عزت ابو عوف: المهرجان صداع مزمن
حوار: أحمد بيومي
نبرة جديدة تحدث بها عزت أبوعوف رئيس مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي، نبرة مليئة بالثقة والقوة وترد علي الانتقادات بالمعلومات.
ربما أيقن القائمين علي المهرجان بعد خبرة سنوات في ملعب المهرجان الأهم في
المنطقة العربية، أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، وربما كثرة اللكمات التي تعرضوا لها في السنوات
الماضية دون أن يسقطوا أو يعلنوا الاستسلام هي دافعهم الرئيسي نحو التقدم.
واجهنا عزت أبوعوف بكل ما يثار حول المهرجان، والهجوم المبكر الذي يتعرض له،
وحديث البعض حول كونه ليس الرئيس الفعلي للمهرجان،
فأجاب بمنتهي الهدوء والثقة والصراحة، وأعلن في هذا الحوار عن بعض فعاليات المهرجانات
التي يكشف عنها للمرة الأولي، وبعيدا عن المهرجان،
حدثنا عن افتقاده لعمرو أديب بعد ٦ سنوات من مشاركته في برنامج
»القاهرة اليوم« والمعاملة الصارمة التي يلقاها علي يد ابنته مريم أبوعوف في
أول أفلامها كمخرجة.
·
سألته عن الهجوم المستمر الذي
يتعرض له المهرجان وكيف يري هذا الهجوم بشكل عام؟
- استطيع أن اصف المهرجان بالصداع الذي لا ينتهي،
ومشاكل ليس لها أول أو آخر، واعتقد أن هذا سمة أي عمل يتداخل فيه عدد كبير من
البشر.. ومعادلات كثيرة وأمزجة عديدة إلي جانب تداخل أكثر من جهة في
المهرجان، واعتقد أن هذا الانتقاد أو الهجوم أمر طبيعي جدا،
وأنا بشكل عام أحب أن أقدم كل شيء في حياتي بحب ومن قلبي، وقبل بدء
المهرجان بنحو ثلاثة أشهر يصل الحد الأدني للعمل إلي ما يقارب من ٨١ ساعة
يوميا، وبالطبع هذا شيء مؤذي جدا للصحة بشكل عام.
·
الهجوم الذي نال المهرجان في
الفترة الماضية كان بسبب خبر أن مصر هي ضيف شرف مهرجان القاهرة هذا العام؟
- من أثار هذا الامر هو الاستاذ سمير فريد واعتقد انه لم يفهم
اعلان المهرجان بشكل جيد، وهو بالطبع رجل مثقف للغاية وناقد جاد لكنه قطعا
لم يستوعب الاعلان الذي قدمه المهرجان بمنتهي الوضوح،
فقد اخبرنا الجميع اننا قمنا هذا العام بإلغاء فكرة ضيف الشرف بعد ما حدث
العام الماضي وأحداث الجزائر المؤسفة. وقمنا بابتكارفكرة أو تيمة جديدة تحت عنوان
»مصر في عيون العالم«، وبالمناسبة فكرة ضيف الشرف حدثت أثناء تولي شريف الشوباشي رئاسة
المهرجان وقبل ذلك لم يكن هناك ما يسمي بضيف الشرف،
وقمنا بإلغائه تفاديا للمشاكل التي قد تحدث بشكل مفاجيء إلي جانب صعوبة
توفير عدد كبير من الأفلام من دولة واحدة. وسنقوم هذا العام بتطبيق فكرة
»مصر في عيون العالم« عن طريق تجميع
كل الأفلام التي تتحدث عن مصر وأغلب هذه الأفلام من انتاج أمريكي، وسنعرضها
ونقدم ندوات عنها.
ومن يقول أن »مصر ضيف شرف علي نفسها«
أقول له اننا لسنا »خلل« أو مجانين أو جهله،
وعليه أن يتحري الدقة قبل أن يهاجم أو يشتم بعيداً عن تصيد الأخطاء لأن في
النهاية عندما تكشف الحقيقة يجد منظره سيئا للغاية.
