كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

من دفتر يوميات محمد خان (1):

ضربة شمس.. عندما عمل مساعد المخرج جاسوسًا لنور الشريف

أحمد شوقي

عن رحيل

محمد خان..

ملك الشخصيات والتفاصيل الصغيرة

   
 
 
 
 

في الفترة السابقة لرحيله المفاجئ قبل عامين (26 يوليو 2016) جمعتني جلسات عمل بالمخرج الكبير محمد خان من أجل مشروع كتاب كان من المفترض أن يرتكز على سمة ينفرد بها خان عن كل بني جيله، بل عن كل مخرجي السينما المصرية بشكل عام، وهي حبه الشديد للتوثيق والأرشفة لكل تفاصيل مسيرته السينمائية. على مدار 24 فيلمًا روائيًا طويلًا، احتفظ خان بدفاتر يوميات، يدوّن فيها تفاصيل العمل اليومي وتطوراته وبعض ملاحظاته عما يحدث. مادة ثرية ليس فقط بما تكشفه من رؤية خاصة امتلكها الرجل، ولكن أيضًا بالصورة البانورامية التي تمنحنا إياها عن صناعة السينما في مصر وشكل العمل اليومي بها في عصر مختلف له طبيعة لم يعد من الممكن تطبيقها على عصرنا الحالي.

الدفتر الذي سنبدأ به هو لفيلم محمد خان الأول "ضربة شمس"، الذي يعرف الجميع أن نور الشريف هو من تحمس لإنتاجه وبطولته فكان له فضل كبير في تقديم موهبة خان العائد من لندن قبل شهور للسينما المصرية، ولكن ماذا عن كواليس هذا الفيلم؟ لماذا غضب خان من عدم تركيز نور في العمل ومن عدم اهتمام نورا بالدور الذي تلعبه؟ لماذا طلب توفيق الدقن لعب دور آخر غير الذي اختاره المخرج له؟ وكيف يمكن أن تكون حسابات القوى بين نجم كبير هو في الوقت نفسه منتج الفيلم وبين مخرج صاعد يقدم تجربته الأولى؟

سأترك خان ليجيب بنفسه عن هذه الأسئلة وغيرها، وينقل لنا الحكاية الكاملة لصناعة "ضربة شمس" بخط يده، مع التأكيد على احتفاظنا بالنص الأصلي مع إجراء بعض التصويبات اللغوية البسيطة، واختصار بعض مالا يهم كالسرد التفصيلي لتواريخ أيام التصوير والمونتاج وعدد ساعات العمل في كل منها. ولنبدأ في الإطلاع على يوميات أول فيلم في حياة مخرج عظيم..

(قبل التصوير)

السبت 27 أغسطس 1977 – وصلت إلى القاهرة.

الثلاثاء 30 أغسطس 1977 – اتفقت مع فايز غالي على كتابة السيناريو على أساس إنتاجه.

الخميس 13 أكتوبر 1977 – موافقة نور الشريف على قيامه بالدور واقتراح إنتاجه للفيلم.

الثلاثاء 18 أكتوبر 1977 – سفري إلى لندن ومقابلة نور الشريف.

الأربعاء 2 نوفمبر 1977 – العودة إلى القاهرة.

الأحد 13 نوفمبر 1977 – توقيع اتفاق مع نور الشريف.

الأربعاء حتى الأحد 4-8 يناير 1978 – اجتماعات سيناريو مع نور الشريف في مستشفى الأنجلو.

الأحد 22 يناير 1980 – اجتماعات سيناريو في منزل نور الشريف.

الاثنين 13 فبراير 1980 – زيارة ليلى فوزي مع نور الشريف وموافقتها على الدور.

الثلاثاء 14 فبراير 1980 – مقابلة نور ثم زيارة صلاح قابيل في مسرح الجمهورية ورفضه لدور الضابط.

(التصوير)

41 يوم تصوير بتواريخ:

21 و22 و23 و25 و26 و27 و28 فبراير 1978

1 و2 و4 و5 و6 و7 و8 و9 و11 و12 و13 و14 و15 و16 و18 و19 و20 مارس 1978

8 و9 و10 و11 و12 و13 و14 و15 و16 و17 و18 و19 و20 و22 أبريل 1978

1 و2 و3 أغسطس 1978.

- أطول يوم تصوير الاثنين 27 فبراير 16 ساعة من 10 ظهرًا حتى 2 صباحًا.

- أقصر يوم تصوير الأربعاء والخميس 1 و2 مارس 5 ساعات فقط كل يوم.

- تعرض نور الشريف لحادث موتوسيكل يوم السبت 18 مارس.

- تم استخدام 83 علبة خام مع الإعادة.

(عدد اللقطات بعد المونتاج)

الفصل الأول 43 لقطة

الفصل الثاني 59 لقطة

الفصل الثالث 100 لقطة

الفصل الرابع 46 لقطة

الفصل الخامس 51 لقطة

الفصل السادس 90 لقطة

الفصل السابع 79 لقطة

الفصل الثامن 52 لقطة

الفصل التاسع 78 لقطة

الفصل العاشر 141 لقطة

الفصل الحادي عشر 111 لقطة

الفصل الثاني عشر 14 لقطة

المجموع 864 لقطة

(بعد التصوير)

- 16 نوفمبر 1978 ذهب نور بالفيلم إلى الرقابة.. طلبوا حذف جملة "دولة داخل دولة" ونكتة عبد السلام محمد.. وبعد الجدال اتفق على حذف الجملة فقط.

