كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

فيلم «خرج ولم يعد»:

الجنة كما يراها محمد خان

حسام فهمي

عن رحيل

محمد خان..

ملك الشخصيات والتفاصيل الصغيرة

   
 
 
 
 

من بين التركة السينمائية الكبيرة التي تركها لنا المخرج الكبير «محمد خان»، يمكننا وصف فيلم «خرج ولم يعد» بأنه الأكثر إثارة للمحبة، هذا فيلم يبدو بلا شخصيات شريرة على الإطلاق، فيلمه الوحيد في الريف بعيدًا عن المدينة، ريف يبدو قريبًا جدًا من الجنة على مستوى الصورة، وعلى مستوى سرد الحكاية أيضًا، حكاية تغرينا بتفسيرها على أكثر من وجه، كما تجدد فينا رغبة قديمة بالهروب/العودة للجنة.

في التقرير التالي نحلل معكم أسباب الحب الجماهيري الكبير الذي يحظى به فيلم «خرج ولم يعد».

الكوميديا: خليط المواقف، الكلمات، والصور

هذا هو فيلم الكوميديا الأوضح لمحمد خان، ولهذا نرى فيه كل ما في جعبته من مهارات خلق الكوميديا، والتي تعتمد دائمًا على خلق حالة من المفارقة خارج السياق. يجمع خان في سبيل خلق هذه المفارقات بين سياق يسمح بخلقها، وجمل حوارية ذكية كتبها السيناريست الموهوب «عاصم توفيق»، وكادرات غير متوقعة.

في أحد المشاهد في بداية الفيلم، يزور «الحاج عوضين/توفيق الدقن» منزل «عطية/يحيى الفخراني» المتهالك، هذا هو الظهور الأول للدقن، ضربات سريعة وعنيفة ومتتالية على الباب المتهالك، يصحو عطية مفزوعًا، من الذي يدق بابه بهذا الشكل في صباح الجمعة؟ يفتح الباب ليصنع الدقن ظهوره الأول، ولا يلبث أن يرحب به عطية ويدعوه لشرب الشاي حتى تنتقل نظرات الدقن وينتقل معها الكادر بشكل غير متوقع لصورة صغيرة معلقة على الحائط. يظهر كادر قريب وثابت لصورة تحمل وجه الكائن الفضائي الشهير E.T من فيلم سبيلبيرج الشهير، تنتقل الكاميرا بين وجه الدقن بعيونه المنتفخه والذي تبدو عليه أمارات الفزع، وبين وجه E.T الذي يشبه الدقن للغاية، مفارقة عبقرية تنتهي بخروج سريع للدقن، الذي يبدو ككائن فضائي حل ضيفًا على كوكب القاهرة.

تستمر أحداث الحكاية ليذهب عطية قبيل نهاية الفيلم بدقائق إلى بيت الحاج عوضين في قرية العزيزية، تنهال ضربات سريعة ومتتالية على الباب، يخرج الحاج عوضين مفزوعا ليفتح الباب، ليخبره عطية الذي أصبح منتميا في النهاية لنفس كوكب العزيزية، أن هذا ما هو إلا تكرار لما فعله به في البداية، يخبره عطية أيضًا أنه يريد أن يعطل عملية بيع الأرض الذي كان يريدها بشدة في بداية الحكاية، ينتهي المشهد بضحكات متبادلة بين عطية، وعوضين، الذي يمثل هذا المشهد ظهوره الأخير.

فن الاختيار: الشخص المناسب في الدور المناسب

قد يكون للحظ دور، ولكن الفضل الأول يرجع بالتأكيد للعين الخبيرة الخاصة بمحمد خان. يبدو الفريق التمثيلي في هذا الفيلم وكأنه خلق خصيصًا لأداء هذه الأدوار.

يقدم يحيى الفخراني دور عطية في بطولته الأولى مع خان. شاب يعمل كموظف ويحلم بأن يحقق حلم أبيه في الترقي ليصبح مديرًا عامًا، يحيى حياة بلا معنى في انتظار حلم لا يخصه. يبدو فقدان طعم ولون ورائحة الحياة طبيعيًا جدًا في هذه الأجواء، تنبع الكوميديا في كل لقطة يظهر فيها الفخراني من كم تصديقنا لكونه حقيقيًا ولا يدعي، تخبره خطيبته الذي تشاركه الانتظار منذ سبع سنوات ألا داعي لخروجهم معًا لتناول الغداء، لأن والدتها قد طبخت ملوخية خضراء بالأرانب، وحينما يصلان للمنزل نفاجأ بسائل أصفر على طاولة الطعام، نعلم جميعًا أنه عدس ولكن عطية يسألها في جدية شديدة «هو الملوخية دي لونها أصفر ليه!».

ليلى علوي هنا مبهرة وعظيمة في دور «خيرية» أو «خوخة»، هذه فلاحة حقيقية تقود الجرار الزراعي، وتركب البغال، وتحمي الجحش، وتزغط البط، وتمارس كافة طقوس الطبخ والاعتناء بالماشية، هذا أداء يتخطى مرحلة التقمص ليصل للتجسيد المكتمل، بحيث تظهر في شكل غير مألوف حينما ترتدي فستانًا وتضع بعض مساحيق التجميل في أحد المشاهد، وكأننا لا نصدق أن خيرية يمكنها أداء دور ليلى علوي.

