الرئاسة المصرية: فقدنا قامة وقيمة فنية
القاهرة ـ من عادل حسين
|
نعت الرئاسة المصرية الفنانة الكبيرة الراحلة فاتن حمامة، وقالت في بيان:
«تنعي رئاسة الجمهورية ببالغ الحزن والأسى الفنانة الكبيرة فاتن حمامة،
التي وافتها المنية اليوم، وتتقدم لأسرتها وذويها وجميع محبيها من أبناء
مصر والوطن العربي بخالص التعازي والمواساة».
وذكر البيان، أن مصر والعالم العربي فقدا قامة وقيمة فنية مبدعة، طالما
أثرت الفن المصري بأعمالها الفنية الراقية. وستظل الفقيدة التي أضفت
السعادة على قلوب جموع المصريين والمواطنين العرب بإطلالتها الفنية وعطائها
الممتد وأعمالها الإبداعية، رمزا للفن المصري الأصيل وللالتزام بآدابه
وأخلاقه.
وأنهى البيان نصه: «رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جناته».
...
والجامعة العربية نعتها: قيمة عظيمة نهضت بالفن
مؤكداً أنها ستظل رمزاً، نعى الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل
العربي القديرة الراحلة، مقدماً التعازي الخالصة للشعبين المصري والعربي.
وأشار العربي، في بيان إلى أن فاتن حمامة سوف تظل رمزا من رموز الفن المصري
والعربي الرفيع على مدار عصوره، وقيمة عظيمة ساهمت في تشكيل والارتقاء
بالوعي العربي، لافتاً إلى «أن اسمها سوف يقترن بتاريخِ مصرَ الرائد في
النهوض بالفنون بالوطن العربي». وقدم العربي خالص العزاء إلى الدكتور محمد
عبدالوهاب وأسرتها، مشيراً إلى أنه كلف الأمين العام المساعد رئيس قطاع
الإعلام والاتصال بالجامعة العربية الدكتورة هيفاء أبوغزالة بتمثيله، في
مراسم عزاء سيدة الشاشة العربية نظراً لمغادرته القاهرة صباح أمس في مهمة
عمل.
عمرو موسى: رمز قوة مصر الناعمة
نعى الأمين العام السابق للجامعة العربية ورئيس لجنة تعديل الدستور المصري
الأخير عمرو موسى، إلى الشعب المصري وجميع الشعوب العربية رحيل سيدة الشاشة
العربية.
وقال في بيان صادر عنه: «رحم الله السيدة فاتن حمامة، كانت رمزاً من رموز
مصر وقوتها الناعمة».
وأضاف: «كانت فاتن حمامة سفيرة فوق العادة لمصر، وتراثها وقيمها وللمرأة
المصرية، كانت دائماً تعبّر عن أجمل ما فينا، وكانت تنشر الحب والجمال
حيثما ذهبت». وقال: «أعزي أسرة السيدة فاتن حمامة والأمة المصرية والعربية،
وأعزي نفسي وأسرتي في فقدانها، كصديقة، وجارة، وسيدة عظيمة أضافت الكثير
لكل من عرفوها».
سفير المغرب قطع زيارته لبلده لتقديم العزاء باسم الملك
وصل القاهرة أمس، سفير المغرب لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية
محمد سعد العلمي، قادماً من بلاده على متن طائرة خاصة للمشاركة في جنازة
الفنانة الراحلة فاتن حمامة، وتقديم العزاء لأسرتها من ملك المغرب الملك
محمد السادس.
مصادر مسؤولة في السفارة المغربية في القاهرة، قالت إن ملك المغرب أمر
بعودة السفير سريعاً إلى القاهرة لتقديم العزاء لأسرة الفنانة الراحلة فاتن
حمامة، حيث كان السفير قد غادر القاهرة منذ يومين خلال زيارة وزير الخارجية
المصري سامح شكري للمغرب.
عمر الشريف حضر الجنازة في سيارته ... والجماهير رفعت صور الراحلة
-
كاد النعش الذي يحمل الفنانة، أن يسقط، بسبب الزحام، لدى خروج الجثمان من
المسجد.
