أسامة أنور
عكاشة لـ «الأهالي»:
«أحلام في البوابة» تبحث قضية سرقة الآثار المصرية
نجوي إبراهيم
الكاتب المبدع أسامة أنور عكاشة واحد من الكتاب الذين قدموا الكثير من
الأعمال الدرامية الناجحة والمتميزة التي ينتظرها جمهور عريض يطل علينا هذا
العام بمسلسل «أحلام في البوابة» بطولة الفنانة سميرة أحمد ويوسف شعبان
ومعالي زايد ومن إخراج السوري هيثم حقي والبوابة في المسلسل كما يقول أسامة
أنور عكاشة هي بوابة المتولي أو باب زويلة الأثري وهي رمز لمصر، و«أحلام»
هي المحامية التي تترك المنصورة وتعود إلي البوابة، وتدافع عن أهلها ضد
أنواع الفساد والظلم والاستغلال. وفي الحوار التالي يجيب الكاتب أسامة أنور
عكاشة عن أسئلة «الأهالي»:
·
ما الجديد الذي تقدمه في مسلسل
«أحلام في البوابة»
أنا لا أستطيع أن أتحدث عن الجديد في هذا المسلسل لأن العمل الآن أصبح ملك
الجمهور والنقاد، فهم قادرون علي رصد الجديد الذي حاولت تقديمه.
·
إذن ما هي الفكرة العامة التي
يدور حولها المسلسل؟
الفكرة العامة هي الأحلام عموما سواء أحلام البسطاء أو من نطلق عليهم «ملح
الأرض» أي الطبقات الدنيا في مقابل أحلام الأغنياء فعندما تتصادف أحلام
هؤلاء وهؤلاء، من الذي يفوز في النهاية!! هذا هو السؤال الذي يطرحه
المسلسل.
·
وما هي السلبيات التي يكشفها
المسلسل؟
أنا لا أختار سلبية معينة وأبني عليها العمل الدرامي، ولكني أقوم في معظم
أعمالي بعملية رصد للواقع المرير الذي نعيشه بكل سلبياته وإيجابياته، وألقي
الضوء علي مناطق معينة، وفي «أحلام في البوابة» حاولت التركيز علي قضية
سرقة الآثار المصرية.
·
وكيف جاء التعاون بينك وبين
المخرج السوري هيثم حقي
قررت التعاون مع المخرج هيثم حقي بعد ملاحظتي أن المخرجين المصريين - للأسف
الشديد - جرفتهم التجارة ومتطلبات المنتجين، في حين أن المخرجين في سوريا
لايزالون يهتمون بالكيف، وليس الكم كما يحدث عندنا في مصر، وهذا سبب تقدم
الدراما السورية عن الدراما المصرية الآن، والتعاون بين مصر وسوريا موجود
منذ سنوات طويلة، فالشوام لهم الفضل في دخول المسرح في مصر، ولذلك فكرت في
أن يتم تعاون بين كاتب مصري ومخرج سوري.
·
هل معني ذلك أن الدراما السورية
تفوقت علي الدراما المصرية؟
بالفعل تجسد إبداع الدراما السورية في الكثير من الأعمال الدرامية من خلال
النصوص الجيدة والإبداع في الإخراج والأداء والديكور والإضاءة.
أجور النجوم
·
ترددت إشاعة بأن الفنانة سميرة
أحمد دفعت ثمن السيناريو مضاعفا حتي لا تتدخل في المسلسل بعد التصوير فما
تعليقك؟
هذا الكلام عيب أن يقال، ورغم أن بعض الصحف كتبت هذا الكلام إلا أن الفنانة
سميرة أحمد نفته، وأكدت عدم صحته فأنا لا يمكن أن أبيع ضميري، ولن أترك
عملي في أي مرحلة من مراحله، والذين أشاعوا هذا الكلام لم يعجبهم أن أجري
وصل إلي أجر النجوم الكبار، ولذلك روجوا لهذا الكلام غير الصحيح.
