ملفات خاصة

 
 
 

في رحيل محمد لخضر حمينة...

أفلام توثق تاريخ بلد وثورة وأناس

الجزائر/ محمد عبيدو

عن رحيل صاحب السعفة الذهبية

محمد لخضر حامينا

   
 
 
 
 
 
 

مع احتفاء مهرجان كان السينمائي بمرور 50 عاماً على "سعفة" العرب الوحيدة لـ"وقائع سنوات الجمر"، رحل مخرجه المبدع الجزائري محمد لخضر حمينة. مقاربة تجربة الراحل مقاربة لتاريخ السينما الجزائرية، منذ بداياتها، وفي فترتها الذهبية، فالإرث الفني الجمالي صاحَب الذاكرة في تماهياتها الجمالية المخيالية مع الحدث التاريخي الواقعي، عبر تحوّلات السينما في الجزائر، في تشظيّاتها المتعدّدة واستلهاماتها للواقع في تفاصيله المتجدّدة، وتحوّلات اللحظات العميقة في الذاكرة.

في مسيرة تطوّرها، تميّزت السينما الجزائرية بالتباين والاختلاف في أنواع الأفلام المنتجة ومضامينها، بسبب عوامل عدّة، أهمها تعدّد السياسات والمسؤولين عن تسيير قطاع الثقافة والسينما وتنوعها، والتحوّلات الكبرى التي عرفها المجتمع في مستويات اقتصادية واجتماعية وسياسية مختلفة. تزامُن بدء الإنتاج السينمائي الجزائري مع ثورة الشعب ضد الاحتلال الفرنسي، بين عامي 1954 و1962، لعب دوراً كبيراً في صياغة توجّهه إلى تصدير حقائق الواقع المعيش، وتسجيل الأحداث التاريخية، خاصة تلك المتصلة بالثورة الجزائرية. النواة الأولى لمدرسة سينمائية كانت لجيش "جبهة التحرير الوطني"، تشكّلت من خلال لجنة السينما التي أنشأتها الحكومة الجزائرية المؤقتة، وأُنتجت أعمال وثائقية عدّة في تلك الفترة نفسها، منها: "جزائرنا" لجمال شندرلي ولخضر حمينة، و"ياسمينة"، أول عمل لحمينة، إلى أفلام ريني فوتييه مثلاً. من هنا، كانت أولى المعارك الكبيرة للصُور تخسرها فرنسا الاستعمارية في حربها ضد الشعب الجزائري.

حمينة ممثل وكاتب سيناريو أيضاً، ولد رسمياً في 26 فبراير/شباط 1934 (في بيان عائلته، فإنه عمره ناهز الـ95)، في مدينة المسيلة، التي بقي وفياً لها، وصوّر فيها أفلاماً عدّة، رغم تنقّله في أماكن كثيرة، من بداية حياته الدراسية في فرنسا، إلى تونس زمن اندلاع الثورة الجزائرية، حيث انضمّ إلى صفوف الثورة هناك. دخل المجال السينمائي عام 1959، عندما أرسلته "جبهة التحرير الوطني" إلى مدرسة السينما في براغ. عاد إلى بلده عام 1962، وعمل مع زملائه في تونس عام 1974. أغلب أفلامه حينها عن ذاكرة الثورة التحريرية، لكنّه لم يصنعها وفق السردية الرسمية عنها بعد الاستقلال، إذْ ترك لنفسه مساحة المبدع، المسكون بالأسئلة وخيال الصورة.

"ريح الأوراس" (1966) أحد أهم أفلام تلك الفترة، وأقواها تعبيراً عن الإنسان الجزائري، بلغته السينمائية الشفّافة والشاعرية: قصة عائلة جزائرية دمّرتها الحرب، عبر رصد حياة ثلاثة أشخاص: الأب والأم والابن، الذين تسير حياتهم بشكل طبيعي، بحـسب الطقوس العائلية، وبأعمال بسيطة كافية لتحقيق العيش، ثم يجدون أنفسهم فجأة في الدوامة: يقتل الأب في هجوم قوات العدو، فيتحمّل الابن، المنتسب إلى وحـدة عسكرية في جيش التحرير الوطني، متمركزة في موقع قريب من بلدته، مسؤولية العائلة. أمّا الأم الفلاّحة (الممثلة كلثوم)، فتعيش حالة انتظار، خاصة بعد أن اعتقل الفرنسيون ابنها، ما دفعها إلى البحث عنه في معسكرات الاعتقال، منتقلة من ثكنة إلى ثكنة، ومن معتقل إلى معتقل، حتى تجده، فتكتفي بمتابعته بنظراتها يومياً من خلف الأسلاك الشائكة. لكنّها تفقد وعيها عندما يختفي مجدّداً، وتلقي بنفسها على الأسلاك الشائكة التي تصعقها، فتموت.

