وكأنهما ضربا بأسطورة' تيتانيك' عرض الحائط! وقررا اختيار نوعية
مناقضة تماما لهذه العلاقة العاطفية. وشرعا في تقديم فيلم جديد بعد مرور
أكثر من10 سنوات علي أول لقاء بينهما.نستمتع بأداء هذا الثنائي الساحر
كيت وينسلت وليوناردو دي كابريو بقيادة سام مينديز في' الطريق الوعر'.
فازت الإنجليزية وينسلت-33 عاما- بجائزتي الكرة الذهبية, كأحسن ممثلة
في فيلم درامي عن دورها كربة بيت محبطة ترفض الاستسلام لحياتها اليومية
الرتيبة, في فترة الخمسينيات في فيلم الطريق الوعر الذي شاركها بطولته
ليوناردو دي كابريو-35 عاما- وكاثي بيتس التي شاركتهما أيضا بطولة
تيتانيك, قصة الفيلم مأخوذة عن رواية للكاتب الأمريكي ريتشارد ياتس,
ومن إخراج زوجها ومواطنها سام مينديز, كما حصلت علي جائزة أحسن ممثلة
مساعدة عن دورها كامرأة ألمانية لها ماض مجهول في فيلم'القاريء' وهو
يجمع بين الحرب والرومانسية ويتعاطف مع ضحايا النازية, يشارك في البطولة
مواطنها رالف فاينز ومن إخراج مواطنها أيضا ستيفن دالدري. ثم فوزها
بجائزة أوسكار كأحسن ممثلة عن نفس الدور وهو سادس ترشيح لجائزة أوسكار في
مشوار وينسلت الفني.
يبدو لنا الطريق الوعر كما لو كان استنتاجا لشكل حياة الثنائي العاشق'
جاك وروز' علي متن السفينة تيتانيك, لو كتب لهما الاستمرار, فالحياة
الزوجية تختلف تماما عن قصة الحب الرومانسية.
يبدأ فيلم الطريق الوعر بلقاء يجمع بين فرانك وآبريل في إحدي السهرات بين
الأصدقاء, ويقع كل منهما في حب الآخر من أول نظرة, ثم نتنقل بعد مقدمة
الفيلم فورا للضغوط اليومية التي تفسد حياة كل منهما بعد زواجهما وإنجابهما
لطفلين! وتبدو لنا حياتهما من الخارج كأنها مثالية. فأسرة ويلر هي مثار
إعجاب جميع المحيطين, من جيران وزملاء.و هي تمثل الحلم الأمريكي فرب
الأسرة يعمل في وظيفة براتب مجز ويوفر لأسرته حياة كريمة ويمتلك منزلا
جميلا في ضواحي ولاية كونكتيكت في شارع' ريفليوشنري رود' وهو اسم
الفيلم أو طريق الثورة الأصلي, وسيارة حديثة.لكن عندما ننفذ للداخل
نلمس مدي معاناته في الذهاب يوميا لعمل يكرهه تماما حتي يتمكن من دفع أقساط
المنزل, ولا يري أي إبداع في مجال عمله في قسم المبيعات بمصنع للمعدات
الميكانيكية.أما زوجته فتعاني إحباطات أخري لأنها لم تحقق ذاتها من خلال
موهبتها الفنية في التمثيل!ونفهم أن هناك شجارا دائما بينهما حول أسلوب
الحياة الذي لا يرضيهما.و في يوم عيد ميلاد فرانك, يقرر الانزلاق لطريق
الخيانة الزوجية, فيقوم بإغواء زميلة له في العمل, يتصادف ذلك مع
مراجعات الزوجة لتصرفاتها, وإعدادها لاحتفال مصغر لاستقبال الزوج بترحاب
مع طفليهما عند عودته مساء! وبعد شعور الزوج بالندم ومحاولة الزوجة
لاستعادته, يدور حوار بينهما لتغيير مسار حياتهما لتحقيق ذاتهما,
فيتفقان علي بيع كل ممتلكاتهما وتقديم الزوج لاستقالته, والذهاب إلي
أوروبا من أجل الاستقرار في باريس مدينة النور والرومانسية والأحلام!و
يبدآن في إعلان مشروعهما الغريب للجميع! فنتعرف علي ردود أفعال مختلفة
ومفاجآت عديدة! وكأن صناع الفيلم يسعون لتقديم نصيحة لكل العشاق كي لا
يندفعون وراء المشاعر دون التحقق من إمكانية تحمل مسئولية الحياة
الزوجية! لكن الفيلم لا يتوقف عند حد الدراما الرومانسية بل يحمل في
طياته تطورات خطيرة تنقلنا لمأساة تلو المأساة وتنتهي بصدمة هائلة!
