كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

أفلام «برلين السينمائى الـ68»..

تحديات سياسية وفنية

رسالة برلين: خالد محمود

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة الثامنة والستون

   
 
 
 
 

كشفت عن شعوب تفضل التمسك بظلال الماضى بدلا من تبنى المستقبل.. والقصة لا تزال مستمرة

• Heiresses.. رائعة باراجواى السينمائية يركز على السجون التى نبنيها لأنفسنا.. ويدعو لاستقلال المشاعر فى زمن فقدان الرومانسية

تكشف شاشة مهرجان برلين السينمائى فى دورته الـ 68، عن ان السينما تمر الان بمرحلة تغير كبيرة، فقد اصبحت اكثر اخلاصا ووفاء لواقع الشعوب اجتماعيا وسياسيا، ابداعها بات يتنفس لحظات آلامها وبهجتها، مشاهدها تنبض تارة بالتمرد وتارة بالرضا.. باختصار أصبح المخرجون يرضخون لرغبة الانسان فى النهج الذى يريد ان يعيش به حياته وهم يصورون حكاياته وقصصه، فاليوم لا فارق بين شريط الفيلم على الشاشة وشريط الحياة.. فهل هذا هو الفن الثامن؟!

عرض المهرجان فى اطار مسابقته الرسمية The Heiresses واحدا من اعظم الافلام التى تؤرخ لهذا المنظور الجديد للسينما، وحظيت بأعجاب كبير من الجمهور والنقاد، ومن المتوقع ان يحصل على نصيب من الجوائز، فالفيلم الذى ينتمى انتاجيا إلى باراجواى بمشاركة من اورجواى وألمانيا والنرويج والبرازيل وفرنسا، واخراج مارسيلو مارتينزى، يرمز للشعور بالخسارة والكآبة عندما تؤجل لحظاتك المبهجة لوقت آخر من الحياة، هو قصة عن فقدان الرومانسية واختيار الاستقلال فى المشاعر بدلا منها، كما يكشف السيناريو الذى كتبه مارتينيزى ايضا عن الهوية وكسر الوطن من خلال العبور على العديد من الانقسامات بين الأجيال من مختلف الطبقات.

فبطلتنا هى تشيلا (آنا برون) التى تذيبنا فى حكايتها هى وصديقتها تشيكيتا (مارجريتا إيرون)، وهما من كبار السن وينحدران إلى اسر ثرية، وقد استقرت حياتهن فى شىء من الروتين، قبل ان تتدهور حياتهن المالية، تشيلا تحاول ان تختبئ من العالم بين العظمة الفخمة للمنزل الذى ورثته من عائلتها، بدأ يتلاشى الماضى الذى تتشبث به، بينما الحاضر الذى ترغبه غير مؤكد، فتشيلا تكافح من اجل ترك منزل ينتمى إلى حقبة زمنية مختلفة عن حياتها اليوم رغم انتمائها.

لمفرداته والتمسك بذكريات الماضى، وهناك كثيرون غيرها، وعندما يتم إرسال تشيكيتا إلى السجن بسبب الاحتيال، يصبح منزلها صالة للعب للنساء الأثرياء، ومع تتابع الاحداث اضطرت تشيلا لبيع قطع الأثاث العتيقة والفضيات التى تركتها عائلتها لدفع ديون تشيكيتا، بل وتعمل كسائقة بالاجرة لمجموعة من السيدات الاثرياء بسيارتها المرسيدس وتبدأ شيلا فى تجربة العالم الخارجى، وهنا تلتقى أنجى (آنا إيفانوفا)، فتاة شابة ومبهجة لكن صداقتهما لم تستمر. بدون شك خطط مارتينيزى لثورة شخصية لبطلته الرئيسية تشيلا عن طريق السماح للكاميرا بمراعاتها بعناية، ونسج صورة معقدة لرغباتها نجحت فى تجسيدها آنا برون ببراعة واساس عميق، الفيلم بأكمله يعتمد على ضبط النفس، فى الوقت الذى يكشف فيه المخرج جزءا كبيرا من مجتمع البراجواى الذى يفضل التمسك بظلال ماضيه، عن تبنى المستقبل. وكذلك فى الخلفية السياسية والاضطرابات والفساد والمشكلات الاقتصادية المزمنة التى ابتليت بها البلد وعاشت عهدا من ديكتاتورية ٣٥ عاما، مارتينيزى يستخدم صراعات السلطة وعلاقتها بقمع الثقافة البرجوازية لإشراك الجمهور فى هذا العالم. فالفيلم الذى يمكن ان نظلق على عنوانه «الوريثة» هو عن السجون التى نخلقها لأنفسنا، ونحن غالبا ما نخاف جدا من المغادرة، وكان خلق بطلتنا حكاية لتحرير حبسها فقط محاولة لتحقيق الذات والهروب، وهو ما أشير إليه فى المشهد الأخير للفيلم.. والقصة لاتزال مستمرة بحسب تعبير منتج العمل.

مهرجان برلين الذى يعد من افضل التظاهرات السينمائية فى العالم، يعيش تحديات فنية وسياسية هذا العام، فهو يتغير عمقا على مستوى الشكل، حيث يسعى القائمون عليه وفى مقدمتهم ديتر كوسليك مدير المهرجان إلى ان يغير فى سياسة المهرجان، على مستوى الاختيار، وقد اختار هذا العام فيلم رسوم متحركة ليعرض فى الافتتاح لأول مرة وهو «جزيرة الكلاب»، للمخرج الكبير ويس أندرسون، وهى تجربة مثيرة وجديدة.

وقال أندرسون إن تجربته فى هذا الفيلم هى تجربة خاصة جدا، حاول أن يصنع خلالها فيلم رسوم متحركة على غير الأمريكية المعتادة، مؤكدا أن الفيلم هو مزيج من أفلام كوروساواو ميازاكى، وهما مدرستان كبيرتان فى الرسوم المتحركة، فأحدهما يهتم بالتفاصيل والآخر يعتمد على الصمت ويرصد حالة الطبيعة بسلام، وبين المدرستين حاولت أن أصنع فيلما مختلفا.

وأضاف: حاولت تحقيق نتائجى المرجوة من خلال العمل على موسيقى الفيلم التى تعد أحد العناصر المهمة فى هذه النوعية من الأفلام، ولكن بعد العمل كثيرا وجدت أنه يجب أن يتم سحب الموسيقى التى قدمها الفرنسى الكسندر ديسبلات فى مناطق عدة، ليخرج الفيلم هادئا من وجهة نظرى ليكون أقرب إلى طريقة ميازاكى».

