كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

كواليس «رفع» فيلم هيفاء وهبى بقرار وزارى

كتبت: سمر فتحي

عن «حلاوة روح» وبطلته «هيفاء وهبي»

   
 
 
 
 

كنا أول من توقع بأن فيلم «حلاوة روح» سيكون هو محور انتقادات الجميع بعد أن كشفنا موضوعه وتفاصيل السيناريو والمشاهد التى ستثير أزمة، وفى الوقت نفسه لم نتوقع أن يصدر رئيس الوزراء قرارًا بمنعه من العرض.

فرئيس الوزراء وباجماع كل المصريين لديه من الملفات والأزمات ما يصرفه بعيداً عن فيلم ضعيف فنياً رفضه الجمهور وقاموا بدور الرقباء، وكأن محلب قد توصل إلى حلول جذرية لمشاكل الإرهاب داخل الجامعات وتساقط الصحفيين والإعلاميين فى قلب الأحداث التى فى مجملها تهدد بكارثة حقيقية وعلاجها لأهم من فيلم «حلاوة روح».

«محلب» طوال الساعات الماضية واجه عاصفة غير مسبوقة عبر مواقع التواصل الاجتماعى وحسابات بعض الفنانين الشخصية الذين انتقدوا فرمانه ووصفوه بأنه ضربة ضد الإبداع والمبدعين وواقعة لأول مرة تحدث فى تاريخ السينما المصرية.

المفاجأة كما علمنا أن لجنة السينما الوزارية كانت قد عقدت جلستها قبل ساعات من إصدار القرار، وهذه اللجنة من مهمتها الأساسية الدفاع عن السينما وحل أزماتها ومواجهة مشكلتها، لكن الغريب أن أعضاءها قد فوجئوا بالقرار بعد اجتماعهم بساعات قليلة.

أزمة فيلم «حلاوة روح» ارتفعت درجة الغليان حوله قبل ساعات من قرار «محلب» وتناثرت أخبار بمنع عرضه فى دول خليجية فى مقدمتها الإمارات ودبى والكويت سبق هذه الأخبار الاعتراضات التى وجهها المجلس القومى للمرأة واتهام الفيلم بالإساءة إلى الأطفال.

أما الكواليس التى ساهمت فى ارتفاع درجة حرارة الهجوم على الفيلم وبطلته ما تردد من أن «هيفاء» قد قامت ببطولة الفيلم بدون أجر، وأنها كانت لها أغراض أخرى من عرض الفيلم لرفع أسهمها وتسويق نفسها ولهذا كانت تتابع مراحل تنفيذه لحظة بلحظة وتردد أيضاً أنها كانت تشارك فى إخراج البروموهات الخاصة بالفيلم، وما يؤكد ذلك قيامها بطرح البروموهات من موقعها الشخصى ووصل عددها إلى 4 بروموهات وتردد أيضاً أن «هيفاء» كانت تستجيب بغرابة شديدة أثناء تصوير أكبر مشاهد حساسة وإغراء، حتى أنها وكما علمنا من مصادر مقربة قامت بتصوير مشهد الاغتصاب مع المخرج «سامح عبد العزيز»، وطلبت بنفسها إخراج كل فريق العمل الذى، وكما هو متبع فى تصوير الأعمال وجوده ضرورياً، وقد أكدت «هيفاء» كل هذه المعانى فى حواراتها الصحفية التى قالت فيها بالحرف الواحد أنها استجابت دون اعتراض على كل أوامر المخرج وبدون أى تحفظات.

المفاجأة الأكبر أن الفيلم فى واقعة لم تحدث من قبل قد أثار أزمة داخل نقابة السينمائيين قبل ساعات قليلة من قرار «محلب» انتهت بإسراع عضو من النقابة وهو سيناريست قديم تشابك مع أعضاء النقابة بعد مشاهدته للفيلم مطالباً برفع دعوى قضائية ضد الفيلم وهو موقف ربما لم يحدث من قبل.

«روز اليوسف» اتصلت بمنتج الفيلم «محمد السبكى» الذى قال لنا لم يقم أحد بالاتصال بى من الحكومة ولم أعرف حتى الآن أسباب منع الفيلم والكل يتحدث عن مشاهد وألفاظ خادشة وكأن السينما المصرية لابد أن تنتج أفلامًا أكاديمية عن موضوعات لا تهم الجمهور فى شىء، وبالنسبة للمشاهد فكان هناك أعمال فنية كانت تحمل مشاهد كثيرة ولم تواجه المنع، فى اعتقادى أن الفيلم قد حاز على موافقة رقابية، فأين المشكلة وأتساءل هل شاهد رئيس الوزارء الفيلم حتى يقرر منعه أم منعه دون مشاهدة كما يفعل البعض بالهجوم على الفيلم قبل رؤيته.

أما الرقابة على المصنفات الفنية فقد تحولت ورئيسها د.أحمد عواض إلى لوحة تنشين باعتبارها الجهة التى صرحت بعرض الفيلم بالمشاهدة التى انتقدها الجميع فى حين رفض «عواض» الحديث حتى ينتهى الجدال بينه وبين وزارة الثقافة ورئيس الوزراء صاحب قرار المنع.

مجلة روز اليوسف في

19.04.2014

 
 

ملعون أبو «دى» حرية!

كتب : حسام عبد الهادي 

سواء اختلفنا أو اتفقنا مع الحكومة الجديدة بكل أبعاد الاختلاف أو الاتفاق، إلا أننى أثمن ماقام به رئيس الوزراء (إبراهيم محلب) من منع كارثة أخلاقية من دور العرض السينمائية.. ما منعه (محلب) بكل المقاييس يعد (دعارة سينمائية).. وهو ما اعتاد (السبكية) على تجريعه لشباب مصر الذين أفسدوا أخلاقهم بهذه النوعية من الأفلام الرخيصة المسفة المبتذلة - مع سبق الإصرار والترصد - وهو أبشع جرما من خيانة الوطن، لأن ما فعلوه يدخل تحت بند تدمير الوطن الذى يجب محاكمتهم عليه محاكمة علنية قاسية بما اقترفوه فى حق المصريين،بل كل من يشاهد أفلامهم!!

فمصر يا (سبكية) ليست راقصة وبلطجيًا.. وليست مجرد جسد مشحون بالغرائز، أوكائن أنوى يعانى من المراهقة - سواء المبكرة أو المتأخرة !!

فأقنعة الحياء حين تسقط من على وجه مجتمع شرقى - كمجتمعنا -كل رصيده القيم والأخلاقيات والمبادئ والعادات والتقاليد التى جاهد لغرسها فى أبنائه على مدار عقود طويلة ظل الكل يحسدنا عليها.. حينها نقول على المجتمع السلام.

مايحدث الآن من محاولات مضنية من أقزام عديمى الحياء والنخوة المجتمعية والكارهين لجذورنا الأصيلة الطيبة وهم فى الأصل عملاء مدفوعون بأموال غربية لتشويه وإفساد صورة المجتمع، والعمل على انهياره أخلاقيا لايجب السكوت عليه، خاصة أن هؤلاء لايمكن أن نصبغ عليهم صفة المصريين، فالمصرى معروف بشهامته وجدعنته، (وإنه مايطلعش العيبة من بقه) لشدة حيائه.

مايحدث ضرب بكل ذلك عرض الحائط رغبة من هؤلاء الأقزام فى نشر الفساد والإباحية والجنس السينمائى الذى أتقنه - بامتياز - (الإخوان السبكى) - لعنهما الله، والذين تعاملا مع السينما وكأنها بلغة (الجزارين) - التى يعرفونها وحدهم - ليست حتى مجرد (لحمة) وإنما (شغت) مصيره سلة القمامة!!

الفرق شاسع بين الحرية والفوضى، بين فن السينما وبين فن العهر والدعارة.

مايفعله صانعو السينما الحرام هو انحدار وسقوط قيمى، وانحطاط أخلاقى ببراعة..

