|
تعيش الفنانة سمية الخشاب هذه الأيام مرحلة مهمة في حياتها كفنانة
وإنسانة, مرحلة قانونها النضج وفلسفتها الوعي, وأسلوبها الوضوح مع
النفس, وتحصد الفنانة الشابة سنوات الخبرة وتحولها إلي فن تمارسه,
وسلوك تعيشه, وعلاقات تتأثر بها وتؤثر فيها, فأفكارها تتجه إلي
الأمام, ومشاعرها لا تلتفت للوراء, وأحاسيسها صارت مضبوطة علي إيقاع
أيامها وابتسامتها مشحونة بقليل من الأسي, وعيونها تختزن كثيرا من
الدموع, وقلبها يحمل بعض الهموم التي تفضفض بها من حين إلي آخر, لا
تعتبر دوريها في فيلمي' الريس عمر حرب'و'حين ميسرة'نقطة تحول في
مشوارها وموهبتها بل تغيير لمسار تفكيرها, وإعادة صوغ لخريطة
اختياراتها, تروي سمية الخشاب في حوارها مع الأهرام العربي المزيد من
التفصيلات عن سر اتجاهها إلي الغناء في الفترة الأخيرة, وتتحدث عن شادية
وليلي مراد.
·
في البداية نريد أن نبارك لك علي
أغنيتك الجديدة' عشمنا في ربنا' التي تتحدث عن غزة والتي تم عرضها منذ
أيام قليلة؟
بابتسامة رقيقة قالت: ميرسي أرجو أن تكون قد نالت إعجابك, وإعجاب
المشاهدين
·
كيف جاءت فكرة الأغنية؟
أثناء العدوان الإسرائيلي الغاشم علي غزة أصبت بحالة نفسية صعبة من المناظر
المؤلمة التي كنت أشاهدها يوميا, من خلال قناتي' الجزيرة'
و'العربية' اللتين كنت أتنقل بينهما باستمرار لمتابعة آخر تطورات
المجزرة الإسرائيلية, وفجأة قفزت في ذهني فكرة التعبير عما يحدث من خلال
أغنية, فتحدثت مع الملحن وليد سعد وقلت له: أتمني تقديم أغنية عن
فلسطين, فرد علي قائلا' اقفلي دلوقتي وهاكلمك', وبعد ساعة تقريبا
وجدت الشاعر الشاب نادر عبدالله يتصل بي ويقول لي اسمعي هذا المقطع:
'بحق بيت لحم والأقصي والحرم... بحق كل واحد من ابنه اتحرم
بحق أمي وأبويا وأختي وأخويا... وأنا وابني اللي عمره يدوب كام سنة
اتولدنا وبرضه هنموت هنا وراضيين... نموت واقفين علي أرضنا'
وبعد انتهائه من كلمات الأغنية شعرت بقشعريرة تسري في جسدي, وخلال48
ساعة, كنا انتهينا من تسجيل وتصوير الأغنية التي تنازل فيها الجميع عن
أجرهم.
·
هل تعتقدين أن تقديم أغنية شئ
كاف لمساندة الشعب الفلسطيني؟
لأ طبعا.. لكني عبرت وكما ذكرت لك من خلال هذه الأغنية عما يدور
بداخلي, وتبرعت بكل الأموال العائدة من الرنات علي هذه الأغنية من أجل
الفلسطنيين, وهذا أقل شيئ ممكن أقدمه.
·
هل حققت الأغنية النجاح المرجو
منها؟
الحمدلله حقققت نجاحا كبيرا, و جاءتني رسائل كثيرة من أشخاص لا أعرفهم
يباركون لي هذه الأغنية التي مستهم جدا, خصوصا أننا استعنا بالأطفال
الذين منحوا الأغنية كل الصدق.
·
لكن لدي سؤالا أريد توجيهه لك عن
سر اتجاهك للغناء في الفترة الأخيرة برغم نجوميتك السينمائية التي تحققت
بقوة أخيرا؟
... لم أتجه إلي الغناء في الفترة الأخيرة, لقد بدأت مشواري الفني
كمطربة علي يد الموسيقار حلمي بكر الذي تحمس لي وساندني في البداية, لكن
التمثيل أخذني ونجاحي كممثلة آجل مشروعي الغنائي لسنوات, وطوال هذه
السنوات قدمت مجموعة من الأدوار المتميزة التي وضعتني في صفوف النجوم
الكبار, وبعد أن حققت نجوميتي السينمائية بدأت أبحث عن نجوميتي
الغنائية.
·
هل انتهيت من تسجيل أغنيات
ألبومك الأول؟
أوشكت تقريبا علي الانتهاء من تسجيل أغنيات الألبوم الذي تعاونت فيه مع
مجموعة من الشعراء هم نادر عبدالله, محمد جمعة, إكرام العاصي, محمد
رفاعي, أحمد علي موسي, ومن الملحنين وليد سعد, محمد يحيي, محمد
رحيم, رامي صبري, ومحمد رفاعي, وسوف يطرح الألبوم في عيد الربيع,
أي منتصف شهر إبريل المقبل.
·
هل وجدت صعوبة في إيجاد شركة
الإنتاج التي تتعاملين معها في أول ألبوماتك ؟
عرض علي كثير من العروض من عدة شركات إنتاج سواء في مصر أم لبنان أم
الخليج, لكنني فضلت إنتاج هذا الألبوم علي نفقتي الخاصة حتي أقدم فيه كل
ما أحلم به سواء علي صعيد الكلمة أم اللحن, دون أي تدخل من شركات
الإنتاج, وبعد ذلك سأقوم باختيار شركة كبري لتوزيعه.
