كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان القاهرة السينمائي...

هوس بالنسق العسكري والأجانب

القاهرة ـ نديم جرجوره

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

الدورة التاسعة والثلاثون

   
 
 
 
 

مساء 30 نوفمبر/ تشرين الثاني2017، اختُتمت الدورة الـ39 لـ"مهرجان القاهرة السينمائي" بتوزيع جوائز المسابقات المختلفة، وبتكريم أدريان برودي وهيلاري سوانك ونيكولاس كايج.

لم تكن حفلة ختام الدورة الـ39 (21 ـ 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017) لـ"مهرجان القاهرة السينمائيّ الدوليّ"، المُقامة في "مركز المنارة للمؤتمرات الدولية"، التابع للقوات المسلّحة المصرية، مختلفة عن حفلات تُشبهها. فالخطابات القليلة حكرٌ على ضيوف أجانب، بالإضافة إلى رئيس لجنة التحكيم الدولية، المصري حسين فهمي؛ ورئيسة الشرف للدورة هذه، المصرية يُسرا. والاستعراض مُقتَصرٌ على لوحات راقصة لمجموعة من الشبان، وأغنية لأنغام، وتوزيع الجوائز.

لكن إدارة المهرجان تمكّنت من "إقناع" 3 ممثلين أميركيين للمُشاركة في حفلة الختام تلك، ما أدّى إلى حماسة جماهيرية لم يتلقّاها أي فائز أو ضيفٍ آخر. في حين أن "نجومية" ممثلين مصريين تتفوّق، هي أيضاً، على أيّ أحدٍ قادمٍ من أي بلدٍ عربيّ أو آسيوي أو أوروبي. فالتصفيق الحار، والذي ضجّت به القاعة الكبرى مع إعلان حضور الممثلين الأميركيين الـ3، هيلاري سوانك وأدريان برودي ونيكولاس كايج، يتساوى والتصفيق الحارّ الممنوح لحسين فهمي ويُسرا، كما لنيلّي كريم ومحمود حميدة.

هذا جزءٌ من طبيعة الحالة المصرية، على مستوى علاقة الجمهور بالنجوم: أن يُطلَب من حسين فهمي تقديم أعضاء لجنة التحكيم، فهذا كفيلٌ بإشعال الصالة بتصفيقٍ، لن يتفوّق على ذاك الممنوح ليُسرا. والفائزون العرب والأجانب لن يعرفوا احتفاءً بهم وبفوزهم، كذاك الذي يُقدَّم لنجومٍ دوليين، يتبارى المصريون الـ3، كريم وحميدة ويُسرا، في كيل المديح لهم. فالأولى تمنح تمثال التكريم لبرودي، والثاني لسوانك، والثالثة لكايج، الذي أثار حماسة حاضرين كثيرين، بنبرة صوته، وإعلانه سعادته بالعودة إلى القاهرة، وتعبيره الواضح عن التشابه المرير في المآسي بين مصر وأميركا، قائلاً إن العنف حاضرٌ في بلده كما هو حاضرٌ في بلادٍ أخرى، ومطالباً الجميع بالتصدّي للشدائد. والاحتفاء بكايج متساوٍ والاحتفاء بسوانك وبرودي، المُعَبِّر أمام الجميع بفرحته بوجود والده معه في القاعة نفسها.

أمور عديدة متَّفَق عليها في كلام الخطباء، تختصر باثنين: تذكّر ضحايا مجزرة "مسجد الروضة" (شمال سيناء)، وما يُفترض بالجميع فعله في مواجهة الإرهاب، عبر السينما والتمسّك بالحياة وعدم التراجع أمام العنف؛ وارتفاع منسوب التصنّع في التعبير الأميركي عن جمال المدينة (القاهرة)، وبساطة الشعب المصري وطيبته، وفرح الزيارة، والتمتّع بالبلد، علماً أن الأميركيين الـ3 أمضوا في القاهرة ساعاتٍ قليلة، كافية لتلبية دعوة المُشاركة في الحفلة، والتجوّل قليلاً، هنا وهناك، فقط.

هذا حاصلٌ في قاعة كبيرة، لم تتمكّن الشبكة التلفزيونية DMC، والتي تولّت مهمّة تنظيم حفلتي الافتتاح والختام، من ملئها، فاستعان المنظّمون بشبانٍ يعملون في التنظيم، كي يجلسوا في المقاعد الأولى، وكي يُصفقوا عندما يحين الوقت، وكي يقفوا تحيةً للضيوف، كما يفعل المدعوون الآخرون.

الهوس بالموسيقى الصاخبة، الأقرب إلى النسق العسكري، لافت للانتباه. هذا لا علاقة له بمكان إقامة الحفلة، بقدر ما يعكس تماهياً، لاواعياً ربما، بالمناخ الذي تُقيم فيه القاهرة منذ سنين كثيرة. ورفع منسوب الوطنية أساسيّ، في بلدٍ يتعرّض لنكبات متتالية. كأن التشديد على حبّ الوطن وحبّ الحياة وحبّ السينما "الهادفة" (ماذا تعني مفردة "سينما هادفة"؟)، فعلٌ عمليّ لمقارعة قتلة يأتون إلى البلد من أفكار ضيّقة، أو من ارتباطات إقليمية متعلّقة بصراعاتٍ شتّى، فإذا بعبارات مبثوثة على شاشة كبيرة في قاعة "المنارة" تؤكّد "أولوية" الشعارات، المفرَّغة من خطط عملية أو ميدانية لتحقيقها: سنحارب الكراهية؛ حب الغير؛ حب الحياة؛ لنا في الفن حياة؛ الفن يرتقي بالمشاعر؛ الفن حرية في الأساس، حرية في التعبير؛ أنت وأنا في الحاضر في المكان. إلخ.

الضيوف الأجانب "يسقطون" في الادّعاء والتصنّع: بدءاً من تعبير "السلام عليكم" بلغة عربية مكسّرة، وانتقالاً إلى كيل المديح والتغزّل ببلدٍ، لم يروا منه إلاّ القليل المتعلّق بالسياحة، مروراً بإطلاق شعارات تتلاءم واللحظة الآنيّة. إذْ لا وقت لديهم لمُشاهدة أفلامٍ مُنتجة في مصر مثلاً، أو مُشاركة في المهرجان على الأقلّ؛ ولا إدراكَ لهم ببؤس وشقاء ملايين المصريين، بسبب سياساتٍ لا تكترث بهم، أو نزاعات خارجية تُترجم بعض أفعالها الجرمية داخل البلد. بعيداً عن هذا كلّه، فإن حفلة الختام ـ المتوقّفة عند رحيل شادية (1931 ـ 2017)، التي أُهديت الدورة الـ39 إليها ـ مخصّصة، أيضاً، بتوزيع جوائز عديدة.

