كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

الناقد يوسف رزق الله: قيمة الجائزة سبب اتجاه «فوتوكوبي» إلى الجونة

صناعة السينما في مصر بحاجة إلى المساندة

هيثم عسران

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والثلاثون

   
 
 
 
 

واجه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأخيرة مشكلات عدة من بينها عدم وجود فيلم مصري في المسابقة الرسمية. في حواره مع «الجريدة» يتحدث المدير الفني للمهرجان الناقد يوسف رزق الله عن المشكلات التي واجهته وغيرها من تفاصيل متعلقة بهذه التظاهرة السينمائية.

·       كيف وجدت غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟

يجب أن نعترف بأن السينما المصرية تعاني أزمة فعلية، فالأفلام أصبحت محدودة، والحقيقة أن فيلماً مثل «شيخ جاكسون» مستواه جيد لكن منتجه فضل عرضه في «الجونة» أولاً، خصوصاً أن موعد عرضه تجارياً كان يسبق إقامة مهرجان القاهرة، وهو أمر تكرر مع «فوتوكوبي» لأن منتجه فضل المنافسة به في الجونة باعتبار أن القيمة المالية لجوائزه أكبر بكثير من مهرجان القاهرة.

·       تردد أن إدارة المهرجان رفضت عرض فيلم «بلاش تبوسني» الذي اختير في مهرجان دبي.

الفيلم للمخرج أحمد عامر الذي كتب سيناريو «علي معزة وإبراهيم». العمل جيد، ولكن عندما شاهدناه حدث انقسام بشأنه في آراء أعضاء لجنة التحكيم. وبعد مناقشات طويلة، وباعتبار أن اختيار أفلام المسابقة الرسمية مسؤوليتي بصفتي مديراً فنياً، اتخذنا قراراً بالاكتفاء بوجود الفيلم في مسابقة الأفلام العربية، وأبدت الشركة المنتجة ضيقها من استبعاده من المسابقة الرسمية فقررت سحبه نهائياً وعرضه في مهرجان دبي.

غياب

·       لكن ثمة أفلام أخرى كان يفترض مشاركتها؟

إذا كنت تقصد «طلق صناعي»، فقد تواصلنا مع الشركة المنتجة وأخبرتنا بأن الفيلم ليس جاهزاً على المستوى الفني، لكننا فوجئنا بأنه سيعرض في مهرجان دبي. والحقيقة أن صناعة السينما في مصر بحاجة إلى دعم ومساندة لتكون لدينا أفلام قادرة على المنافسة في المهرجان في ظل وجود مهرجانات سينمائية أخرى في المنطقة لديها القدرة على دعم الأعمال والتسويق لها بشكل نوعي. كذلك يدعم بعض المهرجانات الأفلام في مرحلتي التحضير والتصوير ليُطلقها في عرضها السينمائي الدولي. كذلك يفتقد مهرجان القاهرة إلى دعوة الموزعين الأجانب للترويج للأفلام الأجنبية المشاركة في المهرجان.

·       لماذا غاب «ملتقى القاهرة» عن الدورة الراهنة؟

تنفيذ الملتقى بشكل جيد يحتاج إلى ميزانية ضخمة. بخلاف توجيه الدعوات إلى الموزعين العالميين، ثمة حاجة إلى مبالغ كبيرة من أجل التسويق للملتقى ومخاطبة صانعي السينما العالمية من أجل إلقاء المزيد من الضوء على الفعاليات. أذكر هنا أننا في العام الماضي قدّمنا جوائز بسيطة في الملتقى من خلال المنتج هشام عبد الخالق.

انتقادات

·       اختيرت السينما الأسترالية ضيفة شرف ولكنكم لم تدعوا أياً من نجومها.

ميزانية المهرجان محدودة. عندما اختيرت السينما الأسترالية كنا حريصين على توجيه دعوة إلى النجمة نيكول كيدمان، لكن تكلفة حضورها تخطت الـ 500 ألف دولار، نظراً إلى أن أفراداً من عائلتها ومرافقيها كانوا سيرافقونها، وهي ميزانية تفوق قدرة المهرجان من الناحية المالية، لذا تركنا مسألة استضافة النجوم العالميين لقنوات dmc التي دخلت في رعاية المهرجان.

·       هل تراجع رجل الأعمال نجيب ساويرس عن دعم المهرجان؟

لم يتراجع عن الدعم لكنه أجّل الحديث عنه إلى ما بعد مهرجان الجونة الذي نظّمه قبل شهرين من المهرجان، وفي الفترة نفسها كانت قنوات dmc تقدمت بعقد لرعاية المهرجان إعلامياً وإعلانياً، وتوفير بعض الأمور الأخرى. والحقيقة أن التفاصيل كانت جيدة، فتوافقنا على أن تكون الراعي الرئيس للمهرجان.

·       انتقد كثيرون اختيار مكان حفلتي افتتاح المهرجان وختامه.

جاء اختيار قاعة «المنارة» لتكون مكان إقامة الافتتاح والختام بسبب رئيسة دار الأوبرا المصرية التي أبلغتنا بتعارض مواعيد الحفلتين مع ارتباطات على مسرح الدار، وصاحب الفكرة هو المنتج هشام عبد الخالق، وكان ذلك قبل الافتتاح بفترة ولم تكن القاعة آنذاك افتتحت رسمياً. يبقى أننا وجدناً دعماً سياسياً لاستضافة الحفلتين وخروجهما بشكل مشرف.

خروج المهرجان من دار الأوبرا المصرية

حول خروج المهرجان من دار الأوبرا المصرية إلى صالات عدة في القاهرة، وما سببه ذلك من مشكلات لدى الجمهور يقول شريف رزق الله: «عُرضت غالبية الأفلام في الصالات الموجودة في الأوبرا، واخترنا دور عرض في أماكن متعددة بالقاهرة لنمنح الفرصة للجمهور الذي يقيم بعيداً عن الأوبرا لمشاهدة أفلام المهرجان. في رأيي، كانت فرصة جيدة لتحقيق انتشار أكبر للمهرجان».

####

الناقد فيصل شيباني: الدعم المالي لم ينعكس إيجاباً على مهرجان القاهرة السينمائي

هيثم عسران

قال الناقد الجزائري فيصل شيباني إن مستوى الأفلام المشاركة في الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة كانت أقل من الدورة التي سبقتها. وأضاف أن فيلم «تونس الليل» لم يستحق المشاركة في المسابقة الرسمية بسبب تكرار مضمونه مقارنة بأفلام تونسية أخرى طرحت خلال الفترة الماضية. إلى تفاصيل اللقاء.

·       كيف رأيت مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 39؟

تراجع مستوى مهرجان القاهرة عن السنة الماضية رغم أن ظروفه المادية أفضل، وهو ما يمكن ملاحظته بسهولة. الأفلام لم تكن بالجودة الفنية المهمة. ورغم أن الانتقادات توجّهت في معظمها إلى حفلتي الافتتاح والختام، فإن في النهاية هذه الأمور لا تهم كثيراً مقارنة بمضمون الأفلام، ولا يجب الوقوف كثيراً عند الحفلات، فالقيمة الفنية للأعمال المشاركة والبرامج الموازية على هامش المهرجان هي التي يجب تسليط الضوء عليها إعلامياً ونقدياً.

·       ما رأيك في مستوى الأفلام العربية المشاركة في المهرجان؟

لم تكن الأفلام العربية المشاركة في المهرجان على المستوى الذي انتظرته شخصياً من صانعيها على الأقل، فلم ترق حتى إلى مستوى الأفلام الأخرى أو المشاركة في البرامج الموازية وفي المسابقة الرسمية. مثلاً التونسي «تونس الليل» يعتبر الأقل فنياً في المسابقة الرسمية، وهو ما ينطبق على السوري «مطر حمص» للمخرج جود سعيد المشارك في المسابقة العربية.

·       لماذا لم تحضر السينما الجزائرية في مهرجان القاهرة؟

لا تتضمن السينما الجزائرية أفلاماً مناسبة، حتى تلك المنتجة حديثاً ليست بالمستوى الذي يمكِّنها من المنافسة في المهرجانات. لكن الحقيقة، يبدو أن إدارة المهرجان لم تتواصل مع صانعي السينما الجزائرية بشكل كاف لمعرفة أحدث الإنتاجات لديهم، خصوصاً أن ثمة أفلاماً جزائرية تحمل قيمة فنية أعلى بكثير من أعمال شاهدتها في المهرجان.