فريد شوقي هو كمال بيه عزيز ولا أحد غيره. الأب الروحي، العالم بلذائذ الحياة ومتعها. إله قديم من «آلهة الأوليمب» يبدو غير مكترث إلا بالمتعة، عاش كثيرًا ورأى أكثر، ولكنه غير مهتم سوى بسعادته. يبدو الأمر مستغربًا حينما نعرف أن فريد شوقي قد رفض هذا الدور في البداية – كما رفضه آخرون كعادل أدهم – لعدم اقتناعه بأن يقوم يحيى الفخراني ببطولة فيلم يشارك فيه، ولكنه وافق في النهاية بعد استجداء المنتج له. يحكي المخرج محمد خان هذا بنفسه في إحدى المقابلات التليفزيونية، كما يؤكد أن «الملك» – كما كان يناديه الجميع – لم يشاهد الفيلم إلا متأخرًا حينما تم عرضه في السينما، وبعد أن حصد بعض الجوائز وأبرزها جائزة «التانيت الفضي» في مهرجان قرطاج الدولي، وحينما أخبره بعض أصدقائه أنه قام فيه بدور «فريد».

أن تحب فتأكل: لذة من لذائذ الحياة

تتجلى هنا سمتان مميزتان لعالم محمد خان السينمائي: الرومانسية وحب الطعام، ويتشارك في إظهارهما تكنيك واحد، «اللقطة القريبة Close Up».

يقدم خان في هذا الفيلم تدوينة شخصية بصرية لشغفه بالطعام. تظهر الشخصيات وهي منهمكة في تحضير الطعام أو تناوله في معظم مشاهد الفيلم، بدءًا من مشاهد حلب الجاموس بيد ليلى علوي، مرورًا لمشاهد قلي البيض أو خفقه بواسطة عايدة عبد العزيز، ووصولًا للقطات قريبة متعددة لالتهام البط والدجاج على طاولة كمال بيه عزيز.

ولا يبدو الشغف بالطعام حكرًا على الريف هنا، فيظهر الطعام أيضًا، ولكنه بشكل أقل نضرة ودسم في المدينة، بدءًا من سندويتش الفول الذي يلازم الموظف الكبير سنا في المصلحة التي يعمل بها عطية، وصولًا لطاولة العدس التي يجتمع عليها عطية وخطيبته وأسرتها. يتجسد هذا الشغف في جملة حوارية تبدو كوصية روحية خالدة تأتي على لسان كمال بيه حينما يقول: «الأكل ده نعمة من نعم ربنا، لذة من لذائذ الحياة الكبرى، مش مهم تاكل غالي ولا رخيص، المهم إنك تتمتع بالأكل».

الجنة: حلم الهروب/ العودة

للمرة الأولى والأخيرة يغادر خان المدينة إلى الريف، وهو في خروجه هذا يبني كل حكايته على التضاد الواضح بين كابوسية المدينة وملائكية الريف. منذ المشهد الأول الذي نصاحب فيه بطله وسط شوارع المدينة ببيوتها المتهالكة وحواريها التي تملأها القمامة، وحتى المشهد الأخير الذي يقرر فيه أن يبقى في الريف، تمتد يده جنبًا إلى جنب مع يد خيرية، ويتسع الكادر ليزداد إخضرارًا، وتنساب موسيقى كمال بكير الهادئة والمبهجة، شعورًا بالراحة والطمأنينة في إيجاد المهرب. أتذكر هنا دون سبب واضح مشهد النهاية في فيلم Seven للمخرج الأمريكي «ديفيد فينشر» حينما يتسع الكادر ليزداد زرقة على شاطئ المحيط الذي يوفر المهرب والطمأنينة أيضًا لأبطال الفيلم.

وبمد خط تفسير «خرج ولم يعد» قليلاً، لما قد يكون ساكنًا في لا وعي صناعه، أو ما وصل إلينا دون أن يقصدوه، نجد أن غالبيتنا يحب هذا الفيلم لأنه يغري خيالاتهم بحلم قديم في العودة للجنة التي طرد منها أبونا آدم.

يستخدم خان وبشكل مباشر لفظ الجنة في أكثر من مرة في وصف إحدى الجنائن داخل أرض العزيزية، يظهر كمال بيه في صورة تبدو قريبة من الرؤى الإغريقية عن آلهة الأوليمب، يخبر عطية بأنه لا حاجة له به سوى أنه يريد أن يجد روحًا خلقت على نفس صورته، يبادلها الحديث، يغريه بالبقاء في الجنة بصنوف وفيرة ومتنوعة من الطعام والشراب، بالإضافة لفتاة جميلة تحبه وتهبه نفسها، ولكنه يريده في النهاية أن يبدو وكأنه مخير، وحينما يختار البقاء يسأله إذا كان هذا قراره دون ضغوط أو إغراءات من أحد، فيجيب عطية أن هذا هو القرار الأول في حياته الذي يختاره بكامل إرادته.

يبدو الفيلم إذن، وإذا ما دققنا النظر في تفاصيله، وكأنه يذكرنا بأننا جميعًا نتوق لأن نجد مهربنا في جنة شبيهة، حيث يدير شئوننا رجل في دهاء وذكاء وخفة ظل توفيق الدقن، ويتولى توجيهنا وإرشادنا الروحي ملك محب للحياة وخبير بمتعها كالملك فريد شوقي، وتحبنا ودون شروط فتاة جميلة وذكية، حنونة وطباخة ماهرة، بالإضافة لكونها ليلى علوي.

لهذا كله تمر السنون ويظل «خرج ولم يعد» حلمًا جميلًا نحبه، ونحب أن نؤمن بإمكانية حدوثه.

موقع "إضاءت" في

26.07.2018

 
 

في ذكرى رحيله.. تعرف على الوجه الآخر للمخرج محمد خان

كتب – بهاء حجازي:

تحل اليوم ذكرى رحيل المخرج العبقري محمد خان، الذي غيبه الموت في السادس والعشرين من يوليو عام 2016 ، بعد أن قدم أفلامًا تعد من علامات السينما المصرية، منها "أيام السادات" الذي وثق به لحياة الرئيس محمد أنور السادات، وفيلم "عودة مواطن" الذي يتحدث فيه عن حال مواطن عاد إلى وطنه فلم يجده.

