"الضحك المُقدس! الكوميديا البريطانية"، هي تيمة
العدد الجديد يناير 2023 للمجلة السينمائية الخاصة
بالنادي السينمائيّ لجامعة جنيف/سويسرا.
لماذا الكوميديا؟
نشهد حالياً، في إنتاج هوليوود، تجسيداً فرعيّاً لـ
"الكوميديا الخالصة" لصالح الدمج التدريجيّ للنوع
الكوميديّ في الأنواع السينمائية الأخرى.
ولنأخذ على سبيل المثال أفلام الأبطال الخارقين التي
تُهيمن على حصةٍ كبيرةٍ من سوق السينما التي تستهدف
المراهقين، والشباب البالغين: تعتبر جميع أفلام
مارفل تقريباً كوميديا أكشن، أو كوميديا عائلية
كبيرة الميزانية.
ومع ذلك، فإن الكوميديا "الخالصة"، التي كانت شائعة
جداً في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وأوائل
العقد الأول من القرن الحادي والعشرين (والتي ظهر منها
العديد من الممثلين المشهورين مثل سيث روجن، جيمس
فرانكو، مايكل سيرا، جونا هيل، وتشانينج تاتوم)، أخذت
مساحة أقلّ، وأقلّ في صالات السينما، أو تفتقر إلى
المُشاهدة، وأحياناً تفشل بشكلٍ مباشر على منصات البث.
لماذا اخترنا الكوميديا البريطانية، بدلاً من
الكوميديا الأمريكية، أو الفرنسية؟
على مدى عقودٍ، اكتسبت الكوميديا البريطانية سمعةً
فريدة، وأسلوباً متميزاً في تاريخ السينما، وبالتالي،
في الثقافة الشعبية.
كوميديا هزلية، منحرفة، وحتى عبثية، تسخر من
البريطانيين، وثقافتهم.
اليوم، لا نسمع الكثير عن كوميديات استوديو
Ealing
، أو حتى الكثير عن فرقة
Monty Python
والتي مع ذلك تميّز جيلًا بأكمله.
وبالتالي، فإن الهدف من هذه الدورة التي يقدمها نادي
السينما في جامعة جنيف هو تحديث نوع سينمائي يكاد
بإمكان للمرء القول بأنه في حالة تدهور.
كان خيار تقديم مجموعة من الأفلام من عدة عقودٍ مبرراً
بالرغبة في مخاطبة أوسع جمهور ممكن، وتعريف كلّ جيل
بفترات الكوميديا الإنجليزية التي لا يعلمون بها، من
خلال تفضيل برامج متنوعة من حيث الأنواع، والأنماط،
والفترات الزمنية.
تمّ تحديد أربعة فتراتٍ زمنية.
الفترة الأولى من سنوات
استوديو
Ealing
في
بريطانيا ما بعد الحرب، وحتى أوائل الستينيّات، مع
الأفلام التي كانت تُوظف بشكلٍ أساسيٍّ كهجاءٍ
اجتماعي.
والثانية ما بين الستينيّات، والثمانينيّات، وتجمع بين
منهجين للسينما: الموجة البريطانية الجديدة من ناحية،
مع إنتاجاتٍ درامية بشكلٍ أساسيّ، ولكن بعضها يميل إلى
الكوميديا الاجتماعية - مثل حالة
Billy Liar
(إخراج
John Schlesinger،
إنتاج عام 1963)، وكوميديا عبثية من ناحية أخرى، مع
فرقة
Monty Python
أو A Fish
Called Wanda
(والذي أنتج جزئياً بفريق
Monty Python).
بينما تُسلط الفترة الثالثة الضوء على المخرجين من
أواخر التسعينيّات، وأوائل القرن الحادي والعشرين مثل
Guy Ritchie
و Edgar Wright
، الذين بثوا حياةً جديدةً في هذا النوع من خلال إنشاء
أشكال جديدة من الكوميديا، وهويتها البصرية،
والفنية.
أخيراً، بدأت الحقبة الرابعة التي تمّ تحديدها في
نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بأعمالٍ
أكثر حميمية قليلاً، والتي توسّع مجال تعريف النوع،
حتى أنها تخلق فتحاتٍ نحو التطورات في ما يمكن أن تصبح
عليه الكوميديا البريطانية – من الكوميديا
التاريخية، والدرامية، والنوار ل
The Favourite(إخراج
Yórgos Lánthimos،
وإنتاج عام 2018)، إلى الهجاء السياسي لـ In the Loop
(إخراج
Armando Iannucci،
وإنتاج عام 2009) إلى وقائع المراهقة الحلوة، والمرة
لـ
Submarine(إخراج
Richard Ayoade،
وإنتاج عام 2010). |