هذا الفيلم، الحائز على جائزة العمل الأول في مهرجان كان، شكّل نقلة نوعية في المعالجة السينمائية لحرب التحرير. تعرّض موضوعه وشخصياته للنقد، وتميّز أسلوبه وصوره بعمق. كما أعلن عن ولادة مخرج ملتزم بقضية إعادة بناء صورة للكيان الوطني لبلده، فنياً وجمالياً، عبر مفردات اللغة السينمائية، وصورة مُحمّلة بالذاكرة.

العمل الدرامي المؤثّر والشاعري، الذي قدّمه حمينا في أول أفلامه الروائية، لم يمنعه عام 1968 من تقديم فيلمٍ كوميدي بارز بعنوان "حسن الطيرو": صورة مؤثّرة وإطار كوميدي يتناولان كيف تؤدّي ظروف الوطن الصعبة، إبان الاستعمار، بموظف بسيط إلى أنْ يصبح ثائراً من دون أن يدري. كسر حمينة فيه الهالة الكبيرة المحيطة بالثورة الجزائرية، بولوج أبوابها عن طريق الضحك والمرح، مُقتبساً إياه من مسرحية لرويشد، ديوان الأحداث الجزائرية. عرف الفيلم نجاحاً ساحقاً في شباك التذاكر، ورغم مرور نحو نصف قرن على إنجازه، لا يزال يُعرض في القنوات التلفزيونية إلى اليوم، وينال نسباً مرتفعة من المُشاهدة، أمّا "وقائع سنوات الجمر" (1974)، فلَقِي صدى كبيراً، إضافة إلى نيله أكبر جائزة يحصل عليها فيلم عربي إلى اليوم: السعفة الذهبية لمهرجان كان.

هذا الفيلم شاهدٌ موثِّق لنضال الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي من أجل الاستقلال والحرية المضرجة بالدماء. لم يكن مجرد فيلم يناهض الاستعمار، ويتناول إحدى أهم الثورات العالمية، بل عُدّ من أبرز كلاسيكيات السينما العالمية، ومن أضخم الأفلام التاريخية التي نفّذت خارج هوليوود بمفردات سينمائية متينة، ومشهدية مميزة. البداية من الصحراء والأرض التي عاشت سنين جفاف، وصولا إلى أعوام الخصب والنمو، التي لا تخلو أيضاً من صراع الأهالي من أجل اقتسام المياه. دمج حمينة بين مفردات الطبيعة، وتصيّد أبسط الأشياء، أياً كان حجمها، وأبرزها بلقطات جمالية فنية، مازجاً بين عناصر المياه والنار والأرض والدفاع عن الوطن. كلّ تلك العناصر تفاعلت لتجسيد معاناة شعب يريد الاستقلال لبلده، وصراع الفلاّح أحمد في البداية مع الطبيعة والجفاف. ثم تحوّل بعد رحيله من الصحراء إلى مجاهد، فدخل في صراع مع المحتل، باحثاً عن حقه السياسي في التحرير والحرية.

يقدم حمينة وجهة نظر سينمائيّ، يستخدم الكاميرا لإبراز مشاعر التشرّد والحرمان والمعاناة التي سبّبها نظام الاستغلال الاستعماري. والصحراء، التي تكرّرت في أفلامه، ليست مجرّد ديكور، بل فضاء بصري للدراما الذاتية والجماعية. وبصورة رمزية، مليئة بالمجازات، صوّر الراحل وضع المرأة المتزوجة في المجتمع الصحراوي، فكان "رياح رملية"، أو "العاصفة" (1982). أحداثه تجري في قبيلة تعيش في واحة وسط الصحراء، مُحاطة بالرمال، وتهبّ عليها باستمرار العواصف الرملية التي تغطي البيوت والخيام، وتدخل مسام الجسد، وتكتم الأنفاس. في كلّ مرة تهبّ العاصفة، يقع أهالي القبيلة في صراع محموم، لدرء أخطار الرمال.

