قدمت السينما الهندية في العام الماضي فيلم
Sivaji
(السيد) بلغة التاميل، والذي يعدّ الفيلم الأكثر كلفة في تاريخ السينما
الهندية، إذ بلغت كلفته 650 مليون روبية (16 مليون دولار)، وهي ميزانية
ضخمة بالمقاييس الهندية، وعُرض الفيلم في 15 يونيو من العام الماضي في أكثر
من 800 دار سينما في الهند وأمريكا الشمالية وبريطانيا واستراليا وسنغافورة
وماليزيا وسريلانكا، حيث تتوافر فيها الجاليات التاميلية الكبيرة، وحقق
الفيلم نجاحاً منقطع النظير في عوائد شباك التذاكر، إذ حقق 17 مليون روبية
في مدينة (مدراس) وحدها في غضون أيام من عرضه، والسبب الوحيد لنجاح هذا
الفيلم هو أنه من بطولة النجم المحبوب (راجنيكانت) أو (راجني) كما يطلق
عليه محبوه والمعجبين به، والذي حصل عن دوره في هذا الفيلم على 200 مليون
روبية، وأصبح بذلك الممثل الأغلى أجراً في تاريخ السينما الهندية، والثاني
في السينما الآسيوية بعد جاكي تشان بطل أفلام هونغ كونغ.
لا أحد يعرف من أين لراجنيكانت، البالغ من العمر 59 سنة، كل
هذا السحر والجاذبية، فهو لا يمتلك جسماً رياضياً، أو عضلات مفتولة، وليست
عنده مهارات الرقص كالتي عند الآخرين، بل إن إمكانياته التمثيلية متواضعة،
لكنه رغم ذلك منافسٌ حقيقي للنجم أميتاب باتشان، ففي استفتاء أجراه
التلفزيون الهندي في العام الماضي حول من هو نجم النجوم في السينما الهندية
حصل راجنيكانت على 82% من الأصوات، بينما حصل باتشان على 18% فقط.
ولراجنيكانت أكثر من 63 ألف ناد للمعجبين، بينما لا يملك باتشان سوى 20 ناد
للمعجبين فقط. وفيلم راجنيكانت (كانث تشاندراموخي) الذي بدأ عرضه في عام
2005 لا يزال يعرض حتى الآن بدون توقف منذ أكثر من 800 يوم، محققاً رقماً
قياسياً في الإيرادات في تاريخ سينما جنوب الهند.
وقبل أسابيع عرض المعجبون به في موقع
YouTube
على شبكة الانترنت مقطع فيديو مدته 88 ثانية من أحد أفلامه شاهده أكثر من 7
مليون متفرج.
المعجبون بالسوبرستار راجنيكانت يوشمون أنفسهم باسمه، ويكتبون
اسمه بالدم، ويقدسونه كأنه أحد الآلهة، ويقذفون الشاشة بالورود، ويطوقون
لوحاته الإعلانية وتماثيله وصوره التجسيدية بالورود، أما الأطفال فأنهم
مبهورون بحركاته الغريبة التي يؤديها في أفلامه، مثل طريقة وضع نظارته
السوداء، أو قذف السيجارة مباشرة بين شفتيه، أو ملابسه الغريبة، وهو يغلف
حياته الشخصية بكثير من الغموض، ومقتصد في التحدث إلى الصحافة، وحياته
الأسرية غير مكشوفة لأحد، واستطاع راجنيكانت استثمار شعبيته الأسطورية في
تحقيق طموحاته السياسية، ففي عام 1996 استطاع بدعمه الشخصي لتحالف إتحاد
درافيديان التقدمي وقوى اليسار والشيوعيين أن يسقط حكومة ولاية تاميل نادو
اليمينية بعدما طالب معجبيه أن لا يصوتوا للسياسيين الفاسدين.
راجنيكانت المولود في 12 ديسمبر 1949 بدأ حياته محصلاً في
حافلات النقل العام في مدينة بنغالور، وكان يثير اهتمام الركاب في طريقة
قطعة التذاكر وتحصيل النقود، وحصل على فرصته حينما شاهده المخرج (بالاتشاندر)
يؤدي دوراً في مسرحية أثناء الاحتفال السنوي لنقابة عمال المواصلات، فقدمه
في أحد أفلامه وأعطاه اسم (راجنيكانت)، ومثل حتى الآن 170 فيلماً، معظمها
يدور حول الشاب المتمرد الغاضب الذي يحارب الأشرار بحركاته الغريبة التي
تكسر قوانين الطبيعة والفيزياء، ففي الأفلام نرى راجنيكانت تطارده الشرطة
ظلماً، وتلقي عليه القنابل اليدوية، فيقفز إلى مستوى الأشجار العالية
ويلتقط القنابل قبل أن تقع على الأرض، ويعيد قذفها على رجال الشرطة ويتمكن
من الإفلات، أو يكون مطارداً من قبل مفتش الشرطة ولكنه يساعده في إجراء
عملية جراحية معقدة في مخه ويستخرج الرصاصة ويشفيه.
في أحد أفلامه يصاب (راجني) برصاصة في رأسه ولكن الرصاصة تخرج
من أذنه وتأخذ في طريقها الورم الذي كان مصاباً به ويشفي من المرض. في فيلم
آخر يواجه (راجني) بثلاثة من أفراد العصابة، يخرج مسدسه فيكتشف إنه لا يملك
سوى رصاصة واحدة فقط ومدية، يوجه المدية إلى صدر المجرم الذي في الوسط
ويطلق الرصاصة على المدية فتنشطر الرصاصة إلى شطرين وتقتل الشريرين
الآخرين. في فيلم آخر يطارد الأشرار (راجني) الذي معه مسدس فارغ، وحين يطلق
الأشرار الرصاص عليه، يفتح (راجني) مقصورة المسدس ويلقمها بالرصاصات
الموجهة إليه، ويعيد إطلاق النار على الأشرار ويتخلص منهم جميعاً. في فيلم
آخر يكتشف (راجني) أن الشرير يختبئ وراء جدار عال، ولا يستطيع الوصول
إليه، فيقذف مسدسه عالياً في الهواء ويطلق النار على الزناد من مسدس آخر
فتخرج الرصاصات وتقتل الشرير.
الأيام
البحرينية
في 14 يونيو 2008
|