ففي المسابقة الدولية، فاز "المتطفّل"، للإيطالي ليوناردو دي كوستانزو، بجائزة الهرم الذهبي لأفضل فيلم، وتُمنح للمنتج، وهو الإيطالي كارلو كريستو ـ دينا. ونال "قتل المسيح"، للكولومبية لورا مورا أورتيغا، جائزة الهرم الفضي ـ جائزة لجنة التحكيم الخاصة بأفضل مخرج، وجائزة "لجنة تحكيم النقّاد الدوليين (فيبريسكي)" أيضاً. ومُنح "نينا"، للسلوفاكي يورا ليوتسكي، جائزة الهرم البرونزي لأفضل أول فيلم (وتُعطى للمخرج).

أما جائزة أفضل ممثل، فكانت من نصيب التونسي رؤوف بن عمر، عن دوره في "تونس الليل" لإلياس بكّار، بينما نالت اللبنانية ديامان أبو عبّود جائزة أفضل ممثلة، عن دورها في "إنسرياتد"، للبلجيكي فيليب فان لويي. إلى ذلك، نالت التشيلية مارسيلا سايد جائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو كتبته لـ"الكلاب"، الذي أخرجته بنفسها. بينما مُنح "اختفاء"، للهولندي بودووين كوول، جائزة أحسن إسهام فني.

العربي الجديد اللندنية في

02.12.2017

 
 

في مهرجان القاهرة السينمائي 6: ثلاثة نجوم أميركيين يساهمون في إنجاح حفل ختام مهرجان القاهرة

أنهى دورته التاسعة والثلاثين بقوّة

القاهرة: محمد رُضـا

حقق مهرجان القاهرة في آخر أيامه كسباً مهماً عندما نجح في استقطاب ثلاثة من ممثلي هوليوود المعروفين وهم هيلاري سوانك وأدريان برودي ونيكولاس كيدج. ثلاثة قد لا يقفون تماماً في مقدمة الصف الأول، لكنّهم ينتمون إليه على أكثر من نحو ومن أصحاب الجوائز العالمية. هيلاري سوانك فازت بالأوسكار وبالغولدن غلوبس أربع مرات، ففي سنة 2000 فازت بأوسكار أفضل ممثلة وبغولدن غلوب أفضل ممثلة في فيلم درامي وذلك عن «الأولاد لا يبكون» وبعد خمس سنوات فازت بالجائزتين معاً أيضاً عن «مليون دولار بايبي». هذا علاوة على 50 جائزة نقدية وفنية خلال تاريخها في السينما الذي بدأ سنة 1992.

أمّا أدريان برودي فأنجز أوسكاره سنة 2003 عن دوره الأول في «عازف البيانو»، وهو الفيلم الذي منحه أيضاً جائزة سيزار وجائزة «الجمعية الوطنية لنقاد السينما الأميركيين». وفي هذا العام منحه مهرجان لوكارنو السويسري جائزة احتفائية خاصة بتاريخه السينمائي وذلك من بين 12 جائزة أخرى.

أمّا نيكولاس كيدج فقد نال جائزة تقدير شاملة من مهرجان «بالم سبرينغز» الأميركي وأخرى مماثلة من مهرجان سان فرانسيسكو في العام ذاته (1998). هذا لجانب أوسكار عن دوره الأول في «مغادرة لاس فيغاس» (1996) علاوة عن نحو 38 جائزة أخرى.

وجود هؤلاء بعث الأمل في أرجاء مهرجان له الحق في أن يسعى للتقدم والاندفاع في سبيل نجاحات أخرى وساهم بإنجاح دورة هي أفضل دوراته الأخيرة رغم سلبيات موزعة في نطاق جوانب أخرى.

محور نسائي

وفي حفلة بدت أكثر تنظيما وانضباطاً تم توزيع الجوائز الرسمية. حصد الجائزة الذهبية الأولى الفيلم الإيطالي «المتطفل» The Intruder لليونارد دي كوستانتزو، بينما ذهبت الجائزة الفضية (لجنة التحكيم الخاصة) إلى الفيلم الأرجنتيني - الكولومبي «قتل عيسى». أمّا البرونزية فجاءت من نصيب فيلم «نينا» ليوراج ليهوتسكي (سلوفاكيا).

وفاز ممثلان عربيان بجائزتين هما اللبنانية دياماند أبو عبود عن دورها في الفيلم البلجيكي «إنسرياتد» لفيليب فان ليو والتونسي رؤوف بن عمر عن دوره في «تونس الليل» لإلياس بكار.

ونال الفيلم التشيلي «الكلاب» لمارسيلا سعيد جائزة أحسن سيناريو، والإسهام الفني من نصيب فيلم هولندي عنوانه «اختفاء».

«قتل عيسى»، الفائز بالجائزة الثانية، فاز أيضاً بجائزة «فبريسكي» (فيدرالية نقاد السينما الدوليين).

جائزة مسابقة «آفاق السينما العربية» نالها الفيلم الفلسطيني - الفرنسي «اصطياد أشباح» لرائد أنضوني والثانية في هذا المجال لفيلم بديع مسعد «نصر» (لبنان).

معظم ما سبق من أفلام فائزة تدور حول نساء في أزمات مختلفة.

فيلم «قتل عيسى» يتمحور حول فعل الانتقام كما ورد معنا هنا في رسالة سابقة فعندما تشهد بطلة الفيلم مقتل أبيها على يدي مسلح ينفذ أمر اغتيال وتكتشف تقاعس الأمن عن التحقيق تنبري بنفسها لمعرفة الفاعل لتجد نفسها أمام معضلة جديدة تمنعها من قتله كما كانت قررت.

أمّا «الكلاب» فهو، وكما تقدم أيضاً، عن امرأة تشيلية تجد نفسها منبوذة من أبيها وزوجها فتقع في حب ضابط سابق في الجيش متهم بالمشاركة في المجازر التي وقعت في العهد السابق.

«المتطفل» هو فصيل مختلف من هذه المواضيع وإن لم يقل تعاملاً مع الشأنين الفردي والاجتماعي معاً. حكاية جيوفانا التي كانت أنشأت مؤسسة تعنى بالأطفال في ضواحي مدينة نابولي. تلك الضواحي التي تعج بالمافيات الحديثة التي تعيق أي شكل من أشكال التقدم الاجتماعي. وسط هذه البيئة الصعبة، نجد جيوفانا (رافاييلا جيوردانو) تحاول جهدها معايشة المحيط قبل أن تجد نفسها في ورطة مع امرأة تحاول إنقاذ زوجها من قبضة رجال القانون. تطلب منها الزوجة إخفاء زوجها في المدرسة والفعل الخطِر يتمدد. المخرج دي كوستانتزو سبق له وعالج الموضوع الاجتماعي في فيلمه الأول «الفاصل» قبل خمس سنوات وبهذا الفيلم يرتقي في إطار السينما الأوروبية كأحد الذين يعالجون قضايا الحياة والمجتمع بإصرار.