فتح محمد لخضر حمينة، مرة أخرى، في "غروب الظلال" (2014)، صفحة من صفحات تاريخ الثورة التحريرية، من خلال صور تمثّل بشاعة أعمال الاغتيالات الجماعية، والتعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرّض له الأسرى. هذا الفيلم عبارة عن جدارية ثرية، جمالياً ومحتوى، إذْ جال المخرج على خطى أبطال فيلمه الثلاثة في رحلتهم الشاقة في الصحراء، مستعيداً شيئاً من تاريخ العلاقة الجزائرية الفرنسية، مع بداية الاحتلال. تطرّق المخرج الراحل إلى مراحل مهمّة من تاريخ الثورة، على لسان أبطال الفيلم: خالد ابن الصحراء الثائر في وجه ظلم المستعمر، والرائد الفرنسي سانتوناك، الجلاّد الذي، من خلال حديثه وأعماله الإجرامية، يرمز إلى استمرار الوجود الاستعماري، والجندي لامبير، الذي يمثّل القوة الثالثة، بأفكاره المناهضة للتعذيب وقتل الأسرى.

 

####

 

وفاة المخرج الجزائري محمد لخضر حمينة

الجزائر/ عثمان لحياني

توفّي المخرج والكاتب الجزائري محمد لخضر حمينة مساء الجمعة عن عمر 95 عاماً، وهو العربي والأفريقي الوحيد الذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي المرموق قبل 50 عاماً عن فيلمه "وقائع سنوات الجمر". وأعلنت عائلة محمد لخضر حمينة، في بيان، أنه "توفي داخل منزله في الجزائر العاصمة عن عمر ناهز الخامسة والتسعين، تاركاً وراءه إرثاً سينمائياً لا يقدر بثمن"، وأشادت "برؤيته الفريدة التي طبعت تاريخ السينما". وأشارت إلى أنّ محمد لخضر حمينة تمكن من إقامة "جسر ثقافي فعلي بين الجنوب والغرب، فأصبح بذلك صوت العالم الثالث وبلده، مدى أربعين عاماً تقريباً". وأكدت أنه كان "أحد آخر عظماء السينما الملحمية والشاعرية، وترك بصمة لا تمحى على مهرجان كان السينمائي الدولي وعلى السينما عموماً".

وشهد مهرجان كان السينمائي في دورته الحالية لفتة تكريمية لحمينة، من خلال عرض نسخة "4 كاي" من فيلم "وقائع سنوات الجمر" ضمن برنامج فئة "كان كلاسيكس"، في الذكرى الخمسين على فوزه بالسعفة الذهبية. بفضل فيلم "وقائع سنوات الجمر"، حقق المخرج الجزائري شهرة على المستوى العالمي. شكّل النضال من أجل استقلال الجزائر محور هذا الفيلم الذي يتناول من عام 1939 إلى عام 1954 ولادة أمّة ورحلة الشعب الجزائري وصولاً إلى اندلاع الحرب ضد الاستعمار الفرنسي وحرب الاستقلال (1954-1962).

ووجه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رسالة تعزية ومواساة إلى عائلة محمد لخضر حمينة، وصفه فيها بـ"المخرج العالمي المبدع الذي ترك بصمة خالدة في تاريخ السينما العالمية"، و"المجاهد الأبي ساهم في تحرير بلاده من خلال نقل صور ومشاهد عرّفت البشرية ببطولات الثورة التحريرية المظفرة". . وأشار تبون إلى أنّ "رائعة" لخضر حمينة (وقائع سنوات الجمر) "فتحت عيون العالم على قطعة من معاناة الشعب الجزائري خلال فترة الاستعمار".

ولد محمد لخضر حمينة رسمياً في 26 فبراير/شباط 1934 بالمسيلة في الأوراس (شمال شرق)، لعائلة فلاحين متواضعة الحال. تلقى دراسته في كلية زراعية، ثم درس في فرنسا، وتحديداً في أنتيب حيث التقى زوجته، أم أولاده الأربعة. خلال حرب الجزائر، خطف الجيش الفرنسي والده وعذّبه قبل قتله. وانضم حمينة عام 1958 إلى صفوف المقاومة الجزائرية في تونس.