من ينسي فيلم "الحريف" والجملة الخالدة "زمن اللعب راح "، من ينسى "خرج ولم يعد" وعالم خان الساحر الذي عشنا معه طوال مدة شريط الفيلم، خان الذي أخرج قرابة الثلاثين عملًا سينمائيًا، وثق بها حياة الوطن والمواطن وقدم رؤيته الخاصة لمصر التي يحبها، لم يكن مخرجا فقط، كان مخرجا ومنتجا ومؤلفا وممثلا.

خان الممثل.. أدوار صغيرة وخفة ظل

شارك محمد خان الممثل في أفلام عدة، ربما لم يلاحظ كثيرون أنه خان وإنما ظنوه أحد الممثلين الكبار، كانت البداية من فيلم "العوامة 70" والذي جسد به دور المونتير عادل مع صديقه المخرج والمؤلف خيري بشارة، ورفيق رحلته أحمد زكي، كان الدور صغيرا.

واحدة بواحدة

هذه المرة مع عادل إمام في فيلم "واحدة بواحدة" المأخوذ عن فيلم Lover, Come Back، قدم هذه المرة دور مخرج إعلانات صديق لصلاح فؤاد "عادل إمام"، المشهد كان قصيرا لا يتعدى ظهوره على الشاشة دقيقة.

ملك وكتابة

توقف خان طويلا عن التمثيل ليعود في عام 2006 من خلال فيلم "ملك وكتابة" من بطولة محمود حميدة وهند صبري، وإخراج كاملة أبو ذكري، ولعب خان أيضًا دور المخرج في مشهدين قصيرين، يقول عنهم خان "لم أكن أمثل فيهم، كنت ألعب دور محمد خان ".

بيبو وبشير

هذه المرة لم يكن محمد خان يلعب دور مخرج، لقد لعب محمد خان دور صغير، فهو والد منة شلبي "بيبو" المحب للطعام، وكوّن ثنائي متميز مع الفنانة سلوى محمد علي.

عشم

تدور أحداث الفيلم حول خلفية الاضطرابات خلال فترة ما قبل ثورة 25 يناير 2011، عارضا قصص ستة أزواج في مراحل مختلفة تعبر عن الطموح والسعادة وخيبات الأمل، فعشم بائع متجول يربط بين تلك الحالات الاجتماعية معبرا عن قمة تفاؤله حول مستقبل مصر.

الفيلم يعتبر أضخم فيلم لمحمد خان كممثل إذ لعب فيه دور "عادل"، وحقق فيلم عشم نجاحاً جماهيرياً عريضا خلال عرضه في مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي، بينما حقق 19 ألف جنيه فقط في شباك التذاكر.

إمبراطورية مين

هذه المرة في إمبراطورية مين، مع المؤلفة غادة عبدالعال والفنانة هند صبري، ظهر محمد خان كضيف شرف المسلسل، ولعب دور وزير التربية والتعليم، والمسلسل من إخراج مريم أبو عوف.

بلاش تبوسني

آخر ظهور لـ خان كممثل كان من خلال فيلم "بلاش تبوسني"، الظهور الذي لم يشاهده هو بنفسه، لقد وافته المنية قبل عرض الفيلم، وظهر خان في الفيلم بدوره.

####

أحمد داود يتذكر محمد خان: نسألكم قراءة الفاتحة

كتبت – منال الجيوشي:

في الذكرى الثانية على رحيل المخرج الكبير محمد خان، نشر الفنان الشاب أحمد داود، عبر صفحته الرسمية بموقعي انستجرام وتويتر، صورتين تجمعه بالمخرج الراحل.

وعلق "داود" على الصور قائلا: "عدى سنتين، أسألكم الفاتحة على روح الأستاذ محمد خان".

المخرج محمد خان من مواليد 26 أكتوبر 1942، ولد لأم مصرية وأب باكستاني، التحق بمعهد السينما بلندن، وبدأ مشواره في مجال الإخراج السينمائي بفيلم "ضربة شمس" والذي عرض عام 1980، وتوالت بعدها أعماله الناجحة، ومن أبرز أفلامه "الرغبة"، "الحريف"، "خرج ولم يعد"، "موعد على العشاء"، "زوجة رجل مهم"، "بنات وسط البلد"، "أيام السادات"، وغيرها.

موقع "مصراوي" في

26.07.2018

 
 

حكاية «الحريف» الذي دمر علاقة محمد خان بـ«الزعيم»

بوابة أخبار اليوم

فشل «الحريف» دمر علاقة محمد خان بـ عادل إمام

هل حالف أحمد زكي الحظ باستبعاده من «الحريف»!!

لم يكن يعلم أن العمل معه سيتسبب في قطع علاقته به إلي أبد الدهر؛ أو ربما كان العتاب علي فشل العمل هو الذي قطع كل ٌطرق الوصل مرة أخري، فبرغم اختياره كبديلًا للإمبراطور أحمد زكي إلا أن تجربة الخروج من القالب الكوميدي كانت صادمه له وللجمهور الذي عبر عن رفضه لمثل هذه التجربة من خلال العزوف عن فيلم «الحريف».

بعد أن قرر المخرج محمد خان وعاطف الطيب وبشير الديك، أصحاب شركة «الصحبة» للإنتاج الفني، إنتاج فيلم «الحريف»، وتم وضع خطة العمل بالكامل ليكون أحمد زكي بطلًا للعمل، كانت شخصية «خان» العنيدة هي المسيطرة علي مجريات العمل لتكون كلمته هي الأولي والأخيرة داخل اللوكيشن بصفته مخرج العمل؛ وتكون أولي كلماته القاضية تغير بطل العمل أحمد زكي بـ عادل إمام بعد أن قرر زكي أن يضرب بكلام خان عرض الحائط ويغير راكور شخصيته بالاستغناء عن شعره الطويل وشاربه.