·
لكن فكرة ضيف الشرف في الأساس
تستهدف الجمهور الذي يشاهد عدداً مكثفاً
من أفلام دولة واحدة فيتعرف أكثر علي هذه الدولة وعلي السينما الخاصة بها؟
- بالطبع هدف المهرجان الرئيسي هو الجمهور،
وهذا العام لدينا ٤١ فيلماً دفعة واحدة من تركيا لكننا لم نعلن أن تركيا هي
ضيف الشرف، وعندما كانت اسبانيا هي ضيف الشرف كان لدينا حوالي
٢١ فيلما من فرنسا. فالجمهور سيجد أفلاما كثيرة من كل دول العالم وهذا هو هدفنا
وما نعمل من أجله.
·
وماذا عن الضيوف الأجانب هذا
العام؟
- أنا لا أحب الحديث كثيرا عن الضيوف الأجانب إلا بعد أن يستقلوا
الطائرات ويكونوا في طريقهم إلي القاهرة،
لكن نحن رشحنا كيت وينسلت وكيفن سبايسي ومايكل روك وريتشارد جير، وهذا
سيتأكد الاسبوع القادم، ومع الأسف كل المجهود الذي يبذل من أجل احضار ضيوف
أجانب الي المهرجان لا يستقبل بالترحاب،
ولكن بالانتقاد، ففي احدي السنوات كان لدينا أربعة من الحاصلين علي الاوسكار دفعة
واحدة واستطيع أن أؤكد ل »أخبار النجوم«
أن هؤلاء النجوم ابدوا سعادتهم بالحضور للقاهرة واعتقد انهم سيحضرون بنسبة
كبيرة.
·
قبل أيام أكد حسن يوسف أن لديه معلومات تفيد
انه سيكرم قبل سنوات لكن التكريم ألغي في اللحظات الاخيرة، فما هو تعليقك
علي هذا؟
- أولا أود أن أؤكد ان الاستاذ حسن يوسف قيمة كبيرة وفنان له
تاريخ طويل وتربي علي أفلامه جمهور عريض،
ويسعد مهرجان القاهرة تكريم فنان بقيمة وقامة حسن يوسف، أما من المعلومات
التي يملكها حسن يوسف بخصوص عدم تكريمه قبل ثلاث سنوات فليس لدي أدني فكرة
عنها، ولم يناقش أحد في هذا الموضوع من قبل.
·
وما الجديدفي المهرجان
هذاالعام؟
- الملتقي وهو شيء يدعو للفخر،
والوزارة مشكورة اعطتنا دعم ٠٠١ ألف جنيه من أجل أفضل سيناريو،
وسهير عبدالقادر بذلت مجهودا خارقا من أجل انجاح الملتقي، ووصل العدد
النهائي لدينا الي ٨٢ سيناريو بعد مراحل التصفيات،
وأغلب هذه الاعمال علي مستوي رفيع وهذا شيء أسعدني كثيرا واعتقد أن هذا ما
سوف يذكر عندما أغادر المهرجان.إلي جانب السينما الافريقية في ثالث عام لها
في المهرجان، واعتقد أنها أصبحت مرتبطة بالمهرجان. وهم أصبحوا يطالبون بالحضور الي المهرجان لانهم يستطيعون
الحصول علي تعاون مشترك مع دول مثل الهند لانتاج أفلام،
والعام قبل الماضي اخبرني بعضهم انهم استطاعوا أن ينتجوا أفلاما دون أن
يضطروا لبيع أثاث منازلهم.الجديد أيضا أن لدينا راعي جديد مهم جدا وهو makeup
forever
لأول مرة، وهذا يحدث في كبري مهرجانات العالم عندما نجد في
مهرجان كان مثلا كبري شركات التجميل تقف خلف مهرجانات السينما.
واعتقد أن من أهم الاشياء الجديدة هذا العام هو تواجد المهرجان للمرة
الأولي علي موقع »اليوتيوب«
الشهير بشكل مباشر لنقل كل الأحداث والفعاليات، وهذا سيضمن انتشارا عالميا أوسع الي جانب سهولة
الحصول علي المعلومات، وتوفير فرصة أفضل للرعاة.
·
اعتقد أن ادارة المهرجان كانت
محظوظة هذا العام بايجاد ثلاثة أفلام مصرية للمشاركة في المهرجان؟
- يتنهد قائلا: الحمد لله،
لكن يجب أن نعلم أن انتاج السينما هذا العام انخفض بشكل ملحوظ، وأغلب
الافلام التي تم انتاجها هي أفلام تجارية، وأنا لا أعيب في السينما
التجارية فأنا أشارك بها،
لكن أفلام المهرجانات تحتاج إلي نوعية خاصة ومعايير معينة في الاختيار،
واعتقد أن وجود ثلاثة أفلام في المهرجان أمر جيد للغاية بالنظر الي حال
السينما الآن.
