المشاكس يوسف شاهين (5-15)
«أميركا... أميركا»
هبة الله يوسف
نجح شاهين في تجاوز الصعوبات الخاصة بسفره لتحقيق حلمه بدراسة التمثيل.
استطاع إقناع أسرته بتدبير نفقات السفر ومصاريف الدراسة، وركب السفينة إلى
ميناء الدار البيضاء في المغرب، ومن هناك واصل طريقه بحراً إلى نيويورك،
وأثناء الرحلة استرجع ذكرياته ومخاوفه، كذلك استدعى آماله وطموحاته لجلب
الاطمئنان والتغلب على الوحدة وبدايات الغربة، حتى كانت لحظة الوصول، وهي
اللحظة التي يخفق فيها القلب بشدة وتزداد نبضاته. عن أيامه ولياليه في «أرض
الأحلام «والتشابكات بين سينماه والواقع نواصل الرحلة...
تتهادى السفينة على سطح المياه الهادئة في خليج نيويورك. من بعيد يبدو
تمثال الحرية وسط الضباب، منتصباً فوق قاعدته العملاقة في جزيرة بيدلوز،
يداعب خيال القادمين إلى الأرض الجديدة، حالمين بالحرية واصطياد الأحلام...
يبدو المشهد مألوفاً وباهراً لكل من عبر المحيط على ظهر باخرة. لكن يوسف
شاهين حطّم هذه اللحظة في ختام فيلمه «اسكندرية ليه»، فعندما نظر ناحية
التمثال رأى «السيدة ليبرتي» ماكرة شريرة، تضحك بطريقة ساخرة وخبيثة
ومبتذلة، فتبدو أسنانها مشوهة ومخيفة كأنها تتوعد الفتى الحالم بالألم.
يقول شاهين: «حاولت تجسيد هذه اللحظة في مشاهد مكثفة على وجه الممثل محسن
محيي الدين، لم أهتم بالكلمات، بل بالصمت ومشاعر الحيرة والخوف التي
انتابته بدلاً من فرحة الوصول»... «عملت كده علشان كنت خايف أخدع الناس
وأخدع نفسي وأقدم إيحاء عن انسحاق الولد تحت الحلم الأميركي، وانبهاره
بالبلد اللي شافها في السينما وبس».
الوجه الحقيقي
في حوار قديم مع شاهين سألته عن مشهد الحاخامات اليهود والترانيم الغريبة
في المركب، والانتقال منها إلى خدعة «مسز ليبرتي» وهي تغمز بعينها في شر
وتضحك ضحكتها المريبة، فقال: «كان جوايا إحساس معين أريد إيصاله، وخفت أن
ينتهي الفيلم نهاية سعيدة على طريقة الولد المكافح اللي جمع الفلوس ونجح في
أن يسافر إلى بلد الأحلام، وبالتالي المسألة أصبحت سهلة، وما عليه إلا أن
يرجع بالمجد والشهرة. وفكرت كثيراً في مشهد النهاية وتعبت معايا محسن (محسن
زايد السينارست وليس محسن الممثل)، وتذكرت فيلم «أمريكا أمريكا» الذي حكى
فيه إيليا كازان قصة هجرة عائلته من الأناضول إلى أميركا، وقلت أشوف مشهد
الوصول، ولم أجد شيئاً مما أريد. وبعد تفكير طويل مع نفسي توصّلت إلى هذه
النهاية المفتوحة، واعتبرتها أقرب شيء إلى ما أريد التعبير عنه، وهو أن
القصة لم تنته نهاية سعيدة، وأن ثمة مخاطر وتحديات تنتظر الفتى الحالم».
مجدداً، بعد سنوات طويلة وفي أعقاب تفجيرات 11 سبتمبر، ناقشت مع شاهين
مجدداً تفاصيل مشهد نهاية فيلم «اسكندرية ليه؟»، وكان حينها منهمكاً في
تصوير فيلمه «اسكندرية نيويورك»، وسألته: هل ستعود إلى رواية الرحلة
الأميركية من حيث توقفت في فيلم «اسكندرية ليه»؟
قال: يعني.. الحكاية متشابكة والأحداث متواصلة.
