يسرق والد أسرة فقيرة جداً أموال أسرته المُخبّئة تحت
الفراش، ويهرب من النافذة، تنطلق الأمّ بغضبٍ في
ملاحقته ... حتى المتحف، حيث يلجأ الرجل.
قام أوتار أوسيلياني بتصوير "ألوان مائية" أثناء
دراسته في "معهد موسكو السينمائي"، حيث كان على كلّ
طالبٍ تنفيذ مشاريع إخراج.
يجرّب أوتار أوسيلياني هنا ما يهمّه من وجهة نظرٍ
شكلية: "جرّبت المونتاج العمودي، المونتاج الإيقاعيّ،
صممت إطار كلّ لقطةٍ بالتوافق مع المثلثات المختلفة
للتكوين التصويري".
وفيما إذا كان تكوين الإطار مستوحى بشكلٍ واضح من
اللوحة الكلاسيكية، يكسر أوتار أوسيلياني النمط بإدخال
تأطيرٍ مدهش (مثل الوجوه التي تحدّق في الألوان
المائية، مجتمعةً في نفس الإطار، ولكن مع ذلك مقطوعة
إلى نصفيّن على الجانبين).
يتقن أوتار أوسيلياني فنّ المونتاج إلى حدٍّ كبير،
مشهد المطاردة عبر الشوارع المُوحلة حتى المدينة هو
مثالٌ واضح، ويبدو أنّ النظرة المُعاتبة للنساء اللاتي
يلتقي بهنّ تلاحق الزوج الهارب.
نتيجةٌ حصل عليها بفضل عملٍ دقيقٍ للغاية، والكثير من
المراقبة، ولا شكّ أنه مستمدٌ من دراسته للموسيقى،
والرياضيات، فإنّ الدقة الإيقاعية لفيلمه مطلقة من
ناحية المونتاج، وبناء الصوت.
في عام 1985، كتب رافائيل باسان:
"أوتار أوسيلياني فنان ألوان مائية لليوميّ، والمُعاش،
يلقي نظرةً عالم أعراق، وسلالاتٍ على معاصريه دون
الدفاع عن أيّ أطروحةٍ أيديولوجية محددة بوضوح".
في
"ألوان مائية"
أوتار أوسيلياني الذي كان بإمكانه تمثيل دور الرسام،
يمثلُ دور أحد أدلة المتحف، لن يتوقف بعد ذلك في
إنجازاته ليوضح للمشاهد ما يعتبره ضرورياً للتأمل في
الحياة، وقد قدمه بالفعل في هذا الفيلم الأول، كلّ
فلسفة، وجماليات أعماله القادمة: استجوابٌ شاعريّ،
وإنسانيّ، حيث الفنون، والموسيقى، والوقت للعيش،
والملاحظة، والتفكير، يحتلون مكانةً راجحة.
აკვარელი [Akvareli]
، ألوان مائية، أوتار أوسيلياني، جورجيا، 1958
سامانثا لوروا