ماجدة واصف لـ«الشروق»:
«القاهرة السينمائي» يحتاج ميزانية 10 ملايين دولار
لينافس «كان وبرلين»
حوار ــ أحمد فاروق:
•
قبل 2011 كان نجوم العالم يطيرون من الفرح عندما
يتلقون دعوة من القاهرة.. والآن المهرجان يعانى فى إقناعهم بسبب
صورتنا السلبية بالخارج
•
ميزانية إيجار الأفلام ارتفعت من 170 ألف جنيه إلى
مليون بسبب قرار التعويم.. وأقصى سعر للنسخة 2000 دولار
•
نطلب شراء أجهزة
Dcp
منذ 4 سنوات بدلا من إيجارها بمليون جنيه لكننا
دائما نصطدم بالمنظومة البيروقراطية
•
دار الأوبرا حرمت المهرجان من المسرح الكبير قبل 19
يوما فقط من الافتتاح.. وتدخل الوزير لم يأت بنتيجة
•
تمثيل العرب فى المسابقة الرسمية بفيلم تونسى فقط
نسبة غير مرضية.. واتفقنا مع فيلم جزائرى لكنه ذهب إلى دبى
•
نجيب ساويرس أبدى رغبة حقيقية فى دعم المهرجان باستضافة نجوم
عالميين.. ولكننا لم نثقل عليه بعد التعاقد مع
dmc
• «القاهرة
السينمائى» ليس ضد الأفلام الكوميدية.. ولو «الإرهاب والكباب»
إنتاج 2017 لشارك فى المسابقة الدولية
للسنة الثالثة على التوالى، تتحمل الدكتورة ماجدة
واصف مسئولية رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، والعبور به
إلى بر الأمان، بعد أن تدهورت أحواله، خاصة فى سنوات ما بعد 2011،
وتصدير صورة سلبية لمصر فى الخارج، انعكست عليه بدرجة كبيرة.
قبل 48 ساعة من افتتاح الدورة 39، التقت «الشروق»
الدكتورة ماجدة واصف، فى حوار لا يخلو من الصراحة، فتحت قلبها
وتحدثت عن نقاط ضعف المهرجان، ولماذا ليس جاذبا للأفلام المصرية
والعربية والعالمية، كما تكشف طبيعة الشراكة مع قنوات
DMC،
ولماذا لم يعد النجوم العالميون يرحبون بحضور المهرجان عكس ما كان
يحدث قبل 2011.
·
لماذا منعتكم دار الأوبرا من استغلال المسرح
الكبير فى فاعليات المهرجان كما يحدث كل عام؟
ــ كانت إدارة المهرجان تعمل على تجهيز المسرح
الكبير كل عام، من أجهزة
DCP
وأجهزة صوت، وكان يجب أن يضاف إلى ذلك هذا العام تغيير الشاشة،
خاصة بعد شكوى غالبية السينمائيين المشاركين فى الدورة الماضية من
جودتها.
وما حدث، أننا عندما طلبنا المسرح الكبير من
الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيسة دار الأوبرا المصرية، وافقت على
الافتتاح والختام فقط، فوعد وزير الثقافة بالتدخل لعرض أفلام
المسابقة داخل المسرح الكبير كما يحدث كل عام، ولكن عندما أبلغتها
بأن الافتتاح والختام سيتم إقامتهما بقاعة المنارة فى التجمع
الخامس، فكان رد فعلها على ذلك بأن تقام فاعليات المهرجان فى
المسرح الصغير، وعندما لجأنا لوزير الثقافة مرة أخرى، وجد أنها
قامت بتسكين برامج فى المسرح الكبير بالفعل، ولم يعد هناك فرصة
لإلغائها.
كانت المفاجأة أن يأتى هذا القرار ليلة المؤتمر
الصحفى للمهرجان الذى أقيم الخميس 2 نوفمبر الجارى، أى قبل موعد
انطلاق المهرجان بـ19 يوما فقط، وبناء عليه تم اتخاذ قرار بعرض
أفلام المسابقة الرسمية فى المسرح الصغير، وإعادة العروض ستكون فى
«اوديون».