سألته: هل وجدت الإحساس الذي كنت تبحث عنه في مشهد وصولك إلى نيويورك؟
قال: «تجاوزت عنه، أصبح قديماً. الناس كلهم يعرفون موقفي من أميركا ومش
خايف حد يقول عني إني منبهر بالأميركان، وبعدين لما شاهدت فيلم تورناتوري،
وجدت أنه قدَّم مشهد الوصول في لوحة خالدة جعلتني أصرف النظر، علشان ما حدش
يقول واخدها من المخرج الطلياني».
سألت شاهين عن اسم الفيلم الذي يقصده، فقال: «مش فاكر!».
بعد اللقاء بحثت في أفلام غوزيبي تورناتوري ووجدت المشهد. أكثر من ألف شخص
على الباخرة: إناس أغنياء يسافرون، ومهاجرون، وغرباء لا تعرف هوياتهم، وشخص
واحد فقط، يكون أول من يرى تمثال الحرية في الأفق... وعندما يرفع بصره
مصادفة ويجده أمامه في الأفق البعيد، يقف مشدوهاً ويتسمر في مكانه، وتزداد
دقات قلبه، ثم يلتفت ناحية الجميع صارخاً في ركاب الباخرة، ببشارة لا تنمحي
من الذاكرة: أميييييريكاااا».
ويقول الراوي في الفيلم معلقاً: «هذه اللحظة ليست مصادفة ولا خداعاً
بصرياً، ولكنها من لحظات القدر، لأن المشهد يكون مطبوعاً في وجدان ذلك
الشخص منذ سنوات طويلة».
بعد عرض «اسكندرية نيويورك» وفي حوار آخر جمعنا، أكد أنه لا يزال منحازاً
إلى تعبيرات الذهول والارتباك التي وضعها على وجه «يحيى»، وهو يشاهد تمثال
الحرية لأول مرة، لأن أميركا لا تزال بلد التناقضات التي لا نستطيع اتخاذ
موقف نهائي منها، لهذا أخفى جانباً كبيراً من فرحة وصول الفتى إلى أرض
الأحلام، وقدم تمثال الحرية بهذا الوجه المريب والقبيح لأميركا حيث الخوف
والكراهية والعنصرية، وكي لا يقع الجمهور بالخطأ في فخ الصورة الإعلامية
الرائجة عن أرض الحرية والأحلام، وقد كان اختياره متوافقاً مع ما قدمه بعد
ذلك من نقد عنيف لأميركا في فيلمه «اسكندرية نيويورك».
أكون أو لا أكون
سافر شاهين إلى كاليفورنيا والتحق بالمعهد في «باسادينا»، وتجاوز عقبات
كثيرة في الإقامة وإحساس الغربة. كانت الأسابيع الأولى قاسية، وشعر خلالها
بأن أحلامه كلها في اختبار حقيقي، وتذكر قرينه الدرامي «هاملت»، وقال لنفسه
بصوت مرتفع كما كان يفعل في غرفته بالاسكندرية:
«أكون أو لا أكون... ذلك هو السؤال»، هل أنجح أم تأكلني الغربة وأتحول إلى
بهلوان جاء إلى هذه البلاد للتدريب على خداع الناس وتسليتهم؟
المؤكد أن هذه الفترة لم تكن وردية، ما كسر مبكراً أية محاولة لخداعه بمخدر
«الحلم الأميركي»، فقد شعر بارتباك، وأدرك أن «أميركا» ليست هي الصورة التي
عشقها في الأفلام ونشأ وعيه عليها، لكنها «أميركا أخرى»، طاحونة عنصرية لا
تقبل الآخر بسهولة، وهذا هو السر في مشهد النهاية لفيلم «اسكندرية ليه»،
ومشاهد كثيرة أخرى في فيلم «إسكندرية نيويورك» حيث سجل معاناته من العنصرية
في مشهد حارسة الأستوديو التي رفضت دخوله لحضور تصوير أحد الأفلام فيما
سمحت لغيره، كذلك مساعد المصور الذي رفض تعليمه وطرده من البلاتوه، وغيرهما
من مواقف شعر فيها بالوجه القبيح لهوليوود وعنصريتها ضد فقراء العالم
الثالث.
