العنوان الفضيحة
هنا نموذجٌ من الترجمات الميكانيكية التي نتداولها في
عالمنا العربي، ويُقدم علي ترجمتها غير متخصصين
بالسينما/أو الموضوع الذي يترجمونه.
في عام 1974 صدر كتابٌ باللغة الفرنسية بعنوان
Le cinema experimental histoire et perspectives
للمخرج، والباحث الفرنسي "جان ميتري"
عنوان الكتاب
السينما التجريبية، تاريخٌ، وآفاق.
اليوم، وأنا أبحث عن صورةٍ لغلاف الترجمة العربية التي
صدرت عن وزارة الثقافة السورية عام 1997 (ترجمة عبد
الله عويشق) أثار انتباهي عنواناً فرعياً للكتاب
السينما التجريبية، تاريخ، ومنظور مستقبلي.
سينما 2000/سيغرز
لقد صدر الكتاب الأصلي بطبعته الفرنسية عام 1974،
وصدرت الترجمة العربية عام 1997، ما معنى هذا العنوان
الفرعي (سينما 2000/سيغرز)؟
راجعتُ غلاف الكتاب الأصلي باللغة الفرنسية، وعلى
الفور اكتشفت العبث الذي عشناه، ونعيشه بقراءة كتبٍ
ترجمها أشخاصٌ غير متخصصين في الموضوع الذي يترجمونه،
وفقدان المراجعة، حيث لم يدرك المترجم "عبد الله
عويشق" بأن (سينما 2000/سيغرز) هي:
Editions Seghers
اسم دار النشر التي أصدرت الكتاب الأصلي باللغة
الفرنسية، و
Cinéma 2000
هي عنوان المجموعة/السلسلة التي أصدرتها هذه المؤسّسة،
وكانت وقتذاك 5 كتب.
وهكذا، من أجل خطأ فاضح نتج عن ترجمة ميكانيكية، أصبح
اسم الكتاب باللغة العربية :
السينما التجريبية، تاريخ، ومنظور مستقبلي.
سينما 2000/سيغرز
وتناقلته كلّ المنصات، والمواقع العربية كهذا بدون أن
يتساءل أحدٌ عن معنى العنوان الفرعي،
وهذا يعني، بأن كلّ الكتب السينمائية المترجمة،
والمتوفرة في مكتبتنا العربية بحاجةٍ إلى مراجعة، ليس
من طرف أشخاص يتقنون لغة الكتب الأصلية، ولكن من نقاد،
وباحثين يتقنون لغة الكتب الأصلية، وموضوع الكتب نفسها.
يعني إذا كان الكتاب عن السينما الألمانية، يجب أن
يتقن المترجم اللغة الأصلية للكتاب/الألمانية، ويعرف
جيداً السينما الألمانية، وشاهد كل الأفلام المشار
إليها في الكتاب.
أو باختصار، إهمال هذه الكتب المترجمة كلها، وقراءة
الكتب السينمائية بلغاتها الأصلية.
وهي نصيحةٌ لكلّ الأجيال الحالية، والقادمة.
ملاحظة: إذا كانت الأخطاء قد بدأت من الغلاف، كيف يكون
حال محتوى الكتاب؟ لا أعرف. |