-
لوحظ توافد أفراد عدد من الجاليات العربية على مسجد الحصري بمدينة السادس
من أكتوبر للمشاركة في التشييع.
-
الزحام الشديد أجبر قوات أمن مدينة السادس من أكتوبر للتدخل وتنظيم حركة
المارة في الشوارع.
-
قال الفنان محمد أبوداود، إن نقابة المهن التمثيلية ستنفذ وصية الفنانة
الراحلة ولن تتم إقامة عزاء خاص بها، وأن العزاء سيقتصر على منزلها الذي
أوصت بعدم إغلاقه.
-
الفنان عمر الشريف بدا عليه الحزن الشديد، ورفض الحديث واكتفى بالجلوس فى
سيارته.
-
الجماهير رفعت صورا نادرة، مع عبارات «وداعا أيامنا الحلوة»،«رحل الهرم
الرابع»، «وداعا سيدة القصر»، «فاتن حمامة أنت في القلب».
-
انطلقت مجموعة من الفتيات لم يتجاوز عمرهن 14 عاما، ويرتدين الملابس
المدرسية من سكان منطقة السادس من أكتوبر إلى مكان العزاء حاملات «كراريس
الرسم» الخاصة بهن، وبها رسومات لفاتن حمامة قمن برسمها.
-
مسن قال لـ «الراي»، إنه التقى بفاتن حمامة في الستينات في منطقة وسط
البلد، وهرول خلف سيارتها لإبداء إعجابه، وحين رأته يناديها أوقفت سيارتها
ونزلت منها وصافحته.
الفضائيات والإذاعات قطعت الإرسال لتنعيها للجماهير ... وأديب بكى على
الهواء
فنانون مصريون لـ «الراي»:
قلوبنا كُسرت بغياب مثلنا الأعلى ... ورحيل زمن الرقيّ
نعى عدد كبير من الفنانين المصريين والعرب الفنانة الراحلة فاتن حمامة،
التي غيّبها الموت مساء أول من أمس، إذ وُوري جثمانها الثرى أمس.
وقالوا في تصريحات لـ «الراي»، إن الراحلة باقية بأعمالها، وإنها استحقت أن
تكون في المقدمة، وأن تكون سيدة الشاشة العربية.
وقالت الفنانة زينة: «إن رحيل سيدة الشاشة العربية ألم لكل المصريين وحزن
كبير، ولا بد أن يقام عزاء كبير يليق بفنانة قديرة وجميلة ومحترمة مثلها».
من جانبه ،أكد الإعلامي عمرو الليثي أن رحيل فاتن حمامة ترك ألما وحزنا
كبيرا في نفسه، فهو على المستوى الشخصي من أشد المحبين لها ولأعمالها
السينمائية الكبيرة التي قدمت صورا مشرفة للسينما المصرية وأيضا العربية،
وكانت بمنزلة الفنانة الشاملة التي جسدت كل الأدوار.
وبدوره ،قال الفنان حسن يوسف: «هي الآن في مكان أحلى وأجمل، ورحيلها بمنزلة
حزن كبير، ولكن أعمالها خالدة وسيظل جمهورها الذي يشاهد أعمالها منذ
الخمسينيات يشاهدها حتى بعد مرور الكثير والكثير من الزمن».
أما الفنان محمود ياسين، الذي شاركها في عدد من الأفلام، من بينها «الخيط
الرفيع» و«أفواه وأرانب»، فقال إنها كانت فنانة تلقائية ومبدعة ومحترمة
لعملها وكانت أيضا على الجانب الشخصي إنسانة بمعنى الكلمة تحمل الأناقة
والطيبة والجمال.
وفي السياق ذاته ،ذكرت الفنانة شهيرة «أن رحيل فاتن حمامة بمنزلة أسوأ حدث
في العام 2015 الذي كنتُ أتمنى أن يمر من دون ألم أو حزن على فراق الأحباب،
ولكن اليوم ودعت فاتن حمامة الحياة»، مضيفةً: «جنازة فاتن بمنزلة حدث
تاريخي وأسطوري، بحضور جموع المصريين».