مانراه الآن ومنذ فترة ليست بالقليلة فى السينما المصرية خزى وعار، ولايتناسب مع تاريخ رائدة السينما العربية التى أقرنت أفلامها باسم العروبة - نسبة إلى العرب الذين كانوا يعتبرون أن الفيلم المصرى هو فيلم كل العرب وليس المصريين فقط، وتعلموا اللهجة المصرية وخفة الدم المصرية من خلالها، ولكن - للأسف - منذ 10 سنوات ويزيد قليلا والسينما المصرية مثلها مثل حال المجتمع المصرى، بل والعربى كله فى حالة انحدار شديدة، ولم يتصد لها أحد للدفاع عنها، حتى وزارة الثقافة المنوطة بحمايتها تعاملت مع ظواهر الإباحية السينمائية وحالة الإسفاف والابتذال والهلس السينمائى بنظرية (ودن من طين وودن من عجين) بعد أن كانت الدولة فى مرحلة الستينيات حريصة كل الحرص على توعية المجتمع والارتقاء بذوقه وفكره من خلال الفن وعلى رأسه السينما التى كان يرأس هيئتها القومية واحد بحجم أديب نوبل (نجيب محفوظ)!!

فما نراه الآن من سينما هو أقرب فى صورته إلى أفلام (البورنو) الذى لايجب السكوت عليه، أو أن نغض البصر عنه مصدرين مصالحنا الشخصية على حساب مصلحة الوطن.

نعم للإبداع ولا للإسفاف شعار نرفعه جميعا ولا أحد يستطيع أن يقف فى وجه الإبداع طالما إبداع محترم.. هذا ماجعلنا نعترض من البداية على سلسلة أفلام (خالد يوسف) الإباحية التى بدأها بـ(حين ميسرة) و(كلمنى شكرا) و(دكان شحاتة) والذى اكتشف فيها أنوثة كل من (غادة عبدالرازق) و(سمية الخشاب) و(هيفاء وهبى) ولعب على مسألة الغرائز لأنه يعلم جيدا أنها السلعة الأكثر رواجا فى مجتمع يعانى من الحرمان بسبب تأخر سن الزواج وظروف المجتمع المعيشية.

(خالد يوسف) الذى قص شريط الإباحية السينمائية فى مصر سار على نهجه (السبكية) فقدموا أفلاما تثير الغثيان والقرف ليس لأنها تخاطب الغرائز فقط، بل لأنها ليست أفلاما بقدر ماهى مواخير سينمائية اعتمدوا فى معظمها على الراقصة والبلطجى، وكانت (دينا) و(سعد الصغير) و(محمد رمضان) هم أبطال المرحلة، وعلى نفس الدرب لم تختف (غادة عبد الرازق) من المشهد السينمائى الإباحى لتنافس بقوة غريمتها فى ذلك المضمار (هيفاء وهبى) لدرجة أن الصراع بينهما لم يقف فقط عند حد الغريزة، بل وصل إلى تشابه الأفكار أيضا.. فـ(هيفاء) التى سبقت (غادة) بعرض فيلمها (حلاوة روح) يطرح علاقة غير شرعية بين امرأة مطلقة تعيش بمفردها فى شقتها وبين ابن جيرانها الطفل.. وهى تقريبا نفس الفكرة التى تطرحها (غادة عبد الرازق) فى فيلمها (حجر أساس) الذى يحكى عن قصة مدرسة مطلقة تقيم علاقة غير شرعية مع تلميذها فى المرحلة الإعدادية لتحمل منه.. الفيلمان مليئان بالمشاهد الجنسية وليست مجرد الإباحية فقط وهو ماينذر بقدوم أفلام (البورنو) علانية فى دور العرض السينمائية دون ظابط أو رابط.. ولاحياة لمن تنادى فى مجتمع يزداد كل يوم ترديه الأخلاقى.

كنا قد شاهدنا فى الأيام القليلة الماضية إصرار سيناريست ومخرج فاشل من مرضى الشهرة والشو الإعلامى أن يتخذ من أعماله السينمائية ستارا لإثارة الجدل المجتمعى وإيقاعه - أى المجتمع - فى مستنقع الفساد.

عن (هانى فوزى) أتحدث وفيلمه الأخير (أسرار عائلية)، بعد أن أصر على لى ذراع الرقابة باستخدام القوة الجبرية بتمريره عبر دور العرض، والذى يطرح فيه قضية الشذوذ الجنسى ببجاحة.

المصيبة، بل الكارثة المجتمعية أنه تم السماح بعرضه، وهو ما يعنى انهيار المجتمع أخلاقيا، بعد أن استخدم (هانى) - مدفوعًا بدعم مالى ومعنوى وسلطوى من (إسعاد يونس) - كل وسائل الضغط والابتزاز ومخالفة القانون لتمريره على حساب أخلاقيات المجتمع.

الخبث والقبح المقصودان من وراء تمرير هذا الفيلم يستهدف الجمهور المصرى، خاصة من الشباب الذى يتأثر بما يراه من أفلام سينمائية متدنية والقيام بتقليد ماجاء فيها من وقاحة وإسفاف، والعينة بينة كما رأيناها فى كثير من أفلام العنف والبلطجة والتدنى الأخلاقى بداية من (إبراهيم الأبيض) و(شارع الهرم) و(عبده موتة) و(القشاش) و(8٪ وغيرها).

صحيح أن قانون الرقابة رقم 230 لسنة 55 يدافع عن حرية الإبداع ولكن مع عدم مخالفة القانون، بما لا يهدم القيم المجتمعية والتقاليد المصرية، وبما لا يمس أى وجه من أوجه التعرض لازدراء الأديان.

صناع السينما المستوردون للعادات الغربية الذين تصوروا أنها ستفلح مع مجتمعنا ومن السهل تمريرها أخطأوا فى تحديد حساباتهم، وعلى المسئولين فى وزارة الثقافة ضرورة مواجهتهم بهذه الكوارث بل تحويلهم إلى النيابة العامة بتهمة القيام بفعل فاضح يريدون به تدمير المجتمع، وتتم محاكمتهم ومعاقبتهم بأغلظ الأحكام.

فكفانا هزلا وتراخيا فى بناء المجتمع وليلزم كل حده، فملعون أبو الحرية التى تأتى على أنقاض المجتمع بهذه الطريقة المبتذلة.

مجلة روز اليوسف في

19.04.2014

 
 

حلاوة محلب

كتب : طارق مرسي 

لم تستطع الحكومة وقف المظاهرات أو إبطال مفعولها وحل أزمة الطاقة والزحام والمياه وإنقاذ البلاد من السقوط فى بئر الجوع ولكنها (اتشطرت) على فيلم (هيفا) (الغلبانة) رغم أن هدفها نبيل وهو فرفشة المصريين وإخراجهم من الكهف الإخوانى !!؟

حكومة (محلب) وقعت فى مصيدة (هيفا) وفيلمها الردىء الذى لا يستحق كل هذه الضجة أو هذا التركيز وأصدرت قرارا غير مدروس بوقف عرض الفيلم وإعادته للرقابة للفصل فى أمره وهى الجهة التى منحته الشرعية فى استجابة غريبة لضغوط المجلس القومى للمرأة.

حجة (المجلس) أن الفيلم يمثل خطرا على الهوية المصرية وأن من صميم عمل الحكومة حماية هذه (الهوية) من عبث ألاعيب (هيفاء).. فى المقابل غضت الحكومة بصرها ومعها المجلس القومى للمرأة عن وقائع الابتذال اليومى لمسلسل يعرض بالتليفزيون المصرى بعنوان (قلوب) والذى يقدم دروسا يومية فى التربية الجنسية وحوارات غرف النوم والأبواب المغلقة على الشاشة ومعظمها يمثل خطرا على البيت المصرى وتستعرض بطلاته أحدث صيحات الخيانة والانحلال، والغريب أن المسلسل من إنتاج شركة حكومية وهى صوت القاهرة التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون.

البيوت المصرى استقبلت المسلسل (الفاضح) بحذر شديد وتنبهت لخطورته على مؤسسة الأسرة والأبناء، وقامت بدور الرقيب بحجب مشاهدته وهو الدور الذى يلعبه الآن المواطن المصرى لمواجهة صور الابتزاز والإسفاف وسبق له فى وقائع شهيرة رفض هذه النوعية من الأعمال التى تتاجر فى الممنوعات التى يرفضها المجتمع.

وكانت هذه الوقائع بروفة لقيام أعظم ثورتين فى تاريخ مصر.

