الأفلام العربية سينما شابة تتنافس على التقدير
تطور مهرجان دبي ينهي السؤال عن صناعة السينما في الإمارات
محمد رُضا
حتى سنوات قليلة، كان السؤال المتكرر هو «كيف يمكن إقامة مهرجان
سينمائي في بلد لا توجد فيه صناعة سينمائية؟». ردد هذا السؤال
العديد من المشاركين، خصوصاً من الضيوف الآتين من بقاع أخرى من
العالم العربي.
وبعضهم ردده في كل مرّة جاء يستطلع.
وفي كل مرّة كان جواب المهرجان إتقان صنعته ودورته بحيث يوفر هذا
الإتقان الإنجاز الذي يوفر للسائلين الجواب الشافي.
الآن، وبعد مضي دورات التأسيس الأولى، ما عاد هذا السؤال، الذي لم
يكن جائزاً من أصله، يتردد.
برهن المهرجان ليس فقط على أنه استطاع الإقلاع بقدراته الذاتية
بصرف النظر عما يُصنع من أفلام أو لا، بل أيضاً على قدرته على
التوسع والتطوّر والمساهمة في خلق المساحة التي يحتاجها المنتج أو
المخرج الإماراتي لكي يحقق، بدوره، ما يريد تحقيقه.
الآن، باتت هناك صناعة سينمائية في الإمارات.
لم يعد ذلك السؤال غير الجائز، كما ذكرنا، جائزاً لأن أحداً لا
يستطيع إزاء ستّة أفلام إماراتية طويلة تشترك في الدورة الثانية
عشرة من المهرجان أن يقول إنه لا توجد صناعة سينمائية.
يعزز هذا القول وجود أفلام روائية وتسجيلية طويلة أو قصيرة تنتج
على مدار السنة ومهرجان يعرض هذه الأفلام ويؤسس لها الجمهور الذي
تحتاجه قبل انطلاق بعضها للعروض التجارية في الأسواق المحلية
والخليجية.
كذلك، يوجد صندوقا دعم كبيران: «سند» في أبوظبي و«إنجاز» في دبي،
وورش عمل مختلفة وعروض متواصلة للأفلام ذات النوعية، واستديوهات
كبيرة ومؤسسات مدنية فاعلة.
في دورته الثانية عشرة هذه تعرض شاشات المهرجان ستة أفلام روائية
طويلة مختلفة ما بين الحي والتسجيلي والرسوم المتحركة، وأكثر من
عشرين فيلماً قصيراً وإلى جانبها عدد من الأفلام الطويلة التي
ساهمت في إنتاجها الإمارات، من خلال صندوقي الدعم في دبي وأبوظبي،
والتي تعرض في شتى التظاهرات والأقسام ضمن ما يمكن اعتباره الحصاد
غير المسبوق لهذه السينما الشابّة.
نتكلم تحديداً عن الأفلام الروائية الطويلة الإماراتية المشاركة،
ومنها«بلال» من إخراج خورام علافي، وأيمن جمال (سينما العالم) وهو
من نوع الأفلام المتحركة، وعاد لتوّه من عروضه في مهرجان «أجيال»
في قطر.
وهناك فيلما «حجاب» لمازن الخيرات ونهلة الفهد وأوفيديو سالازار
المعروض في برنامج «ليالي عربية»، و«زنزانة» التشويقي، وهو الفيلم
الروائي الأول لماجد الأنصاري ويعرض في مسابقة المهر الإماراتي.
وفي المسابقة ذاتها ثلاثة أفلام إماراتية أخرى هي «ساير الجنة»
لسعيد سالمين المري و«عبد الله» لحميد السويدي و«في سيرة الماء
والنخل والأهل» لناصر الظاهري.
أما الأفلام الإماراتية المشتركة فمن بينها «المدينة» لعمر
الشرقاوي، الذي يحمل هوية إماراتية - أردنية، و«ثقل الظل» لحكيم
بلعباس وهو إنتاج مغربي- إماراتي وفيلمان من إنتاج مشترك مع تونس
هما «سمير في الغبار» لمحمد أزوين و«شبابيك الجنة» لفارس نعناع.
