رحيل كمال الشناوي
..
دونجوان السينما المصرية
المصدر : أ ش أ
شيعت عقب صلاة الظهر اليوم من مسجد مصطفى محمود
بالمهندسين جنازة الفنان كمال الشناوي الذي وافته المنية عن
عمر يناهز 89 عاما بعد
صراع طويل مع المرض.
تقدم الجنازة الفنان أشرف عبد الغفور نقيب الممثلين
ونجل الفنان الراحل المخرج محمد كمال الشناوي وعدد من أعضاء نقابة الممثلين.
وقال أشرف عبد الغفور - فى تصريح خاص لوكالة أنباء
الشرق الأوسط - إن الأوساط الفنية فقدت نجما كبيرا شاملا استطاع التأقلم في
كل
الأدوار التى قدمها في المراحل السنية المختلفة وكان حريصا على
العمل طوال الوقت
رغم مرضه , و كان يحب عمله ويخلص له من منطلق حرصه على إضافة المزيد من
الأعمال
الفنية التى تضيف إلى رصيده الفني الكثير.
ولفت إلى أن الراحل كمال الشناوي قاوم المرض طوال
فترة كهولته وكان مقبلا على الحياة مرحا كما اعتاد أن يراه الناس.
هذا وقد رحل الفنان الكبير بعد صراع طويل مع المرض
توفي فجر اليوم الاثنين الفنان الكبير كمال الشناوي عن عمر يناهز 89 عاما
بعد صراع
مع أمراض الشيخوخة ليرحل إلى مثواه الأخير بعد حياة فنية مضيئة
أثرى خلالها شاشتي
السينما والتليفزيون بالعديد من الأدوار الهامة والتي ستظل علامات فنية فى
ذاكرة
السينما والتليفزيون.
ولد الفنان الكبير محمد كمال الشناوي الشهير باسم
كمال الشناوي في 26 ديسمبر 1922 بالمنصورة بمحافظة الدقهلية وعاش بداية
حياته في حي
السيدة زينب بالقاهرة وتخرج من كلية التربية الفنية جامعة حلوان والتحق
بمعهد
الموسيقى العربية ثم عمل مدرسا للرسم بالمدارس الثانوية
بالسيدة زينب لمدة سنتين
وكفنان تشكيلي أقام مجموعة من المعارض التشكيلية
.
وفى عام 1947 , شاهده المخرج نيازى مصطفى فعرض عليه
الاشتراك فى فيلم غنى حرب الذي تدور قصته حول الأحداث التي أعقبت الحرب
العالمية
الثانية من قيام بعض التجار المستغلين بشراء البضائع وتخزينها
ثم بيعها بسعر مرتفع
فوافق على الفور.
وكان الشيء الغريب أن المخرجين التفتوا إلى هذا
الفتى الجديد الذي يحمل مقومات البطولة , فعرض عليه المخرج
حلمي رفله الاشتراك فى
فيلم حمامة السلام عام 1948 فاضطر إلى الاستقالة من وظيفة مدرس الرسم
لينطلق إلى
عالم السينما وينافس نجوم السينما وقتها يوسف وهبى وأنور وجدى ونجيب
الريحانى.
وتزوج الفنان كمال الشناوي أكثر من مرة , الأولى
كانت من السيدة عفاف شاكر شقيقة الفنانة شادية.
وقد حكى هو عن هذه الزيجة قبل وفاته بعدة سنوات
قائلا " كان من المقرر أن تكون هاجر حمدي زوجتي الأولي وليست
الثانية ولهذه الحكاية
قصة طريفة فأثناء عملنا معا في فيلم حمامة السلام عام 1948 , كسرت هاجر في
حياتي
أصناما كثيرة , وحطمت فكرة أن الراقصة مجرد جسد
,
فقد كانت هاجر عقلا , وعقلا
كبيرا.