لكن (حكومة) محلب أعادت إلى المشهد محاكم التفتيش ومصادرة الإبداع مرة أخرى وفرضت نفسها على شعب ذاق طعم الحرية بعد اختناق طويل، والغريب هنا أن نفس الحكومة تنفس معها المبدعون الصعداء باهتمامها لإصلاح صناعة السينما ومساعدتها للخروج من النفق المظلم، ولكنها دون أن تدرى أقحمت نفسها فى فخ ربما يحاصرها طويلا بعد ثورة المبدعين على قرار الوزارة الغريب ويعيد بالتالى شبح المصادرة والمنع.

فيلم (حلاوة روح) ومنتجه أكثر المستفدين من مأزق الحكومة خصوصا أن الفيلم حقق إيرادات ربما تفوق ميزانية إنتاجه وقد يساهم القرار المتسرع فى الإقبال عليه مرة أخرى دون مبرر بعدما أثبت شعب مصر وعيه بعد الإجماع على رداءة الفيلم وسخافته وفقره فنيا وسينمائيا وهو الرأى الذى سبقت فيه روزاليوسف الجميع بمجرد عرض الفيلم وبأنه محاولة رخيصة لمتاجرة مزيفة تقوم على استعراض مفاتن (هيفاء) وأنوثتها دون الرهان بقصة أو مضمون واضح.

مجلة روز اليوسف في

19.04.2014

 
 

بلاد تأكل لحم أطفالها

كتب : د.حسام عطا 

ما نشاهده من أزمات فى شاشة العرض السينمائى، آخرها الأزمة التى فجرها فيلم «حلاوة روح»، وما سبقها من استغلال جنسى للأطفال فى أفلام الكرتون وتسلل بعض المشاهد المبتذلة فى الأعمال التى من المفترض أنها توجه لطيور الجنة يمثل خطرا داهما على الطفل وبالتالى على مستقبل هذا الوطن.

فقد كانت ثقافة الطفل مشروعا مصريا لطه حسين فى سبيل تحقيق الديمقراطية، إذ لا فهم لمعنى الحرية والكرامة الإنسانية ولا تحقق للعدل الاجتماعى بعيدا عن تعليم وثقافة الأطفال، وواحد من أبناء تلك الحقبة الليبرالية فى نخبتها المستنيرة المصرية فيما قبل يوليو 1952، كان زكى طليمات الذى أسس المسرح المدرسى والمعهد العالى للفنون المسرحية.

ظلت مصر ما بعد 1952 تدعم هذا الاتجاه فى إطار مشروعها الوطنى وكان التعليم المجانى ومراكز الأطفال فى الثقافة الجماهيرية والمكتبات العامة الممثلة فى مكتبات البلديات تدعم هذا الاتجاه، كانت الجارة أما لطفل جارتها، وأهل الشارع المصرى الحضارى آباء للجميع، كان المجتمع كله يسعى لتعليم وتثقيف الأطفال، إلى أن بدأت شرعية يوليو 1952 تتراجع مع الانقلاب الاجتماعى فى السبعينيات الذى عادى معظم القيم المصرية الجميلة ومنها الأهمية الجوهرية لثقافة الطفل المصرى.. منذ الثمانينيات حاول شوقى خميس وصلاح السقا وهناء سعد الدين استكمال مشروع صلاح جاهين فى مسرح وأغنية الطفل.. تبع ذلك محاولات جادة، لكن دخول قرينتى رئيسى الجمهورية جيهان السادات ثم سوزان مبارك على ما فى دورهما العام من دفع لثقافة الطفل وجذب الاهتمام له، إلا أن ذلك كان سحبا لهذا المجال لقمة.. السلطة فى مصر، وهو الأمر الذى صاحبه إنشاء كيانات كبيرة مثل المركز القومى لثقافة الطفل، المجلس القومى للطفولة والأمومة، والمسرح القومى للطفل، ومهرجان سينما الأطفال الدولى وغيرها من الكيانات والفعاليات التى حاول القائمون عليها البقاء فى دائرة اهتمام السيدة الأولى.. أما الأعلام فقد نسى الطفل تماما سواء فى التليفزيون الرسمى أو القنوات الخاصة أما الثقافة الجماهيرية فقد حددت مسرحيات الأطفال بخمسة أعمال فقط على النطاق الجغرافى الإقليمى لمصر كلها.

مهرجان سينما الأطفال توقف بعد ثورة 52 يناير.. معهد فنون الطفل بأكاديمية الفنون لايزال معهدا افتراضيا على الورق وله كوادر من الموظفين يحصلون على رواتب شهرية ولم يتم افتتاحه بأكاديمية الفنون حتى الآن، لا تسمع شيئا عن أنشطة الطلائع بوزارة الشباب.. قطاع الفنون الشعبية يقدم مسرحية واحدة للأطفال منذ 52 يناير حتى الآن، تعتمد على الطفلة النجمة (منة) فى مخالفة لقواعد التربية النفسية التى تجرم تحويل الطفل لنجم يكسب المال لأن فى ذلك حرقا لجهازه النفسى واعتداء على موهبته التى تتآكل كما حدث مع الموهوبة التى إكلتها السينما المصرية فيروز وعندما كبرت ذهبت لعالم الصمت.. ثم ترك الطفولة لقنوات تقدم أفلاما وفواصل إعلانية دون المستوى.. لشارع سياسى صاخب وعنيف.. دون شرح أو مساندة نفسية لهم، توضح للأطفال ماذا يحدث فى مصر الآن؟

إن المشروع الاستيعادى للتعليم عبر محو الأمية والذى طرحه الرئيس المؤقت عدلى منصور اختيار صائب للمستقبل، فهل ننسى ثقافة الطفل المصرى لنعود لنمحو أميته وهو كبير مرة أخرى، نود فقط أن نذكر فى ظل الانتقال السياسى نحو الديمقراطية أن لدينا فى مصر أطفالا لا يجب أن نتركهم فريسة للإهمال والابتذال الإنسانى المفرط.. أن ثقافة وفنون الطفل المصرى غائبة، ويجب أن تكون على أولويات الحكومة والمجتمع المدنى فى ظل ثورتين عظيمتين هما 25 يناير و30 يونيو، حيث الطفل هو المستقبل الذى ننشده لمصر.

مجلة روز اليوسف في

19.04.2014

 
 

بلاغ للنائب العام يتهم "هيفاء وهبي" و"السبكي" بتنفيذ مخطط أمريكي صهيوني لتمدير مصر بالإشتراك مع حزب الله

كتب : رمضان أحمد 

تقدم الناشط السياسي سيف نور، ببلاغ إلى النائب العام المستشار هشام بركات ضد وزير الثقافة محمد صابر عرب، ورئيس هيئة المصنفات الفنية أحمد عوض، ومحمد وأحمد السبكي منتجين فيلم "حلاوة روح"، والفنانة اللبنانية هيفاء وهبي بطلة الفيلم المذكور، يتهمهم فيه بالتأمر علي الدولة المصرية وتهديد الأمن القومي من أجل إسقاط الجيش والشرطة لصالح مخطط أمريكي صهيوني، بالتعاون مع حزب الله اللبناني، والتحريض علي الفسق والفجور ونشر الرذيلة وتدمير الثقافة المصرية والتحريض على نشر الدعارة والبلطجة

وأكد مقدم البلاغ رقم 8560 لسنة 2014 عرائض النائب العام، أن فيلم "حلاوة روح" للمنتجين أحمد ومحمد السبكي، والذي تقوم الفنانة هيفاء وهبي بدور بطلة الفيلم، هو فيلم خارج عن القانون والأخلاق والمجتمع المصري الإسلامي، حيث أن الفيلم يسيئ إلى الثقافة الفنية في مصر بل ويحرض الأطفال على ممارسة الجنس والتحرش والبلطجة وتعاطي المخدرات والإباحة اللفظية، وأن الفيلم يسيئ إلى المراءة المصرية وبسمعتها أمام الرائ العالمي الذي ظهرت للعالم بقوتها الفكرية وتحميلها المسئولية الوطنية

وأضاف أن هذا الفيلم وغيرهم من أفلام السبكي يتم الموافقة عليهم من قبل المصنفات الفنية، ووزير الثقافة، مما يحملهما المشاركة في جريمة التحريض على الفسق والدعارة وتحريض الأطفال والأبناء علي ممارسة الدعارة مع النساء الكبار وتعليمهم الجنس بدلا من تعليمهم الإحترام والأخلاق

وطالب مقدم البلاغ بإقالة وزير الثقافة وتحميله المسئولية الجنائية تجاه عرض الفيلم وخروجه للأساس للسينيمات قبل عرضه، محليا ودوليا، والذي يظهر للعالم أن شعب مصر متخلف وجاهل ويسعي إلى الجنس وكل حياته الشهوة وتعاطي المخدرات والبلطجة ويظهر للعالم أن المراءة المصرية الفقيرة إمراءة فاسدة وفاسقة تجري وراء الشهوة وممارسة الجنس مع أطفال.