فى كل الأحوال نحن نحاول أن نقوم بشغلنا على أكمل
وجه، هناك من يساعد، وهناك من يرفض المساعدة، ولكن يبدو أن دار
الأوبرا لديها أولويات أخرى غير السينما، رغم أن مهرجان القاهرة
عدل مواعيده من 10 نوفمبر إلى 21 نوفمبر حتى لا تتعارض مواعيده مع
مهرجان الموسيقى العربية، ولكن ذلك لم يؤخذ فى الاعتبار.
·
ألا يوجد تعاقد أو اتفاق مع دار الأوبرا يلزمها
بإتاحة مسارحها للمهرجان وقت إقامته؟
ــ لا توجد تعاقدات، فالمهرجان تابع بالكامل لوزارة
الثقافة وكذلك دار الأوبرا المصرية، وكل عام كانت إدارة المهرجان
ترسل خطابا لدار الأوبرا تخطرها بفترة إقامة المهرجان وكان الرد
دائما إيجابيا، لكن هذا العام كان الرد سلبيا.
لكن فى كل الأحوال، البديل رائع جدا، فقاعة
المنارة، مجهزة تكنولوجيا بشكل جيد جدا، وتستوعب 1700 كرسى، وبعد
انتهاء الافتتاح سيعرض بها فيلم الافتتاح الذى سيعرض فى اليوم
التالى بسينما الزمالك، بحضور مخرجه هانى أبوأسعد.
ثم إن مهرجان القاهرة تنقل على مدار تاريخه بين
أماكن كثيرة، فقديما كان الافتتاح يقام فى سينما مترو، وفى فترة
لاحقة كان يقام بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر، ثم انتقل إلى الأوبرا
عندما تولى حسين فهمى رئاسة المهرجان، وكان يقام الافتتاح والختام
فقط، ثم انتقل المهرجان إلى الأوبرا بشكل كامل بعد يناير 2011.
·
هل هذه التغييرات ستؤثر على برنامج عروض الدورة
الـ 39؟
ــ المهرجان حاليا لديه 11 قاعة عرض موزعة على
أنحاء القاهرة، 5 منها داخل دار الأوبرا المصرية، و3 قاعات بسينما
أوديون وقاعة فى نايل سيتى، وسينما الزمالك، وقاعة فى مول العرب.
والهدف من الانتشار أن يذهب المهرجان للناس
بالأفلام، لأن الناس تعانى حتى تصل للمهرجان، فالقاهرة كمدينة أقرب
إلى برلين، مع الفارق طبعا أن برلين بها وسائل مواصلات حضارية، أما
مهرجان «كان» العظيم فتقام كل فاعلياته فى شارع صغير بمدينة كان
الصغيرة أيضا.
فالطبيعى أن يكون لمهرجان القاهرة قصر مهرجانات،
يكون متاحا للجميع، دون أن يمنعه ذلك من الانتشار فى أنحاء المدينة.
·
لماذا قرر المهرجان أن يتعامل مع قاعة «مول
العرب» تحديدا بشكل تجاري؟
ــ بالفعل هذه الصالة هى الوحيدة من بين قاعات
المهرجان، التى يتم التعامل معها بشكل تجارى، ولا يسمح لحاملى
كارنيه المهرجان بدخولها، الا اذا اشترى التذكرة مثل الجمهور
العادى، والهدف الأساسى من هذه التجربة، هو توفير أفلام المهرجان
بالقرب من جمهور مدينة 6 أكتوبر والشيخ زايد.
كانت هناك مناقشة طويلة بخصوص عرض أفلام المهرجان
فى هذه الصالة، وكان الرأى، أن يتم طرح برنامج المهرجان بسعر
التذكرة العادية، لأن جمهور هذه المنطقة لديه القدرة على دخول
الأفلام، خاصة أن تكلفة حضوره إلى مقر المهرجان أعلى من سعر
التذكرة بالقرب من بيته.
وتم الاتفاق مع المنتج والموزع هشام عبدالخالق مالك
الصالة، لتكون التجربة الأولى التى يطرح فيها المهرجان أفلامه بسعر
التذكرة العادية، وسيعاد تقييمها بعد انتهاء الدورة.