تعلّم السينما بالممارسة، عبر تدريب في إحدى القنوات التونسية، قبل الشروع في أفلامه القصيرة الأولى. بدأ مسيرته مخرجاً عام 1964 مع فيلم "لكن في أحد أيام نوفمبر" الوثائقي. خلال مسيرته الفنية الممتدة على 50 عاماً (1964-2014)، أخرج فيلماً وثائقياً وسبعة أفلام أخرى هي "رياح الأوراس" (1966)، و"حسن الطيرو" (1968)، و"ديسمبر" (1973)، و"وقائع سنوات الجمر" (1975)، و"رياح رملية" (1982)، و"الصورة الأخيرة" (1986)، و"شفق الظلال" (2014).

 

العربي الجديد اللندنية في

24.05.2025

 
 
 
 
 

«رحل يوم عرسه»..

طارق الشناوي ينعى المخرج الجزائري محمد الأخضر بكلمات مؤثرة

كتب: إيمان علي

نعى الناقد الفني طارق الشناوي المخرج الجزائري الكبير محمد الأخضر، الذي وافته المنية، مساء الجمعة، في لحظة وصفها الشناوي بأنها «مشهد درامي»، نظرًا لتزامنها مع احتفال مهرجان «كان» السينمائي باليوبيل الذهبي لفوز الأخضر بالسعفة الذهبية عن فيلمه التاريخي «وقائع سنوات الجمر».

وكتب الشناوي عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»: رحل يوم عرسه.. ودعنا اليوم محمد الأخضر حامينا، المخرج الجزائري الكبير، بينما كانت إدارة مهرجان (كان) تحتفل باليوبيل الذهبي 50 عامًا على حصوله على السعفة الذهبية عن فيلمه (وقائع سنوات الجمر).. حامينا هو المخرج العربي الوحيد الذي حصل على السعفة.. وكأننا نشاهد مشهدًا دراميًا.. فنان استثنائي يغادر الحياة يوم عرس تكريمه«.

واعتبر الشناوي أن رحيل حامينا في هذا التوقيت يحمل رمزية مؤثرة، تعكس حجم الإرث الذي تركه وراءه، ليس فقط للسينما الجزائرية بل وللثقافة العربية ككل.

ويُعد محمد الأخضر حامينا من أبرز رموز السينما العربية، وأول –وحتى اليوم الوحيد– من نال السعفة الذهبية من مهرجان كان، وذلك عام 1975، ما وضعه في مصاف كبار صناع السينما عالميًا.

 

المصري اليوم في

24.05.2025

 
 
 
 
 

رحيل محمد لخضر حمينة

بالتزامن مع اليوبيل الذهبى لحصوله على سعفة مهرجان كان

كتب على الكشوطي

حالة من الحزن سيطرت على الوسط الفنى السينمائى بالجزائر ومصر والوطن العربى، وذلك برحيل المخرج الكبير محمد لخضر حمينة عن 91 عاما، وهو المخرج العربى الوحيد الذى حاز على جائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائى عن فيلم وقائع سنوات الجمر.

المخرج محمد لخضر حمينة (2)

وتأتى وفاة الأخضر حمينة بينما كانت إدارة مهرجان كان تحتفل باليوبيل الذهبى 50 عاما على حصوله على السعفة الذهبية عن فيلمه وقائع سنوات الجمر، واتشحت وسائل التواصل الخاصة بالسينمائيين وصناع الأفلام بالسواد لتتحول إلى سردقات عزاء حزنا على الراحل الذى نعاه عدد من السينمائيين فى مصر منهم المخرج أمير رمسيس والناقد طارق الشناوى وآخرين.

محمد لخضر حمينة هو أحد أبرز أعلام السينما الجزائرية والعربية، وُلد فى 26 فبراير 1934 بمدينة المسيلة بالجزائر. اشتهر بكونه أول مخرج عربى وأفريقى يفوز بجائزة السعفة الذهبية فى مهرجان كان السينمائى عن فيلمه "وقائع سنين الجمر" عام 1975 .

بدأ الأخضر حمينة حياته الدراسية فى فرنسا، وكان شغفه الأول هو دراسة السينما، لكنه درس الزراعة والقانون فى الجامعات الفرنسية، بعدها ترك فرنسا إلى تونس أثناء اندلاع الثورة الجزائرية، حيث انضم إلى قوات المقاومة هناك.

