ملفات خاصة

 
 
 

هناء العمير:

"هناك مساحات سردية واسعة في الوثائقي"

أمل الجمل

أفلام السعودية

الدورة الحادية عشرة

   
 
 
 
 
 
 

مخرجة وكاتبة سعودية، تحوّل مسار حياتها من الترجمة والنقد إلى السيناريو والإخراج. أخلصت للمهنة التي اختارتها، فاختيرت بين 101 امرأة مؤثّرة في صناعة السينما العربية.

لهناء عبد الله العمير تجربة وتطوّر ملموس، وإنْ متمهّلاً. كأنّها تُخطّط لمستقبلها. تمتلك طموحات مختلفة في الكتابة في قضايا المرأة، كما في قضايا تاريخية ومجتمعية. تنتهج أسلوباً إخراجياً يكشف عن رغبة في جذب المُشاهد، كما في الأعمال البوليسية أو التي يكتنفها الغموض. كتبت أعمالاً لمخرجين آخرين.

لها سيناريو فيلم قصير بعنوان "هدف"، الفائز بالنخلة الفضية لأفضل سيناريو في "مسابقة أفلام السعودية" عام 2008. في المسابقة نفسها، فاز فيلمها القصير "شكو" بجائزة النخلة الذهبية عام 2015. عرض "أغنية البجعة" (2019) لأول مرّة في "مهرجان برلين السينمائي 2019". أنتجت لها "نتفليكس" مسلسل "وساوس" (2021). لديها سيناريوهات أعمال تُنفَّذ حالياً. كما فازت بمنح داعمة للإنتاج لـ"شرشف" و"الرقص على حافة السيل".

بمناسبة مشاركتها في لجنة الدورة الـ12 (4 ـ 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2024) لـ"مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي"، حاورتها "العربي الجديد".

تمارسين أنماطاً عدّة من التعبير الإبداعي في السينما والتلفزيون. لماذا اخترت إخراج المسلسلات؟ ألا تخشين أنْ تؤثّر لغة التلفزيون على مستوى فنية لغتك السينمائية وجماليتها؟

أكيد لدي قلق كبير، لذا أحرص على أنْ تكون مرجعيتي سينمائية. أُخرج مسلسلات لأنّي لا أحبّ الابتعاد عن السرد البصري. الأفلام تتطلّب وقتاً طويلاً لتُنفَّذ. المسلسلات أسرع، وأحياناً تتوفّر لمن يُخرجها إمكانات لا تُتاح له في السينما. حين أشتاق إلى الإخراج، خاصة أنّ عروض المسلسلات دائمة، أقبل ما يتوافق منها مع ما أحبّ. كذلك، هناك قصص سعودية كثيرة لم تُرو، وشخصيات نسائية لم نرها في التلفزيون. هذا عامل يجذبني إلى التلفزيون، خاصة مع وجود منصات ومسلسلات قصيرة. اقترب العالمان أكثر من أي وقت مضى، وأصبحت اللغة السينمائية أكثر حضوراً في المسلسلات.

أحبّ اختبار أشكال القَصّ المختلفة. جرّبت المسرح أيضاً. أعتقد أنّ كلّ مجال فني يُمكن أنْ يضيف للفنان، طالما أنّه يعي الاختلافات.

الانتقال من الفيلم القصير إلى الطويل تأخّر قليلاً. كلّ تجاربك الطويلة إلى الآن لا تزال تحت التنفيذ. هل السبب انشغالك بالعمل للتلفزيون؟

لا. ربما لأنّي بدأت بمشاريع سينمائية طويلة تستلزم متطلبات غير متاحة أو متوفّرة في المشهد حالياً. هناك نصوص تستحق وقتاً للنضج. ليس الهدف إخراج فيلم طويل فقط، بل الفيلم الذي أشعر برغبة في إخراجه. هل الظروف مُهيّأه له، أمْ لا.

لديك مشروع ضخم ومُميّز. حضرت شخصياً عرضاً له في "مهرجان مالمو". استمتعت بتقديم مشوّق للسيناريست والمنتج المصري حسام علوان. أنتِ قلتِ، بعد اختياره في معمل "البحر الأحمر" في المشاريع السعودية الستة، التالي: "بعد سنتين من العمل الدؤوب، كانت الخطوة الرسمية الأولى إلى إنتاج فيلم "مواسم الحب والحرب"، المقتبس من رواية "غوّاصو الأحقاف"، رفقة الكاتبة والمنتجة سهى سمير". هذا المشروع نال جائزة في مالمو، لكنّ عنوانه بات "الرقص على حافة السيل". لماذا؟

لأنّ السيناريو مرّ بمرحلة من التطوير أُلغِيَ فيها خطّ الحرب وتعمّق خط الحب، والتركيز على أجزاء معينة من القصة. لذا، بعد كلّ ما تغيّر، لم يعد العنوان مناسباً. حتى "الرقص على حافة السيل" عنوان مبدئي. مع تطوير النص وتعديله، وصولاً إلى النسخة النهائية والتصوير، ربما يفرض عنوان آخر نفسه.

لماذا تأخّر إنجازه؟

إنّه في مرحلة التطوير. ينتمي إلى حقبة قديمة، ما يتطلّب وقتاً طويلاً من التحضير، كما يحتاج إلى ميزانية أعلى مما يُنتج حالياً. لكنّه يسير بثبات، وإنْ بخطوات بطيئة.

ماذا يُمثّل لك التاريخ، فالفيلم يستند إلى رواية تاريخية؟

الفترة التاريخية التي يتناولها الفيلم مهمّة جداً: ما قبل توحيد المملكة، وما قبل النفط. كانت الحياة مختلفة تماماً، رغم كلّ هذا، تبدو البطلة في تفكيرها أقرب مما نتخيّل ونتوقّع. لم يحدث أنْ سرد السعوديون قصص أجدادهم وجداتهم، وهم على نقيض الصُوَر النمطية المتخيّلة عنهم. لذا، منذ قرأت الرواية أحببتها. كنت أراها صُوراً، وسأظلّ أحلم بها إلى أنْ أراها على الشاشة.

هناك أيضاً "جحيم العابرين"، الرواية الأكثر مبيعاً لأسامة المسلم، التي تعملين على تحويلها إلى فيلم سينمائي تُنتجه MBC. إلى أي مرحلة من العمل وصلت؟ هل يشاركك أحد في الكتابة؟

إنّها مرحلة التجهيز للإنتاج. السيناريو للروائي أسامة المسلم نفسه. يُفترض بنا البدء بالتصوير منتصف العام الحالي.

لك تجربة وحيدة مع الوثائقي، "بعيداً عن الكلام"؟ أكانت وليدة الصدفة؟ ربما لأنّك تُفضّلين الروائي عليها؟

التجربة جميلة، تمنّيت أنْ تتكرّر، لأنّ هناك مساحات سردية واسعة في الوثائقي. لكنْ، ما جعل الأمر صعباً خوف كثيرين من الكاميرا في البداية. لديّ أكثر من فكرة، لكنها وُئدت في مهدها، لأنّ النساء اللواتي وددت مقابلتهن رفضن التصوير، فاتّجهت إلى الروائي. الآن، تغيّر الوضع كثيراً، فالكاميرا أصبحت بمتناول الجميع، ودخلت البيوت، واخترقت المساحات الخاصة، واتّسع الفضاء العام بشكل كبير، فاعتاد الجميعُ الظهورَ على الشاشات والتصوير.