وتعدنا الموسيقي التصويرية شديدة التأثير والتي تعتمد علي الترقب
لانتظارحدث مؤلم.قام بتأليف الموسيقي توماس نيومان, الذي تعاون من قبل
مع مينديز في فيلمي' الجمال الأمريكي'إنتاج1999 و'طريق
الهلاك'إنتاج2002, ويبدو لنا أن صناع الفيلم جميعهم مروا بمرحلة نضج
عالية, من خلال الشكل والمضمون. وتعلق وينسلت قائلة علي هذه
التجربة:' إنها جيدة جدا, وتم كل شيء بطريقة طبيعية للغاية.و تعاملت
مع زوجي كأي مخرج آخر.و لدي دائما قناعة بأنني في عملي يجب أن أنصاع
لأوامر المخرج.'و أيضا:'ليو صديق عزيز جدا. وبما أننا عملنا قبل ذلك
معا, فكل منا يعرف الآخر جيدا.كما أن الثقة التي يحملها كل منا للآخر
ساعدتنا بشدة.' وقد نمت الصداقة بينهما قبل تصويرتيتانيك. وظلا علي
اتصال طوال هذه الفترة, وقيل إنه كان يصحبها في المناسبات العامة للتخفيف
عنها عندما فقدت شخصا مقربا إليها وكان خير سند لها وتمكنت من تخطي
أزمتها, حتي إن زوجها هو الذي رشحه ليلعب دور الزوج في هذا الفيلم لما
لمسه من التقارب الكيميائي بينهما وتصرف بشكل احترافي بعيدا عن مشاعره.
وهي تتحدث عنه ربما أكثر مما تتحدث عن نفسها, ولاشك أنه من الصعب مقاومة
سحر دي كابريو!فتقول إنه يتمتع بأداء عميق وكثيف, بفضل خبراته الثرية
في العمل خصوصا مع المخرج الأمريكي الكبير مارتن سكورسيزي. وعبرت وينسلت
عن مشاعرها تجاه دي كابريو بعد فوزها الأخير, وقالت له' أحبك'!
والغريب أنها لا تهتم بمشاهدة أعمالها بعد العرض, فتقول إنها لا تحتمل
الجلوس مدة طويلة وهي تسند رأسها بيديها كي تشاهد الفيلم. وأنها ودي
كابريو قد شاهدا' تيتانيك'مرتين فقط!
وينسلت التي غيرت وجه الإغراء في فترة من الفترات, فحتي الإغراء له
موضات, بعدما ظلت المرأة الرشيقة متربعة علي عرش الإغراء لسنوات
طويلة.إلي أن ظهرت كيت وينسلت بجسدها الممتليء الأقرب لنساء شكلن أحلام
فناني عصر النهضة, وسجلهن في لوحات خالدة. ومن نفس النموذج ظهرت بعد
وينسلت الأمريكية إليشيا سلفرستون والبورتو- ريكية جينيفر لوبيز. ولاشك
ظهور وينسلت بالشكل الأنثوي التقليدي وكذلك المشاعر العاطفية الملتهبة قد
أشبعت الكثيرين ممن يفتقدون هذه الجرعة الدسمة من الفن, من خلال تيتانيك,
الذي حقق أعلي إيرادات في تاريخ السينما وتخطت أرباحه مليار و800 ألف
دولار في أنحاء العالم!بطولة ليوناردو دي كابريو وكيت وينسلت وقصة وإخراج
جيمس كاميرون. وقدمت أدوارا رائعة أخري في أفلام' العقل ووالعاطفة و'
جيود' و'الأشواك' و'الأشعث القبيح' و'الدخان المقدس'
و'العثور علي نيفرلاند' و'كل رجال الملك' و آخرهم' الإجازة'.
الغريب أن وينلست عانت التعليقات الساخرة من الآخرين وهي في سن الخامسة
عشرة, كان يبلغ طولها1.96 متر ووزنها80 كيلوجراما, مما يضعها في
خانة المستبعدات من أية جاذبية في فترة المراهقة! ولحسن الحظ أنها تعرفت
وقتها إلي فتي تمكن من منحها الثقة بنفسها للتصالح مع مظهرها وتتذكر
قائلة:'لقد نصحني بأن أكون نفسي, وليس من الضروري أن تتوافق صورتي مع
المقاييس التي يضعها الآخرون للمرأة المثالية'.
وقد سجلت وسائل الإعلام ملاحظة أن وينسلت تزداد جمالا!وتغزلت في شعرها
الأشقر الذهبي وقوامها الرشيق بعدما فقدت بعضا من سمنتها. وظهرت في قمة
الأبهة مع زوجها ومواطنها المخرج سام مينديز وزميلها دي كابريو, يوم
العرض الأول لفيلم' طريق الثورة'علي السجادة الحمراء, وأثارت الفضول
أكثر من الإعجاب وتساءل المحيطون عن سبب تألقها.و قبل ذلك ظهرت في برنامج
جاي لينو الشهير'تونايت شو' لتبهر الجماهير بفتنتها الطاغية!*
الأهرام العربي في
21/03/2009 |