وطالب مقدم البلاغ  في نهايته بفتح تحقيق قضائي مع المشكو في حقهم بتمهة التأمر علي الدولة المصرية وتهديد الأمن القومي والتحريض علي الفسق والفجور ونشر الرزيلة وتدمير الثقافة المصرية والتحريض علي الدعارة والبلطجة، وتشوية صورة مصر والمرأة المصرية أمام العالم، وتحريض الأطفال على ممارسة الدعارة والتحرش مع الكبار من النساء.

كما طالب بسرعة ضبط وإحضار المشكو في حقهم ومثولهم أمام نيابة أمن الدولة والتحقيق معهم في تهم التأمر علي الدولة من أجل إسقاطها بالإتفاق والإشتراك مع جماعات إرهابية وأنصار حزب نصرالله اللبناني، والتأمر علة الدولة من أجل إسقاط الجيش والشرطة تنفيذا لمخطط أمريكي صهيوني، وذلك بتحريض الأطفال على ممارسة الدعارة والإباحية وتعليمهم ممارسه الجنس مع الكبار من النساء، وتحريض المجتمع المصري والأبناء والشباب علي الفسق والرزيلة والدعارة بواسطة أفلام السبكي، وتحريضهم لمقومة السلطات من الجيش والشرطة وقتلهم، وتحريضهم على البلطجة والإجرام والشغب وزعزعت الإمن القومي.

بوابة روز اليوسف في

19.04.2014

 
 

أزمة "حلاوة روح" .. بين تهافت النقاد وشعبوية الدولة

أمجد جمال 

أضحى من العادى عند قراءة تعليقات زوار صفحات المواقع الإخبارية ان تجد عبارات من نوعية "هيفاء وهبى لحمها رخيص"، قرأت تلك العبارة من إحدى السيدات الفضليات الداعيات لحماية الأخلاق ولم أتوقف عندها كثيراً لأنها اصبحت شائعة، ولكنى افترضت بدورى ان مطلقة العبارة هى من اصحاب اللحم الغالى، وإن بقى السيدتين -بمنطقها- للبيع رغم اختلاف أسعارهما، هذا ما آلت اليه الأنثى فى مجتمعنا فى نظرتها لنفسها وللأخريات، وهذا ما تعودنا عليه فى الحقب الأخيرة حيث تكثر عبوّات تغليفهن ويقل كل ما له علاقة بالفكر أو الأخلاق .. الأخلاق التى تم حصرها فى أطر جنسية بحتة بعيداً عن جوهرها الحقيقى الذى ليس له علاقة لا بجنس ولا بملبس. لكن على أى حال إن كان هذا التفكير أصبح مقبولاً كأمر واقع من نساء العوام فهو مثير للدهشة المصحوبة بالغثيان عندما يأتى من سيدة تقدمية تعمل بمهنة النقد الفنى، أى انها شاهدت وقرأت وتثقفت ولها باع فى مواجهة التخلف والرجعية، عندما طلت علينا السيدة الناقدة "ماجدة خيرالله" فى أحد القنوات الفضائية للتعليق على فيلم "حلاوة روح" منذ أيام (قبل المنع) لتلقى بتصريحها المخزى الذى أتى بعد ضغط وتحريض ضمنى ومزاد أخلاقى افتتحته مقدمة البرنامج وأشعلته اتصالات المشاهدين والغوغائيين حتى انهارت الناقدة وصرحت بأن الفرق بين الفيلم المصرى والايطالى هو الفرق بين تحفة فنية و"حتة لحمة" على حد تعبيرها، أدركت وقتها اننا فى طريقنا إلى "الأيام السودا"، فبعد أن اصبح المثقفون ينافقون المزاج العام، ويستخدمون مفرداته القميئة، ويتبنون خيال المتحرشين فى تشبيهاتهم يصعب عليا أن ألوم حكومة استجابت لموجة شعبوية لم تجد من يردعها، بل وجدت من يدعمها من المثقفين!

رغم إتفاقى معها بوجود تفوق نسبى لصالح الفيلم الايطالى (شرحته فى التدوينة السابقة) واعتراضى على تشبيهها الجنسى الهابط، لكن المثير للغيظ انها لم توضح لمشاهديها نقاط هذا التفوق بشكل موضوعى واكتفت بترديد اطروحات مطاطة ومرسلة وليست دليل على أى شىء مثل ان الفيلم الايطالى كان يدور وقت الحرب العالمية! وكأن تلك هى قيمة بحد ذاتها أو كأن صناع الفيلم المصرى كانوا مجبرين على التمحك فى حدث سياسى ليعطوا فيلمهم صك القيمة المزعوم، وإستمرت الناقدة تحت تأثير عقدة الخواجة بالتأكيد المرسل على ان الجنس فى الفيلم الايطالى له معنى وقضية، لم تشرحهم، وكأن صناع الفيلم المصرى ليس بإمكانهم ادعاء ان فيلمهم يقوم بالمثل، على سبيل المثال: يفضح تجنيس المجتمع للأنثى وقهرها، ويعرّى هوسه وشبقه الجنسى وتحرشه، ويعقد مقارنة فلسفية بين الروح والجسد، ويرصد صراع الأجيال البريئة مع الجيل الأكبر الفاسد، بل ومن السهل جدا إدعاء أن "روح" هى اسقاط على مصر الذى أفسدها جيل بالٍ ليحاول الجيل الأصغر انقاذها ولكن فى النهاية يتم قمعه، ويمكن استغلال عبارات سياسية اشتهرت مؤخراً مثل "جيل عرة" و"جيل قتلنا زمان بسكوته دلوقتى جاى يقتلنا بصوته" وشعارات مثل عزوف الشباب عن المشاركة فى استفتاء الدستور الأخير للتدليل على واقعية الفيلم وتماشيه مع الاحداث والقضايا الجارية فى مصر بعبقرية رمزية ...الخ. وحينها لن يستطيع اى ناقد دحض هذا التناول عالى القيمة وذو القضية بشكل موضوعى، ولكن "خيرالله" وزملائها النقاد تحت تأثير التحفز المجتمعى والاعلامى والفيسبوكى ضد أى شىء من رائحة منتج الفيلم، ومع الهوس والعقد الجنسية المتصاعدة عند الشعب تناسباً مع موضوع الفيلم الجرىء، بالاضافة لكوكتيل من عقد الخواجة، ولجذب الأضواء الاعلامية والظهور فى برامج السبوبة التى يميل مزاجها "ربات البيوتى" لرفض الفيلم، قرروا أن يستسهلوا وينضموا للغوغاء فى حربهم ضد المنتج الذى يثير بداخلهم الغل، وكان دور النقاد فى هذه الحرب أن جردوا الفيلم فى نقدهم -بشكل غير مهنى- سوى من الشق الجنسى، وليس أى شق جنسى، بل الشق الجنسى الرخيص المبتذل كما يصفون، لأن ليس هناك قضية كما يقطعون.