- 21 نوفمبر 1978 ذهبت إلى إذاعة صوت العرب لتسجيل حديث في برنامج "سينمائيات" مع فرج أبو الفرج.. كذلك شارك فايز غالي وكمال بكير.

- 22 نوفمبر 1978 في الجمهورية ظهر أول نقد للفيلم بقلم سمير فريد وكان نقد مشجع للغاية.

- أخيرًا بعد العرض في النادي الأهلي اقتنع نور أن هناك تطويل في متابعة الجيب وقررنا الاختصار.

- 5 ديسمبر 1978 شاهدت التريلر ستاندرد.

- أخبرني سمير فريد أن الفيلم قد مر بالرقابة في العراق وحضر عرضه توفيق صالح الذي أبدى إعجابه الشديد بالفيلم.

- 20 مارس 1979 أخبرني سعيد أنه لمح الأفيش الكبير معلق في عابدين. بحثت عنه في اليوم التالي ولم أجده.

- الجمعة 23 مارس 1979 في منتصف مباراة الأهلي والزمالك ظهر أول إعلان لفيلم "ضربة شمس" في التلفزيون.

- الجمعة 25 مايو 1979 اتفقت مع كمال الملاح على دخول الفيلم مهرجان الإسكندرية الأول.

- الأربعاء 6 يونيو 1979 نصب أول إعلان زيت للفيلم (اثنين) في روكسي وبعد يومين نصب في المهندسين أمام سينما سفنكس.

- السبت 16 يونيو 1979 عرض "ضربة شمس" على لجنة المهرجانات (أحمد كامل مرسي – كمال الشيخ عبد العزيز فهمي – عمر خورشيد – عبد المنعم سعد).. كذلك حضر هشام أبو النصر ومحمد رسلان

(ملاحظات عامة كتبها خان عن الفيلم)

- أول يوم تصوير في مكتب الريجيسير جلال زهرة (الذي اخترته ليكون مكتب السمسار بالفيلم) وأول لقطة "شاريو" في "الكوريدور" إلى الخلف مع نور. كنت أريد "الشاريو" يبدأ ونور صاعد سلالم ثم تتراجع الكاميرا وتدور وتستمر إلى الوراء في الكوريدور ولكن قضبان الشاريو لم تكن كافية ولذلك غيرت واكتفيت بالتراجع فقط وظهور نور داخلًا يمين كادر ويافطة السمسار في عمق الصورة.

حضر للتهنئة نادية شكري وفايز غالي وماجدة موريس.

اكتشفت إنهم لم يحضروا حقيبة نور فاضطررت النزول مع رؤوف والذهاب على الأقدام إلى شارع شريف حيث اخترت حقيبة واشتريناها وعدنا إلى مكان التصوير.

بعد ذلك انتقلنا إلى مكتب الريجيسير علي وجدي (ليكون مكتب الريجي بالفيلم) وحضرت ليلى فوزي ومحمود فرج ومحمود الزهيري ومحمدين القزم.

صورت قتل الزهيري وفي لقطة طويلة للزهيري أبدى إرهاق تام وفي سباق مع الزمن لذهابه للمسرح حيث يظهر مع نور في مسرحية "ست الملك" فقررت مع سعيد أن نصور اللقطة دون أن يعرف فشجعته لبروفة أخرى وبالفعل تم تصوير اللقطة بدون كلاكيت وهي الموجودة بالفيلم.

أعطاني سعيد في الصباح شريط بوزتيف لأحد أفلام أنطونيوني "Il Deserto Rosso" وتفاءلت بعدة السحب وقررت أن تكون في جيبي دائمًا طوال تصوير الفيلم.

أحضر نور ابنته سارة لتكون أول لقطة لهما.

- اختيار محمود الزهيري كان اختيار آخر لحظة قبل التصوير بيوم. في أول الأمر وقع الاختيار على مصطفى الكواوي الذي قابلته في مكتب نور عدة أيام قبل التصوير وحدثته عن الدور وأبدى اهتمام لكنه في الواقع كان متفق دون علمي على السفر إلى الخارج للعمل للتلفزيون. طلبت مقابلة سريعة مع الأستاذ محمد السبع الذي أوضح أيضًا إنه مشغول في العمل في الخارج وفي مسرح الأزبكية. يجيء نور مع الأستاذ محمود الزهيري بالكوريدور واقترحه نور لدور الريجي فذهبت لمقابلة الأستاذ الزهيري وهذا كان ليلة ما قبل التصوير وبالفعل تم اختياره وكان في رأيي ممتاز بالدور.

بالمثل الأستاذ حسين الشربيني اقترحه نور بعد رفض صلاح قابيل للدور على أساس إنه دور ضابط بوليس سلبي وكنت قد قابلت الأستاذ قابيل على مسرح الجمهورية حيث كان يقوم ببطولة مسرحية "......" التي كان الأستاذ الشربيني يظهر فيها أيضًا. مصطفى متولي كنت قد قابلته عدة مرات في المسرح حيث كان يظهر مع نور في مسرحية "ست الملك".

- قابلت الأستاذ توفيق الدقن لأول مرة عند نور في المسرح وكان قد قرأ السيناريو رغبة في القيام بدور محمود فرج بالفيلم بدلاً من دور جميل على أساس أنه يظهر طوال الفيلم ولكني أصررت على قيامه بدور "جميل" وبالفعل وفق في الدور.