·
استطاع الكاتب أسامة أنور عكاشة أن يكون أحد مكونات الطقس الرمضاني حيث إن
معظم أعمالك تقدم في رمضان.. فهل أنت حريص علي ذلك؟
أعلنت أكثر من مرة أن العرض في رمضان لا يبهجني وعدم العرض لا يحزنني،
والحمد لله أن أهم أعمالي لم تعرض في رمضان كمسلسل «الراية البيضاء» و«رحلة
السيد البشري»، والجزء الأول من «ليالي الحلمية»، والجزء الأول من «الشهد
والدموع»، و«عصفور النار» فأنا لا أحتاج للعرض في رمضان ولا أستند علي هوجة
رمضان.
·
ولكن أغلب النجوم والكتاب
والمخرجين يتسارعون علي عرض أعمالهم في رمضان فلماذا؟
لأن الأعمال تنال أعلي نسبة مشاهدة عن أي توقيت آخر، في حين أن كثرة عرض
الأعمال الدرامية في رمضان لا تفيد المشاهد ويجعل الشهر الذي يتمتع بنسبة
مشاهدة عالية مجرد مولد والأعمال الجيدة تتوه وسط الزحام.
·
هل تعتقد أن لجنة المشاهدة التي
تم تشكيلها قبل رمضان لتقييم دراما رمضان ستجعلنا نشاهد أعمالا جيدة علي
الشاشة؟
نتمني أن تساهم هذه اللجنة في تصويب مسار دراما رمضان، والواضح علي الشاشة
حاليا أن الاختيار يكاد يكون صحيحا، فالأعمال المعروضة للمبدعة إنعام محمد
علي، والفنان يحيي الفخراني وشيخ المخرجين هيثم حقي وكوكبة أخري من الأسماء
التي نثق في قدراتها الفنية.
ملامح المسلسلات
·
ولكن اللجنة لم تتسلم الأعمال كاملة للحكم عليها ولذلك كان التقييم علي بعض
الحلقات فهل تعتقد أن التقييم بالقطعة سيكون موضوعيا؟
اللجنة تسلمت عشر حلقات تقريبا من كل مسلسل وكان الحكم وفقا لرؤية الحلقات
الجاهزة وأعتقد أن هذا كاف للحكم علي المسلسل، والمسلسل الذي لم تتضح
ملامحه خلال 10 حلقات فمن الضروري استبعاده فورا.
·
هناك تساؤل يفرضه الزحام
الرمضاني الذي نعاني منه كل عام من المسئول عن تدهور الدراما المصرية؟
الدراما المصرية للأسف الشديد نزلت سوقا تسيطر عليه الإعلانات والكل هدفه
الحقيقي الربح ولذلك يتم سلق الأعمال لكي تلحق بموسم الإعلانات كما أن
النجم أو النجمة أصبح اهتمامهم بالظهور في صورة مثالية علي الشاشة ولم يعد
هناك اهتمام بتدقيق اختياراتهم، ومن ناحية أخري نجد الكم الرهيب من
الفضائيات يحتاج إلي ملء فراغات علي الشاشة بالدراما حتي لو كانت غير جيدة
وأصبح كل من يستطيع أن يملأ صفحات يقال عنه كاتب، ويضطر المنتج إلي إنتاج
العمل لمواجهة الطلب المتزايد.
·
إذن ما هو العلاج؟
العلاج هو فصل الدراما عن الإعلان والاهتمام بالكيف وألا يكون معيار جودة
العمل هو النجم أو النجمة ولكن الموضوع.