لم يقتصر التحريض الجنسى من النقاد على هذا الفيلم على "خيرالله" وحسب، فهناك "طارق الشناوى" الذى طاف كل القنوات الفضائية ليؤكد أن الفيلم تكثر به الإباحية و"مثير للغرائز"، هذا المصطلح البالى القادم من عصر "التليفزيون أبو بكرة"، هذا الرجل الذى دافع عن عرض فيلم "نوح" لسبب غريب جدا؛ وهو أنه سيساعد على تقوية إيمان الجمهور(كتب ذلك فى احدى مقالاته)! وهناك السيدة "خيرية البشلاوى" التى سبق ان أبدت اعجابها منذ السنوات بسيناريو الفيلم ثم سقطت فى إغواء الشعبوية لتتمرد على اعجابها السابق وتقرر فجأة الهجوم على الفيلم بحجج لا تقل تعسفية عن حجج سابقيها، ولكن الشعبوية كافئتها فى النهاية بالظهور فى العديد من البرامج الفضائية لتؤيد وجهة النظر المرضى عنها اجتماعياً وسلطوياً، بالاضافة للناقد "رامى عبدالرازق" بصحيفة المصرى اليوم، الذى كتب مقال عن الفيلم عنوانه "كيف تصنع فيلم بورنو"، والذى أتى بتعريف لمصطلح "بورنو" من درج الكومودينو الخاص به وقدمه على انه الحقيقة، فى مقالة لا يخرج منها القارىء غير بأن "عبد الرازق" معجب بتضاريس "هيفاء وهبى" القيّمة على حد وصفه، رغم جنسية هذا المقال البحتة وابتعاده عن تحليل الفيلم تحليل فنى جاد، فإنه لاقى رواجاً مهولاً وأتى مداعباً لهواجس عوام الطبقة الوسطى المعقد (Insecure) جنسياً، ما ساهم بجزء لا بأس به فى حالة الشحن الجماهيرى ضد الفيلم وترويج الأكاذيب عنه، ولماذا لا وقد استخدم الناقد كل اساليب التجارة والرخص (الذى اتهم السبكى بها)، بداية من عنوان صادم وجاذب للقراءة وان كان مغالط معرفياً لمحتوى الفيلم، مروراً بتكرار الاسطوانة الهابطة عن الجنس الهادف فى "مالينا"، والجنس المسف فى "حلاوة روح" .. ولم يشرح لنا لماذا لا يعتبر "مالينا" فيلم بورنو هو الآخر!، رغم ما به من عرى كامل ومشاهد جنسية صريحة لا تقارن بـ 1% فى جرأتها مما ظهر فى النسخة المصرية، وصولاً لتقييمه الذى يمكن وصفه بالمريض على مشهد إغتصاب البطلة، بأنه جاء اشباعاً لرغبات الجمهور الجنسية، رغم أنه كان مشهد شديد العنف والدموية ويجعل أى إنسان سوى يتقزز مما يرى ويتعاطف مع ما يحدث للبطلة، إللا أن "عبد الرازق" قرر أنه مشهد مثير، ليكلل هو بأوصافه للبطلة وأحكامه على الفيلم وتعريفه المغلوط للبورنو بحقيقة واحدة، أن "عبد الرازق" كان شخص شديد البراءة فى صباه ومراهقته لدرجة منعته من أن يشاهد أفلام "بورنو" حقيقية كى يستطيع الحكم، حيث وضح أنه لا يستطيع أن يصمد أمام قميص نوم ترتديه "هيفاء وهبى" للدرجة التى تجعله يصف فيلم يخلو حتى من قُبلة بأنه "بورنو"!

لا يهمنى ان كان ما سبق شعبية أو شعبوية، ولا إن كان جهلاً أو تجاهلاً لمذاهب الفن الجنسى وتدريجه، بداية برسومات عصر النهضة والتنوير للنساء العاريات، مروراً بما عُرف لاحقاً بحركة الـPost-Romanticism، ثم المدرسة الحسية Sensuality، والايروتيكية Erotic، وصولاً لمعنى البورنو الحقيقى الذى هو أبعد تلك المذاهب عن الفن، وأبعدها عن "حلاوة روح" بالطبع! .. فالجنس وإن كان هو موضوع الفيلم واطاره الرئيسى (منغير قضية) فهو ليس بالضرورة ابتذال أو بورنو يا سادة، لا أعلم متى ستتوقفوا عن تقييم الفن من هذا المنظور الحيوانى المتخلف، فمن "عبد الرازق" الذى اعتمد على أن معظم من قرأ مقالته لم يشاهد أفلاماً لمخرجين كـ "لارس فون تريير" أو "أدريان لين" أو "ديفيد لينش"...الخ. وقرر نفاق ذلك الجهل واعتبار "قميص نوم" و"شوية دلع" اثارة للغرائز، إلى "خيرالله" التى استغلت تواضع معلومات "ربات البيوت" السينمائية لتخبرهم بأن "مالينا" تحفة فنية، وإن كنت اتحداها ان استطاعت عرض هذه التحفة التى لا تخجل منها على أى قناة فضائية على مسئوليتها الشخصية، فوقتها أتوقع أن يطالب الغوغائيين بالقصاص منها لنشر الفجور، وحينها ستكون الفرصة مهيأة أكثر لها ولزملاءها لشرح مفهوم "الجنس السينمائى الهادف" للمجتمع بشكل عملى أقل شعبوية من احكامها الصادرة فى حق "حلاوة روح".

لم أكتب هذه التدوينة سوى غيرة على الفن الذى أحبه، الذى أصبح من هم مفترض أن يتصدرون الصورة للدفاع عنه وتوعية الجمهور بمذاهبه المختلفة وأن يرتقوا بمعلوماتهم وتوجيه ذوقهم ومساعدتهم على الارتقاء به هم أحد السيوف ضده، بعد أن إستخدمهم تيار فاشيستى وساهمت كلماتهم غير المسئولة أو الفنية فى التحريض ضد الفيلم فى مهرجان الشعبوية السينمائى والذى يعقد فى دورته الأولى إلى سابقة لم تحدث فى التاريخ .. رئيس وزراء يتدخل لمنع فيلم! هل تدركون حجم المأساة؟!، بالطبع سارع كل هؤلاء النقاد لاعلان تبرؤهم من هذا المنع رافعين شعارات الحرية المزعومة، ولكن كل هذا بلا قيمة، فليس من المنطقى أن تصف فيلم بأنه "بورنو" ثم تعترض عندما تمنع الدولة ذلك "البورنو"! أخشى مما سوف يحدث فى الدورات القادمة من هذا المهرجان، بل وعلى يقين أنه عندما يقرر الغوغاء منع أفلام أخرى لمخرج جرىء كداوود عبدالسيد على سبيل المثال بسبب مشهد او رؤية جنسية كما عودنا فى أفلامه سيعجز هؤلاء النقاد أن يقنعوا الجمهور بأن الجنس بتاع "داوود" غير الجنس بتاع "السبكى"، وسيكون موقفهم فى قمة الازدواجية واللا معنى واللا مصداقية، فضلاً عن ارتعاش بقية المثقفين الذين اكتفوا بادانة القرار من منطلق أنه صدر من جهة غير مختصة، وليس من منطلق رافض للمنع بكل صوره.

يؤسفنى أيضاً أن يكون أول الأفلام الممنوعة لذلك المُنتِج هو أقيم وأفضل وأكثر أفلامه نضجاً وجرأة وجمالية فى الصورة على الاطلاق، بل انه من أهم الأفلام المصرية التى صدرت فى الفترة الأخيرة فى حالة أن قام المتفرج بتنحية عقده الثقافية المتراكمة واحكامه المسبقة عنه اثناء المشاهدة، وأرى أن العداء المهووس من الطبقة المتوسطة والبرجوازية تجاه "السبكى" هو بسبب أن صوّر عقلهم الجمعى لهم أن انحياز المُنتِج للطبقة الفقيرة والعشوائية أصبح يهدد كيان ووجود طبقتهم وقيمهم، وليس بسبب الإسفاف كما يدعون؛ لأن افلام هؤلاء المفضلة المتمثلة فى موجة "أحمد حلمى" وشركاه هى فى غالبها أفلام متواضعة القيمة أيضاً لا تناقش افكار وجودية مثلاً، ولا تختلف نوعياً عن أفلام السبكى سوى فى بُعدعا الطبقى، بالاضافة إلى أن أفراد تلك الطبقة لا يذهبون إلى دور السينما ولا يدعمون الأفلام الجادة ذات القيمة فعلا مثل "فتاة المصنع" أو "فبراير الأسود" ...الخ، ثم يشكون من تغوّل "السبكى"! آن الأوان لتلك الطبقة ان تتوقف عن العبث بمصير الفن وبمصيرها وبأن تأخذ خطوات جادة لتشجيع فن بديل يعبّر عنها، بدلا من سياسة منع الآخرين فى التعبير عن أنفسهم.