·
كانت هناك شكوى دائمة من ضعف ميزانية
المهرجان.. ما هى قيمة الدعم الاستثنائى الذى حصلتم عليه فى
هذه الدورة؟
ــ ميزانية المهرجان كانت 6 ملايين جنيه يضاف إليها
3 ملايين من وزارتى الشباب والسياحة، فكان إجمالى المهرجان على
الورق 9 ملايين جنيه، لكن فعليا وزارتا الشباب والسياحة لم تلتزما
بسداد المبلغ الذى أعلنوه، وبالتالى كان المهرجان فى ورطة بعد
الدورة الماضية بسبب الديون التى لم يستطع سداداها حتى بداية السنة
المالية الجديدة.
والجميع يجب أن يضع فى الاعتبار أن قيمة ميزانية
المهرجان قبل تعويم الجنيه نوفمبر الماضى كانت تقترب من مليون
دولار، لكن بعد التعويم، أصبحت ميزانية المهرجان توازى ثلث مليون
دولار تقريبا، وهذا يعنى أن ميزانية المهرجان انخفضت للضعفين
تقريبا.
ورغم أنه ليس مسموحا إعلان الميزانية الجديدة التى
لا تزال ضعيفة أمام التزامات المهرجان، فحجم الزيادة لا يتناسب مع
ارتفاع سعر الدولار، وبالتالى لمن يريد أن يتوقع ميزانية المهرجان
أقل بكثير من مليون دولار، لذلك نعتبر ما تقدمه قنوات
DMC
إضافة كبيرة لهذه الميزانية.
·
إلى أى مدى كان لتعويم الجنيه تأثير سلبي على
المهرجان؟
ــ لمن لا يستوعب تأثير تعويم الجنيه على المهرجان،
فهناك نموذج بسيط سيوضح الأمر، عام 2015 كانت قيمة إيجار عدد من
الأفلام الأجنبية المشاركة فى المهرجان 170 ألف جنيه تقريبا، وفى
عام 2016 وبسبب التعويم الذى تم يوم 3 نوفمبر أى قبل أسبوع من
إقامة المهرجان ارتفعت قيمة إيجار نفس عدد الأفلام إلى 870 ألف
جنيه تقريبا، أما الدورة 39 فمن المتوقع أن تزيد ميزانية إيجار
الأفلام على مليون جنيه.
أيضا نحن منذ 4 سنوات نقوم بتأجير أجهزة
DCP
بتكلفة مالية تتجاوز مليون جنيه، وكل عام نتقدم بطلب لشراء هذه
الأجهزة وكانت تكلفتها ليست ضخمة قبل تعويم الجنيه، ولكننا دائما
نواجه المنظومة البيروقراطية المعوقة.
·
لكن يبدو أن الدولة انتبهت لأهمية المهرجان
بدليل زيادة الدعم المخصص له؟
ــ الحقيقية أننا حتى الآن ما زلنا نعانى، وهناك
التزامات كثيرة جدا على المهرجان، لذلك «أصرخ» عندما أقابل عقبات،
فنحن نعرف ونقدر أن الدولة ليست فى أفضل حالتها، ولا تستطيع أن
توفر للمهرجان ميزانية ضخمة، لكن فى نفس الوقت «القاهرة السينمائى»
مهرجان دولى يستحق الدعم، حتى يخرج بشكل يليق بمصر.
فى الماضى كان المجتمع المدنى ورجال الأعمال
يتحملون جزءا كبيرا من الميزانية، لكن اليوم لم يعد أحد يساعد على
الاطلاق.
·
هل كان هناك شروط لرجل الأعمال نجيب ساويرس حتى
يدعم المهرجان؟
ــ نجيب ساويرس لم يكن لديه شروط لدعم المهرجان،
كنا نتواصل معه لدعم القاهرة السينمائى فى دعوة النجوم الأجانب
فقط، لكن بعد التعاقد مع
dmc،
الذى ينص على تحملهم استضافة النجوم العالميين، لم نثقل عليه فى
دعم المهرجان هذا العام.