يحكي خان عن اختيار «الزعيم» قائلًا: «كان قرارنا نلجأ إلى عادل إمام ولو إن تسريحة عادل في الفيلم تؤرقني كل ما أشوف الفيلم.. لما وافق عادل ومضى العقد رحت لأحمد وكان ساكن أيامها في شقة مفروشة في مصر الجديدة، وأول ما دخلت عليه قلت له حمام (كما كنت أناديه) إحنا جبنا عادل إمام.. كان رد فعله كوول خالص وباركلنا ببرود ثم دخل الحمام؛ عشان يشتمني ومسمعش الشتيمة».

في أغسطس من عام 1984، بدأ عرض «الحريف» في دور السينما، لكنه لم يقابل بحفاوة جماهيرية كبيرة، وانزعج البعض من مشاهدة عادل إمام بعيدا عن الكوميديا، ما انعكس على إيرادات الفيلم المنخفضة، وكان ذلك سببا في قطيعة بين محمد خان وعادل إمام استمرت حتى وفاة خان عام 2016.

عدم تصوير أحمد زكي لفيلم «الحريف» كان سببًا في تجسيده لأحد أهم الأدوار في مسيرته الفنية، وهو فيلم «النمر الأسود»، الذي صادف القدر فيما بعد أن يعرض الفيلمان في الوقت ذاته، إلا أن «النمر الأسود» حقق نجاحًا تجاريًا أعلى في دور السينما حينها.

توفي المخرج محمد خان 26 يوليو 2016، عن عمر ناهز 74 عامًا، وحضر العزاء عدد كبير من الفنانين والسياسيين والإعلاميين كما لوحظ غياب الزعيم عن العزاء .

بوابة أخبار اليوم المصرية في

26.07.2018

 
 

«خطابات محمد خان» كتاب جديد لمدير التصوير المصري سعيد شيمي

فايزة هنداوي

القاهرة – «القدس العربي»: بمناسبة الذكرى الثانية لرحيل المخرج المصري محمد خان، والذي رحل عن عالمنا في 26 يوليو/ تموز 2016، أصدرت «دار الكرمة» اللنشر في القاهرة الجزء الأول من «خطابات محمد خان إلى سعيد شيمي»، والتي تمتد من فترة الشباب في الستينيات وحتى السبعينيات، وهي من إعداد وتعليق صديق عمره المصور السينمائي سعيد شيمي، ومن تقديم الناقد الفني محمود عبد الشكور. ويقع الجزء الأول في 392 صفحة من القطع الكبير ويحتوي أيضًا على صور ووثائق نادرة. وستصدر الأجزاء التالية تباعًا.

ويقول الناقد السينمائي محمود عبد الشكور في مقدمته لهذا الكتاب: «كأننا أمام دراما هائلة تمثل قصة حياة محمد خان في سنوات الشباب، مكتوبة بصراحة مطلقة، وكأن كل سنة هي فصل مثير، تتخلله لحظات صعود وهبوط، وأمل وإحباط. إننا تقريبًا أمام مذكرات عقل ووجدان وعين شاب مصري رأى وسمع وشاهد، ونحن أيضًا أمام وثيقة مدهشة عن جيل يكتشف معنى الفن والحياة، ويحاول في الوقت نفسه أن يكتشف نفسه وقدراته، لكي يعبر بهذه القدرات من عالم الهواية إلى دنيا الاحتراف، من شغف الفرجة، وهي أساس كل شيء، إلى حلم صناعة الأفلام، وبهجة تحقيق السينما… سعيد شيمي.. هذا الصديق الوفي الكبير، عاشق السينما، هو أفضل من يقدم للقارئ رسائل صديقه الراحل، وهو أيضًا من تضيف تعليقاته على الرسائل الكثير شرحًا وتوضيحًا، فكان هذا الكتاب البديع».

محمد خان واحد من أهم مخرجي السينما المصرية والعربية. ولد لأب من أصل باكستاني وأم مصرية في 26 أكتوبر/ تشرين الأول 1942، ويعد أحد أبرز مخرجي السينما الواقعية في ثمانينيات القرن الماضي. شارك في كتابة 13 قصة من 25 فيلمًا قام بإخراجها، وحصل عنها على عشرات الجوائز المحلية والعالمية، ومن أهمها «ضربة شمس» و«موعد على العشاء» و«خرج ولم يعد» و«زوجة رجل مهم» و«أحلام هند وكاميليا» و«الحريف» و«أيام السادات» و«في شقة مصر الجديدة». وقد توفي في 26 يوليو/تموز 2016.

أما سعيد شيمي فهو أحد أهم مديري التصوير السينمائي في العالم العربي. ولد عام 1943 في حي عابدين في القاهرة. ربطته صداقة عميقة بمحمد خان منذ أن كانا في طفولتهما. عشق السينما والتصوير منذ طفولته، فصور أول أفلامه على شريط 8 مللي وهو في العشرين من عمره. تخرج في المعهد العالي للسينما، واشترك كمتطوع في تصوير أحداث حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر. وهو أول من صور سينمائيًا تحت الماء في العالم العربي.

صور سعيد شيمي حوالي 75 فيلمًا تسجيليًّا وقصيرًا و108 أفلام روائية طويلة من أهمها «ضربة شمس» و«سواق الأتوبيس» و«الحريف» و«جحيم تحت الماء» و«العار» و«البريء» و«الحب فوق هضبة الهرم»، فحصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير والتكريم من مصر والخارج.

