يواصل مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ــ منذ دورته الأولى
ــ تميزه وتفرده فى تعميق العلاقات المصرية الإفريقية ومد جسور التواصل
المشتركة وصولا لدورته الثامنة التى تزامنت مع المؤتمر الإفريقى فى أسوان
ولعل أهم ما يميزها الحضور الجماهيرى الكبير من أهل الأقصر أما سر النجاح
المستمر للمهرجان فيكمن فى العمل الدءوب الذى لا يستسلم للظروف المالية
لتقديم فعاليات مثمرة بداية من اختيار الأفلام الإفريقية التى تنقل لنا
واقع دول القارة من خلال المسابقات المختلفة التى ضمت 120 فيلما تعددت
موضوعاتها وهى أفلام تبشر بأجيال سينمائية جديدة لديها أحلام تغيير الواقع
إلى الأفضل بالإضافة الى العديد من التكريمات والندوات والورش. وكان
لاختيار السينما التونسية ـ ضيف شرف الدورة الثامنة التى تختتم فاعليتها
غدا ـ تأكيدا للتمسك بالبعد العربى الإفريقى للمهرجان.
مد جسور التواصل لمحافظات الصعيد
للمرة الأولى بحضور 6 آلاف متفرج، افتتح الدكتور محمد
أبوالفضل بدران نائب رئيس جامعة جنوب الوادى والسيناريست سيد فؤاد رئيس
مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ونقيب السينمائيين المخرج مسعد فودة
امتداد مهرجان الأقصر بمحافظة قنا الذى شمل عروض أفلام سينمائية إفريقية
وبرنامجا حافلا بالفعاليات ولقاءات مع نجوم المهرجان.
افتتح البرنامج على المسرح المكشوف بجامعة جنوب الوادى
بتكريم الفنانة لبلبة وإهدائها درع الجامعة من قبل نائب رئيس المهرجان وكرم
أيضا نقيب السينمائيين المخرج مسعد فودة الذى شكر إدارة الجامعة وألقى كلمة
للطلاب اكد فيها عظمة هذا الحدث وأهميته فى التواصل مع الأجيال الجديدة
بالفن وكذلك التواصل مع قارتنا الأم قائلا إن هذا نجاح كبير لمهرجان الأقصر
فى امتداد فعالياته لمحافظة اخرى هى «قنا» التى تبعد 50 دقيقة عن محافظة
الأقصر.
كما كرمت الجامعة الفنان طارق عبد العزيز الذى أكد حرصه على
الحضور، وكشف عن أنه من أبناء محافظة اسيوط، إلا أنه من مواليد محافظة قنا
لذا لها مكانة خاصة فى قلبه، متمنياً لهم النجاح فى حياتهم العلمية
والعملية. وقال إن المسرح الجامعى خرج منه عدد كبير من الفنانين من بينهم
محمد هنيدى والراحل خالد صالح وخالد الصاوي، مضيفا أن الفن والحياة لا
ينفصلان.
كما تم تكريم السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان و منحه درع
الجامعة كلمة أكد فيها سعادته بحضور هذا الجمع والحشد الكبير وشكر الطلاب
ورئيس الجامعة الدكتور عباس محمد منصور ونائب رئيس الجامعة الدكتور محمد
أبو الفضل بدران بينما تفاعلت الفنانة لبلبة مع الطلاب وتفاعلوا معها وغنت
لهم أغنية من أغانيها.
وخلال فقرة فنية للطلاب غنت طالبة أغنيتها «أنا بالعربى
بحبك» التى غنتها فى فيلم «الشيطانة التى أحبتنى» وصعدت لبلبة على المسرح
لتشارك الطالبة غناء الأغنية واحتضنتها وشكرتها وشكرت كل الطلاب والتقطت مع
الكثير منهم صورا تذكارية . وقالت لهم: «أنا بحب جمهور الصعيد وغنيت لهم
كتير وتجولت فى كل محافظات الصعيد»
إفريقيا من السياسة إلى السينما
من الندوات المهمة التى جاءت ضمن فاعليات المهرجان ندوة
«مفهوم الإفريقية فى السينما»، وتحدث فيها كل من كيث شيرى مؤسس ومدير
«آفريكا آت ذا بيكتشرز» مهرجان الفيلم الإفريقى فى لندن والدكتورة أمانى
الطويل مدير البرنامج الإفريقى ومركز الأهرام للدراسات السياسية
والإستراتيجية وحلمى شعراوى مدير مركز البحوث والدراسات الإفريقية.