- ليلى فوزي ذهبت إلى منزلها بعمارة ليبون مع نور الشريف ولحسن الحظ وجدتها قد قرأت السيناريو باهتمام ورأت الأبعاد التي تخيلتها للدور الصامت وعرضت عليّ الملابس التي بالفعل استعملتها بالفيلم.

قبل التصوير اتضح أن نورا فكرت في رفض الدور وكانت بوسي ستقوم به ثم عدلت نورا عن رأيها.

- مشهد الشقة نفذت "الديكوباج" حرفيًا ولكن أثناء المونتاج اضطررت إلى تعديل بسيط جدًا بسبب "راكور" خاطئ.

بالنسبة للبلياردو فقد زرت القاعة قبل التصوير ورسمت اسكتش للمقاعد والمناضد وعلى هذا الأساس أعدت "الديكوباج".

- أثبت المساعد مصطفى جمال الدين إنه كفء في عمله ولو إنه دائمًا وأعتقد بنوع من التعمد يسبب تنافر بينه وبين العمال لعدم مراعاته الوقت بين انتهاء يوم تصوير وبداية يوم آخر. سبب لي أيضًا بعض الإزعاج لشعوري المتواصل أن اختياره كان اختيار نور وليس اختياري وأنه يتصرف أحيانًا وكأنه جاسوس نور عليّ، يعطيه نسخ "ديكوباج" دون استئذاني وكأنني كنت تحت المراقبة.

أثناء التصوير في "الاكسلسيور" راقبته يعطي نور "الديكوباج" ثم بعد مدة علق نور لي أن اللقطات كثيرة ولكني أصررت على تنفيذ "ديكوباجي" كما هو (بالفعل استخدمت كل لقطة بالفيلم وبنجاح). وفي الصباح الباكر وبعد العمل طوال الليل أراد مصطفى أن نصور لقطات في الشارع لإشارة المرور وغيرها لكني رفضت (صورت إشارة المرور ولم تستعمل لمشهد شارع فؤاد كما اقترح مصطفى) وأمام نور الذي لاحظ المناقشة (بتعمد من مصطفى) سأل عن السبب وكان ردي صارما بأنني سأنهي تصوير اليوم. بعد ذلك أثرت تصرف مصطفى بالإنجليزي حتى لا أحرجه وكان انفعاله صبياني وهدد بترك الفيلم. لم يحدث ذلك بل تحسنت علاقتنا بعد ذلك.

مصطفى أعتقد بسبب عمله مع نيازي مصطفى ينتمي إلى مدرسته: التنفيذ في أي الأحوال وفي أي مكان. للأسف نظرية مفسدة أحيانًا ولا تلائم كل فيلم وبالذات فيلمي.

- جاءتني فكرة فجأة أثناء التصوير وهي مشهد وصول سيارة الإسعاف وأخذ جثة فتحي في مصر الجديدة. وبالفعل ذلك اليوم بينما يعد الإنتاج سيارة إسعاف وأمناء شرطة دعانا نور إلى الغذاء في الشيراتون أنا وسعيد شيمي ومصطفى جمال الدين. بعد الغذاء ذهبنا إلى مصر الجديدة وحضرت سيارة الإسعاف لكن لم يحضر أمناء الشرطة وقررت الاستغناء عنهم وتجمع الناس فاستغللتهم كما هم وجاءتني فكرة أخرى فجأة أن يفاجئهم نور وينفجر فيهم لتجمعهم حول الجثة وبالفعل ودون علمهم (الكاميرا كانت داخل السيارة) انفجر نور فيهم وكان المشهد طبيعي للغاية. أثناء المونتاج حذفت ثم بعد ذلك أعدت المشهد، بل صورت مشهدا إضافيا آخر ليلحقه وهو مشهد الشربيني خارج من حجرة العمليات على النقالة.

- آخر يوم تصوير القطار: أعد سعيد الشاريو على الرصيف ليتحرك مع نور ونورا وكنا منتظرين ضوء النهار وفجأة جاءتني فكرة شاريو صغير نحو الشربيني يلتقط السلسلة (مفتاح الحياة) وينظر جهة نور ونورا (خارج الكادر). في أول الأمر قال سعيد إنه مستحيل لإعداده اللقطة الأخرى ولاعتمادنا على أول ضوء النهار، ثم لم يخيب أملي وأسرع بإعداد الشاريو الصغير وتمت اللقطة ثم أسرعنا لإتمام اللقطة الأخرى بنجاح.

- أعرب نور إنه لن يعمل في أي إنتاج آخر حينما نبدأ في تصوير الفيلم وما حدث هو إنه في الأول كان يعمل ليلًا في مسرحية "ست الملك" ثم نهارًا في فيلم "مع سبق الإصرار" مع فيلمي. هذا ضايقني للغاية وكنت أشعر أن له تأثير مباشر على مستوى الدور ذاته. بل أثناء تصوير مشهد المطبعة في ليلة من إرهاق نور قررنا التوقف بناء على طلبه لحاجته للنوم.

- لم أشعر أبدًا بجدية نورا نحو الدور بل دائمًا أشعرتني بمحايدة نحوه. ربما تجسم لي ذلك في لقطة بسيطة بالمستشفى وخروجهما من المصعد واتجاههما في كوريدور.. حينما قلت cut توقفت نورا وعادت مثل "الزمبلك".

- جدية ليلى فوزي واحترامها الكامل للعمل أثار إعجابي الكبير بها. سقوطها من على القطار كان مثل للشجاعة والاحتراف للمهنة. بالرغم من قبولها الدور على أساس إنه دور صامت طوال الفيلم فكنت أشعر أنها دائمًا تحاول أن تزيد من مجرد وجودها في الكادر دون أي مبالغة فهي بالتأكيد لها حضور بالفيلم.

