لم يكتف
منذر رياحنة بتحديد وصف “ممثل جيد” الأكثر أهمية بالنسبة له من معطيات
النجومية لكنه ذهب الى تأكيد عدم تصديقه وهم النجومية لأنه “ليس ساذجاً”
على حد تعبيره في تلميح لإدانة من يدّعونها، وذكر في حوار رآه الأشمل مع
“الخليج” أنه مستعد لأداء عشرة مشاهد فقط في عمل لائق حتى عقب نيله مؤخرا
ذهبية مهرجان القاهرة للاعلام عن بطولة “عودة أبو تايه” ونيل “الاجتياح”
الذي تصدر أدواره جائزة “ايمي” العالمية ومحطاته التمثيلية ضمن “أبو جعفر
المنصور” و”الأمين والمأمون” و”رأس غليص” و”المرابطون والاندلس” و”ذي قار”،
وبعد اشارته الى تحضيره حاليا للمسلسل البدوي “مخاوي الذيب” والتاريخي
“بلقيس” مع صبا مبارك رد على أسئلتنا معتبرا بعضها استفزازية على النحو
التالي:
·
ماذا تعني لك الجوائز؟
تعني كلمة
“شكراً” من أشخاص لهم تخصصهم ورؤيتهم النقدية شاهدوا الأعمال ومنحوها
تقديراً مناسباً.
·
لماذا هاجمت النقاد سابقاً اذاً؟
لم
أهاجمهم بل وضعت “سبوت لايت” عليهم فأنا مع وجود نقاد متخصصين يصبحون
تدريجيا رؤساء للمهرجانات ويفنّدون ما يقدمة الفنان لكنني ضد طرح انطباعات
شخصية بعيدة عن الأكاديمية والحرفية بوصفها أحكاما قطعية وهذه هي السائدة
للأسف.
·
يؤخذ عليك تدخلك وعدم امتثالك للتوجيهات
وعصبيتك أثناء التصوير فما ردك؟
يجب أن
أتدخل في أدق التفاصيل لأننا نقتقد الفريق المحترف لإدارة الممثل وتنقصنا
المهنية الفنية الكاملة لكنني أنفذ التوجيهات الأساسية، ولست عصبيا فأنا
أكثر شخص ينشر البهجة والضحك في “لوكيشنات” التصوير.
·
ماذا عن تغليبك شخصيتك الذاتية على دور “أبو
مسلم الخرساني” في مسلسل “أبو جعفر المنصور”؟
أدرج
شخصيتي في كل دور أؤديه لأترك أثرا مختلفا وفي النهاية أنا من ينجزه ومسؤول
عنه ولست أداة جاهزة لنقل تعليمات حرفية فقط.
·
ألهذا اختلفت مع بسام المصري مخرج “عودة أبو
تايه”؟
على العكس
شكلنا “دويتو” متفاهماً وكنا نتبادل المقترحات والملاحظات والعلاقة بين
الممثل والمخرج تفشل حين ترتكز على فرض أولوية القيادة فهي تكاملية أو تكون
نهايتها “مع السلامة” من البداية.
·
هل ترى أن الممثلين مجبرون على قبول
الموضوعات والتحرك في اطار اجادة الأداء الفني فقط؟
نعم هذا
صحيح في مرحلة معينة حتى يثبتوا وجودهم ويصبح الممثل قادرا على استحداث أو
انتقاء موضوعات يريدها.
·
الا تنساقون مع ذلك لرغبة الفضائيات التي
تملك زمام الأمور؟
طبعاً
هناك انسياق للفضائيات غالباً فهي تحدد وتقرر وتعرض ما تشاء في النهاية.
·
كانت بدايتك قبل 5 سنوات الا ترى أنك قفزت
للمقدمة بسرعة وأصبحت نجما فجأة؟
لست نجما
ولا في المقدمة وانما ممثل جيد أجسّد أدوار البطولة وأنا مستعد لأداء عشرة
مشاهد في عمل مهم أما النجومية فهو وهم كاذب و”فرقعة” لست ساذجا لأصدّقها
ولن أعيشها.