أدارت الندوة المخرجة عزة الحسينى التى أكدت فى البداية أن
مفهوم الإفريكانيزم بدأ فى الأساس كمفهوم سياسى ولكن سرعان ما وصل للأعمال
الفنية التى تقدمت فى دول قارة إفريقيا.
وبدأت الدكتورة أمانى الطويل حديثها بأن هناك الكثير من
المبدعين الذين أخذوا على عاتقهم التحدث عن الهوية الإفريقية التى تسمى فى
الفكر السياسى بالإفريقانية، ويزيد عمرها على أكثر من قرن، وتنقسم لشقين
أحدهما داخلى والمقصود به ثقافة الاستيطان الأوروبى فى إفريقيا، والقسم
الآخر الخارجى ويقصد به ثقافة العبودية التى مورست ضد الشعب الإفريقى فى
القرن الثامن عشر.
بينما تحدث كيث شيرى عن أهمية السينما فى صنع ذاكرة لحفظ
الصورة والمجتمعات، فهى السبيل لعكس واقع الحياة التى نعيشها، وهذا ما
استفادت منه هوليوود وتمكنت من خلاله من صنع صورة جديدة للعالم، فالجميع
يبحث عن البطل وفى طفولتنا كانت أسطورة «طرزان» هى المسيطرة علينا على
الرغم من كونه ذاك البطل الأبيض الذى يحارب البشرة السمراء، لأن تلك الآلة
المسماة بهوليوود استفادت تماماً من هذه الصناعه فى جلب الأموال وعكس
الأفكار التى تريدها وترسيخها فى الذاكرة، وهذا ما حدث مع كل الدول التى تم
استعمارها، وهو ما لمسه حين انتقاله للإقامة فى بيروت لمدة ست سنوات،
فحينما كان يذهب للأشرفية أو غيرها من المناطق كان يشاهد اللبنانيين
يتعاملون ويتعايشون كما لو أنهم فى فرنسا على الرغم من أن هذا غير صحيح،
ولكن الصورة التى انعكست من خلال الأفلام والأعمال الفرنسية هى ما بقيت فى
الذاكرة
السينما التونسية ضيف الشرف
كرم المهرجان فى دورته الثامنة السينما التونسية باعتبارها
سينما جادة قدمت للسينما الإفريقية والعالمية أعمالا خالدة شاركت فى تشكيل
وجدان العديد من الشعوب العربية. جاء التكريم متمثلا فى عرض 6 أفلام من أهم
أفلام السينما التونسية اقام معرضا للإفيشات وتكريم للمنتجة درة بشوشة
وكذلك عمل كتاب (قراءة فى الإنتاج السينمائى التونسي) الذى أقامت إدارة
المهرجان ندوة مخصصة لشرح الكتاب حيث أوضحت المخرجة عزة الحسينى مديرة
المهرجان.
فى البداية أكدت ان اختيار السينما التونسية لتكون ضيف شرف
الدورة الثامنة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية تم منذ فعاليات مهرجان
كان السينمائى فى دورته الماضية، وكان هناك الكثير من اللقاءات مع صناعها
فى كثير من المهرجانات اللاحقة، حتى تم توقيع بروتوكول لإصدار هذا الكتاب،
الذى كان من المفترض أن يظهر باللونين الأبيض والاسود إلا أن ما كتب فيه
وإخراجه بالصور والإفيشات الموجودة فيه جعل إصداره بالألوان ضروره ملحة،
لأهمية ما يحتويه، على إن يصدر بنسختين واحدة فى مصر والأخرى فى تونس.
المنتجة التونسية درة بوشوشة:
عملت منتجة بالصدفة
فى تكريم خاص احتفى المهرجان بالمنتجة التونسية درة بوشوشة
لتميزها الفكرى فى صناعة الأفلام إذ تعتبر من المهمومين بصناعة السينما،
وعبرت عن فخرها بالتكريم لأنه داخل مصر خاصة على أرض الأقصر صاحبة الحضارة
الكبيرة.