ويقول أندرسون إنه فكر فى البداية فى أنه يريد أن يصنع فيلما عن الكلاب ويدمج ذلك بحبه لليابان، وإن فكرة الإسقاط السياسى والخيال العلمى لم تبدأ فى التطور فى ذهنه بشأن مدينة ميجاساكى الخيالية إلا لاحقا.

وأضاف أندرسون «كانت السياسة فى هذا المكان المختلق فى اليابان من نسج خيالنا.. لكن بسبب عملنا فى هذا الفيلم مدة طويلة.. بدأ العالم يتغير.. وفجأة بدا أنه مناسب لهذا التوقيت».

و«ربما استوحينا فى الفيلم أفكارا جديدة من الحياة الواقعية من أماكن صغيرة على الطريق لكنها.. قصة شعرنا أنها قد تحدث فى أى وقت وأى مكان».

كما أشار ابطال الفيلم إدوارد نورتون وليف شرايبر وبيل مورى وتيلدا سوينتون ويوكو أونو. عبر مؤتمر صحفى اقيم عقب العرض، إلى صعوبة العمل ومتعته أيضا، مؤكدين أن تركيب الأصوات وسط ضجيج الكلاب كانت عملية مرهقة.

وتدور أحداث الفيلم حول طفل يسافر فى رحلة يجوب بها اليابان، بحثا عن كلبه الذى فقده، ذلك هو المنظور الاول للقصة، لكن فى المنظور السياسى الذى قصده أندرسون هو ان المدينة اليابانية متمثلة فى شخصية الحاكم المستبد كوباياشى، قررت نفى كل الكلاب فيها إلى جزيرة تستخدمها السلطات مكبا للنفايات بحجة تفش لمرض فى المدينة. هم يحملون فيروسه القاتل وانه يمكنهم ان ينقلونه إلى البشر، ثم يتتبع الفيلم المغامرات التى يخوضها الطفل «أتارى» الذى يقود طائرة ليصل إلى الجزيرة بحثا عن كلبه الأليف «سبوتس» المولود فى ناكازاكى والذى تحول بعد ذلك إلى عض اخرين، فى ظل مخاطر، حيث نرى شخصية الحاكم المستبد الشرير كوباياشى، الذى يصدر قرارا بتدمير الجزيرة وإبادة الكلاب، بل يرسل من يغتال البروفيسور واتانابى الذى اخترع مصلا يمكنه أن يحصن جميع الكلاب من الإصابة به.

والواقع ان التجربة مهمة بثراء فنياتها، بدأ من الصورة السينمائية الممتعة بصريا، والحبكة الدرامية المميزة، وحوار الكلاب وعالمهم الذى يشبه فى تصرفاته وتنوعه بخيره وشره وطيبته ودهائه وكأننا امام بشر، وبجانب الموسيقى التصويرية المصاحبة للفيلم التى لعبت دورا مهما بإتاحتها مساحات للصمت، الذى لا يقل اهمية عن الحوار، كما يعد الاداء الصوتى لنجوم التمثيل الذين قدموا أصوات الكلاب الخمسة الرئيسية هم الابطال الحقيقيون للعمل.

####

توم تيكوير: الانتهاكات الجنسية تسببت فى هزة كبيرة لسوق السينما

رسالة برلين: خالد محمود

انتقد المخرج الألمانى توم تيكوير رئيس لجنة التحكيم الانتهاكات الجنسية، التى تم الكشف عنها أخيرا فى سوق السينما، والتى وقع ضحيتها عدد كبير من النجمات.

وقال توم خلال مؤتمر للجنة التحكيم، إن الانتهاكات الجنسية التى طفت على السطح أخيرا، كانت كفيلة لتحقيق صدمة وهزة كبيرة فى سوق السينما، كما أنها كشفت عن الصعوبات والضغوطات التى يتعرض لها بعض العاملين فى الصناعة.

وأضاف: قضية الانتهاكات الجنسية لا تخص فقط قطاع السينما، ولكنها سلطت الضوء أيضا على الطبيعة الواقعية لسوق العمل، والمشكلات التى يواجهها الكثيرون من العاملين الأضعف».

على جانب اخر عبر المخرج الالمانى عن سعادته بتولى مهمة رئاسة لجنة تحكيم مسابقة كبيرة ومهمة مثل مسابقة مهرجان برلين السينمائى، مؤكدا أن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق، ولكن فى الوقت نفسه يأمل بأن يحقق أفضل نتائج بالتعاون مع أعضاء اللجنة.

وحضر المؤتمر من أعضاء اللجنة: الممثلة سيسيل دى فرانس، وشيما برادو، والمنتجة أديل رومانسكى، والموسيقار ريويتشى ساكاموتو، والناقدة الأمريكية ستيفانى زكاريك.

جدير بالذكر أن إدارة مهرجان برلين السينمائى الدولى، رفضت دعوة لمد بساط أسود يسير عليه نجوم السينما بدلا من السجادة الحمراء كرمز لتأييد حركة «مى تو» ضد التحرش الجنسى فى صناعة السينما، وهو ايضا تحدٍ على المستوى الساسى خاضه المهرجان.

####

بيكى بروست تحصل على كاميرا البرلينالى

رسالة برلين: خالد محمود

قام ديتر كوسليك، مدير مهرجان برلين السينمائى، بمنح بيكى بروبست، رئيس سوق الفيلم الأوروبى بسويسرا كاميرا البرينالى، تكريما لمشوارها الكبير فى صناعة السينما.

وأكد كوسليك أن بيكى ساهمت بشكل كبير فى الترويج للفيلم الأوروبى من خلال السوق الذى شهد تطورا ملحوظا خلال الفترة الماضية، كما عبرت بيكى عن سعادتها بهذا التكريم الذى وصفته بالعظيم خاصة أنه جاء من مهرجان عريق وكبير مثل برلين.

وكان المهرجان قد أعلن عن الشخصيات الثلاث التى يمنحها «كاميرا برلين» وهو العرف الذى بدأ منذ تأسيس الجائزة فى عام 1986، وهم رئيس سوق الفيلم الأوروبى بيكى بروبست من سويسرا، والمنتج والمدير التنفيذى لصندوق الفيلم الإسرائيلى كاتريل شورى، والمخرج والممثل الحاصل على الأوسكار يورى مينزل من الجمهورية التشيكية، الذى تولى رئاسة لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة لمهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية فى دورته الماضية.

وأطلق عليها كاميرا برلين، لما لها من دلالة فى صناعة السينما والارتباط الوثيق بها، وهى الجائزة التى تعبر عن الامتنان لمساهمة هؤلاء الصناع فى كل أفرع الصناعة المختلفة.

الشروق المصرية في

18.02.2018

 
 

في برلين السينمائي قصص اللاجئين السوريين تحصد جائزة دعم روبرت بوش..