·
وماذا عن ترتيب الأسماء؟
صدقني لا
أقف عنده كثيرا وأعتبره أمرا ثانويا.
·
هل تسعى الى السينما المصرية؟
أسعى
للذهاب الى أي مكان في العالم فيه عمل فني مهم حتى لو كان في جنوب إفريقيا.
·
لماذا اذاً انتقدت تجربة زميلك اياد نصار؟
نسب لي
هذا الكلام كذبا فتجربته جيدة و”شغله” ممتاز ونحن على تواصل.
·
وكيف تنظر الى الدراما الأردنية حاليا؟
لا توجد
دراما أردنية وأخرى مصرية وثالثة سورية ورابعة خليجية ولكن هناك دراما في
الأردن أو في مصر وهكذا لأنها تجمع كوادر من مختلف الدول ولا يجوز تأطير
هويتها، وهنا قطعت آلية انجاز الأولى خطوات كبيرة منذ فترات طويلة.
·
لماذ صدارة أدوار الشبان مؤطرة غالبا لك
ولإياد نصار وياسر المصري؟
هناك
مجموعات جديدة موهوبة ودفعات تتخرج في الجامعة لكننا في الأردن لا نتجاوز
سبعة ملايين نسمة وبالتالي من المتوقع قلة في المتوجهين للفن.
·
بمناسبة ذكرك الجامعة لماذا بقيت 6 سنوات في
كلية الفنون قبل تخرجك؟
تأخر
تخرجي لأنني كنت أعمل خلال دراستي في جامعة اليرموك ووجدت صعوبة في التوفيق
بين الدراسة والعمل.
·
كيف تجد “فانتازيا” المخرج نجدت أنزور؟
شكل لا
أكثر ولا أنتقص هنا من نجدت أنزور بل أقصد نوع الفن الذي يمارسه.
·
لماذا لا تنجح الكوميديا الأردنية؟
إنها تنجح
لكنها بحاجة الى وقت كاف لتنفيذها وعرضها وهنا علينا التدقيق في سؤال مهم:
هل العمل الحاصد جماهيرية كبيرة هو بالضرورة ناجح ويتمتع بمعايير فنية
جيدة؟ الإجابة: ليس دائما لأن بعضها، من دون ذكر أسماء، يحصد اقبالا لكثرة
بثها حسب نهج القنوات أو لعرضها على فضائية مشاهدة رغم تفاهة مضمونها.
·
هل تلمح الى شعبية المدبلجة خصوصا التركية؟
لا أريد
التخصيص لكن المسلسلات التركية بالذات صارت “مسخرة” ومعيبة وعلى النقيض،
مثلا “الاجتياح” ليس جماهيرياً وانسحبت فضائية من انتاجه في اللحظة الأخيرة
لكنه مهم جدا وحاز جائزة “ايمي” العالمية.
·
ألا ترى أن العمل حمل “تسييسا” فنيا؟
كلمة
“تسييس” للدراما سيئة وأنا ضدها لكنني مع طرح البعد السياسي والانساني
للقضية الفلسطينية وممارسات العدو الغاشم من دون تبني وجهة نظر فرعية.
·
هل ينسحب عدم النجاح الجماهيري على مشاركتك
في “القدس أولى القبلتين”؟
بالضبط
لأنه مثل “الاجتياح” لم يعرض بصورة موسعة ولا في توقيت مناسب وهذا يدعم
قولك سابقا إن الفضائيات تتحكم.
·
بصراحة هل تكرر تجربتهما؟
نعم فأنا
مهنتي التمثيل النوعي قدر المستطاع ولا علاقة لي بظروف العرض و”الاجتياح”
بالذات أهم عمل في حياتي.
الخليج الإماراتية في
20
يناير 2009 |