فيلمان

·       لماذا لم تتحمس لفيلم «تونس الليل» وهو الفيلم العربي الوحيد في مسابقة المهرجان الرسمية؟

ركّز الفيلم على التحرر، وهي قضية عالجها كثير من المخرجين في أعمالهم بعد الثورة التونسية. كذلك تناول تلميحات سياسية عن الإسلاميين، وتحرر المرأة، وتطرق إلى المثلية، لكن في النهاية خرج وهو يحتوي على مشاهد غير مبررة درامياً، وهي بقيت مبهمة حتى وصوله إلى النهاية. لذا يؤخذ على المهرجان قبوله مشاركة فيلم بهذا المستوى في مسابقته الرسمية.

·       ماذا عن فيلم «مطر حمص»؟

مشكلة الفيلم السوري تقنية في الأساس. ثمة خلل بسرد السيناريو، ولا تسير المشاهد وفق سياق الأحداث الدرامي. لم تكن قصة الحب موظفة بشكل جيد، ولم تكن السخرية وسط الحرب مبررة في ظل سقوط القنابل. عموماً، العمل رغم سقف التوقعات المرتفع بالنسبة إليه فإنه جاء مخيباً للآمال.

منافسة

title

body

حول المنافسة بين مهرجان دبي والمهرجانات العربية، يقول فيصل شيباني: «لم تعد المنافسة فنية فحسب، إذ أصبحت المهرجانات تعتمد على الدعم المالي الموجه للأفلام وعلى قيمة الجوائز المالية. مهرجان دبي مثلاً يدفع كثيراً من الأموال من أجل الحصول على الأفلام في عرضها العالمي الأول، ومهرجان القاهرة إزاء تحدٍ كبير لاختيار أعمال أفضل وعروض أولى، ما يتطلب توجيه أية زيادة في الميزانية إلى هذا الأمر وليس إلى الحفلات».

####

أسبوع النقاد تميَّز بأفلام عن المرأة بعيداً عن «النسوية»

الجريدة - القاهرة

شهدت الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة النسخة الرابعة من مسابقة «أسبوع النقاد» (أدارها الناقد رامي عبد الرازق)، أحد البرامج الموازية ضمن الفعاليات، ومعني بعرض الأفلام الروائية والتسجيلية الطويلة. نجحت الأخيرة في جذب جمهور المهرجان بفضل تميزها.

حمل معظم أفلام مسابقة «أسبوع النقاد» توقيع بنات حواء كصانعات، إضافة إلى أن محور الأحداث يدور أو يعتمد على وجود عنصر نسائي، من دون أن تقع هذه الأفلام (كشريط سينمائي) تحت تصنيف «سينما المرأة»، بل دارت حول عالم النساء (عنهن ومن خلالهن) وكانت المرأة فيها مفتاح قراءة الفيلم أو وسيلتنا إلى ذلك.

كانت البداية مع الفيلم الأميركي «باراكودا» الذي اقتسم إخراجه كل من جيسون كورتلاند وجوليا هالبيرين، والفيلم يعد نوعاً من النقد الاجتماعي لبلدة أوستن بولاية تكساس التي تمرّ بتطور كبير. كذلك يرصد الصراع بين الماضي والحاضر من خلال الأخت الصغيرة التي تعبر عن الماضي والكبيرة رمز الحاضر. ذلك كله من خلال سيناريو أنيق يجذب المُشاهد ويجعله مُتوتراً حتى نهاية الأحداث.

أما الفيلم الذي لفت الحضور كثيراً فكان الهندي «نجوم القرية» الذي حصد جائزة أفضل إسهام فني، وهو تجربة خاصة لمخرجته ريما داس التي اهتمت أيضاً بالتصوير والمونتاج، إضافة إلى كتابة السيناريو وتولي الإنتاج، ورصدت من خلاله هموم وأحلام أطفال ونساء وشيوخ قرية هندية فقيرة.

وفاز الإيسلندي «البجعة» للمخرجة آسا هيلغا بجائزة شادي عبد السلام لأحسن فيلم، واستحوذ على إعجاب الجمهور نظراً إلى لغته السينمائية شديدة الخصوصية، وقدرة مخرجته على رصد الواقع المعاش برؤية تحمل كثيراً من العمق.

«أنا فقط.. تشارلي» لربيكا فورتشن، أحد أبرز الأفلام التي أثارت كثيراً من الجدل نظراً إلى جرأة الفكرة وحساسيتها، إذ اختارت مخرجته مناقشة فكرة قبول الآخر بسلبياته وإيجابياته والتعايش معه، ذلك من خلال «التحول الجنسي» وتقبل المجتمع للفكرة وللشخص ذاته. كذلك نجحت إلى حد بعيد في نقل مشاعر المتحول ومعاناته في تفهم دواخله ومواجهة المجتمع وتحمل تبعات اختياره.

وفي فيلم «معجزة» رصدت المخرجة ايجلي فرتيليت تحول دولة ليتوانيا من الشيوعية إلى الرأسمالية، وكيف تبددت أحلام الفقراء على يد السيد الأميركي الذي غازل حلمهم بحياة أكثر رفاهية ورقي ليتحول في النهاية الحلم إلى كابوس، بعدما تهدمت مزرعة الخنازير التي يتعايشون منها وكان ادعى أنه جاء لتطويرها.

ونجح أسبوع النقاد المعني بعرض الأعمال الأولى أو الثانية لمخرجيها في اقتناص العرض الأول للمخرج غابرييل تزافكا، الذي كان حصد الجائزة الأولى قبل عامين بفيلمه القصير في مسابقة سينما الغد، فيما فيلمه الطويل الأول «الشوكة» يتناول تداخل الماضي بالحاضر والمستقبل، وكيف لخطأ بسيط أو بالأحرى لعبة تمارسها زوجة لإثارة غيرة زوجها أن تحول حياتها إلى مأساة، ذلك عبر لغة سينمائية شديدة الخصوصية.

الجريدة الكويتية في

04.12.2017

 
 

"هاني أبو أسعد" لـ "الميادين نت":

فيلمي المقبل هوليوودي أيضاً

محمد حجازي

حضر المخرج الفلسطيني "هاني أبو أسعد" في "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 39 " كعضو لجنة تحكيم في المسابقة الرسمية للمهرجان الذي إفتتحه في 21 تشرين التاني/ نوفمبر الجاري بأول أفلامه في هوليوود "الجبل ما بيننا" (مع كايت وينسليت وإدريس ألبا)، وهو يتحضر لتصوير عمله الثاني في عاصمة السينما العالمية، من دون تحديد المشروع والعاملين فيه، فالعروض عديدة والخيار متاح بين 4 نصوص أميركية.

"نعم هناك عدة مشاريع أدرس أهمها للتنفيذ، وهذا يعني أنني متواصل مع هوليوود، خصوصاً وأن إيرادات فيلمي تعدّت الـ 60 مليون دولار حتى الآن" هذا ما أبلغنا به المخرج هاني في جلسة جرت صباح الإثنين في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر إلى "ترويقة عمل" بفندق الـ "سميرا ميس" حيث ينزل جميع ضيوف المهرجان المستمر حتى الـ 30 منه. وقد دار بيننا هذه الحوار:

·       عرضت "الجبل ما بيننا" في القاهرة، فكيف كانت ردة الفعل؟

_رائعة. والكل كانوا سعداء بالنتيجة.

·       بدأت مع هوليوود. ألف مبروك؟

_شكراً.

·       ومتابع معها؟

_ طبعاً. البداية حققت المطلوب منها بعد تحضيرات وتنفيذ على مدى عام كامل. 6 أشهر إعداد ومثلها في التصوير في مناطق ثلجية الحرارة فيها 40 درجة تحت الصفر في كندا.

·       نعرف أن بطليك تقاضيا أجرين مرتفعين كنجمين، فماذا عنك؟

_ الحمد لله. جيد.

·       هل عندك إحراج في ذكر أجرك؟

_ 300 ألف دولار.

·       هل تحدد عملك المقبل؟

_هناك 4 مشاريع أدرسها لتقرير أيها الأنسب للبداية معه.