و«الأيادى الخفية » فرقة مصرية ألمانية فى منتدى المهرجان

رسالة برلين منى شديد

قصص اللاجئين السوريين تحصد جائزة دعم روبرت بوش‏..‏ والأيادي الخفية فرقة مصرية ألمانية في منتدي المهرجان هربت من جحيم الحرب في سوريا علي مركب من بين العديد من مراكب اللاجئين التي يصل القليل منها لبر الأمان بينما يغرق البعض الآخر في البحر ويدفع راكبوها حياتهم ثمنا للحلم بحياة أفضل بعيدا عن ويلات الحرب‏,‏ حصلت المخرجة السورية الشابة أمل الزاكوت والمخرج والمنتج خالد عبد الواحد علي جائزة دعم إنتاج الفيلم الوثائقي من مؤسسة روبرت بوش ستافنينج عن مشروع فيلم‏purplesea.

وتقدم الجائزة للمشاريع ذات الإنتاج العربي الألماني المشترك وتقدر قيمتها بـ60 ألف يورو, ويشارك في إنتاج الفيلم مع خالد عبد الواحد المنتجة الألمانية أنيس ميير, وفي حفل توزيع الجوائز الذي أقيم مساء أمس علي هامش فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي أشارت أمل الزاكوت إلي أن الفيلم يستعرض تجربتها الحقيقة في السفر علي مركب للاجئين من إسطنبول إلي ألمانيا والتي قامت بتوثيق جزء منها في ألمانيا بينما وثق عبد الواحد الجزء الخاص بها في إسطنبول.

ووجهت أمل الشكر للجنة تحكيم الجائزة علي إيمانها بقصتهم ومنحهم الدعم اللازم لإنتاج الفيلم متمنية أن يخرج للنور بالشكل الذي تتمناه.

من جانب آخر رشح للجائزة كل من المخرج فرح قاسم من لبنان عن فيلم نحن بالداخل إنتاج سينتيا شاوكير ونيكولا سانجس, ومشروع فيلمEmbodiedChorus إخراج محمد صابح ودانيلا دافي وإنتاج جوليا واجنر.

بينما حصل علي جائزة دعم إنتاج الفيلم الروائي القصير قدم ماردونا للمخرج فراس خوري من فلسطين ويشارك في إنتاجه زورانا موزيك ومي عودة, ويتناول قصة طفلين من فلسطين أثناء كأس العالم في1990 كل حلمهما هو استكمال صور البوم كأس العالم ورحلة بحثهما عن آخر صورة فيه وهي صورة اللاعب الشهير ماردونا, وأعلنت لجنة التحكيم أن الفيلم وقع الاختيار عليه لأنه يتناول القضية الفلسطينية من منظور مختلف بقصة عن طفلين لهما أحلام بسيطة ويعيشان تحت وطأة الاحتلال.

ورشح للجائزة أيضا فيلم زجاجات إخراج ياسين الإدريسي من المغرب وإنتاج مشترك بين جيسي جورج وياسين الإدريسي; وفيلمLowestPlaceonEarth إخراج ليلي عباس من فلسطين وإنتاج ديرك سايمون, وفيلمRacingtheSun إخراج جاسم السعدي من السعودية وإنتاج سو جين سونج.

وحصل علي جائزة دعم أفلام التحريك المخرج اللبناني نيكولاس فتوح عن فيلمHowMyGrandmotherBecameaChair إنتاج فابيان دريهورست ونرمين حداد, وقال المخرج إن هذا الفيلم إهداء لكل جدة وأم منحت حياتها كلها لأبنائها ولم تبخل عليهم يوما بعطفها وحنانها.

ورشح للجائزة أيضا من الأردن راند رمزي بيروتي عن فيلمEncounteringSamir إنتاج فلافيا اورتويج, وفيلمR.I.P.(RestinPiece) إخراج أنطوني انتابي من الإمارات وسيناريو سيسل بيسانت وإنتاج كاثرين ويزر ورغدة شريت. ومن جانب آخر عرض مساء أمس في قسم الفورم أو منتدي برلين الموسع فيلم الأيادي الخفية عن فرقة موسيقي وغناء مصرية ـ ألمانية أسسها الموسيقي الآن بيشوي وتضم في عضويتها الفنانة آية حميدة و أدهم زيدان وشريف المصري; حيث تعيد الفرقة تقديم الأغاني التي كتبها الآن بيشوب منذ سنوات طويلة بعد ترجمتها لأقرب المعاني في اللغة العربية بحيث تتناغم مع الموسيقي التي كتبها بيشوب وإيقاع الكلمات بالإنجليزية.

الفيلم وثائقي إخراج مارتينا جيوتي وجورج سلامة وإنتاج مصري يوناني, وعلي الرغم من تركيزه علي الفرقة باعتبارها الموضوع الأساسي للفيلم إلا أنه اتسم بالتشتت نظرا لتطرقه لموضوعات أخري منها الأحداث السياسية التي مرت بها مصر في بداية من2010 وتزامنت مع وجود الآن بيشوب في مصر بالإضافة الي تناول في بعض الأجزاء فرق وموسيقين مصريين ربما تشكل قصصهم موضوعات لأفلام أخري مثل الراحل عمر خورشيد وفرقة الفور أم التي أسسها الفنان عزت أبو عوف مع شقيقاته.

الأهرام المسائي في

19.02.2018

 
 

برلين السينمائي في دورته 68...

النصف الأول بعيد عن الدهشة والحضور العربي يتقدم

علا الشيخ - برلين

مر النصف الأول من يوميات الدورة 68 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، بعيدا عن الدهشة في ما يخص برمجة الأفلام لهذه الدورة، بخاصة أفلام المسابقة التي تتنافس على نيل الدب الذهبي، لكن بشكل عام وبناء على تجارب عديدة من قبل مختصين، فإن أفلام البانوراما تسد عادة الاختلاف على طبيعة أفلام المسابقة، وتكون أكثر تماسكا وتحمل الجمالية التي تجعل الحضور مصابا بالدهشة ، لكن هذا العام حتى أفلام البانوراما و افلام فئة القسم الممتد، حتى النصف الأول لم تترك أثرها بأن تكون جزءا أساسيا من حديث محبي السينما بشكل إيجابي، بل وبلمحة بسيطة على وجوه الحضور بعد عرض الفيلم تدرك أثر الأفلام هذا العام وطريقة اختيارها بأنها لم تكن على قدر توقعات مهرجان يعتبر الأقوى عالميا في افتتاحية صناعة السينما من كل عام، بالرغم من وجود مهرجان روتردام الذي يسبقه بفترة بسيطة، ومع هذا ما زال متابعو السينما المتواجدون في برلين، يتوقعون أن الأفلام المهمة قادمة في الخمسة أيام المتبقية .

