حنان أبوالضياء..
دهاء «الصباح» وسيطرة «كريم»
جنون السيطرة والغلبة، هى السمة الأساسية التى بنى عليها حتى الآن حلقات
مسلسل (الحشاشين)، تلك السمة الأساسية التى تفسر العديد من التصرفات التى
تبدو غريبة ضمن سياق الأحداث. امتلك «كريم عبدالعزيز» القدرة على توصيل
فكرة أن «الصباح» يملك دهاء يستر مطامعه ولا يثير المخاوف فيمن حوله.
قادر على خلق الخرافات التى كان يذيعها ويتولى نشرها والدعوة إليها ويرجع
هذا إلى دراسته للسحر. وهذا يفسر ما يرفضه البعض بالمسلسل، ويدعى أن العمل
يشير إلى سمات روحانية يملكها «حسن الصباح»، يفسر لنا أعمالًا شتى يبدو
فيها «الصباح» خادعًا. ركز العمل على كون «حسن الصباح» لا يطيق العيش بغير
سلطان، طمعه أقوى من دهائه وفطنته. يبدو هذا بذهابه إلى عاصمة الخلافة
الفاطمية راغبا فى بلوغ المنصب المرموق فى عاصمة الخلافة ومرجع الدعوة
والدعاة.
«الحسن
الصباح» عرف سر الحشيش فسخره فى نشر دعوته، واستخدمه لإقناع أتباعه برؤية
الجنة عيانًا؛ لأنه كان يدير عليهم دواخين الحشيش ثم يدخلهم إلى حديقة
يعتقدون أنها الجنة، ثم يخرجهم منها وهم فى غيبوبة المخدر ويوقع فى وهمهم
ساعة يستيقظون أنه قد نقلهم إلى جنة الفردوس وأنه قادر على مرجعهم إليها
حين يشاء، وأنهم إذا ماتوا فى طاعته ذاهبون بشهادة أعينهم إلى السماء.
هذا «الإيمان العينى» يفسر طاعة أتباعه، ومنهم مشهد الفتى من اتباعه الذى
بلغ من طاعته له، أن يشير إليه بإلقاء نفسه من أعلى القلعة فلا يتردد.
إن المعترضين على تأثير «الصباح» لا يعرفون أن فكرة ظهور المهدى المنتظر
كانت مهيمنة فى ذلك العصر على المؤمنين بالمهدية، وكانت فتن العصر أشبه شىء
بفتن أخرى عديدة سيطرت على البعض ونتج منها التكفيريون.
هناك قدرات باستخدام «المنوم المغناطيسى» تستخدم فى طاعة هؤلاء وإقدامهم
على الاستشهاد دون حاجة إلى رؤية الجنة بالعين وهذا ما فعله عند خروجه من
السجن فمن الصعب تحول سجانه إلى أداة طيعة فى يده بدون ذلك. واللعب على
النخوة. فلا يحتاج الفتى المدخر للاستشهاد إلى دافع أو حافز، بل لعله يحتاج
إلى الوازع فقط. قد أظهر المسلسل فى معظم حلقاته قدرة «الصباح» على الحيلة،
والفتنة الدخيلة.
ومن المشاهد المهمة التى تظهر حقيقة «الصباح»، هو مشهد تجرده من الحنان
الأبوى فيقوم بحبس ابنه فى مكان مظلم.
أفضل مسلسل: الحشاشين
أفضل
ممثل: كريم عبدالعزيز
أفضل ممثلة: انتصار |