سميرة أحمد تعيد أمجاد الجمهورية الفنية
المتحدة
أحلام مبدعي مصر وسوريا علي بوابة "أخبار
النجوم"
المسلسل الرمضاني 'أحلام علي البوابة' فتح الطريق لأكثر
من حلم وأكثر من بوابة!.. حلم الوحدة العربية الذي كلما رفرفنا
حول ضوئه المبهر
سقطنا كالفراشات المحترقة!
وربما كانت الضجة التي لاتزال تحوم حول المسلسل بعد
الاستعانة بالمخرج السوري هيثم حقي قد طرحت القضية عبر بوابة
أخري.. بوابة
الفن.
فاذا كنا لم نتوحد سياسيا أو اقتصاديا فلماذا لا نتوحد فنيا أو دراميا،
ولماذا لا يكون التعاون المصري السوري في هذا المسلسل أو
غيره ارهاصة صغيرة
تسعي نحو حلم كبير.. ولماذا لا تتحول التجربة الي بوابة نستدعي من خلالها
المبدعين
من كل مساحات الوطن الكبير؟! ألم يكن هذا هو شأن مصر دائما؟
وبغض النظر عن تقييم
التجربة وقياس منحنياتها الفنية صعودا أو هبوطا فالاولي أن ننظر اليها من
بوابة
أوسع بعيدا عن الزوايا الضيقة التي تتحدث عما هو مصري، وما هو سوري، وعن
مدي حاجة
الدراما المصرية الي مخرجين عرب بينما هي تعج بالمصريين
الاكفاء. حول وطن الفن
وهو بالقطع بلا وطن، وحول المرور المشروع لأحلام التكامل العربي عبر
بوابات
الدراما والفن والابداع، دارت ندوة 'أخبار النجوم' بحضور أسرة المسلسل
وفتحنا
بوابات الحوار..
واتفق الجميع علي أن وجود مخرج سوري في مصر أو العكس أمر
طبيعي، كما اتفقوا علي أن الفن لا وطن له، وان من يدعي الوطنية
ويهاجم الفكرة
القومية يرتكب خطأ كبيرا.. والواقع أن التجربة أكدت أن الابداع المصري
والسوري
يكملان بعضهما.
أشارت الكاتبة الصحفية آمال عثمان الي تجربة المخرج السوري هيثم
حقي لمسلسل 'أحلام في البوابة' باعتبارها تجسيدا للتعاون الفني
العربي الذي يجب علي
الجميع تشجيعه ومناقشة ما يمكن أن ينتج عنه من آثار علي ملامح الانتاج
الفني العربي
وخاصة في مجال الدراما.
و طلب الكاتب أسامة أنور عكاشة الحديث مشيرا الي أن لديه
مقدمة لابد من طرحها قبل الدخول في تفاصيل القضية المطروحة
والتي أطلق عليها 'استغراب
التجربة' وبدأ حديثه متسائلا لماذا الدهشة من وجود مخرج سوري في عمل مصري،
ولماذا كل هذا النقد الذي تعرض له فالتجربة عادية ومتداولة لأن الشيء
الوحيد الذي
نجحنا في تحقيقه في الوطن العربي علي مدار تاريخنا هو الوحدة
الثقافية ونود أخيرا
أن نوحد الدراما العربية.. وأي اضافة لهذه الدراما مطلب كبير سواء كانت من
طرف مصري
أو سوري أو من أي بلد آخر.. والمصطلحات التي نسمعها ونقرؤها في الفترة
الأخيرة حول
سحب الدراما السورية للبساط من تحت أقدام الدراما المصرية غير
مقبولة، وعلينا أن
نستخدم مصطلحات أكثر دقة مثل 'أضافت' أو 'أسهمت'. الحقيقة أن الفن ليس له
وطن..
وأري أن المخرج السوري هيثم حقي تأخر كثيرا
في التفاون مع لدراما المصرية.
واضاف
ان مصر علي مدار تاريخها استضافت مخرجين كثيرين منهم يوسف صلاح الدين، كما
أن أحمد
صقر ذهب الي سوريا واخرج هناك العام الماضي.
وبعد توقف التعاون فترة تفتح سميرة
أحمد وهيثم حقي الباب مرة أخري وهي خطوة يجب أن نؤكد عليها.
واتفق الناقد
السينمائي د.رفيق الصبان في بداية الندوة مع ما طرحه عكاشة مشيرا الي أنه
لا داعي
للدهشة من قيام مخرج سوري بالاخراج في مصر أو في أي بلد عربي
آخر.. فالسينما
الأمريكية رغم انها قادرة علي تحقيق اكتفاء ذاتي بإيراداتها ونجومها
ومخرجيها إلا
أنها استقطبت اليها مخرجين من آسيا والصين وهونج كونج وايطاليا وانجلترا..