وفي غضون ذلك، قال سمير صبري: «هي وجه المرأة البشوش الساحر والفنانة
الجميلة والخلوقة والمبدعة والمحبة للحياة»، مكملاً: «شعرت اليوم بأن قلبي
انكسر، اليوم رحلت سيدة الشاشة العربية، وأنا أحبس دموعي ولم أعرف ماذا
أقول عن رحيلها فكانت دائما تعطي الأمل لمن حولها».
ومن زاويته، نعى الفنان أحمد السقا، الفنانة فاتن حمامة قائلاً: «الله
يرحمها.. مصر خسرت اليوم رمزا من رموزها الوطنية والفنية».
أما الفنان هشام سليم فقال - عبر صفحته «بالفيس بوك»: «رحلت أمي وحبيبتي
ومثلي الأعلى، وقفت أمامها في (إمبراطورية ميم)، وشعرت بأنها أمي فعلا ولم
أر أحدا في حنوّها»، مخاطباً حمامة بقوله: «اليوم أودعك وأنا في قلبي ألم
شديد وكبير على رحيلك».
وكتبت عبير صبري: «رحلت سيدة الشاشة العربية... سيدة القصر..ونهر الحب...
حبيبتي... رحل زمن الرقي بلا رجعة».
وقالت نادية لطفي: «حبيبتي وروح قلبي تركتنا وماتت، ولكن هي في قلوبنا»،
داعيةً المصريين إلى أن يدعوا لها، «لأنها لم ترتكب أخطاء أو حتى قامت بعمل
سيئ».
أما الفنانة نيللي كريم فقالت: «لم أقابل مثلها فكانت دائما وطوال تصوير
المسلسل تكسر كل الحواجز بينها وبين فريق الشباب الذي عمل معها، وكنت أنا
واحدة منهم، شعرت بالفعل أنها أمي وكانت حريصة على تشجيعي»، مردفةً: «قالت
لي هتكوني ممثلة ناجحة».
وعلى صعيد القنوات الفضائية، بكى الإعلامي المصري عمرو أديب، عبر برنامجه
«القاهرة اليوم» المذاع على فضائية «اليوم» معلقاً: «فاتن حمامة كانت في
الحياة كما هي في السينما، هانم تحبها وتحترمها، وهي وصلت السلم بعرقها،
وصلت بالتعب والإحساس وقيمة العمل واحترامه والقراءة المستمرة والاطلاع»،
في حين قال الإعلامي أحمد المسلماني: «فاتن حمامة كانت صانعة للعصر وشاهدة
عليه، وإنها حازت المكانة الأسمى في عالم الفن السابع»، مضيفاً عبر برنامجه
«صوت القاهرة»، المذاع على قناة الحياة، «أن السينما قد فقدت نصف قوتها
الناعمة برحيل سيدة الشاشة الأكثر ثقلاً والأعلى قيمة».
وإعلاميا، قطعت غالبية المحطات الفضائية ومحطات الراديو إرسالها، لتذيع خبر
وفاة الفنانة الراحلة وتنعاها للجماهير، بعد تأكيد الخبر من أسرتها، ومن
نقابة الممثلين المصريين، وبثت المحطات، مداخلات هاتفية مع النجوم الذين
شاركوها أعمالها.
مصر ودّعت... وجه القمر
الآلاف شيّعوا فاتن حمامة إلى مثواها الأخير: ستبقى «سيدة الشاشة العربية»
القاهرة - من سالي أشرف وسهير عبدالحميد ومحمد عباس ومحمد عمرو|
•
الموت طوى مسيرة 84 عاماً بدأت بـ «يوم سعيد» وانتهت بـ «وجه القمر»
•
زوجها لـ «الراي»: أصيبت بـ «إغماءة»... وفارقت الحياة في البيت
•
أسرتها أوصت بعدم إقامة سرادق عزاء
ماتت فاتن حمامة!
...
وهل يموت «نهر الحب»؟!