·       وحتى ذلك الحين؟

_هناك شركة إنتاجية تضمني مع عدد من المخرجين العرب، عمر نعيم ( نجل الفنانين نضال الأشقر وفؤاد نعيم)، عمرو سلامة، محمد دياب ومحمد حفظي، وبالتالي نتعاون على مشروع بعنوان "قناص بغداد" رداً على الفيلم الأميركي "القناص الأميركي". وهذا المشروع نتعاون لتنفيذه عبر المخرج "عمرو سلامة"، وهنا سأكون بصفة منتج.

·       تريد أن تؤكد أنك لم تترك السينما العربية، وستظل تنجز أفلاماً هنا؟

_طبعاً. لكن لا توجد برمجة وأولوية في هذا الإطار. الخيارات حالياً على درجة واحدة من الجهوزية، والسباق بينها طبيعي لمن يتقدم على الآخر، لكن كإخراج في هوليوود وكإنتاج في العالم العربي مع"قناص بغداد".

·       أفلامك في هوليوود كم فيها منك؟

_ دخلت مشروعي الأول وكان جاهزاً . يعني كنت فيه المخرج. وهذا سيكون أيضاً مع الثاني وربما مع الثالث. أما المشروع الذي أدخل به ويشبهني فلن يحصل قبل أن "يفرقع" فيلم لي في السوق عندها أدخل بالذي أفكر فيه.

·       متفائل؟

_ جداً

الميادين نت في

04.12.2017

 
 

المرأة التونسية في القاهرة السينمائي..

أنتصـار ومقاومة

أحمد الضبع

أشهر قليلة قبل إعلان الاستقلال الداخلي لتونس هي زمن أحداث فيلم الجايدة وقصته المؤثرة التي تدور حول أربع شخصيات نسائية رئيسية تجد نفسها متهمة وهي ضحية لعادات وتقاليد عتيقة تقف في مواجهة قاض يتوسط شيخين يمثلان المذهب المالكي والمذهب الحنفي‏.

وفي المذهبين تدان المرأة لأنها رفضت تلبية رغبات زوجها الذي خانها مع شقيقتها, وتدان المرأة لأنها يئست من زوجها العاجز, وتدان لأنها تحب شابا يرفضه خالها لأنه من البسطاء وهي تنتمي إلي عائلة من أعيان البلاد... وتدان لأنها تريد استقلاليتها بعيدا عن سلطة حماتها وتسلطها, ومع كل إدانة تقاد المرأة إلي دار جويد التي تشبه السجن تشرف عليها الجايدة ومن هنا جاء عنوان الفيلم... لا تخرج المرأة من- دار جويد وهي أشبه ببيت الطاعة في مصر- إلا وقد استسلمت لسلطة جلادها وتسلطه, ولكنها ترضي أحيانا بالموت هناك بدل الاستسلام وجود هذه النماذج وغيرهن يكشف قوة شخصية المرأة التونسية في الخمسينات, فهي تعاقب لرفضها.. لا استسلامها, لتمردها...لا لصمتها وسلبيتها...

الفيم الذي شارك في مهرجان القاهرة السينمائي ضمن مسابقة آفاق العربية أثار الكثر من الجدل وردود الفعل أثناء عرضه ضمن الفعاليات ومن إخراج وتأليف سلمي بكار ويشارك فيه عدد من أهم الممثلين في تونس وهم سهير بن عمارة وخالد هويسة وأميرة درويش ووجيهة الجندوبي, نجوي زهير, فاطمة بن سعيدان, سلمي المحجوبي, أحمد الحفيان, رءوف بن عمر, بلال الباجي.

الأهرام المسائي تحاور صناع وأبطال الفيلم حول الدافع لصناعة الفيلم ومشاركته في المهرجان.

سلمي بكار:

الفيلم تذكير بالماضي الأسود الذي عاشته السيدات

قالت المخرجة المؤلفة سلمي بكار أن الفيلم لا يقدم فقط قصص نضال نسائية, ولكن الجايدة أوسع من ذلك بكثير, هو قصة إنسانية مؤثرة, تعيد فتح صفحة أخري من التاريخ التونسي تنهي بها ثلاثيتها التي بدأتها بفيلم رقصة النار حبيبة مسيكة في الثلاثينات وتواصلت بـخشخاش الذي تدور أحداثه في الأربعينات وصولا إلي الجايدة الذي تنطلق أحداثه سنة1954 وتنتهي بعودة الزعيم الحبيب بورقيبة في1955 محققا الاستقلال الداخلي لتونس معلنا عن تغيير وضعية المرأة التونسية بصدور مجلة الأحوال الشخصية في1956 واستمرار المعركة حتي سنة2014 مع المطالبة بدولة مدنية تخضع إلي سلطة القانون لا سلطة الفتاوي والاجتهادات المحدودة والمنحازة للفكر المتكلس.

تستعيد المخرجة سلمي بكار أجواء الخمسينيات بمنتهي الدقة من حيث الديكور والملابس والإكسسوارات, وتقدم قصتها الإنسانية المؤثرة في الفيلم الذي استلهمت قصصها من سيدة تعدي عمرها المائة عام تدعي خالة عروسية والتي عاشت6 أشهر في أحدي دور جويد والتي صنعت من خلال ما حكت قصص أبطال الفيلم.

سلمي التي كانت إحدي أعضاء المجلس التأسيسي لكتابة الدستور في تونس عام2014 أكدت أن وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي لحكم مصر أربك حسابات الإسلاميين في بلادها وكان أحد العناصر القوية لموافقتهم علي الدستور الذي ينص علي مدنية الدولة ويحفظ حقوق المرأة ومكاسبها التي ناضلت من أجلها.

وحرصت المخرجة خلال تصوير أحادث الفيلم التي استغرقت6 أسابيع علي أن تعيش بطلات العمل في دار تشبه دار جويد تلك التي كانت موجودة في الماضي كي تعيش حالة السجينة وما يمارس عليها من ضغوطات.

ولفتت سلمي إلي أنها تعمدت أن تكون رسالة الفيلم واضحة من خلال ربط الماضي بالحاضر وتجسيد شخصيتها في مشهد النهاية وهي محاربة الأفكار الرجعية والتطرف والتفاسير المغلوطة للدين الإسلامي والتي تسخرها التنظيمات الإرهابية لتنفيذ مخططاتها الإجرامية في البلدان العربية ولعل ما يحدث في مصر هو أكبر دليل علي أن هناك مخططات خارجية تحاول زعزعة استقرار أرض الكنانة ولكن لن يستطيعوا الوقوف أمام شعب يمتاز بالصلابة وقوة الإرادة. سلمي التي بدأت كتابة العمل من2007 وحتي2010 ثم توقفت بعد أحادث الثورة في تونس عام2011 وعادت الاستكمال الكتابة في2016 لترصد تجربتها في صراعها مع الإسلاميين داخل مجلس النواب وكيف أنها كانت قائدة الكتلة الديموقراطية في البرلمان وفرضت مع زملائها دستور لا يعيدهم للماضي الذي وصفته بالأسود.

ورغم الوضعية التقديمية للمرأة في تونس مقارنة بمثيلاتها العربية إلا أن الفيلم هو بمثابة جرس كي يكون المجتمع في يقظة مستمرة للوقوف أمام أصحاب الأفكار الرجعية والمتطرفة.

أميرة درويش:

شاركت في الفيلم حرصا علي مكتسباتنا

أكدت أميرة دوريش إحدي بطلات الفيلم أنها شاركت في الجايدة بدافع الحرص علي ما حققته المرأة التونسية من مكاسب في حقوقها في المجتمع علي مدار تاريخها الطويل من النضال بعد ثروة2011 وصعود التيار الإسلامي في تونس والذي بدأ في طرح مفاهيم عفي عليها الزمن مؤكدة أنها دائما ما تتحمس للقضايا التي تقدمها مخرجة العمل في أعمالها واقتناعها بقصة الفيلم الذي تم تقديمه بشكل مسلسل حتي يكون متاحا لجميع الأعمار السنية ودن تعقيد حتي يصل الهدف الذي قدم من اجله الفيلم.