- أثناء التصوير في المطار قيل لي عن عامل كهرباء "أنور" أنه إرهاقه وزهقانه بالفيلم سأله عابر "اسمه ايه الفيلم ده فرد عليه بقرف لطشة شمس".

- أثناء تصوير لقطة سقوط "دوبلير" فلوكس من على الموتوسيكل بعد أن وضع سعيد الكاميرا قررت إبعادها فوافق بتردد ثم حينما نظرت خلال الكاميرا وجدت أن سعيد غير العدسة لتبدو مثل الوضع السابق.. خدعة طريفة لم أوافق عليها بالطبع.

- يوم الأحد 13/7/1977 قابلت نور في منزله ونزلنا معًا لنركب سيارته الفولكس الخضراء ليفاتحني هو لأول مرة بخصوص عقدنا، طلبت 2500 جنيه وحاول أن يتكلم عن أجور الفنانين في أوائل أعمالهم فلم أعطيه فرصة للاستمرار وبنفسي اقترحت 1500 جنيه قصة وإخراج على أساس أن يكتب المبلغ كله في عقد الإخراج ويعمل عقد آخر للقصة بمبلغ 300 جنيه وأتنازل عن هذا المبلغ. ثم قبل وصولنا المكتب قلت له ماذا إذا استمر عرض الفيلم 17 أسبوعا؟ فقال سأعطيك 1000 جنيه أخرى فطلبت منه أن يضع هذا شرط في العقد. في ذات الوقت أصر نور على إحضار مصطفى جمال الدين كمساعد أول لأنه في رأيه أحسن مساعد في البلد وبما إني لم تكن لدي خبرة كافية بمعرفة مساعدين البلد فلم أعارض.

- في "المكساج" بدأت أشعر حقًا بقوة هائلة متماسكة في الفيلم، تركيب المؤثرات والفضل لمحمد هاشم الذي عمل بمجهود كبير جدًا أحياه. حتى الخواجة أندرية المعروف "بالكروتة" إذا أراد أعطى الفيلم اهتمام لإعجابه بالعمل.

- 21/10/1978 وضعت يافطة زيت قريبًا ضربة شمس إخراج محمد خان – شارع رمسيس بلكونة مكتب توزيع الهيئة – الطريف إنه أخذ مكان يافطة فيلم سعيد "بيت بلا حنان" الذي ظل هناك سنوات. ومن الطريف أيضًا إنه حينما عرض "بيت بلا حنان" في سينما ليدو كان الفيلم السابق له هو الفيلم اللبناني "انتربول بيروت" الذي عملت به كـ "سكربت" وقمت بدور صغير.

- حضر العرض الأول بصالة المعمل كل من: نور الشريف – بوسي – سارة – سعيد شيمي – أبية – شريف – نبيل سلامة – فايز غالي – محمود سلطان (المذيع).

موقع "في الفن" في

25.07.2018

 
 

فى ذكرى رحيل المخرج محمد خان..

غاب الجسد وتواصل الإبداع

تحل اليوم، الخميس، الذكرى الثانية على رحيل المخرج الكبير محمد خان، والذى توفى فى مثل هذا اليوم  26 من يوليو عام 2016 عن عمر 74عامًا، والذى مازالت أعمال فى السينما شاهدة على إبداعاته.

 ولد  المخرج المصرى لأم مصرية وأب باكستاني عشق السينما منذ صغره بسبب نشأته بجوار دار سينما مكشوفة، وأتاحت له المشاهدة الدائمة من شرفة منزله  سافر فى عام 1956 إلى لندن لدراسة (الهندسة المعمارية) وهناك ألتقى بشاب سويسري يدرس السينما وأصبحا أصدقاء، فصمم على ترك دراسة الهندسة، وألتحق بمعهد السينما في لندن وأفادته فترة معيشته في لندن والتي أمتدت إلى سبع سنوات في التعرف على مختلف التيارات السينمائية السائدة في أوروبا وقتها.

####

فى ذكرى وفاة المخرج محمد خان الثانية..

تعرف على مسيرته الفنية

كتبت سارة صلاح

يحل، اليوم الخميس، الذكرى الثانية على رحيل المخرج الكبير محمد خان، حيث رحل فى مثل هذا اليوم 26 من يوليو عام 2016 عن عمر ناهز 74 عامًا.

ولد المخرج المصرى لأم مصرية وأب باكستانى، عشق السينما منذ صغره، بسبب نشأته بجوار دار سينما مكشوفة، وأتاحت له المشاهدة الدائمة من شرفة منزله سافر عام 1956 إلى لندن لدراسة (الهندسة المعمارية)، وهناك التقى بشاب سويسرى يدرس السينما وأصبحا أصدقاء، فصمم على ترك دراسة الهندسة، والتحق بمعهد السينما فى لندن وأفادته فترة معيشته فى لندن، والتى امتدت إلى سبع سنوات فى التعرف على مختلف التيارات السينمائية السائدة فى أوروبا وقتها.

وعقب عودته إلى مصر عام 1963 عمل فى شركة الشركة العامة للإنتاج السينمائى العربى تحت إدارة المخرج صلاح أبو سيف فى قسم قراءة السيناريو، لكنه لم يستطع الاستمرار لأكثر من عام، حيث سافر إلى لبنان ليعمل مساعد مخرج مع العديد من المخرجين اللبنانين مثل يوسف معلوف، وديع فارس، كوستا، وفاروق عجرمة".