هذا من جانب، ومن جانب آخر تصر السينما العربية أن تكون حاضرة، ليس فقط بعروض أفلام ، بل تحرص على التواجد في أروقة المهرجان، من خلال السوق (الماركت) و المتمثل هذا العام، بمركز السينما العربية، و الجناح المغربي، الى جانب أجنحة متنوعة من كل أنحاء العالم، و الذي من شأنه تعزيز التبادل الثقافي بين المهتمين في القطاع السينمائي في العالم، و يثبت مركز السينما العربية كل عام قوته في تصدير صورة مهمة للمجتمعات العربية، من خلال إقامة ندوات، وتكريمات، والاحتفاء بإنتاجات السينما العربية  في كل عام، فكانت من ضمن الإنجازات أنه ولأول مرة يعقد شراكة بينه وبين مجلة هوليوود ريبورتر، لمنح جائزة لشخصية سينمائية عربية، وهذا العام كانت من نصيب رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي عبدالحميد جمعة، والمدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي مسعود أمر الله، في المقابل، تم الاحتفاء ايضا بالفيلم الفلسطيني "التقارير حول سارا وسليم" للمخرج مؤيد عليان، وتخصيص عرض له على هامش عروض أفلام الدورة 68 من مهرجان برلين السينمائي، عبر دعم من قبل شركة ماد سولوشينز التي يترأسها علاء كركوتي.

وأعلن  مركز السينما العربية ايضا عن تحديثات جوائز النقاد، بإضافة جائزة سادسة للفيلم الوثائقي، وتوسعة لجنة التحكيم لتضم 54 ناقداً من 26 دولة سيصوتون للأفضل في السينما العربية خلال عام 2017، وسيتم تسليم الجوائز في حفل يقام على هامش مهرجان كان السينمائي في مايو 2018.

في المقابل تم إعلان نتائج جوائز مؤسسة روبرت بوش ضمن فعاليات ملتقى برليناله للمواهب الذي يُقام في إطار الدورة الـ68 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، ونظمت المؤسسة حفل عشائها السنوي الذي يستهدف التشبيك بين صناع الأفلام من العالم العربي وألمانيا مع خبراء صناعة السينما الدولية من ضيوف المهرجان.

وكانت هذا العام من نصيب أقطار من بلاد الشام ، بحث فاز مشروع فيلم التحريك القصير اللبناني HOW MY GRANDMOTHER BECAME A CHAIR للمخرج نيكولاس فتوح،  
وفاز مشروف الفيلم الوثائقي القصير السوري PURPLE SEA للمخرج خالد عبدالواحد والمخرجة أمل الزقوط، وفاز مشروع الفيم الروائي القصير الفلسطيني MARADONA'S LEGS للمخرج فراس خوري والمنتجة مي عودة
.

####

فازا بـ «جائزة شخصية العام»..

عبدالحميد جمعة ومسعود أمرالله: نفخر بما حققه «دبي السينمائي»

دبي - الإمارات اليوم

أعرب رئيس مهرجان دبي السينمائي، عبدالحميد جمعة، عن فخره بما وصل إليه المهرجان الذي يقترب من دورته الـ15، مضيفاً «نسعى للوصول إلى مستقبل رائع، في الوقت الذي نستمر برؤية الاهتمام المتزايد بصناعة السينما العربية، واكتشاف مواهب جديدة، والشروع في شراكات جديدة، بالإضافة إلى أن نصحب جمهورنا في رحلة حكي غير عادية».

وفاز كل من جمعة، والمدير الفني للمهرجان، مسعود أمرالله آل علي، بجائزة شخصية العام العربية السينمائية، التي يمنحها مركز السينما العربية، بالتعاون مع مجلة «هوليوود ريبورتر»، لتكون هذه هي المرة الأولى التي يتم تقديم هذا النوع من الجوائز إلى مديرَي مهرجان سينمائي، وقدمت الجائزة ضمن فعاليات مهرجان برلين السينمائي.

من جهته، قال مسعود أمرالله آل علي: «طوال الـ15 سنة الأخيرة، كنا سعداء الحظ باستضافة مواهب واعدة من العالم العربي ليشاهد العالم أعمالهم، وبتبني أحدث طرق الحكي واكتشاف حكايات من داخل العالم العربي وخارجه، تنير لنا الطريق، والحصول على الإلهام من صُنّاع الأفلام القصيرة المستقلين، ومشاركة هذا وأكثر مع جمهورنا في الإمارات»، وأضاف «لقد تألقت شاشات عرضنا بقصص مذهلة خلال المهرجان، ونتطلع لاستقبال قصص إبداعية أكثر من داخل العالم العربي وخارجه»، معتبراً الجائزة «إشارة إلى أن فريق عمل المهرجان المتفاني، ناجح في أداء مهمتنا التي تستهدف بناء منصة على مستوى دولي لصُناع الأفلام العرب».

من جهته، قال محرر الأخبار الدولية في مجلة «هوليوود ريبورتر»، كيفن كاسيدي، عن اختيار الفائزين: إن «ما يستحق التقدير والاحتفاء به هنا هو خلق وإدارة مهرجان وإدارة بيئة عمل إبداعية طوال 15 عاماً، مع الاستمرار في الإلهام وقيادة وعرض الأفلام العربية لجمهور دولي، ما يجعلنا نفخر بالتعاون مع مركز السينما العربية في تقديم النسخة الأولى من جائزة شخصية العام العربية السينمائية، لقائدَي مهرجان دبي السينمائي الدولي، عبدالحميد جمعة ومسعود أمرالله آل علي».

الإمارات اليوم في

19.02.2018

 
 

مهرجان (دبى) وتكريم مستحق فى (برلين)!!

طارق الشناوي

استطاع مهرجان دبى، بكثير من الدأب وفيض من الإصرار، أن يحتل مكانة استثنائية على الساحة العربية، وأن يرنو أيضا لآفاق عالمية تضعه بين المهرجانات التى يترقبها النقاد و(الميديا)، رغم أننا علينا ألا ننسى تلك الحقيقة وهى أن عدد المهرجانات السينمائية عالمياً تجاوز رقم 2000 وفى قول آخر 3000!!

إنه الآن صاحب القامة الأكبر والمنصة الأهم لانطلاق الأفلام العربية، أصبح هو (الترمومتر) الذى تقيس من خلاله صعود وهبوط (الفن السابع) فى عالمنا العربى، وتعود أن تنطلق منه أغلب الإبداعات عربيا، أعترف لكم أننى فى السنوات الأخيرة اكتشفت عددا من الأفلام والمخرجين المصريين لأول مرة فى مهرجان (دبى)، وأشعر حقا بأن القادم أفضل مصريا بعد مشاهدتى لعدد من أفلام هؤلاء الشباب.