في الفترة كلّها بين الإحجام والقبول، ابتعدتُ عن الوثائقي. مع ذلك، إذا عثرت على موضوع يستحق، ربما أعود إليه.

أيُمكنك إخراج عمل من دون المشاركة في كتابته؟

تعمّدت خوض هذه التجربة لأرى نفسي مخرجة فقط. دائماً أحذّر مَنْ يعمل معي أنّي ألعب بالنص، لكنْ يهمّني جداً أنْ أتّفق مع الكاتب عليه. هناك قصص في كلّ مكان، وإذا أحسست بقصة، وبدأت تتشكّل كصُور في ذهني، أُقدم عليها.

أخرجت حلقات من المسلسل الكوميدي "منع التجول" عن فترة كورونا. الطرح ساخرٌ ونقدي. ما الذي أغواك للمشاركة؟ أمْ إنك في بداية الطريق لا تريدين خسارة أي فرصة تعرض عليك؟

التوقيت أولاً. بعد فترة توقّف عن النشاطات الفنية والثقافية، والعزلة التامة عن الناس، وما سبّبته كورونا من إحباط بعد تأجيل أول دورة لـ"مهرجان البحر الأحمر"، أردت الشعور بالحياة وممارسة النشاط، وأنْ أكون في مكان تصوير، وأنْ أُخرج.

أحببت كلّ حلقة صوّرتها. ما أزال أحب الحلقات المنفصلة، لأنها فرصة تجريب لا تتكرّر كثيراً. أخرجت حلقة دراما اجتماعية، وثانية كوميديا سوداء، وثالثة تشويق، ورابعة فانتازيا. لو أقبل كلّ ما يُعرض عليّ لما توقّفت يوماً عن العمل كمخرجة، لكنّي مُقلّة جداً.

"ممنوع التجوّل" تجربة جميلة، مُمتنّة لها. عملت مع فنانين كبار، كناصر القصبي وراشد الشمراني وعبدالإله السناني.

أترغبين في إخراج أعمال بوليسية؟ مسلسل "وساوس" على "نتفليكس" يشي بذلك.

صغيرةً، كنت أعشق الروايات البوليسية. قرأت كلّ الروايات المترجمة لأغاتا كريستي التي حصلت عليها. حقيقةً، أحب هذا النوع من الأعمال.

أكثر لقطة ساحرة في فيلم "شكوى" تلك التي تتلامس فيها مشاعر الابنة وأبيها عندما يُمسك بيدها. كأنّه يتعلّق بها كطفل، أو يطلب منها المغفرة.

إنّها أهم ما فيه. كنت أتساءل في كتابة السيناريو: "ما الذي يجعل مشاعر شخص تتغيّر تجاه آخر، خاصة إذا كان الجرح عميقاً ومن الماضي. ما الذي يجعل الإنسان يغفر؟ وبأي طريقة؟". اللحظة التي لمست فيها البطلة العنود قرباً من أبيها، وشعرت بأنّه يُحسّ بألمها، انطفأ غضبٌ جامح في أعماقها. في الكتابة، تردّدت على مستوصف لمراقبة موظّفات الاستقبال بالنقاب، فشعرت بأنّ خلف النقاب قصة. لذا، لا شعورياً، ظهرت العنود ترتدي النقاب بمستوصف طبي صغير. تخيّلت أنّها حُرمت فرصة أنْ تكون طبيبة، أو بمؤهّل أعلى، بسبب غياب الأب عن البيت. هذا شائع في بيوت كثيرة أعرفها. يغيب الأب، ويترك أبناءه من دون أي تفكير بهم. ربما يعود، إذا تبدّلت أحواله، وربما لا.

هناك لحظات صمت طويلة للبطلة، يُفترض بها التعبير عن مشاعر استبطانية مختلطة تجاه والدها. ألم تقلقي من لحظات التعبير الجواني من دون كلمات، في مجتمع سينمائي وليد؟

أبداً. أعرف أنّ المسألة تعتمد كلّها على فهمي الحالة وشرحها للممثلين. حذّرني أصدقاء أنّي كتبت نصاً يعتمد على أداء، وأنّه يصعب حالياً العثور على من يؤدّي هذا الدور. ظلّ المشروع في الأدراج لمدة عام. عندما شاهدت إبراهيم الحساوي في "عايش" لعبد الله العياف، عرفت أنّي عثرت على أبو العنود، وأنّ الفيلم سيُنجز.

شعرت بأنّ اللحظات الخالية من الحوار الناطق جعلتك تفكرين في التعويض بالموسيقى لتعزيز الشحنة العاطفية.

الموسيقى وزوايا التصوير والتفاصيل الأخرى غذّت الحالة. مشية العنود مثلاً من المطبخ إلى غرفة الجلوس كانت بطيئة لأنّها لا تريد ذلك. هناك تفاصيل مكتوبة في السيناريو ظهرت كما كُتبت. هناك أمور خارجة عن إرادتي تعاملت معها كما كان ممكناً. مثلاً: اعتذر أصحاب المستوصف عن التصوير فيه. المشاهد مكتوبة بتفاصيل تعتمد على ذلك المكان. أيضاً اعتذر البعض عن أداء أدوارهم في اللحظات الأخيرة، لظروفٍ طارئة.

تعمّدتِ عدم توظيف العودة إلى ماضي الأب عبر "فلاش باك"، مكتفية بلمحة عن هذا الماضي بلسان الأم. لماذا هذا الخيار السردي؟

الـ"فلاش باك" يُعد دائماً ضُعفاً في السرد، ما لم يُوظّف بما يجعل القصة تمضي إلى الأمام. الماضي هنا خلفية للقصة، فلم أجد ضرورة له. لديّ وقت محدود للتصوير، ولم أجد أنّ القصة تحتمل ذلك. الألم العاطفي للعنود بسبب هجر الأب مدة طويلة، وليس فعلاً مُحدّداً بذاته قدر تراكم الأفعال، وامتداده في الماضي.

في "أغنية البجعة"، تمثيل أسامة القس، هناك تطوّر واضح في مستوى النص المكتوب، ما منح الممثل قدرة على تجسيد مشاعر جوّانية مختلطة ومختلفة. يبدو لي أنّك فيه اكتسبت الخبرة في الكتابة. استندتِ إلى نصّ مسرحي لتشيخوف أثرى السيناريو. هذا لا ينفي دورك في صقل الفكرة، وتحديد ما تريدين من النص الأصلي، والاشتغال عليه. متى قرّرت العمل عليه، ولماذا؟

قبل كتابته، كتبت نصاً مسرحياً بعنوان "قاط وقاط"، مستوحى من كتاب "أساطير شعبية من قلب جزيرة العرب" لعبد الكريم الجهيمان. كنت أحضر بروفات المسرحية لمخرجها أسامة القس. فتنتني حالة الممثل المسرحي، وكيف يتجلّى الجميع على خشبة المسرح، ثم يخفت الألق بابتعادهم عنها.