وأضافت أنها تلعب دور خديجة وهي امرأة مطلقة وشقيقتها تلعبها وجيهة الجندوبي وتحتضنها في الدار ولكنها تقع في غرام زوج شقيقتها التي تري الخيانة بعينيها وترفض أن تسامح زوجها وشقيقتها موضحة أنه رغم أن الزوجة هي الطرف الأضعف إلا أنها لم تسامح في الخيانة وهو ما يعكس كيف عانت جداتنا كي نحظي بمجتمع يصون كرامتهن وأشارت أميرة إلي أن الفيلم يقدم جميع الفئات العمرية للمرأة وهو ما يعني أنه فيلم جماهيري وليس فيلم مهرجانات كما يصف البعض متمنية أن يتم توزيع الفيلم في جميع البلدان العربية حتي تدرك المرأة أن الحقوق لا تمنح ولكن تنتزع مشددة علي أنه ترفض التعلل بفكرة اللغة التي قد تكون حاجزا في فهم العامية التونسية موضحة أن السينما لغة عالمية ومن الممكن أن لا يفهم المشاهد بعض الكلمات ولكن من خلال أداء الممثلين وتعبيرات وجوههم وجسدهم سيدرك المضمون.

سهير بن عمارة:

العمل يمجد المرأة.. ومطالبتنا بالمساواة حق

أكدت الفنانة التونسية سهير بن عمارة أن الفيلم هو تذكير بالنضال الوطني الذي خاضته المرأة في تونس كي تحصل علي حريتها مؤكدة أن شخصية ليلي التي تؤديها هي تراجيدية فهي رغم التمرد الذي بداخلها من حياتها مع زوجها العجوز إلا أن الألم يعتصر قلبها بسبب ما تعانيه من أحساس بالسجن في دار جويد مشيرة إلي أنه قد يبدو أن البطلات ضحايا ولكنهن منتصرات بصمودهن وعدم استسلامهن.

وعبرت عن سعادتها بمشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة السنيمائي بعد النجاح الكبير الذي حققه في دور العرض في تونس بعد أسبوعين من عرضه مشددة علي أهمية أن يراه الجمهور المصري, مشيرة إلي أن ردود فعلهم علي الفيلم كانت جيدة جدا, متمنية أن يراه العالم العربي كله.

ووصفت سهير شخصية ليلي التي تجسدها من خلال العمل بأنها معقدة وصعبة ومركبة فهي احتاجت منها إلي جهد كبير, لتظهر بشكل سعيد وجريء رغم ما تعانيه من اكتئاب, ولكن في النهاية تقرر الشخصية أن تتحرر من كل القيود بالانتحار الذي اعتبرته هو المتنفس من السجن الذي يحاصرها والعادات التي تكبل المرأة.

وعن الجدل الذي أحدثه الفيلم بعد عرضه قالت: إن الفن يعالج حالات إنسانية في عمقه, مضيفة أن مطالبة المرأة بالمساواة حق لها لأنها بشر, مشيرة إلي ضرورة المساواة بين حقوق الرجل والمرأة, لأن المرأة هي الحياة, كما لفتت إلي أن قضايا المرأة موجودة في العالم كله بتفاوت بين دولة وأخري.

خالد هويسة:

الطيب ضحية العادات والتقاليد..

وعلينا الاستمرار لمواجهة الإرهاب

وصف خالد هويسة أحد أبطال الفيلم بأنه نسائي بامتياز مؤكدا أن شخصية الطيب في الفيلم ذلك الرجل الذي يخون زوجته مع شقيقتها وعندما ترفض مسامحته يستخدم سلطته الذكورية في إيداعها دار جويد بعد أن يلجأ للقضاء الذي ينصفه, ولفت هويسة إلي أنه رغم الحالة الاجتماعية الجيدة والثراء الذي يعيشه الطيب لكنه كأي رجل إلا أنه ضحي بحبه لشريكته وأم أولاده كي تستسلم له ولكنها كانت مثالا للمرأة الحرة التي تمسكت بالدفاع عن كرامتها رغم القهر الذي مارسه عليها.

وشدد علي أن شخصية الطيب قد تبدو ظالمة ولكنها ضحية للعادات التي كانت سائدة في المجتمع خلال تلك الحقبة والتي مازالت منتشرة في مجتمعاتنا العربية من حرمان المرأة من حقوقها في الميراث مشيرا إلي أنه طالما تسيطر هذه الأفكار في التعامل هو يعطي فرصة للجماعات الإرهابية والتكفيرية في أن تبث سمومها من خلال أفكارها المغلوطة بتكفير كل من يخالفه في التفكير والتعامل مع السينما والفن والمسرح علي أنها من المحرمات كي يمارس سطوته.

وأضاف خالد أن الفيلم يقدم حقبة مهمة قد لا تبدو معروفة للجمهور التونسي ومن هنا تأتي أهميته وهي أن كي تستطيع أن تتعامل مع المستقبل دون أن تدرك الحاضر مؤكدا أن هذاد ور الفن هو مقاومة الفكر المتطرف الذي يريد أن تتوقف الحياة فالإرهابي هدفه أن يراك حزينا ومنكسرا ومنعزلا مشددا علي أن أقوي رسالة توجه لهؤلاء هي الاستمرار في تقديم الفن الذي يواجههم ويغير واقع مجتمعاتنا إلي الأفضل كي يدركوا أننا لا نخشي رصاصاتهم ولا بنادقهم ولن يستيعطوا إيقافنا حتي لو كلفنا الأمر حياتنا.

 

الأهرام المسائي في

05.12.2017

 
 

كشف حساب القاهرة السينمائي في الأهرام المسائي

أعدت الندوة للنشر‏:‏ إنجي سمير

بعد أن أسدل الستار علي الدورة‏39‏ لمهرجان القاهرة السينمائي‏,‏ التي جاءت مفعمة بالمفاجآت لتكون دورة مختلفة ومميزة‏,‏ حاول القائمون عليها بذل قصاري جهدهم لتخرج بالشكل اللائق‏..‏ استضافت الأهرام المسائي في ندوة أشبه بكشف حساب‏,‏ رئيس المهرجان د‏.‏ماجدة واصف‏,‏ والمدير الفني يوسف شريف رزق الله‏,‏ للحديث عن تفاصيل هذه الدورة‏,‏ والأزمات التي واجهتهما‏,‏ والمعاناة التي تعرضا لها علي مدار‏3‏ سنوات هي عمر مسئوليتهما‏..‏

وفي هذه السطور يتحدث الضيفان عن جميع الأزمات سواء المالية أو البيروقراطية ومحاولات التغلب عليها لتقديم دورات تليق باسم المهرجان وإلي تفاصيل الندوة:

·       ما هو الاختلاف الملموس الذي شهدته الدورة الـ39 للمهرجان عن الدورات السابقة خاصة؟

ماجدة: بالتأكيد دخول راع رسمي كبير مثل قناةDMC ومشاركتها في تنظيم فعاليات حفلي الافتتاح والختام إضافة للمهرجان من خلال الحملة الإعلانية الكبيرة التي تم عملها للدورة والتي لم نستطيع كإدارة مهرجان تنفيذها قد أعطته شكلا جذابا أكثر بالنسبة للجمهور كما أننا كإدارة كان لنا رؤيتنا الخاصة فكلنا أتينا من عالم منظمي المهرجانات وهم جاءوا من عالم آخر, فقناةDMC استعانت بشركات مختلفة لإخراج الحدث بشكل مبهر وكان التعاون معهم ايجابيا من خلال استضافة النجوم العالميين الكبار ولذلك فهم أضافوا بحضور هؤلاء النجوم.

أما من ناحية مضمون المهرجان فلا يزال مثلما هو في الدورات السابقة من ناحية الأفلام التي تم اختيارها بعناية علي مدار شهور طويلة والتفاوض عليها فظل يوسف شريف رزق الله مدير المهرجان وكل المشاركين في البرامج المختلفة ولجان المشاهدة ولم يتأثر أي برنامج بتعديل أو تغيير نتيجة لدخول الراعي الرسمي.

ودعني أضيف أننا كم كنا سعداء بخروجنا من وطأة الأوبرا فكان هناك صالات في سينما أوديون والزمالك ونايل سيتي ومول العرب وذهبنا لشريحة أكبر من الجمهور ولذلك الإيجابيات كثيرة أما السلبيات سوف نجلس سويا لمعالجتها.

ونحن كمنظمي المهرجان كانت هناك أشياء نري أنه كان من المفترض فعلها بشكل أفضل مثل الدعوات التي جلبت لنا العديد من العتاب واللوم ولكن كتجربة أولي مع القناة تعتبر إيجابية وبعد انتهاء الدورة كان هناك تقييم لها خاصة وأن هذه الشراكة تمت خلال شهر وهذا وقت قصير.

