كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

فيلم Unsane التجربة أهم من الفيلم

أندرو محسن

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة الثامنة والستون

   
 
 
 
 

ستيفين سودربرج من المخرجين الذين تميزوا في الانتقال بين الكثير من الأجناس السينمائية بسلاسة، مع الحفاظ على حد أدنى من الجودة في معظم أفلامه، بالطبع لم تعد أفلامه الأخيرة تحمل تميزًا مثلما كانت أفلامه الأولى، لكنه لا يزال محافظًا على حبه في التنقل بين مواضيع جديدة.

في إطار القسم الرسمي خارج المسابقة بمهرجان برلين السنيمائي عُرض فيلم سودربرج الأحدث Unsane أو"المختل"، الفيلم ينتمي إلى نوعية الدراما النفسية والتشويق، مبتعدًا عن الكوميديا والجريمة التي حضرت في معظم أفلامه الأخيرة.

لكن التجديد في الحقيقية ليس في موضوع الفيلم بل في طريقة تصويره، المخرج صور فيلمه بالكامل بكاميرا iPhone.

تحت الحصار

قبل التطرق إلى طريقة تصوير الفيلم وتأثيرها عليه، ينبغي التعرض للفيلم نفسه. تدور قصة الفيلم عن سواير (كلير فوي) التي تذهب إلى معالج نفسي للتحدث عن خوفها من شخص يطاردها ويرغب في الزواج منها، لتُجبر على البقاء داخل مستشفى نفسي رغمًا عنها، وهناك تفاجأ بوجود نفس الشخص الذي يطاردها في طاقم المستشفى.

الفيلم من كتابة جيمس جرين وجوناثان برينستن، اللذان يعملان معًا عادة، على مستوى السيناريو توجد متناقضات عديدة بين الجيد جدًا والمتواضع جدًا.

كانت بداية الفيلم وسير الأحداث من إيجابيات السيناريو إذ ندخل في قلب الحدث سريعًا، دون تضييع الوقت في تفاصيل لن تضيف إلى المشاهدة، ولزيادة جانب التشويق، أخفى السيناريو سر العلاقة التي تربط بين سواير ومُطاردها ديفيد (جوشوا ليونارد)، وتأتي تتابعات النهاية أيضًا لتحمل عدة مفاجآت وكسر للتوقعات بشكل جيد.

بقدر ما كان الإيقاع سريعًا لكن لم يكن هناك اهتمام كافٍ بالتعريف ببقية الشخصيات في المصحة، فمنذ أول مشاهد دخول سواير لغرفتها نجد أن هناك نيت (جاي فارو) يرغب في مساعدتها وفي مقابله فايوليت (جونو تيمبل) تكرهها دون أية مبررات.

في الوقت نفسه شتت السيناريو انتباهنا في ثلثه الثاني حول محور الأحداث بعد دخول البطلة إلى المستشفى، إذ تتبادل حوارًا طويلًا مع نيت، يوضح لها فيه فساد منظومة المستشفى التي تستغل شركات التأمين وتجبرها على الإنفاق على المريض بحجة أنه يحتاج إلى البقاء داخل المستشفى، مما يجعلنا نذهب إلى كيفية خلاص سواير من هذه المصحة المخالفة للقوانين والقائمين عليها، كل هذا قبل أن تقابل مُطاردها لاحقًا لننسى المستشفى مؤقتًا وينصب التركيز مع الشخصيتين الرئيسيتين.

لعبت الصُدف كذلك دورًا أساسيًا في الأحداث بشكل أفسد منطقيتها، لنجد أن هناك الكثير من المنغصات في سيناريو كان يُمكن أن يخرج بشكل أفضل.

بعدسة آيفون

نعود الآن إلى التجربة التي قرر سودربرج أن يخوضها في فيلمه، أن يكون الفيلم بالكامل مصورًا بكاميرا الموبايل. المتابع للتجارب السينمائية الشابة أو أفلام الطلبة يعرف أن كاميرا الموبايل أصبحت بديلًا سهلًا واقتصاديًا وهي جيدة أيضًا إلى حد كبير، هكذا صارت هناك مؤخرًا مهرجانات متخصصة فقط في سينما الموبايل، فهل قدم سودربرج جديدًا في تجربته؟

ربما سيلاحظ المشاهد بعد المشكلات في ألوان بعض المشاهد خاصة التي تعتمد على إضاءة ضعيفة، أو عدم ثبات الـ Focus في بعض اللقطات، لكن إجمالًا يصعب ملاحظة أن هذا الفيلم مصور بكاميرا الهاتف المحمول.

يعود هذا لسيطرة المخرج على كادراته ليُخرج أفضل صورة ممكنة بالإمكانيات البسيطة المتاحة، دون أن يقيده هذا في الوقت نفسه باستخدام أحجام لقطات قريبة أو متوسطة فقط، بل على العكس تنوعت أحجام اللقطات طبقًا لطبيعة المشهد، فلا نكاد نشعر أن الكاميرا تقيد من حرية المخرج أو أنها كاميرا محدودة الإمكانيات في النهاية.

كان من الممكن أن يقدم سودربيرج فيلمًا تجريبيًا أو يعتمد على شكل بصري مختلف يتماشى مع تجربة الهاتف المحمول، لكن اختياره لتقديم الفيلم بالشكل التقليدي يُثمن التجربة بشكل أكبر ويجعلها نقطة انطلاق للمزيد من الأفلام المشابهة لاحقًا.

في عام 1999 قدم فيلم ”The Blair Witch Project“ (مشروع الساحرة بلير) ثورة إذ كان الفيلم يستخدم تقنية تصوير متواضعة ”Hi-8 video“ لكنه حقق نجاحًا استثنائيًا جعله يدخل موسوعة جينيس آنذاك كأكبر فيلم يحقق إيرادات مقارنة بتكلفته، لكن لم تنجح أفلام أخرى في استثمار نجاح الفيلم بشكل قوي وتحقيق نجاح مشابه بتكلفة منخفضة، إلا بعد 10 سنوات مع فيلم ”Parnormal Activity“ (نشاط غير طبيعي) ومرة أخرى كان فيلم رعب. هكذا يبدو أن أفلام الرعب والدراما النفسية أرض خصبة للتجارب الجديدة.