وعام 1977 عاد إلى مصر ليبدأ مشواره كمخرج بفيلم "ضربة شمس"، وعام 1978 قدم العديد من الأفلام مكوناً تيارا سينمائيا جديدا مثل (طائر على الطريق، الحريف، خرج ولم يعد، زوجة رجل مهم، أحلام هند وكاميليا، سوبر ماركت، أيام السادات، فى شقة مصر الجديدة، كما ساهم بالقصة والسيناريو لفيلم سواق الأتوبيس للمخرج عاطف الطيب بينما ظهر كممثل فى أفلام "ملك وكتابة"، "بيبو وبشير"، وكان أخر أعماله فيلم "قبل زحمة الصيف"، والذى قدمه عام 2015 أى قبل وفاته بعام واحد.

####

فى ذكرى وفاة محمد خان.. 4 أفلام كانت المرأة فيها بطلة المشهد

إسراء الشرباصى

تحل علينا اليوم ذكرى وفاة المخرج محمد خان الذى أبدع فى تقديم السيدات ليتصدرن بطولة مجموعة من أفلامه السينمائية ليجسدن الواقع الذى تعيشه الفتيات فى مصر، ما بين الضعف والقوة والرومانسية وأعباء الحياة والرفاهية.

فاستطاع أن يقدم مزيجا من المشاعر فى أعماله تميزه عن غيره، ففى الوقت الذى كان يتقدم فيه الفنانون الرجال أدوار البطولة المطلقة، كان المخرج الراحل محمد خان يعطى للفنانات مكانة خاصة فى السينما ليحصلن على البطولة فى مجموعة من أفلامه.

فيلم "فى شقة مصر الجديدة"

من أبرز هذه الأفلام والتى لاقت نجاح كبير وانتشار واسع فيلم "فى شقة مصر الجديدة" وهو من بطولة الفنانة غادة عادل والتى جسدت فيه دور الفتاة الصعيدية التى ذهبت إلى القاهرة فى رحلة مدرسية، وتنتهز الفرصة لتبحث عن مدرستها التى علمتها الموسيقى والتى تعيش فى شقة بمصر الجديدة ولكنها تفاجأ بعدم وجود المدرسة ولكنها وجدت حبها الأول، ليجسد محمد خان فى هذا الفيلم معانى أغنية "قلبى دليلى".

فيلم "بنات وسط البلد"

برع محمد خان فى هذا الفيلم بتقديم تناقضات آمال وآلام المجتمع المصرى، ويغوص فى رومانسية التفاصيل لفتاتين صديقتين من طبقة متوسطة لعبت الفنانة منة شلبى دور الفتاة التى تعمل كوافيرة بمنطقة وسط البلد، والفنانة هند صبرى تجسد شخصية بائعة فى محل ملابس حريمى بذات المنطقة واستقبلا الحب سويا ليعيشا قصة حب بتفاصيلها أثارت إعجاب المشاهدين.

فيلم "فتاة المصنع"

وهو فيلم من بطولة الفنانة ياسمين رئيس واستطاع محمد خان أن يجسد واقع المجتمع ويصل لشريحة كبيرة من الناس لواقعيته وكان الفيلم دعوة للحب وتخللته العديد من أجزاء أغانى سندريلا السينما المصرية الفنانة سعاد حسنى، وقدم المرأة فيه بشخصيتها القوية حيث أن عدم دفاع البطلة عن نفسها فيما أعلنته بأنها تحمل طفل من حبيبها يرجع لقوتها وثقتها فى نفسها فهى ليست بحاجة للدفاع عن فعل لم تقم به.

فيلم "الغرقانة"

بطولة الفنانة نبيلة عبيد وتدور أحداثه فى إحدى القرى على ساحل جنوب سيناء، حيث تعانى المرأة البدوية الحسناء "وردة" من الحسرة والألم لوفاة ثلاثة من أزواجها تباعا، لتصبح أرملة ينهرها الجميع ويتهمونها بأنها تجلب النحس على الرجال، فتلجأ "وردة" للشيخ "حجاب" ساحر القرية المشعوذ لتسأله المشورة فى فك نحسها فى سن الشباب، يقنعها حجاب بضرورة الزواج منه لتطهيرها من اللعنات التى تطاردها وتوافق مرغمة على الزواج من المشعوذ العجوز القصير الذى تهب له شبابها وتنجب منه طفلا قزمًا مشوها يسميه الأب "مبروك" ويشيع عنه صنع المعجزات ليحصل من ورائه على رزق وفير باستغلال حاجة البسطاء فى أعمال الخرافات والدجل، وتتوالى الأحداث.

####

"الكرمة" تصدر خطابات محمد خان إلى سعيد شيمى فى ذكرى رحيله الثانية

كتب بلال رمضان

أعلنت دار الكرمة للنشر، عن إصدار الجزء الأول من كتاب "خطابات محمد خان إلى سعيد شيمى" وذلك بمناسبة الذكرى الثانية لرحيل المخرج المصرى محمد خان، والذى رحل عن عالمنا فى 26 يوليو 2016.

وفى الجزء الأول من "خطابات محمد خان إلى سعيد شيمى"، والتى تمتد من فترة الشباب فى الستينيات وحتى السبعينيات، وهى من إعداد وتعليق صديق عمره المصور السينمائى الكبير سعيد شيمى ومن تقديم الناقد الفنى الكبير محمود عبد الشكور.