وأثناء التكريم قالت إنه خلال مشوارها فى مجال الإنتاج قدمت
ما يقرب من 20 فيلما كان لمخرجيها الدور الأكبر. وقالت أن اختيار الأفلام
التى تنتجها يأتى وفق العديد من المعايير أهمها اختيار الفكرة التى يجب أن
تؤمن بها حتى تضمن تسويقها ونجاحها، مشيرة إلى أن المنتج ليس فقط وسيلة
تمويل ولكن لابد أن يكون مبدعا وصاحب فكر لذلك يأتى تعاونها مع المخرجين من
خلال ورشة تستطيع من خلالها الإضافة للسيناريو.
درة بوشوشة لم تختر منذ البداية أن تكون منتجة أفلام ـ حسب
ما قالت ـ إنها كانت محبة للأدب والقراءة، وقد جاء دخولها إلى عالم الإنتاج
بالصدفة حيث قابلت المنتج الكبير الراحل أحمد عطية ـ أحد أهم المنتجين ـ
الذين حمسوها للإنتاج وقالت: كنت أترجم الأفلام فى البداية إلى جانب
التدريس رغم أنه من الأشياء الجميلة إلا إنه مرهق وجعلنى أعانى كثيرا وإذا
عاد بى الزمن لكنت فكرت كثيرا قبل اتخاذ تلك الخطوة ولكن ربما أدى القدر
دورا فى ذلك.
وأشارت إلى أن الإنتاج ليس مهنة سهلة خاصة أن هناك بعض
المخرجين يرفضون تدخل المنتج فى السيناريو ورغم ذلك أتدخل فى جميع تفاصيل
العمل السينمائى للوصول به إلى طريق النجاح.
وعن تجربتها مع شباب المخرجين قالت إن هذة التجربة تعد
الأفضل من التعامل مع المخرجين المخضرمين ولدينا 250 مخرجا شابا فى القارة
الإفريقية والعالم العربى وأنها أطلقت ورشة كتابة الجنوب للعمل على كتابة
السيناريو تضم العديد من شباب المخرجين الموهوبين.
لبلبة: «حبيبتى سوسو» أول أفلامى وأجرى كان 100 جنيه
كرم المهرجان الفنانة لبلبة فى احتفالية اتسمت بالحب من
جميع الحاضرين، وتحدثت فيها عن بدايتها الفنية التى جاءت بالصدفة بعد أن
اختارها أبو السعود الإبيارى و المخرج نيازى مصطفى حيث قالت إن والدتها
كانت تريدها أن تعمل فى الوسط الفنى رغم اعتراض والدها ولكن والدتها أصرت
وبالفعل تعاقدت على أول فيلم لها «حبيبتى سوسو» مع إسماعيل ياسين وحصلت على
أجر 100جنيه وبعد ذلك اختارها حسين صدقى لفيلم «البيت الكبير» وكان به
رسالة للأطفال و ظلت تحاول اختيار كل أعمالها بدقة بشرط أن يحمل رسالة.
وقالت لبلبة: لم يتوقع أى شخص من عائلتى استمرارى فى امتهان
الفن لأننى كلما أكبر تتغير ملامحى ولكنى استمررت إلى الآن و هذا، لم أكن
أتوقعه.
وأضافت: خلال استضافتى فى مهرجانات العالم اندهشوا من
استمرارى فى الفن من الطفولة مشيرة إلى أنها حضرت 18دورة لمهرجان كان
السينمائى وحكت عن تجربتها مع المهرجان. وقالت: كنت أشاهده فى التليفزيون
وتمنيت حضوره وسعيت للذهاب له وبالفعل تحققت أمنيتى وحضرت تقريبا كل دوراته
وكنت أشاهد 40 فيلما على الاقل خاصة أفلام المسابقة الرسمية كما كنت أسافر
على حسابى الشخصى واستفدت من التجربة جدا خاصة أننى كنت أرى الفنانات
اللاتى فى مثل عمرى كيف يخترن ادوارهن وبعدها تغيرت طريقة وشكل الأدوار
التى أقدمها.
