فنان يبحث دائما عن التميز داخل مصر وخارجها, منذ بدايته يعشق الأدوار
التي تعبر عن مضمون مهم بصرف النظر عن عدد المشاهد, شارك في العديد من
الأفلام المصرية والعالمية كان آخرها تجسيده لدور حسين كامل زوج ابنة صدام
حسين في مسلسل عالمي أثير حوله جدل واسع, لكنه يدافع دائما عن نفسه بأنه
يعتز بدور الفدائي الفلسطيني الذي جسده في فيلم' أصحاب ولا بيزنس',
وهذا العام يلعب دور البطولة في فيلم' المشتبه' تشاركه البطولة الفنانة
بشري وسوسن بدر وباسم سمرة تأليف حسام موسي والإخراج لــ محمد حمدي, هو
الفنان عمرو واكد الذي كان لنا معه هذا الحوار.
·
' المشتبه' اسم يثير العديد
من المعاني فماذا تقول عنه؟
الفيلم في البداية كان اسمه' حلاوة روح' لكن بعد بداية التصوير فضلنا
اسم المشتبه لأنه ينم عما بداخل الرواية من أحداث, فهو اسم يثير الفضول
عند الناس وفي الوقت نفسه تدور القصة حول عدد من الناس يشتبه في أن كل واحد
منهم وراء جريمة قتل حدثت في بداية الفيلم والجميع يحاولون إثبات
براءتهم, لذلك اخترنا اسم' المشتبه'.
·
ما الجديد الذي تقدمه في هذا
الفيلم؟
عندما قرأت السيناريو تأثرت كثيرا بما به من عوامل تشويق وإثارة لدرجة أنك
تبحث طوال الأحداث عن مرتكب الجريمة الغامضة التي تحدث في البداية, وفي
الوقت نفسه ألعب في الفيلم شخصية توأمين, الأول رجل أعمال له وجود كبير
علي الساحة التجارية مما يجعله خطرا علي بعض أصحاب النفوذ وتحدث له حادثة
يموت علي إثرها, والثاني وكيل نيابة يبحث عن قتلة أخيه, مما يجعله يشك
في كل المحيطين به إلي أن تظهر الحقيقة في النهاية, ولا أنكر أن شخصية
وكيل النيابة تثير فضولي الفني لما بها من تناقضات, فهو شخص يعتمد علي
ذكائه في الوصول إلي الحقيقة ويتعامل مع كل الناس بأساليب مختلفة, حتي
إنك لا تستطيع أن تعرف رد فعله أو فيم يفكر لأن كل تحركاته مدروسة بدقة
وهذه الشخصية تجعلني أستجمع كل قواي للتركيز حتي أكون مستعدا لأداء
الشخصية.
·
أثناء استعدادك للدور هل استشرت
بعض وكلاء النيابة؟
ليس المهم أن تستشير شخصا يمتهن مهنة معينة حتي تجسدها إنما أنا كفنان
أقابل في حياتي الطبيعية عددا كبيرا من الناس يمتهنون مهنا مختلفة أحاول أن
أختزلها في عقلي إلي أن يعرض علي دور معين فأحاول أن أستعين بالذاكرة حتي
أرسم الشكل الخارجي للشخصية, ثم أبحث بداخلها عن مناطق القوة والضعف وبعض
التحولات التي تحدث لها إلي أن أمتلك مفاتيح الشخصية بالكامل فيما نسميه
بالتوحد بين الفنان وشخصيته في العمل, ثم أناقش بعض تفاصيل الدور مع
المخرج والمؤلف لأنه بالتأكيد' ملمس' مع باقي الشخصيات داخل الفيلم
وقتها أكون مستعدا للتصوير.
·
أليست مغامرة أن تشارك في فيلم
مع مخرج ومؤلف لأول مرة؟
الفن كله عبارة عن مغامرة لذلك تجد فيه متعة عندما تشاهده وأنا بطبعي ضد
القوالب الثابتة ودائما ما أسأل نفسي: ما الأهم النص الجيد أم اسم كاتبه؟
ولا تنسي أن كل المخرجين العظام بدأوا صغارا فما المانع من خوض هذه
التجربة؟ فمثلا عندما قرأت الورق أعجبت به لأن المؤلف كتب جميع التفصيلات
التي تخطر علي بال المشاهد في الحوار, وبرغم أن هذه أولي تجارب المخرج
فإن خلفيته كمدير تصوير أعطته خبرة كبيرة في مجال الصورة, حتي إنه يشرح
المشهد وكأنه يصوره فيعطي الممثل الواقف أمامه ثقة كبيرة وانطباعا بأن هذا
الرجل يمتلك فكرا سينمائيا يؤهله ليكون واحدا من أفضل المخرجين في المستقبل
القريب لذلك تستطيع القول إنها مغامرة محسوبة وأتمني لها النجاح.
