كشف حساب القاهرة السينمائي في الأهرام المسائي
أعدت الندوة للنشر: إنجي سمير
بعد أن أسدل الستار علي الدورة39 لمهرجان القاهرة
السينمائي, التي جاءت مفعمة بالمفاجآت لتكون دورة مختلفة
ومميزة, حاول القائمون عليها بذل قصاري جهدهم لتخرج بالشكل
اللائق.. استضافت الأهرام المسائي في ندوة أشبه بكشف حساب,
رئيس المهرجان د.ماجدة واصف, والمدير الفني يوسف شريف رزق
الله, للحديث عن تفاصيل هذه الدورة, والأزمات التي واجهتهما,
والمعاناة التي تعرضا لها علي مدار3 سنوات هي عمر مسئوليتهما..
وفي هذه السطور يتحدث الضيفان عن جميع الأزمات سواء
المالية أو البيروقراطية ومحاولات التغلب عليها لتقديم دورات تليق
باسم المهرجان وإلي تفاصيل الندوة:
·
ما هو الاختلاف الملموس الذي شهدته الدورة الـ39
للمهرجان عن الدورات السابقة خاصة؟
ماجدة: بالتأكيد دخول راع رسمي كبير مثل قناةDMC
ومشاركتها في تنظيم فعاليات حفلي الافتتاح والختام إضافة للمهرجان
من خلال الحملة الإعلانية الكبيرة التي تم عملها للدورة والتي لم
نستطيع كإدارة مهرجان تنفيذها قد أعطته شكلا جذابا أكثر بالنسبة
للجمهور كما أننا كإدارة كان لنا رؤيتنا الخاصة فكلنا أتينا من
عالم منظمي المهرجانات وهم جاءوا من عالم آخر, فقناةDMC
استعانت بشركات مختلفة لإخراج الحدث بشكل مبهر وكان التعاون معهم
ايجابيا من خلال استضافة النجوم العالميين الكبار ولذلك فهم أضافوا
بحضور هؤلاء النجوم.
أما من ناحية مضمون المهرجان فلا يزال مثلما هو في
الدورات السابقة من ناحية الأفلام التي تم اختيارها بعناية علي
مدار شهور طويلة والتفاوض عليها فظل يوسف شريف رزق الله مدير
المهرجان وكل المشاركين في البرامج المختلفة ولجان المشاهدة ولم
يتأثر أي برنامج بتعديل أو تغيير نتيجة لدخول الراعي الرسمي.
ودعني أضيف أننا كم كنا سعداء بخروجنا من وطأة
الأوبرا فكان هناك صالات في سينما أوديون والزمالك ونايل سيتي ومول
العرب وذهبنا لشريحة أكبر من الجمهور ولذلك الإيجابيات كثيرة أما
السلبيات سوف نجلس سويا لمعالجتها.
ونحن كمنظمي المهرجان كانت هناك أشياء نري أنه كان
من المفترض فعلها بشكل أفضل مثل الدعوات التي جلبت لنا العديد من
العتاب واللوم ولكن كتجربة أولي مع القناة تعتبر إيجابية وبعد
انتهاء الدورة كان هناك تقييم لها خاصة وأن هذه الشراكة تمت خلال
شهر وهذا وقت قصير.
·
وصف الناقد اللبناني إبراهيم العريس غياب الفيلم
المصري عن المهرجان بالكارثة.. فما تعليقك؟
يوسف شريف رزق الله: استقرينا علي3 أفلام لعرضها
ضمن فعاليات المهرجان الأول وهو الشيخ جاكسون الذي كنا نتمني
مشاركته, ولكن جهته المنتجة استقرت علي عرضه في الأسبوع الأول من
أكتوبر فبالتالي كان مرتبطا بعملية بيع ولذلك مهرجان الجونة
السينمائي هو الأنسب له, أما الفيلم الثاني فوتو كوبي وفوجئنا
باتفاق منتجه مع مهرجان الجونة, وبالطبع هذا المهرجان له ميزة أفضل
من القاهرة السينمائي وهي الجوائز المالية التي تمنح بالدولار
وبالتالي لن نستطيع لوم أي منتج بتفضيل مهرجان علي غيره, خاصة انه
ممكن يحصل علي جائزة تقوم بتعويضه ماليا عن الميزانية التي قام
بإنفاقها بينما الفيلم الثالث بلاش تبوسني فقد اختلفت اللجنة
الاستشارية حوله وكان هناك بعض منهم لم يشاهدوه وبالتالي طلبنا
عرضا ثانيا وثلاثة من أعضاء اللجنة شاهدوا واتفقوا علي أنه يصلح
للمشاركة في المسابقة العربية ولكن مسئولي المسابقة انتهوا من
اختيار الأفلام وبالتالي أخذنا برأي أغلبية أعضاء اللجنة لأنه كان
هناك أربعة أعضاء اعترضوا علي وضعه في المسابقة الدولية.