الشرق الأوسط في

02.12.2017

 
 

هاني أبو أسعد‏:‏ صورت الجبل بيننا في درجة حرارة‏38‏ تحت الصفر

حوار‏:‏ مني شديد

إلي أي مدي من الممكن أن يقرب الصراع من أجل البقاء بين شخصين غريبين عن بعضهما تماما؟ فتصبح حياة كل منهما معتمدة علي حياة الآخر‏,‏ يطرح المخرج الفلسطيني هاني أبو سعد هذا التساؤل في فيلمه الجبل بيننا من إنتاج شركة فوكس العالمية والمأخوذ عن رواية‏..‏ ويمثل أول أعماله في السينما الهوليوودية بعد النجاح الكبير الذي حققه بأفلامه السابقة وأوصلته لسباقات الأوسكار مثل الجنة الآن وعمر‏.

ويقوم ببطولة الجبل بيننا اثنان من أهم نجوم السينما وهما كيت وينسليت الحاصلة علي الأوسكار, وإدريس ألبا في أول لقاء بين النجمين, وإلي جانب عضويته في لجنة تحكيم الدورة39 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي التي انتهت فعالياتها مؤخرا, اختارت إدارة المهرجان الحبل بيننا ليكون فيلم الافتتاح واحتفت به في عرض خاص, وفي هذا الحوار يروي أبو أسعد لـالأهرام المسائي عن الصعوبات التي واجهته أثناء تصوير هذا الفيلم حيث إن الأحداث بالكامل تدور في الجبال وبين الثلوج:

·       ما هي الخطوات التي ساعدتك علي الوصول لهذه المرحلة من مسيرتك الفنية
وتخرج فيلما من إنتاج شركة فوكس العالمية وبطولة النجمين كيت وينسلت وادريس ألبا؟

عندما قدمت فيلمي الجنة الآن منذ ما يقرب من12 عاما لاقي نجاحا كبيرا في العالم كله, وهوليود دائما علي هذا الحال تحاول استقطاب المخرجين الناجحين من جميع أنحاء العالم, لأن هذا جزء مهم من نجاح صناعة السينما هناك, وأمريكا بشكل عام علي هذا المنوال تستعين بالكفاءات والموهوبين في كل المجالات من أنحاء العالم, ومن جهة أخري مواهب العالم تخضع للإغراءات الأمريكية, بالتأكيد لا يخضع الكل ولدي احترام كبير لكل من يدعي للعمل هناك ولا يذهب, وبالنسبة لي لم يكن لدي ابدا الحلم بان أكون مخرجا في هوليود, ففي بداية عملي كان حلمي أن أكون مخرجا مصريا ثم أصبحت مخرجا أوروبيا, وبعد ذلك عدت لفلسطين وأخرجت أفلاما فلسطينية ومنها إلي هوليود, وأستطيع القول أن الحياة تنتقل بنا من خطوة إلي أخري بدون تخطيط, وحتي اذا وضعنا لها خطة تجذبنا لطريق اخر لم يكن في الحسبان لأن الحياة أكبر منا, علي سبيل المثال دراستي في الاساس كانت هندسة الطيران لكني أصبحت مخرجا سينمائيا, لهذا لا توجد خطوات محددة يمكنني القول أنها وصلت بي لهوليود, كل ما حدث اني قدمت فيلما أحبه الناس وصار لدي علاقات في هوليود وتطورت علاقات العمل إلي أن أصبح لدي فيلم الجبل بيننا.

·       وهل اخترت قصة الفيلم بنفسك أم أنها اختيار شركة الإنتاج؟

في هوليود من الممكن أن تعرض الشركة علي قصة أو أن اقترح انا قصة, ولكن في هذا الفيلم عرضوا علي قصة الجبل بيننا وأعجبتني جدا لأنها دمج بين فكرة صراع البقاء وقصة حب رومانسية, وهي حالة لم أرها من قبل في السينما لهذا شعرت أنها من الممكن أن تكون تحديا كبيرا بالنسبة لي.

·       هل ساعدتك دراستك لهندسة الطيران علي تقديم مشاهد سقوط الطائرة؟

بالتأكيد استفدت منها, خاصة وأني كنت حريصا علي أن يكون مشهد سقوط الطائرة مشهدا واقعيا جدا, صحيح أنه لا يوجد شيئا واقعيا في تصوير الأفلام لأنه من الصعب التصوير بشكل واقعي100 %, لكني حاولت ترجمة المشهد واقعيا بتقديمه كلقطة واحدة بدون تقطيع, فكان عبارة عن مشهد من لقطة واحدة5 دقائق, حتي يشعر المشاهد نفسه وكأنه مع أبطال الفيلم داخل هذه الطائرة أثناء سقوطها, لأن التقطيع معناه تغيير موقع المشاهد من جانب إلي آخر, ولكن اللقطة الواحدة تعطيه إحساس أنه جزء من الحدث, وبالتالي يشعر بلحظة سقوط الطائرة, وبالتأكيد دراسة الطيران ساعدتني علي تنفيذ ذلك.

·       ولماذا غيرت مسارك الفني من الاهتمام بالقضية الفلسطينية في أفلامك
إلي تقديم فيلما هوليوديا بتقنية عالية؟

الحياة اكبر منا, ولا اعتقد أن أي مخرج في العالم من الممكن أن يرفض تقديم فيلما جيدا بإنتاج ضخم.

·       ولكن الفيلم في نفس الوقت يتلامس مع القضية الفلسطينية في انه يعبر عن فكرة صراع الإنسان من اجل البقاء؟

نعم هذا حقيقي, فكل أفلامي هي عن أناس عاديين جدا لكنهم يعيشون في ظروف غير عادية وصعبة, وهذا الفيلم لا يختلف عن ذلك, وإنما يتطابق مع هذه الفكرة تماما.

·       وهل أجريت تعديلات علي الرواية الأصلية المأخوذ عنها الفيلم؟

بالتأكيد كان هناك العديد من التعديلات لعدة أسباب, أهمها أن الكاتب في العمل الادبي يستطيع أن يعبر عن أفكاره وشخصيته بالكلمات, ولكن في الأفلام تترجم الأفكار بالصورة وليس الكلام, وبالتالي لابد من إجراء تعديلات علي الرواية والأحداث لتحويلها إلي رؤية بصرية.

·       ولماذا اخترت الكلب ليكون الشخصية الثالثة في الفيلم مع البطلين؟

وجود الكلب مقصود, وهو الشخصية الثالثة التي تعبر المستقبل, فالحيوان لديه القدرة علي رؤية الخطر قبل وقوعه لذلك الكلب يري المستقبل طوال الوقت, والمشروع ككل هو مشروع شاعري واقعي, بمعني اننا نستخدم كلمة واحدة تعبر عن مشاعر ضخمة, وكل الاختيارات كانت في إطار هذا السياق.

