قال جوناس ميكاس يوماً، أنه إذا بلغ عمره 100 عامّ،
فسوف يذهب إلى جبال الهيمالايا، واعتقدَ الجميع أنه
سوف يذهب بالفعل.
لسوء الحظ، غادرنا في عام 2019 عن عمرٍ يُناهز 96
عاماً، ولكن، وُفقاً لتقليد العروض الاسترجاعية
الواسعة التي أقيمت في أعياد ميلاده السبعين،
والثمانين، والتسعين، فإننا نأخذ روحه، وأعماله الفنية
في جميع أنحاء العالم للاحتفال بالذكرى المئويّة.
وُلد جوناس ميكاس فترة أعياد الميلاد عام 1922 في قرية
سيمينيسكياي الزراعية شمال ليتوانيا، ولكونه شاعراً،
ومنخرطًاً في مجتمعه بالفعل في سنٍّ مبكرة، وجد نفسه
فيما بعد مجنداً للعمل القسريّ في ألمانيا ثم شخصاً
نازحاً، تمّ نفيّه إلى أمريكا في سنّ السابعة
والعشرين، حيث كان هو وشقيقه أدولفاس يتخبطان كمخرجيّن
يبحثان عن لقمة العيش.
انجذب جوناس إلى المشهد الفنيّ في نيويورك، وسرعان ما
حفزّ حركةً شابةً من فناني الأفلام التجريبية، وذلك من
خلال كتاباته، وبرمجته للأفلام، وصناعة أفلامه،
وتنظيمه.
في منتصف الخمسينيّات من القرن الماضي، بدأ باستئجار
صالات سينما، وعرض الأفلام، واصدار مجلة
بعنوان
Film Culture
، ثم قام بتوزيع الأفلام في أوائل الستينيّات،
وأخيراً، في عام 1970، أسّس متحفاً سينمائياً يزدهر
حتى يومنا هذا:
Anthology
Film Archives
في مدينة
نيويورك.
طوال القرن الماضي، طوّر، وأتقن أسلوبه في إنجاز
مذكراته الفيلميّة، وتقنيّاته للصورة المُتفردة، وشريط
الصوت المُتكوّن من ضجيج المدينة، والتسجيلات،
والراديو، ومونولوجاته المُؤثرة التي يسردها بصوته،
والتقاط لحظات السعادة الشخصية، ولكن، أيضاً الأحداث
التاريخية في وسط المدينة كمؤرخٍ للصور، والنصوص،
والأصوات.
في الثمانينيّات من عمره، أصبح جوناس نجماً فنيّاً،
كان العارض الوحيد في الجناح الليتواني خلال دورة
بينالي فينيسيا عام 2005، مع معارض في متاحف مرموقة
حول العالم مثل مركز جورج بومبيدو (باريس)، وجاليري
سربنتين (لندن).
في سنواته العشرين الأخيرة، نشر أيضاً عشرات الكتب
التي نفذت جميعها بسرعة - يومياته، وقصائده، وأحلامه،
ومقالاته، وحكاياته، ومحادثاته.
في هذه الأثناء، بالعودة إلى ليتوانيا، يُذكر باعتزازٍ
باعتباره شاعراً محلياً فخرياً، وكقوة في حركة
Fluxus
التي أسّسها زميله
الليتوانيّ جورج ماسيوناس.
اليوم، يستقرّ جوناس ميكاس في موطنه سيمينيسكياي، لكنه
يعيش في صالات السينما، والمعارض، والقراءات، والعديد
من أحداث هذه الاحتفاليّة بالذكرى المئويّة لحياته،
وعمله.
بيب شودوروف
صانع أفلام، المسؤول عن تنظيم المئوية، صديق جوناس
ميكاس |