وأضاف " لقد اكتشفت فيها بعد عدة لقاءات قليلة ومن
خلال الحوار كان يتضح بين الحين والآخر أنها صاحبة خلفية أدبية كبيرة قرأت
لأغلب
الكتاب الكبار معظم إنتاجهم , وأنها أيضا متحدثة بارعة تجيد
إبراز ما قرأت واستوعبت
,
علاوة على أن تفكيرها مرتب جدا ومنطقها قوي دون افتعال
" .
وتابع " وفي أحد الأيام دعتني إلي منزلها فإذا بي
أجد مكتبة عامرة مليئة بالكتب قلما تتوافر لأديب أو صحفي أو رجل فكر , ولم
تكن
الكتب مجرد أسفار مرصوصة وإنما انتقل أغلبها من الأرفف إلى عقل
صاحبتها فأكسبتها
خلفية عريضة ومنحتها القدرة على خوض أي موضوع بدراية , وغيرت زيارتي لمنزل
هاجر في
ذهني صورة الراقصة التي عمقتها في خيالنا أفلامنا العربية القديمة التي
تظهر
الراقصة إما سارقة أزواج أو خرابة بيوت أو شريكة لزعيم العصابة ".
وقال الشناوي "إنه بالإضافة إلى ثقافة هاجر وجدت
فيها إنسانة كريمة جدا إذا ما حان وقت الغداء وجدتها أمامي وفي يدها لفافة
ساندوتشات قائلة : خادمتي تعد لي أكثر مما تحتمل معدتي هل
تتكرم وتخفف عني بعض
العبء ?! , وبهذه الطريقة الدبلوماسية كانت تقدم لي الطعام".
وأضاف أنه في هذه الأثناء لم أكن أمتلك سيارة في
حين كان لديها سيارة وسائق خاص وكنت أقيم في هذا الوقت في شقة مفروشة في
باب اللوق,
بعد أن تركت منزل جدي فكانت تصر على أن
تقوم بتوصيلي وهي في طريقها إلي منزلها في
عمارة بحري في ميدان الإسماعيلية الذي تحول اسمه بعد الثورة
إلى ميدان التحرير ".
وتابع قائلا " وبهذه الطريقة البارعة كانت تعاملني
وبها أيضا أسرتني إلي درجة الحب وفكرت كثيرا أن أتزوجها ولكن تصوير الفيلم
انتهي
وفرقت بيننا أشياء كثيرة
وانشغل كل منا بحياته وعمله الفني, ولم أرها لفترة
طويلة وهذا الابتعاد نقلها من الخانة الأولى التي كانت مرشحة لها أصلا إلى
الخانة
الثانية فبدلا من أن تكون هاجر حمدي زوجتي الأولى أصبحت مع
الأيام زوجتي الثانية
بعد أن تعرفت علي الفنانة عفاف شاكر في بيت الفن عقب انتهاء تصوير فيلم
حمامة
السلام مباشرة وزواجي منها ".
ولم يستمر زواج كمال الشناوى من عفاف شاكر سوى عام
ونصف حيث كان الاثنان يعيشان فى مشاجرات دائمة انتهت بالطلاق وبعدها بفترة
التقى
بهاجر حمدى مرة أخرى وبعد عدة لقاءات عرض عليها الزواج فوافقت
على الفور ولكن قبل
أن يذهب الاثنان إلى المأذون اشترط عليها كمال الشناوى شرطا واحدا وهو أن
تعتزل
الرقص فوافقت بلا تردد وكانت زيجة ناجحة كان من الممكن أن تستمر لولا غيرة
هاجر
حمدى حيث كان كمال فى قمة نجاحه ويقضى معظم وقته فى التصوير
أما هى فقد نساها
المنتجون وكانت تجلس فى المنزل باستمرار ولم يمنع هذه الغيرة انجاب ابنهما
محمد
ليتم الطلاق بينهما بعد ذلك.
أما الزيجة الثالثة فكانت من الفنانة ناهد شريف حيث
تعرف عليها فى فيلم زوجة ليوم واحد الذى انتجه عام 1963 واستطاعت أن تجذبه
بخفة
دمها فتزوجها عام 1968 واستمر الزواج 4 سنوات فقط حيث طلقها
عام 1972 بناء على
رغبتها حيث طلبت منه الانفصال بهدوء على أن يظل الاثنان أصدقاء فاستجاب
لرغبتها.