وإذا كانت الحياة تتمثل في «يوم مر... يوم حلو»، فإن الملايين على امتداد
خريطة الوطن العربي شعروا بمرارة يوم أول من أمس الذي غيّب فيه الموت «سيدة
القصر» وصاحبة «إمبراطورية ميم»، التي صنعت بفنها الأنيق على شاشتي السينما
والتلفزة «أرضاً للأحلام» يرتادها الباحثون عن الجمال والتألق حينما يتخذ
ملامح فنانة من الزمن الجميل!
إذا كانت فاتن حمامة رحلت، فإنما لا يزال هناك «خيط رفيع» يربطنا بها بعد
غيابها، مثلما ربطتنا بحضورها المتفرّد على الشاشة... فكانت «زعيمة» تحكم
إمبراطورية من عشاق الفن الاستثنائي.
في يوم «غير سعيد»، شيّع المصريون أمس «وجه القمر» الذي كُتبت على جبينه
كلمة «النهاية».
ففي جنازة حاشدة، طوى الآلاف صفحة ناصعة من تاريخ الفن العربي، بوداع «سيدة
الشاشة العربية» الفنانة القديرة الراحلة فاتن حمامة، التي غيبها الموت،
مساء أول من أمس، في بيتها في ضاحية القطامية، شرق القاهرة، وسط تأكيدات
أنه لن يقام سرادق عزاء، بناء على «وصيتها».
وفي مشهد رهيب، تدفق الآلاف، للصلاة على روح الفنانة فاتن حمامة بمسجد
الحصري، في مدينة 6 أكتوبر 35 كيلو مترا جنوب القاهرة، وسط محبيها من
الجمهور ومجموعة كبيرة من الفنانين.
ومن زميلات الدرب ظهرت أثناء الصلاة الفنانة الكبيرة نادية لطفي، وتعددت
الوجوه من مختلف الأجيال شهيرة، نادية الجندي، سميرة عبد العزيز، نشوى
مصطفى، منة شلبي، كريم عبدالعزيز، أحمد السقا، منى زكي، أشرف عبدالغفور،
سامح الصريطي، أشرف زكي، غادة عادل، نيللي كريم، أحمد الفيشاوي.
وانهار أفراد عائلتها، فور وصول الجثمان إلى المسجد وظلت بعيدة كل البعد عن
عيون الكاميرات.
وقالوا، في تصريحات سريعة لدى دخولهم إلى المسجد، إن هذه اللحظة لحظة خاصة
جداً عليهم، فيما كان البكاء هو المشهد الغالب بين الفنانين وأيضاً الجمهور
الذي حرص على التواجد، ووداع فنانته الرمز إلى مثواها الأخير.
ومبكراً، حضر رفيق وزوج القديرة الراحلة الدكتور محمد عبدالوهاب، حيث ظل
يقرأ في المصحف الشريف كثيراً، حتى وصل الجثمان.
وحول الساعات الأخيرة قبل وفاتها، قالت أسرتها، إنها تعرضت لحالة إغماء،
وقام زوجها الدكتور محمد عبدالوهاب، بالاتصال بسيارة الإسعاف ولكنها حين
وصلت كانت قد فارقت الحياة عن عمر يناهز 84 عاماً.
وأضافوا لـ «الراي»، إنها كانت تعرضت أخيراً لوعكة صحية بسيطة، دخلت على
إثرها مستشفى دار الفؤاد، في مدينة 6 أكتوبر، ولكن سرعان ما تعافت وعادت
إلى منزلها.
وقال زوجها الدكتور محمد عبدالوهاب، «إن فاتن منذ شهر ونصف الشهر تقريباً
كانت تشعر بتعب في القلب، وتعرضت لجلطة في القلب فتم نقلها إلى مستشفى دار
الفؤاد ثم حجزها في المستشفى، وكانت حالتها الصحية في تحسن طوال الأيام
الماضية».