·       وصف الناقد اللبناني إبراهيم العريس غياب الفيلم المصري عن المهرجان بالكارثة.. فما تعليقك؟

يوسف شريف رزق الله: استقرينا علي3 أفلام لعرضها ضمن فعاليات المهرجان الأول وهو الشيخ جاكسون الذي كنا نتمني مشاركته, ولكن جهته المنتجة استقرت علي عرضه في الأسبوع الأول من أكتوبر فبالتالي كان مرتبطا بعملية بيع ولذلك مهرجان الجونة السينمائي هو الأنسب له, أما الفيلم الثاني فوتو كوبي وفوجئنا باتفاق منتجه مع مهرجان الجونة, وبالطبع هذا المهرجان له ميزة أفضل من القاهرة السينمائي وهي الجوائز المالية التي تمنح بالدولار وبالتالي لن نستطيع لوم أي منتج بتفضيل مهرجان علي غيره, خاصة انه ممكن يحصل علي جائزة تقوم بتعويضه ماليا عن الميزانية التي قام بإنفاقها بينما الفيلم الثالث بلاش تبوسني فقد اختلفت اللجنة الاستشارية حوله وكان هناك بعض منهم لم يشاهدوه وبالتالي طلبنا عرضا ثانيا وثلاثة من أعضاء اللجنة شاهدوا واتفقوا علي أنه يصلح للمشاركة في المسابقة العربية ولكن مسئولي المسابقة انتهوا من اختيار الأفلام وبالتالي أخذنا برأي أغلبية أعضاء اللجنة لأنه كان هناك أربعة أعضاء اعترضوا علي وضعه في المسابقة الدولية.

وأخيرا فيلم طلق صناعي فكنا نريد مشاهدته ولكن يبدو أن منتجه ومخرجه اتفقا مع إدارة مهرجان دبي ولكن لم يصرح بعد حيث قدما أعذارا غامضة وليست مفهومة.

ورد يوسف: بالضبط فأين الأفلام؟! فنحن لسنا جهة إنتاج أفلام ونأخذ من المتوافر ولو وجدت أفلام كنا سنرحب بها, فمثلا العام الماضي قمنا بعرض فيلمي البر الثاني ويوم للستات وتعرضت إدارة المهرجان للهجوم بسبب الأول ولذلك هنا السؤال يطرح نفسه فهل يعرض فيلم يلقي مهاجمة أم لا يعرض من الأساس؟.

·       هل تحل هذه الأزمة بعودة الدولة مرة أخري للإنتاج؟

ماجدة: عقدنا ندوة باسم تحديات السينما المصرية وحضرها عدد كبير من الشخصيات المهتمة بالسينما وعلي رأسهم دكتور مدحت العدل وهو اليوم مكلف من قبل رئاسة الجمهورية باقتراح حلول لإخراج السينما المصرية من أزمتها وتم طرح كل المقترحات, كما تضمنت الندوة مشاكل التوزيع والإنتاج والقرصنة ودور العرض والمشاكل العديدة وانتهت بتوصيات قدمت خلال كلمة جابي خوري بصفته موزع ومخرج والتي ستعد تقريرا ترسله من خلال اللجنة التي يرأسها مدحت العدل إلي الرئاسة وهناك مشروعات موجودة ولكنها ليست مفعلة ولابد من دعم الصناعة.

·       لكن الدولة سبق أن أعلنت دعمها لصندوق دعم الأفلام بـ50 مليون جنيه؟

في ظل ارتفاع سعر الدولار مقارنة بالجنيه فهذا مبلغ قليل فالسوق السينمائية مصدر الدخل الأساسي للسينما الأمريكية لتغطية تكاليف العمل وعندما يوزع علي مدار العام يحقق ربح, أما نحن فليس لدينا السوق المصري يتم بيع الأفلام من خلاله لا يوجد به سوي400 دار عرض, ولذلك لابد من تسهيلات للدولة لتقديم دعم علي جميع الجوانب لتنشيط الصناعة ليشاهد المواطن المصري صورة جيدة ولكن الدولة غسلت يدها حتي نحن كمهرجان حتي الآن نقوم بتأجير آلات العرض بمبلغ مليون و200 جنيه يتم إهدارهم.

·       ولكن مديرة دار الأوبرا ردت علي ذلك بأنها لماذا تشتري أجهزة عرض من ميزانية الدار ولو إدارة المهرجان تريد شراءها سنحتفظ بها علي مدار العام؟

ماجدة: وهل هذا منطقي؟ فأنا لم أذهب لإيناس عبد الدايم أو أي مسئول فدائما ما أتوجه إلي وزير الثقافة المشرف علي كل هذه المنظومة فهناك القوانين الروتينية مثل باب6 الذي تستطيع الأخذ منه وبعد ذلك يتم استثمار القاعة المجهزة بتأجيرها بسعر رمزي لفعاليات الوزارة ولذلك لدينا رؤية محدودة فمثلا قاعة الإبداع تعمل إلي السينما.. فلماذا لم يتم تجهيزها حتي هذا اليوم.

·       هلDMC اشتركت كراع في شراء الأفلام؟

لا..فدورها اقتصر علي استقدام النجوم الكبار وتنفيذ حملة إعلانية ممتازة وافتتاح وختام من ناحية الإخراج وسيناريو للمهرجان مع بعض التعديلات التي تمت إضافتها ولم يكن لهم دخل بمحتوي المهرجان سواء أفلام أو ندوات.

·       ولكن البعض أرجع هناك تدخلات منهم خاصة في الدعوات؟

هذه النقطة تحديدا تنظيمية وفي الاتفاقية تولت القناة الراعية مسألة توزيع الدعوات وقدمنا كشوفا بأسماء كل ضيوفنا من الفنانين والسينمائيين والعاملين بالسينما بشكل عام والصحافة المعتمدة والمرئية وحدث بها مشاكل متعددة كان المفترض أن يعطونا كشوف الأسماء الخاصة بهم حتي لا تتكرر الأسماء وقد جلست في الأوبرا مع مسئول البروتوكول لنخصص للحاضرين مقاعدهم من الفنانين والوزراء والصحافة ولكن ما حدث هذا العام من دوننا بمعني أننا أعطيناهم كشوفنا وانتظرنا الدعوات وكنا نوزع الدعوات في ذات الظرف لانشغالنا بالفعاليات أيضا ففي العام الأول اتفقنا مع إحدي شركات التوزيع وأعطيناهم الدعوات وإذا لم يجدوا الشخص يقوموا بإرجاعها ولذلك عملنا قاعدة بيانات جديدة وأول عام اشرف ذكي أرسل كشوف4000 فنان وهكذا مسعد فودة, واصطدمنا بأشياء أخري وحاولنا تفادي الأخطاء في الأعوام الماضية وهذا العام تصورنا أن دي ام سي لديها معرفة بكيفية توزيع الدعوات وكانت نقطة سلبية, فقاعة حفل الافتتاح كانت خالية من الحضور وآخرون لم تصلهم الدعوات وفكرة وضع الأسماء علي المقاعد المخصصة خطأ.

·       علي ذكر القاعة كان هناك مشهد غير معتاد وهو جلوس وزير الثقافة ورئيس المهرجان والمدير الفني في الصفوف الخلفية فما السبب؟

ماجدة: هذه وجهة نظر ليس أكثر, ففي مهرجانات مثل برلين وزير الثقافة يحضر ويجلس في الصف الثاني, ولا يعتلي المسرح لإلقاء كلمة, وقد يكون الوضع غريبا مثل أشياء أخري كانت غريبة ولكنني لن أتحدث عنها, وقد تقبل الوزير هذا الأمر.

وفور أن توليت رئاسة المهرجان تحدثت مع وزير الثقافة واقترحت عليه أنه لا داع لإلقاء كلمة رسمية, وقد تفهم الموضوع واقتصر علي إعلان افتتاح المهرجان فقط وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس المهرجان, فقد اعتدنا علي أيام رئيس المهرجان الأسبق سعد الدين وهبة حيث كان يجعل منبر القاهرة السنيمائي منبرا سياسيا وخطب نظرا لأن دوره كان يتجاوز المهرجان, بينما السنوات الثلاث الأخيرة لم يكن هناك كلام لأحد إلا قليلا, وحسين فهمي بصفته رئيس لجنة التحكيم أعلن بنفسه عن أعضاء اللجنة والجوائز.