وأخيرا فيلم طلق صناعي فكنا نريد مشاهدته ولكن يبدو
أن منتجه ومخرجه اتفقا مع إدارة مهرجان دبي ولكن لم يصرح بعد حيث
قدما أعذارا غامضة وليست مفهومة.
ورد يوسف: بالضبط فأين الأفلام؟! فنحن لسنا جهة
إنتاج أفلام ونأخذ من المتوافر ولو وجدت أفلام كنا سنرحب بها,
فمثلا العام الماضي قمنا بعرض فيلمي البر الثاني ويوم للستات
وتعرضت إدارة المهرجان للهجوم بسبب الأول ولذلك هنا السؤال يطرح
نفسه فهل يعرض فيلم يلقي مهاجمة أم لا يعرض من الأساس؟.
·
هل تحل هذه الأزمة بعودة الدولة مرة أخري للإنتاج؟
ماجدة: عقدنا ندوة باسم تحديات السينما المصرية
وحضرها عدد كبير من الشخصيات المهتمة بالسينما وعلي رأسهم دكتور
مدحت العدل وهو اليوم مكلف من قبل رئاسة الجمهورية باقتراح حلول
لإخراج السينما المصرية من أزمتها وتم طرح كل المقترحات, كما تضمنت
الندوة مشاكل التوزيع والإنتاج والقرصنة ودور العرض والمشاكل
العديدة وانتهت بتوصيات قدمت خلال كلمة جابي خوري بصفته موزع ومخرج
والتي ستعد تقريرا ترسله من خلال اللجنة التي يرأسها مدحت العدل
إلي الرئاسة وهناك مشروعات موجودة ولكنها ليست مفعلة ولابد من دعم
الصناعة.
·
لكن الدولة سبق أن أعلنت دعمها لصندوق دعم الأفلام
بـ50 مليون جنيه؟
في ظل ارتفاع سعر الدولار مقارنة بالجنيه فهذا مبلغ
قليل فالسوق السينمائية مصدر الدخل الأساسي للسينما الأمريكية
لتغطية تكاليف العمل وعندما يوزع علي مدار العام يحقق ربح, أما نحن
فليس لدينا السوق المصري يتم بيع الأفلام من خلاله لا يوجد به
سوي400 دار عرض, ولذلك لابد من تسهيلات للدولة لتقديم دعم علي جميع
الجوانب لتنشيط الصناعة ليشاهد المواطن المصري صورة جيدة ولكن
الدولة غسلت يدها حتي نحن كمهرجان حتي الآن نقوم بتأجير آلات العرض
بمبلغ مليون و200 جنيه يتم إهدارهم.
·
ولكن مديرة دار الأوبرا ردت علي ذلك بأنها لماذا
تشتري أجهزة عرض من ميزانية الدار ولو إدارة المهرجان تريد شراءها
سنحتفظ بها علي مدار العام؟
ماجدة: وهل هذا منطقي؟ فأنا لم أذهب لإيناس عبد
الدايم أو أي مسئول فدائما ما أتوجه إلي وزير الثقافة المشرف علي
كل هذه المنظومة فهناك القوانين الروتينية مثل باب6 الذي تستطيع
الأخذ منه وبعد ذلك يتم استثمار القاعة المجهزة بتأجيرها بسعر رمزي
لفعاليات الوزارة ولذلك لدينا رؤية محدودة فمثلا قاعة الإبداع تعمل
إلي السينما.. فلماذا لم يتم تجهيزها حتي هذا اليوم.
·
هلDMC
اشتركت كراع في شراء الأفلام؟
لا..فدورها اقتصر علي استقدام النجوم الكبار وتنفيذ
حملة إعلانية ممتازة وافتتاح وختام من ناحية الإخراج وسيناريو
للمهرجان مع بعض التعديلات التي تمت إضافتها ولم يكن لهم دخل
بمحتوي المهرجان سواء أفلام أو ندوات.