يقع الجزء الأول من كتاب خطابات محمد خان إلى سعيد شيمى فى 392 صفحة من القطع الكبير ويحتوى أيضًا على صور ووثائق نادرة. وستصدر الأجزاء التالية تباعًا.

ويقول الناقد السينمائى محمود عبد الشكور فى مقدمته لهذا الكتاب: «كأننا أمام دراما هائلة تمثل قصة حياة محمد خان فى سنوات الشباب، مكتوبة بصراحة مطلقة، وكأن كل سنة هى فصل مثير، تتخلله لحظات صعود وهبوط، وأمل وإحباط. إننا تقريبًا أمام مذكرات عقل ووجدان وعين شاب مصرى رأى وسمع وشاهد، ونحن أيضًا أمام وثيقة مدهشة عن جيل يكتشف معنى الفن والحياة، ويحاول فى نفس الوقت أن يكتشف نفسه وقدراته، لكى يعبر بهذه القدرات من عالم الهواية إلى دنيا الاحتراف، من شغف الفرجة، وهى أساس كل شيء، إلى حلم صناعة الأفلام، وبهجة تحقيق السينما... سعيد شيمي.. هذا الصديق الوفى الكبير، عاشق السينما، هو أفضل من يقدم للقارئ رسائل صديقه الراحل، وهو أيضًا من تضيف تعليقاته على الرسائل الكثير شرحًا وتوضيحًا، فكان هذا الكتاب البديع.

محمد خان واحد من أهم مخرجى السينما المصرية والعربية. ولد لأب من أصل باكستانى وأم مصرية فى 26 أكتوبر 1942، ويعد أحد أبرز مخرجى السينما الواقعية فى ثمانينيات القرن الماضي. شارك فى كتابة 13 قصة من 25 فيلمًا قام بإخراجها، وحصل عنها على عشرات الجوائز المحلية والعالمية، ومن أهمها "ضربة شمس" و"موعد على العشاء" و"خرج ولم يعد" و"زوجة رجل مهم" و"أحلام هند وكاميليا" و"سواق الأتوبيس" و"الحريف" و"أيام السادات" و"فى شقة مصر الجديدة". وقد توفى فى 26 يوليو 2016.

سعيد شيمى أحد أهم مديرى التصوير السينمائى فى العالم العربي. ولد عام 1943 فى حى عابدين فى القاهرة. ربطته صداقة عميقة بمحمد خان منذ أن كانا فى طفولتهما. عشق السينما والتصوير منذ طفولته، فصور أول أفلامه على شريط 8 مللى وهو فى العشرين من عمره. تخرج فى المعهد العالى للسينما، واشترك كمتطوع فى تصوير أحداث حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر. وهو أول من صور سينمائيًا تحت الماء فى العالم العربي.

صور سعيد شيمى حوالى 75 فيلمًا تسجيليًّا وقصيرًا و108 أفلام روائية طويلة من أهمها "ضربة شمس" و"سواق الأتوبيس" و"الحريف" و"جحيم تحت الماء" و"العار" و"البرئ" و"الحب فوق هضبة الهرم"، فحصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير والتكريم من مصر والخارج.

قام سعيد شيمى بتدريس مادة التصوير السينمائى والتلفزيونى فى عدد من الكليات والمعاهد فى مصر والدول العربية. واختير عضوًا ورئيسًا فى لجان التحكيم السينمائية فى مهرجانات دولية ومحلية.

له العديد من المقالات فى جماليات وتاريخ الصورة السينمائية، كما أصدر أكثر من عشرين كتابًا فى مجال التصوير السينمائي، من أهمها: "التصوير السينمائى تحت الماء"، و"تاريخ التصوير السينمائى فى مصر"، و"أفلامى مع عاطف الطيب"، و"تجربتى مع الصورة السينمائية"، و"سحر الألوان من اللوحة إلى الشاشة"، و"الصورة السينمائية من السينما الصامتة إلى الرقمية"..

اليوم السابع المصرية في

26.07.2018

 
 

سينما محمد خان.. قصة واحدة بطلها المواطن

القاهرة - بواسطة رامي فوزي - ملخص

انت الان تتابع فن ومشاهير | سينما محمد خان.. قصة واحدة بطلها المواطن ونؤكد لكم باننا نسعى دائما لامدادكم بكل ماهو جديد وحصري والان مع التفاصيل

محمد خان، عشق الفن والحياة فقدّم لنا حكايات من الشارع، وتناولت أعماله الواقع السياسي والاجتماعي فصار أحد أبرز مخرجي الواقعية، وغيّر بأفلامه شكل السينما المصرية.

محمد خان.. أحد أهم مخرجي السينما المصرية طوال تاريخها، وأحد أبرز مخرجي الواقعية، صاحب الحضور الإنساني والفني المميز، والطاقة الإيجابية المدهشة، والروح المصرية الأصيلة، والعشق الأبدي للسينما وللحياة، تواصل إبداعه وتنوع عبر سنوات طويلة، وتناولت أعماله الواقع السياسي والاجتماعي، وغيّر بأفلامه شكل السينما المصرية من داخلها، حيث عمل مع نفس المنتجين، ومع نفس النجوم والنجمات، وفي ظل نفس الإمكانيات التي يعمل بها المخرجون الآخرون، إلا أنه قدّم أعمالًا مختلفة، وأصبح له لونه وبصمته داخل تيار السينما الجديدة.