مثلا فى الدورة الأخيرة، شاهدت لأول مرة المخرجة هالة القوصى وفيلمها الروائى الأول (زهرة الصبار)، وفى عام 2016 تعرفت أيضا لأول مرة على كل من محمد حماد (أخضر يابس) وشريف البندارى (على معزة وإبراهيم) ومحمد رشاد (نسور صغيرة) وغيرهم، بل إن شركة توزيع فيلم (مولانا) عند عرضه فى سوق مهرجان برلين العام الماضى، لم تجد سوى أن تضع على الأفيش المصاحب للعرض (لوجو) مشاركته فى مهرجان (دبى) رغم خروجه خالى الوفاض، حيث إن الشركة اعتبرت أن مجرد التواجد فى المهرجان إنجاز من الممكن أن يجذب إليه الجمهور.

فى نهاية هذا العام يحتفل مهرجان (دبى) بدورته رقم 15، وأثناء فعاليات مهرجان (برلين) حظى كل من عبدالحميد جمعة، رئيس المهرجان، والناقد السينمائى مسعود أمرالله، المدير الفنى، بجائزة شخصية العام سينمائيا، لمساهمتهما، كما أشار البيان، فى تطوير السينما العربية من خلال مهرجان (دبى)، يتم تنظيم هذه المسابقة عن طريق (مركز السينما العربية) بالتعاون مع مجلة (هوليوود ريبورتر).

كنت شاهدا عل انطلاق مهرجان (دبى) منذ عام 2004، وأتابعه سنويا وهو يؤكد مكانته الخاصة، ولدت بعده على الساحة الخليجية العديد من المهرجانات، وهذا هو ما يحسب لصالحه حيث إنه كان أيضا مبادرا وملهما فى هذا المجال الحيوى الذى يصب فى النهاية لصالح السينما عربيا، أنعش المهرجان حركة إنتاج الأفلام الروائية الطويلة المتعثرة خليجيا، سر مهرجان (دبى) لا يجوز اختصاره فى ميزانية ضخمة ترصد له سنويا، ولكن (شفرة) نجاح هذا المهرجان تكمن فى خبرات سينمائية يقظة تعمل فيه، تعودت على أن تلتقط سنويا الأفضل عربيا وأجنبيا، والدليل أننى فى كل عام، خاصة السنوات العشر الأخيرة، أكتشف أن أربعة وأحيانا خمسة، من بين الأفلام الخمسة التى وقع عليها الترشيح فى (الأوسكار) باعتبارها الأفضل، يتضح لى عمليا أن مهرجان (دبى) قد تولى اختيارها فى تلك الليالى التى تعرض على هامش المهرجان، إطلالة منتقاة من سينما العالم، قبل حتى أن تعلن قوائم الاختيار الطويلة التى تحوى 15 فيلما، تجد أن المهرجان قد وقع مسبقا اختياره عليها، إنها حقا جوائز مستحقة لعبدالحميد جمعة ومسعود أمرالله.

ولايزال البحث جارياً عن الفيلم الذى يستحق أن ترشحه لجائزة الدب الذهبى؟

حتى الآن أجد أن الأفلام تنحسر بين المتوسط وما هو دون المتوسط، أتحدث عن أفلام المسابقة الرسمية، التى تحتل دائما المكانة الأولى لدى النقاد الذين يتكبدون سنويا مشقة الذهاب إلى مهرجان (برلين)، وسط انخفاض ملحوظ فى درجة الحرارة، وعلى الجانب الآخر تبقى المشقة مضاعفة للناقد والصحفى المصرى الذى عليه أن يواجه أيضا فى السفر سبعة مخاطر أولها تعويم الجنيه الذى صار مستكينا أمام قوة اليورو، عملة أروربا الموحدة أو بدقة أكثر شبه الموحدة لم تزد قوتها، الجنيه هو الذى ازداد ضعفا وهوانا بالقياس لكل العملات الأخرى.

لو أن النتائج التى ستعلن مساء السبت القادم انتهت إلى منح فيلم (الوريثات) من باراجواى الجائزة الكبرى (الدب الذهبى)، فإنه فى الحقيقة وحتى كتابة هذه السطور، صباح الإثنين، أى لايزال أمامنا نحو نصف أفلام المسابقة لم تعرض، فإن هذا الاختيار سيجد بالنسبة لى صدى وترحيبا، رغم أن فيلم (الوريثات) ليس هو التحفة السينمائية التى لا تُنسى، إنه قطعا ليس كذلك، إلا أن الفيلم يملك الكثير من جماليات السينما بوفرة واقتدار، من خلال سيناريو محكم كتبه أيضا المخرج (مارسيلو مارتينيسى)، فيلم قد يصنفه البعض تحت طائلة عنوان دأبنا على استخدامه فى الربع قرن الأخير (سينما المرأة)، حيث إن الحضور الطاغى فقط للنساء يغيب تماما الرجال عن (الكادر) إلا فقط فى أدوار صغيرة هامشية، ولا أتصور بالمناسبة أن الأمر مقصود أى أن المخرج حرص على أن يكتب السيناريو ليهمش الرجل هو فقط عبر عن المنطق الدرامى الذى فرض عليه هذا التناول.

نساء تجاوزن العقد السادس من عمرهن، ويعشن فى زمن قاسى، ورغم ذلك فإن كل شىء حتى الجنس لايزال يشكل بداخل كل من البطلتين الرئيسيتين هاجسا محوريا. المخرج فى كل التفاصيل يحرص على أن يظل الأمر متعلقا بتعبير سينمائى مبتكر وحميم، من خلال حالة الكشف التدريجى سواء بكلمات الحوار أو بتلك الرؤية البصرية المصاحبة، حيث تكتشف أن ملامح البطلتين النفسية والفكرية والأحداث بحالة تنساب تدريجياً فى الفيلم، الإطلالة الأولى بدت أقرب إلى حالة من التلصص بعين المخرج على بطلتيه، ورغم ذلك لا أعتبره فيلما نسائيا، حتى لو صنفه البعض كذلك، ولكنه فيلم إنسانى وتلك هى القيمة الحقيقية للعمل الفنى، أن يتناول الإنسان، وبالطبع تلك المرحلة العمرية فى العالم كله ومع اختلاف الدرجة مهمشة سينمائياً، لأن القسط الأكبر من قاطعى تذاكر الدخول لدور العرض فى العالم كله دون الثلاثين، ولكن الأهم هو أن تجد الخطوط والخيوط التى تجعلها تملك التعبير الإنسانى، هل يفعلها (الوريثات) ويقتنص الدب الذهبى؟ ربما، ولكن علينا أن ننتظر أيضاً الأفلام القادمة، فالأمر عادة لا يخلو من مفاجأة!!

tarekelshinnawi@yahoo.com

المصري اليوم في

19.02.2018

 
 

"روبرت بوش" تكشف عن المشروعات الفائزة بجائزة الفيلم 2018

كتب: نورهان نصرالله

أقامت مؤسسة روبرت بوش شتيفتونغ، اليوم، حفل الإعلان عن المشروعات الثلاثة الفائزة بجائزة الفيلم للإنتاج الدولي المشترك بين ألمانيا والعالم العربي لعام 2018، ضمن فاعليات ملتقى برليناله للمواهب المقام في إطار الدورة الـ68 من مهرجان برلين السينمائي الدولي.