أحبّ المسرح كثيراً. واظبتُ على حضور مسرحيات كثيرة في أدنبره، حيث أعددت الماجستير. فكّرت: ماذا عن الممثلين المسرحيين الكبار في السنّ، الذين لم تتح لهم في السعودية فرصة الاستمرار في حب المسرح بسبب ضغوط اجتماعية وحالة فنية في الماضي. أردت كتابة فيلم قصير عن هذه الحالة. طلبت من القس حينها أن يكون الممثل، لأنّه مسرحي. تفاعل معي فوراً، وتحمّس للفكرة. بدأت البحث عن مسرحية يمكنه أنْ يُمثّل فيها شخصية الممثل/ المدّرس، وتُعبّر عن حالته. عثرتُ على مسرحية تشيخوف، الذي أحبّ قصصه كثيراً. بدأت العمل على النص، والتعديل عليه في البروفات مع أسامة. عملنا على البروفات حتى ظهور الفيلم بصورته النهائية. لذا، كان الإهداء إلى المسرحي الراحل محمد العثيم، لأنّه كان يُعبّر عن جيل من المسرحيين لم يستطع تقديم المسرح الذي يحبّ.

يبدو لي كأنّك وضعت نفسك أمام تحدّ: صنع فيلم من لقطة واحدة، مدّتها 17 دقيقة تقريباً. هل كنت تريدين إثبات أنّ موهبتك لا تقلّ عن المخضرمين، أم إنّ هناك غرضاً يخدم الدراما؟

كان ضرورياً التعبير عن الحالة المسرحية لأنها عالم الفيلم وعالم الشخصية. التقطيع سيُخلّ بالحالة. لذا، بعد تفكير، قررت إخراج العمل بلقطة واحدة. هذا الخيار متناغم مع ما أريد التعبير عنه. المسرح يُعبّر عن الآنية، واللقطة الواحدة أقرب تعبير عن هذا.

الفيلم لقطة واحدة مونودراما، تتبدل فيها أحوال البطل: ممثل مسرحي سابق ترك التمثيل، وعمل مُدرّساً للرياضيات، ليتزوّج حبيبته ويُرضي أهلها، ولأنّ التمثيل المسرحي نفسه، خاصة الهادف، لم يعد يُطعِم. الأهمّ أنّك، في هذه اللقطة، كشفت عن ازدواجية العالم العربي بأسره، ونظرته المتناقضة إزاء فنّ التمثيل، إذْ يستمتعون به لكنّهم لا يحترمونه. متى وكيف ولد لديك هاجس عدم احترام فنّ التمثيل رغم الإعجاب والاستمتاع به؟

في بروفات "قاط وقاط"، كنت أسمع كلاماً كثيراً عن معاناتهم في العمل. آنذاك، كنت أعمل في شركة إنتاج المسرحية، فطلبوا مني أنْ ألتمس من الإدارة تفريغهم لعمل ثقافي، وألا أقول فني أو مسرحي. في تلك الفترة، كنت أجادل طويلاً كثيرين حول الفن، وما أزال، وإن توارت الحدّة نوعاً ما. لا تزال هناك تفرقة بين الثقافي والأدبي والفني، ولا يزال الفن لا يُعتَبر جزءاً من الثقافة بالمعنى الشعبي. أعتقد هذا دورنا كفنانين. بالنسبة إليّ، جزءٌ من الفيلم يُعبّر عني أنا أيضاً، الفنانة التي تمارس فنّاً لم يُنظر إليه بتقدير إلا أخيراً، ولا يزال هناك فاصل بينه وبين أشكال الثقافة التقليدية الأخرى.

هل تطوير النص وتكثيفه بكلّ هذه الشحنة من العواطف والمشاعر المختلطة سهلٌ؟

عدّلت كثيراً في النص بناء على البروفات. كنت أختبر كلّ شيء قبل بدء التصوير. لم يكن الفيلم ليظهر كما ظهر لولا حماسة أسامة القس. كنت حريصة على أن يكون هو الممثل، لأنّه من محبّي المسرح، ويفهم تماماً كلّ كلمة في الحوار، ويتوحّد بها.

هل أُعيد التصوير كثيراً؟ أكان هناك إعدادٌ له؟

الإعداد للتصوير يتطلّب وقتاً ليحدث كلّ شيء بسرعة. قلتُ لمدير التصوير إنّ العمل سيكون أشبه برقصةٍ بينك وبين الممثل. لا بُد من الانسجام التام. أعدنا اللقطة 27 مرة، وآخر لقطة صُوِّرت نحو العاشرة ليلاً. بدأنا التصوير في الصباح. قبله بيومين، أجرينا بروفات تقنية.

توظيفك للموسيقي هنا أكثر جرأة من "شكوى". هنا، اختفت الموسيقى، أو لم تظهر طويلاً، تتوارى أو تخفت، مما يشي بإيمانك بأنّ أداء الممثل لا يحتاج إلى الموسيقى أحياناً.

حضور الممثل هنا أهم، وعلى الموسيقى ألّا تطغى عليه. بالتأكيد اكتسبت خبرة أكبر. أخرجت بعد "شكوى" حلقتين منفصلتين لمسلسل "بدون فلتر". كنتُ أكثر وعياً بما أريده، وكيف أصل إليه.

 

العربي الجديد اللندنية في

04.04.2025

 
 
 
 
 

أفلام السعودية يجمع تجارب اجتماعية تمس الحياة اليومية

21 فيلما روائيا قصيرا تتنافس في الدورة الحادية عشرة للمهرجان في الظهران.

الرياضتحت شعار "قصص ترى وتروى" تنطلق الدورة الحادية عشرة لمهرجان أفلام السعودية في السابع عشر من أبريل/نيسان الجاري بمقر مركز إثراء في الظهران.

وكشف المهرجان الذي تنظمه جمعية السينما بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) وبدعم من هيئة الأفلام، عن قائمة المشاركات الرسمية في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة.

ويتنافس على جوائز المسابقة هذا العام 21 فيلما من إنتاج صناع أفلام سعوديين وخليجيين وعرب، تعكس في مجملها تنوعا لافتا في الطرح والمعالجة والأسلوب البصري، وتتناول موضوعات ترتبط بالفقد، والتحولات الداخلية، والذاكرة الشخصية، بالإضافة إلى تجارب اجتماعية تمس الحياة اليومية بتفاصيلها.

وتضم القائمة الأفلام التالية: "شريط ميكس" لعلي أصبعي، "انصراف" لجواهر العامري، "كرفان روان" لأحمد أبوالعصاري، "وهم" لعيسى الصبحي، "١/٢ رحلة" لرنا مطر، "نور" لثابت سالم، "محض لقاء" لمحسن أحمد، "ملِكة" لمرام طيبة، "علكة" لبلال البدر، "الإشارة" لناصر القطان، "قن" للمخرج مجتبى الحجي، "يوم سعيد" لمحمد الزوعري، "ناموسة" لرنيم ودانة المهندس، "تراتيل الرفوف" لهناء الفاسي، "أختين" لوليد القحطاني، و"ميرا ميرا ميرا" لخالد زيدان.