وأثناء حضور مهرجان الجونة عرض دعم المهرجان مرة
أخرى، لكن لم يكن هناك داع لذلك هذه الدورة، وربما نطلب منه هذا
الدعم فى دورات مقبلة.
·
ما الذى يستفيده المهرجان من الشراكة مع
dmc؟
ــ الشراكة مع
DMC
أعطت المهرجان فرصة أن يوجد بشكل يليق به، ويصبح أكثر وهجا، وكل ما
تقدمه للمهرجان إضافة لا نقدر عليها.
ونحن نعتبر التعاون مع قنوات
DMC
بداية جيدة للمهرجان، ويشبه إلى حد كبير التعاون بين مهرجان كان مع
قناة
CANAL PLUS
الفرنسية الذى بدأ قبل 30 سنة، وفى هذا التوقيت لم يكن «كان» بهذا
النجاح، فقدمت له الدعم والترويج المناسب وساعدته حتى أصبح مهرجان
كان.
على سبيل المثال
dmc
تتحمل دعوة الضيوف الأجانب من الألف للياء، بالتنسيق مع المهرجان،
بالإضافة إلى حملة إعلانية فى الشوارع والصحف والتلفزيون غير
مسبوقة فى تاريخ المهرجان، وهذا كان يكلف المهرجان ميزانية ضخمة
جدا.
فى المقابل، ستحصل
DMC
على حقوق نقل الافتتاح والختام بأعلى التقنيات، بشرط أن يحصل
التلفزيون المصرى على الحفلات بدون شعار
DMC،
كما أن القناة أيضا سيكون لها حصرية لقاء النجوم الدوليين الذين
تعاقدت معهم لحضور الافتتاح.
·
دعوات النجوم المصريين أيضا مسئولية
DMC..
هل تتوقعين حضورا كبيرا؟
ــ نحن ليس لدينا قائمة بمن سيحضر من النجوم، نحن
ندعو الجميع، والقرار يكون فى يد الفنان، لكن لدينا قناعة أن
الفنان الذى لا يحضر مهرجان بلده هو الخاسر، فالافتتاح يقام فى
القاهرة وهم يعيشون فيها، وإمكانيات المهرجان لا تسمح بإرسال
سيارات لتحضرهم من منازلهم.
·
فيلمان مصريان شاركا فى مهرجان الجونة وثلاثة
أفلام تشارك فى مهرجان دبى.. لماذا الدورة 39 لمهرجان القاهرة
بدون فيلم مصرى؟
ــ مهرجان القاهرة يقوم بدوره على أكمل وجه دون
تقصير، ولكن هناك عدة عوامل تجعل المهرجانات الأخرى أكثر جذبا،
أولها الصناديق التى تدعم الأفلام فى مراحل إنتاجها، وبالتالى يكون
لمهرجاناتها أولوية فى عرض الفيلم، كما يحدث فى دبى، كما أن مهرجان
الجونة الوليد أيضا لديه منصة تقدم دعما جيدا للأفلام، وهو ما
جعلنا نتخذ قرارا بإلغاء (كايرو فيلم كونكشن) لأنها كانت تقدم دعما
قليلا جدا وبالتالى لا يؤثر، وهذا يحتم علينا إعادة النظر فى
المنظومة بالكامل، ورصد مبلغ جيد لدعم مشاريع سينمائية ليصبح
لمهرجان القاهرة صندوق حقيقى.
الأمر الثانى الذى يجذب الأفلام، هو الجوائز
المالية الكبيرة التى تقدم بالدولار، فهى مغرية جدا بالنسبة لصناع
الأفلام، فيشارك على أمل أن يحصل عليها، لكن مهرجان القاهرة ليس
لديه جوائز مالية، وهذه نقطة ضعف، أتمنى مستقبلا يعاد النظر فيها.
يتبقى نقطة واحدة مهمة جدا، وهى أيضا يفتقدها
مهرجان القاهرة، وهى السوق، فالأفلام التى تشارك فى المهرجان وحتى
التى يفوز منها بالجوائز لا يشتريها الموزعون لتطرح فى دور العرض.