قام سعيد شيمي بتدريس مادة التصوير السينمائي والتلفزيوني في عدد من الكليات والمعاهد في مصر والدول العربية. واختير عضوًا ورئيسًا في لجان التحكيم السينمائية في مهرجانات دولية ومحلية.

له العديد من المقالات في جماليات وتاريخ الصورة السينمائية، كما أصدر أكثر من عشرين كتابًا في مجال التصوير السينمائي، من أهمها: «التصوير السينمائي تحت الماء»، و«تاريخ التصوير السينمائي في مصر»، و«أفلامي مع عاطف الطيب»، و«تجربتي مع الصورة السينمائية»، و«سحر الألوان من اللوحة إلى الشاشة»، و«الصورة السينمائية من السينما الصامتة إلى الرقمية».

القدس العربي اللندنية في

27.07.2018

 
 

«محمد خان» فارس الواقعية بـ24 فيلما..

ختم لقائه مع السينما «قبل زحمة الصيف»

دعاء فوده

محمد خان، من أبرز مخرجي السينما المصرية، وتناولت أفلامه الواقع الاجتماعي والسياسي، حيث وصل عدد أفلامه إلى 24 فيلما.

ولد المخرج محمد خان، في 26 أكتوبر عام 1942 في القاهرة، لأب باكستاني وأم مصرية من أصل إيطالي، وحصل علي الجنسية المصرية بقرار رئاسي عام 2014 قبل وفاته بعامين.

بدأ محمد خان، رحلته مع الإخراج في عام 1977، حيث قدم عدة أفلام منها:

فيلم "ضربة شمس" 1978، بطولة نور الشريف ونورا وليلى فوزي ومجدي وهبة ونجوى فؤاد وتوفيق الدقن.

"طائر على الطريق" 1981، بطولة  فريد شوقي، وأحمد زكي، وفردوس عبدالحميد، وآثار الحكيم، وميمي شكيب، وأمين الهنيدي.

عام 1982 كان شاهدًا على طرح فيلمه "موعد على العشاء"، بطولة سعاد حسني وحسين فهمي وأحمد زكي.

في 1983 قدم خان فيلم "نص أرنب"، بطولة محمود عبد العزيز ويحيى الفخراني وسعيد صالح.

1984 كان العام الذي قدم فيه فيلم  "خرج ولم يعد"، بطولة يحيى الفخراني وفريد شوقي وليلى علوي.

ويعد فيلم "الحريف"، الذي قدم في عام 1984، من أهم ما قدمه محمد خان، وكان بطولة عادل إمام وفردوس عبد الحميد.

وقدم في عام 1985 "عودة مواطن"، بطولة يحيى الفخراني وميرفت أمين.

ومن أهم أفلام خان أيضا فيلم "زوجة رجل مهم" الذي قدمه عام 1987، وكان بطولة أحمد زكي وميرفت أمين.

"أحلام هند وكاميليا" 1988، بطولة أحمد زكي، ونجلاء فتحي، وعايدة رياض، وحسن العدل، ومحمد كامل، وعثمان عبدالمنعم.

"سوبر ماركت" 1990، بطولة نجلاء فتحي، وعادل آدهم، وممدوح عبد العليم.

قدم فيلم "مستر كاراتيه" عام 1993، بطولة أحمد زكي، ونهلة سلامة، وإبراهيم نصر، وممدوح وافي، وعلاء مرسي.

أنتج خان لنفسه فيلم "فارس المدينة" عام 1993، بطولة محمود حميدة ولوسي وحسن حسني.

وعاد محمد خان عام 2001، مع الفنان أحمد زكي، وقدما فيلم "أيام السادات".

2007، كان العام الذي قدم فيه محمد خان فيلم "في شقة مصر الجديدة"، بطولة غادة عادل وخالد أبو النجا.

بعد انقطاع حوالي 7 سنوات عن السينما، عاد خان في 2014، وقدم فيلم  "فتاة المصنع" بطولة ياسمين رئيس.

وكان عام 2015، آخر موعد لـ"خان" مع السينما، حيث قدم فيلمه الأخير "قبل زحمة الصيف"، بطولة هنا شيحه وماجد الكدواني.

بوابة أخبار اليوم المصرية في

28.07.2018

 
 

سلام يا صاحبي.. حكايات سعيد شيمى عن محمد خان

نضال ممدوح

ليس هناك أفضل من سعيد شيمى ليحكى عن محمد خان، فى الطفولة تربيا معًا، فى الصبا جمعهما الشغف بالأفلام والفرجة واستهواهما ذلك السحر، وفى نضجهما حلما معًا بسينما جديدة يضعان فيها نَفَسهما المختلف- رؤية وعدسة- ثم كان لهما هذا فصنعا معا عدة أفلام من علامات الشاشة الصغيرة المصرية.

وبمناسبة الذكرى الثانية لرحيل «خان» فى ٢٦ يوليو ٢٠١٦، صدر كتاب «خطابات محمد خان إلى سعيد شيمى»، عن دار «الكرمة»، ويشمل مراسلاتهما فى فترة الشباب من الستينيات وحتى السبعينيات، أعدها وعلق عليها «شيمى» نفسه، وكتب لها المقدمة الناقد الفنى محمود عبدالشكور.

«الدستور» التقت مدير التصوير المخضرم الذى حمل الكاميرا على كتفه وجرى مع صديقه فى الشوارع، ليجسدا أحلام وهموم الناس على الشاشة، ليكشف لنا حكايات وتفاصيل ما قبل وأثناء وبعد هذه الخطابات.

تربيا معًا فى عمارة «الأوقاف» بالعتبة.. والمخرج لم يجد نقودًا فى بعض الأوقات ليأكل
فى عمارة الأوقاف بميدان العتبة، تجاورت عيادة الطبيب سعيد شيمى ومكتب حسن خان الذى كان يستورد الشاى من الهند وباكستان وسيلان ويوزعه، كما كان يخصصه مقرًا للجالية الباكستانية فى مصر
.