ويعد المهرجان الذي يتواصل إلى غاية الثالث والعشرين من أبريل/نيسان الجاري، منصة لاختبار الرؤى الجديدة، ويشهد هذا العام مشاركة عدة أفلام تعرض دوليا لأول مرة، منها "شرشورة، ونعم، محض لقاء، جوز، خدمة للمجتمع، وهو اللي بدأ".

وتتميز الأفلام المشاركة بتعدد لغتها السردية، بين الواقعي والتجريبي، والشخصي والاجتماعي. وتتناول موضوعات ترتبط بالفقد والتحولات الداخلية والذاكرة الشخصية والتجارب الاجتماعية.

وتشرف على تقييم أعمال مسابقة الأفلام الروائية القصيرة لجنة تحكيم يرأسها المخرج الياباني كين أوشياي، وتضم في عضويتها كلا من المخرج والأكاديمي السعودي مصعب العمري، والمخرجة وكاتبة السيناريو ليالي بدر، وهما من الأسماء ذات التجربة المتنوعة في الإخراج والكتابة وتطوير المحتوى.

وتسلط الدورة المرتقبة الضوء على السينما اليابانية في سبيل بناء جسور لنقل المعرفة والتجارب إلى صنّاع الأفلام في المملكة.

وفي فبراير/شباط الماضي، أفاد نائب مدير المهرجان منصور البدران أن السينما السعودية تشهد تطورًا ملحوظًا، و"إثراء" تدعم هذه الصناعة عبر توفير البيئة المناسبة لنموها، من خلال المهرجان الذي أصبح منصة رئيسية لصنّاع الأفلام السعوديين، وعبر باقة البرامج التي يقدمها المركز لدعم هذه الصناعة الواعدة، معربا عن فخره بالشراكة الممتدة مع جمعية السينما في تنظيم مهرجان أفلام السعودية، قائلا "نعمل على تعزيز حضور السينما السعودية، ودعم المبدعين من خلال منصات تفاعلية تُثري المشهد السينمائي المحلي والدولي".

وثمن المدير التنفيذي لجمعية السينما هاني الملا، دعم هيئة الأفلام وبالشراكة الإستراتيجية مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) في تنظيم مهرجان أفلام السعودية، الذي يمثل منصة رئيسة لدعم صنّاع الأفلام السعوديين وتعزيز الهوية السينمائية الوطنية، حيث نعمل من خلال برامج ومسابقات المهرجان على تسليط الضوء على الإبداع المحلي وبناء جسور للتواصل مع مختلف الثقافات السينمائية العالمية.

ويشمل برنامج المهرجان مجموعة أنشطة سينمائية متخصصة، من بينها سوق الإنتاج، وبرنامج "سينما الهوية"، وعروض "أضواء على السينما اليابانية"، والجلسات الحوارية، وتوقيع كتب "الموسوعة السعودية للسينما".

ويهدف محور هذا العام "سينما الهوية" إلى عرض مجموعة من أبرز الأفلام الطويلة والقصيرة، العربية والدولية، التي تستكشف موضوع الهوية، وسيتناول أفلامًا تعكس وتؤثر في فهم الهوية الفردية، والوطنية، والثقافية، مع تسليط الضوء على التحديات والتحولات التي تواجه الهوية، بالإضافة إلى ذلك، يُعنى البرنامج بالأفلام التي تبرز التراث الثقافي والمعماري، وتستكشف العلاقة بين المدن والهوية، وتأثير هذه العلاقة على مستقبل المجتمعات.

وسيعرض برنامج "أضواء على السينما اليابانية" في هذه الدورة مجموعة أفلام مختارة من اليابان، بالإضافة لتقديم باقة متنوعة من الأنشطة ذات الصلة، متضمنًا البرنامج ورش عمل وتجارب تفاعلية للأطفال والعائلات وحضور المهرجان.

وأعلن المهرجان عن إطلاق برنامج الانتساب في خطوة تهدف إلى تعزيز التواصل ودعم المواهب السينمائية في المملكة، حيث يتيح البرنامج لمحبي السينما وصنّاع الأفلام فرصة المشاركة في فعاليات المهرجان، وحضور العروض السينمائية، والاستفادة من ورش العمل والندوات الثقافية، إضافة إلى توفير مساحة للتواصل مع محترفي صناعة الأفلام.

 

ميدل إيست أونلاين في

05.04.2025

 
 
 
 
 

الحياة قبل الإنترنت..

علي أصبعي يعرض "Mixtape" في مهرجان أفلام السعودية

البلاد/ طارق البحار

ضمن مسابقة الأفلام الروائية القصيرة في مهرجان أفلام السعودية، سيعرض المخرج البحريني علي أصبعي فيلمه القصير "شريط ميكس"، الذي قام أيضًا بكتابته، وذلك في إطار الدورة الحادية عشرة للمهرجان، والتي ستُعقد في الظهران خلال الفترة من 17 إلى 23 أبريل 2025، تحت شعار "قصص تُرى وتُروى".

فيلم "Mixtape" يروي قصة صبي بحريني يبلغ من العمر 13 عامًا، ينتمي إلى أسرة ذات دخل منخفض. يتظاهر هذا الصبي بالمرض ليتغيب عن المدرسة، ويستمع إلى الأغاني المفضلة لأخيه الأكبر. يقضي يومه مستمتعًا بشريط أغاني قديم يعود لأخيه، وأثناء اللعب والعبث، يتعرض الشريط للتلف. فيقرر الفتى الصغير صنع شريط جديد لأخيه، ليكتشف بذلك موهبة غير متوقعة في الموسيقى.

الفيلم المستوحى من حياة الموسيقي والدي جي البحريني المعروف بـ DJ Outlaw، مؤسس شركة Outlaw Productions، يشهد تعاونًا بين علي أصبعي وعدد من المواهب المحلية. كما يشارك في العمل المصور السينمائي مايور باتانكار، الذي كان رفيقًا له خلال دراسته في أكاديمية نيويورك للأفلام. ويُعد هذا الفيلم هو رابع تعاون بينهما في مشاريع سينمائية.

الفيلم، الذي سيُعرض في مهرجان أفلام السعودية، يتضمن مشاركة موسيقية وإنتاجية مع DJ Outlaw، وهو من بطولة عدد من نجوم البحرين، منهم القدير عبدالله سويد، والنجم فليبراتشي، وناصر البوسعيدي، ونواف الشريدي، وريم أحمد.