"الفن وسيلة تعبير الفنان عن وجهة نظره في كل شيء، ويمكن للفنان أن يقول ما يريده من خلال أعماله، وهنا تكون الرسالة أوضح".. محمد خان

ولد محمد خان في مصر بحي السكاكيني الشعبي في القاهرة يوم 26 أكتوبر 1942 لأب باكستاني وأم مصرية، سافر إلى إنجلترا عام 1956 لدراسة الهندسة المعمارية، لكنه التقى هناك بصديق سويسري يدرس السينما، فأثر على محمد خان الذي ترك الهندسة، وانطلق يدرس السينما، وأنهى دراسته عام 1963، عاد إلى القاهرة، ودخل في تجارب سينمائية، حيث عمل بقسم السيناريو في شركة إنتاج سينمائي تحت إشراف المخرج صلاح أبو سيف، ثم ما لبث أن غادر إلى لبنان وعمل مساعد مخرج، غير أنه مرة أخرى فضل العودة إلى إنجلترا، وأنشأ دار نشر، وأصدر كتابين عن السينما المصرية والتشيكية.

في عام 1977 عاد إلى القاهرة، وقدّم أول أفلامه "ضربة شمس" (1978)، وحقق الفيلم نجاحًا عريضًا رغم أن بطله نور الشريف حين شاهده في العرض الخاص، قبل إضافة المؤثرات الصوتية والموسيقى، خرج دون كلمة واحدة وكان منتظرًا لفشل ضخم، إلا أن العمل أكد أن الجمهور بحاجة إلى سينما مختلفة، وفتح الباب لجيل كامل من صناع الأفلام ينزل بالكاميرا إلى الشارع، ويحاول التقاط الحقيقة كما هي، كما أنه مرثية كبرى لعلاقة شخص بمدينته القاهرية.

عام 1982 كان شاهدًا على طرح فيلمه "موعد على العشاء"، بطولة سعاد حسني وحسين فهمي وأحمد زكي، وفيه علاقة حب ثلاثية، رجلان يحبان نفس المرأة، أحدهما متسلحًا بالنفوذ، والآخر بالحب، تذهب ناحية الأخير ولكن الأول يدمر حياتهما، وينتهي الفيلم بطريقة مدهشة حين تقول "نوال" جملتها "لا أنا ولا أنت نستحق نعيش يا عزت" ويختتم الفيلم بموسيقى كمال بكير ودقات البيانو، مشهد قتل الزوجة لزوجها السابق يدعو إلى التأمل، وليس إلى الاشمئزاز، ويبقى الفيلم في الذاكرة للأبد.

رائعة جديدة من روائع خان في "نص أرنب" (1983) بطولة محمود عبد العزيز ويحيى الفخراني وسعيد صالح، معتمدًا على خدعته المفضلة، التصوير في الشارع، لتكون النتيجة هي فيلم حركة وعصابات مختلف ومهم جدًا، أقرب لسينما الموجة الفرنسية الجديدة، وبمشاهد مطاردة خارجية من أفضل ما قدمته الأفلام في مصر.

في "خرج ولم يعد" (1984) بطولة يحيى الفخراني وفريد شوقي وليلى علوي، قدّم خان الفيلم الكوميدي الوحيد في مسيرته، قال عنه إنه أقرب لـ"قطعة الشوكولاتة"، لا يحاول فيه أن يكون جديًا أو يصنع مقارنة حقيقية بين الريف والمدينة، بقدر ما يحكي قصة بسيطة بها احتفاء بالحياة الخضراء وصوت الطبيعة.

وتعد رائعة "الحريف" (1984) بطولة عادل إمام وفردوس عبد الحميد، هي أهم ما قدّمه خان طوال مسيرته، أيقونة الخان، وأسطورة التعبير عن الأمل والمحاولة والرهانات الخاطئة، وينتهي الفيلم بجملته الخالدة "زمن اللعب راح يا بكر"، بلحظة النهاية والهزيمة، حين يتوقف الفارس بداخلنا عن "اللعب" ويرضخ لمنطق الواقع.

وفي "عودة مواطن" (1985) بطولة يحيى الفخراني وميرفت أمين، يصنع لنا خان رؤية بانورامية للوضع الاجتماعي في مصر بتلك الفترة، أخ عائد من إحدى الدول الخليجية ليجد أخوته الأربعة في أحوال مختلفة، أحدهم محبط والآخر ثوري والأخرى منضمة لعالم الانفتاح الاقتصادي والرابعة تعافر وسط ظروف اجتماعية صعبة.

في المرتبة الثانية لأهم أفلام خان يقع "زوجة رجل مهم" (1987) بطولة أحمد زكي وميرفت أمين، أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية، ورغم أن الفيلم يبدو سياسيًا، إلا أنه يُقرأ بشكل أفضل كمرثية لغياب الرومانسية، يبدأ العمل بحكاية رومانسية بين فتاة مراهقة تحب عبد الحليم حافظ، ورجل يعمل في الشرطة، وخلال الأحداث يتتتبع السيناريو بدقة وقرب كي تتغير الشخصيات، وفي النهاية ينهار هذا الحب تحت وطأة نهاية مأساوية، في واحدة من أعظم أداءات زكي وميرفت للسينما.

وفي نهاية مرحلة ما قبل الألفية الجديدة، أنتج خان لنفسه فيلم "فارس المدينة" (1993)، بطولة محمود حميدة ولوسي وحسن حسني، ويقوم فيه بجمع أغلب شخصيات أفلامه القديمة: فارس وزوجته وابنه (الحريف) عمر (مشوار عمر) المهندس شاكر (عودة مواطن) أحلام (أحلام هند وكاميليا)، يجمعهم كلهم وينظر إلى مصائرهم ضمن رحلة بطل الفيلم، وكأنهم شخصيات حقيقية، وكأن الفيلم هو تتويج للخمس عشرة سنة الأولى من مسيرة مخرجه السينمائية، قبل أن تبدأ رحلة معاناته مع الإنتاج.

