في عام 1942، في فرنسا المُحتلة، تمّ القبض على الشاب
جيل ليتمّ ترحيله إلى معسكرٍ في ألمانيا، وقبل إطلاق
النار عليه، نجا من الموت بعد أن أقسم للجنود بأنه ليس
يهودياً، بل فارسياً، تنقذه هذه الكذبة للحظاتٍ لأن
أحد قادة المعسكر يريد تعلّم اللغة الفارسية للاستفادة
منها في مشاريعه بعد الحرب.
وتفادياً من القبض عليه، يخترع جيل كلماتٍ كلّ ليلة كي
يُعلمها لقائد القوات الخاصة في اليوم التالي.
العلاقة الخاصة التي تنشأ بين الرجلين لا تستغرق وقتاً
طويلاً لإثارة الغيرة، والشكوك لدى الآخرين.
يستندُ الفيلم الروائي الطويل "دروس اللغة الفارسية"
على القصة القصيرة "Erfindung
einer Sprache"
("اختراع لغة") من تأليف وولفجانج كولهاسي، والتي
نُشرت في عام 2021.
وكان المنتج تيمور بيكمامبيتوف هو الذي تحدث عنها لأول
مرة إلى المخرج فاديم بيرلمان.
يتذكر المخرج:
"لقد وقعتُ في حبّ هذه القصة على الفور، والتي أثارت
إعجابي، وألهمتني، أدركت على الفور إمكانات القصة،
والتأثير الذي يمكن أن تحدثه على الجمهور، قلتُ لنفسي:
إنه مشروعٌ رائعٌ، يجب أن أكون جزءاً منه!"
إذا كان الفيلم مبنياً على قصةٍ قصيرة من تأليف
وولفجانج كولهاسي، فقد استوحى فاديم بيرلمان العديد من
القصص المُماثلة التي حدثت بالفعل، والتي تمكن الناس
من التغلب عليها بفضل ذكائهم، وحنكتهم:
"في الواقع، صديقٌ لـ وولفجانج كولهاسي، أخبره قصة
مشابهة إلى حدٍّ ما بعد سنوات قليلة من الحرب، لكن، لم
يكن هناك سوى نقاط قليلة مشتركة مع القصة القصيرة
المكتوبة بعد ذلك، يكشف اقتباس وولفجانج كولهاسي عن
تفاصيل مختلفة تمامًا".
"هذه القصص مرتبطة بشيءٍ واحدٍ فقط: إنها مجنونةٌ على
وجه التحديد، لأن أبطالها كانوا بحاجةٍ إلى الشجاعة،
والحظ، والذكاء السريع، والمُساعدة في الهروب من
الملاحقة المستمرة للفاشيين الألمان، وأنصارهم".
أراد فاديم بيرلمان أن يكون الفيلم واقعياً للغاية،
لذلك أجرى بحثاً مكثفاً لمعرفة شكل معسكرات الترانزيت
(كم من الوقت مكث الناس هناك، وما إلى ذلك).
كما استوحى أفكاره من معسكر يُسمّى
Natzweiler
Struthof
، يقع بين فرنسا وألمانيا، في شمال شرق فرنسا.
يوضح المخرج:
"قمنا أيضاً بتجميع العناصر الأخرى الموجودة في
المعسكرات الأخرى: على سبيل المثال، بوابات الدخول في
فيلمنا هي بوابات بوخنفالد.
لقد أعدنا إنشاء معسكر انتقالي استناداً إلى الصور
المختلفة، ومشاهد الفيديو التي وجدناها، حاولنا جعله
واقعياً، يمكن تصديقه قدر الإمكان".
كان لارس إيدينجر، وألكسندر باير على درايةٍ بتاريخ
معسكرات الاعتقال، ناهويل بيريز بيسكايرت يتحدث
الألمانية، والإيطالية والإسبانية، والفرنسية، والتي
كانت ميزة للفيلم لأن شخصيته يجب أن تكون ثنائية
اللغة.
يوضح فاديم بيرلمان:
"لغة ناهويل الأم هي الإسبانية، وهو من الأرجنتين، لقد
كان مذهلاً، وطريقته في تعلم اللغة، ونطقه لا مثيل
لهما، إنه يتحدث الألمانية جيداً، وقد أعجب أصدقائي،
وزملائي الألمان حقاً"
"سهولة تعلمه للغةٍ جديدة هي موهبة حقيقية، مستشارنا
التاريخي، يورج مولنر، كان أيضاً مساعداً كبيراً: لقد
كان دائماً بجانب الممثلين الألمان لإرشادهم حول كيفية
تعامل النازيين، وتصرفاتهم "
سعى فاديم بيرلمان لجعل الجمهور يشعر بالتعاطف مع
الشخصيات في الفيلم، وخاصة الضابط الذي يحاول تعلم
اللغة الفارسية، ثابتٌ في أفلام المخرج.
هو يوضح:
"هناك أفلام تُظهر النازيين كإنسان آلي، وأتمتة صاخبة،
ومندفعين، ومخيفين، وشيطانيين - شخصيات أحادية البعد
للغاية، أعتقد أننا لا نستطيع النسيان بأن النازيين
كانوا بشراً أيضاً، لقد كانوا يحبون، وكانوا يشعرون
بالغيرة، كانوا خائفين، وكان لديهم كلّ الصفات
الإنسانية، وهذا، بطريقةٍ ما، يجعل أفعالهم أكثر
رعباً".
Persian Lessons
إخراج: فاديم بيرلمان
سيناريو: إيلجا زوفين ، وولفجانج كولهاسي
مع ناهويل بيريز بيسكايرت، لارس إيدينجر، جوناس ناي..
إنتاج: ألمانيا/روسيا/بيلوروسيا 2020. |