 

البلاد البحرينية في

06.04.2025

 
 
 
 
 

7 معلومات عن مهرجان أفلام السعودية 2025

شروق هشام

تحت محور "سينما الهوية" وبشعار "قصصٌ تُرى وتُروى".. يعود الحدث السينمائي المرتقب بانطلاق مهرجان أفلام السعودية في دورته الحادية عشرة، الذي تنظمه جمعية السينما، بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) وبدعم من هيئة الأفلام، وذلك في مقر مركز إثراء في الظهران، وهو المهرجان الذي أصبح واحدًا من ضمن أهم مهرجانات الأفلام في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي والذي يسلط الضوء على الإبداع المحلي ويبني جسورا للتواصل مع مختلف الثقافات السينمائية العالمية.. فلنتعرف على أبرز 7 معلومات عن مهرجان أفلام السعودية.

تعزيز حضور السينما السعودية

ستقام الدورة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية خلال الفترة من 17 إلى 23 أبريل الجاري، سعيا لتعزيز حضور السينما السعودية ضمن التطور الملحوظ الذي تشهده، ودعم المبدعين من خلال منصات تفاعلية تُثري المشهد السينمائي المحلي والدولي، حيث يعد المهرجان منصة رئيسية لصنّاع الأفلام السعوديين، كما تسلط برامج ومسابقات المهرجان الضوء على الإبداع المحلي وبناء جسور للتواصل مع مختلف الثقافات السينمائية العالمية، لدعم هذه الصناعة الواعدة.

علما بأن المهرجان يعد من أقدم مهرجانات الأفلام في المملكة، حيث انطلق في عام 2008م، وحاز على مدار السنوات الماضية شهرة خاصة نظرًا لكونه المهرجان المختار لصنّاع الأفلام السعوديين والخليجيين، الراغبين ببدء مسيرة أفلامهم في المنطقة، مانحًا صنّاع الأفلام المحليين منصة لعرض أفلامهم، وتطوير نصوصهم، والاشتراك في البرامج التعليمية، والتواصل مع صنّاع أفلام آخرين للعمل على مشاريع مستقبلية، كما يمنح المهرجان محبي الأفلام فرصة للقاء الجهات الرئيسية في صناعة الأفلام بالمملكة، بالإضافة إلى إمكانية حضور أفلام مستقلة لا تتوفر مشاهدتها في دور العرض التجارية الجماهيرية.

محور المهرجان "سينما الهوية"

ويهدف محور هذا العام "سينما الهوية" إلى عرض مجموعة من أبرز الأفلام الطويلة والقصيرة، العربية والدولية، التي تستكشف موضوع الهوية، وسيتناول أفلامًا تعكس وتؤثر في فهم الهوية الفردية، والوطنية، والثقافية، مع تسليط الضوء على التحديات والتحولات التي تواجه الهوية، بالإضافة إلى ذلك، يُعنى البرنامج بالأفلام التي تبرز التراث الثقافي والمعماري، وتستكشف العلاقة بين المدن والهوية، وتأثير هذه العلاقة على مستقبل المجتمعات.

شعار المهرجان "قصصٌ تُرى وتُروى"

يشهد مهرجان أفلام السعودية مشاركة أكثر اتساعا وأفاقا أكثر رحابة، وتأتي دورة هذا العام تماشياً مع المشهد السينمائي العام حيث يتحول الإبداع السينمائي إلى نافذة للرؤية والرواية، حيث تحتضن الدورة المقبلة من المهرجان على مدى 7 أيام سينمائية، 131 برنامجا وفعالية مصاحبة، وعرض 68 فيلما سعوديا وخليجيا وعربيا ومن مختلف أنحاء العالم، تتضمن 8 أفلام روائية سعودية وخليجية طويلة، فيما سيكون هناك 22 فيلمًا قصيرًا بين سعودي وخليجي، بينما بلغ عدد الأفلام التي ستعرض للمرة الأولى 12 فيلما.

علما بأن عدد المسجلين في مسابقة الأفلام للدورة الحادية عشرة للمهرجان قد بلغ 285 فيلمًا، ووصلت عدد المشاركات في مسابقة سوق الإنتاج 116 فيلمًا وبلغ عدد المسجلين في مسابقة السيناريو غير المنفذ 313 سيناريو.

المهرجان منصة استثنائية لتمكين صنّاع الأفلام

وكان رئيس مهرجان أفلام السعودية "أحمد الملا" قد كشف عن ملامح الدورة الحادية عشرة لمهرجان أفلام السعودية، وسط حضور إعلامي كثيف في مركز إثراء، مؤكدا بأن شعار المهرجان لهذا العام يعكس دور المهرجان كمنصة استثنائية تمكّن صنّاع الأفلام من عرض إبداعاتهم السينمائية عبر برامج العروض التي ستقام بهدف وصول قصصهم إلى الجمهور، في الوقت الذي حرص القائمون على المهرجان تقديم فرصة لرواية حكايات صنّاع الأفلام في سوق الإنتاج حيث تتحول الأفكار إلى مشاريع، منوها إلى أن العديد من البرامج والأفلام التي تُعد كنز وإرث سينمائي ستكون بانتظار المهتمين السينمائيين.

أضواء على السينما اليابانية

وتسلط هذه الدورة الضوء على السينما اليابانية في سبيل بناء جسور لنقل المعرفة والتجارب إلى صنّاع الأفلام في المملكة، وسيعرض برنامج "أضواء على السينما اليابانية" في هذه الدورة مجموعة أفلام مختارة من اليابان بالإضافة لتقديم باقة متنوعة من الأنشطة ذات الصلة، متضمنًا البرنامج ورش عمل وتجارب تفاعلية، وستتاح للحضور فرصة جديدة طيلة أيام المهرجان للاطلاع على السينما اليابانية والتي تشمل عروض أفلام، واستضافة خبراء سينمائيين يابانيين، وندوتين حول ذلك.

أبرز الفعاليات والمتغيرات التي سيشهدها المهرجان

يصاحب المهرجان 4 ندوات ثقافية ومعرفية و4 برامج تدريبية ودروس متقدمة من خبراء محليين وعالميين، مع عقد 3 جلسات يتخللها توقيع كتب الموسوعة السعودية للسينما، إضافة إلى سوق الإنتاج الذي سيضم 22 مشروعًا بواقع 22 جهة عرض، كما سيضم المهرجان برامج مستحدثة وهي برنامج لقاء الخبراء، برنامج غرف عرض خاصة للمشاريع.

وتتضمن أبرز المتغيرات التي ستشهدها النسخة المقبلة تطوير سوق الإنتاج والعمل على زيادة عدد شاشات السينما في مرافق المركز كمكتبة إثراء والبلازا، كما أعلن المهرجان عن إطلاق برنامج الانتساب في خطوة تهدف إلى تعزيز التواصل ودعم المواهب السينمائية في المملكة، حيث يتيح البرنامج لمحبي السينما وصنّاع الأفلام فرصة المشاركة في فعاليات المهرجان، وحضور العروض السينمائية، والاستفادة من ورش العمل والندوات الثقافية، إضافة إلى توفير مساحة للتواصل مع محترفي صناعة الأفلام.