·
ولكن البعض أرجع هناك تدخلات منهم خاصة في الدعوات؟
هذه النقطة تحديدا تنظيمية وفي الاتفاقية تولت
القناة الراعية مسألة توزيع الدعوات وقدمنا كشوفا بأسماء كل ضيوفنا
من الفنانين والسينمائيين والعاملين بالسينما بشكل عام والصحافة
المعتمدة والمرئية وحدث بها مشاكل متعددة كان المفترض أن يعطونا
كشوف الأسماء الخاصة بهم حتي لا تتكرر الأسماء وقد جلست في الأوبرا
مع مسئول البروتوكول لنخصص للحاضرين مقاعدهم من الفنانين والوزراء
والصحافة ولكن ما حدث هذا العام من دوننا بمعني أننا أعطيناهم
كشوفنا وانتظرنا الدعوات وكنا نوزع الدعوات في ذات الظرف لانشغالنا
بالفعاليات أيضا ففي العام الأول اتفقنا مع إحدي شركات التوزيع
وأعطيناهم الدعوات وإذا لم يجدوا الشخص يقوموا بإرجاعها ولذلك
عملنا قاعدة بيانات جديدة وأول عام اشرف ذكي أرسل كشوف4000 فنان
وهكذا مسعد فودة, واصطدمنا بأشياء أخري وحاولنا تفادي الأخطاء في
الأعوام الماضية وهذا العام تصورنا أن دي ام سي لديها معرفة بكيفية
توزيع الدعوات وكانت نقطة سلبية, فقاعة حفل الافتتاح كانت خالية من
الحضور وآخرون لم تصلهم الدعوات وفكرة وضع الأسماء علي المقاعد
المخصصة خطأ.
·
علي ذكر القاعة كان هناك مشهد غير معتاد وهو جلوس
وزير الثقافة ورئيس المهرجان والمدير الفني في الصفوف الخلفية فما
السبب؟
ماجدة: هذه وجهة نظر ليس أكثر, ففي مهرجانات مثل
برلين وزير الثقافة يحضر ويجلس في الصف الثاني, ولا يعتلي المسرح
لإلقاء كلمة, وقد يكون الوضع غريبا مثل أشياء أخري كانت غريبة
ولكنني لن أتحدث عنها, وقد تقبل الوزير هذا الأمر.
وفور أن توليت رئاسة المهرجان تحدثت مع وزير
الثقافة واقترحت عليه أنه لا داع لإلقاء كلمة رسمية, وقد تفهم
الموضوع واقتصر علي إعلان افتتاح المهرجان فقط وكذلك الأمر بالنسبة
لرئيس المهرجان, فقد اعتدنا علي أيام رئيس المهرجان الأسبق سعد
الدين وهبة حيث كان يجعل منبر القاهرة السنيمائي منبرا سياسيا وخطب
نظرا لأن دوره كان يتجاوز المهرجان, بينما السنوات الثلاث الأخيرة
لم يكن هناك كلام لأحد إلا قليلا, وحسين فهمي بصفته رئيس لجنة
التحكيم أعلن بنفسه عن أعضاء اللجنة والجوائز.
·
الدورة الماضية كانت مثالية؟ والكل توقع أن تخرج
هذه الدورة أيضا بشكل افضل فما الحاجة للتعاون معDMC
هل لتكون مثل الجونة التي تعاونت معONE
؟
الجونة السينمائي مهرجان له صاحب ذكي ويفكر في
المستقبل ليس للمهرجان فقط ولكن للمكان ذات نفسه الذي أصبح شهيرا
فكان لديهم صالات سينما قديمة تم تجديدها كاملا وقاعات في الهواء
وانتشال التميمي مدير الجونة فهناك فرق بينه وبين يوسف شريف رزق
الله مدير القاهرة وانتشال استعان بخبراء من الخارج وجلبوا متخصصين
في صالات العرض وقناةon
لم تدعم المهرجان لكنها دفعت مبلغا لهم وحصلت علي حق البث الحصري
فقط ولم تتدخل في أي شئ والاتفاقيات هنا مختلفة ولذلك فإن الطبيعة
مختلفة بين المهرجانين وفي حالة مهرجان القاهرة لم نحصل علي أموال
منDMC
ولم يكن هناك اتفاقية بذلك.
