-للعام
الرابع على التوالى واصل «دورى النقاد» على صفحات
«روزاليوسف» محاولاته فى الارتفاع بشأن حركة النقد الفنية
لتؤدى دورها الحقيقى فى النقد البناء والهادف.. وتحديدًا
فى أكثر المواسم الدرامية توهجًا وهو موسم شهر رمضان.
14
ناقدًا كتبوا على صفحات المجلة طوال أربعة أسابيع على
التوالى.. شاهدوا وقيَّموا وحللوا وقدَّموا وجهة نظرهم فى
أكثر من عشرين مسلسلاً شهدها هذا الموسم.
نقاد من مدارس وأجيال مختلفة عبّروا فى مساحتهم، وعن
أفكارهم فيما شاهدوه واختاروا الأفضل وفقًا لآرائهم..
استمر معنا هذا العام من نقادنا كل من «ماجدة موريس، عصام
زكريا، علا الشافعى، مصطفى عمار، ناهد صلاح، طارق مرسى،
صفاء الليثى، خالد محمود، حنان أبو الضيا، رامى المتولى،
عبدالله غلوش، ومحمد سيد عبدالرحيم» وانضم إلينا هذا العام
أيضًا «أندرو محسن ومصطفى الكيلانى».
خارج
المنافسة
اعتدنا أن نجنب الأعمال الدرامية الوطنية التى تقدم فى شهر
رمضان من المنافسة لإيماننا الشديد باعتبار هذه الأعمال
وثائق درامية أكثر منها أعمال فنية، وكما فعلنا مع
(الاختيار 2 و3) نفعلها هذا العام مع (مليحة) فالمسلسل
فكرة وقصة ومضمون وشكل لا يمكن اعتباره عملاً دراميًا
عاديًا فهو توثيق حى لقضية أرقت مصر والعالم العربى لسنين
طويلة وهى القضية الفلسطينية. ليس هذا فقط وإنما التوقيت
الذى ظهر به المسلسل بالتوازى مع أعنف عدوان مارسه
الاحتلال الاسرائيلى على أرض فلسطين وتحديدًا قطاع غزة منذ
أكثر من 160 يومًا من الجرائم الوحشية التى ترتكب فى كل
ساعة بل بالأحرى فى كل دقيقة.
(مليحة) الذى كتبته «رشا عزت الجزار»
وأخرجه «عمرو عرفة» وقام ببطولته «دياب وميرفت أمين وأمير
المصرى» من مصر و«سيرين خاس» من فلسطين و«ديانا رحمة» من
لبنان و«أنور خليل» من الأردن وغيرهم.. خارج المنافسة من
اختيارات النقاد حتى وإن أصر البعض على اختياره..
أفضل مسلسل.. (الحشاشين)
طوال أربعة أعوام من «دورى النقاد» لم ينل مسلسل على هذا
الكم من التصويت المتواصل له فى فئة الأفضل، كما حصل مع
مسلسل (الحشاشين)، فقد نال طوال أربعة أسابيع نسبة تصويت
وصلت إلى 29 صوتًا.. المسلسل الذى بدأ قويًا وأخذ فى
الصعود للقمة مع كل حلقة جديدة تعرض منه استطاع أن يخطف
الأذهان ويأسر القلوب وينال مع كل مشهد تقديرًا نقديًا
مكنه من الوصول للقمة.. القصة التى أربكت الكثيرين عن سبب
تقديمها تحكى بذرة صناعة الإرهاب فى العالم منذ القرن
الحادى عشر، وذلك بما تحمله من منهج موحد سارت عليه كل
التنظيمات الإرهابية فيما بعد وحتى وقتنا الحالى.. الأحقاد
والشرور وجمع الأتباع وعملية «غسيل المخ» وتغييب الوعى
والإقناع بالذهاب للجنة والتمتع بالحور العين.. نفس المنهج
والفكرة والهدف والرغبة المريضة فى نَيْل السُّلطة ومحاولة
السيطرة على العالم بالخوف وليس بالعقل. من هنا نال
(الحشاشين) لقب الأفضل فى موسم دراما رمضان 2024 ولم يكن
نص «عبدالرحيم كمال» المذهل هو فقط السبب ولكن العناصر
الفنية المتكاملة للعمل بدءًا من الأداء التمثيلى المبهر
لجميع أبطال المسلسل وحتى من أدوا الأدوار الثانية
والثالثة والثانوية بالإضافة للصورة النابضة بالأفكار
والتى صنعها «حسين عسر» وتصميم المناظر لـ«أحمد فايز»
والذى أخذنا من خلالها لقلب الأحداث وإيقاع المونتاج
السريع والممتع الذى صنعه «أحمد حمدى» والموسيقى الساحرة
التى أبدعها «أمين بو حافة»، وكل ذلك بالطبع تحت إشراف
وبرؤية مخرج واع وناضج يؤكد على إمكنياته الهائلة فى كل
عمل يقدمه وهو «بيتر ميمى».
جاء فى المركز الثانى بعد (الحشاشين)، الحصان الأسود
لدراما رمضان هذا العام، مسلسل (مسار إجبارى) الذى رغم
بساطته شكلا ومضمونًا؛ فإنه نال استحسان الجمهور والنقاد
على مدار 15 حلقة فقط هى زمن المسلسل.. وأكد على تفجر
مواهب شابة، تمثيليًا من خلال «أحمد داش وعصام عمر»
وإخراجيًا لـ«نادين خان» ونصًا لكل من «باهر دويدار، أمين
جمال، محمد محرز ومينا بباوى» نال (مسار اجبارى) 10 أصوات.