·
ماذا عن حفل الافتتاح ومقدمي
الحفل؟
- السجادة الحمراء هذا العام مختلفة تماما وبشكل أفضل كثيرا عن
الأعوام السابقة، إلي جانب وجود فرقة
»مونالورج«
monologue show
الفرنسية الشهيرة في حفل الافتتاح،
ويوجد مفاجأة في طريقة توزيع الدعوات لكني لن اكشفها الآن وستعرفها عندما
تصلك الدعوة.
ويقدم الحفل هذا العام آسر ياسين وأروي،
إلا في حالة ما طرأت ظروف جديدة خاصة بعملهما، وأريد أن أناشد كل المنتجين من خلال
»أخبار النجوم« بأن يجعلوا يوم افتتاح المهرجان اجازة رسمية حتي يستطيع كل
النجوم الحضور الي المهرجان والمشاركة الفعالة فيه.
·
هل تشعر بالضيق عندما تقرأ بعض
التقارير الصحفية أو المقالات النقدية التي تذكر بين سطورها وتلمح أحيانا
بأن سهير عبدالقادر هي الرئيس الفعلي للمهرجان وليس عزت أبوعوف؟
- علي الاطلاق، أولا حتي لو افترضنا أن سهير عبدالقادر هي رئيس
المهرجان فالسؤال الأهم هو هل المهرجان يسير بشكل صحيح أم لا،
أنا لست من النوع الذي يحب أن يظهر كألفة أو رقم واحد، أنا رئيس المهرجان
ومهمتي هي رسم السياسة أو الرؤية العامة للمهرجان والتنفيذ ليس من اختصاصي، فلا يمكن أن اختار أفلاما أفضل من يوسف شريف رزق الله أو أدرك دهاليز
الصحافة أفضل من أحمد صالح ورفيق الصبان،
فنحن نجلس جميعا ونحاسب أنفسنا أولا بأول.
وقد اخبرتك العام الماضي عندما طلب مني أحد الاشخاص أن أقوم بالتوقيع
علي ورقة من أجل احضار ورق تواليت، فعقدت اجتماعا كبيرا وغيرت هذا النظام بالكامل.
·
ما الذي قد يدفع عزت أبوعوف
للاستقالة من المهرجان؟
- يصمت لفترة طويلة ثم يقول:
صحتي فلا يوجد شيء في الدنيا أهم من الصحة، وفي أزمتي المرضية الاخيرة اكتشفت انك عندما تجلس
في سرير المرض لا يمكن لشخص آخر أن يجلس بجوارك،
فالسرير لا يتسع إلا لشخص واحد، واذا شعرت أن كلامي لا يؤخذ علي محمل الجد أو يضرب
به عرض الحائط، في هذه الحالة سأتقدم باستقالتي فورا.
·
بعيدا عن المهرجان من المؤكد أنك
تفتقد صحبة عمرو أديب في القاهرة اليوم؟
- بلاشك، افتقد عمرو والجمهور والبرنامج وكل العاملين
هناك، فقد كنا نعمل في البرنامج بروح الهواة ونظهر علي الشاشة مهما كانت
الظروف، وأنا اعمل في »القاهرة اليوم«
منذ ٦ سنوات وفي مجموعة أوربت منذ ٨ سنوات،
فأصبحنا مثل العائلة، وأنا تحديدا لا أعرف ما حدث، هناك الكثير من الشائعات والادارة اخبرتني ان كل
ما يكتب في الصحف غير صحيح.
·
كيف تجري الامور في موقع تصوير
فيلم
»بيبو وبشير« خاصة أن المخرجة هي ابنتك وهو أول فيلم روائي لها؟
-يضحك قائلا: مريم صارمة جدا وأحيانا اقول لها
»في ايه يا بنت.. بالراحة شوية« تقبل بأي شيء سوي ما تريده وهي محبوبة جدا
في التصوير وصوتها منخفض وهاديء، ويضحك ويضيف:
»هذا فائدة التعليم الأجنبي«.
ويضيف: أنا سعيد جدا بمريم،
وأشعر انني تركت لها صنارة وليس سمكة، فأنا لم اترك لها مالا بل تركت لها علما،
وأنا واثق أن حياتها العملية ستكون موفقة للغاية.
أخبار النجوم المصرية في
11/11/2010 |