الجوائز الثلاثة تصل قيمة كل منها إلى 60 ألف يورو، وتستهدف التعاون الدولي المشترك بين صُناع الأفلام في ألمانيا والعالم العربي من خلال الأفلام.

وفئات الجوائز هي التحريك القصير والروائي القصير والوثائقي القصير أو الطويل، وإضافة جائزة خلال العام الجاري، يمنحها سوق دبي السينمائي، أحد أذرع مهرجان دبي السينمائي الدولي، وتتمثل الجائزة في دعوة لحضور فاعليات السوق في ديسمبر - كانون الأول المقبل.

وضمت قائمة المشروعات الفائزة بنسخة 2018 من جائزة الفيلم، الوثائقي الألماني السوري PURPLE SEA للمخرجين أمل الزقوت وخالد عبد الواحد المشارك في الإنتاج مع إنيس ماير، ومشروع فيلم التحريك القصير الألماني اللبناني How My Grandmother Became A Chair للمخرج نيكولاس فتوح وإنتاج مشترك بين فابيان دريهوست ونرمين حداد، بالإضافة إلى مشروع الفيلم الروائي القصير الألماني الفلسطيني اجرين مارادونا للمخرج والمؤلف فراس خوري وإنتاج مشترك بين زورانا موزيكيتش ومي عودة.

وتتكون لجنة تحكيم نسخة عام 2018 لـجائزة الفيلم للإنتاج الدولي المشترك بين ألمانيا والعالم العربي من فينشنزو بونيو مدير مشروعات صندوق السينما ومندوب برلينال للمواهب، وجورج ديفيد مدير الهيئة الملكية الأردنية للأفلام والأديبة والصحافية دوريس هيب مدير تحرير شركة ZDF/Arte وإلك كاشل موني المدير الإقليمي لـمعهد غوته بالعالم العربي وماريان خوري مدير شركة أفلام مصر العالمية وهانيا مروّه مؤسِسة ومديرة جمعية متروبوليس السينمائية ببيروت والمنتج ألكساندر فادو مؤسس شركة Chromosom بألمانيا.

الوطن المصرية في

19.02.2018

 
 

قصة من الماضي تحكي الحاضر في برلين السينمائي

كتب بواسطة أمير العمري

خارج أفلام المسابقة الرسمية التي تتطلع إليها أنظار الجميع الذين تتنافس أفلامهم على اقتناص جائزة “الدب الذهبي” الشهيرة، جاء فيلم “المكتبة” The Bookshop للمخرجة الإسبانية إيزابيه كويكست التي سبق أن أفتتح مهرجان برلين بفيلمها “لا أحد يريد أن يأتي الليل” في دورة عام 2015، وكويكست معروفة بأنها إلى جانب أفلامها الإسبانية، وهي قليلة، تخرج الأفلام الناطقة باللغة الإنكليزية، التي تستعين فيها بممثلين من بريطانيا والولايات المتحدة، وتحصل بالتالي على تمويل خارجي لهذه الأفلام كما تضمن عرضها في السوق الأميركية الأكبر في العالم.

برلين – في فيلمها الجديد “المكتبة” أو بتعبير أدق “دكان بيع الكتب” (لا مكتبة الاطلاع على الكتب) ربما كان من الأفضل للمخرجة الإسبانية إيزابيه كويكست (57 عاما) التي كتبت سيناريو فيلمها إلى جانب إخراجه أن تطلق عليه “بائعة الكتب”، فهو الأقرب كثيرا إلى روح الفيلم وموضوعه الذي عرض في مهرجان برلين السينمائي الـ68.

لكن كويكست أرادت في ما يبدو أن تحافظ على العنوان الأصلي لرواية الكاتبة الإنكليزية بنيلوب فيتنزجيرالد (1916-2000)Penelope Fitzgerald التي تضمنها جانبا يسيرا من سيرتها الذاتية.

في الزمن المضارع

الرواية صدرت عام 1978، ولكنها أقرب إلى روح أعمال إميلي برونتي “مرتفعات ويذرنغ” وجين أوستن حديقة مانسفيلد”، رغم أن أحداثها تدور في الخمسينات، لكنها تروى هنا من خلال راوية تحكي بصوتها في الزمن المضارع أي من واقع اليوم، ما خبرته وشهدته في تلك الفترة عندما كانت طفلة صغيرة.

صوت الرواية هو صوت الممثلة الشهيرة جولي كريستي (تجاوزت الآن 77 عاما)، واختيارها كراوية للأحداث تعلق عليها وتربط في ما بينها، له مغزى سيأتي ذكره في ما بعد.

وأتيح للمخرجة الإسبانية الحصول على تمويل من أيرلندا وبريطانيا وإسبانيا، والأهم أنها عثرت على مجموعة من الممثلين الذين صنعوا معها هذا العمل السينمائي الرصين الذي قد يراه البعض عملا تقليديا من تلك الأعمال السينمائية الكثيرة التي تعتمد على الأدب، أو على نحو أكثر دقة، على تحويل رواية أدبية إلى لغة السينما، مع ما يقتضيه هذا من القيام ببعض التعديلات التي لا مفر منها، لكن الواضح من أول مشاهد الفيلم أننا أمام عمل يحافظ كثيرا على الأصل الأدبي، ولا يتطلع إلى إدخال شخصيات أو تعديلات واضحة على الأحداث، وهو عمل يبدو تقليديا في الظاهر وإن كان يحمل رسالة متقدمة كثيرا.

وكويكست لا تحاول -من خلال السياق الذي اختارته للسرد- أن تبتعد عن الطبيعة الرومانسية المتّشحة ببعض الغموض، خاصة في ما يتعلق بولع الشخصية الرئيسية بالكتب. وبطلة الفيلم هي فلورنس غرين، امرأة في منتصف الأربعينات، تتمتع بجمال واضح مع مسحة من الحزن النبيل الذي يضفي عليها جمالا فوق جمالها، وهي أرملة كانت قد تزوجت عام 1940، لكنها فقدت زوجها في الحرب العالمية بعد ستة أشهر فقط من زواجهما، وقد مضت الآن 16 عاما على وفاته في الحرب.