بدأ دخوله إلى المجال السينمائى حينما أرسله الحزب الجزائرى إلى مدينة براج بالتشيك حيث يمكنه دراسة السينما، لكنه لم يستمر بالدراسة رغبة منه فى العمل مباشرة.

أخرج حمينة أول أفلامه عام 1966 بعنوان (ريح الأوراس)، وبعد عامين أخرج فيلمه الثانى (حسان الإرهابي). عام 1973 قدم حمينة فيلمه (ديسمبر)، وفى عام 1975 قدم فيلمه الأهم (وقائع سنوات الجمر) والذى قام بكتابته وإخراجه وتمثيله ونال عنه جائزة (السعفة الذهبية) من مهرجان كان السينمائي. بعدها قدم حامينه فيلمى (رياح رملية) 1982، و(الصور الأخيرة) 1986.

 

اليوم السابع المصرية في

24.05.2025

 
 
 
 
 

رحيل المخرج الجزائري محمد لخضر حمينة...

صاحب السعفة الذهبية بمهرجان «كان»

الجزائر: «الشرق الأوسط»

توفي (الجمعة) المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة، العربي والأفريقي الوحيد الذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي: «عن عمر ناهز 95 عاماً»، على ما أعلنت عائلته.

وكتب أولاده في بيان إنّ لخضر حمينة «توفي في منزله بالجزائر العاصمة عن عمر ناهز الخامسة والتسعين، تاركاً وراءه إرثاً سينمائياً لا يقدر بثمن»، مشيدين «برؤيته الفريدة التي طبعت تاريخ السينما».

وأشارت العائلة إلى أن محمد لخضر حمينة تمكن من إقامة «جسر ثقافي فعلي بين الجنوب والغرب، فأصبح بذلك صوت العالم الثالث وبلده، على مدى أربعين عاماً تقريباً».

ومحمد لخضر حمينة هو أحد المخرجين الأفارقة والعرب القلائل الذين نافسوا 4 مرات في مسابقة مهرجان كان السينمائي، وفاز بجائزتين رئيسيتين، هما جائزة أفضل فيلم أول عن «ريح الأوراس» (Le Vent des Aures)، وجائزة السعفة الذهبية العريقة عن فيلم «وقائع سنوات الجمر» (Chronique des annees de braise) عام 1975.

وفي رسالة تعزية، أبدى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون «بالغ الحزن والأسى» لوفاة مَن وصفه بـ«عملاق السينما العالمية» الذي ترك «بصمة خالدة في تاريخ السينما».

وشهد مهرجان كان هذه السنة لفتة تكريمية لحمينة من خلال عرض نسخة «4 كاي» من فيلم «وقائع سنوات الجمر» ضمن برنامج فئة «كان كلاسيكس».

وبفضل فيلم «وقائع سنوات الجمر»، حقق المخرج الجزائري شهرة على المستوى العالمي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأشار تبون إلى أن «رائعة» لخضر حمينة هذه «فتحت عيون العالم على قطعة من معاناة الشعب الجزائري خلال فترة الاستعمار».

وأكدت عائلة المخرج في بيانها أن المخرج كان «أحد آخر عظماء السينما الملحمية والشاعرية، وترك بصمة لا تُمحى على مهرجان كان السينمائي الدولي، وعلى السينما عموماً».

بطولات

شكَّل النضال من أجل استقلال الجزائر محور فيلم «وقائع سنوات الجمر» الذي يتناول من عام 1939 إلى عام 1954، ولادة أمّة، ورحلة الشعب الجزائري، وصولاً إلى اندلاع الحرب ضد الاستعمار الفرنسي وحرب الاستقلال (1954- 1962).

وقال تبون: «قبل أن يكون مخرجاً عالمياً مبدعاً ترك بصمة خالدة في تاريخ السينما العالمية، كان مجاهداً أبياً، ساهم في تحرير بلاده بما نقل من صور ومشاهد عرَّفت البشرية ببطولات الثورة التحريرية المظفَّرة».

وُلد محمد لخضر حمينة في 26 فبراير (شباط) 1934 في المسيلة في الأوراس (شمال شرق)، في عائلة فلاحين متواضعة الحال. وقد تلقى دراسته في كلية زراعية، ثم درس في فرنسا وتحديداً في أنتيب؛ حيث التقى بزوجته، أم أولاده الأربعة.

خلال حرب الجزائر، خطف الجيش الفرنسي والده وعذَّبه قبل قتله. وانضم حمينة شخصياً عام 1958 إلى صفوف المقاومة الجزائرية في تونس.