لم يكن التعايش في هذا المجتمع مقبولاً من الفتى «الكوزموبوليتاني» الذي
تربي منفتحاً ومتسامحاً في مدينة الإسكندرية، حيث التعايش اللطيف مع مختلف
الأجناس والأعراق والديانات. وفي قاعة الدرس لم يجد شاهين إلا هاملت
«المنقذ» ليس كوسيلة لإثبات موهبته فحسب، ولكن ليؤكد لهم أيضاً أن هذا
القادم من العالم البعيد ليس جاهلاً أو متخلفاً، ولكنه يفهم هاملت ويشعر
بأحاسيسه ومشاعره، يتفهم تردده وحيرته ربما أكثر منهم أو من غيره الأكثر
احترافاً، وفي أول اختبار أداء قدم مشهداً من المسرحية واثقاً من نفسه.
يقول شاهين: «سهرت وقتاً طويلاً أردد لنفسي إني أحسن ممثل في الدنيا يقدر
يلعب «هاملت» وإن مافيش حد في العالم يقدر يحس بالشخصية زيي، لا قبلي ولا
بعدي. ماكنش غروراً ولكن كان تحدياً وشحناً للنفس بالثقة، وتقديراً لقوة
الطموح الذي دفعني إلى أن أتخلى عن المستقبل الآمن وجنة الوظيفة المضمونة
التي كان يريدها أبي وأمي، وقلت لنفسي مش معقول أسافر في ظل الظروف الصعبة
جداً التي عرضت أسرتي لها، ثم أفشل وأنا على بعد خطوات من «هوليوود»...
لازم أنجح.
يضيف شاهين: «هذه الروح ساعدتني في التماسك، لأن التحدي (حتى لو أونطة بينك
وبين نفسك) يعطي الإنسان مظهراً قوياً وواثقاً إزاء الآخرين، وأنا كنت أمثل
القوة كلما شعرت بالضعف، لكن حدث ذات يوم أن كل شيء أصبح مهدداً، إذ
أنذرتني إدارة المعهد بالطرد، لأن التحويلات المالية تعثرت والمصاريف لا
تُسدّد.
كانت ظروف أسرة شاهين المالية تعثرت بشدة، فتوقفوا عن إرسال الأموال، وطلب
شاهين إلى أساتذته التدخل لدى إدارة المعهد لدعمه والصبر إلى حين وصول
التحويلات، لكن الأميركيين لا يفكرون بعواطفهم، ولا يمكن لهذه الحلول
الودية أن تعفيه من دفع النفقات، وقبل أن يحزم حقائبه ويعود خائب الأمل،
حدث ما لم يخطر له على بال.
روى شاهين هذا الموقف ضمن أحداث فيلمه «اسكندرية نيويورك»، حيث فوجئ
بتحويلات مالية تصل إليه، فعاد إلى استكمال دراسته بانتظام، ثم اكتشف بعدها
أن هذه التحويلات ليست من أسرته، ولكنها وصلت إليه عن طريق الخطأ، وما
أجمله من خطأ ساعده على استكمال دراسته.
وعندما سألته حول حقيقة ما حدث على وجه الدقه راوغني كالعادة وكأنه كان
يرغب في تجاوز هذه المرحلة بكل ما فيها رغم أهميتها في مشواره الفني، إلى
أخرى ربما أكثر أهمية...
الثابت أن شاهين واصل دراسته ولكن ليس في التمثيل كما كان يخطط، بل قرر
فجأة تغيير مساره إلى الإخراج في تحول أثر في مستقبله كله بعد ذلك.