الأداء المتفاوت

لدى سودربرج قدرة على تحريك الممثلين، تظهر في ترشح الكثير ممن عملوا معه لجوائز التمثيل، بل إن جوليا روبرتس لم تحصل طوال مسيرتها سوى على أوسكار واحدة عن فيلم ”Erin Brockovich“ الذي كان من إخراجه.

قدمت الممثلة كلير فوي أداءً جيدًا إلى حد كبير داخل أحداث الفيلم، الممثلة الشابة التي يعرفها المشاهدون من خلال مسلسل ”The Crown“ (التاج) حاولت أن تقدم الشخصية المضطربة والخائفة دون انفعالات غير مطلوبة أو ليست في محلها. في مقابلها يأتي جوشوا ليونارد، الذي كان أحد أبطال ”The Blair Witch Project“ ليقدم أداء تقليديًا شاهدناه من قبل لشخصية المريض النفسي الذي لا ينجح في ضبط انفعالاته.

هكذا نجد أن الفيلم ليس بأفضل حالٍ ممكن على المستوى الفني، لكنه كتجربة سينمائية في الغالب سيكون فتحًا، وربما نشاهد الكثير من الأعمال المصورة بكاميرات الهواتف المحمولة، خاصة وهذه التكنولوجيا تحقق قفزات على مستوى جودة الصورة في كل عام، وفي حال حدوث هذا سيكون لدى صناع الأفلام فرصة لتقديم أفلامهم بتكلفة منخفضة.

####

سباق الدب الذهبي (3):

ختام مسابقة برلين بأعمال متميزة

أحمد شوقي

انتهى أخيرًا عرض كافة الأفلام المتسابقة على الدب الذهبي لمهرجان برلين السينمائي الثامن والستين، وعلى الجوائز الأخرى الممنوحة في المسابقة الدولية التي تحكمها لجنة برئاسة الألماني توم تيكوير، مخرج "اجري لولا اجري" و"كلاود أطلس". بقراءة هذا المقال وجزئيه السابقين، يكون لديك إلمام بسيط بجميع أفلام المسابقة، المرشح منها للجوائز الرئيسية، والممثلين البارزين المؤهلين لجوائز التمثيل.

لا تقلق.. لن يذهب بعيدًا على قدميه Don’t Worry, He Won’t Get Far on Foot (الولايات المتحدة)

فيلم خفيف الظل، جيد الصنع، يعود به الأمريكي المخضرم جوس فان سان لمسابقة برليناله، بفيلم كان صاحب فكرته الأولى النجم الراحل روبن ويليامز، الذي يهدي فان سان الفيلم لروحه بعد أن رست البطولة على يواكين فينيكس، ليجسد القصة الحقيقية لرسام الكاريكاتير الشهير جون كالاهان، الذي تعرض بسبب إدمانه الخمور لحادث سير مروع تسبب في شلله، ليبدأ بعدها مسيرته في رسوم الكاريكاتير اللاذعة التي يصل كثير منها لحدود استفزازية لجماعات بعينها.

المخرج يتحرك بحرية وبشكل غير خطي بين الماضي والحاضر، بين ما تسبب في جلوس كالاهان على كرسيه المتحرك، وبين محاولاته للإقلاع عن الخمر الذي لم يتركه حتى بعد الحادث، عبر جلسات علاج جماعي يديرها شاب ثري مثلي غريب الأطوار (يلعب الشخصية جوناه هيل ليظهر بصورة جديدة تمامًا ربما لو كان الفيلم قد عُرض في نهاية العام الماضي لأهلته لأوسكار أحسن ممثل مساعد).

الفيلم يوظف رسوم كالاهان الحقيقية بل ويحركها كفواصل تضيف للحكاية، يطرح في أحد مستوياته مشكلة إدمان الخمور وما يمكن أن تفعله بالبشر، ويحاول ـ وهو الأهم ـ أن يعمق شخصية جون كالاهان وإن كانت الشخصية تبدو في النهاية أكثر اتزانًا من سمعة كالاهان على أرض الواقع.

ربما ساهم في ذلك أداء يواكين فينيكس، المُختلف عليه بين من يراه جديرًا بالدب الفضي لأحسن ممثل (لو حققها سيجمع بينها وبين نظيرتها في مهرجان كان الاخير)، ومن يراه بالغ في تحويل الشخصية كاريكاتيرًا في حد ذاتها مما أفقدها الحميمية. لكن بغض النظر عن الآراء يمكن اعتباره فيلم جيد يصلح للعرض التجاري، لكن حصوله على جوائز سيكون صعبًا إلى لو امتلكت لجنة التحكيم نفس مشاعر المعجبين ببطل الفيلم.

التقييم: *** من خمس درجات

خنزير Pig (إيران)

يواصل المخرج ماني حقيقي تجربته الخاصة المختلفة تمامًا عن الشكل السائد في السينما الإيرانية، الجادة والواقعية في السواد الأعظم من إنتاجها. حقيقي يقدم فيلمًا ساخرًا، سوداويًا، يحول عالم السينما خلفية لقصة تمزج خفة الظل بالمرارة بصورة سيكاديليكية مستلهمة أساسًا من لا وعي الشخصية الرئيسية، المخرج حسن قسماي (حسن مجوني) الذي تمنعه السلطات منذ عامين من إخراج أفلام جديدة لسبب غير معروف.

المخرج الذي تكشف ملابسه الشبابية وديكور غرفته الصبياني عن شخصية غير كاملة النضج، يبدأ فريق عمله وعلى رأسه زوجته الممثلة في التسلل للبحث عن فرص عمل مع مخرجين آخرين منهم من يراهم مدعين مفتقدين للموهبة، وبينما ينشغل هو بأزمته يشتعل الرأي العام بالقاتل المتسلسل الذي يستهدف المخرجين فيقتلهم ويكتب على جبهتهم "خنزير" بشكل وحشي، حتى أن ضحيته الثالثة في بداية الفيلم يكون المخرج ماني حقيقي، مخرج الفيلم الفعلي.

الطريف أن البطل عندما ينتبه للجرائم يسيطر عليه سؤال مدهش في طرافته: لماذا لم يستهدفني القاتل حتى الآن؟ وكيف يجد ثلاثة مخرجين أفضل مني ليقتلهم؟ هنا يكمن أفضل ما في الفيلم بنفاذه لنفسية الفنان، وغرور المخرجين ذوي التكوين التنافسي بغض النظر عن سياق التنافس. طبيعة يمكن سحبها على السواد الأعظم من مخرجي العالم بالمناسبة.