المسابقات ذاتها ما زالت على سخونتها هذا العام.
أينما نظرت تجد أفلاماً ومخرجين.
الأولى تعرض وتتلقف الآراء ومخرجوها متحمّسون بطبيعة الحال، آتون
لتسجيل موقف سينمائي يخرجون منه بالجوائز أو، على أقل تقدير،
بتعزيز وجودهم كسينمائيين يتطلعون إلى مستقبل واسع ملؤه الفرص
والمزيد من النجاحات.
ولا تختلف مسابقة عن أخرى إلا بقدر تخصصها، إذ هناك مسابقات للفيلم
الإماراتي وأخرى للفيلم الخليجي القصير وثالثة للمهر الطويل ورابعة
للمهر القصير.
وكما جرت العادة، على لجان التحكيم المختلفة لا مشاهدة كل شيء فقط،
بل تحديد مواقفها حيال ما تشاهده من هذه الأفلام ضمن الرغبة في
تعزيز الموجود من الأعمال والدعوة إلى ما هو أفضل منها مستقبلاً.
إبداع عربي
المسابقة التي تنال عادة اهتماماً واسعاً، لا نقول إنه الاهتمام
الأكبر أو الأهم، هي تلك التي يجتمع تحت مظلتها هذا العام 19
فيلماً عربياً، وهي «مسابقة المهر العربي». أفلامها جاءت من 12
دولة منها الإمارات وقطر ولبنان وفلسطين وسوريا والعراق والأردن
وتونس وفرنسا والمغرب والجزائر.
معظم هذه الأفلام تنتمي إلى مخرجين دون الأربعين من العمر.
لمحة سريعة لما تحت مجهر المهرجان تكشف عن وعود رائعة في فحواها
وفي نتاجاتها كأعمال فنية.
هناك الفيلم الروائي الأول للمخرجة الفلسطينية المقيمة في لبنان
منذ عقود طويلة مي المصري وهو «3000 ليلة».
والمصري أثرت السينما العربية بالعديد من الأفلام التسجيلية
الجيّدة التي رصدت في أغلبها الاعتداءات «الإسرائيلية» المتكررة
على لبنان والمخيمات الفلسطينية من دون أن تنسى أنها تحقق أفلاماً
فنية في المقام الأول.
ولا تقف مي المصري وحدها كأنثى في هذه المسابقة، بل هناك أربع
مخرجات أخريات يدلين بدلوهن فيها، هن اللبنانيّتان نورا كيفوركيان
بفيلمها «23 كم» ودانيال عربيد التي تعود في فيلم بعنوان
«باريسية». وجيهان شعيب التي توفر للمشاهدين فيلماً بعنوان «روحي»
من إنتاج فرنسي، سويسري، بلجيكي، لبناني، إماراتي مشترك، و«نوارة»
للمصرية هالة خليل.
وفي حين تعتمد المخرجة نورا كيفوركيان على الفيلم التسجيلي كوسيلة
تقديم شخصية رجل يعاني مرض «الرعاش»، تعمد دانيال عربيد للإحاطة
بحياة فتاة لبنانية آثرت الهجرة إلى باريس، لكن الوضع معاكس في
فيلم «روحي» حيث تحكي قصة فتاة لبنانية قررت العودة إلى لبنان.
الغناء في سبيل الوطن في رحى الفيلم التسجيلي أيضاً، إذ اختار
المغربي اللامع حكيم بلعباس الحديث عن الشيخوخة والماضي في فيلمه
«ثقل الظل». الفيلم ليس عن العجز الجسدي، كما الحال في «23 كم»، بل
عن سعي زوجين في التسعينات من عمرهما إلى معرفة مكان وجود ابنهما
الذي اختطف قبل 37 سنة بلا أثر.