يقول شاهين: «في البداية كنت أريد أن أكون ممثلاً وليس مخرجاً، ولكني أدركت
أنني لا أصلح لمقاييس التمثيل، ويجب أن أدرس شيئاً آخر، فتركت التمثيل رغم
أنني كنت أحبه كثيراً، لأنني عرفت أن شكلي ليس شكل نجوم تلك الفترة، ففضلت
الإخراج، ومن يومها صرت أبحث عن ممثلين أعوض من خلالهم أحلامي الضائعة».
كان على شاهين مجدداً القبول بالواقع أفضل من التعلق بالأحلام، فرغم إيمانه
واقتناعه بقدراته كممثل، فإن «شروط السوق» في مصر كانت لديها مواصفات
جمالية محددة تتعلق بصورة وشكل بطل الفيلم، وكلها كما أدرك واقتنع لا تنطبق
عليه، إذ راح يتساءل: «من هو المنتج أو المخرج العبيط الذي يوافق على تقديم
بطل في فيلمه بهذه المواصفات الشكلية؟ كنت نحيلاً وكان أنفي طويلاً وطريقتي
في الكلام غريبة عن طريقة نجوم تلك الفترة. كنت أنطق بلكنة خواجاتي مش
واقعية بالنسبة إلى موضوعات السينما في ذلك الوقت».
الحقيقة أن تقدير شاهين للموقف كان سليماً، رغم أنه استمر في دراسة الإلقاء
والأداء للاستفادة من ذلك في إدارة الممثلين، (وقلت لنفسي على سبيل
الاحتياط ووجود بدائل) لذلك اهتم بالتعرف إلى فنون التصوير ودراسة الحركة
وكتب أثناء فترة دراسته نصوصاً اقتبسها وعربها من أفلام أميركية، وحاول أن
يفهم أكبر قدر ممكن من فنون صناعة الأفلام السينمائية ليكون مؤهلاً
«نفسياً» و«تقنيا» لخوض المغامرة السينمائية من وراء الكاميرا، ما دام أن
ظروف «سحنته» ومواصفاته الشكلية منعته من الظهور على الشاشة كنجم سينمائي.
فشل عاطفي
يمكننا أن نلمح بسهولة ملامح قصة عاطفية عاشها شاهين في أميركا أثناء
دراسته، ورغم عدم وجود تصريحات قاطعة منه حول ذلك، فإنه تحدث عنها باقتضاب
وغموض، وكان يرد على أي أسئلة تتعلق بهذا الموضوع قائلاً: «حياتي مثل كل
الشباب، لكن لا قصص كبيرة فيها كي نحكيها، أوهام السن وخيالات المراهقة
ومشاعر الوحدة تجعلنا نفكر في أية بنت حلوة نراها ونتعامل معها، ثم نكتشف
مع الوقت أن الواقع أقوى من خيالنا وأوهامنا».
كلمة «عادي» التي كان يرد بها شاهين على حقيقة الجانب العاطفي أثناء دراسته
في أميركا، أخذت طابعاً مختلفاً على الشاشة عندما تناول هذه الفترة في فيلم
«اسكندرية نيويورك»، إذ وضع في السيناريو قصة كبيرة ومليئة بالدراما
والتفاصيل عن علاقته العاطفية مع «جنجر» (قامت بدورها يسرا اللوزي في مرحلة
الشباب ثم جسدت يسرا المرحلة الأكبر في العمر) ورصدها ضمن أحداث «اسكندرية
نيويورك».