سرعان ما يجد البطل نفسه وقد صار هو المشتبه فيه الرئيسي في الجرائم، تصاعد درامي مناسب جاء في وقته، لكنه أخل بمسار العمل واتجه به في منعطف أفقده الكثير من قيمة تشريح نصفه الأول لنفس الفنان. قد يكون مسار النصف الثاني والمرتبط بشكل كبير بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على علاقة الفنان وأزماته بالجمهور طريفًا حتى وإن انتهى نهاية دموية غير متوقعة، لكنه بالتأكيد يقل كثيرًا عن البداية التي مهدت لفيلم أكبر بكثير مما انتهى عليه عمل ماني حقيقي الجديد. وإن كانت غرابة الفكرة قد تضع الفيلم ضمن اهتمامات لجنة توم تيكوير للجوائز.

التقييم: *** من خمس درجات

شقيقي يدعى روبرت وهو أحمق My Brother's Name is Robert and He is an Idiot (ألمانيا)

ليس أسخف من عنوان فيلم المخرج فيليب جروننج سوى الفيلم نفسه. بحثنا طويلًا عن أثقل أفلام المسابقة ظلًا وأكثرها تكلفًا، ورشحنا فيلمي "دامسيل" و"موسم الشيطان" للقب، حتى جاء هذا الفيلم ليحسم الأمر تمامًا، حتى إنه وقبل مرور الساعة الأولى من ساعات الفيلم الثلاثة، كان تقريبًا نصف عدد حاضري العرض في قصر برليناله قد غادروا الصالة، نتحدث هنا عن 500 مغادر على الأقل، من مختلف الجنسيات والثقافات.

شاب وفتاة توأمان في عمر المراهقة، يذهبان لحديقة تواجه محطة وقود من أجل أن يساعد الشاب شقيقته في المذاكرة، ليقضيان ثلاث ساعات من الثرثرة الفارغة حول الفلسفة والجنس، ويدخلان رهانًا غير مقنع أن تجد الفتاة من تمارس معه الجنس، مع إيحاء مستمر برغبة متبادلة بينهما

تصوير غرائبي يمكنه أن يركز لدقائق على نملة تسير على بطن الفتاة النائمة في الحديقة مثلًا، وأحداث تظل لأكثر من ساعتين بلا أدنى تصاعد أو حركة، قبل أن تتصاعد بشكل غير مقنع تحت أي مسمى في الساعة الأخيرة، التي تنتهي بشكل جنوني لا يمكن بعد كل تفكير ممكن أن تصل لاستنتاج حوله، في فيلم كان من الممكن أن يستمر ثلاثة ساعات إضافية بلا مشكلة، ولم يكن الملل ليزيد عن الوضع الحالي.

الفيلم دفع المجلات السينمائية الثلاث الكبرى (فارايتي وسكرين وهوليوود ريبورتر) لكتابة تعليقات طريفة عليه، من بينها إنه "يشبه أفلام صندانس قدر ما يشبه روبرت باتنسون روبرت دي نيرو"، و"رغم صعوبة فيلم المخرج السابق إلا إنه يصير كـMy Best Friend's Wedding بالمقارنة بعمله الجديد"، وأن الفيلم قد يعجب "من يرون أن مايكل هانيكه صار مريحًا أكثر من اللازم".

التقييم: * من خمس درجات

متحف Museum (المكسيك)

جربة مغامرة يقدم عليها المخرج المكسيكي ألونسو ريوز بالاثيوس في فيلمه الطويل الثاني، والذي يروي فيه بتصرف حكاية سرقة عدد من القطع الأثرية من متحف المكسيك الوطني في منتصف الثمانينيات. المخرج يتعامل مع الحكاية التي تصفها التترات بأنها (قطعة مقلدة للواقع) بحرية أسلوبية كاملة، بل وبقصدية للتنقل خلال الأحداث بين الأنواع الفيلمية المختلفة.

حكاية الشابين المنتميين للطبقة الوسطى واللذين يقرران سرقة المتحف بدون سبب معروف، فليست حاجتهما للمال محركًا رئيسيًا كما يتضح، بل ربما حب المغامرة والتمرد على الأهل كان لها اليد العليا، حكاية يمزج فيها المخرج بين فيلم الدراما الأسرية، أفلام الطريق، أفلام المقابلات العابرة brief encounters، الكوميديا، التشويق، وبالطبع فيلم السرقة Heist. أنواع يقفز الفيلم طوال الوقت بينها دون أن يفقد جاذبيته وقدرته على الحفاظ الكامل على انتباه المشاهد، الفضيلة المفقودة في عدد لا بأس به من أفلام المسابقة.

البطولة يلعبها النجم المكسيكي الأبرز جايل جارسيا بيرنال، بحضوره المعهود وتأثره ربما بأبطال الموجة الفرنسية الجديدة، المغامرين الذين يتخذون قرارات سريعة ويدخلون مغامرات بدافع التمرد، لا تكون نهايتها في الأغلب سعيدة. يضاف لذلك في حالة "متحف" بعد آخر عن قيمة التاريخ المكسيكي وعدم منحه ما يستحق من التقدير من المواطنين المعاصرين.

في الفيلم إحكام إخراجي ممزوج بحس مغامرة، وأداء رجالي ملفت قد يضع بيرنال ضمن المرشحين لجائزة التمثيل، لكنه في المقابل معرض لأن يخرج خالي الوفاض إذا ما قررت لجنة التحكيم التعامل معه باعتباره عملًا تجاري النزعة، وهو بالفعل يمتلك ما يمكن أن يدرجه تحت هذا التصنيف الذي تراه بعض اللجان غير مناسب للتتويج.

التقييم: ***1/2 من خمس درجات

لا تلمسني Touch Me Not (رومانيا)

على النقيض تمامًا من "متحف" يقف فيلم "لا تلمسني" للمخرجة الرومانية أدينا بينتيلي في أبعد نقطة ممكنة عن السينما التجارية، بشكله الذي يستحيل تصنيفه كعمل روائي أو تسجيلي، موضوعه المغامر عن اكتشاف الحميمية وعلاقة الإنسان بجسده، والطريقة المدهشة التي قامت المخرجة وممثلوها باستخدامها لتنفيذ الفيلم.