وحكيم بلعباس من بين أكثر المتواجدين في هذه المسابقة تردداً على
مهرجان دبي السينمائي، وسبق له أن نال الجائزة الثانية عبر فيلمه
«علاش البحر» ثم جائزة أفضل سيناريو في مسابقة «المهر العربي» عن
فيلمه اللاحق «شي رايح شي جاي».
ومن الأفلام المنتظرة، منذ أن شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان
«فينسيا» خريف هذا العام، فيلم المخرجة ليلى بوزيد «على حلة عيني»
المقدم باسم تونس.
«على
حلة عيني»، تعبير تونسي يعني «أول ما استيقظت من النوم» يسرد حكاية
فتاة عاشت في بيت متحرر إلى حد مريح. لديها أصدقاء تخرج وإياهم
وتقوم بالغناء في الفرقة التي يعزف بها هؤلاء الأصدقاء.
تعود متأخرة إلى البيت على الرغم من قلق والدتها عليها، لكنها لا
ترمي إلى التوقف عن انتهاج هذه الحياة الشابة مهما يكن من أمر.
نراها تغني في حانة شبابية. أغانيها تسير ضد النظام (تقع الأحداث
في تونس عام 2010 عندما كان زين العابدين بن علي ما زال رئيس
البلاد) ما يؤلب عليها رجال الأمن. ينتظرون الفرصة المناسبة
للانقضاض عليها وتلقينها درساً، لكنها، إلى أن يحدث ذلك فعلاً، لا
تكترث.
هي مؤمنة بالأغاني التي ترددها عن كلمات الشاعر غسان عمامي والتي
يشاركها صديقها برهان (العبادي) الحماس لها. برهان شاب طويل القامة
نحيل العود يعزف الغيتار ويكتب الأغاني ويتخذ فرح عشيقة، ولو أنه
يؤكد حبه لها.
يعلن لها حبه أكثر من مرّة، هذا في الوقت الذي ازداد فيه قلق أمها
عليها، كونها تعلم، من أحد المعارف، أن ابنتها مراقبة، إلى جانب
شعور الأمومة الذي لا يمكن نكرانه.
بعض هذه الأفلام بوشر بعرضه، والبعض الآخر يعرض حثيثاً يوماً بعد
يوم.
في نهاية المطاف، هي في الموقع الصحيح لها، فمهرجان دبي تحوّل منذ
سنوات إلى بيت للسينما العربية.
الشاشة المفضلة لمخرجيها والمكان الأنسب للعرض وإيصال الموهبة إلى
شاطئ أمان لا تحبيذ فيه إلا للفن قبل كل شيء.
المحك الذي سيواجه أفلام المسابقات المختلفة هو التالي: كيف يمكن
الارتقاء بفن العرض والسرد وفي الوقت ذاته إثارة الاهتمام
بالمضمون؟
إذا ما قلبنا الإشكال، فإن السؤال يصبح: لمن الأفضلية: الشكل أم
المضمون؟ هل على الفيلم أن يؤكد على منحاه الفني والأسلوبي أولاً
أو أن يعمد إلى مضمونه فيوغل في أبعاده وطروحاته قبل كل شيء؟ إنه
السؤال الأزلي المتكرر والذي نجده ما زال ماثلاً في العديد من
الأفلام المشتركة من «عطر البيوت» لعبد الله بادس إلى «المدينة»
لعمر شرقاوي ومن «نوّارة» لهالة خليل إلى «جوّع كلبك» لهشام لعسري،
كما هي حال كل ما ذكرناه وما لم نذكره هنا من أفلام في شتى
الأقسام. والجواب الشافي تكشف عنه العروض ذاتها.