·       وكيف استطعت العمل في هذه الأجواء الصعبة وسط الثلوج, وهل واجهت مشاكل في التصوير؟

بالفعل التصوير كان صعبا جدا, خاصة وان كل المشاهد الخارجية حقيقية وفي وسط الثلوج والمشاهد الداخلية قليلة, والبرد كان قاسيا جدا حيث كانت درجة الحرارة تصل في بعض الأيام إلي38 تحت الصفر, وأفضل درجة حرارة عملنا فيها كانت4 درجات تحت الصفر, وكان أمرا قاسيا جدا لأن أجسامنا كانت في حالة تشنج طوال الوقت, والآم دائمة وكأننا في معركة, وأحيانا كانت الكاميرات تتوقف عن العمل من شدة البرد, ولكن علي الرغم من كل هذه الصعوبات أري أن الفنان عندما يريد تقديم شيء صادق عليه أن يتحمل في سبيل تحقيق ذلك, وما نعانيه لن يكون مثل الخباز الذي يقف أمام نيران المخبز طوال اليوم من أجل أن يقدم لنا الخبز الذي بدونه لا نستطيع أن نعيش.

·       أين تم تصوير الفيلم؟

صورنا في مقاطعة بكندا واستمر التصوير علي مدار45 يوما.

·       هل الجوائز التي حققها المخرجين الفلسطينيين علي مدار السنوات الماضية غيرت نظرة العالم الغربي للقضية وأجبرته علي الاعتراف بانتمائهم للدولة الفلسطينية؟

أكيد أن الفن بشكل عام يضيف لشعبه, وربما ليست الإضافة الأساسية بنفس قدر السياسية والاقتصاد والقوة العسكرية التي لديها قدرة اكبر علي صناعة التغيير أكثر من الفنانين, اما الفنانون فهم يقومون بدورهم ولا اعرف بالضبط حجم هذا الدور لكنه دور مهم مثل حبة الرمل التي تكون الشاطيء, فنحن مثل حبة الرمل علي شاطيء صراع علي الهوية والأرض والمستقبل.

·       كيف كان اللقاء الأول بينك وبين أبطال الفيلم النجمين إدريس ألبا وكيت وينسليت؟ وكيف كان شكل التعاون بينكم؟

كان بيننا احتراما متبادلا, ولا يجب أن ننسي أن كيت وينسليت عملت مع كبار مخرجي العالم, بدأت مع بيتر جاكسون في هيفنلي كريتشر وقبل أن تتعاون معي في هذا الفيلم كانت مع المخرج الكبير وودي ألن, وكانت متزوجة من سام منديز, لذلك فهي لديها تجربة مهمة وكلمة مع مخرجي العالم, ولم تكن لتعمل معي إلا إذا كان هناك احتراما متبادلا, فهي ليست من الممثلين الذين من الممكن أن يشاركوا في فيلم من أجل المال فقط, تحدث أزمة بين المخرج والممثل, عندما يكون الأخير لا يثق في المخرج وانضم للعمل فقط من أجل المال, وكيت ليست من هذا النوع وكذلك إدريس, لهذا كان يوجد احترام ولم يحدث أبدا أي خلاف بيننا ونفذا كل طلباتي علي أكمل وجه.

·       حدثنا عن الشركة التي أسستها مع زوجتك لدعم المخرجين العرب؟

أنا وزوجتي أميرة دياب لدينا شغف ان نكون جزء من حركة تساعد علي تطوير مشاريع شرق أوسطية, خاصة وأن زوجتي مهتمة بقضية المرأة, ولدينا4 مشاريع في الوقت الحالي لـ4 مخرجين اثنين من مصر وهما محمد دياب وعمرو سلامة واللبناني عمر نعيم والفلسطيني فراس خوري, وهي عبارة عن شركة إنتاج تعمل علي تطوير المشروع وتبحث عن ممولين لهذه المشاريع, حيث أسعي إلي نقل تجربتي الخاصة للمخرجين للاستفادة منها ولو بشكل بسيط.

·       حدثنا عن تجربتك في لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟

أولا من المهم جدا بالنسبة لي علي المستوي الشخصي مشاهدة السينما مع عدد من الزملاء المتميزين والمهمين في مجال السينما مثل أعضاء لجنة التحكيم هذا العام ومنهم خيري بشارة وفابيان وجاك لي ورئيس لجنة التحكيم الفنان حسين فهمي وباقي أعضاء اللجنة, خاصة وأننا كنا نجلس معا يوميا لمناقشة الأفلام, فهذه المناقشات مفيدة لاي مخرج في التعرف علي الطريقة التي يفكر بها الآخرون لان كل منا يشاهد الفيلم بطريقة مختلفة عن الآخر, بالإضافة إلي أن مهرجان القاهرة مهم جدا بالنسبة لي لأنه أول من احتضنني في بداية مسيرتي بعد مهرجان الإسماعيلية لهذا يهمني العودة إليهم دائما.

·       وكيف تري اهتمام المهرجان ومصر بالمخرجين الفلسطينيين والقضية الفلسطينية؟

اهتمام العرب, ومصر خاصة والعالم بشكل عام بالقضية الفلسطينية جزء من يرجع إلي أن القضية مهمة إنسانيا وليس علي المستوي العربي فقط, فكيف يمكن لإنسان ان ينتزع ارض شخص آخر وتتحول الي حق شرعي له, فأهمية القضية تكمن في أنها تفضح في أنها تفضح الفساد السياسي في العالم كله بغربه قبل شرقه, فكيف يقبل الغرب الذي يدعي أنه يدافع عن الديموقراطية والليبرالية وحقوق الإنسان أن يدعم دولة مثل دولة إسرائيل, لذلك تظل القضية الفلسطينية حية لأنها مؤشر علي السياسة العالمية الفاسدة, وبالطبع يتم مناقشتها باستمرار في الأفلام للتذكير بهذا المؤشر الذي بدونه لا توجد إنسانية, فالإنسانية قامت علي مواجهة الخطأ ولا يمكن أبدا السكوت علي الخطأ, ونحن من جهة ضحية الاحتلال والمشروع الصهيوني, ومن جهة اخري يوجد تعاطف عالمي كبير مع القضية الفلسطينية دفاعا عن الإنسانية وبدون التعاطف لا يمكن ان نتطور, ومصر هي رائدة العالم العربي وحتي لو خفت اهتمام العالم بالقضية تظل مصر علي موقفها في دعم القضية الفلسطينية لان فلسطين هي بيتها, فقد كانت مصر وفلسطين أرضا واحدة قسمها الانجليز واختاروا لها حكاما.

الأهرام المسائي في

03.12.2017

 
 

'اصطياد أشباح' فيلم يستعين بالأسرى ليصبحوا ممثلين

العرب/ سارة محمد

بين جدران إسمنتية ملأتها الثقوب والشقوق بعامل الزمن، يجلس العشرات من المعتقلين مصطفين متجاورين على أرض متّسخة حجبت إسرائيل الحرية عنهم قبل أن تحجب أغطية الرأس وجوهم، يجمعهم الظلم وتفرقهم الأسباب في قبو لا تصل له أشعة الشمس ولا يعرف عنه أحد شيئا. هكذا قرر المخرج الفلسطيني رائد أنضوني سرد حكاية أسرى فلسطينيين زجّ بهم في السجون الإسرائيلية بحرفة عالية في فيلمه “اصطياد أشباح” المعروض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

بلغة سينمائية مختلفة وغير معهودة وسرد يجمع بين الوثائقي والروائي، قدم فيلم “اصطياد أشباح” حالة متنوّعة من الانفعالات بين سعادة وحزن وغضب وكبت لعدد من الأسرى السابقين في المعتقلات الإسرائيلية، مسلّطا الضوء على قضية إنسانية غاب تناولها عن كثير من الأفلام العربية منذ زمن بعيد.