هنا ربما نلمح بعض الوشائج التي تربط بين هذه الشخصية وشخصية المؤلفة فيتزجيرالد، فهي أيضا تزوجت من زوجها عام 1940 وذهب هو إلى الحرب، لكنه لم يقتل، بل عاد وأصبح مدمنا على الخمر، ثم اتجه إلى الكتابة أيضا دون نجاح يذكر، فاكتفى بمساعدة زوجته التي بدأت الكتابة في سن متأخرة نسبيا.

وجاءت بطلتنا فلورنس إلى قرية هاردبروه الصغيرة في الريف الإنكليزي على الساحل الجنوبي الغربي، فقامت بكل ما معها من مال، بشراء عقار قديم قامت بإصلاحه وترميمه، وحوّلته إلى مكتبة لبيع الكتب.

ما الذي دفع فلورتس إلى المجيء إلى هذه القرية تحديدا؟ ولماذا اختارت هذه التجارة التي تبدو غريبة على القرية؟ لا نعرف تحديدا، كما لا نعرف أيضا لماذا ستظل تتشبث بالحلم الغريب رغم كل ما تواجهه من إغراءات أولا، ثم من ضراوة في التصدي لها من جانب رموز مجتمع القرية المحافظ؟

مكتبة وقارئ واحد

هناك قارئ واحد في هذه القرية مهتم بمعرفة الجديد من الكتب، هو مستر برانديش، لكن هذا الرجل الطاعن في السن لا يسلم من أقاويل كثيرة تتردّد بين سكان القرية، فهم يقولون إنه كان السبب في وفاة زوجته التي غرقت عندما كانت تقطف له ثمار الشيري من الغابة.

لكنه سيعترف لفلورنس بأن زوجته انفصلت عنه منذ أكثر من نصف قرن وأنها مازالت على قيد الحياة، تعيش في لندن، لكنه أيضا غريب الأطوار، فهو لا يغادر منزله الفسيح أبدا، وعندما يعرف بأمر السيدة التي جاءت تفتتح مكتبة في القرية يرسل إليها رسالة يبدي اهتمامه بالحصول على أحدث الإصدارات. وتوالي هي إرسالها إليه، ثم تتعرف على فتاة صغيرة تدعى كريستين، هي ابنة الرجل الفقير الذي يسعى لاستعادة بهاء المنزل القديم، وتنتقل كريستين لكي تعمل مساعدة لفلورنس في إدارة أعمال المكتبة بعد أن أثبتت رغم صغر سنها، أنها تستطيع تدبير الأمور.

وكريستين التي سترتبط بصداقة وطيدة مع فلورنس التي ستصبح مثلها الأعلى، هي التي سنعرف من خلال مسار الأحداث، أنها هي التي تروي القصة بصوتها، أي
أن كل أحداث الفيلم تأتينا من خلال “فلاش باك” طويل بطول الفيلم، لكننا لا نشاهد كريستين سوى في النهاية بعد أن أصبحت امرأة.

ولا تسير الأمور كما ينبغي، بل لا بد أن يظهر ما يعكر صفو الحياة، فهناك السيدة الأرستقراطية المتعجرفة فيوليت التي لا ترتاح لفكرة المكتبة، بل تريد أن تستولي على المنزل لكي تفتتح فيه مركزا للفنون، كما تقول.

ومع مقاومة فلورنس للفكرة تستخدم هذه السيدة وزوجها كل ما في وسعهما لتدمير حلم فلورنس، بما في ذلك الوصول إلى أعضاء البرلمان واستصدار قانون خاص، إنها الحرب الطبقية التي تستخدم فيها الأرستقراطية المتزمتة التي ترفض الكتاب وتعادي الثقافة كل أسلحتها في مواجهة امرأة وحيدة، يتآمر عليها الجميع، لكن يظل لها صديق واحد فقط هو مستر برانديش.

برانديش يصر على الوقوف بجانبها حتى لو أدى هذا إلى خروجه من منزله، والذهاب بنفسه إلى السيدة فيوليت لكي يطالبها بقوة التخلي عن هذا النوع من الشر، إنه مشدود عاطفيا إلى فلورنس، وهو يقول لها في اللقاء الثاني لهما إنه كان يتمنى لو قابلها في زمن آخر، هناك انجذاب واضح إليها، لكن الفيلم لا يتمادى لكي يجعل منه علاقة حب، بل يتوقف عند حد الإعجاب.

لقد قرأ برانديش رواية “451 فهرنهايت” ووقع في غرامها، وقرأ الكتب التالية للكاتب نفسه راي برادبروي وأرسل يطلب من فلورنس أن تزوّده بكل ما يصدر من أعمال هذا الكاتب، ولا غرو فبرادبوري مدافع عن الحرية، هجّاء للتزمّت والهيمنة التي تقمع العقل والفكر، خاصة وأن روايته “451 فهرنهايت” تدور أيضا في عالم الكتب، وأبطالها هم “أناس الكتب” الذين يتغلبون على قرار الحاكم المجنون بحظر الكتب والقيام بحرقها، بحفظ الكتب سرّا، وهو ما صوّره ببراعة المخرج الفرنسي فرنسوا تريفو في فيلمه الذي حمل العنوان نفسه، أي “451 فهرنهايت” في عام 1966، وقامت بدور البطولة فيه جولي كريستي، وهي نفسها التي تعلق على فيلمنا هذا بصوتها، كما لو كان الفيلم امتدادا للفيلم القديم الذي يدافع عن الكتاب كوسيلة للمعرفة.

حوار أدبي

فلورنس لم تكتف بالطبع ببرادبوري، بل جاءت بنسخ من رواية “لوليتا” لنوبوكوف لكي تثير اهتماما كبيرا غير مسبوق في القرية، وهي الرواية التي تتخذها أيضا السيدة فيوليت لكي تتهم المكتبة بنشر الإباحية والتحريض على هدم القيم والأخلاق، ألا يشبه هذا بدرجة كبيرة ما يحدث اليوم في بلادنا؟

بناء الفيلم كلاسيكي، يسير في توازن دقيق بين الأحداث والشخصيات، وتجسيد الشخصيات يتم عبر تقديمها أولا من خلال مشهد ما (نحن مثلا نتعرف على فيوليت في مشهد الحفل الذي أقامته في منزلها ودعت إليه من بين المدعوين فلورنس)، وهنا هي تبدو مهيمنة، قوية الشخصية، تخفي غلظتها وقسوتها بقشرة من النعومة المفتعلة على طريقة الأرستقراطية الإنكليزية، كما تلوّح بالتهديد، ولكن باستخدام كلمات تبدو مهذبة.