تحدث عبر الأقمار الصناعية من لوس أنجلوس
تيد ساندورس: نتعاون مع المهرجان للتعرف إلى المحتوى العربي
دبي «الخليج»:
استضاف منتدى سوق دبي السينمائي،أمس في جلسة حوارية مباشرة عبر
الأقمار الاصطناعية من لوس أنجلوس تيد ساندورس، المسؤول الأول عن
المحتوى في شبكة «نتفليكس»، الذي استعرض طرق عملها. وتطرق ساندروس،
الذي حاوره مراسل مجلة
«المملكة
المتحدة»اليكس رايتمان بحضور لفيف من صناع السينما في المنطقة
العربية، طبيعة الاستهلاك المتغيرة عند الجماهير، وكيفية ابتكار
قصص ناجحة، يمكن للجماهير في العالم تقبلها والتفاعل معها، متحدثاً
عن كيفية صنع أفلام محلية للأسواق المحلية.
قال سارندوس: إن 9 أفلام أنتجتها «نتفليكس» رشحت لجائزة «الغولدن
غلوب»، مشيراً إلى أنه يعتبر رقماً قياسياً لشبكة تعتبر خارج
تصنيفات البث التلفزيوني.
وأبان أن أولويتهم في المرحلة المقبلة أن يعرضوا للجمهور العربي
محتوى يصعب عليه مشاهدته بأي وسيلة أخرى. وتابع:«من المهم جداً
بالنسبة لنا التعرف إلى صناع السينما في المنطقة العربية، لكوننا
نعمل على التوجه لجمهور المنطقة، ولدينا تجربة في الأمر مع الفيلم
المصري «الميدان» لجيهان نجيم الذي وزعناه وعرضناه على «نتفليكس»
حتى نال شرف أنه الفيلم المصري الأول الذي يرشح رسمياً للأوسكار،
لذلك نسعى للتركيز على تمويل ودعم المحتوى العربي الأصلي وهو ما
سيميّز حضور «نتفليكس» في الوطن العربي قريباً فما يميّزها هو
اعتمادها على المحتوى الذي لا يتوفر ضمن أنظمة البث التلفزيوني
التقليدي».
وأكد ساراندوس حرصه على المشاركة في مهرجان دبي السينمائي.
وأوضح أنه بحلول العام المقبل ستتضح للجمهور خططهم بشأن الشرق
الأوسط. ولفت إلى سعيهم للتعاون مع المهرجان لإقامة جلسات لصناع
الأفلام ليطرحوا فيها مشاريعهم الإنتاجية، وتطرق للقرصنة والآثار
التي تتركها على صناعة الفيلم في العالم، مشيراً إلى أن أفضل وسيلة
لمحاربتها تتمثل في تقديم محتوى مميز يدفع المستخدم لشرائه.
ترى أن المهرجان في تطور مستمر
إلهام شاهين: «دبي السينمائي» أصبح منافساً دولياً
دبي محمد حمدي شاكر:
حضرت النجمة المصرية إلهام شاهين عرض الفيلم المصري «نوارة»، بحضور
طاقم عمل الفيلم وبطلته الفنانة منة شلبي، إلى جانب النجم عزت
العلايلي، والعديد من النجوم المصريين، الذي تم عرضه مساء أمس في
سينما مدينة جميرا، وأبدت سعادتها بالمشاركة القوية للفيلم المصري،
رغم وجود فيلمين فقط، وهما «قبل زحمة الصيف، نوارة»، إلى جانب
فرحتها الغامرة بتكريم الفنان المصري عزت العلايلي عن إنجازاته
الفنية.
وأوضحت شاهين: فيلم «نوارة» يستحق المشاهدة، وهو من الأعمال
المميزة، وعرضه في مهرجان كبير بحجم دبي السينمائي، في دورته
الثانية عشرة، دليل على قوته، حتى إن صالة العرض نفسها امتلأت
بالجمهور والحضور من الإعلاميين وصناع السينما، لدرجة أن تذاكر
الفيلم انتهت قبل عرضه بيومين.
