باريس، مدينة النور، والأضواء المُلوّنة، والأبيض،
والأسود، لا تستحقّ اسمها كما الحال في السينما ...
إنها أكثر بكثيرٍ من مجرد مكان، هي بالأحرى شخصيةٌ
حقيقيةٌ، مكانٌ للتحوّل النفسيّ، الكيميائيّ، السحريّ،
وفيها نكتشف الحبّ، ونُحقق الأحلام، أو نُقابل الواقع.
المخرجة الفرنسية آنييس فاردا، قالت يوماً:
"مشاهدة الأفلام في صالةٍ سينمائية، هي المُتعة،
والمُشاركة، والتساؤلات".
صالة السينما، أو السينما، هي مكانٌ يتمّ فيه تنظيم
عرض الأفلام، يمكن أن يشير هذا المُصطلح أيضاً إلى
التجميع معاً، في نفس المكان، العديد من صالات
السينما، والتي تعرض عموماً أفلاماً مختلفة في ساعاتٍ
مختلفة (في هذه الحالة يمكن أيضاً استخدام مصطلح
"مُجمّع سينمائيّ").
في الحقيقة، الحديث عن صالات السينما هو بمثابة الشغف
بأماكن السحر، والخيال، ولا يمكن أن نعيش ذلك خارج
الصالة: الجوّ الذي ينبعث منها، والمشاعر التي تُثيرها
تجمع المتفرجين، وطقوس العروض عندما تنطفئ الأضواء،
ودفء مكانٍ غارقٍ في التاريخ ...
كلّ هذا يأخذنا في رحلةٍ سينمائيةٍ مُكثفة لا مثيل
لها، ولا، ولن تتحقق أمام جهاز تلفزيون، أو كمبيوتر،
ولا حتى شاشة منزلية.
في فرنسا، يجمع "الاتحاد الوطنيّ لصالات السينما
الفرنسية" ـ يعود تاريخ تأسيسه إلى عام ١٩٤٥ـ ما يقرب
من 6000 صالة سينما بكلّ تنوّعها، تُديرها شركاتٌ
وطنيةٌ كبيرة، واستثمارات صغيرة، ومتوسطة، وصالات فنّ،
وتجربة، وأخرى تابعة للبلديات، إلخ.
يتحدّد الدور الأساسيّ لـلاتحاد في أن يكون ممثلًا
قانونياً لجميع صالات السينما أمام جميع المحاورين
المُحتملين، بدءاً من السُلطات العامّة: وزارة
الثقافة، والاتصال، المركز الوطني للسينما، والصور
المتحركة (CNC)،
البرلمان، إلخ.
هذا الدور مهمٌ أيضاً مع المنظمات المهنية الأخرى،
ومنها: المؤلفين، المنتجين، الموزعين، قنوات
التلفزيون، والفيديو، إلخ.
يمكن دعوة الاتحاد للتدّخل في أيّ مجالٍ آخر طالما أنه
يتعلق بالمصلحة العامة للاستثمار، والسينما.
ويُعتبر الترويج للسينما في الصالات من أهمّ مهام
الاتحاد.
على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية، قام بحملات اتصالٍ
كبيرة للترويج لصالات السينما، وتحت شعاراتٍ مبهجة،
ولطيفة، منها:
"للسينما مكانُ طبيعيٌّ: صالات السينما".
"الأحاسيس، والمشاعر أمام الشاشة الكبيرة".
"في السينما، النجم هو أنتم".
منذ عام 2010، يستخدم الاتحاد شعاراً جديداً:
"هناك دائماً سينما قريبة من عواطفكم".
كما طوّر الاتحاد أيضاً عملياتٍ ترويجية وطنية تتخلل
تقويم البرمجة السنوية للأفلام، والتي تُنظمها لجميع
صالات السينما في فرنسا:
"ربيع السينما" في شهر مارس.
"عيد السينما" في نهاية شهر يونيو.
يضمن الاتحاد أيضاً مهام أيّ
منظمة مهنية: الحوار الاجتماعي، وتقديم المشورة
للأعضاء، وما إلى ذلك، حيث أصبح مؤتمره، الذي يضمّ
أكثر من 2500 مشارك في نهاية سبتمبر، أحد الأحداث
الرئيسية من العام السينمائي.
الاتحاد عضوّ في "مكتب الاتصال للصناعات السينمائية"،
و"الاتحاد الدولي لصالات السينما".
"الاتحاد الوطني لصالات السينما الفرنسية" هو اتحاد
نقاباتٍ مهنية لأصحاب، ومشغلي صالات السينما، يديره
مجلسٌ اتحاديّ يضمّ جميع رؤساء النقابات الأعضاء في
الاتحاد، وكذلك رؤساء، ومقرري اللجان الفرعية، ورؤساء
اللجان الدائمة.
كلّ عامين، ينتخب المجلس الاتحادي مكتباً يتألف من
ثمانية أشخاص، ورئيسه هو أيضاً رئيس الاتحاد.
المشغلون أصحاب الصالات، بالإضافة إلى تمثيلهم من قبل
نقاباتهم داخل المجلس الاتحادي، يجدون تعبيراً
اقتصادياً من خلال لجان الفروع التي تجمعهم معاً في
فروع "الاستثمارات الصغيرة"، و"الاستثمارات المتوسطة"،
و"المستثمرون الكبار".
يتمّ انتخاب أعضاء هذه اللجان لمدة عامين من قِبَل
نقابات الاتحاد.
الهدف من اللجان الدائمة، هو متابعة ملفاتٍ معينة، كما
حال لجنة القضايا الاجتماعية، أو لجنة صالات الفن،
والتجربة، أو لجنة الترويج، أو لجنة التعليم، أو
التربية من خلال الصور ...
أخيراً، يضمن فريقٌ من الموظفين الدائمين تنفيذ
توجيهات، وقرارات المجلس الاتحادي، ويقدم المشورة
للمُشغلين أصحاب الصالات في الأمور الاجتماعية، أو
المالية، أو القانونية، إلخ. |