وحول الغناء للأطفال قالت: غنيت للأطفال أكثر من 200 أغنية
وكان مكتوبا بجواز سفرى أننى مطربة وممثلة أما عن مرحلة تقليد الفنانين
فقالت إن هذه المرحلة كانت مهمة وقمت بتقليد كل الفنانين وبعضهم كان سعيدا
والوحيدة ومازلت أقوم بالتقليد حتى الآن وقمت بتقليد كل المطربين الكبار
إلا أم كلثوم ولم أفكر فى تقليدها وفى إحدى المرات والحفلات كنت أقوم
بتقليد الفنانين وبحضورها وعمرى 7سنوات وتفاجأت بأنها تتوجه ناحيتى وتعطينى
منديلها لتقليدها وهى المرة الوحيدة التى قلدتها وأمامها فقط أما فايزة
أحمد فطلبت منى تقليدها وكانت تتصل بى وتقول لي: لماذا لا تقلديني، وبعد
تقليد عدد من الفنانين كانوا يعدلون من أدائهم بعد تقليدهم ومنهم وردة
وبعضهم عدل من حركاته بعد أن شاهدونى أقلدهم.
وأضافت: المطربة نجاة فقط هى من تضايقت من تقليدى لها فى
إحدى الحفلات وكان ظهورى قبلها والجمهور بمجرد أن سمعها ضحك ولكنى اعتذرت
لها ولم أقلدها مرة اخرى اما عادل أمام فهو الوحيد الذى لم أقلده ولا أعرف
لماذا لأنه دائما أمامى ولا أنسى له وقفته معى بعد وفاة أمى وأيضا يسرا
وإلهام شاهين وليلى علوى فجميعهم ساندونى وكنت أتمنى وجودها اليوم وقت
تكريمي.
لأول مرة محمد صبحى ضيف شرف الاقصر الافريقى
اختارت إدارة المهرجان الفنان محمد صبحى ليكون ضيف شرف
الدورة الثامنة وعرض فيلم «هنا القاهرة» وتكريمه بحضور مخرج الفيلم عمر
عبدالعزيز
12ورشة
فنية أبرزها «الأفلام الوثائقية»
تضمنت فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الأقصر، 11 ورشة
فنية، بالإضافة إلى «ورشة الأفلام الوثائقية الدولية» التى قدمتها المخرجة
والمنتجة جيهان الطاهري.
تهدف الورشة إلى العمل على تطوير سرد وبناء المشاريع التى
يتم اختيارها، حيث تم تقسيم الجدول الزمنى للورشة بطريقة تتيح العمل على
متطلبات وكل فيلم فى جميع مراحلة المختلفة، وعملت الورشة أيضاً على تخصيص
بعض الوقت للمساعدة فى صياغة كل مشروع بطريقة تعزز رؤية المخرج، بحيث تتيح
له إمكانية وصول وملاءمة فيلمه للجمهور العالمي.
كما تم اختيار المشروعات التالية: من الجزائر: «البحث عن بو
سعدية»، إخراج مراد هيمر، ومن الكاميرون: «الرجل الذى يصلح المظلات»، إخراج
كريستيل ماغن تامو، ومن رواندا: «الرقصة اللطيفة الملعونة»، إخراج الكسندر
سيبومانا كوفي، ومن توجو: «الأسود والأزرق والأبيض»، إخراج آمانو يلبوه،
ومن مصر: «إحنا وعلى و4 سنين»، إخراج زينة بيلاسي، و«رق الحبيب»، إخراج
مروان عمارة.
وضم برنامج تنمية الجمهور المحلى ودعم المواهب بصعيد مصر،
11 ورشة أخري، وهي:«حرفية سيناريو» للمدرب ناصر عبد الرحمن، و«اساسيات
البالية للاطفال» للمدربة ياسمين الهواري، و«إعداد ممثل» يقدمها محسن صبري،
و«حكى للأطفال والكبار» يقدمها محمد عبد الفتاح، و«الرسوم».
المبدعون الجدد يعبرون عن همومهم
استقبلت الدورة الثامنة لمهرجان الأقصر عددا من أفلام شباب
إفريقيا ضمن مسابقة الأفلام القصيرة. وقالت الناقدة التونسية انصاف اوهيبة
عضو لجنة التحكيم المسابقة إن تعدد المواضيع وتنوعها هو السمة المسيطرة على
المشاركات وتميز المخرجون المشاركون برفضهم لكل أشكال العنف المجتمعى أو
الدينى أو الاقتصادى ونبذ الحروب والهجرة والعنف ضد المرأة وحملت بعض
الأفلام أسئلة كونية عن وجودنا فى الحياة وعلاقتنا بالعالم وتميز الجميع
بالطموح والسعى نحو العيش فى هدوء وسلام بتقديم همومهم من خلال الفن أو
الموسيقي. |