صباح الثلاثاء الماضي، أٌقيم في أحد الفنادق الكبرى
بالقاهرة، المؤتمر الصحفي الخاص بالإعلان عن تفاصيل الدورة الثامنة لمهرجان
الجونة السينمائي، والذي سيقام في الفترة من 16 إلى 24 أكتوبر المقبل. حضر
المؤتمر المهندس نجيب ساويرس، مؤسس المهرجان ورئيس مجلس إدارة شركة
أوراسكوم للاستثمار القابضة، والمهندس سميح ساويرس، مؤسس مدينة الجونة
ورئيس مجلس إدارة المهرجان، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط
والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والنجمة يسرا، عضو المجلس الاستشاري
الدولي للمهرجان، ومحمد عامر، المدير التنفيذي لمدينة الجونة والمدير العام
لشركة أوراسكوم للتنمية مص، وعمرو منسي، المدير التنفيذي والمؤسس المشارك
للمهرجان، والمخرجة ماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان، وإلينا بانوفا،
المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، وقدمت المؤتمر الفنانة نردين فرج.
يشارك في الدورة الثامنة ما يقرب من 70 فيلمًا، وأعلن
المهرجان عن اختيار الفنانة
منة شلبي للحصول
على جائزة الإنجاز الإبداعي، مع تنظيم جلسة حوارية معها بعد التكريم، كما
سيقدم المهرجان جلسة حوارية أخرى مع المخرج الكبير شريف عرفة.
وبالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون
اللاجئين، تم الإعلان عن استضافة النجمة العالمية، الممثلة والمنتجة وسفيرة
النوايا الحسنة للمفوضية، الأسترالية الأصل كيت بلانشيت، كضيفة شرف
المهرجان، وهي الممثلة الحائزة على جائزتي أوسكار، تتمتع بحضور عالمي لافت
سواء في مجال السينما أو العمل الإنساني، وتحت شعار المهرجان الدائم
“السينما من أجل الإنسانية”، وسيقوم مهرجان الجونة السينمائي بمنح كيت
بلانشيت جائزة “بطل الإنسانية”، وستشارك كيت بلانشيت في جلسة حوارية ضمن
فعاليات ملتقى سيني جونة، تستعرض فيها رحلتها الفنية والإنسانية، وتحاورها
في هذه الجلسة سفيرة النوايا الحسنة الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد.
وفي البرنامج الخاص يظهر فعاليتان؛ الأولى “نافذة على
فلسطين”، وهو صورة من صور الدعم في مواجهة حرب الإبادة في قطاع غزة، من
خلال استمرار عروض برنامج الفيلم الفلسطيني، حيث يُعرض مجموعة من الأفلام
الطويلة والقصيرة، وذلك لفتح نافذة على ما يحدث في فلسطين، أما الفعالية
الثانية فهي بعنوان “مئوية يوسف شاهين: الأب الروحي لموجة جديدة للسينما
العربية”، والتي ستنطلق من مهرجان الجونة وستستمر في عدد من المهرجانات
السينمائية العالمية خلال عام 2026 في عدد من الدول مثل فرنسا واليابان
وسويسرا، ويستمر المهرجان في تقديم جائزة الشعار الذي يمثل المهرجان من
الدورة الأولى “سينما من أجل الإنسانية”، وهي الجائزة التي يمنحها الجمهور
لفيلم معني بالقضايا الإنسانية، وأيضًا جائزة نجمة الجونة الخضراء لأفضل
فيلم يقدم ويعرف الوعي البيئي، بالإضافة إلى وجود جائزة هذا العام خاصة
بالأمن الغذائي، كما يواصل المهرجان للعام الثالث على التوالي التعاون مع
سينما زاوية بالقاهرة، والتي ستعرض عددًا من أفلام المهرجان في نفس التوقيت
بالقاهرة، حيث تم اختيار 10 أفلام تُعرض في الفترة من 19 إلى 25 أكتوبر
القادم.
