنا ان نستخدم القرد لطرح أسئلتنا على لسانه فى حالة مسرحية، خاصة
أننا كنا نرى ان مدينة شرم الشيخ مسرح كبير لتلك الروايات التى نتناولها فى
العمل، وتلك الاسئلة كانت فى كثير من الاحيان مستفزة، لاننا كنا نحاكى
برامج التوك شو التى تحاصر الناس طوال الوقت، واسلوب عمرو اديب فى إلقاء
الاسئلة، والذى يستفز ضيفه ليجعله يتحدث ويحكى ما لديه من حكايات. |