·       الدورة الماضية كانت مثالية؟ والكل توقع أن تخرج هذه الدورة أيضا بشكل افضل فما الحاجة للتعاون معDMC هل لتكون مثل الجونة التي تعاونت معONE ؟

الجونة السينمائي مهرجان له صاحب ذكي ويفكر في المستقبل ليس للمهرجان فقط ولكن للمكان ذات نفسه الذي أصبح شهيرا فكان لديهم صالات سينما قديمة تم تجديدها كاملا وقاعات في الهواء وانتشال التميمي مدير الجونة فهناك فرق بينه وبين يوسف شريف رزق الله مدير القاهرة وانتشال استعان بخبراء من الخارج وجلبوا متخصصين في صالات العرض وقناةon لم تدعم المهرجان لكنها دفعت مبلغا لهم وحصلت علي حق البث الحصري فقط ولم تتدخل في أي شئ والاتفاقيات هنا مختلفة ولذلك فإن الطبيعة مختلفة بين المهرجانين وفي حالة مهرجان القاهرة لم نحصل علي أموال منDMC ولم يكن هناك اتفاقية بذلك.

·       كان هناك تواصل لدعوة نيكول كيدمان فلماذا اعتذرت؟

يوسف: تواصلنا مع كيدمان من خلال شركة في باريس وحينما تعاقدنا معDMC أوقفنا الاتصالات مع النجوم العالميين, أما كيدمان فقد اعتذرت بسبب انشغالها.

ماجدة: وجود النجوم العالميين كان إيجابيا خاصة بعد حادث مسجد الروضة في العريش وإدانتهم الإرهاب وهذه الصورة تمسح كل السلبيات.

·       أعلن الناقد يوسف شريف رزق الله عن اعتذار نيكولاس كيدج خلال فعاليات المهرجان لنفاجأ بحضوره في حفل الختام..فماذا حدث؟

رزق الله: لقد أبلغنا من قبلDMC أن النجم العالمي قد تم تحذيره من المجئ, وإذا سافر بالفعل فيكون هذا علي مسئوليته الشخصية.

وأضافت ماجدة واصف: علمنا أن السفارة الأمريكية بالقاهرة كانت تحذر النجوم من الحضور, ومع ذلك فوجئنا بممثلين عنها في حفل الختام وتم استقبالهم بشكل رسمي, وأيضا عدد من الضيوف الفرنسيين أبلغونا أن موقع وزارة الخارجية الفرنسية كانت تحذر من القدوم إلي مصر, ولكن عندما يحضر هؤلاء النجوم الثلاثة الكبار وبعد الحادث في رأيي أنه ينبغي أن نوجه الشكر إليDMC, ونحن في النهاية في معركة يتم نشر ما هو سلبي وليس إيجابيا وهو أمر يتجاوزنا جميعا وليس مجرد فكرة مهرجان.

وقاطعها رزق الله قائلا: كان ينبغي أن يكون هناك دور كبير لوزارة السياحة فحينما يذهب هؤلاء النجوم إلي الأهرامات كان يجب أن تكون يقظة لمثل هذه الزيارة المهمة واستغلالها, كما أجرينا اتصالات بصحفيين من هوليوود ريبورتر وفارايتي وغيرها من كبريات الصحف, ولكن المشكلة تكمن أن الصحفي الأجنبي جاء ليشاهد أفلاما مصرية أو أعمالا لم يرها من قبل في أوروبا لأن الضيوف الأجانب سواء أصحاب أفلام أو صحافة يحرصون أيضا علي حضور أعمال مصرية ليعرفوا أخبار صناعتها في السينما أيضا.

وتابعت ماجدة: أن هناك دعاية في كبريات الصحف العالمية عن المهرجان بمبالغ كبيرة, فرغم تقديمDMC حملة في الصحف المصرية, ولكنها في النهاية دعاية محلية بينما نحن مهرجان دولي, لذلك حينما نجهز للدورة القادمة سيتم الاتفاق علي السفر إلي المهرجانات العالمية مثل كان وإبرام اتفاقات مع الصحف العالمية هناك وتجهيز حملة دعائية, والجونة فعلت ذلك, ومن قبلها مهرجان دبي, ونحن علي علم بكل ما يحتاجه المهرجان, ولكن اليد قصيرة.

·       هل حضرت بنفسك الترتيبات النهائية قبل حفلي الافتتاح والختام أم تم إعفاؤك؟

الحقيقة أنه قبل حفل الافتتاح توجهت اكثر من مرة لمتابعة الترتيبات النهائية, ولكن ما لم أره هو ترتيب مقاعد الجلوس الخاصة بالحضور, وطرحت علي الوزير ووافق, وفي رأيي أنه كانت هناك أمور غير سليمة وأخري موفقة, وجزء من السلبيات هو خلو القاعة من المقاعد حيث لم يحضر بعض من تمت دعوتهم بينما حرم آخرون.

·       هل استقالتك قبل المهرجان ترجع إلي ما تردد حول تدخلDMC ؟

غير صحيح.. فالقناة لا علاقة لها بالاستقالة والتي كان ينبغي أن تتم العام الماضي ولم يحدث ذلك لأننا عانينا9 أشهر حتي نسدد التزامات المهرجان والتي كانت عادية, حيث كان مرصود لها دعم من وزارتي السياحة والشباب والرياضة ولم تقدم, فكان هناك3 ملايين جنيه عجز فكان أمامي أمر من إثنين إما أن أرحل أو أن أظل لتسديد الديون, وعملنا بالتوازي مع تسديد التزاماتنا فلا يصلح أن نقيم دورة جديدة دون تسديد القديم وأسباب أخري لن أتحدث عنها في الوقت الحالي.

·       هل من بين هذه الأسباب البيروقراطية أم عدم إيمان الدولة بدور المهرجان؟

من المؤكد أن الدولة مؤمنة بدورنا وإلا لم تكن لتدعمنا بهذا الشكل, ولكن تبعية المهرجان لوزارة الثقافة بشكل كامل رغم أن الجميع يبدون تعاون لكن فعليا نحن كإدارة للمهرجان نعاني من بعض الأشياء, وقد طلب مني وزير الثقافة عمل اجتماع لدراسة كل السلبيات والإيجابيات لتحسين وضع المهرجان في المستقبل, وفي رأيي أنها فكرة جيدة لتضافر الخبرات لوضع آلية..ما هو الدور الذي تقوم به الوزارة دون أن تحيد حركة المسئولين عنه, وبالتالي فإن المهرجان يحتاج إلي توضيح طبيعة العلاقة مع الجهات الداعمة, بمعني هو تقديم الدعم وفي النهاية يتم الحساب, وهذا التصور كان لدي الوزير الأسبق د.عماد أبو غازي فكان تصورا مثاليا وكنت أود أن يفعل ويستمرون وهو أن الوزارة جهة دعم وتحاسب بعد ذلك إدارة المهرجان وأي مهرجان آخر تقوم بدعمه لو فشل في تحقيق أهدافه.

وأري أننا نحتاج لكيان قانوني يظهر من خلاله المهرجان لذلك كانت مؤسسة القاهرة التي نعمل من خلالها فمن الضروري أن يكون للمهرجان كيان قانوني مستقل جمعية آو مؤسسة, وأتذكر أن الفنان حسين فهمي عندما كان رئيسا للمهرجان كان يريد تأسيس شركة تتحرر من المشاكل الخاصة بإدارة الجمعيات ويأتي من خلالها بتمويل للمهرجان وهو أول من أتي بداعم فكان له رؤية متطورة للمهرجان, لكن أي تحديث وتطوير بهذه الصيغة لن يأتي إلا من فوق, وليس من المسئولين, لأن عدم وجود كيان قانوني للمهرجان يقف عائقا أمام طلب الدعم فعندما طلب المهرجان مرة من الاتحاد الأوروبي أن يدعموا طلب الاتحاد اللائحة فكانت المشكلة انه لا يوجد كيان قانوني فلابد من تقنين أوضاع العاملين به إما قطاع بوزارة الثقافة أو كيان منفصل, وهذا يحتاج شجاعة من القائمين علي الأمر أي قرار سياسي يحدد الشكل القانوني حتي يسير المهرجان بشكل سليم.