·
باعتبارك نجم العمل, هل تتدخل
في اختيار باقي الفريق؟
أنا ممثل جاءني عرض للقيام ببطولة فيلم لابد أن أركز علي دوري أولا ولا
أتدخل في عمل المخرج لأنه كابتن الفريق أو المايسترو الذي يري الصورة بكل
جوانبها أمامه, لكن قد أبدي رأيي لو طلب مني لكن لا أستطيع أن أفرضه علي
أحد لأني لا أحب أن يتدخل أحد في عملي أيضا, وبالنسبة لفيلم المشتبه
فالتفاهم بين فريق العمل واضح في كل شيء, فالفنانة بشري شاركت معها من
قبل في مسلسل لحظات حرجة الذي استمر تصويره شهورا طويلة, نفس الشيء
بالنسبة للفنانة سوسن بدر وباسم سمرة, مما أحدث بيننا نوعا من التفاهم
سوف يشعر به المشاهد أثناء وجوده في صالة العرض عند نزول الفيلم.
·
البعض حملك سبب تأخير تصوير
الفيلم, فهل كانت لك مطالب معينة؟
هذا الكلام غير صحيح بالمرة فأنا لم أعطل التصوير يوما واحدا, كل ما في
الأمر أننا اتفقنا علي أن يبدأوا هم تصوير مشاهدهم أولا, ثم يأتي دوري
بعد ذلك, وكان السبب أنني أصور دوري في فيلم' إبراهيم الأبيض' مع
أحمد السقا ومن إخراج مروان حامد وعندما انتهيت منه تفرغت لفيلم'
المشتبه' وكان باتفاق مسبق مع المخرج, فلماذا يرددون هذا الاتهام؟
·
جدل كبير أثير في الفترة الماضية
لمشاركتك ممثلا إسرائيليا في مسلسل أجنبي؟
أولا أنا رشحت للمشاركة في عمل عالمي للقيام بدور الفريق حسين كامل صهر
الرئيس العراقي الراحل صدام حسين, وذلك مع مجموعة من الممثلين الذين
ينتمون لدول مختلفة ولم أكن أعلم جنسية كل العاملين في العمل, فهذا ليس
من إختصاصي أنا تعاملت مع الرواية علي أنها مشروع فني لابد أن أؤدي فيه
دوري بصدق حتي يعرف العالم الغربي أن لدينا فنانين يستطيعون القيام بجميع
الأدوار التي تعرض عليهم بكفاءة عالية, ثم أثناء التصوير ثارت ضجه وكتبت
الصحف عن هذا الموضوع لكن كان ثلثا الفيلم قد تم تصويره فاتصلت بنقيب
الممثلين د. أشرف زكي وشرحت له الموقف وأن الموضوع كله لم يكن مقصودا أو
عن سوء نية وتفهم الحكاية بشكل صحيح وساعدني علي تكملة المشوار حتي إن
الذين هاجموني عادوا وكتبوا عني بشكل جيد, ولا يجب أن يزايد أحد علي
وطنيتي فأنا أعتز بدوري في فيلم' أصحاب ولا بيزنس' الذي قدمت فيه دور
الفدائي الفلسطيني الذي فجر نفسه في قوات الاحتلال ليدافع عن أرضه وعرضه,
لكن أعود وأقول إن الموضوع برمته جاء عن طريق المصادفة ولم يكن هناك سوء
نية.
·
سمعنا أن لديك مشروع فيلم عالمي
سوف تبدأ إنجازه قريبا؟
أنا كتبت سيناريو لفيلم تاريخي بعنوان' عنترة بن شداد' منذ فترة طويلة
لكن ميزانية الفيلم كبيرة للغاية تصل إلي عشرين مليون جنيه وعندما بحثت عن
شركة ممولة في الخارج وجدت إحدي الشركات ترصد لي ميزانية تصل إلي ثلاثين
مليون دولار, لكن لها شروطا صعبة تتمثل في أن يكون الفيلم ناطقا
بالإنجليزية وهذا ليس مشكلة إنما هناك شرط أساسي أن يكون المخرج من هوليوود
أو علي الأقل له ثلاثة أفلام شاركت في هوليوود, معني ذلك أن الفيلم سوف
يفقد الرسالة التي كتبته من أجلها فأنا أريد عمل فيلم عربي خالص بتكلفة
عالية لعرضه علي الغرب ليتعرف علي ثقافتنا وما وصلنا إليه, لكن أن يكون
المخرج أجنبيا والممثلون وكل فريق العمل فهذا يعتبر فيلما أجنبيا يتحدث عن
العرب وليس العكس وأنا أرفض ذلك, المهم أننا حتي الآن وصلنا لطريق مسدود
والمشروع مؤجل لكن لم أفقد الأمل في أن يخرج بالطريقة التي أريدها.
·
ألا تري أن أفلاما من تلك
النوعية لا تتماشي مع السوق المصرية؟
من قال ذلك, الجمهور يقبل علي الأفلام التي تحمل بداخلها قيمه كبيرة سواء
كانت درامية أم تاريخية, ومن يقول إن فيلم صلاح الدين الأيوبي سقط في دور
العرض, فالرد ببساطة أن ذلك كان منذ45 سنة لكن الآن الدنيا تغيرت
والجمهور أصبح أكثر وعيا, والدليل أن الأفلام الأجنبية التاريخية يستمتع
بها الجمهور بكل طوائفه, ويشاهدها أكثر من مرة فلماذا نفترض أمورا من
الخيال لم تحدث علي أرض الواقع؟*
الأهرام العربي في
21/03/2009 |