وأضاف لـ «الراي» أنه فوجئ مساء السبت الفائت بأنها فقدت الوعي وحاول أن
يسعفها واتصل بسيارة الإسعاف، إلا أنها فارقت الحياة قبل نقلها من البيت
إلى المستشفى.
وأكد أن موعد العزاء لم يحدد بعد، خصوصاً أن ابنها وابنتها مقيمان في لندن
وباريس، وفور عودتهما إلى مصر سيتم تحديد موعد العزاء، إذا رغبا في ذلك.
من جانبها، كشفت ابنة شقيق الفنانة الراحلة نادين حمامة، عن أن أسرة
الراحلة لن تقيم سرداق عزاء لها احتراماً لوصيتها، ومن المفترض أن أبناءها
سيصلون مصر صباح أمس عائدين من لندن لحضور صلاة الجنازة عليها.
وأشارت، إلى أن نادية ذو الفقار ابنة الفنانة تتواجد في لندن، وعند علمها
بخبر وفاة والدتها، أكدت أنها ستستقل أقرب طائرة للقاهرة لحضور صلاة
الجنازة، وأن ابنها طارق عمر الشريف المتواجد حاليا في باريس، في طريقه
لمصر لوداع والدته أيضا.
الساعات الأخيرة
وكان تضاربا قد شاب الإعلان عن وفاة الفنانة الكبيرة، حيث أعلن نبأ الوفاة
لأول مرة عند الثامنة، من مساء أول من أمس، بتوقيت القاهرة، التاسعة بتوقيت
الكويت، سرعان ما تبعه نفي، ثم تبعه تأكيد، حتى هاتفت «الراي» عضو نقابة
الممثلين المصريين محمود عامر، والذي أكد وفاتها.
مسيرة وسيرة
وتمثل الفنانة الراحلة، التي كان رحيلها حديث الشارع العربي كله، ولدت في
27 مايو 1931 في السنبلاوين إحدى مدن الدقهلية، 135 كيلو مترا شمال العاصمة
المصرية، وكان والدها موظفا في وزارة التعليم. وبدأت حياتها الفنية عندما
كانت في السادسة من عمرها، خاصة عندما فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر، حيث
أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم، الذي كان يبحث عن طفلة تقوم
بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبدالوهاب في فيلم «يوم سعيد» في العام 1940،
وبالفعل وقع عقدا مع والدها ليضمن مشاركتها في أعماله السينمائية
المستقبلية.
وكانت محطتها التالية أيضا أمام محمد عبدالوهاب في فيلم «رصاصة في القلب»
في العام (1944).
ومع عملها الثالث في العام 1946، وهو فيلم «دنيا» انتقلت العائلة إلى
القاهرة، ودخلت فاتن للدراسة في المعهد العالي للتمثيل في العام 1946.
ومع بداية الخمسينيات من القرن الماضي، ابتعدت الراحلة، عن أدوار الفتاة
البسيطة، وبدأت في الخمسينيات ونتيجة التوجه العام في السينما المصرية نحو
الواقعية، بتجسيد شخصيات أقرب إلى الواقع، وبين «صراع في الوادي»
و«الأستاذة فاطمة» و«امبراطورية ميم» و«أريد حلا»، و«يوم حلو يوم مر»،
تنوعت أدوارها، وبدت أكثر ثقة في الأداء، وأكثر قوة في القبول لدى الجماهير.
وبدت الراحلة، أكثر نضوجا وقوة في فيلم «دعاء الكروان» في العام 1959، وهو
الفيلم الذي اختير واحدا من أحسن ما أنتجته السينما المصرية.
ويرى عشاقها والنقاد، أنها استحقت الحصول على لقب «سيدة الشاشة العربية»،
كونها علامة بارزة في السينما العربية، وعاشت مراحل طويلة من تطور السينما
المصرية، وساهمت في صياغة صورة محترمة لدور السيدات بصورة عامة في السينما
العربية.
ولهذا، وفي مناسبة مرور 100 عام على نشاط وانطلاقة السينما المصرية، تم
اختيارها كأفضل ممثلة وتم اختيار 18 من أفلامها من ضمن 150 فيلمًا من أحسن
ما أنتجته السينما المصرية، في تاريخها المئوي، في هذا التوقيت.