تعلَّم حمينة السينما بالممارسة، عن طريق تدريب في إحدى القنوات التونسية قبل الشروع في أفلامه القصيرة الأولى.

بدأ مسيرته مخرجاً عام 1964 مع فيلم «لكن في أحد أيام نوفمبر» (Mais un jour de novembre) الوثائقي. خلال مسيرته الفنية الممتدة على 50 عاماً (1964- 2014)، أخرج فيلماً وثائقياً و7 أفلام أخرى، هي: «رياح الأوراس» (1966)، و«حسان طيرو» (Hassan Terro) (1968)، و«ديسمبر» (Decembre) (1973)، و«وقائع سنوات الجمر» (1975)، و«رياح رملية» (Vent de sable) (1982)، و«الصورة الأخيرة» (La derniere image) (1986)، و«شفق الظلال»(Crepuscule des ombres).

 

الشرق الأوسط في

24.05.2025

 
 
 
 
 

وفاة المنتج والمخرج السينمائي الجزائري لخضر حمينة

رويترز

قالت وزارة الثقافة والفنون الجزائرية إن المخرج والمنتج السينمائي محمد لخضر حمينة توفي، الجمعة، بالتزامن مع مرور 50 عاماً على حصوله على "السعفة الذهبية" لمهرجان كان.

وجاء في بيان للوزارة: "برحيله تفقد الجزائر قامة فنية شامخة، ومخرجا رائدا كرس حياته للفن الملتزم، وأثرى الذاكرة الوطنية بأعمال خالدة، جسدت نضال شعب، وهموم أمة، وجمال الصورة السينمائية الأصيلة".

كما نعاه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قائلاً: "الفقيد وقبل أن يكون مخرجاً عالمياً مبدعاً ترك بصمة خالدة في تاريخ السينما العالمية، كان مجاهداً أبياً. ساهم في تحرير بلاده بما نقل من صورة ومشاهد عرفت البشرية ببطولات الثورة التحريرية المظفرة".

وولد حمينة في مدينة المسيلة بشرق الجزائر عام 1934 ودرس القانون في فرنسا قبل أن يتم تجنيده في الجيش الفرنسي، لكنه هرب من الخدمة والتحق عام 1959 بخلية الإعلام في الحكومة الجزائرية المؤقتة التي اتخذت من تونس مقراً آنذاك.

وسافر إلى براج لدراسة السينما ثم عاد ليبدأ في صنع سلسلة أفلام وثائقية عن حرب التحرير الجزائرية منها "صوت الشعب" و"بنادق الحرية".

وبعد استقلال الجزائر رأس حمينة الديوان الجزائري للأخبار الذي تأسس عام 1963، لكن الوظيفة لم تمنعه من مواصلة مشواره السينمائي فقدم فيلمه الطويل الأول "ريح الأوراس" عام 1966 الذي عرض في مهرجان كان السينمائي.

وفاز بجائزة "السعفة الذهبية" لمهرجان كان عام 1975 عن فيلمه "وقائع سنين الجمر" الذي تناول الأوضاع السياسية والاجتماعية في الجزائر بين عامي 1939 و1954.

 

الشرق نيوز السعودية في

24.05.2025

 
 
 
 
 

وفاة محمد لخضر حمينة..

مخرج صَنع مجده بين ظلال الثورة الجزائرية وأضواء "كان"

توفي المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة، يوم الجمعة، عن عمر يناهز 95 عاما، وفق ما أعلنته عائلته. ويعد حمينة العربي والأفريقي الوحيد الذي نال جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي.

وجاء في بيان صادر عن أبنائه أن الراحل "توفي في منزله بالعاصمة الجزائر، بعد أن ترك إرثا سينمائيا لا يقدر بثمن"، مشيدين بـ"رؤيته الفريدة التي شكلت علامة فارقة في تاريخ السينما".

كما أكدت العائلة أن محمد لخضر حمينة نجح في بناء "جسر ثقافي حقيقي بين الجنوب والغرب، ليصبح صوتا للعالم الثالث وبلاده طوال ما يقارب أربعة عقود".