·
تحولت غالبية الأعمال التليفزيونية في الآونة الأخيرة إلي نظام الثلاثين
حلقة خاصة دراما شهر رمضان مما جعل هناك اشتياقا إلي أعمال الخمس عشرة حلقة
والسهرات التليفزيونية فأين ذهبت هذه النوعية من الدراما؟ ومن المسئول عن
اختفائها؟
موضوع عدد حلقات المسلسل ليس مسئولية المؤلف فمن يكتب الثلاثين حلقة يمكن
أن يكتب 15 حلقة والمؤلف في الحالتين يحصل علي نفس الأجر، ولكن هناك ظروف
معينة تفرض الشكل الذي نكتب به، فعندما كان إنتاج المسلسلات مسئولية
التليفزيون كان عدد الحلقات لا يزيد علي 13 حلقة، وذلك بناء علي نظام
الدورة الإذاعية للتليفزيون، ولكن الآن نجد أن تكاليف الإنتاج زادت وخاصة
أجور الممثلين، فأصبح المنتج محتاجا لسد تكاليف المسلسل ولذلك فهو يطلب
أكبر عدد من الحلقات وأحيانا موضوع العمل نفسه يفرض زيادة عدد الحلقات
فمثلا «ليالي الحلمية» جاءت في خمسة أجزاء علي 140 حلقة، وهنا الموضوع هو
الذي فرض زيادة عدد الحلقات.
أسباب تجارية
·
وفي حالة مسلسلات رمضان هل الأمر
يختلف؟
في حالة مسلسلات رمضان السبب تجاري ولابد أن تبحث جهات الإنتاج عن حل لهذه
المشكلة.
·
وما الحل من وجهة نظرك؟
لابد أن تتولي جهات الإنتاج بنفسها بند الأجور وتقوم هي بدفعها فعندما تقل
الأجور يقل الضغط من المنتج علي المؤلف، ويجب أن نحتكم إلي الموضوع الدرامي
هل الدراما تستحق هذه المساحة أم بها مط وتطويل.
·
تتسم غالبية أعمالك بتعدد
التفاصيل والإسراف في الحكي مما يجعل البعض يقسر ذلك علي أنه نوع من
الإطالة فما رأيك؟
هناك اتهامات مجانية تنتقل بطريقة العدوي من بينها هذا الاتهام، وفي
الحقيقة إن تكرار هذا الاتهام في غاية السهولة وفي اعتقادي أن التفصيلات
الصغيرة تشكل ملامح العمل الفني ككل وأي محاولة لحذف مشهد صغير بدعوي أنه
غير ضروري سيؤثر علي الخط الدرامي وهذا بالطبع ينطبق علي الأعمال الجيدة
وليست الأعمال السطحية التي يمكن حذف نصف مشاهدها دون أن يحدث اضطراب في
مضمونها.
·
باعتبارك رائد الدراما
التليفزيونية هل تعتقد أن الكتابة التليفزيونية تختلف عن السينما؟
التعامل مع التليفزيون باعتباره نافذة مفتوحة علي كل الشرائح الاجتماعية
بثقافتها المختلفة وبالتالي لا يمكن أن تقوم الأعمال التليفزيونية علي
التجارب كما أنه لا يسمح التليفزيون بطبيعته الجماهيرية بتقديم أعمال
طليعية مثلما يحدث في السينما والمسرح.
·
بمناسبة انتصارات أكتوبر ما سبب عزوفك عن الكتابة لفيلم عن حرب أكتوبر خاصة
وسبق أن رفضت معظم الأعمال التي تقدم عن أكتوبر؟
فكرت في ذلك من قبل ولكن صرفت نظر بعد ذلك لأنني أشعر أن الوقت مازال مبكرا
علي إنتاج فيلم يجسد حرب أكتوبر بكل أبعادها، والمطلوب الآن فيلم موسمي
يعرض مرة واحدة في السنة، كما أني اكتشفت أنني لن أتمكن من أن أكتب ما أريد
بل أن أكتب ما هو المطلوب، ولم أتعود الكتابة بهذا الشكل.
·
ما سبب اهتمامك بالكتابة
الصحفية؟
الكتابة الصحفية أمارسها كضيف، وأهميتها في أنها تعطي لي الفرصة للتعبير عن
رأيي في الأحداث الجارية، خاصة أن الدراما تحتاج إلي وقت حتي تخرج إلي
الناس. |