وأي
موهبة حقيقية تظهر في أي مكان في العالم تحاول أن تجذبها،
وبصراحة مصر كانت رائدة..
وأؤكد علي كلمة 'كانت' لأنها ظلت لفترة طويلة هي 'الملاذ' وجذبت مبدعين من
كل الدول
العربية، واذا كنا نتكلم عن الريادة اليوم فهي لا تتحقق إلا اذا جمعنا
هؤلاء
المبدعين من أنحاء العالم العربي مرة أخري.
وتوجه د.رفيق الصبان بدفة الحوار الي
المخرج هيثم حقي ليتحدث عن تجربته 'أحلام في البوابة' ونوعيتها وأسلوبها،
والفرق
بين طبيعة العمل في الاستديوهات المصرية والسورية وأيضا في طبيعة التعامل
مع الممثل
والمؤلف المصري حيث قال هيثم حقي أن الفن العربي وحدة متكاملة، وهو باختصار
ينقسم
الي فن جيد وآخر غير جيد، وأنا أتعامل فقط مع الفن الجيد،
وأعتقد أن أسامة أنور
عكاشة كتب تجربة دراما أحلام في البوابة بالتوازي مع الدراما السورية..
والتي تسير
في مفهوم الرواية التليفزيونية.. ففي الوقت الذي قدمت فيه سوريا مسلسل
'هجرة القلوب
الي القلوب' كانت مصر من خلال أسامة أنور عكاشة تقدم 'ليالي الحلمية' وهو
اتجاه
واحد.. فالنص يعتمد علي البيئة الروائية وبالتالي يفتح نافذة
علي عصر وزمان ومكان،
وأري أن اللغة التي ينبغي أن يصنع بها العمل الروائي سواء كان سيئا أو
جميلا هي
اللغة السينمائية وما جعلني اتجه الي التليفزيون رغم أنني سينمائي أغرق في
بحر
السينما هو أن الانتاج السينمائي في بلدي قليل جدا.. وبصراحة
اكتشفت استحالة
الاستمرار في العمل السينمائي السوري لأننا ننتج فيلما واحدا في العام، ولي
تجارب
سينمائية متعددة منها فيلم روائي طويل ومجموعة أفلام قصيرة.
ويستطرد هيثم حقي
ان.. هناك اسهامات متعددة لبعض الكتاب والمخرجين من خارج سوريا، وفي
مقدمتهم توفيق
صالح المصري الذي أخرج أهم فيلم سوري 'المخدوعون' ولم يسأل أحد من أين أتي
توفيق
صالح ولماذا يخرج في سوريا!!
ويضيف حقي: لقد دخلت مجال التليفزيون حاملا وجهة
نظر الشكل الروائي مع لغة سينمائية متقدمة، ومن أجل أن أقدم ما
أتمناه أنتجت عددا
من الأعمال لأنني لم أجد في البداية من يشجع هذه الفكرة، حيث أفضل التصوير
في أماكن
حقيقية وبكاميرا واحدة، وهو ما اعتبره البعض نوعا من الخيال.. لكني أصررت
وأنتجت
'دائرة
النار' وحقق نجاحا كبيرا وبدأت الفكرة تلقي بظلالها علي معظم الانتاج
السوري، وأنا سعيد بنجاح التجربة في سوريا، وقد ساهمت في عمل قوانين لصالح
الصناعة
التليفزيونية في سوريا، كما انني واصلت العمل في مختلف أرجاء
الوطن العربي.. حيث
عملت في الخليج أربع سنوات قدمت خلالها مجموعة من البرامج منها 'افتح يا
سمسم'، 'سلامتك'،
وعملين في ليبيا، ومسلسلا لبنانيا (رماد الملح) وهو المسلسل الوحيد الذي
تعرض للحرب اللبنانية ثم أخرجت مسلسل 'عزالدين القسام' ولم يقل لي أحد في
فلسطين
لماذا أخرجت عزالدين القسام.
أما بخصوص مسلسل 'أحلام في البوابة' أو تجربة أسامة
أنور عكاشة.. فعلاقتي به تعود الي ثلاث سنوات حيث اتصلت بي
الفنانة سميرة أحمد التي
أبدت اعجابها بأعمالي ورغبة في أن أخرج عملها الجديد..