·       هل من الممكن أن تتراجعي عن قرارك في حال تدخل وزير الثقافة مثلما تردد؟

استقالتي قرار خاص بي ولن أتراجع عنه فبعد ثلاث سنوات أنسحب من إدارته لأنني أريد أن أحصل علي قسط من الراحة, فأنا اعمل من العاشرة صباحا لساعات متأخرة, أعطيت للمهرجان كل طاقتي وعملت بقلبي, وأصبح لدينا الآن موقعا جديدا علي شبكة الإنترنت وقاعدة بيانات وكل هذا سيستمر وأنا قدمت ما في استطاعتي لأن لدي إحساس بالمسئولية والواجب.

وإذا طلب مني الوزير توصيات أو في لجنة سيشكلها كي نتحدث بصراحة سأقول ما لدي, حيث أن مهرجان القاهرة بحاجة إلي هيكلة علي جميع المستويات, ونحن نعلم ما يحتاجه المهرجان, لكن لكي يتحقق نحتاج أجور مناسبة, وإعادة النظر في العلاقة مع الوزارة والرعاة.

·       تعرضت بعض الأفلام إلي مشاكل في العرض مثل فيلم رحم الباكستاني, وعدم عرض فيلمInthefade ؟

يوسف شريف رزق الله: بالنسبة للفيلم الباكستاني كانت المشكلة خاصة بأجهزة العرض فلم تكن الأجهزة بالمستوي المطلوب, وبسبب المشكلة أعدنا عرضه اليوم التالي, أما فيلم فاتح أكين فقد اتفقنا مع موزع ألماني اشتري حقوقه وحصلنا منه علي ثلاثة أفلام عرض فيلمين, بينما هذا الفيلم والذي كان سيبدأ عرضه التجاري في الأسبوع الثاني من نوفمبر رفضوا إرساله إلا بشفرة معينة منعا للقرصنة لكن للأسف أجهزة المهرجان وكل الأجهزة الموجودة في الدولة لم تستطع فتحه وعلمنا أن جهاز فك الشفرة موجود فقط في رئاسة مجلس الوزراء وقد حاولنا تنزيل الفيلم لكن كل مرة كان يتوقف في نصفه وخاطبناهم لكن لا جديد وكنا حريصين علي عرضه لكن للأسف لم يعرض.

·       انتقد البعض وجود فيلم الافتتاح الجبل بيننا الذي عرض في أمريكا, وتعرض هو الآخر لعطل فني؟

ماجدة: دعونا مخرج فيلم الافتتاح هاني أبو أسعد ليكون عضو لجنة تحكيم قبل أن نعرف أن له فيلم سيعرض في أكتوبر وحينما علمنا بالأمر تواصلنا مع الشركة الموزعة في مصر وطالبنا أبو أسعد أن يخاطب الشركة المنتجة في أمريكا ليؤجلوا العرض في مصر وأقنعت الموزع أنه سيستفيد من الدعاية التي ستحدث من خلال عرضه بالمهرجان علي أن يعرض بدور العرض بعد انتهاء المهرجان مباشرة ولم نجده مقرصنا علي الإنترنت قبل بداية المهرجان بأسبوع, وعندما يكون لدينا مخرج عربي لفيلم هوليوودي لشركة كبري لابد أن نحتفي به لكن بسبب الأزمة التي حدثت أثناء عرضه في الافتتاح ذهبنا له في مكان إقامته واعتذرنا له وأقمنا له عرض ثان كان مشرفا وقد كان سعيدا به وتبعه مؤتمر صحفي طويل.

كما أن ضيق الوقت لم يجعل هناك فرصة لاختبار العرض فماكينة العرض كان من المفترض أن تجرب قبلها بفترة لكنها ركبت ليلة الافتتاح, وأري أن القاعة تصلح لفعاليات أخري لكن ليس مهرجان القاهرة وهي تجربة لها سلبياتها وايجابيتها.

·       ما حقيقة تدخل الرقابة في الأفلام التي تحتوي علي المشاهد الجنسية؟

رزق الله: بالفعل كان هناك18 فيلما طلبت الرقابة عرضها مرة واحدة وكان منها أفلام في المسابقة الدولية وتمسكت بعرضها مرتين علي أن تكون قاصرة علي أصحاب البطاقات, وما يتم هو تصنيف عمري وليس رقابة.

·       لماذا تم إلغاء ملتقي القاهرة السينمائي؟

ماجدة: الملتقي لا يعطي جوائز كبيرة وعندما جاءت منصة الجونة قبل شهرين من مهرجان القاهرة تناقشنا مع محمد حفظي لإعادة النظر في المنظومة والفكرة في المستقبل خاصة أن منصة الجونة قدمت منصة بإمكانيات أكبر

يوسف: في حفل الافتتاح قلت للوزير إننا نريد إنشاء صندوق لدعم الأفلام لكي نضمن عرض الأفلام سواء من خلال المركز القومي للسينما أو صندوق مباشر ولابد أن نلح في هذه التجربة خاصة أننا لم نجد فيلم مصري.

واستكملت د.ماجدة واصف: لابد أن يكون هناك صندوق بالعملة الصعبة ومرصود له ميزانية كبيرة, فمثلا مهرجان الجونة رصد ميزانية ضخمة في منصة الجونة تقدر بـ50 إلي200 ألف دولار, لذا لابد أن ينافس مهرجان القاهرة السينمائي بشكل قوي.

الأهرام المسائي في

06.12.2017

 
 

الممثل التونسى رءوف بن عمر الحاصل على جائزة أفضل ممثل فى القاهرة السينمائى لـ «الأهرام»:

مصر المدرسة الكبرى بالعالم العربى

تونس ـ كارم يحيى

رءوف بن عمر الباغ من العمر (70 سنة) هو بالأصل ابن المسرح.درسه فى لندن وانطلق من خشبات مسارح بلاده الى العديد من المهرجانات العربية. وبدا حضوره فى السينما الأوروبية والأمريكية لافتا مع أنه لم يأخذ أدوار بطولة. وفى هذا الحوار يتحدث عن دور المثقف المذيع بالإذاعة الثقافية التونسية يوسف بن يونس فى فيلمه الجديد وعن علاقته بالسينما فى بلاده ورؤيته للسينما المصرية وأعلامها.

·       كيف كانت بدايتك فى التمثيل السينمائي؟

ـ كانت هناك إطلالة قصيرة فى فيلم وغدا للمخرج السينمائى التونسى الراحل إبراهيم باباى عام 1969 فى دور ساعى بريد ــ بوسطجي.

·       ولماذا لم تشتهر عند الجمهور العربى خارج تونس؟

ـ الأفلام المهمة التى قمت بها فى السينما العربية التونسية لا تتجاوز ثلاثة أو أربعة. وكلها لم تشارك فى مهرجانات عربية. وعلاقاتى مع المبدعين المصريين والعرب بصفة عامة تتركز فى مجال المسرح. وشاركت بمسرحيات فى مهرجانات عدة بالقاهرة ( المسرح التجريبي) ودمشق وبيروت والإمارات والأردن.

·       هل المحلية اعاقت هذا الانتشار؟

ـ أعتقد أن اللهجة التونسية ليست سببا فى عدم الانتشار عربيا. فعندما تقدمنا بمسرحياتنا بالتونسية الدارجة لاقت اعجاب الجمهور فى مصر وغير مصر. لكن المسرح والسينما بتونس ينتميان للمدارس الملتزمة وليست التجارية. وبالتالى لهما حضورهما فى القارات الخمس مقابل حضور محدود جدا فى العالم العربي.

·       ثمة مفارقة فى حضورك على مستوى السينما العالمية الذى يبدو أهم وأكبر من السينما التونسية..

ـ لعل أول دور مهم فى مسيرتى السينمائية جاء عام 1973.وهو يهوذا فى فيلم المسيح للإيطالى روبرتو روسليني. وتم تصويره فى الجنوب التونسى وبايطاليا. وبعدها مثلت مع فرانكو زيفريللى فى فيلم مسيح الناصرة عام 1974. كما قمت بالتمثيل مع رومان بولانسكى فى فيلمين هما تس وفرانتك والأخير كان فى عام 1978. والحقيقة اننى مثلت فى نحو عشرين فيلما اجنبيا غير عربى بين الإيطالى والانجليزى وحتى فى الولايات المتحدة.وكلها كانت ادوارا قصيرة. لم ألعب دور البطل مطلقا.