يعود الفارس من جديد وبرفقة أحمد زكي أيضًا ليُقدّم فيلم "أيام السادات" (2001)، الذي يحكي قصة حياة الرئيس الراحل محمد أنور السادات منذ أيامه الأولى وحتى حادثة اغتياله عام 1981 في المنصة أثناء الاحتفالات بنصر 6 أكتوبر، وقد جمع فيلم آخر بين رفيقي درب الفن السابع محمد خان وأحمد زكي، هو "مستر كاراتيه" (1993).

ويُقدّم خان، في فيلمه "في شقة مصر الجديدة" (2007) بطولة غادة عادل وخالد أبو النجا، تحية خالصة لعاطفة الحب، رغم تفصيلاته الواقعية الواضحة، من خلال مدّرسة الموسيقى الفتاة الصعيدية الحالمة "نجوى" التي تتحول رحلتها بالقاهرة إلى سلسلة من المغامرات، ووسط ذلك لا تتخلى عن تفاؤلها وقوتها وخجلها العذب، وتصبح شقة مصر الجديدة مكانا يتلاقي فيه اثنان من عالمين مختلفين، وتقدّمت مصر بالفيلم رسميًا لجوائز الأوسكار عام 2008.

ينقطع عدة أعوام قبل أن يُقدّم لنا رائعة جديدة وهي "فتاة المصنع" (2014) بطولة ياسمين رئيس، الفتاة المصرية الكادحة التي لم يمنعها وضعها الاجتماعي المتردي من الحلم بفارس يحملها بين ذراعيه ويطير بها لــ"جنّة" القفص الذهبي، لكن فارس أحلامها لم يكن يحمل صفة الفارس وتخلى عنها في أول اختبار اجتماعي حول عذريتها وطبقتها، وتركها وحيدة تواجه المجتمع الظالم إلى أن ظهرت براءتها وتجاوزت محنتها بقوة الأنثى المنتصرة.

آخر أفلامه "قبل زحمة الصيف" (2015) ينتمي إلى نوعية مختلفة من السينما لم يعتدها الجمهور، فالعمل لا يتضمن الحبكات الدرامية الكلاسيكية التي تحتوي على بداية وصراع ونهاية، ولا شخصياته يمكن تصنيفها بين هذا شرير ظالم، وهذا خيّر ضحية، ويدور حول خمس شخصيات سلبية تترك للزمن مهمة حل مشاكلها دون أن تنهض بنفسها لحلها، وهي المترجمة المطلقة هالة (هنا شيحة) وعشيقها (هاني المتناوي)، والدكتور يحيي (ماجد الكدواني) وزوجته (لانا مشتاق)، وفي خدمة كل هؤلاء الجنايني جمعة (أحمد داوود).

وتميّزت سينما محمد خان عن زملائه من مخرجي الواقعية بأنها كانت واقعية ذات ملامح رومانسية، سواء من حيث شخصيات أبطاله الذين تحركهم قلوبهم، أو من حيث حفاوة خان بعاطفة الحب التي يرى في غيابها كارثة الكوارث، كل منها عالم وتفاصيل وحكايات يدور كل منها في مكان وفي زمن مختلف، ولكن تجمعها بصمة واحدة فريدة.

فى أفلام محمد خان يبدو المكان والإنسان وجهان لعملة واحدة، ويُشارك "الشارع" في بطولة معظم أعماله، وتتكرر تيمة موت الرومانسية، ولكنه لا يُقدمها بمبالغات ميلودرامية، وإنما من خلال شخصيات حية من لحم ودم، وبمعالجات شديدة الحساسية، وظل خان يبحث دومًا عن الفروسية داخل الإنسان، ظل مخلصًا للشخصيات العادية، يُقدّمها بحب شديد، ويحتفي بأحلامها وصبرها وحبها للحياة، يبدو أنه دومًا أراد أن يحكي قصة واحدة، بطلها المواطن.

أنجز محمد خان 24 فيلمًا طويلًا شكّلت علامة فارقة في تاريخ السينما، فاز عنها بالعديد من الجوائز والتكريمات، وبفضل تنوع المواضيع التي عالجها في أفلامه وقربها من هموم المواطن البسيط، اعتُبر من رواد الواقعية في السينما، ولم يحصل على الجنسية المصرية إلا قبل وفاته بسنتين عام 2014 بقرار رئاسي، ورحل فجر الثلاثاء 26 يوليو 2016 جراء أزمة قلبية مفاجئة نُقل على إثرها إلى المستشفى، لعله يستحق هو نفسه الآن أو لاحقًا فيلمًا، لا يقل أهمية وتأثيرًا عن شخصيات أفلامه التى لا تُنسى.

شكرا لقرائتكم خبر عن فن ومشاهير |

سينما محمد خان.. قصة واحدة بطلها المواطن على الخليج 365 ونحيطكم علما بان محتوي الموضوع تم كتابته بواسطة التحرير الإخبـاري وربما تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي من الرابط التاليالتحرير الإخبـاري ونحن غير مسؤولين عن محتوى هذا الخبر مع اطيب التمنيات بيوم سعيد .

موقع "الخليج 365" في

26.07.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)