شعار حقوق المرأة والطفل الذين تتخفون وراءه هذه المرة لا ينطلى على حيوان شيتا يمر ترانزيت بهذا المجتمع الذى يشرع زواج القاصرات وضرب الزوجات والتحرش بالسافرات، ناهيك عن خطأ ادعاءكم بأن بالفيلم ما ينتهك حقوق الطفل والمرأة أصلا؛ لأنكم ببساطة لم تشاهدوا الفيلم، ثم أنكم لن تكونوا أكثر إنسانية ومراعاة لحقوق الطفل من أوروبا التى عرضت "مالينا"قبلكم بـ 10 سنوات، وأنتجت قبله "لوليتا" و"ركبة كلير" وكثير من الأفلام والروايات التى ناقشت مواضيع طفولة وصبى أكثر جرأة وبصرية من السبكى بألاف المرات، ولم نسمع عن أطفال وصبية ومراهقين أوروبيين يذهبون للتحرش فى أعياد الكريسماس مثلا، ولتعلموا أخيراً أن محاكم التفتيش السينمائية ليست مختصة بنظر دعوى عقدكم وأمراضكم الاجتماعية!

مدونة "قصة ومناظر" في

19.04.2014

 
 

"عواض" يورط الدولة بسبب "حلاوة هيفاء"

كتب - أمجد مصطفي 

يوماً بعد يوم يثبت أحمد عواض أنه الرجل غير المناسب لقيادة جهاز بحجم الرقابة على المصنفات الفنية، حيث شهدت الرقابة في عصره الذي لم يتجاوز عدة أشهر، أكبر قدر من المشاكل.

منها أفلام «لا مؤاخذة» لدعوته للفتنة بين المسلمين والمسيحيين و«أسرار عائلية» الذي تناول الشذوذ، و«نوح» الذي تناول سيرة سيدنا نوح، و«حلاوة روح» الذي يتناول ألفاظاً وعلاقة جماع بين طفل وبطلة الفيلم هيفاء وهبي، وهذه الأعمال جميعها ضد عادات وتقاليد الشعب المصري والعربي، وبالتالي ورط عواض الحكومة بكامل هيئتها بعد أن صرح بعرض فيلم «حلاوة روح» مما اضطر رئيس الحكومة ابراهيم محلب للتدخل لايقاف الفيلم، واعادة عرضه على الرقابة مرة أخرى، ورغم أن القرار وجد قبولا بين عامة الشعب فالمصريون في الحواري والشوارع وفي النجوع والمدن رحبوا بهذا القرار لأنهم أجمعوا على أن الفيلم لا يجب أن يطرح من الاساس لاعتماده على مشاهد وألفاظ خارجة لا تتناسب مع الشخصية المصرية أو العربية، هذا الارتياح من قبل الناس في الشارع قابله رفض جماعي من قبل جميع المبدعين، ولأول مرة يكون أصحاب قبول القرار والرافضون له على حق، الرافضون للقرار وهم فئة الفنانين يرون أن ما حدث هو تدخل صارخ من قبل الحكومة في عمل الرقابة، وهو أمر لم تشهده مصر من قبل، واعتبروا أن الأمر يعطي مؤشرات لمستقبل مظلم لحرية الابداع، أما الذين تعاطفوا مع القرار، فهم من عامة الشعب ويرون أن قرار رئيس الوزراء انتصار للقيم والأخلاق التي ينحاز إليها دائما الشارع المصري.

الاختلاف بين عامة الشعب، والمبدعين سببه في الأساس هو أحمد عواض لأنه منح الفيلم تصريحاً رغم حساسية القضية التي يناقشها، ويبدو أن عواض يعتبر أن حرية الابداع هى فقط العُري، والألفاظ الخادشة والإيحاءات الجنسية باللفظ والحرية، رغم أن حرية الابداع في أساسها تعتمد على رفع سقف طرح القضايا على المستويين السياسي والفكري، وليس من مستوى طرح أفلام تتحدث عن الشذوذ والجنس أو تتناول سيرة الأنبياء.

الأزمة أن عواض وجد نفسه مقسوماً من الداخل بين رغبته في تلبية رغبات المبدعين من أصدقائه، وبين رغبات الشارع المصري والتي دعمتها كل المؤسسات الدينية وفي مقدمتها الأزهر، والغريب أن رئيس الرقابة لم تكن لديه شجاعة المواجهة في أكثر من مناسبة ففي أزمة فيلم «نوح» رفض اطلاع الاعلام على حقيقة ما تردد من منح الفيلم تصريحاً بالعرض، وترك جبهة الابداع وهى جهة غير رسمية تدافع عنه، وتهاجم رأي الأزهر الشريف في بيان به تجاوزات في حق الأزهر ورموزه، وحاول الكثير من الزملاء الصحفيين الوصول الى عواض لمعرفة هل يصرح بتداول الفيلم أم لا؟ لكنه لم يرد بعد قرار رئيس الوزراء بوقف عرض فيلم هيفاء «حلاوة روح» اختفى أيضاً عواض، وخرجت جبهة الابداع ببيان آخر ضد رئيس مجلس الوزراء ابراهيم محلب قالوا في أول سطوره: «سقط القناع لنرى رئيس وزراء يمثل رئيس الوزراء الاخواني أكثر من أي اخواني آخر!!»

ثم جاء بباقي البيان رفض تام لقرار محلب، واعتبرت الجبهة أن هذا القرار بمثابة تعد على سلطة الرقابة ثم تحدث البيان علي أن حرية الرأي والفكر والتعبير يكفلها الدستور المصري، وطالب البيان ايضاً بضرورة تطبيق فكرة التصنيف العمري وإلغاء فكرة المنع التي صارت حمقاء لا مغزى لها ودعوا أيضاً الى اتخاذ خطوات تصعيدية».

هذا البيان صدر عن الجبهة لكن أين اختفى عواض رئيس الرقابة، أنا شخصياً كنت أتمنى أن يخرج ليعلن استقالته والتي ربما يصدر عنه خلال ساعات حتى يصبح شهيد «محلب» لكن حتى كتابة هذه السطور لم تتضح معالم الخطوة القادمة له، لكن في كل الأحوال وبعيداً عن أنه ربما يتخذ الخطوة كنوع من الاعتراض على قرار «محلب»، ولكن كل المؤشرات وكل سوابق عواض تجعلنا نطالبه بضرورة تقديم الاستقالة ليس بسبب قرار رئيس مجلس الوزراء والذي من سلطته حماية المجتمع، ولكن السبب التخبط الذي عاشته الرقابة خلال فترة ما بعد ثورة 30 يونية، الرقابة تحتاج الى شخص جرىء يواجه الاعلام، يدافع عن قراراته، يحمي المجتمع من مفردات على شاكلة «الهلس في الدنص» من «عبده موته» وجميع الأعمال التي تعتمد على الهلس.

الرقيب لم يأت لكي ينحاز لحرية الابداع على حساب تقاليد المجتمع، وتعاليم الاديان السماوية، لأننا في مصر دائما نجيد ونحب أن نوظف الأمور لصالح وجهة النظر التي نتبناها بغض النظر عن مدى احترامها للبشر، المبدعون دائما عندهم تصور أن الاباحية هي الشىء الوحيد الذي يطلق عليه حرية الإبداع، كنا نتمنى أن نشاهد معارك المبدعين مع الدولة على فيلم يتحدث عن مشاكل حقيقية يعاني منها المجتمع، لكنهم اختزلوا مشاكلنا في مشاهد الجماع والشذوذ والفتن.

عواض طوال فترة وجوده بالرقابة كان تائهاً بين قناعاته الشخصية التي تتحد مع رأي المبدعين وبين العادات والتقاليد التي تفرضها عليه آراء أهل مصر.

عواض بقلة خبرته في الادارة صدرت لنا مشاكل البلد ليست في حاجة اليها، خاصة أن هناك من يتربصون بالبلد في الداخل والخارج، في كل الأحوال وبعيداً عن الأزمة فالأفضل لعواض وللمبدعين أن يتقدم باستقالته.

الوفد المصرية في

19.04.2014

 
 

رئيس الرقابة منح "السبكى" رخصة "على بياض"

تقرير ـ محمد بحيرى

تسبب أحمد عواض، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، فى إخراج المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، بعد قرار الأخير، وقف عرض فيلم «حلاوة روح».

وكشف القرار، عن تحول الجهاز فى عهد «عواض» الذى يطلق عليه «الفتى المدلل لوزير الثقافة»، إلى «سبوبة»، وأداة لهدم القيم.

فكيف تقوم الرقابة بإجازة فيلم، ثم يكتشف رئيس الوزراء أنه فيلم «حميمى» وخطر على القيم والأخلاق العامة؟

ولماذا وضعت الرقابة، رئيس الوزراء فى هذه «الورطة» التى لن يخرج منها على خير، كما يقولون.

