بدورة واحدة نجح مهرجان الجونة السينمائي في أن
يتبوأ مكانة مهمة بين عدد كبير من المهرجانات الدولية المهمة,
ورغم عدد من الأزمات التي سيطرت علي صورة المهرجان في أيامه
الأولي, إلا أن إدارة المهرجان حرصت علي اختيار جيد للأفلام
وبرنامج عروض مميز, وكذلك تقديم حفلي افتتاح وختام ناجحين
لم يكن وراء ذلك شخص واحد, ولكن فريق عمل حمل علي
عاتقه مهمة إنجاح المهرجان, كان علي رأسهم انتشال التميمي هذا
السينمائي الذي انتقد البعض في بداية الأمر وجوده لكونه عراقيا
يرأس مهرجانامصريا وهو أمر يحدث للمرة الأولي, إلا أنه لم يعبأ
كثيرا بهذه الأقاويل ولم يلتفت إلا لشيء واحد وهو خروج مهرجان مصري
جديد بشكل مشرف أمام العالم.
الأهرام المسائي تحدثت مع التميمي في هذه السطور
وعقب إسدال الستار علي الدورة الأولي عن الأزمات التي واجهت
المهرجان, والكواليس وراء تحضير الدورة الأولي, ومشكلة الصحفيين,
والجوائز..وتفاصيل أخري تحدث عنها بوضوح في هذا الحوار:
·
بعد انتهاء الدورة الأولي لمهرجان الجونة ونجاحها
ما هي ردود الأفعال التي تلقيتها؟
في الحقيقة ردود الأفعال أغلبها إيجابية بنسبة98%
وهناك بعض الملاحظات الصغيرة, بالأخص فيما يتعلق بأزمة حضور
الصحفيين حفل الافتتاح, عدا هذا كانت جميع الانطباعات كبيرة ومهمة
وتتحدث عن افتتاح مهرجان سوف يخلق فارقا كبيرا في نوعية المهرجانات
التي تقام علي الأقل في مصر, وأيضا يكون مضيف لأكبر المهرجانات
الدولية ومثيلتها في مناطق مختلفة بالعالم,
حيث أظن أن ما تم هو خطوة متقدمة جدا بأي
مهرجان, ورغم معرفتي الكبيرة بعدد من المهرجانات الدولية لم أر
مهرجانا يبدأ بهذه القوة, وحتي المهرجانات الكبري عربيا ودوليا
بدأت بشكل تدريجي, وأبسط مثال علي ذلك أنه لا يوجد مهرجان بالعالم
بدأ بسوق إنتاج مشترك, فقد كنا الوحيدين الذي قدمنا ذلك بالدورة
الأولي, وبهذا العدد والتنوع من محاضرات السينما, ففي4 ساعات كانت
هناك محاضرتان لأوليفر ستون وفوريست ويتيكر, وهذا لم يحدث بالعالم
كله, وأظن أنه منذ تأسيس مهرجان قرطاج وحتي هذه اللحظة لم نشاهد
علي السجادة الحمراء هذا الكم الكبير من النجوم سواء المصريين أو
العرب, وكل هذا يضعنا في موقع الضوء ومسئولياتنا مضاعفة, عندما
تقدم عملا أول يكون عندك طموح ألا تحافظ علي نفس المستوي فقط, ولكن
تطور العمل وإذا كان هناك ميزة لأي مهرجان هو قدرته علي التطور
والتقدم وهذا ما نخطط له في الدورات القادمة.
·
ذكرت أن هناك98% إيجابيات, فمن وجهة نظرك ما هي
السلبيات بخلاف أزمة الصحفيين؟
كان من المفترض أن يدير المهرجان هذه الأزمة بشكل
أكثر حنكة, وقد اعتذرت لكل الصحفيين, ولكن كان من الصعب أن يتواجد
كل الصحفيين, ولكن علي الأقل كان الاختيار يكون أفضل تنسيقا وأن
يعرض الأمر عليهم بشكل أفضل, وهناك أخطاء أخري ممكن ألا ينتبه لها
الناس وهذا بتقديري يرجع إلي أن الإنسان خطاء بطبيعته, وثانيا أن
هناك كادرا لأول من التحقوا بالعمل بالمهرجان في الشهر السابع
والثامن ولم تتح لهم فرصة حضور مهرجان بحياتهم سواء دولي أو محلي
أو عربي, وكل ذلك جعل هناك جهدا كبيرا يقع علي عاتق فريق المهرجان
كله مثل بشري والتي اضطرت للبقاء يومين بالمستشفي بسبب عملها
المتواصل أو أمير رمسيس والذي حل إشكاليات عديدة تبدأ بالكتالوج
وحتي العلاقة بالمؤسسات الثقافية الأجنبية والعلاقة مع الرقابة
وإدارة نسخ الأفلام, وجمال زادة الذي اهتم بدور السينما التي كانت
أشبه بخرابة وأن يكون بها عروض تضاهي أي عروض سينمائية بأي مكان
بالعالم, ومسألة وجود هذا الجمهور الواسع يرجع إلي أننا عملنا جيدا
علي الدعاية والإعلان وترجمة70% من الأفلام باللغة العربية, وكان
هذا دور لوجيستي استثنائي, وإمكانيات مادية كبيرة, نستطيع أن نقول
إننا نجحنا في أن نحقق بميزانية متواضعة تقديم دورة ناجحة استخدمت
بها الإمكانيات المادية وبالمكان المناسب.