إبراهيم الحساوي الشخصية المكرمة

تقديراً لإبداعه الممتد ومسيرته الزاخرة بالإبداع ما بين السينما والتلفزيون والمسرح، وبعطاءه المستمر وحضوره الأصيل في المشهد السينمائي، اختار المهرجان الفنان القدير "إبراهيم الحساوي" ليكون الشخصية المكرمة للدورة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية، وأشار المهرجان إلى أبرز إبداعات الفنان الحساوي الفنية، ابتداءً من "الفضيحة" عام 1984 والتي تعد أول مسرحية كتبها وأخرجها ومثل فيها بعمر 20 عاما على مسرح نادي العدالة، مرورا بـ "عايش" عام 2009 والذي أدى فيه شخصية عايش، وكذلك مسلسل "الشهد المر" عام 2020 بشخصية "شاهين" والذي جسد فيه أبعادا معقدة بشخصية قوية أضافت ثقلا على المسلسل، وصولا إلى مشاركاته المتميزة في عام 2024 بشخصية "جاسم" في "خيوط المعازيب"، وشخصية "ليام" في "هوبال".

 

مجلة هي السعودية في

07.04.2025

 
 
 
 
 

8 إصدارات.. ومسيرة الموسوعة السعوديّة للسينما مستمرّة

البلاد/ مسافات

تواصل "الموسوعة السعوديّة للسينما" مسيرتها الفكرية في عامها الثاني على التوالي، مُكرّسة جهودها لإثراء المكتبة العربية بإصدارات سينمائية نوعيّة. فبعد إطلاق 22 كتاباً خلال عامها الأول (2024)، تُعلن الموسوعة عن طرح 40 عنواناً جديداً على ثلاث مراحل في هذا العام، حيث تتزامن المرحلة الأولى مع فعاليات مهرجان أفلام السعوديّة في دورته الـ11، المُقامة في الدمام خلال الفترة من 17 - 23 أبريل 2025، وسنكون في المرحلة الأولى من الإصدارات مع 8 عناوين جديدة.

عناوين جديدة ومؤلفون سعوديون

7 كتاب سعوديين وكاتب من البحرين سيقدمون المجموعة الأولى من إصدارات الموسوعة السعوديّة للسينما، ومن الكتب التي ستكون بانتظار المهتمين والمعنيين بالشأن السينمائي لهذا العام يطالعنا الكاتب السعودي حسن الحجيلي بطبعة ثانية من كتابه "السينما الجديدة - تأملات في موت السينما بعد سيطرة الثورة الرقمية" الذي يعالج من خلاله فكرة مهمة تتعلق بماهية السينما والتغيّرات التي طرأت عليها إثر التحول إلى استخدام الوسائل الرقمية في صناعة وعرض الأفلام، إضافة إلى العديد من المواضيع التي تحرض القارئ على المزيد من التعمّق في هذا السياق، كما سنقرأ للكاتب والسينمائي السعودي بلال البدر كتاباً بعنوان "الطريق إلى الضوء - مبادئ التصوير السينمائي" وهو رحلة من المتعة والفائدة لكل من أصبح التصوير جزءاً لا يتجزّأ من حياتهم اليومية، أما الكاتب السعودي محمد الفهادي فسيقدم لنا كتاباً بعنوان "إيقاع السيناريو - فن التحكم في الزمن" الذي يتناول فيه الأساليب المتنوعة لضبط سرعة وبطء السيناريو في السينما، من خلال استحضار أمثلة لمخرجين مهمّين وأفلام شهيرة.

وسنكون أيضاً في موعد مع الكاتب السعودي طامي السميري الذي يقدم هذا العام كتاباً بعنوان "ضوء شديد العتمة - مراجعات سينمائية" يطلعنا من خلاله على دهاليز اثني عشر فيلماً، يستقصي فيها بعض الموضوعات الحميمية والإشكالية التي تطرّق إليها كل فيلم، وفي ذات الوقت يستجلي فيها فهمه ومنطقه، وتأويله. وكما اعتدنا منه كل عام، يطلّ علينا الكاتب والسينمائي البحريني أمين صالح في إضاءة جديدة على عوالم أحد عظماء السينما، وقد اختار لهذا العام مخرجاً من المكسيك ليضع تجربته في متناول القارئ العربي من خلال كتاب بعنوان "أليخاندرو إيناريتو وشعرية الصدفة"، ونتابع الجولة مع كتاب بعنوان "عيون محدقة باتساع - في اثنتي عشرة ثيمة سينمائية" الذي يعرفنا فيه السينمائي السعودي طارق الخواجي على مفهوم الثيمة في السينما ويختار 12 منها ليقدمها مع أمثلة تشرح وتفسّر اختياره وتقسيماته، ولا تُغفل الموسوعة النقد الثقافي، فمن الكتب التي سنقرأها أيضاً كتاب بعنوان "نظرة أميركا للشرق.. سينمائياً" للكاتب السعودي عبد المحسن المطيري يرصد من خلاله النظرة العامة التي يحملها الغرب تجاه الشرق، سواء من الزاوية الثقافية الدينية أو الجغرافيّة، ونستعرض فيه -عبر تحليل مجموعة من الأفلام التي تناولت "الآخر" عموماً والشرق خصوصاً- كيف تشكّلت هذه النظرة وتطورت عبر التاريخ، ونختتم الباقة مع د. محمد البشير الذي يعرّفنا بكثير من المحبة، والتفاصيل الدقيقة والموضوعية على أفلام سعودية تابعناها وأحببناها وذلك في كتابه "السينما السعوديّة وفيلموجرافيا الأفلام السعوديّة في صالات السينما حتى 2023". 

تكريم وإصدارات استثنائية

كما سيكون المتابعون مع طقس عوّدنا عليه مهرجان أفلام السعوديّة، وهو تكريم شخصية سينمائية سعودية وإصدار كتاب يتضمن سيرة حياة هذه الشخصية وشهادات عنها، حيث سيكون الفنان إبراهيم الحساوي هو الضيف المكرّم لهذا العام، وسنتعرف عليه بشكل أعمق من خلال كتاب "إبراهيم الحساوي من مسرح القرية إلى الشاشة العالمية" إعداد جعفر عمران - مهرجان أفلام السعوديّة.

أرقامٌ تُعبّر عن رؤية

إضافة إلى هذه المجموعة الثرية التي تفتتح بها الموسوعة السعوديّة للسينما إصدارات عام 2025، سنكون على مدار العام مع إصدارات جديدة تضمّ 22 كتاباً سينمائياً مترجماً، و10 كتب جديدة لمؤلفين عرب وسعوديين، مما يعني أن القارئ العربي سيكون أمام 40 إصداراً سينمائياً جديداً بين مؤلَّف ومترجم، خلال هذا العام تقدمها الموسوعة انطلاقاً من إيمانها بضرورة رفد المكتبة العربية بالكتب المتخصصة في مجال السينما، وإثراءً للسينمائيين العرب والسعوديين، وتقديراً لأهميّة إخراج الصناعة السينمائيّة من دائرة الكتابة غير الاحترافيّة، التي لا تقوم على أسس علميّة صلبة، والارتقاء بها إلى مستوى المهنيّة وعمق الاختصاص. 