وستشهد منصة سيني جونة توسعًا كبيرًا هذا العام، حيث يستضيف
ملتقى سيني جونة أكثر من 35 فعالية تتنوع بين ورش عمل، ولقاءات حوارية،
وموائد مستديرة مع نجوم مصريين وعالميين، ويشهد برنامج سيني جونة للمواهب
الناشئة توسعًا غير مسبوق هذا العام مع تلقي أكثر من 1000 طلب مشاركة،
وإطلاق مبادرة جديدة تحت عنوان “كلاكيت تاني مرة” لدعم خريجي الدورات
السابقة بدعم الاتحاد الأوروبي ومؤسسة دروسوس ومؤسسة ساويرس للتنمية
الاجتماعية، الشريك الداعم للأثر، كما تم الإعلان عن شراكة ممتدة مع جامعة
إسلسكا لمدة ثلاث سنوات، تهدف إلى منح الطلاب فرصًا للتعلم والتواصل
والانخراط في المشهد السينمائي.
وأعلن المهرجان أن سيني جونة لدعم إنتاج الأفلام، تلقى أكبر
عدد من الطلبات هذا العام، إذ تجاوزت 290 مشروعًا في مرحلة التطوير أو ما
بعد الإنتاج، وتم اختيار 20 مشروعًا للمشاركة في فعاليات سيني جونة، التي
ستُقام في الفترة من 15 إلى 23 أكتوبر وليس طوال أيام المهرجان، أما عن سوق
سيني جونة، فيشهد هذا العام أوسع مشاركة منذ انطلاقه، بانضمام أكثر من عارض
من السعودية، والإمارات، والعراق، والهند، والصين، ودول أخرى، تتنوع بين
هيئات الأفلام الإقليمية والدولية، وشركات الإنتاج، وأطراف الصناعة
المختلفة، وذلك بهدف تعزيز البيئة المهنية للسوق من خلال بناء روابط
فعّالة، وتهيئة الظروف لعقد شراكات طويلة الأمد وتعاون مستدام.
ويقدّم سوق سيني جونة هذا العام برنامجًا متنوعًا من
الفعاليات والأركان المتخصصة، من بينها: استضافة دولة محورية بهدف تسليط
الضوء على صناعة السينما في تلك الدولة المختارة من خلال عروض مخصصة،
وجلسات تعريفية، وأنشطة للوفود المشاركة، كما يتضمن ركن التصوير السينمائي،
وهو مبادرة جديدة تركز على فنون السرد البصري، حيث تعرض كبرى الشركات
العالمية المتخصصة في معدات التصوير – مثل الكاميرات والعدسات – أحدث
تقنياتها عبر منصات خاصة وعروض حية.
المسابقات والأفلام
يشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 10 أفلام، يأتي
في مقدمتهم فيلمين من مصر؛ الأول “المستعمرة” من إخراج محمد رشاد، وكان هذا
الفيلم قد شارك في قسم “وجهات نظر” بمهرجان برلين، والفيلم الثاني
“كولونيا” للمخرج محمد عصام، وأربعة أفلام كان لها حضور مؤثر خلال مهرجان
كان الأخير، الأول الكولومبي الحاصل على جائزة لجنة التحكيم في قسم نظرة ما
بمهرجان كان “شاعر” من إخراج سيمون مسيا سوتو، والفيلم الحائز على جائزة
فرانسوا شاليه الروسي “مدعيان عامان” من إخراج سيرجي لوزينستا، والفيلم
الحاصل على جائزة النجم الصاعد من مسابقة أسبوع النقاد الفرنسي “نينو”
للمخرجة بولين لوكيه، وأيضًا فيلم افتتاح مسابقة أسبوع النقاد البلجيكي “من
أجل آدم” من إخراج لورا واندل، بينما يأتي من تونس فيلم “وين يأخذنا الريح”
للمخرجة آمال القلاتي، ومن اليابان فيلم “بريق الجبال البعيدة” للمخرج كي
إيشيكاوا، ومن أسبانيا فيلم “الحج” للمخرجة كارلا سيمون، ومن الهند فيلم
“المحاصر” من إخراج تانوشي داس.