·
هل هذا النجاح وضعكم في تحد ؟
بالتأكيد نجاح المهرجان يضعنا في تحد كبير سواء مع
أنفسنا أو الآخرين, وأتصور أن أهم ما حققه المهرجان هو أنه وضع
مضمون للعمل وعلي أساس هذا المضمون وجه كل فعالياته, فهناك اهتمام
مزدوج بأن يكون لديك أفلام رائعة وتهتم بالسجادة الحمراء, افتتاح
مهيب وفي نفس الوقت معك مشاريع صغيرة تنتبه لها وتوفر لها وسائل في
ملتقي الجونة السينمائي, أو أن يكون عندك حفل ختام استثنائي وفي
نفس الوقت يجتمع المخرجون والمنتجون والنجوم لكي يحضروا بهذه
الكثافة الأفلام والندوات والمحاضرات حتي إن كانت في العاشرة
صباحا, ولأول مرة ينتهي وهم اسمه أنه خارج القاهرة لا يوجد
الجمهور, وأنه علينا أن نحضر جمهور فأنا أعتقد أن ما يقال عن عدم
وجود جمهور يقبل علي المهرجانات هو وهم الفاشلين, فإذا كان لديك
أفلام جيدة وتلتزم بموعد عروضها وقاعات مناسبة بصورة وصوت ممتازين,
وأن تكون هناك فرصة أيضا للجمهور أن يلتقي مع المخرج والمنتج
والممثل بداخل القاعة, فإذا كانت الدورة الأولي قد شهدت حضور جيد
جدا فالدورات القادمة ستكون بحضور مضاعف
وكل يوم خلال فعاليات المهرجان كنا نجتاز عدة
اختبارات فأول امتحان تم اجتيازه في نهاية شهر أغسطس عندما أعلنا
عن حصيلة من أهم وأقوي وأحدث الأفلام الدولية بحيث يقارن المهرجان
ببرامج الكثير من المهرجانات المقامة علي مدار الثلاثون وأربعين
عاما, كما مررنا بامتحان آخر وهو وجود أكبر عدد من الضيوف وصلوا
إلي أكثر من800 ضيف من النجوم استطعنا أن نرتب إقامتهم وحركتهم
داخل الجونة ثم بعد ذلك الافتتاح والختام والجمهور والندوات وأهم
من كل ذلك شكل المطبوعات التي صدرت والتغطية, ونوع الأفلام, فلم
نكتف بالحديث منها فقط, ولكن ذهبنا بتاريخ السينما مثل باب الحديد
والهائمين والذي عرض نسخته بعد اسبوعين من مهرجان فيسنيا وقبل أي
مكان وحتي قبل تونس موطن الفيلم.