·       هل تقاطعت هذه المسيرة فى السينما الأوروبية والأمريكية مع النجم الراحل عمر الشريف فى أى من محطاتها ؟

ـ مع الأسف.. لم التق به.لكنى أحبه حتى فى أفلامه المصرية بالأبيض والأسود مع فاتن حمامة. وبحق فإن المدرسة الكبرى فى التمثيل بالعالم العربى هى مصر. فقد تربينا على أمثال زكى طليمات وحسين رياض وعماد حمدى وأحمد مظهر وفؤاد المهندس ومريم فخر الدين ونادية لطفي. وفى سنوات الشباب كنا نترقب أن يأتينا الى تونس الفيلم المصري، وبخاصة للمخرجين يوسف شاهين وتوفيق صالح وشادى عبد السلام.

·       لكن من تعتقد أنه الأهم بين الممثلين المصريين ؟

ـ بالنسبة لى أهم ممثل عربى وليس مصريا فقط هو حسين رياض.وكأنه تخرج فى المدرسة الانجليزية التى درست بها. أداؤه طبيعى تلقائى غير مفتعل يحس به الناس.

·       قمت بالتمثيل فى المسرح والتيلفزيون الى جانب السينما.. فى أيها تجد نفسك أكثر ؟

ـ فى المسرح.. لدى نحو عشرة أعمال مهمة من بينها كلام الليل التى استمرت عشر سنوات فى سلسلة.ومع كل سنة طبعة جديدة.وهى تتناول الواقع التونسى المعيشى اليومي. أما التليفزيون فقد وصلت اليه متأخرا. أول عمل هو اعترافات المطر الأخير عام 1992. لكن تظل ادوارى فى التليفزيون أقل أهمية. والمسرح بالقطع هو أبو المدارس وفن شامل ويقوم على الاتصال المباشر مع الجمهور. وبالنسبة لى فإن السينما والتليفزيون أقل مشقة وأكثر سهولة. ومن يتمكن من المسرح يسهل عليه القيام بأدوار بهما. وأعظم الممثلين العالميين يعودون الى المسرح لتجديد طاقاتهم. فالسينما ماكينة كبيرة تستهلك الممثل.لكن المسرح يعيد اليه حيويته بالاتصال المباشر والعرض كل يوم.

·       ما الذى تقوله عن دورك فى فيلم تونس الليل؟ ولماذا قبلت بهذا الدور مع مخرج شاب؟

ـ الفيلم يركز على الممثل. وكل الأدوار مهمة حتى ولو كانت صغيرة و أداها ممثلون قديرون.وأنا عادة أقرأ النص مرتين أو ثلاث قبل أن أقرر. وطالما رفضت عددا من الأفلام ,لكن مع هذا الفيلم قررت التمثيل من أول قراءة. فدور الصحفى يوسف بن يونس يمثل بالنسبة لى جيلا بأكمله.هو جيلي. جيل الاستقلال. وكل مثقفى ومبدعى هذا البلد الأحرار تعرضوا للظلم والقهر من السلطة منذ عهد بورقيبة الى مايسمى الثورة. وحقا عندما قرأت فى عام 2014 سيناريو تونس الليل وجدت كأننى أقرأ مسيرة حياتى فى خمسين سنة. وتذكرت كل أولئك الذين تعرضوا للقهر من مبدعين فى بلادي. وأعتقد أن هذا الفيلم بمزلة تحية لأرواح كل المبدعين التونسيين الذين فقدناهم ولمن يواصلون العمل والإبداع نساءً ورجالا.

·       هل هذه هى أول مشاركة لك فى مهرجان القاهرة السينمائي؟ ومتى كانت زيارتك الأولى لمصر؟

ـ أول زيارة قمت بها لمصر كانت كسائح عام 1983.والثانية مع مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى فى دورته الأولى عام 1986.لكنى لم اشارك قط من قبل فى مهرجان القاهرة السينمائي. أنا فخور بهذه المشاركة الأولى وفى المسابقة الدولية.

·       هل انت متابع جيد للسينما المصرية الى الآن؟

ـ ليس كثيرا.. قد أرى انها تحولت الى سينما الأكشن. وبعد أفلام يوسف شاهين تابعت يسرى نصر الله. وهو من جيلي.ومعجب أيضا بأفلام أحمد السقا ومحمد رمضان وأحمد الفيشاوى من الجيل الجديد فضلا عن المخرجين عمرو سلامة وشريف عرفة.

####

..والإستراتيجية والرؤية عناصر افتقدها المهرجان

د . مصطفى فهمى

أخذت أفلام الدورة المنتهية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولي، طابعا إنسانيا عبر عن الأوضاع الاجتماعية لكثير من شعوب العالم أجمع سواء المنتمون للدول المتقدمة ، أو دول العالم الثالث ، والدول الفقيرة .

فعبرت أفلام المسابقة الرسمية عن الطابع بوضوح فى رؤية المخرجين التى أتسمت بالمزج بين الواقعية فى إبراز التفاصيل النفسية الدقيقة للشخصيات، وتأثيرها على المظهر الخارجى وملامح الوجه ولغة الجسد، والرؤية التشكيلية ويحسب لكثير من المخرجين استغلال تفاصيل المكان فى تكوين هذه الرؤية من خلال المناظر الطبيعية، وظهرت الاحترافية الشديدة لدى البعض منهم فى استغلال التشوه الموجود بالأماكن لصنع صورة سينمائية معتمدة على النظرية الجمالية القائمة على صنع جمال من القبح.

المخرجة لاورا مورا مخرجة الفيلم الكولومبى الأرجنتينى قتل عيسى الذى خطف جائزتى الهرم الفضى (جائزة لجنة التحكيم الخاصة ـ لأفضل مخرج)، لجنة تحكيم النقاد الدولية، متمكنة من أدواتها فى تطبيق الرؤيتين باقتدار وتملك جيد لأدواتها.

بنقلها فقر الحياة فى كولومبيا من شوارع، منازل سواء فى شكلها الخارجي، أو الداخلى لتصنع صورة مستساغة للعين، ومعبرة عن مدى البؤس الذى يعيشه أهل البلد، مما يدفعهم للعمل قتلة مأجورين افتقدوا عطف المتفرج لغلظة قلوبهم، لكن الأمر يتحول للنقيض فى مشهد النهاية بظهور مدى إنسانية القاتل الأجير بانهمار دموعه ليتضح تكوين بعده النفسى المتسم بالإنسانية لكن الظرف الاقتصادى كان الدافع للعمل بهذه المهنة.

الرؤية التشكيلية جعلت المخرجة تصنع لوحة تشكيلية فى عمق ماء البحيرة من خلال البطلة التى اعتمدت على الأداء التعبيرى فى تمثيلها الصامت، وكأنها تؤدى باليها مائيا.. ويعتبر شوط ظهور نصف جسد البطلة فى الماء والنصف الأخر على سطحه وفى الخلفية منظر الغابة قمة الرؤية التشكيلية فى هذا العمل.

لم يبتعد المخرج الإيطالى ليوناردو دى كوستانزو بفيلمه الإيطالى السويسرى الفرنسى اختفاء الفائز بجائزة الهرم الذهبى عن نظيرته الكولومبية فى تناول دور العصابات فى المدن، وإن كان تناوله أكثر خطورة لتقديمه الكامورا إحدى أشد وأشرس عصابات المافيا الإيطالية الموجودة وتقوم باستغلال الأطفال والشباب للعمل معهم ضمن رتبة الجنود، وهى المرتبة الأدنى فى الهرم الموضح للهيكل الخاص بهم.

ألقى ليوناردو الضوء على إحدى أهم مشكلات المجتمع الإيطالى ببساطة، وعمق، من خلال الإشارة إلى تطور عمل الكامورا ، فبعد سجن كثير من رجالها، كان الاتجاه الجديد فى تشغيل الزوجات ، وهو ما ظهر فى الفيلم من خلال الزوجة.. البعد الآخر فى كيف ينبذ المجتمع الإيطالى هذه العصابات المعروف منذ نشأتها فى نابولى أواخر القرن التاسع عشر أنها عصابات شعبية هدفها الوحيد إحداث الشر، وتعتمد على استقطاب الشباب، والأطفال من الشوارع.

انتهى المهرجان وبدأ يستعد لعامه الأربعين ولكن هل يبدأ بوجود استراتيجية ورؤية تحدد أهداف المهرجان خاصة وان الدورة المنتهية شهدت أفلاما لا تليق ان تكون موجودة فى مهرجان القاهرة المنصنف ضمن العشر الأوائل دوليا.

الأهرام اليومي في

06.12.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)