لا حدود هنا بين الممثل والشخصية التي يلعبها في الفيلم، ففي الحالتين يتم اكتشاف الجسد أمام الكاميرا بجسارة وانفتاح، عبر ثلاث شخصيات رئيسية: امرأة خمسينية تعجز عن الاستمتاع بالجنس، رجل فقد شعر جسده بالكامل في سن الثالثة عشر، وقعيد يعاني من تشوه في جسده لا يمنعه من ممارسة الجنس والاستمتاع به.

المخرجة حاضرة على الشاشة مع شخصياتها، الذين يحيط بهم بدورهم عدد من الشخصيات الداعمة، ليكون الفيلم سلسلة مما يشبه جلسات العلاج، الجماعي أو الفردي، مع انفتاح على تجريب العنف الجنسي والمرور أو التحول، وغيرها من الصور التي تأتي هنا في صالح الفكرة العامة التي تعمل عليها المخرجة ـ وهي فنانة فيديو أيضًا ـ منذ قرابة العشر سنوات.

هذه الخلفية تظهر في توظيف شريط صوت خاص، يفاجئك طول الوقت باستخدامات صناعية تعمل باستمرار على نفي الطبيعية التسجيلية للعمل، بينما تقوم الصورة بإثباتها في الوقت نفسه، ليكون الناتج عملًا مركبًا ومربكًا. فيلم من النوع الذي يجب أن تبحث عنه المهرجانات وتدعمه، لأن مكانًا آخر لن يتحمس لعرضه، وجمهورًا آخر قد لا يكون مؤهلًا لمشاهدته بارتياح.

وكعادة الأعمال الخاصة الفيلم صالح لأن تغرم به أو تكرهه تمامًا، وسنعلم أي من الجانبين أخذته لجنة التحكيم عندما تعلن عن جوائزها.

التقييم: ***1/2 من خمس درجات

ماج Mug (بولندا)

رؤية بالغة القسوة للواقع البولندي تقدمها المخرجة مالجوراتا سوموفسكا ـ أحد وجوه برليناله المألوفة ـ في فيلمها الجديد "ماج"، والتي قد تعني (تقطيب الوجه). عن شاب يعيش حياة عابثة في قرية بولندية، يسمع موسيقى الميتال ولا يهتم كثيرًا بصورته أمام الآخرين، وبعد ساعات من تقدمه للزواج من حبيبته، يتعرض لحادث ضخم خلال عمله في مشروع إقامة أكبر تمثال للمسيح في العالم (مشروع حقيقي نفذته بولندا قبل سنوات).

الحادث يجعل البطل أول من يتعرض لجراحة زراعة وجه في بولندا، لكن العملية تحوله وحشًا مشوهًا أكثر من أن يصير شخصًا آخر. الكل ينفض من حوله، أمه ترفض التصديق إنه ابنها بل وتطلب من الكنيسة إخراج الروح الشريرة التي سكنته، حبيبته تتركه وتتهرب منه، باختصار يصير الحدث نقطة تحوله إلى التعاسة الكاملة.

في أحد المستويات يمكن ربط الحكاية بتغيير "وجه" بولندا من الشيوعية للرأسمالية، خاصة وأن المخرجة تبدأ فيلمها بمشهد هزلي لقتال بالملابس الداخلية داخل أحد المتاجر الكبرى التي تقيم أوكازيون ضخم بمناسبة الكريسماس بشرط دخول المحل بالملابس الداخلية. لكن الأهم من فكرة الانتقال من وجه لآخر هو العنصرية المتغلغلة في المجتمع حتى قبل الحادث.

سخرية مستمرة من كل ما هو مختلف، نكات عن المسلمين واليهود ومعاداة لوجود الغجر في القرية، وكأن الحادث قد حوّل البطل واحدًا من "الآخرين" محل العداء والسخرية، الآتية من أشخاص كل ما نراه يثبت أنهم الأجدر بالسخرية من أي جماعة يعادونها.

هذه الأفكار لم تكن كافية ـ على جديتها ـ أن تنقذ الفيلم من فخ الرتابة وافتقاده لعناصر الدهشة، برغم قصته المختلفة وبعض اللحظات الطريفة خاصة كل ما يتعلق بالكنيسة (مصدر سخرية دائم في أفلام المخرجة)، وطريقة التصوير الآتية مما يفترض أن يراه البطل بعد إصابته بعمى جزئي جراء الحادث. كل هذه عناصر جيدة، لكنها لا سبب ما لا تنتج في النهاية فيلمًا بالتميز المفترض وفق عناصره. فيلم جيد لا أكثر.

التقييم: *** من خمس درجات

في الممرات In The Aisles (ألمانيا)

موهبتان كبيرتان يجمعهما مخرج ناضج في آخر أفلام المسابقة وأحد أكثرها تأثيرًا. "في الممرات" للألماني توماس شتوبر يجمع النجم الشاب فرانز روجوفسكي (شاهدناه بأداء آخر رائع في المسابقة ضمن فيلم "ترانزيت") أحد أهم الممثلين الواعدين في السينما الألمانية، بالنجمة ساندرا هولر في أول تؤديه منذ بطولتها للفيلم فائق النجاح "طوني إردمان".

حكاية حب تقع بين ممرات متجر ضخم في إحدي الضواحي الألماني، بين شاب له ماضي إجرامي بسيط يريد تركه ليعيش حياة بسيطة، وامرأة متزوجة من رجل لا تحبه. إلا أن قصة الحب ليست هي الموضوع الرئيسي، ففي النهاية ما يقع فيها من أحداث لا يكفي لملء نصف زمن الفيلم، لكن المخرج يحوّل المتجر وممراته إلى شخصية رئيسية في الفيلم، تحتضن كل الشخصيات برتابة عملهم وأحلامهم المحدودة ولحظات الصداقة والحميمية التي تنشأ بينهم بحكم البقاء معًا طيلة الوقت.

المخرج يبرع في استخدام سيمترية المتجر، الأرفف العالية الممتلئة بالبضائع، وعربات رفع هذه البضائع وتفريغها. موتيفات بصرية يركز عليها الفيلم في دقائقه الأولى مع موسيقى كلاسيكية مهيبة تذكرنا فورًا بنقد السويدي روي أندرسون لمجتمعات الحداثة وخوائها من الروح.