من الجدير بالذكر أن كتب الموسوعة السعوديّة للسينما وكتب ضيوف المهرجان المكرمين تنشرها دار جسور الثقافة للنشر والتوزيع، علماً أن الدار قد نشرت 18 كتاباً في الدورة 9 لمهرجان أفلام السعودية، وتم من خلالها نشر 22 كتاباً في الدورة 10 للمهرجان، وهي الآن بصدد نشر 40 كتاباً ستصدر عن الموسوعة السعودية للسينما خلال عام 2025 إضافة لكاتب الشخصية المكرّمة الصادر عن المهرجان، وبالنظر إلى هذه الأرقام فإن دار جسور الثقافة للنشر والتوزيع تُعدُّ أهم دار نشر عربية تتصدى لتقديم الكتب السينمائية على مستوى الوطن العربي.

 

البلاد البحرينية في

07.04.2025

 
 
 
 
 

الترفيه السعودية تركب موجة "الأكشن" بحثا عن موقع في خريطة السينما العالمية

إعلان تركي آل الشيخ عن 5 أفلام جديدة بمعايير دولية تتنوع بين التاريخ والدراما والرعب

محمد غرسان 

قبل سنوات قليلة فحسب لم تكن السعودية تذكر كثيراً في نقاشات السينما العربية، دعك من العالمية. واليوم، وبينما تعرض مشاهد من فيلم ضخم يصور بالكامل في العاصمة الرياض وتعلن أسماء نجوم عالميين ضمن طاقمه تبدو الأمور مختلفة تماماً. فالبلاد التي فتحت أبواب دور السينما للجمهور في 2018 تسابق الزمن اليوم لتصنع لها موقعاً على خريطة الإنتاج السينمائي العالمي.

وفي هذا السياق كشف رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ عبر حسابه على منصة "أكس" عن الانتهاء من تصوير فيلم "7Dogs"، واصفاً إياه بـ"أضخم إنتاج سينمائي عربي في التاريخ"، مشيراً إلى أن هذا العمل ليس سوى بداية لمرحلة جديدة من الإنتاج الوطني ذي البصمة العالمية إلى جانب خمس مشاريع قادمة بعضها تاريخي وبعضها مستلهم من وقائع حقيقية وأخرى تنتمي إلى أفلام الرعب والتشويق.

وقال آل الشيخ "انتهينا من تصوير فيلم 7Dogs، أضخم إنتاج سينمائي عربي في التاريخ. التصوير كان بالكامل في استوديوهات (الحصن بيغ تايم) في مدينة الرياض، وبطولة النجمين الكبيرين كريم عبدالعزيز وأحمد عز والنجم السعودي الكبير ناصر القصبي ونخبة من نجوم العالم العربي، إضافة إلى عدد من النجوم العالميين الذين ستكون مشاركتهم مفاجأة كبرى في هذا الفيلم"، مضيفاً أن الفيلم شهد مشاركة نوعية للقوات السعودية الخاصة.

وأوضح أن قصة الفيلم جاءت نتيجة تعاون مشترك مع الفريق الإبداعي، قائلاً "قصة وفكرة الفيلم من تطويري مع فريق بيغ تايم، ومن كتابة وحوار الأستاذ محمد الدباح، وتحت إشراف الكاتب العالمي دانيال كنوف"، لافتاً إلى أن المشروع شهد مشاركة 175 سعودياً وسعودية في طاقم العمل، بينهم 75 شاباً وشابة تم تدريبهم على الإنتاج السينمائي.

منظمة إجرامية سرية

وتدور أحداث فيلم "7 Dogs" الذي تبلغ كلفته 40 مليون دولار، وأخرجه الثنائي البلجيكي عادل العربي وبلال فلاح مخرجا سلسلة أفلام "Bad Boys" الشهيرة، وأنتجه إيفان أتكينسون، حول ضابط في الإنتربول يدعى "خالد العزازي"، يتمكن من القبض على "غالي أبو داوود"، أحد كبار أعضاء منظمة إجرامية عالمية سرية تعرف باسم "الكلاب السبعة". وبعد عام من الاعتقال تعود هذه المنظمة للظهور مجدداً عبر ترويج نوع جديد من المخدرات يدعى "بينك ليدي" ينتشر في أنحاء الشرق الأوسط.

وأمام هذا التهديد المتصاعد يضطر خالد إلى التعاون مع غالي الذي يعد الوحيد القادر على مساعدته من الداخل بحكم معرفته الدقيقة بتركيبة المنظمة. ويدفع هذا التحالف الهش بين الطرفين نحو مهمة عالية الخطورة تمتد عبر مدن عالمية مختلفة في سباق ضد الزمن لوقف انتشار المخدر وإنقاذ الشوارع العربية من الغرق فيه.

وبحسب القائمين على العمل يمثل الفيلم أول إنتاج سينمائي يتم تصويره في استوديوهات "الحصن بيغ تايم" بالرياض، ومن المقرر عرض الفيلم في دور السينما في أواخر عام 2025.

ويعد مراقبون أن اختيار قصة تتناول الجريمة المنظمة والمخدرات في إطار حركة وتشويق يعكس رغبة واضحة في دخول السعودية إلى السوق السينمائية العالمية من بوابة النوع الأكثر جماهيرية وانتشاراً، لكنه في الوقت ذاته يطرح تساؤلات حول مدى قدرة السينما السعودية الناشئة على تقديم محتوى يسرد قصصها ويحمل هويتها وينقل موروثها للعالم.

وفي سياق إعلان الفيلم وصف الناقد السينمائي أحمد العياد عبر حسابه في منصة "أكس" العمل بأنه "انطلاقة فعلية لصناعة سينما سعودية ذات بنية تحتية قوية تبنى بمعايير إنتاج عالية"، مما يشكل أول اختبار فعلي لبنية تحتية سعودية متكاملة.

صورة الرياض السينمائية

وتعليقاً على اختيار الرياض موقعاً لتصوير فيلم عالمي بهذا الحجم قالت المتخصصة في تسويق المدن إيمان المطيري عبر حسابها في منصة "أكس" إن "المدن لا تبنى بالأسمنت فحسب، بل تبنى بالخيال وبالقصص التي تروى عنها، وبالصورة التي يحملها الناس لها في أذهانهم"، مضيفة "أن تصبح الرياض موقعاً لفيلم سينمائي بمعايير عالمية، فهذه ليست لحظة فنية عابرة، بل لحظة تأسيس لوعي عالمي جديد حول المدينة، يتم تشكيله بهدوء من خلف الكاميرا".

وتشير المطيري إلى أن هذا التوجه يندرج ضمن ما يعرف في أدبيات تسويق المدن بـ"بناء العلامة المدينية من خلال السينما" (City Branding through Film)، موضحة أن هذه الصورة من الترويج تعد من "أذكى الوسائل، لأنه يعمل من دون أن يعلن، ويغرس الانطباع من دون أن يصرح".

واستشهدت بتجارب دولية مشابهة لتبيان حجم التأثير قائلة "نيوزيلندا لم تكن وجهة سياحية عالمية حتى ظهرت في سلسلة أفلام Lord of the Rings، وكرواتيا استفادت بصورة هائلة من مسلسل Game of Thrones. مشهد واحد في فيلم قد يصنع موجة سياحية كاملة ويغير الاقتصاد المحلي"، مشيرة إلى أن ‏"السينما تلهم وتحاكي المخيلة وتدعو الناس إلى اكتشاف المكان ليس فقط كما هو، بل كما يمكن أن يكون".

