يوسف شاهين... اسم لا يحتاج إلى
تعريف، فهو ساطع في الشرق ومضيء
في الغرب، إنه واحد من الأسماء
التي قدمتها مصر للعالم: مثل أم
كلثوم في الغناء، ونجيب محفوظ في
الأدب، وبطرس غالي في السياسة،
ومحمد حسنين هيكل في الصحافة،
وأحمد زويل في العلم، وعمر الشريف
في التمثيل، ومحمد صلاح في كرة
القدم. شاهين في تاريخ السينما
العربية هو «المخرج» بالألف
واللام، قبله كان الفيلم يُعرّف
باسم البطل أو البطلة، وبعده ظل
الفيلم يُعرّف كذلك، مع «جو» دون
غيره ينتسب الفيلم إلى مخرجه،
ويأخذ الجمهور مكانه في القاعة
متفرجاً وليس صانعاً للذوق
السينمائي، وبعد كل عرض شاهيني
تندلع النقاشات الساخنة بين
مؤيدين ومعارضين يختلفون على
الفيلم، وعلى صاحبه، ولكنهم رغم
الخلاف لا يتجاوزون يوسف شاهين
ولا يرمونه بالتجاهل والنسيان،
فقد أصبح بصورة أشمل «رجل سينما»
حسب التعبير الشائع، شخصيته
وأفلامه أثارتا براكين جدل لم
تتوقف حممها عن التصاعد إلى عنان
السماء على مدى أكثر من نصف قرن
حتى الآن، كذلك أفلامه وآراؤه
ومواقفه كانت أيضاً مثار دراسة
واختلاف ولسنوات مقبلة، وهذا
بالطبع أكبر إنجاز يحسب لمخرج
سينمائي على شاشة العرب الفضية.
هبة الله يوسف |