إلا أن شتوبر لا يرى العالم بسوداوية أندرسون، بل يتصاعد تباعًا شعورنا بأنه حتى لو كانت الحياة المعاصرة رتيبة باهتة تحاصر الروح، إلا أن وجود البشر فيها، وتلاعبهم مع الواقع بالحلم والحب، كفيل بأن يبقى العالم دافئًا رغم كل ما فيه. صحيح أن العجلة تسير دون توقف، وأحيانًا بقسوة بالغة، لكن إيمان المخرج بقوة البشر البسطاء تفوق هذه القسوة.

ورغم أن الفيلم يتجاوز الساعتين دون الكثير من الأحداث والتصعيدات الدرامية، إلا إنك تجد نفسك مستعدًا لمتابعة المزيد من تفاصيل هذه العلاقات التي تدور داخل ممرات متجر استهلاكي.

التقييم: ***1/2 من خمس درجات

الجزء الأول
الجزء الثاني

موقع "في الفن" في

24.02.2018

 
 

صور.. إيد شيران في برلين من أجل دعم فيلمه الوثائقى "Songwriter"

كتبت : رانيا علوى

حضر النجم العالمى إيد شيران العرض الأول لفيلمه الوثائقى "Songwriter" وذلك بفعاليات مهرجان برلين السينمائى الدولى فى ألمانيا، وحرص على التواجد بصحبة شيران مخرج العمل موراى كامنجز.

وبمجرد وصول إيد شيران لمكان العرض قابله محبوه بالهتاف، وحرص شيران البالغ من العمر 27 عاما على التقاط الصور التذكارية مع عدد من محبيه وتوقيع الأوتوجرافات لهم.

يذكر أن فيلم "Songwriter" من تأليف واخراج موراى كامنجز، وشارك إيد شيران العمل بينى بلانكو، والعمل يستعرض عددًا من المحطات بحياة شيران.

اليوم السابع المصرية في

24.02.2018

 
 

خالد محمود يكتب:

برلين تعيش نشوة السينما..

وتوجه رسالتها السياسية للعالم

• 8 أفلام تستعرض التغييرات التى طرأت على أوروبا بعد الهجرة

وزير الثقافة الألمانية: يجب الا نخاف.. وكوسايك: السينما شاهد على ما يجرى

• «عبور» رومانسية ما بعد أهوال الحرب.. و«بين الممرات» يعود بالواقعية السحرية

تعيش برلين حقا نشوة السينما.. فمهرجانها الدولى الكبير استعرض فى دورته الـ68 أكثر من 400 فيلم تمثل تيارات عديدة من مختلف أرجاء العالم، الجمهور العاشق للسينما يلتف حول دور العرض مصطفا فى طوابير طويلة لحجز التذاكر، فنسبة الاقبال تجاوزت نصف المليون مشاهد.. الكل يتحدث عن السينما ومخرجيها الكبار ونجومها.. الكل لديه حالة شغف بمفاجآت الافلام وما تطرحه من قصص وحكايات وأساليب فنية.

ألمانيا تعتبر مهرجانها الكبير بوابة حقيقية لنظرتها نحو التغير الذى تنشده سياسيا وثقافيا فى أوروبا، هى بانتقائها لمجموعة افلام تحمل قضايا مؤرقة يعيشها العالم توصل رسالتها السياسية وتتبناها مثلما تفعل فى قضايا الهجرة غير الشرعية والهوية والحريات، حيث تعرض فى هذا الاطار وحده 8 أفلام تستعرض التغييرات التى طرأت على أوروبا بعد الهجرة، مثل الفيلم الوثائقى «المطار المركزى تمبلهوف»، الذى أخرجه البرازيلى كريم آينوز، يسلط الضوء على حياة اللاجئين الذين يعيشون فى المطار الشهير فى العاصمة الألمانية الذى بنى من قبل الحكومة النازية.

وفى حديثه عن قصة الناس يفرون من فظائع الحرب وإيجاد المأوى فى حظائر تمبلهوف، يقول أينوز: إنه سعى لعمل فيلم عن البشر، وعن التضامن. وكان أيضا محاولة لتقديم جانب آخر إلى القصة التى يجرى تصويرها فى وسائل الإعلام. ووصفها بأنها «التغطية الإعلامية الهستيرية لأزمة اللاجئين فى أوروبا، وانه كلما جاء المزيد من الناس اصبحت أكثر هستيريا وجنونا، حيث بات الشعور بالذعر سيد الموقف.

قدم اينوز بشرا حقيقيين من قلب المأساه، وقال: «كنت محظوظا بما فيه الكفاية لجود أناس يروون قصصهم ونتبادلها معا وقلت للمشاهد: «هؤلاء هم البشر، كما تعلمون».

المفارقات تمثل كل شىء فى الخط الدرامى فى الفيلم، ورويت الحكاية إلى حد كبير من خلال السرد البصرى، وقد استخدم موقع المطار التاريخى كفضاء عام، وكمدينة ايضا، بينما كان الخط الاحمر هو حقا عن شخصين يركز عليهما الفيلم، صبى يبلغ من العمر 18 عاما من سوريا ورجل يبلغ 35 عاما من العراق، والذى اضطر إلى الفرار من الحرب قبل أن يتمكن من التخرج فى كلية الطب، ويحاولان بطريقة ما أن يعيشا الحياة، ولكل منهما وجهة نظره.

جاء فيلم «إلدورادو» السويسرى الذى أخرجه ماركوس إمهوف، ليروى قصة إنقاذ لاجئين من قبالة السواحل الليبية ونقلهم إلى إيطاليا، والذين ينتظرون فى مخيمات الإيواء، ويتعرضون لخطر الترحيل أو الاستغلال، بسبب عملهم بشكل غير قانونى.

وبحسب مدير المهرجان، ديتر كوسليك: «إنه يكثر الحديث الآن فيما يفعله اللاجئون بعد وصولهم إلى أوروبا، والتساؤل حول المستقبل الذى ينتظرهم، والسينما شاهد كبير على ما يجرى».

وقد دعت وزيرة الثقافة الألمانية مونيكا جروترس إلى تغيير ثقافى مؤثر، قائلة: «يجب أن ينتهى زمن الصمت.. يجب ألا نخاف من التغيير».