وفى المراكز التالية نال (جودر) 5 أصوات، (بدون سابق
إنذار، إمبراطورية م، والعتاولة) 3 أصوات، (بابا جه، وأعلى
نسبة مشاهدة) صوتين.. بينما ذهب صوت واحد لكل من (كامل
العدد +1، لحظة غضب، المعلم، الكبير أوى 8، وفراولة).
أفضل
ممثل.. كريم عبدالعزيز
ومَن يفعلها غيره، بشخصية صعبة تبطن أكثر مما تظهر، مالك
مفاتيح الشر بأكملها والذى يظهر لأتباعه أنه «صاحب مفتاح
الجنة»، كاذب ومخادع تملؤه قسوة تكفى لأجيال من الأشرار..
«كريم عبدالعزيز» فى أدائه لشخصية «حسن الصباح» لم يخشَ أن
يكرهه جمهوره ولكنه راهن على موهبته فى تقديم شخصية مختلفة
وبعيدة عنه تمامًا فبدا كما لو أنه يمثل للتاريخ وليس
للنجاح الجماهيرى.
كل حلقة فى المسلسل كان بها مشهد يعتبر «ماسترسين» لـ«كريم
عبدالعزيز» وقد أبدع فيها جميعًا وصصزدأمسك بلجام الشخصية
فلم تتحرك سنتيمترًا أبعد أو أقرب من اللازم.. نال «كريم»
21 صوتًا وهو ما يعتبر «اكتساح» فى لغة التصويت.
وجاء فى المركز الثانى، الرجل الثانى فى ملحمة (الحشاشين)،
الفنان الذى أخذته الكوميديا لسنوات لتخفى موهبة عظيمة، كم
كنا فى حاجة إليها.. القدير «أحمد عيد» فى أدائه لشخصية
«زيد بن سيحون» ينال المركز الثانى بعد «كريم عبدالعزيز»
بسبعة أصوات.
أيضًا وبالتساوى لكل منهما، يحقق فارسا (مسار إجبارى)،
«أحمد داش وعصام عمر» 7 أصوات لكل منهما.
وفى المراكز التالية، يحقق «خالد النبوى» أفضل ممثل فى
العام الماضى عن (رسالة الإمام)، هذا العام وعن
(إمبراطورية م) ينال أربعة أصوات بالتساوى مع «محمد شاهين»
عن دوره فى (لحظة غضب).
ويليهم «طارق لطفى» بثلاثة أصوات عن (العتاولة)، ثم صوتين
لكل من «فتحى عبدالوهاب» عن (الحشاشين)، «باسم سمرة» عن
(العتاولة) و«آسر ياسين» عن (بدون سابق إنذار). وينال صوت
واحد كل من «يحيى الفخرانى» فى (عتبات البهجة)، «مصطفى
شعبان» فى (المعلم)، «أكرم حسنى» فى (بابا جه)، «إياد
نصار» فى (صلة رحم) و«محمد على رزق» فى (صيد العقارب).
أفضل
ممثلة.. ميرنا نورالدين
لأول مرّة منذ بداية «دورى النقاد» تتمكن ممثلة يمكن
اعتبارها قدمت دورًا ثانيًا وليس بطولة من أن تنال لقب
أفضل ممثلة ولكن يبدو أن أداء «ميرنا نورالدين» الذى خطف
العقول فى الحلقات الأولى والقلوب فى النصف الثانى من
حلقات مسلسل (الحشاشين) كان لا يمكن التغافل عنه أو
تجاهله.. من هنا حصلت «ميرنا» على أعلى نسبة تصويت كأفضل
ممثلة؛ حيث حققت على مدار أربعة أسابيع 15 صوتًا منحتها
لقب أفضل ممثلة.. وهو ما تستحقه بعد أدائها القوى لشخصية
«دنيازاد» زوجة «حسن الصباح» فى المسلسل والتى تنقلب عليها
تمامًا من المحبة الخالصة والإيمان المطلق إلى العداء الذى
ربما لم يكنه له أسوأ أعدائه.
فى المركز التالى وبظهورها الخاص فى ثلاثة أعمال هى
(المعلم، أشغال شقة، وأعلى نسبة مشاهدة) نالت «انتصار» 10
أصوات، وجاءت بعدها بتسعة أصوات «صبا مبارك» فى واحد من
أكثر أدوارها اختلافًا والذى أظهر إمكانيات تمثيلية جديدة
بها هو دور يمنى بطلة (لحظة غضب).
فى المركز التالية حققت كلٌ من «بسمة» عن (مسار إجبارى)
و«سلمى أبو ضيف» عن (أعلى نسبة مشاهدة) خمسة أصوات. ثم
«أسماء أبو اليزيد» بأربعة أصوات عن (صلة رحم) وبعدها
«صابرين» فى (مسار إجبارى) و«نيللى كريم» فى (فراولة) و«مى
عمر» فى (نعمة الأفوكاتو) بصوتين لكل منهن. ومنح صوت واحد
لكل من «روجينا، صفاء الطوخى، فرح يوسف، سلوى محمد على، مى
كساب، أسماء جلال، وفاء صادق، سهر الصايغ، إيمان السيد
وياسمين رئيس».
النهاية
انتهى الموسم الرابع من «دورى النقاد» وانتهى معه موسم
2024 الدرامى الرمضانى والذى اُعتبر من أقوى المواسم
الدرامية الرمضانية لما قدمه من مسلسلات قوية مضمونًا
وشكلا وهو ما نرجو أن يستمر فى الأعوام المقبلة لتظل
الدراما المصرية صاحبة الريادة وتبقى قوتنا الناعمة فى
تقدم مستمر.
|