وفي العام 2007، اختارت لجنة السينما للمجلس الأعلى للثقافة في القاهرة 8
من الأفلام التي ظهرت فيها فاتن حمامة ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ
السينما.
وغابت فاتن حمامة لسنوات، وفجأة عادت مع مطلع القرن الحالي، وقوبل رجوعها
بترحاب شديد، حيث شاركت بعام 2000 في المسلسل التلفزيوني «وجه القمر» والذي
عرض على 24 قناة فضائية ومحطة تلفزيونية عربية.
زيجات متعددة
تعددت زيجات الفنانة الراحلة، ففي العام 1947، تزوجت من المخرج عزالدين
ذوالفقار أثناء تصوير فيلم «أبوزيد الهلالي» (1947)، وأسسا معًا شركة إنتاج
سينمائية قامت بإنتاج فيلم «موعد مع الحياة» في 1954، وكان هذا الفيلم، سبب
إطلاق النقاد لقب سيدة الشاشة العربية عليها، وانتهت العلاقة مع ذو الفقار
بالطلاق في العام 1954 وتزوجت العام 1955 من الفنان عمر الشريف، ثم كان
زواجها الأخير من الدكتور محمد عبدالوهاب.
وقدمت الراحلة ما يقارب من 94 فيلما، بدأت بفيلم «يوم سعيد» العام 1940،
وآخرها «أرض الأحلام»، وقد عملت مع معظم رواد الإخراج في مصر.
وفي الدراما، قدمت ضمير أبلة حكمت وأُنتج العام 1991، ومسلسل «وجه القمر»،
وأنتج العام 2000، لعبت فيه دور «ابتسام البستاني».
جوائز وتكريم
وحصلت الفنانة الراحلة على الكثير من الجوائز والتكريمات طوال مشوارها
الفني.
ومن بين جوائزها: جائزة أفضل ممثلة العام 1951 عن فيلم
«أنا الماضي».
-
أفضل ممثلة من المركز الكاثوليكي، وأفضل ممثلة من وزارة الإرشاد للأفلام
1955.
-
أفضل ممثلة من وزارة الإرشاد 1961.
-
أفضل ممثلة مصرية 1958-1963.
-
أفضل ممثلة في مهرجان جاكرتا 1963 عن فيلم «الباب المفتوح».
-
أفضل ممثلة 1965 عن فيلم الليلة الماضية.
وحصدت «جائزة أفضل ممثلة من مهرجان طهران 1972».
-
جائزة من مهرجان الاتحاد السوفيتي 1973.
-
دبلوم الشرف من مهرجان طهران الدولي 1974، وجائزة التميز في الأفلام
المصرية 1976.
كما حصدت «أفضل ممثلة من مهرجان القاهرة الدولي1977».
-
جائزة تقديرية من أنور السادات 1977.
-
جائزة من مهرجان موسكو في الاتحاد السوفيتي 1983.
-
جائزة الاستحقاق اللبناني لأفضل ممثلة عربية عن فيلم ليلة القبض على فاطمة
1984.
-
جائزة إنجاز العمر من منظمة الفن السينمائي عن دورها في فيلم ليلة القبض
على فاطمة 1984.
-
جائزة أفضل ممثلة من مهرجان قرطاج السينمائي الدولي.
وفازت سيدة الشاشة العربية بـ: «جائزة فخرية من مهرجان الإذاعة والتليفزيون
2001».
-
جائزة المرأة العربية الأولى 2001.
-
جائزة تقديرية من أول سالا مهرجان الفيلم الدولي في المغرب، لمساهمتها في
قضايا المرأة من خلال مسيرتها الفنية 2004.
-
جائزة الإنجاز مدى الحياة باعتبارها نجمة القرن في السينما المصرية في
مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي 2001.
وكان آخر تكريم لها في عيد الفن الأخير، في حضور الرئيس المصري عبدالفتاح
السيسي، عن مجمل أعمالها خلال مشوارها الفني. |