وعن مهرجان دبي السينمائي تقول: أعتقد أن المهرجان منذ عامين وهو
في تطور مستمر وأصبح من أكبر المهرجانات الدولية، ومنافساً قوياً
لها سواء على المستوى العربي أو العالمي، رغم أنه في دورته الثانية
عشرة ويسبقه الكثير من المهرجانات في العمر، وإن دل على شيء فإنما
يدل على رؤية القائمين على السينما في دبي الفنية والتي تتطور بشكل
ملحوظ من عام لآخر، وأرى أن المهرجانات الخليجية وتحديداً دبي
السينمائي دافع قوي لزيادة الوعي السينمائي في دول الخليج، بل
وأصبح هناك فنانون ومخرجون وكتّاب لهم سمعة عالمية، وتشارك أعمالهم
في أكبر المهرجانات، بل وتنافس على جوائز عالمية قيمة.
وعن جديدها قالت إلهام شاهين: أحضِّر لعمل سينمائي جديد، لكنني في
نفس الوقت لن أكشف عنه حتى تكتمل الصورة أمامي، ويكون جاهزاً للبدء
بتصويره، إلى جانب قراءتي لسيناريو مسرحية جديدة مع الفنان فاروق
الفيشاوي، بعنوان مبدئي «السلطان الحائر»، أعود من خلالها إلى
المسرح مجدداً، خصوصاً، أن المسرح في مصر ومختلف الدول العربية،
منسي خلال السنوات الماضية، وأتمنى أن يقبل الفنانون المصريون
والعرب على عمل مسرحيات وإحياء فن المسرح مجدداً، خاصة أنني لمست
أن جمهور المسرح متعطش له بشكل كبير جداً.
اعتبر الحوار مع «نتفيليكس» نقلة نوعية
عبد الحميد جمعة ل+: ترشيحات «غولدن غلوب» تؤكد براعة فريق
الاختيار
دبي - مصعب شريف:
في أول تعليق له على ترشيح 9 من أفلام المهرجان لجائزة «غولدن
غلوب»، قال عبد الحميد جمعة، رئيس المهرجان في تصريح خاص
ل«الخليج»: إن هذا الأمر لم يتم بالصدفة أو الحظ أو من دون ترتيب،
بل يعبر عن قوة فريق اختيار الأفلام بقيادة المدير الفني للمهرجان،
مسعود أمر الله آل علي. وأشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي
يحدث فيها الأمر، وقال: «حدث هذا الترشيح للكثير من الأفلام التي
عرضت في المهرجان في دورات سابقة وهذه الدورة لدينا 11 فيلماً تمثل
دولها في «الأوسكار»، و9 ل«غولدن غلوب»، وليس هنالك دهشة من الأمر،
فقد تعودنا عليه، إنه تأكيد على أننا نمضي في الطريق الصحيح، وهو
حق يجب أن يقال في حق فريق الاختيار».
وتابع جمعة مشيراً إلى أن الدورة الحالية للمهرجان حققت اختراقاً
مهماً واستشهد بجلسة «حوارمع نتفيليكس»، التي استضافها منتدى السوق
أمس. وأوضح جمعة أن الجلسة تمثل نقلة نوعية في موضوع المحتوى
وتوصيله للجمهور بشكل جديد، في عصر «نتفيليكس»، مشيراً إلى أن هذه
الجلسة تفتح الباب لصناع السينما العرب ليدخلوا في حركة السينما
العالمية، فالشخص الذي خاطبهم هو الرئيس التنفيذي للمحتوى في
الشبكة.
وذكر أن الشبكة طبقت الفكرة ذاتها في جنوب أمريكا، وقال: «تقوم
آلياتهم على أن يذهبوا ويأخذوا أفكاراً ويصوروا وهذه المنطقة غير
معروفة بالنسبة لهم، جاءتنا الفكرة عندما التقيناهم في لوس أنجلوس،
وأصروا عليهم ووعد تيد سارندوس بالمجيء للمهرجان، وتعريف الجمهور
بخططه في المنطقة، وفي المقابل نعرف الشركة بوجود مواهب هنا،
فالأمر يتقاطع مع التلفزيون والسينما». وأعلن جمعة أن المهرجان
ينظم لقاءً للشبكة مع المنتجين العرب في مارس/آذار المقبل.