واقعيا السينما الالمانية تحظى بحضور قوى فى مهرجان برلين هذا العام مهرجان، ففى المسابقة وحدها تنافست أربعة أفلام من بين 19 فيلما سعت للفوز بالدب الذهبى والفضى الذى يطمح اليه الجميع، وهى تعبّر عن تنوع كبير فى السينما الألمانية منها فيلم «ترانزيت» او «عبور» للمخرج كريستيان بيتزولد، وفيلم «بين الممرات» للمخرج توماس شتوبر، و«3 أيام فى كويبيرون» لإميلى عاطف، و«أخى اسمه روبرت وهو أحمق» لفيليب جرونين.

«عبور» فيلم مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة أنّا زيجرز، والتى كتبتها فى المنفى، حيث يَعرِض المخرج كريستيان بيتزولد لحياة أحد كتاب المنفى الالمان الفارين من قبضة الجيش فى فترة حكم النازى أثناء احتلال مارسيليا عام 1940، ومحاولة هروبه.

الفيلم، الذى تشارك فى انتاجه فرنسا، يعود بنا إلى أهوال الحرب العالمية الثانية، عندما يغادر الشاب جورج «فرانز وجوفسكى» باريس إلى مارسيليا فى اللحظة الاخيرة بعد الغزو النازى، وبعد ان يتورط فى جريمة قتل، وينتحل هوية شخص آخر هو كاتب يدعى «ويديل»، الذى تحتوى حقيبته على مخطوطات وبعض الرسائل، وتأمين السفارة المكسيكية للحصول على تأشيرة هجرة، والغريب ان مارى «بولا بيير» زوجة الكاتب الشابة نفسها توافق، بل وتشجع جورج على انتحاله لشخصية زوجها كونها يائسة من العثور على زوجها فى عداد المفقودين، حيث ظلت تنتظر وصوله من ألمانيا، وتتمسك بحلم الهجرة إلى المكسيك، وحينما تتعقد الأمور، يبدأ فى الوقوع فى الحب معها.. فى قصة شديدة الرومانسية، فقد ألقى بنفسه فى الاهوال من أجلها، ومساعدتها على السفر، فيولد الحب شيئا فشيئا بسبب مشاعر الحرمان والعطف.

فى الفيلم نرى محادثات كثيرة بين اللاجئين فى اروقة فندق صغير، وغرف الانتظار فى القنصليات والمقاهى والحانات فى الميناء الكل يبحث عن مفر لهجرة جديدة ببطاقات هوية اخرى، ولن يسمح بمغادرة هذه المدينة الساحلية الا بتصريح دخول من بلد آخر.

صور الفيلم فى مرسيليا المعاصرة، حيث أراد المخرج ان تتحرك تلك الشخصيات من الماضى إلى الحاضر وهكذا، حيث يجتمع اللاجئون اليوم فى نفس الازمة مهما اختلفت الاسباب، التاريخ يلتقى الحاضر، وجميع قصصهم تتضافر لخلق مساحة عبور ابدية واحدة لنهاية ربما تكون اسعد، وجاء ذلك عبر السيناريو والحوار كتبه بيتزولد بنفسه شديد الشفافية فى خطوطه سواء الرومانسية او السياسية، دون الخوض فى جرأة التفاصيل، فالحبكة كانت تسير وفق نعومة مجريات بطلها جورج «فرانز روجسكى»، الذى ينافس على جائزة افضل ممثل، وايضا مصير باقى شخصياته «مارى وريتشارد»، لكنه نجح ايضا فى إضفاء بعض لحظات التوتر.

وقال بيتزولد إن الرواية تحمل جزءا واقعيا كبيرا يمثل جزءا من حياة الكاتبة، مؤكدا أنها ستغنى عن بعض الأمور السياسية الموجودة فى الرواية لأنه ليس له أى قيمة من تقديمها الآن.

فى الفيلم الالمانى الثانى «بين الممرات» يفتح المخرج توماس ستوبر نافذة على عالم الرومانسية الخاص لأحد العمال العاديين فى «لايبزيج» احدى المقاطعات الشرقية، وكذلك يغوص فى تحليل الاشياء، والواقع، والرغبات والأحلام التى تتكشف فى صور شديدة العمق، حيث نرى ان كل يوم يمر من الزمن يتم تحويله إلى ساعات من الواقعية السحرية التى تتجاوز قصص العطاء والحب، وصولا إلى مفهوم جديد للامل لحياة غير واضحة المعالم، مليئة بممرات لا نهاية لها، وذلك من خلال العلاقات المتشابكة بين مجموعة شخصيات الفيلم كريستيان الذى يعمل على تنظيم الارفف داخل سوبر ماركت، ويجسده فرانز روجوسكى، وماريو ن، وبرونو، الذين يكافحون من أجل أفراح صغيرة فى الحياة، فنجد الذين يعملون فى سوق الجملة فى الفيلم يمثلون المجتمع الذى يكافح بالمثل.

فرانز روجوسكى فى تجسيدة شخصية المسيحى كان ملهما بمعانٍ كثيرة ارادها المخرج، وحسب تعبيره: «هذا أمر مهم حقا»، فهو لديه ماضٍ مضرب، لم يتحدث كثيرا فى النصف الأول من الفيلم، وقال المخرج ستوبر: «أنت بحاجة إلى ممثل يمكنه التعبير عن الأشياء بنظرة عينيه، ليمكنك أن تفعل شيئا مؤثرا».

وكذلك شخصية ساندرا هولر التى جسدت دور ماريون، فهى تحمل كل صفات الممثلة العظيمة التى تناسب تلك الشخصية، «إنها امرأة قد لا تؤثر فيك للوهلة الأولى، ثم تنفجر ابداعا عقب انفجار مشاعرها ومشاكلها العاطفية، الفيلم يمثل عودة ستوبر إلى الشاشة الكبيرة بعد فوزه بجائزة تورونتو عام 2015 عن فيلمه «القلب الثقيل».

####

«جزيرة الكلاب».. نقلة نوعية واحتفاء خاص بالضيوف

برلين - خالد محمود

أعتبرت ادارة مهرجان برلين عرض فيلم الرسوم المتحركة «جزيرة الكلاب» للمخرج ويس أندرسون، يمثابة نقلة جديدة وجيدة للمهرجان، حيث إنها المرة الأولى فى تاريخ المهرجان الذى يختار فيها عملا للرسوم المتحركة كفيلم افتتاح.