عرض فيلم “اصطياد أشباح” بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الحالية، ليلفت انتباه الحضور بعد أن حكى عن واقع تجربة السجون الإسرائيلية، وجمع المخرج في فيلمه بين تجربة الأسر الذاتية ومزجها بمشاهد تمثيلية استعان فيها بمجموعة من الأسرى الحقيقيين، خاضوا أيضًا تجربتهم الأولى في مجال التمثيل.

اختار رائد أنضوني سجن “المسكوبية” الذي يقع شمال مدينة القدس ليكون نموذجا لسجن بناه لتصوير فيلمه، واختار المخرج مجموعة من الأسرى الحقيقيين ليبنوا الأسوار الخشبية المغلفة بأبواب حديدية حتى تكون التجربة أكثر واقعية.

المسكوبية هي منطقة تعود فترة إنشائها إلى نهاية الحقبة العثمانية في فلسطين وبنيت على الطراز الكلاسيكي من قبل الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، وبدعم من قيصر روسيا لخدمة الحجّاج الروس إلى الأرض المقدسة.

وتمتد المسكوبية على مساحة 68 ألف متر مربع بين شارع يافا وشارع الأنبياء على بعد مئات الأمتار من سور القدس، وتضم بداخلها مجمّعا لكنيسة أرثوذكسية روسية كبيرة، وقد حولت بريطانيا جزءًا من هذا المجمع إلى مقر للشرطة ومركز للتحقيق بعد احتلالها للقدس عام 1917 لتبقي إسرائيل على هذا الوضع منذ استيلائها على غرب المدينة عام 1948.

يبدأ مخرج الفيلم، الذي تعرّض للأسر في عمر الخامسة عشرة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، في تجميع هؤلاء الذين يساعدون جميعًا في بناء هذا السجن التخيّلي وبين هذه المشاهد يحكي كل من هؤلاء عن مرارة تجربة الأسر بقسوتها وكيف تركت بداخلهم شروخًا ربما جعلت بعضهم في عدد من المشاهد تملأ عيناه الدموع.

ونجح أنضوني في جمع طاقم من سجناء سابقين بعد أن وضع إعلانًا صغيرًا في إحدى الصحف في مدينة رام الله، طلب فيه سجناء سابقين يملكون خبرات في الهندسة المعماريّة أو المقاولات العامّة أو التمثيل.

الفيلم يحمل بعدا إنسانيا يتمثل في تحويل التجربة الذاتية المؤلمة إلى حادث يفرز طاقات إبداعية

يرى المشاهد عمليّة جمع طاقم العمل في المشاهد الأولى من الفيلم؛ يجلس أنضوني إلى مكتب أبيض متهالك يستجوب السجناء السابقين عن خبراتهم، بالطريقة نفسها التي قد يستجوب بها بعض العملاء الإسرائيليين السجناءَ عن انتماءاتهم السياسيّة، وعلى طول النسق الدرامي للفيلم لا تغادر الكاميرا الغرفة الرماديّة وتستعرض شهادات عدد من المعتقلين السياسيّين السابقين.

تحمّل البطل الرئيسي بالفيلم الذي يلعب دوره الفنان رمزي مقدسي، العبء الأكبر في هذا العمل فأغلب المشاهد انصبّت نحوه باعتباره يجمع بين التجربة الذاتية والتمثيل الاحترافي.

وهنا يجسّد مقدسي عددًا من آلامه مثل أن يعصب رأسه ويربط بحبل يسحب من خلاله وكأنه يشبه “الحيوان” أو أن يتبوّل لا إراديًا بعد أن فقد التحكم بجهازه العصبي عقب مرور يومين عليه.

في مشاهد أخرى تقوم قوات الاحتلال بضرب مقدسي وسحبه على الأرض، ويلقون عليه وابلا من الشتائم والسباب بعد اتّساخ مكان الحجز. وتنتقل الكاميرا بعدها لأسير آخر يتذكر لحظات محاولة تحرش إحدى جنديات الاحتلال به وقيامها بسبّ خطيبته.

ورصد أنضوني بفيلمه تجربة تبدو أكثر اختلافا بين الأعمال السينمائية الفلسطينية التي ناقشت قضية الصراع التاريخي بين الطرفين، فأغلب الأفلام انصبّت دائمًا نحو مشاهد الثورات وتتوقف عند لحظات الأسر أو تمرّ على تفاصيلها المؤلمة بشكل عابر يعكس ما تغلغل فيه مخرج “اصطياد أشباح” في هذا العمل.

أنضوني، الذي يشارك بفيلمه ضمن برنامج “آفاق السينما العربية” المقام على هامش مهرجان القاهرة السينمائي، أراد أن يجعل تجربة الأسر واقعا يعيشه المشاهد بكل تفاصيله المؤلمة في رحلة امتدّت على مدار ساعة ونصف من الزمن، ويتمثل ذلك من خلال تجربة “الكلوستروفوبيا” وهي حالة مرضية يشكو المصابون بها من الاضطراب النفسي الذي يصاحبها خلال الاحتجاز في مكان ضيق.

يتقن مخرج العمل وطاقمه الفني بلورة حالة “الكلوستروفوبيا” بجودة عالية في أقوى مشاهد الفيلم والذي يجلس فيه بطله رمزي مقدسي معصّب الرأس وتكون يداه خلف ظهره مكبّلتين بالأساور الحديدية، جالسًا على كرسي حديدي حافي القدمين، وهنا تزداد أنفاسه بقفزات وضربات قلب عالية مع توتّر حركة جسده ليتغلغل المخرج أيضًا في تجربته ويرصد الاضطراب الذي يتخيله الأسير في عقله لينقله إلى المشاهد.

يحمل الفيلم بعدًا إنسانيًا مهما يتمثل في تحويل التجربة الذاتية المؤلمة إلى حادث يفرز طاقات إبداعية ويتغلب على مرارة مشاهد التعذيب برغم قساوته، فليس من السهل أن يعيد الأسرى تجربتهم الذاتية في مشاهد يجسّدونها على أرض الواقع من جديد وأن يحوّل هذا الشبح الأسود “السجن” إلى مسرح صغير يفرز طاقات أصحابه التي قام منذر الجوابرة وهو الوحيد الموجود بالعمل ولم يتعرض لتجربة الأسر، بتصميم صور تشكيلية وضعت على جدران الحوائط.

بخلاف ذلك اتخذ مخرج العمل فكرًا تنويريًا غير مباشر في الأحداث، ربما يحمل بعدًا فلسفيًا أيضًا، فسجن المسكوبية الذي يضم مناطق تعد أثرية وتاريخية حوّله أنضوني في سجنه التخيّلي إلى مؤسسة ثقافية تفرز موهبة الفنان التشكيلي والممثل.