فالفيلم، جرى عرضه فى دور السينما، ومنتجه محمد السبكى، يهدد بالتصعيد، بعد الخسائر التى تكبدها.

وكان من الأولى، أن تقوم الرقابة بدورها، بدلاً من إحراج رئيس الوزراء.

مصارد من داخل الجهاز، أكدت أن قرار «محلب» هو دليل إدانة لرئيس الجهاز أحمد عواض، إذ سبق أن رفضت اللجنة، المنوط بها الرقابة على الأفلام، وإجازتها للعرض، الموافقة على مشاهد فى «حلاوة روح»، خصوصاً مشهد حميمى يجمع الطفل الذى ظهر فى الفيلم مع الفنانة هيفاء وهبى.

وأضافت المصادر أن اللجنة كانت منعقدة لمشاهدة مجموعة من الأفلام فى إحدى صالات العرض بشارع طلعت حرب، وبحضور أحمد عواض نفسه.

وأثناء عرض الأفلام، دخل المنتج محمد السبكى، ووجه تعنيفاً الى «عواض» بسبب تأخره فى إجازة «حلاوة روح».

واصطحب «عواض»، «السبكى» الى داخل إحدى الغرف، ثم خرج الأخير ومعه شهادة إجازة عرض الفيلم دون أى حذف، بمعني أن اللجنة لم تشاهده أصلاً.

وألمحت المصادر إلى العلاقة القوية التى تربط رئيس جهاز الرقابة، بالمنتج محمد السبكى، إذ سبق أن أخرج «عواض» عدة أفلام تخص «السبكى»، منها «بون سواريه»، و«كتكوت» و«كلم ماما» و«كذلك فى الزمالك».

وكانت «الوفد» قد سبق وأن فضحت «الفتى المدلل» فى وزارة الثقافة، خصوصاً تدخله لتمرير أغنية مسيئة للجيش والشرطة، وتهديده لقيادات فى إدارات جهاز الرقابة.

والمثير أو الأمر الذى يدعو الى السخرية، أن «عواض» يستعد لإعفاء عصام الصحاوى، المدير العام لإدارة المسرحيات والأغانى، ونعمات عبداللطف مدير إدارة الأغانى، وسعاد محمد مديرة إدارة المسرحيات، وجمال جابر مدير إدارة الرقابة على الأفلام الأجنبية.. بينما سيبقى على مها سعد الدين مديرة «الأفلام العربية»!.

الوفد المصرية في

19.04.2014

 
 

بسبب وقف عرض حلاوة روح..

استقالة رئيس الرقابة على المصنفات الفنية

كتب ـ محمد أمين

تقدم أحمد عواض رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية باستقالة رسمية لوزير الثقافة محمد صابر عرب اعتراضًا على قرار رئيس الوزراء إبراهيم محلب بوقف عرض فيلم "حلاوة روح" الذى تقوم ببطولته اللبنانية هيفاء وهبى وينتجه محمد السبكى ويخرجه سامح عبد العزيز .

كان محلب قد أصدر قرارًا بوقف عرض الفيلم فى السينما لحين عرضه على لجنة من المصنفات الفنية لتقييمه.

ومن المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء ظهر اليوم السبت مع عدد من الفنانين لمناقشة قضية حرية الإبداع فى مصر, بحضور وزير الثقافة محمد صابر عرب والمخرج خالد يوسف والفنان عزت العلايلى والعديد من نجوم الفن والثقافة.

الوفد المصرية في

19.04.2014

 
 

بلاغ ضد "محلب" بسبب إيقاف "حلاوة روح"

كتب - علاء عادل 

قرر المخرج أمير رمسيس تقديم بلاغ للنائب العام ضد المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء لاصداره قرار بوقف فيلم «حلاوة روح» والذي يعد تعدياً على سلطة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية وتعدياً لم تطمح حكومة الإخوان في ممارسته مع التعدي على حرية الفكر والتعبير والضرب بحريات الفكر ودولة القانون.

وقال: أكثر أمران أكرههم في حياتي هى أفلام السبكي وسلطة الرقابة والدولة الآن اضطرتني الدفاع عن أكثر الأشياء التي أكرهها، فالمحكمة الدستورية أصدرت قانون عام 2010 ينص على عدم وجود جهة سيادية على الرقابة.

وأضاف: أن الدستور الذي حصل على نسبة الـ 98٪ يحمي حرية الفكر والتعبير يعطي الرقابة الحق في اتخاذ قراراتها، ومجلس الوزراء لو كان لديه الحد الأدنى من التفكير الصحيح كان طلب من الرقابة اعادة النظر والتقييم للعمل، ويكون لديها مطلق الحرية في الرفض أو القبول.

وعن وجود ارتياح في الشارع المصري للقرار قال: الفيلم معروض في السينما بتذاكر ولا يذاع على شاشة التليفزيون بالمجان أي أن المشاهد له الحق في اختيار الفيلم الذي يريد مشاهدته ويدفع مقابل ذلك، والحكومة ليست ليها سلطة المنح أو المنع لأنه يوجد جاز دوره فعل ذلك، والجمعيات الحقوقية التي تهاجم الفيلم ليس لها الحق لأنه لن يفسد الأطفال فيلم سينما، ففي هولندا يذهب الأطفال الى مدارسهم مروراً بشوارع الدعارة وسينمات البورنو، فالأمر يعود الى المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان وتوفره الحكومة.

وأشار «رمسيس» إلى أن الرقابة سبق وأن حمت الفنانين من بطش الحكومة وتبرئتهم من التهم وانقاذهم من السجن، فدورها حماية الفنان والمجتمع، ولا يوجد سيادة على سلطتها لذلك أنا معارض لقرار رئيس مجلس الوزراء مهما كانت أسبابه التي اتخذ على اثرها ذلك القرار، وسوف أقدم البلاغ للنائب العام بشكل فردي أو جماعي حسب استشارة اصدقائي المحامين الذين لديهم دراية أكثر بتلك الأمور.

الوفد المصرية في

19.04.2014

 
 

أزمة "حلاوة روح" تتصاعد و"محلب" يبحث عن حل

تحقيق - دينا دياب 

مازالت أزمة فيلم «حلاوة روح» هى الصراع الدائم بين المبدعين والحكومة الآن، تحول الفيلم من مجرد فيلم سيئ إلى قضية قومية بسبب قرار مجلس الوزراء وقف عرضه واعادة مشاهدة الرقابة له مرة أخرى، رغم الخلافات والانتقادات الشديدة التى واجهها مجلس الوزراء بسبب هذا القرار لكن جاء محتوى القرار «لا توجد حرية تعبير فى التعدى على التقاليد والأعراف والهوية مما حتم علينا وجوب إعادة النظر فيه، فهناك مسئولية للحكومة بالحفاظ على الهوية المصرية بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، جميع المبدعين انتقدوا القرار معبرين عن أن هذا الرد يعتبر غير محدد وبناء عليه من الممكن أن تختار الحكومة أى عمل وتوقفه فى حين لاقى قبولا فى الشارع ووصفوه بأنه محاوله للحفاظ على مصر.