«صيف» محمد خان الاستثناء الشامخ
الاستثناء الواقف شامخاً في «مسابقة المهر العربي»، وباستحقاق،
يعود إلى المخرج محمد خان الذي يودع لجمهوره العريض عمله الجديد
«قبل زحمة الصيف». محمد خان، الذي كان من المفترض به أن يقود لجنة
تحكيم المسابقة الإماراتية ومسابقة الأفلام القصيرة في العام
الماضي، لولا حادث سقوط خلال تصوير هذا الفيلم، هو أكبر المخرجين
المصريين سناً، لكن الجميع يعتبره أكثرهم شباباً.
شخصيته الملمّة وسلوكه الإنساني مع الغير ورؤيته ونشاطه معكوسة
جميعاً في أفلامه وربما تأخذ في فيلمه الجديد منحى أكثر وضوحاً.
الفيلم حكاية رجل وزوجته يعايشان علاقة مضطربة فيما بينهما يتوجهان
إلى الإسكندرية قبل زحمة الصيف لربما عالجا هذا التوتر في العلاقة
بالراحة العاطفية والنفسية، لكن تعرّف كل منهما إلى شخص آخر يضعهما
على طرفي نقيض مجدداً ويدفع بالمخرج لحل إشكال عاطفي أكبر وأفدح.
حين سألت محمد خان عن ظروف إنتاج هذا الفيلم وعما إذا كانت هذه
الظروف سهلة قياساً على ما واجهه من قبل، أجاب: «ليس هناك ما هو
سهل.
هذا الفيلم تم بالاتفاق مع المنتج وكاتب السيناريو محمد حفظي الذي
تبنّى الفيلم، لكني أنا أيضاً شريك بالإنتاج بنصف أجري. للأسف
السينما المصرية اليوم تمخضت عن عدد محدود جداً من المنتجين
يسيطرون على الإنتاج والتوزيع ولا يكترثون للفيلم الجيد بقدر
اهتمامهم بالفيلم الذي يدر ربحاً مهما جاء هشاً».
وإذا ما كان هذا الفيلم يعكس طموحات جديدة في باله أو في سينماه
قال: «طموحي الدائم لم يتغير وهو تحقيق الفيلم الذي أشعر حياله
بجاذبية قوية. الفكرة التي تدفعني لتحقيقها. مثل كل فيلم أقدمت
عليه، تحفزني طموحات شكلية كثيرة، ثم يصبح كل شيء، خلال السرد،
أبسط بكثير».
«بانتظار الخريف» في سوق المهرجان
تشارك المنتجة السورية رحاب أيوب في فعاليات مهرجان دبي السينمائي
الدولي ضمن سوق المهرجان للترويج وتسويق فيلمها «بانتظار الخريف»
الذي شاركت المؤسسة العامة للسينما السورية في إنتاجه وحصد جائزة
أفضل فيلم عربي بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته التي
انتهت الشهر الماضي.
الفيلم تدور أحداثه في صيف عام 2013، بينما كان أهالي قرية الرفيقة
نبال عيسى عطيّة، وأهالي قرية أبو غازي وأبو معن، يتحضرون لخوض
نهائيات كأس الجمهورية للكرة الطائرة النسائية، قرّرت الولايات
المتحدة الأمريكية ضرب سوريا، وقيادة تحالف دولي لقصف البلاد.
في خضمّ هذه الصدمة، وأثناء محاولة أهل القريتين والنازحين الذين
يعيشون بينهم، الاتصال بالسيناتور مكارثي، الذي كان زار منطقتهم
القريبة من قلعة الحصن، بهدف درء الضربة الأمريكية، يُختطَف المخرج
محسن زوج كابتن الفريق الصحفية حلا عبد الكريم التي تنطلق بحثاً
عنه. تتوه القرية بين بحث كل فتاة عن قريبها، وبين رغبة في تحقيق
نصر ما، يعيد للحياة فرحها المفقود في هذا البلد.
