في عملي
التلفزيوني التقيت بالعديد من الكتاب الخليجيين، سواء ممن تعاملت معهم مباشرة،
أو أولئك الذين قرأت لهم أعمالاً ولم ألتق بهم.. لكن وبكل صراحة فما يكتبه أمين صالح يعد مفارقاً ومختلفاً
عن
السائد. هذا الاختلاف في ظني سببه الخلفية الأدبية التي أتى منها أمين، خصوصاً أنه قاص وروائي قدير. كما أن هذا الاختلاف متأت من عشق أمين
وهيامه بالسينما العالمية،
مما كان سبباً رئيساً في اختلاف كتابته. أما
الاختلاف أو التميز بمعنى أدق فسببه أن كتابات أمين صالح تهتم اهتماماً كبيراً
بالتفاصيل كافة. وهو الأمر المفقود في كتابة الكتاب الآخرين.
كما أن
الشخصيات التي يكتبها أمين تتميز بأنها متباينة
تماماً،
لجهة التفاصيل والاهتمامات وغير ذلك. ولا نكاد نجد تشابهاً بين شخصية وشخصية أخرى. كما أن أمين صالح يولي جميع الشخصيات اهتماماً
وعناية، ولا
حضور على الإطلاق لأية شخصية عابرة أو فائضة عن الحاجة. هذا في نظري ما
يعضد فكرة الاختلاف، ويؤكد سمة التميز. لقد عملت مع أمين في العديد من المسلسلات والبرامج،
وهي ''السديم، نيران، أبيض وأسود، حالات''،
وهناك مسلسل مقبل بعنوان ''هديل الليل''. هذا العمل المشترك جعلني في حال
من
الانسجام مع كتاباته، وصرت - كما أعتقد - أفهم ما يريد أن يقوله بين السطور. هذا الفهم والانسجام،
فضلاً عن الصداقة التي تربطنا تجعل بيننا مساحات مشتركة، وخصوصاً في أثناء مناقشة أي عمل قيد الإنجاز. وأهمية هذا
الأمر تكمن في تقبل أمين بصدر رحب أية ملاحظات، أو إجراء أية تعديلات.
وأخيراً، من المهم جداً القول هنا إنني لم أشعر بتوأمة مع مؤلف مثل تلك التي
تحدث بيني وبين أمين صالح. فعندما يأتي إلى موقع التصوير لمشاهدة تصوير
بعض
المشاهد، نجده وهو يتابع لا يبدي أية ملاحظات أو يوجه انتقادات أو يتذمر مثلاً.. فهو يؤمن بدور المخرج وبرؤيته للعمل،
ويغذي ذلك إحساس عنده
بأن ما سيعرض على المشاهد سيكون أفضل من المكتوب، وهذه ميزة ينفرد بها أمين
صالح.
|