·
ما تعليقك علي من قالوا إن نجاح الجونة وضع
مهرجانات أخري في حرج مثل القاهرة السينمائي ؟
أنا اتحرج من استخدام كلمة حرج, كل مهرجان وله
مشاكله ونحن أيضا عندنا مشاكل, ولكن الأكيد أننا رفعنا سقفنا
التحدي من خلال برنامج جيد, سيدفع ذلك باقي المهرجانات لرفع سقف
عملها وهي مهرجانات ليست خالية ولكن مليئة بشخصيات مهمة, فإذا
تحدثنا عن مهرجان القاهرة فعلي رأسه الأساتذة ماجدة واصف ويوسف
شريف رزق الله وهم إلي جانب أنهم أصدقائي المقربين فهم أساتذتي
ومتأكد انه إذا أتيحت لهم فرص أكبر سوف يقدمون الأفضل, وقد علمت أن
ميزانية مهرجان القاهرة دفعت الي الأمام بشكل كبير, وهو ما يعني أن
وجود مهرجان الجونة شكل دافع لوزارة الثقافة والدولة المصرية أن
ترعي المهرجان بشكل أفضل, وتقدم له مميزات أكثر
وأنا أيضا بعد أن استقبلت تليفونين غاليين من ماجدة
ويوسف شريف رزق الله أبديت استعداد لدعم المهرجان, لأنني ابن
مهرجان القاهرة, وكنت قبل عامين عضو لجنة تحكيم بالمهرجان, ومارست
دوري في هذا المجال, ودائما أحرص علي حضور مهرجان القاهرة لسنوات
طويلة, بالإضافة إلي مهرجانات الأقصر للسينما الإفريقية حيث قدم
دورات عديدة ناجحة, والإسماعيلية الذي حرصنا علي أن يكون ممثل في
المهرجان, كما دعينا أكثر من شخص من مهرجانات القاهرة والإسكندرية
والإسماعيلية ليكونوا موجودين بالجونة, ومستعدين لتوفير كل أشكال
الدعم لأي مهرجان.
·
ما المقصود بالدعم الذي ستقدمونه لمهرجان القاهرة ؟
دعم بجهودنا الشخصية, فنحن مستعدون مع فريقنا أن
ندعم أي مهرجان وليس القاهرة فقط, فقد تحدثنا مؤخرا مع منسق
بانوراما السينما الأوربية واتفقنا علي عرض6 أو7 أفلام عرضت في
مهرجان الجونة سوف تكون مكان عرضها في بانوراما السينما الأوربية,
والحقيقة أن تعاون الجونة ساعد البانوراما لأن هذه الأفلام كانت في
السابق تنتظر لشهر ديسمبر حتي يقرر مهرجان مثل دبي أو مراكش موعد
عرضها العربي الأول, ووجود مهرجان الجونة كان فرصة للبانوراما أن
تستقطب9 أفلام تعرض بنفس العام, وأيضا بالنسبة لبانوراما السينما
الأوربية في بيروت, ولم يتوقف التعاون عند هذا الحد, ولكن ابدينا
استعدادنا للتعاون معهم علي الأقل هذه الأفلام تم ترجمتها لتكون
جاهزة ووفرنا عليهم عملا لوجستيا كبيرا.
الهدف الأساسي هنا هو أننا نتعاون مع الجميع نتنافس
ونتكامل مع الجميع, فالتنافس ليس عيبا والتكامل ضرورة أساسية ويجب
أن تكون توجه عملنا ونتعاون ونتكافئ ونتواصل ليس فقط مع جهات كبيرة
مثل مهرجان القاهرة أو دبي ومراكش أو قرطاج, ولكن حتي مع كيانات
أصغر لأنها كيانات نشطة وفاعلة وعظيمة مثل بانوراما السينما
الأوربية في القاهرة وبيروت ومع مؤسسات أخري.
·
ما تعليقك علي مقولة انتشال التميمي الرجل الذي باع
المياه في حارة السقايين, علي اعتبار أنك أول عربي يرأس مهرجانا
مصريا ؟
أعتقد أننا كلنا ننتمي إلي منطقة واحدة, وقبل أن
أكون عربيا فأنا نصف مصري لأنني أتعامل منذ25 عاما أتعامل وأساهم
وأسهل في نقل الأفلام المصرية حول العالم ودعمها سواء في مهرجان
روتردام تورنتو منذ فاز فيلم الساحر للمخرج رضوان الكاشف, كما
دعمنا مجموعة من الأفلام المصرية من خلال وجودي في صندوق سند
بمهرجان أبو ظبي وعلي مدار سنوات طويلة استطعت أن أبرمج الأفلام
المصرية بمختلف أنحاء العالم من المكسيك إلي اليابان ومن الصين إلي
مراكش فكل هذا يجعلني مصري, ونحن قبل كل شيء ننتمي إلي قبيلة واحدة
وهي السينما, وهذا الانتماء هو أساس العمل
أما فكرة أن يكون أول شخص عربي يرأس مهرجان سينمائي
مصري فأريد فقط أن نتذكر صباح وفريد الاطرش وأسمهان كلهم عرب ولكن
هذا البلد لديه قدرة استنثنائية علي استقطاب كل العالم, والنتيجة
أن هذا المهرجان أصبح مصري سواء بوجود انتشال التميمي أو غيره
ونسبة التواجد فيه مصري تصل إلي90%, رغم أنه الأسهل تنظيميا أن
تكون الخبرات أجنبية, ولكننا أصررنا أن تكون مصرية ومن الشباب.