ووظف العمل كادرات سينمائية توظيفا جيدًا بعد أن ارتكزت على زوايا “زوم” أو التركيز على وجوه أبطالها مع حركة سريعة في مشاهد الضرب والتعذيب التي ترتكز على بعض الأعضاء الجسدية، مغلفًا بالإضاءة المعتمة واللوحات التعبيرية “التشكيلية”.

ويؤخذ على الفيلم بعض الإقحامات غير المبرّرة، أبرزها زيارة إحدى السجينات الصغيرات لهذا المكان التخيّلي ورؤيتها أنها تعرضت للأسر لمدة عام ونصف دون الدخول في تفاصيل أو عمق شخصيتها.

ولأن المعاناة الذاتية تَخَلَّق المزيد من الإنسانية لدى الكثير من أصحابها، استعان رائد أنضوني بطبيب نفسي خلال تصوير فيلمه حتى يحافظ على مراحل انهيارات أبطاله في تذكرهم لمشاهد التعذيب كما أورد شرطًا في التعاقد مع أبطاله يتضمن إمكانية تركهم التصوير في حال عدم مقدرتهم على استكماله.

ونجح فيلم “اصطياد أشباح” في الحصول على جائزة أفضل فيلم تسجيلي بقسم البانوراما التسجيلية في مهرجان برلين السينمائي الـ67 بعد أن قدم تجربة استثنائية فريدة تحلّق في فضاء مختلف عن الأعمال النمطية في معالجة قضية الصراع على أرض فلسطين، وما يزيدها إشراقا برغم عتمتها الحفاظ على هويتها كفيلم توثيقي دون إقحامها وتحويلها إلى عمل روائي متكامل.

كاتبة من مصر

العرب اللندنية في

03.12.2017

 
 

هانى أبو أسعد: هوليوود ليست حكرا على «الصهاينة».. لم أتخل عن القضية الفلسطينية

كتبت_ آية رفعت

بسرعة كبيرة صعد المخرج الفلسطينى هانى أبوأسعد إلى السينما العالمية ليحفر اسمه بسماء هوليوود بأول فيلم «الجبل بيننا» وذلك بعد ترشيحه للفوز بجائزة الأوسكار افضل فيلم اجنبى مسبقا.

ويشارك أبو أسعد بخبرته العالمية فى لجنة التحكيم الدولية بالدورة الـ39 من عمر مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، بينما تم اختيار فيلمه الهوليوودى ليكون فيلم الافتتاح. وعن فكرة انضمامه للمهرجان قال أبوأسعد أنه تم التواصل معه والاتفاق فى البداية على عضوية لجنة التحكيم وبعدها بفترة كبيرة فوجئ بمطالبة إدارة المهرجان بعرض فيلمه «الجبل بيننا» فى الافتتاح كأول عرض بمصر.

وأضاف أبو أسعد فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» أنه قام بمحاولة التوسط بين ادارة القاهرة السينمائى والنجمة العالمية كيت وينسلت بطلة فيلمه الجديد حيث إنه سعى لاقناعها للتواجد خلال فعاليات الدورة ولكنها كانت منشغلة تماما رغم ترحيبها بالحضور إلى مصر. وقالت له إنها مستعدة للحضور مع ابنها وعائلتها وأنها سعيدة بهذه الزيارة ولكن المشكلة التزامها بعملها هناك اضطرها لعدم الحضور.

وعن مشاركته بالسينما العالمية ودخوله لاوسع أبواب هوليوود قال أبوأسعد إنه لم يسع لتلك الفرصة ولكنه فوجئ باتصال من شركة فوكس القرن العشرين والذين شاهدوا افلامه السابقة وأبلغوه باختياره لاخراج فيلم «الجيل بيننا» وهم من قاموا بالتواصل مع النجوم وعملية الكتابة ولم يكن له عمل سوى الاخراج فقط، أى أن جميع المراحل أسندت لموظفين مختصين وكل منهم فى مجاله حتى عملية ما بعد الإخراج أو «فاينال كات» كما يسمونها والتسويق وغيرها كانت من اختصاصاتهم.

وعن المضايقات التى قد يكون تعرض لها اثناء عمله كمخرج عربى الجنسية قال أبو اسعد: «بالطبع تعرض للعديد من المضايقات، بالاضافة إلى رفض بعض الفنانين العمل معى والاعتذار عن الفيلم. فلا احد ينكر ان هوليوود بها الكثير من الصهاينة وكارهى العرب، ولكننا يجب ان نعترف بأنه لا توجد منطقة محتكرة 100% مما يعنى انه يمكن العمل واثبات الذات، فمهما كانت الحرب التى نتعرض لها يجب الا نستسلم».

وقال أبو أسعد إنه اختار الدخول لسينما هوليوود عن طريق الافلام التجارية أو التى تصل للمواطن البسيط والطبقة العظمى من الشعب، وذلك ليس تقليلا من شأن هذا العمل، ولكنه تجارى يحمل مضمونا، فالمنتج يسعى لهذه النوعية لتحقيق الربح المادى بينما هو وجد انها الاسرع لاثبات نفسه مع الجمهور بمضمون قوى فهو ليس ضد أفلام التسلية ولكن بشرط ان يكون لها معنى. وأضاف قائلاً: «ليس معنى أنى قدمت فيلما خارج القضية الفلسطينية أننى تخليت عنها، فنحن لدينا رسالة وهدف ونستخدم فننا للتعبير عنه لانه ليس جرح فلسطينى فقط ولكنه يمس العالم العربى كله. ولكن بشكل عام المخرج الفلسطينى يهتم بقضاياه فقط وهذه نظرية انتشرت بالعالم دون أساس فاردت ان اثبت انى اقدم مختلف الانواع بجانب قضيتى الأساسية، فعندما يقترن اسم الشخص بفلسطين يتحول لمقاوم ومحارب ويعلن الحرب بأعماله».

وكان لأبوأسعد راى فى عدم تواجد البلاد العربية ضمن ترشيحات الفيلم الاجنبى بجوائز الأوسكار حيث قال إن السينما المصرية على وجه الخصوص بها تاريخ طويل جدا من الابداعات والمبدعين وعلى رأسهم هنرى بركات وحسين كمال وغيرها.

ولكن المشكلة أن العرب بشكل عام لا يقتنعون بانهم على قدر الاخرين ودائما ما يقولون إنهم سيتم رفضهم ولن يصلوا بسبب الكره السائد من الغرب للعرب ولكن حتى إذا كنا نتعامل مع عدو فيجب علينا ان نتعامل معه ونكون على قدر المنافسة ولا نقلل من قيمة أعمالنا ولا صناعها ونخوض التجربة. فنحن نخفى ثقافتنا بانفسنا ونخفيها عن العالم وهذا هو هدفهم الأساسى.. فليس من السهل الوصول للأوسكار ولكن ليس مستحيلاً.