الفيلم من إنتاج رحاب أيوب ومحمد الأحمد والمؤسسة العامة للسينما
السورية، وإخراج وتأليف جود سعيد وشاركه السيناريو علي وجيه.
وبطولة سلاف فواخرجي وعبد اللطيف عبد الحميد وكامل نجمة وربا
الحلبي ورنا ريشة.
جيلنهال يشارك في الحوارات
يشارك نجم «هوليوود» جاك جيلنهال، المرشح للأوسكار، والفائز بجائزة
الأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون «بافتا»، في
حوارات الدورة ال12 من المهرجان.
وتُقدّم للنجم جائزة «نجم العام» من مجلة «فارايتي» تقديراً
لإنجازاته في السينما، التي أكدت مكانته واحداً من أفضل الممثلين
من أبناء جيله.
ويقف جاك جيلنهال على خشبة مسرح سوق مدينة جميرا، الأربعاء المقبل،
في السادسة مساء.
ويقدم هذا الحدث فرصة لجمهور المهرجان للاطلاع على مسيرته الفنية
وحياته وأفلامه، كما يشمل جلسة مفتوحة تتيح للجمهور توجيه أسئلتهم
للنجم ليردّ عليها.
ويمكن لعشاق السينما الخوض في مسيرة جاك القوية خلال السنوات العشر
الماضية، والتي ضمّت تقديمه لفيلم «دوني داركو» للمخرج ريتشارد
كيلي، إضافة إلى أفلام المخرج سام مانديز «جارهيد» في العام 2005،
و«جبل بروكباك» للمخرج آنغ لي في العام 2005، و«زودياك» للمخرج
ديفيد فينشر في العام 2007، و«إخوة» للمخرج جيم شيريدان في العام
2009، و«شيفرة المصدر» للمخرج دنكان جونز في العام 2011، و«سجناء»
للمخرج دينيس فيلنوف في العام 2013، و«نايت كرولر» للمخرج دان
جيلروي في العام 2014، و«ساوث باو» للمخرج أنطوان فوكوا في العام
2015، و«إيفرست» للمخرج بالتاسار كورماكور في العام 2015، و«ديلموشن»
للمخرج جان مارك فالي الذي يعرض في العام المقبل.
ماكينات التذاكر تكفي عناء الانتظار
في كل دورة من دوراته، يفاجئ مهرجان دبي السينمائي جمهوره بجملة من
التحديثات والمفاجآت تبدأ بفيلمي الافتتاح والختام، ولاتنتهي
بالفعاليات المبتكرة والمغايرة، التي ترتدي في كل مرة حلة جديدة،
تعبر عن شعار المهرجان المتمثل في التجديد والتغيير المستمر، الذي
يساعد على التعلم والتجويد.
كل عام يمر من عمر المهرجان يضيف ألقاً جديداً ويراكم خبرات تسهم
في الارتقاء بالأداء في مقبل السنوات.
مفاجآت الدورة الثانية عشرة متعددة وتنبئ بالنضج في جميع
تفصيلاتها، وهاهو المهرجان، يقول لنا إن مفاجآته لاتقتصر على
الأفلام فقط، فهي لاتغفل حتى التفاصيل الصغيرة المتمثلة في نظام
حجز التذاكر عبر الإنترنت والحصول عليها في مقر المهرجان من
الماكينات الحديثة.
يكفي أن تمرر بطاقة اشتراكك في المهرجان أمام هذه الماكينات حتى
تفسح أمامك الفرصة للحصول على حصتك من تذاكر دخول الأفلام، بضغطة
زر واحدة، من دون أن تكلف نفسك عناء الوقوف أمام موظفي التذاكر،
فالتذكرة الإلكترونية تسهل الطريق نحو الاستمتاع بأجواء المهرجان
وعروضه المختلفة. |