هذه نقاط ضعف، تجعل إدارة مهرجان القاهرة تعانى حتى
تحصل على حقوق عرض أفلام على مستوى عال، وحتى نتغلب على ذلك، يجب
إعادة النظر فى مجموعة من الأمور تدخل فيها صناعة السينما بشكل
كامل، فالمهرجان فى النهاية لا ينتج أفلاما وإنما يشاهد ويختار
الأفضل من الموجود فى السوق.
وهناك أمر آخر قد يشجع على مشاركة الأفلام وهو ما
نحلم بتحقيقه بالفعل، أن تشترى غرفة صناعة السينما الأفلام الفائزة.
·
المسابقة الدولية لا تعانى من غياب الفيلم
المصرى فقط بل أيضا تعانى من ندرة فى الفيلم العربى.. فـ«تونس
فى الليل» هو الفيلم الوحيد الممثل للعرب فى المسابقة؟
ــ بالتأكيد لا نرضى عن نسبة تمثيل الأفلام العربية
بالمسابقة الدولية، وكنا نتمنى أن تكون أكبر، بداية من فيلم مصرى
مشرف، وكذلك أفلام أخرى من دول عربية.
والحقيقة أن نفس المعاناة التى تواجهنا فى الفيلم
المصرى، نواجهها فى الفيلم العربى، بدليل أننا اتفقنا مع فيلم
جزائرى ولكنه ذهب إلى مهرجان دبى.
·
عادة مهرجان القاهرة لا يشارك فى مسابقاته
أفلام كوميدية.. فما هى وجهة نظركم فى تكريم الفنان الكبير
سمير غانم؟
ــ لست مسئولة عن اختيارات مهرجان القاهرة على مدار
39 دورة، فأنا أرأسه منذ 3 دورات فقط، وأنا شخصيا لست ضد مشاركة
الأفلام الكوميدية فى المهرجان، فإذا كان مصنوعا بشكل جيد فهو مرحب
به بالتأكيد، فالمهرجانات لا تصنف الأفلام كوميدية ودرامية.
وعلى سبيل المثال فيلم «الإرهاب والكباب» للفنان
الكوميدى عادى إمام، إذا كان موجودا على الساحة الأن، بالتأكيد كان
سيشارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى، بصرف النظر
عن أن فيه بعدا سياسيا إلى جانب الكوميديا.
فمبدأ رفض مشاركة الأفلام الكوميدية ليس صحيحيا،
وسمير غانم كفنان يستحق التكريم، حتى إذا لم تكن أفلامه تشارك فى
مسابقات مهرجان القاهرة.
·
ما هى الميزانية التى يحتاجها «القاهرة
السينمائي» لينافس المهرجانات الكبرى فى العالم؟
ــ مهرجان القاهرة يحتاج ميزانية لا تقل عن 10
ملايين دولار، حتى يكون منافسا للمهرجانات الكبيرة مثل كان وبرلين
وفينسيا، وليس بالضرورة أن تتحمل الدولة هذا المبلغ بالكامل، لذلك
يجب أن يتم إعادة النظر فى المنظومة بالكامل.
هناك عوامل كثيرة معوقة للتطور، فكما هناك قانون
استثمار يعانى، أيضا التشريعات السينمائية تعانى، فالعالم يذهب إلى
المغرب ليصور الأهرامات والأقصر، بسبب الإعفاءات الضريبية، حتى
الأفلام المصرية عندما تصور تاريخنا وحضارتنا يكون بديكورات رغم أن
الأصل موجود، فلدينا تشريعات معوقة وطاردة، يجب أن تتغير.
لذلك أقول، إنه عندما تحل مشاكل السينما المصرية
ستحل بالتأكيد مشاكل مهرجان القاهرة السينمائى، لأنه واجهة لها.
·
لماذا تحرر مهرجان الجونة من هذه المشاكل؟
ــ مهرجان الجونة ينظمه رجلا أعمال بميزانية
مفتوحة، لتقديم منتجع الجونة السياحى بالصورة التى يحلمون بها،
وهما بنسبة كبيرة نجحا فى تحقيق الهدف، وأتمنى لهما النجاح
والتوفيق بشكل مستمر.