ويتدخل ثانية أسامة أنور
عكاشة: أود أن أوضح أن المسلسل يدور في رحلة.. وهذه الرحلة مفتاح لعالم
'البوابة
الحقيقية' وتمثل استكشافا وبحثا لأحلام أستاذة القانون وهنا نتناول مفهوم
اتصال
القانون بالعدالة، ونقصد العدالة المفتقدة في حي المتولي والمجتمع المصري
نظرا لأن
الناس لا تأخذ أنصبتها الحقيقية في الحياة.. وشخصية 'أحلام
الشرقاوي' مفتاحي لهذا
العالم.. بعكس 'أميرة' التي كانت تجسد شخصية تورطت في قضية فساد وعادت الي
أصولها
مرة أخري.
ويرد د.حسن عطية علي عكاشة: الذي حرك 'أحلام' دراميا أن أولادها
ابتعدوا عنها مما جعلها تعيد النظر مرة أخري واتفق مع الجميع
علي أن العمل الجيد هو
الأساس بغض النظر عن أي شيء آخر، 'فالدراما العنقودية' مفيدة تجعل وجود
مجموعة من
الأبطال وليس بطلة وحيدة يتم تسليط الضوء عليها فقط، والبقية يصبح هوامش
داخل
العمل.
ويعقب هيثم حقي: هناك قضية تعجبني كثيرا في كتابات أسامة أنور عكاشة، وهي
الحكاية الاجتماعية علي الخلفية الفكرية بمعني أن تكون هناك أحداث شخصية
تحدث علي
أثرها الخلفية الفكرية من خلال ممارسة الشخص لحياته الطبيعية،
وأجد أن 'أحلام في
البوابة' يدخل في هذا السياق.
مدير الاضاءة د.محمد عسر بدأ كلامه خلال الندوة
مشيرا الي انه لا يوجد فرق ما بين السينما والتليفزيون، لكن الفرق أن هناك
عملا
جيدا واخر غير جيد، كما اننا لا يمكن يأن نقول أن السينما هي الريادة،
فهناك أفلام
سينمائية لا تستطيع أن تشاهد ربع مشاهدها، فالعمل الدرامي اذا
تم بشكل جيد يصبح
عملا متميزا، وهيثم حقي أعادنا الي نظام الكاميرا الواحدة وأنا قدمت حوالي
45 فيلما
روائيا بنظام الكاميرا الواحدة كما قدمت حوالي 15 مسلسلا كان بدايتها 'أرابيسك'
لأسامة أنور عكاشة، وأعتقد أنني أضفت لمحة جديدة علي الفيديو وقتها، وأشاد
البعض
بالشكل الضوئي لتلك الأعمال، وأري أن اللغة القوية لأسامة أنور عكاشة
والأسلوب
الاخراجي لهيثم حقي جعلني أقدم صورة تليق بالكتابة والاخراج..
ووجود هيثم حقي شيء
جميل وليس هو الأول الموجود في ساحة الاخراج بمصر، فقد سبق أن استضافت مصر
مخرجين
من خارجها منهم تيسير عبود ومحمد خان، والواقع أنه يحسب للمنتج صفوت غطاس
انه اختار
أعلي نقطة في الاخراج السوري هيثم حقي وبشهادة الشارع المصري العمل جيد حتي
الآن
وبعد مرور عشر حلقات.
وطلبت الكاتبة الصحفية آمال عثمان اعطاء الفرصة لأبطال
العمل ليتحدثوا عن مشاركتهم في هذه التجربة.
وكان أحمد زاهر هو أول المتحدثين
رغم أنه ضيف شرف بالمسلسل وقال: أول مرة أعمل مع الثلاثي سميرة أحمد وأسامة
أنور
عكاشة وهيثم حقي، لكني عملت من قبل مع صفوت غطاس في مسلسل 'الرجل الآخر'
وهو الذي
اكتشفني وقدمني للتليفزيون من خلال هذا العمل، وتمنيت منذ فترة
كبيرة العمل مع
أسامة أنور عكاشة وسميرة أحمد، لكن يبدو أن الفترة لم تسمح بذلك، وأثناء
استضافتي
في احد البرامج الفضائية وجه المحاور الي سؤالا حول: ماذا تقول لأسامة أنور
عكاشة
فأجبت 'أنا ليه ما بشتغلش معاه' طول عمري أتمني أن أمثل جملة
من جمله لأنه الوحيد
المعروف عنه أنك لا تستطيع أن تغير كلامه.. ففي بعض الأحيان يقوم البعض
باستبدال
بعض الكلمات بمعانيها، إلاأن لغة أسامة أنور عكاشة لا يمكن أن تجد أجمل
منها. وقد
اختارتني الفنانة القديرة سميرة أحمد لأداء دور ضيف شرف في
المسلسل واتصلت بي وذهبت
لها علي الفور دون تردد، وبدأت تحكي عن الشخصية فوجدتها جديدة، وبالفعل
استمتعت مع
كل فريق المسلسل ومع المخرج هيثم حقي وخاصة عندما علمت بأنه يعمل بنظام
الكاميرا
الواحدة لأن هذا النظام يجعلني أركز في جزء معين واسترسل في
باقي المقاطع وهذا
يفيدني كممثل.. لأن المشهد يظهر بصورة جيدة.