ويتنافس في مسابقة الأفلام الوثائقية 10 أفلام من بينهم
فيلمين مصريين؛ الأول “50 متر” للمخرجة يمنى خطاب، وكان العرض الأول لهذا
الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كوبنهاجن، والفيلم الثاني “الحياة بعد
سهام” من إخراج نمير عبد المسيح، والفيلم اللبناني “حكايات الأرض الجريحة”
للمخرج عباس فاضل الذي حصل على جائزة أفضل مخرج من مهرجان لوكارنو، ومن
الصين فيلم “دائمًا” من إخراج ديمنج تشين الذي حصد جائزة دوكس أوورد من
مهرجان كوبنهاجن، والفيلم التشيكي الحاصل على جائزة الكرة الكريستالية من
مهرجان كارلوفي فارى “من الأضل أن تجن في البرية” للمخرج ميرو ريمو، ومن
قطر فيلم “الساهرون” للمخرجة كريمة السعيدي، ومن الولايات المتحدة
الأمريكية فيلمين؛ الأول “أورويل: 2+2=5” للمخرج راؤول بيك، والثاني “كيف
تبني مكتبة” إخراج مايا ليكو وكريستوفر كينج، ومن صربيا “أيتها الريح
حدثيني” من إخراج ستيفان ديورجيفيتش، ومن هولندا وبلجيكا فيلم “كابول بين
الصولت” للمخرج الأفغاني أبزوار أميني.
بينما يشارك في مسابقة الأفلام القصيرة 17 فيلمًا، في
مقدمتهم أربعة أفلام من مصر، منها اثنان تحريك؛ الأول “خائنة الأعين” الذي
اشترك في إخراجه كلا من سعد وعبد الرحمن دينور، وحصل هذا الفيلم على تنويه
خاص من مهرجان كليرمون بفرنسا، والثاني “الديب ورحلة البحث عن التاج
المفقود” إخراج سامح علاء، والفيلم المصري الثالث في المسابقة يحمل اسم
“الخروج من قاعدة علي وماهر” من إخراج أبانوب يوسف، أما الفيلم المصري
الرابع فهو “عن أشباحهن” للمخرجة سهى بلال.
ويشارك أربعة أفلام عربية، هم الفيلم الفلسطيني “أغمضي
عينيك يا هند” للمخرج أمير ظاظا، والذي يحكي أيضًا جانبًا من قصة “هند
رجب”، ومن تونس فيلم “بيت العروسة” لميساء لهيذب، ومن لبنان “الشيطان
والدراجة” إخراج شارون حكيم، ومن الأردن فيلم “كمين” إخراج ياسمينا كراجا،
ومن الفلبين يأتي فيلم “أغابيتو” إخراج كايلا دانيل روميرو وأرفين
بيلارمينو، ومن المكسيك فيلم “البيت الصغير” إخراج لاو تشارلز، ومن كوريا
الجنوبية “الخزان” إخراج دوكجيون كيم، ومن إنجلترا “دب يتذكر” إخراج لي دن
فينج، ومن الصين “الضبع” إخراج ألتاي أولان يانج، ومن فرنسا فيلم “فتاة
الماء” إخراج ساندرا ديمازيير، ومن البرتغال فيلم “كلب وحيد” إخراج مارتا
ريس أندرادي، ومن بلجيكا “لوينز” إخراج دوريان جيسبرز، ومن إيران “المواطن
السجين” وهو فيلم تسجيلي قصير إخراج حسام إسلامي.