·
كان هناك تواصل لدعوة نيكول كيدمان فلماذا اعتذرت؟
يوسف: تواصلنا مع كيدمان من خلال شركة في باريس
وحينما تعاقدنا معDMC
أوقفنا الاتصالات مع النجوم العالميين, أما كيدمان فقد اعتذرت بسبب
انشغالها.
ماجدة: وجود النجوم العالميين كان إيجابيا خاصة بعد
حادث مسجد الروضة في العريش وإدانتهم الإرهاب وهذه الصورة تمسح كل
السلبيات.
·
أعلن الناقد يوسف شريف رزق الله عن اعتذار نيكولاس
كيدج خلال فعاليات المهرجان لنفاجأ بحضوره في حفل الختام..فماذا
حدث؟
رزق الله: لقد أبلغنا من قبلDMC
أن النجم العالمي قد تم تحذيره من المجئ, وإذا سافر بالفعل فيكون
هذا علي مسئوليته الشخصية.
وأضافت ماجدة واصف: علمنا أن السفارة الأمريكية
بالقاهرة كانت تحذر النجوم من الحضور, ومع ذلك فوجئنا بممثلين عنها
في حفل الختام وتم استقبالهم بشكل رسمي, وأيضا عدد من الضيوف
الفرنسيين أبلغونا أن موقع وزارة الخارجية الفرنسية كانت تحذر من
القدوم إلي مصر, ولكن عندما يحضر هؤلاء النجوم الثلاثة الكبار وبعد
الحادث في رأيي أنه ينبغي أن نوجه الشكر إليDMC,
ونحن في النهاية في معركة يتم نشر ما هو سلبي وليس إيجابيا وهو أمر
يتجاوزنا جميعا وليس مجرد فكرة مهرجان.
وقاطعها رزق الله قائلا: كان ينبغي أن يكون هناك
دور كبير لوزارة السياحة فحينما يذهب هؤلاء النجوم إلي الأهرامات
كان يجب أن تكون يقظة لمثل هذه الزيارة المهمة واستغلالها, كما
أجرينا اتصالات بصحفيين من هوليوود ريبورتر وفارايتي وغيرها من
كبريات الصحف, ولكن المشكلة تكمن أن الصحفي الأجنبي جاء ليشاهد
أفلاما مصرية أو أعمالا لم يرها من قبل في أوروبا لأن الضيوف
الأجانب سواء أصحاب أفلام أو صحافة يحرصون أيضا علي حضور أعمال
مصرية ليعرفوا أخبار صناعتها في السينما أيضا.
وتابعت ماجدة: أن هناك دعاية في كبريات الصحف
العالمية عن المهرجان بمبالغ كبيرة, فرغم تقديمDMC
حملة في الصحف المصرية, ولكنها في النهاية دعاية محلية بينما نحن
مهرجان دولي, لذلك حينما نجهز للدورة القادمة سيتم الاتفاق علي
السفر إلي المهرجانات العالمية مثل كان وإبرام اتفاقات مع الصحف
العالمية هناك وتجهيز حملة دعائية, والجونة فعلت ذلك, ومن قبلها
مهرجان دبي, ونحن علي علم بكل ما يحتاجه المهرجان, ولكن اليد قصيرة.
·
هل حضرت بنفسك الترتيبات النهائية قبل حفلي
الافتتاح والختام أم تم إعفاؤك؟
الحقيقة أنه قبل حفل الافتتاح توجهت اكثر من مرة
لمتابعة الترتيبات النهائية, ولكن ما لم أره هو ترتيب مقاعد الجلوس
الخاصة بالحضور, وطرحت علي الوزير ووافق, وفي رأيي أنه كانت هناك
أمور غير سليمة وأخري موفقة, وجزء من السلبيات هو خلو القاعة من
المقاعد حيث لم يحضر بعض من تمت دعوتهم بينما حرم آخرون.