بصمة خالدة

ومحمد لخضر حمينة هو أحد المخرجين الأفارقة والعرب القلائل الذين نافسوا 4 مرات في مسابقة مهرجان كان السينمائي، وفاز بجائزتين رئيستين، هما جائزة أفضل فيلم أول عن "ريح الأوراس" (Le Vent des Aures) وجائزة السعفة الذهبية العريقة عن فيلم "وقائع سنوات الجمر" (Chronique des annees de braise) عام 1975.

وفي رسالة تعزية، أبدى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون "بالغ الحزن والأسى" بوفاة مَن وصفه بـ"عملاق السينما العالمية" الذي ترك "بصمة خالدة في تاريخ السينما".

وشهد مهرجان كان هذه السنة، لفتة تكريمية لحمينة من خلال عرض نسخة "4 كاي" من فيلم "وقائع سنوات الجمر" ضمن برنامج فئة "كان كلاسيكس".

وبفضل فيلم "وقائع سنوات الجمر"، حقق المخرج الجزائري شهرة على المستوى العالمي.

وأشار تبون إلى أنّ رائعة" لخضر حمينة هذه فتحت عيون العالم على "قطعة من معاناة الشعب الجزائري خلال فترة الاستعمار".

وأكدت عائلة المخرج في بيانها أنّ المخرج كان "أحد آخر عظماء السينما الملحمية والشاعرية، وترك بصمة لا تمحى على مهرجان كان السينمائي الدولي وعلى السينما عموما".

بطولات

تناول فيلم "وقائع سنوات الجمر" نضال الشعب الجزائري من أجل الاستقلال، حيث يوثق الفترة الممتدة من عام 1939 حتى 1954، مسلطًا الضوء على ولادة أمة ومسيرة كفاح شعبها حتى اندلاع الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، والتي تواصلت حتى نيل الاستقلال في 1962.

وفي تأبينه، قال الرئيس عبد المجيد تبون "قبل أن يكون مخرجا عالميا مبدعا خلد اسمه في سجل السينما العالمية، كان محمد لخضر حمينة مجاهدا شجاعا، ساهم في تحرير وطنه من خلال ما قدمه من أعمال جسدت بطولات الثورة التحريرية، وعرّفت العالم بعدالة قضيتنا وكفاح شعبنا".

ونعى حمينة عدد من الفنانين والنقاد، فكتب الناقد الفني طارق الشناوي عبر حسابه على فيسبوك "يرحل يوم عرسه ودعنا اليوم محمد الاخضر حامينا المخرج الجزائري الكبير . بينما كانت ادارة مهرجان ( كان) تحتفل باليوبيل الذهبي 50 عاما على حصوله على السعفة الذهبية عن فيلمه ( وقائع سنوات الجمر)…".

وكتب المخرج أمير رمسيس "الأخضر حامينا صاحب سعفة وقائع سنوات الجمر يرحل في أسبوع العرض الاستعاديّ لفيلمه صاحب السعفة في مهرجان كان".

النشأة والبدايات

وُلد محمد لخضر حمينة في 26 فبراير/شباط 1934 بمدينة المسيلة بمنطقة الأوراس (شمال شرق الجزائر)، في أسرة ريفية بسيطة. تلقى تعليمه في كلية زراعية، ثم واصل دراسته في مدينة أنتيب الفرنسية، حيث التقى بزوجته التي أصبحت لاحقا والدة أبنائه الأربعة.

أثناء حرب التحرير الجزائرية، اختطف الجيش الفرنسي والده، وعذبه حتى الموت. وفي عام 1958، انضم حمينة بنفسه إلى صفوف المقاومة الجزائرية من تونس.

تعلم حمينة فن السينما بالممارسة، من خلال فترة تدريب في إحدى القنوات التونسية، قبل أن يبدأ في إخراج أفلام قصيرة.

انطلقت مسيرته الإخراجية عام 1964 بفيلم وثائقي بعنوان "لكن في أحد أيام نوفمبر" (Mais un jour de novembre). وعلى مدار 50 عامًا (1964-2014)، أنجز 9 أفلام، بينها وثائقي واحد و7 أفلام روائية، من أبرزها: رياح الأوراس (1966)، حسان طيرو (Hassan Terro – 1968)، ديسمبر (Décembre – 1973)، وقائع سنوات الجمر (1975)، رياح رملية (Vent de sable – 1982)، الصورة الأخيرة (La Dernière Image – 1986)، وشفق الظلال (Crépuscule des ombres – 2014.

المصدر الجزيرة + وكالات

 

الجزيرة نت القطرية في

24.05.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004