روز اليوسف اليومية في

03.12.2017

 
 

قال: القاهرة السينمائى هو الأساس في المنطقة العربية

حسين فهمى: مازلت چان السينما المصرية ولا يستطيع أحد أن يحل محلى

حوار: علاء عادل

أكد الفنان حسين فهمى أنه لم يتردد فى قبول المشاركة بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى اختتم دورته الـ39 الأسبوع الماضى كرئيس للجنة التحكيم، وقال: قبولى هذا المنصب واجب عليّ بعد أن ترأست المهرجان أكثر من مرة سابقاً، خاصة أنى لا أهتم بالمناصب وإنما يهمنى أن يكون المهرجان ذا قيمة، مشيراً إلى أن مشاركة أى فنان فى مهرجان القاهرة السينمائى هو شرف وفخر كبير له، حيث إنه مهرجان عريق وكبير، ويمثل السينما المصرية فى العالم العربى أجمع.

عن المشكلات التى واجهها المهرجان، وأزمة الأفلام المصرية، وابتعاده عن السينما، وتصويره عملين جديدين فى الدراما، ومن هو چان السينما الحالى، وغيرها من الأمور تحدث حسين فهمى لـ«الوفـد»..

·       هل واجه مهرجان القاهرة السينمائى تحديات فى تلك الدورة؟

- دائماً هناك تحديات وليست بالصغيرة أو القليلة، وليست أيضاً على المستوى المحلى فقط، وإنما على مستوى عالمى ودولى، وبرغم من ذلك إلا أن مهرجان القاهرة السينمائى مازال يحتفظ بمكانته وقيمته ودوره.

·       ما أبرز التحديات من وجهة نظرك التى يواجهها المهرجان؟

- أهمها كان التحدى المادى فى المقام الأول، فأى مهرجان دولى يحتاج ميزانية ضخمة وكبيرة حتى يظهر ويخرج على أكمل وجه، فإذا نظرنا إلى مهرجان «كان» السينمائى مثلاً تجد أن ميزانيته 50 مليون يورو وهى ميزانية كبيرة جداً لا تقارن على الإطلاق بميزانية مهرجان القاهرة السينمائى، لذلك مهرجان القاهرة مظلوم مادياً، وهذه المشكلة ليست وليدة وإنما منذ فترة طويلة ومنذ أن كنت رئيساً للمهرجان.

·       برغم من كل ذلك وافقت على المشاركة كرئيس لجنة تحكيم فى المهرجان؟

- مهرجان القاهرة هو الأساسى فى المنطقة العربية، والعمل ضمن إدارته واجب على كل شخص، فقد سبق أن ترأست هذا المهرجان لمدة 4 سنوات، لذلك عندما أتيحت لى الفرصة لخدمته مرة أخرى لم أتردد.

·       هل وجود مهرجانات خاصة كان لها أثر على مهرجان القاهرة؟

- وجود مهرجانات عديدة هو ظاهرة صحية جداً، فنحن نتمنى وجود مهرجان لكل محافظة ومدينة، وذلك لن يؤثر على مهرجان القاهرة الذى له طبيعة خاصة.

·       ماذا عن غياب الفيلم المصرى فى المسابقة الرسمية؟

- هذا ليس أمراً وليداً على المهرجان وسبق وأن صادفنى أثناء ولايتى له، وذلك لأننا ننتج أفلاماً تجارية أكثر من أفلام ترقى للمشاركة فى مسابقات دولية، بجانب أن المنتجين يفضلون مهرجانات الخليج.

·       ما الذى يدفعهم لتفضيل تلك المهرجانات عن مهرجان بلدهم؟

- يمكن أن تسألهم.. فأنا ليس لدى رد على تلك النقطة، خاصة أن السبب يختلف من شخص لآخر.

·       هل الميزانية سبب رئيسى فى تلك الأزمة؟

- بالطبع من أهم الأسباب كما سبق أن قلت لك، وهذا ليس فى الأفلام فقط بل فى الضيوف أيضاً، فتجد عدد كبير من النجوم لا يحضرون مهرجان بلدهم، ومتواجدين باستمرار فى مهرجانات أخرى خارج مصر.

·       تردد العديد من الأخبار حول تحكم قناة DMC فى المهرجان؟

- لا يستطيع أحد أن يتحكم فى إدارة المهرجان، فالراعى يدخل ويدفع فلوس ويأخذ مقابلها خدمات، ولا نستطيع أن ننكر أن DMC كان لها فضل كبير فى خروج حفل الافتتاح بشكل مبهر.

·       ما الجديد لدى حسين فهمى خلال الفترة القادمة؟

- أواصل تصوير مسلسل «السر»، وتعاقدت مؤخراً على بطولة مسلسل جديد بعنوان «خط ساخن»، ويشاركنى فى البطولة سولاف فواخرجى ونضال الشافعى وتأليف المغربية فوزية حسين وإخراج حسنى صالح، ومن المقرر أن يعرض فى رمضان، وعمل آخر فى يناير المقبل إن شاء الله.

·       ما الذى جذبك للمشاركة فى مسلسل «خط ساخن»؟

- العمل مكتوب بشكل جيد جداً، وشركة الإنتاج محترمة ومخرج متميز سبق أن تعاملت معه من قبل، أمامى فنانة متميزة سولاف فواخرجى، بجانب أنى لم أقدم تلك الشخصية من قبل، مما جعلنى أوافق على الفور على المشاركة فى العمل.

·       فى ظل شكوى عدد كبير من الكتاب المصريين بقلة العمل لماذا يتم الاستعانة بكاتبة مغربية؟

- العمل مكتوب بشكل جيد، ولا يوجد شىء اسمه كاتب مغربى ومصرى ففى النهاية جميعنا عرب، وهذا هو جمال المنافسة.

·       ما رأيك فى عرض الأعمال خارج رمضان؟

- هذا أمر كنت أدعو له منذ 20 عاماً، فكنت أقول دائماً إن شهر رمضان 30 يوماً، لن نستطيع استيعاب كل هذا الكم من المسلسلات، ونجاح عدد كبير استطاع أن يثبت نجاحه خارج الموسم.

·       أين أنت من السينما الآن؟

- أين هى الأفلام؟ أحضر لى فيلماً يليق بى وسوف أقوم بتنفيذه، فلا أستطيع أن أخذل المشاهد الذى وثق فى كل تلك السنوات الماضية، فلا أستطيع تقديم عمل مستواه الفنى أقل.

·       لكنك شاركت الشباب فى الدراما لماذا لم تقدم على تلك الخطوة فى السينما؟

- لم يسبق أن عرض علىّ عمل جيد ورفضته.

·       هل يمكن أن تتعاون مع السبكى فى عمل؟

- السبكية يقدمون أعمالاً جيدة، وليس جميعها تجارياً، وأرى أن الحملة التى تشن عليهم ليست فى محلها، والجيل الجديد من السبكية تعلموا سينما فى الخارج وعلى قدر كبير من الموهبة.

·       من يحل محل حسين فهمى فى السينما؟

- لا يستطيع أى شخص أن يحل محل آخر، فأنا نفسى لم أستطع أن أحل محل رشدى أباظة، فكل شخص له شكله ونجوميته.

·       فى رأيك من هو جان السينما الحالى؟

- يضحك.. حسين فهمى مازال جان السينما.

