عن سلسلة
الفن السابع الصادرة عن المؤسسة العامة للسينما السورية ، يأتي سيناريو
فيلم كرامر ضد كرامر حاملا التسلسل 81 من هذه السلسلة ، السيناريو لروبيرت
بينتون الذي قام باخراجه ايضا ، ونقلته للعربية الاستاذه زهرة المغربي.
فيلم كرامر ضد كرامر من انتاج ستانلي ر . جيف وبطولة النجم العالمي داستن
هوفمن ، والممثلة القديرة ميرل سيترب. داستن هوفمان المولود في لوس انجلوس
عام 1937 ، كان يعاني من قصر قامته ولكن حبه للتمثيل دفعه لان يناضل من اجل
هذا الحب ، وبالفعل كان قد رشح لجائزة الاوسكار عن اول دور سينمائي له ،
وكان ذلك في فيلم « الخريج « لمايك نيكولس ، ليكون هذا الدور نقطة انطلاقه
نحو العالمية وليصبح بمصاف النجوم الكبار.
رشح
هوفمان مرة اخرى للاوسكار عن دوره في فيلم « رجل كبير صغير « ومن ثم رشح
مرة أخرى لنفس الجائزة عن فيلم « ليني « الذي قدم فيه دورا مليئا بالسخرية
، الترشيح الرابع للاوسكار جاء عن فيلمه « راعي بقر منتصف الليل « ، لكنه
لم يحصل على هذه الجائزة الرفيعة الى عام 1979 لادائه الرائع في فيلم «كرامرضد
كرامر « كأب تتازم علاقته بزوجته فينفصلا تاركة له ابنهما ليتولى رعايته
الامر الذي يضطره ان يؤدي دور الام والاب المعيل لابنه في نفس الوقت ،
الاوسكار الثاني الذي حصل عليه هوفمان كان عن ادائه المميز في فيلم « رجل
المطر « الذي يجسد فيه شخصية رجل يعاني من مرض التوحد الحاد ، بعد ذلك
استمر هوفمان بتقديم العديد من الافلام والتي وان كانت لم تحقق الكثير في
شباك التذاكر لكنها جسدت اداء رائع لممثل كبير في شخصيات مختلفة ، ولعل
اخرها دوره القصير والمؤثر في فيلم « العطر» .
اما بطلة
فيلم « كرامر ضد كرامر « فهي الممثلة القديرة ميرل سيترب والتي يحلو للكثير
من النقاد ان يدعوها اسطورة السينما العالمية ، سيترب المولودة عام 1949 من
اب صيدلاني وام فنانة تشكيلية ، في البدء كان اهتمامها منصب على الاوبرا
فقط ، لكنها احست فيما بعد بميل نحو التمثيل الذي اندفعت اليه بقوة ، أول
دور سينمائي لها كان في العام 1977 في فيلم « جوليا « الذي لفت انظار
النقاد اليها ، الامر الذي جعلها تؤدي دورا مهما في الفيم الشهير « صائد
الغزلان « مع النجم العالمي روبرت دي نيرو لتترشح عنه لنيل جائزة الاوسكار.
داستن
هوفمان يترشح للاوسكار عن اول دور سينمائي له وميريل سيترب عن ثاني دور لها
، ليجتمع الاثنين عام 1979 ليؤديا دور البطولة في فيلم « كرامر ضد كرامر»وليحصل
الاثنين على جائز الاوسكار عن الاداء الرائع والمتميز لهما في تجسيد شخصية
زوجين ينفصلان بعد ست سنين من الزواج ، وليبقى « بيلي « ابنهم الوحيد بمعية
ابيه ، الامر الذي يضظره لتأدية دور الام والاب في وقت واحد وماينتج عنه من
معاناة على الصعد كافة ولا سيما عمله الذي يطرد منه فيما بعد ، كذلك نلاحظ
اثر الشخصيات الجانبية في هذه القضية.ان فرصة قراءة سيناريو فيلم ما بعد
فترة من مشاهدته توفر للقارىء – المشاهد – فرصة المقارنة بين النص الادبي
للسيناريو وبين الصورة كوسيط تعبيري للسينما ، كذلك مدى تاثير ذلك في
التأويل الذهني للكلمات والجمل المقرؤة ومن ثم تحويلها الى مخيال بصري
يتناسب والوضع النفسي والاجتماعي للقارئ وما طرأ عليه من تحول على مختلف
الصعد بعد سنين من المشاهدة الاولى للفيلم.
ان قراءة
سيناريو الافلام يتطلب جهدا معينا لكونه ينطوي دائما على وصف زماني ومكاني
للحدث ، والذي لايتوفر في النتاجات الادبية الاخرى بذات الطريقة التي هو
عليها في السيناريو.
عموما هي
فرصة طيبة ان نطلع على سيناريو الافلام التي شغلتنا لفترة طويلة بعد
مشاهدتها لما تطرحه هذه الافلام من مفاهيم لثقافات مخنلفة.
المدى العراقية في
19
يناير 2009 |