نوادر وذكريات كثيرة جمعت «شيمى» و«خان»: «كان فى مكتب عم حسن ترابيزة بينج بونج وبلياردو كنا نلعب عليها. ومحمد من صغره وهو يؤلف، كان عنده كراسة يكتب فيها قصص من خمس ست صفحات ويقراها علينا، وكلها قصص مأساوية». 

عندما سافر «خان» إلى لندن فى ١٩٥٩، لدراسة الهندسة، احتك هناك بالسينما وبدأ يشاهد أفلامًا من كل الدنيا، فنقل لـ«شيمى» رغبته فى دراسة الإخراج، وتصادف أن معهد السينما فى مصر اُفتتح فى نفس العام، وكانت هذه مفاجأة لسعيد شيمى نفسه، فرغم حبه للسينما لم يكن يعرف أنها تدرّس.

فى هذا الوقت توفى والد «سعيد» فأصبح منطويًا، لكن ملاذه كان فى مكتبة خاله الذى كان مثقفًا. عندما حاول «شيمى» الالتحاق بمعهد السينما رفض خاله الذى كان يريد أن يذهب ابن أخته إلى كلية التجارة، فاختار الصبى حلًا ثالثًا هو كلية الآداب.

فى هذه الأثناء، التحق «خان» بدراسات ليلية لدراسة السينما، فلما كانت الأمور المادية لوالده آخذة فى التدهور، وأصيب بمرض فى القلب، هو نفس المرض الذى مات على إثره محمد، اضطر الشاب للعمل نهارًا فى العديد من المهن للإنفاق على نفسه فى لندن.

«كنا نتبادل الخطابات، ونتناقش فيها وكأننا موجودان معا. يحكى لى عن الأفلام التى شاهدها فى لندن، وبدورى أخبره عن الأفلام المصرية الجديدة التى تعرض وأخبار السينما فى مصر بوجه عام، ويرسل لى مقالات أحاول أن أنشرها له».. استمرت علاقتهما على هذا النحو حتى عام ١٩٦٢، عندما صدرت القوانين الاشتراكية، وبعدها بعام أممت الدولة صناعة السينما وأنشأت شركة «فيلم تاج»، وشركة «كوبرو فيلم» التى كان يرأسها صلاح أبوسيف.

نشرت «فيلم تاج» إعلانًا فى جريدة «الأهرام» عن رغبتها فى شباب سينمائى مصرى، فأخذ «سعيد» الإعلان وأرسله لصديقه فى لندن بخطاب مسجل، فأرسل «محمد» بدوره أوراقه وقصصًا من تأليفه للشركة فى مصر، وبعد شهرين ردوا عليه بأنه ليس لديهم ما يمنع من توظيفه شريطة أن يعود من لندن على نفقته الشخصية.

فرح «خان» للغاية بموافقة الشركة، إذ كان يعانى وقتها مما يسميه شيمى «نوستولوجيا مصر»، كان لديه حنين لجذوره وطفولته، وساعد على هذا كونه ولدا وحيدا لم يعرف حتى أهل والده ولم يرهم يوما. عاد محمد خان من لندن وعيّن فى لجنة قراءة السيناريوهات والموضوعات بـ«فيلم تاج»، وكان زملاؤه فى الشركة: رأفت الميهى، مصطفى محرم، هاشم النحاس، أحمد راشد، حورية حبشى، فاروق سعيد، وعايدة الشريف.

استمر «خان» فى العمل بهذه الشركة حتى وصلته أخبار عن اشتداد مرض والده، فأخذ إجازة ليعود للندن، وهناك وجد الأمور سيئة جدا، فعاد للعمل فى الصباح والمساء. وفى رأى «شيمى»، فإن المهن التى عمل بها «خان» منحته خبرة كبيرة فى الحياة، انعكست على أفلامه بعد ذلك. بعد أن اطمأن «محمد» على والده قرر العودة إلى مصر، لكن للأسف كان قد صدر قانون جديد يمنع الأجنبى من العمل فى مؤسسة حكومية إلا إذا كان خبيرًا، و«خان» وقتها كان صغير السن، وبالتالى أخبره صلاح أبوسيف بأن الشئون القانونية لا تستطيع إعادته للشركة. يتذكر سعيد شيمى: «محمد حس إن ربنا لا يريده أن يكمل فى السينما التى يحبها، لكن صلاح أبوسيف نصحه بالسفر إلى لبنان التى سافر إليها العديد من المصريين وقتها، وبدأوا فى إنشاء صناعة سينما هناك».

بالفعل، عمل «خان» بنصيحة المخرج المخضرم وسافر وبدأ فى العمل فى مهن «زى الزفت» فى السينما نفسها، كما يقول «شيمى»، حتى إن الحال وصل به إلى أنه لم يكن يملك نقودًا ليأكل، فأرسل له والده تذكرة عودة إلى لندن.

صنعا أفلامًا قصيرة فى بيوت أصدقائهما.. واستدانا لتسلم جائزة «الإسكندرية السينمائى»

«كنت قد تزوجت وهو تزوج وزرته أكثر من مرة فى لندن، فشعرت بضرورة عودته إلى مصر لنشتغل معًا».. يحكى «شيمى» عن مرحلة أخرى من حياة الصديقين، مشيرا إلى: قدمنا تجربتين معًا هما فيلم «ضائع» ٨ مللى، وعندما كان فى بيروت جاء زيارة إلى مصر وأنتجت فيلم «الهرم» ١٦ مللى.

