فريد رمضان/ خاص
لبوابة المرأة
يؤكد
الكاتب والسينارست البحريني أمين صالح، في كتابه الجديد "الكتابة بالضوء..
في السينما، اتجاهات، قضايا وأفلام" على ان السينما محطة هامة لفهم جماليات
الكون، وتأملها، واستنباط درسها العصي. وهكذا ياخذنا أمين صالح في هذا
الكتاب، على فهم ان السينما خطاب كوني، فهو يتوقف أمام سينما ربما يجهلها
القارئ العادي، أو المشاهد المتابع للسينما الأمريكية المهيمنة على صالات
العرض في دولنا العربية، لذا فهو يأخذنا في رحلة استكشاف رائعة حول شخصيات
عالمية صنعت أفلامها عبر فهم عميق حول أهمية هذا الخطاب الضوئي.
صناع
الأفلام، المهمشون:
استحضر
الكاتب أمين صالح في كتابه المهمش والمجهول من اسماء هامة في تاريخ السينما
الحديث، وقدم ملخصات حول شخصياتهم التي تشكل أهمية عالمية في صناعة الفيلم
مثل الروسي "تاركوفسكي" كشاعر للسينما، وسينما البولندي "كيشلوفسكي" الذي
حقق ثلاثية هامة في تاريخ السينما العالمية المعاصرة، أطلق عليها عنوان
"ثلاثة ألوان" وهذه الألوان هي "الأزرق، الأبيض، الأحمر" والتي تشكل العلم
الفرنسي ورموزه القائمة على قيم الحرية، المساواة، الأخوة. وحوار مترجم مع
المخرج الايراني "عباس كيارستمي" والذي من أهم أفلامه "الريح التي سوف
تحملنا" وفيلم "طعم الكرز". والمخرج الإسباني "فيكتور إيريثه" والذي لم
ينتج سوى ثلاثة أفلام هي "روح خلية النحل" و"الجنوب" و "شمس شجرة السفرجل".
وقرأة نقدية ومقتطفات من حوارات مع المخرج الفرنسي "جورج فرانجو". والممثل
والمخرج الأمريكي "بستر كيتون". وتقديم جديد لشخصية مشهورة هي الفنان "شالي
شابلن".
الكاميرا
حين تكتب بالضوء:
ومن
المخرجين والممثلين يتوقف أمين صالح في كتابه أمام شخصية نادرا ماتأخذ حقهم
من الأهتمام، وهو هنا المصور الإيطالي "فيتوريو ستورارو" والذي يعد واحد من
أهم وأشهر المصرين السينمائيين في العالم، والذي عمل مع مخرجين كبار من
أمثال "برناردو برتولوتشي" "وفرنسس فورد كوبولا". يقول هذا المصور عن
تجربته في التصوير:
"الضوء هو
الطاقة، واظن أننا لا ننشأ من هذه الطاقة فحسب، لكنها أيضا واقعنا. إن
لجوهر الضوء هذه الخاصية الروحية، سواء أكنا نعرفها أم لا نعرفها. حتى لو
أننا لا نعرف، فهذا ما ينبغي أن يكونه الضوء".
السينما،
اتجاهات وقضايا:
في هذا
القسم من الكتاب، يقدم أمين صالح جرعة عالية للمثقفين والمهتمين بصناعة
الفيلم والسينما، وذلك من خلال اختيار مواضيع هامة وجوهرية لفهم هذه
الصناعة. في هذا القسم يكتب أمين صالح حول قضية هامة، خاصة لكتاب السيناريو
او للمخرجين التي تقوم أعمالهم على أعمال روائية، فيتحدث عن الرواية
والفيلم، والمعالجة الدرامية لأي رواية في طريقها للتحول إلى شريط سينمائي،
مؤكدا ان عملية الإعداد في تحويل الرواية هي عملية إبداعية أخرى، قراءة،
حوار، تفكيك، تغيير، تحويل. كما يستعرض الاختلافات القائمة بين الكتاب
والسينمائيين حول هذه القضية الشائكة.
كما
يتناول قضية أخرى تتصل بالفيلم والفن التشكيلي، والاختلاف في مفهوم جماليات
الصورة ومرجعها التشكيلي الفني، أو الصورة السينمائية الخالصة والمخلصة
لذاتها. وكذلك في تناوله حول قضية الموسيقى والفيلم والمعنى الثالث،
مستعرضا ترجمات لمخرجين يتحدثون عن دور وأهمية الموسيقى في أفلامهم، وكيف
تثري هذه النغمات هذه الصور التي تناسب من شريط الضوء. كما الحق الكاتب
أمين صالح هذا الفصل بمقالتين حول السينما الهندية والمصرية، عبر قراءة
نقدية عميقة.
أفلام
كزهر التفاح:
وفي الفصل
الثالث من الكتاب يختتم أمين صالح كتابه الجديد بتقديم قراءة لمختارات من
أفلام عالمية متنوعة، يمكن اختصارها على أنها كوكتيل تم اختياره للقارئ
الباحث عن سينما مختلفة، ذات روح جمالية عالية.
إن أمين
صالح وهو يقدم قراءة لاكثر من 21 فيلما يقتطف لنا من تاريخ السينما
المعاصرة مختارات ممتازة لمن يبحث عن السينما الأخرى، غير تلك التي نشاهدها
في صالات العروض التجارية. أفلام ذات أخلاص إنساني، تبحث في الذات وعلاقة
الفرد في مجتمعات قاسية، أو ظروف اجتماعية مفككه. أهتمام بليغ بقيمة الصورة
والكادر والحوار والموسيقى، وخطاب سينمائي مخلص لذاته، ومنتقدا لمحيطة.
أفلام حصدت جوائز دولية هامة، وشكلت علامة فارقة في تاريخها السينمائي، من
هذه الأفلام نذكر منها فيلم الكوري "كم دي دوك" "الربيع، الصيف، الخريف،
الشتاء، والربيع"، وفيلم الفلسطيني "إيليا سليمان" "يد إلهية"، والفيلم
الأفغاني "إسامة" والفيلم الكندي "العنكبوت" والمكسيكي "21 غراما"
والإيطالي "غرفة الأبن" والدنماركي "دوغفيل" والأمريكي "صمت الحملان"
والروسي "المبنى الروسي" والأسباني "تحدث إليها"، الإيراني "قندهار" وغيرها
من الأفلام.
موقع
"بوابة المرأة" في
3 يوليو 2008