·
هل ترين أن سوق الغناء يمكن أن
يستقبلك كمطربة بصورة جيدة وتحققين نفس الشهرة التي حققها التمثيل؟
الجمهور أصبح واعيا بالدرجة التي تسمح له بالاختيار, وبرغم وجود هذا الكم
الهائل من المطربين والمطربات فإن عددا قليلا منهم فقط يجذب الناس بالفعل
من أولئك الذين يتمتعون بأصوات جيدة وتستحق النجومية, وأتمني أن أجد نفسي
في الغناء مثل التمثيل وأن يتقبلني الناس بشكل جيد.
·
ألا تخشين أن يأخذك الغناء من
التمثيل؟
...بضحكة عالية قالت يارب الغناء ياخدني من التمثيل!لأني' زهقت' من
التمثيل, الذي أجده مزعجا جدا, ولا تتخيل المجهود والتعب اللذان
أبذلهما في تصوير مشهد واحد, لكن أحب أطمئنك بأن الغناء لن يأخذني من
بلاتوهات السينما لسبب بسيط, وهو أنني' مش بانحت' في السينما بمعني
أنني أقدم كل عام أو عامين فيلما, فأنا لا أشتغل إلا في الفيلم الجيد
لهذا أطلقوا علي لقب' القناصة' لأنني أجيد اختيار أدواري التي تجد
رواجا جماهيريا بمجرد عرضها.
·
بعد اتجاهك للغناء هل يمكن أن
تعيد سمية الخشاب أمجاد الفنانتين شادية وليلي مراد في السينما الغنائية ؟
... يارب! أتمني لكن هاتين النجمتين زمانهما غير زماننا, ونجوميتهما
غير نجوميتنا, وبالتالي لا يصح المقارنة بيننا, وأنا كل ما أتمناه أن
يحبني الجمهور وأصل إلي كل الناس, وأقدم لهم من خلال فني أشياء مفيدة
تعبر عن مشكلاتهم واحتياجاتهم, لأن الفنان رسالة.
·
ما شعورك عندما عدت للغناء مرة
ثانية في الصيف الماضي في مدرسة الفرير ؟
كنت مرعوبة من خوض تجربة الغناء مرة ثانية بعد سنوات طويلة من البعد عنه
خصوصا علي المسرح, وعلي وجه التحديد منذ بدأت مشواري الفني قبل12 عاما
من خلال مسلسل' الضوء الشارد' لهذا لم أخبر أحدا, لكن فور صعودي علي
خشبة المسرح نسيت كل ما أفكر فيه نتيجة الاستقبال الرائع الذي أنساني رهبة
الموقف, وكانت مفاجأة سعيدة لي في اليوم التالي للحفل عندما وجدت مصر
كلها تحدثني عن النجاح الذي حققته, لدرجة أن كثيرا من متعهدي الحفلات
عرضوا علي الغناء بالمقابل المادي الذي أحدده, لكن حتي الآن لم أبد رأيي
النهائي في هذا الموضوع لحين اطمئناني علي طرح ألبومي الجديد ومعرفة رأي
الجمهور فيه.
·
أعلم بحكم صداقتي لك أنك معجبة
بالفنانة هيفاء وهبي.. ما سر هذا الإعجاب ؟
هيفاء من أجمل الفنانات الموجودات علي الساحة الفنية وتمتلك حضورا طاغيا
علي خشبة مسرح الغناء, وصعب أن تغني هيفاء وتغض الطرف عنها فلها سحر خاص
وأخاذ, وأعتقد أنها ستحقق نجاحا خطيرا في التمثيل لأنها من الفنانات
الذكيات جدا.
·
من المطربين الذين تنال أصواتهم
إعجابك؟
كثيرون أي مطرب يقدم كلمة حلوة أو لحنا عذبا من خلال أغنيته ينال إعجابي,
من هؤلاء المطربة الكبيرة وردة, أنغام, شيرين, أصالة, هاني شاكر,
عبدالله الرويشد, نبيل شعيل, صابر الرباعي,فضل شاكر, نانسي عجرم,
إليسا, نوال الزغبي, يارا, تامرحسني, محمد حماقي, خالد سليم.
·
تم تكريمك في الصيف الماضي في'
مهرجان ربيع القيروان' في تونس كيف ترين هذا التكريم؟
أي تكريم هو بمثابة دافع بالنسبة لي لاستكمال مشواري بنجاح, ولقد سعدت
بهذا التكريم خصوصا أنه جاء من جانب مهرجان ثقافي مهم- مهرجان
القيروان- الذي سبق وكرم مجموعة متميزة من النجوم الكبار مثل الفنانين
الكبار: نور الشريف, يسرا, بوسي, وغيرهم من النجوم فضلا عن
استضافته لكبار الكتاب والشعراء والمثقفين, الذين أثروا ومازالوا يثرون
الحياة الأدبية العربية بأعمالهم الراسخة في ذاكرة الأمة, لقد سعدت بهذه
الدعوة خصوصا أنه لم يسبق لي السفر إلي تونس من قبل, وكانت هذه هي المرة
الأولي التي أري فيها تونس الخضراء التي حدثتني عنها كثيرا صديقتي الفنانة
التونسية' هند صبري' و شجعتني من قبل للسفر قائلة لي: لك جمهور كبير
في تونس, فضلا عن المتابعين لأعمالي والمحبين لي, وعندما ذهبت إلي تونس
وجدت مئات فعلا من المتابعين لفني ولمشواري وسعدت جدا بمحبتهم لي
ولأعمالي, وأتمني أن أقدم أعمالا فنية جيدة تحظي باهتمام وإعجاب كل
العالم العربي*
الأهرام العربي في
14/03/2009 |