فى العام ١٩٧٢، استضاف «سعيد» صديقه فى منزله، وصورا معًا فيلمًا قصيرًا اسمه «البطيخة»، من إنتاج شركة أسسها «شيمى» مع زوجته بمشاركة أحمد متولى وأحمد راشد لإنتاج الأفلام التسجيلية.

كل من عمل بهذا الفيلم كان متطوعًا: «لم نتكلف إلا الخام فقط، بينما الأدوات والأماكن كانت فى بيوت أصدقائنا ومعارفنا»، لكن أهمية هذا الفيلم- فى رأى «شيمى»- تكمن فى أنه يحوى خلاصة فكر محمد خان سواء فى السيناريو أو الإخراج.

أعطى الفيلم أملًا ودفعة تشجيع لـ«خان»، الذى كان دائمًا ما يقول لصديقه المصور: «أنت الوحيد الذى تثق فىّ.. إنت الوحيد اللى فاهمنى وفاهم إنى مخرج كويس»، ومن شدة ولعه بهذا الفن، كان يشرح فى خطاباته كيفية تحريك الكاميرا ويرسم المشاهد.
من كل هذا، وصل شيمى إلى قناعة بأن «خان»- الذى قرر العودة والاستقرار فى مصر- قد يُصاب بمكروه لو لم يعمل فى السينما: «أثنيته عن هذا القرار بسبب خوفى من المناخ السينمائى فى مصر وقتها، وألا ينجح فى الحصول على فرصة، خاصة أننا كنا جيلا جديدا بينما السينما التقليدية هى المسيطرة
».

يقول «شيمى» إن هذه الفترة شهدت ظهور «جماعة السينما الجديدة»، فى ظل سيطرة «الوسايط» على معهد السينما الذى كان كل طلابه من أقارب العاملين بالسينما ويعملون معهم فور تخرجهم: «كنا نتساءل: ما مصير من لا واسطة له وكان فنانًا حقيقيًا مثل على عبدالخالق وعاطف الطيب ومحمد راضى؟.. وللأسف ما زال هذا الوضع قائما إلى الآن».

عندما كانت المناقشات تشتد بينهما و«سعيد» يحاول إقناعه بتأجيل العودة لمصر، يقول له «خان»: «إنت بتشتغل وقاعد قدام الخروف تاكل ومبسوط وبتبعتلى الريحة فى رغيف»- كان محمد خان يحب الأكل وذواقًا- فكنت أقول له: «أنا خايف عليك، نحن نعانى كثيرًا». 

بعد وفاة والد «خان» بقى مع والدته وافتتح محلًا لبيع «الجينز» أسفل منزله، وفى مرة أرسل «سعيد» له تسجيلًا مع المونتيرة نادية شكرى التى كانت وقتها تعمل على مسلسل فى لندن، قبل أن ينتشر الإنتاج الخاص للدراما.

عندما قابلت «نادية» محمد خان وجدته شخصًا مهووسًا بالسينما، فسألته: لماذا لا تعود لمصر وتعمل فيها؟ كان معها مدير إنتاج فى الزيارة، فأقنعا «خان» بأنهما يستطيعان مساعدته فى العمل لو عاد لمصر.

كان «محمد» متلهفًا لكلام مثل هذا، فصدقه على الفور وبعث لـ«سعيد» يقول: «أنا جاى، نادية قالتلى هاشغلك»، وبالفعل عاد لمصر ومعه فكرة فيلم «قميص حرير»، وأقام عند خالته «كليليا».

قال سعيد شيمى لصديقه إن أى شركة إنتاج لن تسمح له حتى أن يدخل من بابها بسيناريو فيلم «قميص حرير»، واقترح عليه: «لماذا لا تنفذ فكرة الصحفى الذى يكتشف جريمة، التى أخبرتنى بها فى خطاباتك، خاصة أن سوق الأكشن فى مصر رائجة؟».. من هنا وُلد فيلم «ضربة شمس».

أعطى «خان» الفكرة لرأفت الميهى ليكتبها سيناريو، لكن «الميهى» كان مشغولًا ورشح له فايز غالى الذى عمل عليها بالفعل.

بعد ذلك، أطلت المشكلة فى إنتاج الفيلم؛ كانت نقود «خان» بدأت تنفد، وزوجته وابنه ما زالا فى لندن وهو هنا وحده: «اقترحت عليه أن نذهب بالسيناريو إلى نور الشريف، خاصة أنه كان قد عمل مع مخرج جديد قبلها بعام وهو سمير سيف وتبناه».

لم يكن «الشيمى»- ولا خان بالطبع- على معرفة بـ«نور»: «حصلنا على رقمه واتصلنا بمكتبه وقابلناه. شرحنا له فكرة الفيلم وتركنا له السيناريو، وبعدها بثلاثة أيام اتصل».

سألهما نور الشريف: «من سينتج الفيلم؟»، فرد «خان» بمنتهى الثقة: «إحنا». صمت «نور» قليلًا وقال: «ممكن توافقوا إنى أنا اللى أنتج الفيلم؟». يعقّب «شيمى»: «كأن باب السماء اتفتح لخان وهو فى منتصف عمره وابتدى المشوار». 

يحكى المصور المخضرم: «بذلنا فى الفيلم جهدًا لا يمكن تخيله، وبعد عرضه عمل دهشة للناس، كل الفنيات كانت جديدة، وأول مرة تظهر ممثلة لا تتحدث كلمة واحدة- ليلى فوزى- كانت تمثل بملامح وجهها وعينيها فقط».

فى صيف ١٩٨٩، أخذ نور الشريف «ضربة شمس» وعرضه فى مهرجان الإسكندرية السينمائى فى دورته الأولى، وفاز الفيلم بجائزتى التصوير والإخراج: «كنا لا نزال فى القاهرة مفلسين معناش فلوس نروح إسكندرية، واستلفنا وقطعنا ثلاث تذاكر لى ولخان ولنادية شكرى، مونتيرة الفيلم».