يبدأ الفيلم بلقائه «جنجر» أثناء حضوره مهرجان سينمائي في أميركا بعد
شهرته، ونتعرف سريعاً إلى العلاقة القديمة بينهما كزميلين في الدراسة جمعت
بينهما قصة حب كبيرة، حتى أنه يكتشف أن له ابناً من علاقته معها، وبالطبع
فإن القصة بهذا الشكل تجاوزت واقعية السيرة الذاتية إلى الخيال الفني، لأنه
لم ينجب أطفالاً طوال حياته، رغم أنه قدّم ذلك في أكثر من فيلم، ومنها
أفلام السيرة الذاتية نفسها. لكن هذه الأحداث كانت في حدود التعبير الفني،
وربما كان تكرارها يعبر عن أمنية داخلية، لأنه يعترف مثلاً في «اسكندرية
نيويورك» أنه لم ينجب في الواقع، ولكنه يقدم نفسه في فيلمه «اسكندرية كمان
وكمان» كأب لابن وابنة شجاعة مستقلة قادرة على تحدي أبيها وفرض شخصيتها، ما
يجعل هذا الهاجس بحاجة إلى دراسة الحدود الفاصلة بين المتخيل والحقيقي في
سيرة شاهين. لكنه حسم حديثه عن شخصية «جنجر» قائلاً: كانت إيرلندية، حارة
وعصبية، انتهت علاقتي بها عندما أصبحت «كول جيرل» ولو كنت أنجبت منها كان
ابني الآن تخطى الـ40 سنة».
هذا ما قاله شاهين على الشاشة، أما خارج الفيلم فألمح إلى وجود ظلال واقعية
من القصة، ثم أوضح أنها «عاطفة عابرة تناسب فترة الدراسة، وسرعان ما انتهت
تماماً بعد العودة إلى مصر»، ثم واصل: «لكننا أحياناً نتوقف إزاء قصة معينة
ونراها جديرة بالحكي أو التقديم السينمائي، لأنها صادقة وتعبر عن مشاعر كل
الناس بشكل طبيعي، وليست شعوراً فردياً يخصني لوحدي... لكن المهم أنني لم
أجد في أميركا ما يربطني بها إلا الدراسة وحلم العمل. إلا أن الأحداث تطورت
في مصر وحدثت ظروف كثيرة اضطرتني إلى اتخاذ قرار العودة رغم أن أحوالي كانت
تحسنت في أميركا وحصلت على فرصة للعمل وتدريس الإلقاء. دق جرس العائلة وكان
لا بد من أن أعود».
في الحلقة المقبلة نتعرف إلى أسباب العودة وبداية رحلة الشهرة في مصر.
ممثل متعب
عن تجربته في التمثيل قال: أحب التمثيل جداً، لكنني «عصبي» لدرجة كبيرة،
وعندما أخوض تجربة التمثيل يتحتم علي بالطبع أن أركز جداً، خصوصاً بين
التمثيل والإخراج، ما ينعكس سلباً على المساعدين الذين يعملون معي. أنا
كائن فظيع كممثل، لذا خضت هذه التجربة مرات محدودة في حياتي: «باب الحديد»،
و«فجر يوم جديد» و«اسكندرية كمان وكمان»، بالإضافة إلى حاجات كده ع الماشي.
نسي شاهين دوره في فيلم «اليوم السادس»، وإطلالته الشخصية باسمه وصفته في
«القاهرة منورة بأهلها»، وعدد آخر من الأفلام مثل «حدوتة مصرية»، و«إسماعيل
ياسين في الطيران» للمخرج فطين عبد الوهاب، و«ويجا» لمساعده خالد يوسف.
كذلك ظهر في لقطات خاطفة في أفلام أخرى، اعتبرها بعض النقاد تقليداً للمخرج
الأيطالي فيلليني. لكن شاهين فعل ذلك مبكراً قبل شهرة الأخير، إذ ظهر في
فيلمه الأول «بابا أمين» وفي الثاني «ابن النيل» (1951) أثناء مشهد هروب
خليل بيه تاجر المخدرات (محمود المليجي) من الشرطة، وبعدها بعامين في «نساء
بلا رجال» من إخراجه، وتكرر ذلك في عدد آخر من أفلامه، وفي «كونشرتو درب
سعادة» كعازف لدعم تلميذته أسماء البكري مخرجة الفيلم. |