لكن الجونة فى النهاية تجربة أولى، لكن هذه هى
الدورة 39 لمهرجان القاهرة السينمائى، الذى استمر رغم الصعوبات
والتحديات التى تمر بها البلاد.
فمثلا قبل ثورة 2011 عندما كنا نقوم بدعوة نجم
عالمى ونقول له القاهرة، كان يطير من الفرح، لاستضافته والجولة
السياحية التى يقوم بها فى الأهرامات والمتحف، واذا ذهب إلى الأقصر
وأسوان يكون فى قمة السعادة، كان ذلك يحدث بدون مقابل مادى.
لكن اليوم، وبسبب العمليات الإرهابية التى بدأت
تنحسر الحمد لله، وتصنيف عدد من الدول لمصر بأنها غير آمنة، أصبح
المهرجان يعانى فى الاتفاق مع ضيف عالمى، فالجميع يجب أن يفهم أن
مهرجان القاهرة جزء من الدولة المصرية، وصورتها فى الخارج تؤثر
عليه سلبا وإيجابا.
·
هل المعاناة تكون فى الاتفاق مع النجوم فقط أم
فى جذب الأفلام المهمة أيضا؟
نحن نتفاوض على أسعار تأجير الأفلام، فنحن نبدأ من
500 دولار، والحد الأقصى بالنسبة لمهرجان القاهرة 2000 دولار، لذلك
نرفض كل الأفلام التى تطلب أكثر من هذا الرقم.
فريق الأفلام يعانى، ولا تأتى الأفلام بسهولة،
فمثلا أقرب مهرجان كبير من القاهرة السينمائى هو برلين، يقام فى
يناير، وبالتالى عندما تتفاوض على فيلم، يفضل أن ينتظر برلين، لأنه
سوق كبيرة.
·
أخيرا.. لماذا لا يوجد خطة لتطوير مهرجان
القاهرة ليعود لمكانته؟
ــ أتمنى أن يكون هناك تقديم لمصلحة المهرجان، لأنه
يمثل الدولة المصرية، فنجلس ونفكر، ونحدد خطة تلتزم جميع الجهات
والمؤسسات بتنفيذها، بعيدا عن الأهواء والشخصنة.
فيجب أن تكون هناك خطة خمسية للمهرجان، ولكن الشخص
الذى سيتولى المسئولية يجب أن تسند اليه المهمة لمدة 3 سنوات
متتالية، حتى يكون مستقرا ويعمل ويخطط بشكل طويل المدى، لكن رئيس
مهرجان القاهرة يصدر له قرار وزارى بشكل سنوى.
وبما أن الدولة أصبحت مشرفة بشكل كامل على المهرجان
منذ دورة الناقد الراحل سمير فريد، فالطبيعى أن تكون هناك جلسة
لوضع رؤية وتصور واضح لما يجب أن يكون عليه المهرجان.
وأنا لا أتحدث عن نفسى، لأنى لا أريد أن أستمر،
فأنا فى هذا العام كنت غارقة فى المشاكل، بسبب عدم تسوية الديون،
المعاناة استمرت 9 شهور كاملة، لأنى كنت مطالبة بالعمل على الدورة
39 دون أن أسدد ديون الدولة 38، واستمر هذا الوضع حتى بداية السنة
المالية الجديدة.
والحقيقة هذه ليست طبيعتى، فأنا لا أحب العمل فى
هذه الظروف ولا أقبل على نفسى ذلك، ففى كثير من الأحيان كنت أصل
لمرحلة أننى لا أعرف أين أنا ذاهبة، وهذا لا يصح ولا يجب تكراراه،
فالسنة الأولى مع المهرجان تم انتهاء كل شيء متعلق بالمهرجان فى
شهر ديسمبر، لكن السنة الماضية كانت مأساة، لذلك قررت تسوية كل شيء
قبل نهاية ديسمبر، لأغادر المهرجان «نظيف وزى الفل». |