أمين صالح.. ذلك الإنسان الذي عشق السينما وعلمني عشقها.. إنه المحطة
الحقيقية الأولى في حياتي السينمائية.. فيه دخلت البحرين عصر السينما،
عندما قدم لي سيناريو أول فيلم روائي بحريني بعنوان "الحاجز". وبعد ذلك
بسنة قدم بالتعاون مع الشاعر قاسم حداد سيناريو فيلم "الفراشات لا تحلم
هنا" إثر غزو العراق للكويت. ليقول مع قاسم إنهما جزء من هذا الخليج.. فقد
تأثرا بقضية الغزو واعتبرا السينما سلاحاً جباراً للتعرض لكل قضايا الخليج
والتأثير فيها.
عندما
يهديني أمين صالح فيلماً سينمائياً، لا يكون ذلك من أجل المشاهدة فقط،
وكأنه يضمن هديته رسالة تحوي: الجدية والرقي والفن الصادق والإلتزام..
وكأنه يريد أن ينير لي الطريق في هذا المجال الصعب. ويعيد الأمل بداخلي كي
لا أيأس، وأسعى لتحقيق أفلام سينمائية يحتاجها الوطن. أمين صالح هو سينما
هذا الوطن. وهو عبقها الذي لا ينتهي لأجيال قادمة.
من يقرأ
لأمين صالح سيجد الصورة السينمائية في قصصه ورواياته ومقالاته حاضرة بقوة..
أحياناً أشتم رائحة الفيلم السيتمائي، وأسمع تناغم أصوات أجهزة التحميض،
وتروس المعدات السينمائية في كلماته المطبوعة.. فلا يمكن أن تقرأ له ولا
تتخيل بأنك أحد الأبطال في فيلم سينمائي مليء بالحركة والمشاعر والحب.
في كل مرة
أشعر بأن السينما أصبحت بعيدة.. أتصفح أحد كتبه، وأعود محملاً بيقين قربها
مني ومن البحرين.
|