تقول سميرة أحمد: جيهان قمري وقعت
العقد بدون أجر وأعلنت أن دورها هدية لي وكذلك طارق لطفي ومحمود قابيل
ويعلن د.رفيق
الصبان للممثلة الشابة 'زينب' والتي أكدت أن مشاركتها في الندوة كمستمعة
تفيدها
أكثر من الكلام خاصة في وجود مبدعين كبار وقالت: وفر علي
المخرج هيثم حقي مجهودا
كبيرا وأعطاني خبرة في العمل السينمائي وأعتقد أن هذا سوف يفيدني جدا في
خطواتي
القادمة في السينما التي أراني فيها سوبر ستار!! أثارت كلمات 'زينب'
الحاضرين
فطلبوا منها الحديث عن تجربتها المضحكة في معهد الفنون
المسرحية.
وبدأت زينب
تحكي: تقدمت لاختبارات معهد الفنون المسرحية ولم أكن جاهزة بأي مشهد فقررت
الانصراف
إلا أن د.أحمد عبدالهادي أحضر لي جزءا من رواية وقال لي احفظي
هذا الجزء وطلب مني
أن أكون واثقة من نفسي ولا أغير اجابتي وأقول حاضر ونعم لأعضاء اللجنة..
ودخلت
الامتحان وسألني د.سعد أردش: قوليلي يا ماما اسم المؤلف وحمدت ربنا لأنه
الشيء
الوحيد الذي حفظته وأجبته مستر حيتان ولاحظت دهشة أعضاء اللجنة
ومع ذلك قلت لهم أنا
واثقة من نفسي ومن اجابتي فطلب سعد أردش مني الرواية وقال لي 'مسرحيتان'
وطردني
بعدها خارج اللجنة وبالمناسبة نجحت في الاختبار ودرست لمدة سنة كاملة بعدها
لم
استطع الإستمرار.
وتحدث محمد سليمان الذي يقوم بدور 'حسام' فقال: رصيدي الفني هو
فيلم واحد فداعبه صفوت غطاس 'أحسن لك ما تقولش اسم الفيلم'!!
وعاد محمد سليمان
قائلا كانت تجربة مهمة جدا تعلمت فيها الكثير من هيثم حقي والفنانة الكبيرة
سميرة
أحمد وعندما قرأت حوالي عشر حلقات شعرت بالشخصية وأنني سوف أقدمها بشكل جيد..
واعتبر دور 'حسام' بدايتي الحقيقة كما انني سعيد لوجودي في هذه الندوة التي
تعلمت
منها الكثير.
وتدخل د.رفيق الصبان ليعطي الكلمة للمثني صبح مساعد المخرج الموهوب
الذي يقول عنه هيثم حقي انه ساهم في نجاح العمل وتنبأ له
بمستقبل واعد.
وبدأ
المثني كلامه مداعبا: طوال عمري لم أسمع هذا المديح من هيثم حقي.. فضحك
الجميع..
وعموما هيثم حقي أستاذ وعملت معه في كثير من الأعمال ومع ذلك لا أخفي أنني
شعرت
بالخوف من التجربة خاصة أننا نقدم عملا للكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة
ولكن بعد
اسبوع واحد شعرت أنني في سوريا بمساعدة فريق العمل والدكتور
'محمد عمر مدير
الاضاءة'..
وسأله د.رفيق الصبان: متي تخرج بعد 7 سنوات من عملك كمساعد
مخرج؟
فأجاب: أنا مخرج منفذ منذ ثلاث سنوات وعندي عروض في سوريا وأنا أنتظر النص
الجيد لأنني مؤمن بأن النص الجيد يساعد كثيرا علي تقديم عمل جيد.
وتدخلت بطلة
المسلسل سميرة أحمد بالاشادة ببعض زملائها في المسلسل ووجهت انتقادا لبعض
النجوم
الشبان الذين أثاروا متاعب أثناء العمل لدرجة أن هناك من كان
يذهب للتصوير بعد غروب
الشمس بينما موعده في الثانية عشرة ظهرا.. ولابد أن أشير لنجوم متميزين
وملتزمين
مثل أحمد زاهر وطارق لطفي.
وأنهي أسامة أنور عكاشة الندوة بالتأكيد علي أن هذه
التصرفات غير المسئولة من بعض شباب الممثلين كانت أحد أسباب
غضب المخرج هيثم حقي.
|