واحتفى بيان المهرجان بعدد ضيوف هذه الدورة وذكر أن الأيام الأولى شهدت حضورا عددا كبيرا من صناع السينما البارزين، ومنهم ديفيد زيلنر وناثان زيلنر وروبرت باتينسون ومييا واسيكوسكا وهوجو وافينج وجيم برودبنت وإيزابيل كويكسيت وإميلى مورتيمر وباتريشيا كلاركسون وكريستيان بيتزولد وبولا بير وفرانز روجوسكى وبينوا جاكوت وإيزابيل هوبير، روبرت إيفرت، إميلى واتسون، حنا شيجولا، ألبا رورواشر، مارى بومر، بيرجيت مينشماير، شارلى هوبنر، روبرت جويزديك، خوسيه باديلها، روزاموند بايك، دانييل بروهل، لاف دياز، جوس فان سانت، جواكين فينيكس، أودو كيير، مايكل غويزديك، جيف دانيلز، بيتر سارسغارد، ناتالى دورمر، لارس كروم، فلوريان لوكاس، رونالد زهرفيلد، ستيفن سودربيرج، كلير فوى، وغيرها الكثير.

وكشفت إدارة المهرجان أن سوق الفيلم الأوروبى الذى يقدمه المهرجان، قد شهد هذا العام حضورا مكثفا من شركات التوزيع والانتاج، وأن الأيام الأولى شهدت بالفعل العديد من اللقاءات المتميزة والصفقات الناجحة.

####

استقبال حار لأسرة «الثورة الصامتة»

برلين - خالد محمود

استقبال حار لأبطال ومخرج الفيلم الالمانى «الثورة الصامتة» من جمهور مهرجان برلين السينمائى، وامام سجادة قصر الفريدرش، قدم ديتر كوسليك، مدير المهرجان اسرة الفيلم للجمهور، حيث وصفهم بالرائعين.

يعرض فيلم «الثورة الصامتة» فى قسم «البانورما الخاصة» ضمن فاعليات الدورة الـ68 للمهرجان وهو اخراج لارس كراومه وبطولةً لينا كلينكى، ومايكل جوزيدك، وتوم جرامينس، وليونارد شيشر.

وتدور أحداث الفيلم، عندما سحقت دبابات سوفيتية انتفاضة فى المجر فى عام 1956، وعليها بدأ مجموعة من المراهقين الصغار فى شرق ألمانيا احتجاجا بطريقتهم الخاصة فى تحدٍ للنظام الشيوعى الذى أبقى بلادهم مقسمة لثلاثة عقود تالية.

وفى ظل الرقابة المشددة على وسائل الإعلام فى موطنهم شاهد تلميذان من ألمانيا الشرقية لقطات لانتفاضة المجر فى 1956، وهى لحظة فارقة فى تاريخ الحرب الباردة، وهما فى الطريق إلى السينما فى غرب برلين.

ويعود التلميذان ويقصان ما شاهداه على زملائهما فى الفصل ويستمعان معا إلى أخبار عما حدث فى الانتفاضة من الشطر الغربى عبر الراديو فى منزل بالريف ويتفقان على أنهما يقفان دقيقة صمت حدادا على أرواح من قتلوا فى الانتفاضة الفاشلة خلال اليوم الدراسى.

####

«تتش مي نوت» يحصد الدب الذهبي بمهرجان برلين السينمائي

الشروق

في مفاجأة كبيرة وغير متوقعة، فاز الفيلم الروماني «تتش مي نوت» للمخرجة أدينا بنتيللي، بجائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في مهرجان برلين السينمائي الذي اختتم دورته الثامنة والستين مساء السبت، ويتناول الفيلم العلاقات الحميمة والجنس وصدم بعض المتفرجين بمشاهده الصريحة.

وقالت بنتيللي إنها لم تكن تتوقع الفوز بهذه الجائزة لفيلمها الذي يمزج بين الحقيقة والخيال مع تناوله العديد من الشخصيات التي تسعى لإقامة علاقات حميمة وإن كانت تخشى منها في نفس الوقت.

وحصل أنتوني باجون على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «الصلاة» للمخرج سيدراك خان، بينما حصلت الممثلة أنا بران من باراجواي على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «الوريثات» أو «ذا أيرس» للمخرج مارسيلو مارتينيسي.

وحصل المخرج الأمريكي ويس أندرسون على جائزة الدب الفضي لأفضل مخرج عن فيلم الرسوم المتحركة (جزيرة الكلاب) الذي يحكي قصة مدينة يابانية تُرحل كلابها إلى مكب نفايات في إحدى الجزر خلال تفش لمرض أنفلونزا الكلاب.

وتسلم بيل موري الذي أدى بصوته دورا في الفيلم الجائزة في الحفل نيابة عن أندرسون. وقال بسخرية كوميدية "لم أكن أتخيل قط أن أذهب للعمل ككلب وأعود كدب".

ومنحت هذه الجوائز لجنة تحكيم مؤلفة من ستة أشخاص برئاسة المخرج الألماني توم تيكوير. وعُرض في المهرجان الذي بدأ في 15 فبراير نحو 400 فيلما تنافس 19 منها على جائزة الدب الذهبي.

الشروق المصرية في

25.02.2018

 
 

الفيلم الروماني"لا تلمسني" يحصد الدب الذهبي في برلين السينمائي

المخرجة الرومانية أدينا بينتيلي تؤكد أنها لم تكن تتوقع الفوز لفيلمها الذي يمزج بين الحقيقة والخيال للعديد من الشخصيات التي تسعى لإقامة علاقات حميمة.

برلين- يختتم مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله) فعالياته الأحد بعد منح جوائزه حيث يستمتع الجمهور خلال هذه المناسبة بمشاهدة مجموعة من أفلام الدورة الثامنة والستين للمهرجان الذي يعد أحد أقدم المهرجانات السينمائية وأكثرها سحرا في العالم.

وأعلنت لجنة التحكيم الرسمية مساء السبت، عن فوز فيلم "تاتش مي نوت" أو (لا تلمسني) للمخرجة الرومانية أدينا بينتيلي، بجائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم

ويتناول الفيلم العلاقات الحميمة والجنس وصدم بعض المتفرجين بمشاهده الصريحة.