·
كم بلغت ميزانية للمهرجان ؟
لا أريد أن يسألني أحد عن الميزانية ولكن ما أريد
أن أؤكد عليه أننا لم يكن عندنا وفرة مادية فالبعض توقع أن خلفنا
نجيب وسميح ساويرس فالأموال كانت مطلقة فهذا غير صحيح, ولكن كانت
هناك ميزانية محددة وتجاوزناها بعض الشيء بسبب كثرة الضيوف, إضافة
إلي محاولاتنا التحصل علي بعض الأفلام بأقل أجور ممكنة وفي بعض
الأحيان أقل من مهرجانات موجودة في مصر, واستطعنا أن نفاصل بكل شيء
سواء الأفلام أو طباعة الكتالوج وفي نفس الوقت يكون عندنا الطائرات
المناسبة وخبرات مميزة, وكل التفاصيل كانت بنتائج ايجابية والأهم
من كل ذلك أننا استطعنا أن نتحدث مع الفنانين بأن هذه المدينة
صغيرة ولا تتحمل أن يكون لكل واحد منهم سيارة مخصصة وهو ما
استقبلوه بصدر رحب حيث هناك من جاءوا بسياراتهم وأقاموا بفيلاتهم,
واستقبلوا بعض الضيوف, وأقاموا حفلات تحملوا مصاريفهم, وشعرنا أن
هذا المهرجان مهرجانهم.
·
لكن ترددت أقاويل حول تقديم نجيب ساويرس ميزانية
مفتوحة للمهرجان ؟
هذا فهم بعض الناس لأنهم لا يعرفون منطق رأس المال
ذكي, وأن المهندس نجيب ساويرس إذا أطلق ميزانية ربما الأمور تأتي
عكس نتائجها, لان النجاح ليس مرتبط بالأموال ولكنه مرتبط أن يكون
ما تحتاجه متوفر, أما الأموال الوفيرة بطريقة لا تعرف كيف تتصرف
بها مثل الطفل الصغير الذي يعطي له لعبة, فهذا غير صحيح, لأنهم
أذكياء ويديرون اقتصاد عائلة, والأغنياء يعلمون أطفالهم العمل,
وتعاملوا مع المهرجان بهذا المنطق حتي أننا كأعضاء مهرجان عندما
كنا نذهب إلي مهرجانات أخري كنا نسكن بشقق وليس فنادق, ويمكن أن
نحصل علي مصروف يومي إذا ما قارنته بأي مصروف يومي هو أقل من أي
مهرجان آخر, وما أريد أن أقول أننا استطعنا بخبرات أجنبية محدودة
جدا وبكادر مصري كبير وبأجور متواضعة أن نخلق قاعدة حقيقة لانطلاق
مهرجان جديد ليس مهما منافسته للآخرين ولكن تقديم صورة ايجابية
لجهود الشباب المصريين الذين اعتقد ان هناك طاقات استثنائية كبيرة
تحتاج فقط كيف أن تشحذ همها وتشعر بأنهم يقدمون عملا إيجابيا.
·
وكيف استطعتم إقناع النجوم بالحضور للإقامة في
منازلهم وبسياراتهم ؟
في الحقيقة الجونة أصبحت عاصمة للفن, وعدد كبير من
الفنانين يمتلكون منازل بها, واستطعنا أن نجذب أربعة جهات ساهموا
بشكل كبير في المهرجان ومنها مفوضية الامم المتحدة لشئون اللاجئين,
ومينتور ارابيا, وفيلم فاكتوري, أروما, نيو سينشري, والمركز
الدانماراكي الذي استضاف18 مخرج من مختلف البلدان العربية.
