يسرد
فيلم "شجرة الليمون" معاناة أرملة فلسطينية تدعى سلمى زيدان، ونزاعها
القانوني مع وزير الدفاع الإسرائيلي حول حقل الليمون الذي تملكه.
الفيلم من
إنتاج إسرائيلي- أوروبي مشترك، عرض في مهرجان برلين السينمائي لهذا العام،
وحاز على جائزة الجمهور، وهو من إخراج إيران ريكليس، أحد أبرز ممثلي
السينما المعارضة في إسرائيل، المعروف باهتمامه وتعاطفه مع القضايا العربية
منذ انطلاقته في عالم السينما.
تربي
إيران ريكليس في إسرائيل، الولايات المتحدة، البرازيل. درس السينما في
جامعة تل أبيب، وفي الكلية الوطنية للسينما في بيكونسفيلد ببريطانيا. أخرج
العديد من الأعمال الدرامية للتلفزيون مثل مسلسل " المال القاتل"، وأفلاماً
وثائقية للتلفزيون الإسرائيلي، وأفلاماً روائية منها (نرى دمشق في يوم
مشمس)، (نهائي الكأس) ، (مفرق فوكان) و (زوهار) أحد أبرز الأفلام العبرية
في حقبة التسعينيات، والذي يسرد سيرة الفنان اليهودي اليمني الأصل " زوهار
أركوف" الذي مات منتحراً في غرفة التحقيق. قدم ريكليس في عام 2004 أهم
أفلامه "العروس السورية" حاصداً ثمانية عشر جائزة في المهرجانات الدولية،
ويسرد فيه حكاية "منى" العروس الدرزية من قرية مجدل شمس بمرتفعات الجولان
التي تحتلها إسرائيل، واستعداد "منى" للزواج من ممثل سوري، وهو ابن عمها
كذلك، لكنهما لم يلتقيا أبداً بسبب الحدود السياسية، وكغيرها من الدروز لم
تحصل "منى" على الجنسية الإسرائيلية، ولا تحمل جواز سفر سوريا أيضاً،
وتدرك العروس أن مغادرتها قريتها في الجولان، تعني أنها لن تتمكن أبداً من
العودة ثانية لرؤية عائلتها.
فيلم
ريكليس الأخير " شجرة الليمون" مأخوذ من قصص واقعية، وكتبت السيناريو
المخرجة الفلسطينية – الإسرائيلية سهى عراف. حكاية الفيلم عن انتقال وزير
الدفاع الإسرائيلي الجديد للإقامة في مقر إقامته بالقرب من الخط الأخضر بين
إسرائيل والضفة الغربية، وملاصق لحقل ليمون تملكه أرملة فلسطينية ورثته عن
والدها. يقرر الوزير أن أشجار الليمون تمثل تهديداً أمنياً ويأمر بقطع
وإزالة أشجار الليمون، لتأمين المنطقة المحيطة بمنزلة خشية تعرضه لهجمات
إرهابية، فتقرر الأرملة الفلسطينية اللجوء إلى القضاء، وتوكل محامياً
فلسطينياً للدفاع عن حقها، ويرفع قضيتها إلى المحكمة العليا الإسرائيلية.
الأرملة
الفلسطينية سلمى امرأة في منتصف الأربعينيات من العمر، تعيش وحيدة بعد وفاة
زوجها وتفرق أولادها، فالابن سافر إلى أمريكا، والبنات المتزوجات يعشن
أوضاعاً معيشية صعبة مع أزواجهن. ومن خلال هذه القضية ترتبط سلمى بعلاقة حب
مع المحامي الفلسطيني زياد داوود، الذي يعيش هو أيضاً قصة تمزق أسري بعد أن
ترك زوجته وأولاده في موسكو.
على الطرف
الآخر تعيش ميرا نافون، زوجة وزير الدفاع الإسرائيلي، حياة كئيبة رتيبة،
وهي تحنّ إلى ابنتها التي تدرس في الخارج، وتتابع قصة الأرملة الفلسطينية
وتتعاطف معها بصمت.
الفيلم
الذي يضم فريق عمل من إسرائيليين وفلسطينيين تقوم ببطولته الممثلة
الفلسطينية التي تحمل الجنسية الإسرائيلية هيام عباس، والتي سبق أن مثلت في
فيلمه "العروس السورية".
وقد خطت
هيام عباس خطواتها الأولى في السينما مع ميشيل خليفي في فيلم "عرس في
الجليل " عام 1987، ومع بوعلام غردجيو في فيلم " الحياة في الجنة" عام
1989، ومع رشيد مشهراوي في فيلم " حيفا" عام 1995، ومع يسرى نصر الله في
فيلم " باب الشمس " عام 2002، ومع هاني أبو اسعد في فيلم " الجنة الآن" عام
2005، وأدت دور ماري- كلود الهمشري، أرملة محمود الهمشري، الذي اغتالته
الموساد، في فيلم "ميونيخ " للمخرج ستيفن سبيلبرغ.
تقول هيام
عباس عن دورها في فيلم " شجرة الليمون" (يعمل هذا الفيلم على الأحاسيس،
وعلى القصص الصغيرة التي قد يعيشها أي إنسان، ويتعامل مع الإنسان من منطلق
إحساسي وليس سياسي).
ويؤكد
مخرج الفيلم إيران ريكليس: ( لا يوجد شيء اسمه فيلم سياسي، إلا إذا كنت
تعيش في دولة تعاني من مشاكل سياسية، ففيلمي يتحدث عن امرأة فلسطينية ورجل
إسرائيلي وبينهما شجرة ليمون).