وقالت بنتيللي إنها لم تكن تتوقع الفوز بهذه الجائزة لفيلمها الذي يمزج بين الحقيقة والخيال مع تناوله العديد من الشخصيات التي تسعى لإقامة علاقات حميمة وإن كانت تخشى منها في نفس الوقت.

وقالت في مؤتمر صحفي بعد حصولها على الدب الذهبي إن الفيلم يدعو المشاهدين إلى التعاطف واحتضان الآخر ودراسة أفكاره عن كل شيء من جديد. وقالت إن الفيلم يعكس الواقع للمشاهد.

وأضافت بنتيللي "هذا هو السبب وراء أن كثيرين لا يشعرون بالارتياح لهذا الفيلم لكن في نفس الوقت نحن نتحدى المشاهد بالحوار وبالنظر إلى نفسه".

وحصل المخرج الأميركي ويس أندرسون على جائزة الدب الفضي لأفضل مخرج عن فيلم الرسوم المتحركة (آيل أوف دوجز) الذي يحكي قصة مدينة يابانية تُرحل كلابها إلى مكب نفايات في إحدى الجزر خلال تفش لمرض إنفلونزا الكلاب.

وتسلم بيل موري الذي أدى بصوته دورا في الفيلم الجائزة في الحفل نيابة عن أندرسون. وقال مازحا وهو يرفع جائزة الدب الفضي "لم أكن أتخيل قط أن أذهب للعمل ككلب وأعود كدب".

وحصل أنتوني باجون على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم (لا بيير) أو(ذا براير) للمخرج سيدراك خان وحصلت أنا بران على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم (لا هيدراس)أو (ذا أيرس) للمخرج مارسيلو مارتينيسي.

وقال باجون في مؤتمر صحفي بعد تسلمه الجائزة "دعيت كثيرا لاستلام الدب... من المهم جدا أن نعرض لمدمني المخدرات أن هناك طريقا للتخلص من إدمانهم. في هذا الفيلم الطريق هو الدير... الدين هو الذي يساعد هذا الشخص."

كما فاز فيلم (لا هيدراس) بجائزة ألفرد باور التي تمنح لفيلم يفتح آفاقا جديدة. وحصل مانويل ألكالا وألونسو رويزبالاسيوس على جائزة أفضل سيناريو عن فيلم (موسيو). وحصل فيلم (تفاش) للمخرجة البولندية مالجورزاتا سزوموسكا على جائزة الدب الفضي للجنة التحكيم.

ومنحت هذه الجوائز لجنة تحكيم مؤلفة من ستة أشخاص برئاسة المخرج الألماني توم تيكوير. وعُرض في المهرجان الذي بدأ في 15 فبراير شباط نحو 400 فيلم تنافس 19 منها على جائزة الدب الذهبي.

وتخلو المسابقة الرسمية من مهرجان برلين من الأفلام العربية، فيما تعرض الأقسام المختلفة للمهرجان أفلامًا من المغرب ولبنان ومصر ضمن 450 فيلمًا.

واكتفت السينما العربية بـ8 أفلام فقط في المهرجان رصدت أغلبها ظواهر الغربة والفقر، وهي "من دون وطن"، و"جاهلية" من المغرب، "الجمعية"، و"قبل ما أنسى" من مصر، "وأخيرا مصيبة"، "شغب: 3 حركات"، "أرض المحشر"، و "بين هيكل ستديو بعلبك" من لبنان

الفيلم الأول "من دون وطن" للمخرجة المغربية، نرجس النجار، تسجيلي يتحدث عن المهاجرين الذين يعيشون على الحدود المغربية- الجزائرية.

ويروي الفيلم قصة شابة تعيش مأساة ما وصفه بـ "ترحيل المغاربة قسرا من الجزائر" سنة 1975، حيث أرغمت على الرحيل مع والدها إلى المغرب، في حين أرغمت والدتها على البقاء بالجزائر، لتتضاعف معاناتها ومأساتها بعد وفاة رب الأسرة، إذ ستجد نفسها من دون أوراق هوية.

أما الثاني فهو الفيلم الروائي الجديد للمخرج، هشام العسري، بعنوان "جاهلية"، وتدور أحداثه حول إلغاء بعض طقوس عيد الأضحى في الثمانينيات من القرن المنصرم بسبب الجفاف

ومن مصر، يشارك فيلم تسجيلي طويل بعنوان "الجمعية" للمخرجة اللبنانية ريم صالح.

ويصوّر الفيلم، كيف تتغلّب نساء الطبقة الفقيرة من سكان روض الفرج، شمالي القاهرة، على الأحوال الاقتصادية الصعبة عن طريق تكوين ما يعرف بـ"الجمعية".

وقضت مخرجته اللبنانية سنوات تصور في حي "روض الفرج" الفقير في القاهرة وتتابع نشاط بطلتها "أم غريب" في "الجمعية" التي تأخذ عادة شكل بنك تعاوني "شخصي" بدلاً من البنوك وفوائد قروضها، يتشارك فيها عدد من الأشخاص بمبلغ معين، وفي نهاية كل شهر يُسلم المجموع إلى واحد منهم

من ذلك الفعل، يذهب الفيلم لكشف الصراع اليومي لسكانه من أجل تأمين لقمة عيشهم ومجابهتم الفقر والمرض، ويتناول قصصاً جانبية شديدة الصلة بواقع الأحياء الفقيرة في مصر اليوم.

ومن لبنان يعرض أيضًا في "الملتقى الممتد" الفيلم القصير "وأخيرا مصيبة" (16 دقيقة) للمخرجة مايا الشورجي عن ذكريات السجن ما بين بيروت ودمشق، وفيلم "شغب: 3 حركات" (17 دقيقة) لرانيا ستيفان عن كيف واجه شباب بيروت مشكلة تراكم القمامة في 2015

كما يعرض من لبنان فيلم "بين هيكل ستديو بعلبك" (47 دقيقة) إخراج سيسكا، وهو فيلم عن الرقص، و"أرض المحشر" (10 دقائق) لميلاد أمين، و"على قد الشوق" لغسان سلهب

وكان المهرجان باع في منتصف فترة أيام عروضه حوالي 273 ألف تذكرة، بينما كان عدد التذاكر التي بيعت في مثل هذا التوقيت من العام الماضي 250 ألف تذكرة. يعتبر مهرجان "برليناله" أكبر مهرجان سينمائي للجمهور في العالم.

العرب اللندنية في

25.02.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)