·
البعض رأي نوع من تسييس الجوائز خاصة بعد استبعاد
فيلم الشيخ جاكسون من الحصول علي أي جائزة ما تعليقك ؟
أولا لجان التحكيم في الجونة مثلها مثل لجان
التحكيم في مهرجان دبي مثل أبو ظبي أو قرطاج وكان وبرلين وغيرها
فهي مستقلة استقلال تام عن إدارة المهرجان, ومن يعبث مع لجان
التحكيم يعبث بمستقبل أي مهرجان لأنه إذا لم يكن هناك مسافة واسعة
بين إدارة المهرجان ولجان التحكيم سوف يصاب ميزانك الأخلاقي
بالعبث, كما أن أزمة الفنان أحمد الفيشاوي انتهت بعد يوم من حفل
الافتتاح حينما قدم الاعتذار والدليل علي ذلك أنه أفرد للفنان أحمد
الفيشاوي في نشرة المهرجان حوار علي صفحتين مع صورة كبيرة له ومن
يفعل هذا الشيء لا يفكر بهذه الطريقة, وبالتالي كل ما يثار حول هذا
الأمر هراء.
ثانيا أنا أتصور أن أغلب النتائج كانت ممتازة وكل
الأفلام مميزة, كما أن لجنة التحكيم كانت حائرة بشكل كبير لأن
لديها أعمال مميزة بما في ذلك الأفلام التي لم تفز لأنها من كبريات
الأفلام الدولية, فالفيلم الذي فاز بمهرجان ترابيكا لم يفوز, وكذلك
فيلم من أعظم أفلام هذه السنة وهو لو كروزماتي و فاز بالجائزة
الفضية في مهرجان برلين ولم يفز بالجونة, والفيلم القصير الذي فاز
بجائزة كان لم يحصل حتي علي تنويه من لجنة التحكيم, وبالتالي فإن
لجان التحكيم لديها استقلاليتها الكبري, وما يهمنا أن فيلم مثل
الشيخ جاكسون والذي يعتبر واحدا من أفضل أفلام السينما العربية
خلال سنوات ما يفوز وتفوز أفلام أخري فهذا معيار لقوة البرنامج
ونجاح لجنة التحكيم, وكل من أتهمنا قبل إعلان النتائج أننا طالما
اخترنا الشيخ جاكسون للافتتاح ومشاركته في مسابقة الأفلام الروائية
الطويلة كأنه تحيز لصالح الفيلم, وكنا نجيب أننا اخترنا الفيلم في
الافتتاح لأنه إضافة لكونه جيد فنيا ومناسب للعرض الجماهيري
والافتتاح, ومن حسن حظنا أنه ما أحد يستطيع اتهامنا بالتحيز رغم أن
شركة نجيب ساويرس مؤسس المهرجان كانت مساهمة بنسبة في إنتاج هذا
الفيلم, والحمد لله لم ندفع بفوزه أو عدم فوزه, وأعطينا لجنة
التحكيم الحرية كاملة.
·
العديد من الجماهير تحدثوا عن الأزمة كثيرا ولكن لم
نعرف ما حدث في الكواليس خاصة أنه تردد أن الفيشاوي هدد بالطرد من
المهرجان إن لم يعتذر ؟
لا أعتقد أنه تلقي تهديدا من أحد, الفيشاوي تصرف
بشكل غير موفق وبالتالي اعتذر وقبل اعتذاره ومن هذا الوقت تم اغلاق
هذه الصفحة نهائيا وبالتالي حضر الفعاليات والختام وصورته وعمله ظل
موجودا, لأننا لا نتوقف عند الصغائر فهذا الأمر لم يعجبنا أو يعجب
الحضور, ولكن كان علينا ألا نلتفت لذلك ونهتم بجوهر العمل
المهرجاني الذي يفوق شطحات الفيشاوي, وبالتالي فإن هذا الأمر إذا
أضر فأضر بالفيشاوي وإذا أفاد فأنه أفاد الفيشاوي نفسه, والمهم أن
صوت المهرجان وصل إلي القاهرة والإسكندرية بشكل استثنائي لأول مرة
أسير بشوارع الزمالك ويوقفني المارة ويحيونني علي نجاح مهرجان
الجونة, كما أتيحت لي فرصة عظيمة واستثنائية قبل يومين بزيارة
النجمة نادية لطفي في المستشفي, وما أسعدني هو متابعتها الدقيقة
للمهرجان خطوة خطوة وحكت لي كل التفاصيل, كما تطرق الحوار الذي دام
لساعتين ونصف الساعة عن السياسة والثقافة والفكر وحقيقة كان واحدة
من أسعد أيام حياتي أن التقي بحلم من أحلامي وتكون بصحة أفضل مما
كنت أتوقع, أسعدتني هي ومجموعة الأشخاص الذين هاتفوني أنا وزملائي
بشري وعمرو, هذا كله علينا الاعتزاز به وأن نعتز بأنه أضيف في مصر
فعالية ثقافية فنية جديدة. |