كانت الفرحة كبيرة، وبسبب إرهاق الحفل قرر الثلاثة، المخرج والمصور والمونتيرة، البيات فى فندق متروبول، ولم يكن معهم ما يكفى أيضا، يتذكر سعيد شيمى: ««قلت لهم أنا معايا دفتر شيكات بدون رصيد، هاندفع بشيك، ولما نرجع القاهرة هاحاول أضع فيه رصيد يغطى».

حجزوا غرفتين، واحدة لنادية شكرى والأخرى لهما، لكنهما لم يبيتا، خان وشيمى، فيها فى تلك الليلة: «نزلنا نتمشى على الكورنيش من الفرح لغاية الصبح، ورجعنا القاهرة ودارت العجلة».

«الحريف» اشتبك بالأيدى مع أحمد زكى فى «هند وكاميليا»

«ضربة شمس» كان الفيلم السابع لسعيد شيمى، والأول لمحمد خان، وبعد أن انتهيا منه كان على كل منهما مواجهة التصنيفات المعلبة التى توزعها سوق السينما على المخرجين، بخلاف ما تفرضه عليهما صداقتهما من أعباء فى الوسط الفنى.

فى سنة ١٩٨٠، جاء لـسعيد شيمى، سيناريو فيلم «الرغبة»، لم يكن هناك اسم للمخرج على «الورق»، فاقترح محمد خان لتنفيذ العمل، لكن وكالة الجاعونى المنتجة للفيلم رفضت ثم غيرت رأيها بعد ثلاثة أيام ووافقت. مع ذلك، كان على «شيمى» إقناع صديقه أولًا: «محمد رفض وقال هو أنا هاعمل جاتسبى العظيم اللى اتعمل ألف مرة؟!»، فرد عليه «سعيد»: «انت متجوز وعندك طفل ومسئوليات».

كان «خان» جزءًا من أسرة «شيمى»، لدرجة أن الصديقين عندما كانا يتشاجران كان «محمد» يشكو «سعيد» لشقيقته الكبرى، لذلك فإنه بعد ضغوط من المصور وإخوته، وافق «خان» على إخراج الفيلم، ونجح، وبعدها- كما يحكى المصور: «اشتغلنا فى أكثر من فيلم كلها أكل عيش، منها (الثأر)».

لفيلم «الثأر» هذا حكاية أيضا، يقول «شيمى»: «كنت اتفقت مع رأفت الميهى على تصوير فيلمه الأول (عيون لا تنام)، وقتها عرض علىّ خان (الثأر)، وهو فيلم صعب، أكشن وجرى فى الشوارع، وعندما عرف باتفاقى مع الميهى قال لى: «هاتسيبنى! ومين ها يعرف يصور الفيلم ده»، بالتالى اعتذرت للميهى، ما تسبب لى فى مشكلة بالسوق، وتردد فى الوسط السينمائى أن سعيد شيمى يترك أى أحد يعمل معه، من أجل محمد خان».

بعد فترة، جلس «شيمى» مع صديقه وقال له: «يا محمد إحنا كده بنضر بعض، ولازم كل واحد منا يشتغل لوحده».

من الحكايات التى يحملها سعيد شيمى، ملابسات إنتاج فيلم «يوسف وزينب»، أحد الأعمال المجهولة لمحمد خان، يقول: «فى مكتب والد محمد كانت تجتمع جالية جنوب شرق آسيا كلها، وكان من بينهم مأمون عبدالقيوم، أول رئيس لجزر المالديف، الذى كان وقتها يدرس فى الأزهر، وكان يعرف عن خان هوسه بالسينما فعرض عليه أن يصور فيلمًا فى الجزر».

بالفعل، سافر محمد خان مصطحبا معه رءوف توفيق وسامى السلامونى كصحفيين، وأخرج الفيلم وإن كان ليس أقوى أفلامه، لأن حكايته غير صادقة عن مدرس يسافر لهذه الجزر ويقع فى حب فتاة من سكانها، كما يقول مدير التصوير الذى يشير إلى أن كتابه الأحدث يضم صورة تجمعهما بـ«عبدالقيوم» وهم يلعبون معًا.

ومن الشخصيات المميزة فى حياة «خان»، والتى كان «شيمى» شاهدا على علاقتهما، أحمد زكى: «خان كان يعتز بشغله جدا، وكذلك أحمد زكى، لكن كان هناك صدام لم يظهر فى بداية عملهما معا، لكنه ظهر عندما اختلفت وجهات النظر بينهما وكل منهما تشبث برأيه، حتى إنهما وصلا فى فيلم (هند وكاميليا) للاشتباك بالأيدى».

من جولات هذا الخلاف بالطبع فيلم «الحريف» الذى ذهب لعادل إمام بعد اختلاف «خان» مع «زكى» على قصة الشعر المناسبة للبطل «فارس».

لكن «عادل» ظهر بشكله العادى فى النهاية ولم يغير فى قصة شعره! يرد «شيمى»: «صحيح، لكن محمد كان لا يقبل أن يفرض عليه أحد شيئا»، ويحكى: «مثلا فى فيلم موعد على العشاء أرادت سعاد حسنى أن تشاهد الفيلم فى غرفة المونتاج، فمنعها خان وقال لنادية شكرى: متدخلش من باب الأوضة». يتذكر مدير التصوير الكبير هذه الواقعة فيلملم كل الحكايات عن صديق عمره ورفيق دربه فى السينما: «للأسف الشديد الآن نجد مخرجين هزؤ يتحكم فيهم ممثلون بلا قيمة».

الدستور المصرية في

28.07.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)