·
هل استقالتك قبل المهرجان ترجع إلي ما تردد حول
تدخلDMC
؟
غير صحيح.. فالقناة لا علاقة لها بالاستقالة والتي
كان ينبغي أن تتم العام الماضي ولم يحدث ذلك لأننا عانينا9 أشهر
حتي نسدد التزامات المهرجان والتي كانت عادية, حيث كان مرصود لها
دعم من وزارتي السياحة والشباب والرياضة ولم تقدم, فكان هناك3
ملايين جنيه عجز فكان أمامي أمر من إثنين إما أن أرحل أو أن أظل
لتسديد الديون, وعملنا بالتوازي مع تسديد التزاماتنا فلا يصلح أن
نقيم دورة جديدة دون تسديد القديم وأسباب أخري لن أتحدث عنها في
الوقت الحالي.
·
هل من بين هذه الأسباب البيروقراطية أم عدم إيمان
الدولة بدور المهرجان؟
من المؤكد أن الدولة مؤمنة بدورنا وإلا لم تكن
لتدعمنا بهذا الشكل, ولكن تبعية المهرجان لوزارة الثقافة بشكل كامل
رغم أن الجميع يبدون تعاون لكن فعليا نحن كإدارة للمهرجان نعاني من
بعض الأشياء, وقد طلب مني وزير الثقافة عمل اجتماع لدراسة كل
السلبيات والإيجابيات لتحسين وضع المهرجان في المستقبل, وفي رأيي
أنها فكرة جيدة لتضافر الخبرات لوضع آلية..ما هو الدور الذي تقوم
به الوزارة دون أن تحيد حركة المسئولين عنه, وبالتالي فإن المهرجان
يحتاج إلي توضيح طبيعة العلاقة مع الجهات الداعمة, بمعني هو تقديم
الدعم وفي النهاية يتم الحساب, وهذا التصور كان لدي الوزير الأسبق
د.عماد أبو غازي فكان تصورا مثاليا وكنت أود أن يفعل ويستمرون وهو
أن الوزارة جهة دعم وتحاسب بعد ذلك إدارة المهرجان وأي مهرجان آخر
تقوم بدعمه لو فشل في تحقيق أهدافه.
وأري أننا نحتاج لكيان قانوني يظهر من خلاله
المهرجان لذلك كانت مؤسسة القاهرة التي نعمل من خلالها فمن الضروري
أن يكون للمهرجان كيان قانوني مستقل جمعية آو مؤسسة, وأتذكر أن
الفنان حسين فهمي عندما كان رئيسا للمهرجان كان يريد تأسيس شركة
تتحرر من المشاكل الخاصة بإدارة الجمعيات ويأتي من خلالها بتمويل
للمهرجان وهو أول من أتي بداعم فكان له رؤية متطورة للمهرجان, لكن
أي تحديث وتطوير بهذه الصيغة لن يأتي إلا من فوق, وليس من
المسئولين, لأن عدم وجود كيان قانوني للمهرجان يقف عائقا أمام طلب
الدعم فعندما طلب المهرجان مرة من الاتحاد الأوروبي أن يدعموا طلب
الاتحاد اللائحة فكانت المشكلة انه لا يوجد كيان قانوني فلابد من
تقنين أوضاع العاملين به إما قطاع بوزارة الثقافة أو كيان منفصل,
وهذا يحتاج شجاعة من القائمين علي الأمر أي قرار سياسي يحدد الشكل
القانوني حتي يسير المهرجان بشكل سليم.
·
هل من الممكن أن تتراجعي عن قرارك في حال تدخل وزير
الثقافة مثلما تردد؟
استقالتي قرار خاص بي ولن أتراجع عنه فبعد ثلاث
سنوات أنسحب من إدارته لأنني أريد أن أحصل علي قسط من الراحة, فأنا
اعمل من العاشرة صباحا لساعات متأخرة, أعطيت للمهرجان كل طاقتي
وعملت بقلبي, وأصبح لدينا الآن موقعا جديدا علي شبكة الإنترنت
وقاعدة بيانات وكل هذا سيستمر وأنا قدمت ما في استطاعتي لأن لدي
إحساس بالمسئولية والواجب.
وإذا طلب مني الوزير توصيات أو في لجنة سيشكلها كي
نتحدث بصراحة سأقول ما لدي, حيث أن مهرجان القاهرة بحاجة إلي هيكلة
علي جميع المستويات, ونحن نعلم ما يحتاجه المهرجان, لكن لكي يتحقق
نحتاج أجور مناسبة, وإعادة النظر في العلاقة مع الوزارة والرعاة.