والحقيقة أن اللغة المستخدمة في حوار الفيلم قد لا تكون ذات علاقة مباشرة بالمكان وطبيعة اللهجة التي يستخدمها السكان المحليون في الحديث، فهي لغة إنكليزية رصينة، هي أقرب ما تكون إلى اللغة الكلاسيكية، أي لغة الأدب، لكن الشخصيات يتم تعميقها أكثر في المشاهد التالية.

وفي مشهدين من الفيلم تخرج كويكست عن أسلوبها التقليدي، فتجعل السيد برانديش يواجه الكاميرا التي تقترب منه تدريجيا وهو يردّد كلمات رسالة طويلة يوجهها لفلورنس، مع انتقال إلى فلورنس وهي تقرأ الرسالة.

وفي مشهد ثان مصنوع بنفس الأسلوب يقرأ المحامي الخاص بالسيدة فلورنس رسالة كتبها إليها بخصوص القضية، وهو أسلوب أدبي أيضا يضاف إلى أسلوب استخدام الراوية من خارج الصورة، وكأن المخرجة أرادت أن تجسّد العمل كما كتبته المؤلفة.

ولكن ماذا سيحدث؟ وما دور كرسيتين؟ وهل سترغم فلورنس أخيرا على مغادرة القرية وترك المنزل لكي يستولي عليه الأشرار؟ وما الذي سيحدث للسيد برانديش؟ هذه الأمور كلها ستأتي في السياق في الوقت المناسب تماما، من خلال بعض المفاجآت.

عن التمثيل

من أهم عناصر الفيلم دون أدنى شك، عنصر التمثيل: لدينا هنا عدد من الممثلين الذين يتمتعون بموهبة كبيرة على رأسهم الممثلة الإنكليزية إيميلي مورتمر (46 سنة) التي قامت ببراعة بأداء دور فلورنس غرين، بحزنها الدفين، وحلمها الخاص بعالم الكتب، وهي التي تروي كيف أن اللقاء الأول مع زوجها الراحل الذي كانت تحبه كثيرا كان في مكتبة، إن مورتمر تعبّر بعينيها وصوتها وتنتقل في المشاعر، من الإقبال والحب إلى التردّد والوجل والخوف، ولكن دون أن تفقد رقتها وجمالها وسحرها الغامض.

كذلك تؤدي الممثلة باتريشيا كلاركسون ببراعتها المعهودة دور فيوليت، فهي تبدو في بعض المشاهد كما لو كانت تحاول أن تفهم هي نفسها، تلك الدوافع الغامضة القوية التي تدفعها إلى تحطيم حلم امرأة من دون أي سبب.

إنها ليست بالقطع، نموذج المرأة الشريرة النمطية، بل يمكننا أن نلمح في تكوين شخصيتها بعض القلق والحيرة والمعاناة، لكنها في نهاية الأمر تبدو مدفوعة بقوى أكبر منها.

وتضيف الممثلة الشابة أونور نيفيسي في دور كريستين نكهة خاصة إلى الفيلم بتلقائيتها وعبثها الطفولي، ثم تبدو بعد أن كبرت ونضجت وأصبحت تمارس العمل في مكان آخر، شخصية مستقلة يمكنها أن تواجه وترد وتكشف الشخص الانتهازي الذي يريد استغلال فلورنس، إنها لا تتخلى عن فلورنس، وعلى يديها سيأتي “فعل التطهير” في النهاية.

كاتب وناقد سينمائي مصري

العرب اللندنية في

20.02.2018

 
 

قصص اللاجئين تلهم المخرجين في مهرجان برلين السينمائي

برلين – من رهام الكوسى:

يبدو أن صناع الأفلام في مهرجان برلين السينمائي الدولي وجدوا أرضا خصبة في مشكلة الهجرة التي ترهق ألمانيا منذ أزمة اللاجئين إليها عام 2015، إذ عرضوا هذا العام أفلاما تسلط الضوء على قصص هروب اللاجئين ووصولهم واندماجهم.

ففي النسخة الثامنة والستين من مهرجان برلين السينمائي الذي أسس عام 1951 لعرض أفلام تتناول موضوعات اجتماعية وسياسية، يستعرض المهرجان تجارب لاجئين في ما لا يقل عن ثمانية أعمال مشاركة تضمنت أفلاما وثائقية وعملا فنيا مقتبسا من رواية تعود إلى أربعينات القرن العشرين.

ويقول صناع السينما في المهرجان إنهم يريدون أن يبعثوا برسالة سياسية وأن يستعرضوا التغيير الذي طرأ على أوروبا بسبب الهجرة.

وقال ديتر كوسليك مدير المهرجان «الآن يكثر النظر في ما يفعله اللاجئون بعد وصولهم إلى أوروبا. ما هو المستقبل الذي ينتظرهم؟».

من الأعمال المشاركة في المهرجان فيلم «إلدورادو» للمخرج السويسري ماركوس إمهوف الذي يروي قصة مهاجرين جرى إنقاذهم قرب الساحل الليبي ونقلوا إلى إيطاليا حيث قد ينتظرون في مساكن إيواء وينتهي بهم المطاف أحيانا إلى الترحيل أو يغادرون المخيمات للعمل بصورة غير قانونية ويخاطرون بتعرضهم للاستغلال.

وثمة فيلم وثائقي آخر بعنوان «سنترال ايربورت تمبلهوف» الذي يعرض حياة أناس يقيمون وينتظرون في مساكن إيواء للاجئين من خلال مدونة لاجئ سوري أقام في مطار تمبلهوف ببرلين.

يقول المخرج البرازيلي كريم آينوز «أهم سؤال لأوروبا على الصعيد السياسي الآن هو كيف يمكن لها أن تكون قارة متنوعة. رائع حقا أن تكون هناك أفلام تتناول تلك المسألة».

ومن خلال قصة خيالية تجري أحداثها في فرنسا المعاصرة ويظهر فيها بعض الألمان الذين يفرون من قوات تحتل مارسيليا، اقتبست أحداث فيلم «ترانزيت» من رواية للكاتبة اليهودية أنا سيجرس تروي فيها قصة هروبها من ألمانيا النازية عام 1940.

يروي الفيلم، وهو من بين 19 فيلما تتنافس على جائزة الدب الذهبي في المهرجان، تفاصيل رحلة لاجئين يحاولون الحصول على تأشيرات دخول وأوراق رسمية في مسعى للهـروب من الاضـطهاد.

(رويترز)

القدس العربي اللندنية في

20.02.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)