رئيس غرفة صناعة السينما:

من حق محلب الحفاظ على الهوية المصرية

قال منيب الشافعى، رئيس غرفة صناعة السينما إن دور العرض كلها اوقفت عرض فيلم «حلاوة روح» لأنه قرار حكومى لا يمكن تخطيه، وأضاف أن من حق الحكومه دستوريا أن تحافظ على الهوية المصرية كما قال محلب لكن الخطأ فى ان الفيلم تمت اجازته من البداية وهو ما سيتسبب فى خسارة كبيرة للمنتج لا يمكن تعويضها، وأضاف أن الأزمة الحقيقية الآن فى الرقابة التى من المقرر أن يجتمع بها رئيس الوزراء خلال ساعات للسؤال حول كيفية إعطاء تصريح بعرض هذا الفيلم، ونفى احتمالية رجوع محلب فى كلامه حتى لو قوبل ذلك بانتقادات، موضحا أن السينمائيين أيضا يخافون على الهوية المصرية ولكن الابداع حرية شخصية لا يمكن تحديديها.
محمد حسن رمزى:

الصناعة أهم

قال المنتج والموزع محمد حسن رمزى بالفعل تم وقف عرض الفيلم فى دور العرض، وأضاف لم أتوقع القرار وهى المرة الأولى التى تحدث فى تاريخ السينما المصرية «حتى مجمل الأفلام التى تناولت مشاهد صارخة سواء أكانت خارجيا أو داخليا لم تتعرض لهذا الموقف، وكان على الحكومة أن تحاول انقاذ الصناعة»، فمهما كانت الأفلام سيئة كان عليها أن تحفظ شكل مصر أمام العالم بعد ضياع الصناعة نتيجة القرصنة وعزوف الجمهور عن الحضور، وأضاف لا يصح اتخاذ قرارات ثورية بهذا الشكل من دون دراسة أو اجتماعات مع صناع السينما فى مصر، وهناك وزير ثقافة مسئول مسئولية كاملة عن أجهزة الدولة التى تبيح أو تمنع عرض الفيلم وإذا وصل الأمر إلى أن كل مسئول يأخذ قرارات ثورية دون دراسة فهذا سيضر الجميع، على الأقل ما ذنب المنتج الذى تكبد مالا كثيرا من سيعوضه عن تلك الملايين، والأهم إذا كانت هناك ملاحظات فلماذا لم يتم حذفها أثناء العرض  مثلما يحدث فى بعض الأعمال.

سيد خطاب:

قرار محلب كسر قدسية القانون 430

أبدى الرقيب الأسبق الدكتور سيد خطاب استياءه الشديد لهذا القرار واعتبره تدخلاً سافرًا فى عمل الرقابة، وكسرًا لقدسية القانون رقم 430 لسنة 1955، وهى الجهة المسئولة عن الحفاظ على الهوية المصرية مثل مجلس الوزراء تماما، لأنها جهة تابعة لوزارة الثقافة، وأضاف خطاب أن الموقف القانونى هو اللجوء للقضاء مثلما يحدث مع أى عمل يرفضه المجتمع تقام ضده دعوى قضائية يتم وقفه فى محكمة القضاء المستعجل، والأمر لن يأخذ أكثر من أيام.

الرقابة لا يمكن أن ترفض فيلما بالكامل لأن الفيلم ليس مجرد شريط يعرض علينا ونوافق عليه أو نرفضه لكنه صناعة بها أموال ودور عرض وعمال ونجوم ومشاهدون ومنتج يتحمل كل هذه الأمور.
عبد الستار:

الرقابة التى تملك حق المنع

قال الدكتور عبد الستار فتحى رئيس لجنة المشاهدة ان الرقابة وحدها صاحبة الحق فى رفض أو قبول الأعمال ، وايا كانت الجهات التنفيذية أو القضائية التى من حقها التعامل مع المنتج الفنى فالرقابة هى التى تتخذ القرار أولا، وأضاف أن قرار الرقابة سيتم تحديده بعد لقائنا برئيس الوزراء خلال اجتماع عاجل لحل الأزمة فى أسرع وقت، مضيفا أن الرقابة تحافظ على عرض فيلم تم انتاجه وإذا كانت به ملاحظات يتم حذفها وحتى الآن لم يتم تحديد الموقف.

النقابات:

لا يحق لمحلب القيام بدور الرقيب

من جانبه أصدر اتحاد النقابات الفنية بيانا جاء فيه: لا يحق لرئيس الوزراء القيام بدور الرقيب وحث الأجهزة فى وزارة الثقافة على سحب ترخيص فيلم «حلاوة روح» بعد التصريح بعرضه، خاصة أن رئيس الوزراء الذى نشهد له بالكفاءة قد أصدر قرارات تصب فى صالح نهضة ودعم صناعة السينما، وكان حريصاً كل الحرص على عودة السينما إلى أداء دورها كصناعة هامة تصب فى صالح الاقتصاد القومى، وتهيئة الأجواء لنهضتها وأهم هذا هو المناخ الديمقراطى الحر الذى لا يعارض المنع والمصادرة ولا يمارس الوصايا على الشعب المصرى.

أن هذا الاندهاش من قرار السيد رئيس الوزراء ليست له علاقة بالفيلم نفسه على المستوى الفنى أو النقدى وندرك أن هذا القرار قد يرضى قطاعات من المجتمع لأنه يتحصن بغطاء أخلاقى وذلك لا ينفى اقتناعنا بأن المبدع يجب أن يكون ملتزماً دائما بتقديم ما يليق بتاريخ الفن المصرى من واقع إحساسه بالحرية المسئولة التى تدرك دوره فى إثراء الوجدان واستنارة العقول والتكريس لمنظومة  قيم مجتمعية راقية.

ان ذلك الرفض لهذا القرار يتحوط من أن تمتد مثل هذه القرارات فى الغد لتصبح يداً تخنق الفن والإبداع الجاد قبل الردىء، كما أننا نؤكد أن مثل هذه القرارات تمثل ضربة موجعة لصناعة السينما التى تترنح وتريد أن تمتد يد الدعم والعون لكى تعود لأداء دورها، ولهذا نهيب بالسيد رئيس الوزراء ووزير الثقافة بسحب هذا القرار باعتباره يمثل اعتداء على دولة المؤسسات وأن الرقابة على المصنفات الفنية التى صرحت بعرض هذا الفيلم هى الجهة الوحيدة التى خول لها القانون حق المنح والمنع.

السينمائيون:

القرار يهدد الحرية

قال المخرج عمر عبدالعزيز وكيل نقابة المهن السينمائية ان الهوية المصرية التى يبحث عنها الوزراء لابد أن تكون أثناء اختيارهم المسئولين فى الدولة عن اجازة الأفلام، لأن الحرية إذا كانت تمنح للشعوب فلابد أن تمنح كاملة، وإذا كان هناك رفض فلابد أن يكون قانونيا, ونقابة السينمائيين اجتمعت مع اتحاد النقابات الفنية وادانت الموقف لأنه يضر جميع الفنانين فى مصر ويهدد حريتهم.

الوفد المصرية في

19.04.2014

 
 

الاعتداء على "الأبنودى" بطل فيلم "حلاوة روح"

وكالات 

تعرض الطفل كريم الأبنودي، أحد الأبطال المشاركين في بطولة فيلم “حلاوة روح” للاعتداء وهو في طريقه إلى المدرسة.

وأكدت “جهاد” والدة كريم أن ابنها تعرض للاعتداء من الناس في الشارع أثناء ذهابه إلى المدرسة بسبب فيلم “حلاوة روح”، وأشارت أن هناك من قال لابنها “إنت كافر وخللي حد يربيك”، ثم بصق عليه.

وأوضحت والدة كريم الأبنودي أنه أصبح لا يستطيع النزول إلى الشارع، بعد الهجوم الذي تعرض له بسبب فيلم “حلاوة روح”، مؤكدة أن ما وقع لابنها حرام على حد تعبيرها .

وكان كريم الأبنودي أكد في مداخلة هاتفية مع برنامج “90 دقيقة” مساء الجمعة 18 إبريل الجاري أن فيلم “حلاوة روح” ليس به مشاهد خارجة، وأنه لم تجمعه مشاهد ساخنة بهيفاء وهبي، وأضاف إلى البرنامج أن من يعترض على مضمون الفيلم ويراه جريئا، لا يذهب لمشاهدته .

وتعرض فيلم “حلاوة روح” لحملة هجوم شرسة منذ بدء عرضه، بسبب اعتراض الكثيرون على مضمونه الجريء، ما دفع رئيس الوزراء إبراهيم محلب لإصدار قرار بوقف عرض الفيلم في دور السينما .

وقوبل قرار “محلب” باعتراض من جانب عدد من المثقفين، لما رأوه تعد على حرية الإبداع وعلى مؤسسات الدولة، ما جعل رئيس جهاز المصنفات الفنية أحمد عواض أن يتقدم باستقالته من منصبه اعتراضا على قرار وقف عرض الفيلم .

و يعتبر فيلم ”حلاوة روح” هو ثان تجارب هيفاء وهبي السينمائية، بعد فيلم “دكان شحاتة” إنتاج سنة 2009، وهو من تأليف علي الجندي، ومن إخراج سامح عبدالعزيز، ومن إنتاج محمد السبكي، ويشارك في بطولته باسم سمرة، ومحمد لطفي، وصلاح عبد الله.

الوفد المصرية في

19.04.2014

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)