·       تردد مؤخراً أنك من المرشحين لرئاسة الدورة الجديدة من المهرجان؟

- كما قلت لك إننى توليت رئاسة المهرجان 4 دورات وتقدمت باستقالتى لضخ دماء جديدة فى إدارة المهرجان، وعندما يحتاجون له فى شىء لا أتخلى عنه لأنه مهرجان بلدى.

####

مهرجان القاهرة السينمائي في عيون النقاد

كتبت - إيمان محمد:

شهد مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الدورة الـ39 فى النسخة الجديدة من المهرجان العريق الذى اختتم أعماله الخميس الماضى العديد من الإيجابيات والسلبيات.

السلبيات بدأت يوم الافتتاح متمثلة فى سوء التنظيم وغيرها كثير، كما وجدنا أيضاً الكثير من الإيجابيات، ورصدنا من خلال هذا التحقيق مستوى أفلام الدورة الجديدة من المهرجان، وما السلبيات والإيجابيات الذين اكتشفوها خلال متابعاتهم للفعاليات.

حيث قال الناقد طارق الشناوى، إنه لا شك أن ماجدة واصف رئيس المهرجان ويوسف شريف رزق الله المدير الفنى للمهرجان، حاولا بالقدر المستطاع أن يحصلوا على أفلام مهمة فى ظل أن الظروف ليست متاحة بشكل كبير.

وعن إيجابيات المهرجان قال: «أعتبر من إيجابية المهرجان تكريم كل من الفنان الكبير سمير غانم وهذا التكريم تفكيره خارج الصندوق، لأنه نادراً ما أحد يفكر أن يُكرم فناناً كوميدياً، وقام المهرجان بتكريمه نظراً لتاريخه الفنى على مدى أكثر من نصف قرن فى سعادة وبهجة، إضافة إلى تكريم الفنان ماجد الكدوانى والفنانة هند صبرى».

وتابع: «كما أننى أؤيد وجود قناة فضائية مثل dmc لأنها تتولى شراكة مع المهرجان، وأن القناة تتحمل لأن المهرجان يواجه مشاكل مادية كثيرة، ولكن كان لابد من تحديد علاقة الشراكة لأنها لم تتحدد بشكل صائب، ولكن كفكرة أنا أؤيدها وبشدة لأنه لابد من دخول قطاع خاص سواء فضائيات أو غيره من الأنشطة الثقافية، إنما لابد أن يوضع بجانب كل هذا تقنين إلى هذه الشراكة».

وعن سلبيات المهرجان قال: «طبعاً يوم الافتتاح وجد سلبيات كثيرة لعدم تحضير بروفات قبل العرض وأتمنى أن يتم تعويض ما حدث فى الافتتاح خلال حفل الختام ويحدث تكثيف للبروفات حتى يحدث بشكل أفضل».

واستكمل: «كما أن هذه الدورة من المهرجان تم إهداؤها للفنانة شادية وهى الفنانة الراحلة التى رحلت أثناء المهرجان.

وعن الأفلام المشاركة قال: «إن المهرجان تحرك فى ظل الإمكانيات المتاحة أمامه وحقق أكثر ما يمكن تحقيقه، لأن عند طرح فيلم عرض أول يكون المبلغ أكبر».

وعن الأفلام الجنسية التى أثارت جدلاً قال: «فى الحقيقة الأعمال كلها أصبحت جريئة الآن ولكن يوسف شريف رزق الله اختار هذه الأفلام لأسباب فنية ولكن يوجد لدى الجمهور المصرى أحكام أخلاقية مما يؤدى إلى صعوبة الاختيار أمام المشاهد».

وتابع: «إن هذه الأعمال المشاركة فى المهرجانات العالمية ليس مسموحاً لها أن تدخل مرحلة المونتاج وعند فعل هذه يتم إيقاف المهرجان على الفور، ولكن فى العرض التجارى من الممكن أن تدخل هذه الأفلام مرحلة المونتاج، قائلاً: «فى المهرجانات يا تعرض يا متعرضش».

بينما قال الناقد مدحت الجيار: إن المهرجان جيد ولكن كان يحتاج لتوسع أكثر من وجود الضيوف، بالإضافة إلى وجود مناطق عرض أكثر، وأضاف: أن وجود إلغاء الأفلام قبل عرضها بدقائق يكون بسبب اعتزاز أصحاب الفيلم الذين تقدموا به إلى المهرجان».

وتابع: «وأيضاً عند حدوث حوادث قومية مثل ما حدث فى سيناء فيقوم المهرجان بإلغاء عمل معين لأن الشعب حزين، قائلاً: «المهرجان جاء فى ظروف صعبة والحمد لله إنه عدى».

وعن عروض أفلام إباحية بالمهرجان: «هذه ليست أزمة لأن المشارك يشترط أن يصبح هذا الفيلم هو الممثل لها وعند تجميع هذه الأفلام يصبح معظم أعمال المهرجان للكبار فقط، فهذا لا يعيب شيئاً لأن المهرجان فعالياته تكون للكبار وليس للصغار».

وتابع: «ولكن من السليم عند عرض هذه الأعمال انتقادها حتى نصبح موضوعيين أمام العالم التى ترسل إلينا هذه الأعمال، وأتمنى أن يكون العام القادم الظروف فى مصر أحسن من ظروف الدورة الحالية فى المهرجان».

فيما قالت الناقدة ماجدة خيرالله: إن إدارة المهرجان حرصت على انتقاء الأفلام بشكل جيد، وتمثل جميع الاتجاهات ومعروضة بعدة أماكن داخل المهرجان، قائلة: «لو حد لم يشاهد فيلم فى مكان الهناجر مثلاً سيجده فى سينما أو ديوان أو الزمالك اليوم القادم لأن كل فيلم كان له أكثر من عرض».

وتابعت: «بالإضافة إلى كل هذا فهناك أيضاً العديد من الندوات التى يتواجد بها صناع العمل وتُدار بشكل جيد عقب مشاهدة الأفلام، كما يوجد نشرة أيضاً بتعريف أهم الأفلام المتواجدة خلال اليوم وقصة الفيلم حتى يتعرف الجمهور عليها ويختار مشاهدة الفيلم المناسب له، فهناك نشاط واضح ومنضبط بشكل جيد».

وعن رأيها فى الأفلام المشاركة فى المهرجان قالت: «الأفلام جيدة ولكن الجمهور يريد أن تصبح الأفلام الأجنبى ذات طابع مصرى، وهذا الشىء من المستحيل حدوثه، كما أن المشاهدين الذين يعترضون على أفلام للكبار فقط لم يشاهدوها، قائلة: «محدش بيسحب حد من إيده اللى مش عايز يحضر ما يحضرش، كما أن الأفلام العالمية لم تكون بالرقابة المصرية».

واستكملت: «المهرجان بالنسبة لى وبالنسبة لأى شخص فى العالم يعنى وجود أفلام جديدة متنوعة حتى يتمكن كل شخص من مشاهدة ما يناسبه».

الوفد المصرية في

03.12.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)