بعد ذلك تزوج الفنان كمال الشناوى من خارج الوسط
الفنى وعاش حياة مستقرة.
وقد التقى الفنان الراحل كمال الشناوى بالرئيس
السابق حسني مبارك مرة واحدة فقط أثناء تصوير فيلم وداع فى
الفجر. وقد حكى عن هذه
الواقعة قائلا: " الفيلم تم انتاجه عام 1956 وشاركه في البطولة الفنانة
شادية ويحيى
شاهين وعبد المنعم إبراهيم وإخراج حسن الأمام ملمحا أن تصوير المشهد تم فى
مطار
بلبيبس بالشرقية وكان يستلزم للمشهد قائد طيار لقيادة الطائرة
وتم ترشيح الطيار
مبارك لتمثيله ولم يحدث أى حوار بيننا باستثناء ما تم في المشهد ولم أكن
أتوقع يوما
ما أن هذا الطيار سيأتي بعد 25 عاما ليصبح رئيسا لمصر.
"
يشار الى أن هذا الفيلم منع بعد ذلك من العرض على
شاشات التليفزيون طوال فترة حكم الرئيس السابق حسنى مبارك لمصر.
وكان أكثر شىء ألم الفنان الراحل هو وفاة ابنه
المهندس علاء فى نهاية عام 2009 ولكنه احتسبه عند الله قائلا "
الحمد لله على كل
شىء فوفاة ابني قضاء وقدرواختبار من ربنا ولا استطيع أن اعترض على قضاء
الله بالطبع
الحزن لا يفارق قلبي وادعو الله سبحانه وتعالى دائما أن يغفر له ويرحمه
فالدوام لله
وحده ".
كان ذلك من أحد أسباب إصابته بأمراض الشيخوخه
وعندما عرض المسئولون عليه العلاج على نفقة الدولة قال:
"مستورة والحمد لله
" ,
وكان يقول أثناء مرضه " راض بقضاء الله, بعد أن داهمتنى أمراض
الشيخوخة , خاصة
القلب والضغط حيث بلغت من العمر 88 عاما, إلا أن محنة مرضى لم تبعدنى عن
الإلتزام
بالصلاة داعيا الله أن يحسن خاتمتى بأعمال الخير".
والشىء الغريب أنه لم يسأل عن كمال الشناوي أثناء
محنة مرضه أحد من الوسط الفنى سوى نادية لطفى وشادية والطريف أنه لم يغضب
من ذلك
فكان يقول " دائما الكل مشغول وكل شخص "فيه اللى مكفيه" ولم
أغضب من أحد فالزمن
تغير وكنا زمان نسأل عن بعض ونسهر مع بعض في منازلنا أما الآن فالوسط الفني
أصابه
الفتور ويفتقد إلى الود ".
وكان الفنان الكبير الراحل قد أعلن قبل وفاته أنه
ينتظر القناة التليفزيونية التي تقدر مذكراته الشخصية ماديا ليعرضها على
القناة قبل
طرحها مسلسلا تليفزيونيا حيث كان قد اتفق مع نجله السيناريست والمخرج محمد
الشناوي
على كتابة المسلسل
.
والطريف أنه كان قد رشح أكثر من فنان لأداء دورة من
بينهم هانى سلامة وأحمد عز.
وكان آخر مسلسل قدمه الفنان الراحل هو "لدواع امنية" وشاركه البطولة الفنان ماجد المصرى وكان يتم
التصوير لمده 14 ساعة يوميا وفى أحد الأيام سمع
كمال الشناوى أحد العاملين يقول ( هوه لسه قادر يشتغل 14 ساعة فى اليوم ) , وفى نفس اليوم وقع الفنان كمال الشناوى أثناء
نزوله من فوق السلم فأصيب بكسر فى الحوض , والطريف
أن الفنان الراحل كان كلما تذكر هذه الواقعة كان يضحك كثيرا.
|