القسم الرسمي خارج المسابقة
يتواجد في هذا القسم مجموعة من الأفلام التي حصدت الجوائز
المهمة في المهرجانات الكبرى، ويأتي من مهرجان كان خمسة أفلام، في مقدمتهم
الإيراني “حادث بسيط” للمخرج الكبير جعفر بناهي، وهو الفيلم الحائز على
السعفة الذهبية، ومن النرويج فيلمين؛ الأول “قيمة عاطفية” للمخرج يواكيم
ترير وحصل الفيلم على الجائزة الكبرى في مهرجان كان، ويعد هذا الفيلم
الثاني لمخرجه بعد فيلمه “أسوأ إنسان في العالم” الذي طرح عام 2021، أما
الفيلم الثالث الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة فهو الصيني “البعث”
من إخراج بي جان، بينما الفيلم الرابع هو الألماني “صوت السقوط” من إخراج
ماشا شيلينسكي، والذي حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة مناصفة، والفيلم
الخامس هو الكولومبي “شاعر” إخراج سيمون مسيا سوتو، الذي حاز جائزة لجنة
التحكيم في مسابقة نظرة ما.
ومن مهرجان برلين يشارك الفيلم النرويجي “أحلام – جنس – حب”
للمرخ داج يوهان هو جيرود، وهو الفيلم الحاصل على جائزة الدب الذهبي
والجائزة الفيبراسي، وأيضًا الفيلم الذي حصد الدب الفضي لأفضل ممثل مساعد
وحصل عليها أندرو سكوت وهو الأمريكي “القمر الأزرق” إخراج ريتشارد
لينكليتر، وأيضًا الفيلم الذي حصل على جائزة أفضل عمل أول وهو المكسيكي
“الشيطان يدخن ويخزن أعواد الثقاب في العلبة ذاتها” للمخرج أرنيستو
مارتينيز بوشيو، والفيلم البلجيكي “نحن نصدقك” الذي اشترك في إخراجه شارلوت
ديفيه وأرنو دوفيس، وحصل على تنويه خاص بقسم وجهات نظر بمهرجان برلين.
كما يشارك الفيلم المصري “ولنا في الخيال حب” للمخرجة سارة
رزيق، ويتواجد في هذا القسم أيضًا أفلام أخرى حققت ردود أفعال إيجابية خلال
عرضها هذا العام، مثل البرتغالي “الحياة المضيئة” للمخرج جواو روزاس،
والإسباني “حينما يصبح البحر نهرًا” للمخرجة بيريه فيلا بارثيلو، والفيلم
التسجيلي الأوكراني “الحيوانات في الحرب” الذي اشترك في إخراجه سبعة
مخرجين، حيث يحكي عن قصة واقعية من الحرب الأوكرانية الروسية، ومن مقدونيا
الشمالية فيلم “دي جي أحمد” إخراج جورجي م. أنكوفسكي.
بالإضافة إلى وجود الفيلم المصري “عيد ميلاد سعيد” للمخرجة
سارة جوهر، والذي أعلنت إدارة المهرجان منذ أيام أنه سيكون فيلم الافتتاح،
وحصل هذا الفيلم على ثلاث جوائز من مهرجان ترايبيكا السينمائي؛ أفضل فيلم
روائي دولي، وأفضل سيناريو دولي، وجائزة نورا إيفرون لأفضل مخرجة، ويشارك
في بطولة الفيلم نيللي كريم وحنان مطاوع والطفلة ضحى رمضان، ويروي فيلم
“عيد ميلاد سعيد” قصة توحه، الطفلة التي تعمل في منزل أسرة ثرية وتبني
علاقة إنسانية عميقة مع نيللي، ابنة أصحاب المنزل، ورغم أن توحه لم تعرف
يومًا متعة الاحتفال بعيد ميلادها، فإنها تسعى لإعداد احتفال استثنائي
لنيللي، بينما تخفي في داخلها أمنية خفية بأن تختبر هي الأخرى معنى الفرح. |