·
تعرضت بعض الأفلام إلي مشاكل في العرض مثل فيلم رحم
الباكستاني, وعدم عرض فيلمInthefade
؟
يوسف شريف رزق الله: بالنسبة للفيلم الباكستاني
كانت المشكلة خاصة بأجهزة العرض فلم تكن الأجهزة بالمستوي المطلوب,
وبسبب المشكلة أعدنا عرضه اليوم التالي, أما فيلم فاتح أكين فقد
اتفقنا مع موزع ألماني اشتري حقوقه وحصلنا منه علي ثلاثة أفلام عرض
فيلمين, بينما هذا الفيلم والذي كان سيبدأ عرضه التجاري في الأسبوع
الثاني من نوفمبر رفضوا إرساله إلا بشفرة معينة منعا للقرصنة لكن
للأسف أجهزة المهرجان وكل الأجهزة الموجودة في الدولة لم تستطع
فتحه وعلمنا أن جهاز فك الشفرة موجود فقط في رئاسة مجلس الوزراء
وقد حاولنا تنزيل الفيلم لكن كل مرة كان يتوقف في نصفه وخاطبناهم
لكن لا جديد وكنا حريصين علي عرضه لكن للأسف لم يعرض.
·
انتقد البعض وجود فيلم الافتتاح الجبل بيننا الذي
عرض في أمريكا, وتعرض هو الآخر لعطل فني؟
ماجدة: دعونا مخرج فيلم الافتتاح هاني أبو أسعد
ليكون عضو لجنة تحكيم قبل أن نعرف أن له فيلم سيعرض في أكتوبر
وحينما علمنا بالأمر تواصلنا مع الشركة الموزعة في مصر وطالبنا أبو
أسعد أن يخاطب الشركة المنتجة في أمريكا ليؤجلوا العرض في مصر
وأقنعت الموزع أنه سيستفيد من الدعاية التي ستحدث من خلال عرضه
بالمهرجان علي أن يعرض بدور العرض بعد انتهاء المهرجان مباشرة ولم
نجده مقرصنا علي الإنترنت قبل بداية المهرجان بأسبوع, وعندما يكون
لدينا مخرج عربي لفيلم هوليوودي لشركة كبري لابد أن نحتفي به لكن
بسبب الأزمة التي حدثت أثناء عرضه في الافتتاح ذهبنا له في مكان
إقامته واعتذرنا له وأقمنا له عرض ثان كان مشرفا وقد كان سعيدا به
وتبعه مؤتمر صحفي طويل.
كما أن ضيق الوقت لم يجعل هناك فرصة لاختبار العرض
فماكينة العرض كان من المفترض أن تجرب قبلها بفترة لكنها ركبت ليلة
الافتتاح, وأري أن القاعة تصلح لفعاليات أخري لكن ليس مهرجان
القاهرة وهي تجربة لها سلبياتها وايجابيتها.
·
ما حقيقة تدخل الرقابة في الأفلام التي تحتوي علي
المشاهد الجنسية؟
رزق الله: بالفعل كان هناك18 فيلما طلبت الرقابة
عرضها مرة واحدة وكان منها أفلام في المسابقة الدولية وتمسكت
بعرضها مرتين علي أن تكون قاصرة علي أصحاب البطاقات, وما يتم هو
تصنيف عمري وليس رقابة.
·
لماذا تم إلغاء ملتقي القاهرة السينمائي؟
ماجدة: الملتقي لا يعطي جوائز كبيرة وعندما جاءت
منصة الجونة قبل شهرين من مهرجان القاهرة تناقشنا مع محمد حفظي
لإعادة النظر في المنظومة والفكرة في المستقبل خاصة أن منصة الجونة
قدمت منصة بإمكانيات أكبر
يوسف: في حفل الافتتاح قلت للوزير إننا نريد إنشاء
صندوق لدعم الأفلام لكي نضمن عرض الأفلام سواء من خلال المركز
القومي للسينما أو صندوق مباشر ولابد أن نلح في هذه التجربة خاصة
أننا لم نجد فيلم مصري.
واستكملت د.ماجدة واصف: لابد أن يكون هناك صندوق
بالعملة الصعبة ومرصود له ميزانية كبيرة, فمثلا مهرجان الجونة رصد
ميزانية ضخمة في منصة الجونة تقدر بـ50 إلي200 ألف دولار, لذا لابد
أن ينافس مهرجان القاهرة السينمائي بشكل قوي. |