معركة اليرموك والجيش السعودي

وفي استعراضه للمشروعات القادمة كشف آل الشيخ عن فيلم تاريخي ضخم يتم العمل عليه حالياً حول معركة اليرموك يروي سيرة القائد خالد بن الوليد باللغة الإنجليزية بهدف تقديم البطولات الإسلامية والتاريخ العربي للمشاهد العالمي من خلال عمل فني ذي إنتاج رفيع المستوى يشارك فيه عدد من النجوم العالميين.

ويبدو أن السعودية تراهن في هذه المرحلة على تقديم سردية بطولية تستند إلى أحداث تاريخية أو واقعية، كما يتجلى في الإعلان عن فيلم ثانٍ يتناول قصة حقيقية عن الجيش السعودي يجري تنفيذه بدعم مباشر من وزارة الدفاع وبمتابعة من وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، إضافة إلى فيلم ثالث يتناول جهود مكافحة المخدرات بالشراكة مع وزارة الداخلية.

وضمن التنوع النوعي الذي تحرص عليه المشاريع السينمائية الجديدة أعلن آل الشيخ عن فيلم بعنوان "البوليفارد" من إخراج محمد الملا يشارك فيه عدد من النجوم السعوديين وينتج بمعايير عالمية ليعكس الحياة المدنية السعودية في قالب عصري.

أما العمل الخامس فهو "قصر الضباب"، وينتمي إلى فئة أفلام الرعب ويجمع بين طاقات سعودية وفنانين عالميين في محاولة لاقتحام نوع سينمائي جديد لم تعتده السوق السعودية، بما يعزز تنوع الإنتاج المحلي ويخاطب أذواقاً مختلفة.

استوديوهات "بيغ تايم"

وعلى رغم حداثة عهد البلاد في هذا القطاع فإن أرضه شهدت تصوير عدد من الأفلام العالمية مثل "قندهار"، وسواه. وتعد استوديوهات "الحصن بيغ تايم" الواقعة غرب العاصمة الرياض من أكبر وأحدث منشآت الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في الشرق الأوسط، وشيدت خلال فترة قياسية بلغت 120 يوماً، وتمتد على مساحة 10 آلاف و500 متر مربع، وهي جزء من مشروع أكبر تبلغ مساحته 300 ألف متر مربع.

وتضم المنشأة الجديدة سبعة مبانٍ للاستوديوهات، إضافة إلى قرية إنتاج تشمل ورشاً للنجارة والحدادة وتصميم الأزياء إلى جانب أجنحة فاخرة لكبار الشخصيات ومكاتب للإنتاج السينمائي وغرف مونتاج متكاملة، مما يوفر بيئة عمل مثالية تحقق أعلى مستويات الكفاءة في الإنتاج.

صحافي سعودي @MaGharsan

 

الـ The Independent  في

07.04.2025

 
 
 
 
 

كتاب "أليخاندرو إيناريتو وشعرية الصدفة"

أمين صالح يقدم إضاءة جديدة على عوالم أحد عظماء السينما

البلاد/ طارق البحار

تستمر "الموسوعة السعوديّة للسينما" في مسيرتها الفكرية في عامها الثاني على التوالي، ملتزمةً بإثراء المكتبة العربية بالإصدارات السينمائية المتميزة. بعد النجاح الكبير الذي حققته في عامها الأول (2024)، حيث أصدرت 22 كتاباً، أعلنت الموسوعة عن خطتها لإطلاق 40 عنواناً جديداً هذا العام، وذلك على ثلاث مراحل. ستتزامن المرحلة الأولى مع فعاليات مهرجان أفلام السعودية في دورته الـ11، الذي سيقام في الدمام في الفترة من 17 إلى 23 أبريل 2025، حيث ستشهد طرح 8 عناوين جديدة.

ومن البحرين، يشارك الأديب القدير أمين صالح كما عوّدنا كل عام، من خلال إصدار جديد، يعكس إضاءته الفريدة على عالم أحد عمالقة السينما. لهذا العام، اختار صالح مخرجاً مكسيكياً ليتناول تجربته السينمائية عبر كتابه "أليخاندرو إيناريتو وشعرية الصدفة"، وهو دراسة معمقة للمخرج الذي استطاع أن يدمج الفنون والحياة في رؤية فنية متفردة.

يُعد أليخاندرو إيناريتو من أبرز المخرجين الذين قدموا سينما تتسم بالعمق الفلسفي والتجريبي. وُلد في مكسيكو سيتي، المدينة التي تعد منبعاً غنياً بالإلهام الثقافي والفني. هذه البيئة المليئة بالتاريخ والأحداث أسهمت في تشكيل رؤيته الفنية، وجعلته يسبر أغوار تعقيدات الوجود البشري.

يُسلط الكتاب الضوء على جوانب متعددة من فن إيناريتو، مقدماً تحليلاً للطبقات المعقدة للمعاني التي تلامس جوهر التجربة الإنسانية. كما يعرض كيفية تأثير تجارب الحياة على أعماله، وكيف تتداخل الأسئلة الفلسفية التي يطرحها مع واقعنا اليومي، ما يجعل أعماله قادرة على التواصل مع قلوب وعقول المشاهدين. ويستعرض الكتاب أيضاً كيفية استخدام إيناريتو للسرد غير التقليدي في أفلامه، حيث يخلق عوالم سينمائية تتجاوز الأبعاد الزمنية والمكانية. هذه التقنية ليست مجرد أسلوب فني، بل هي تعبير عن فلسفة وجودية حول فهم الزمن كشيء غير خطي، حيث تتشابك الذكريات والأحداث معاً لتشكل نسيج الحياة.

 

البلاد البحرينية في

08.04.2025

 
 
 
 
 

كتّاب سعوديون وعرب يضيئون عوالم السينما في إصدارات جديدة

40 عنوانا جديدا.. ومسيرة الموسوعة السعوديّة للسينما مستمرّة

شيماء صافي

إيلاف من الرياضتواصل "الموسوعة السعوديّة للسينما" مسيرتها الفكرية في عامها الثاني على التوالي، مُكرّسة جهودها لإثراء المكتبة العربية بإصدارات سينمائية نوعيّة. فبعد إطلاق 22 كتاباً خلال عامها الأول (2024)، تُعلن الموسوعة التي تشرف على إصدارها جمعية السينما بالتعاون مع دار جسور الثقافة للنشر والتوزيع في شرق المملكة العربية السعودية عن طرح 40 عنواناً جديداً على ثلاث مراحل في هذا العام، حيث تتزامن المرحلة الأولى مع فعاليات مهرجان أفلام السعوديّة في دورته الـ11، المُقامة في خلال الفترة من 17 - 23 أبريل 2025، وسنكون في المرحلة الأولى من الإصدارات مع 8 عناوين جديدة.

عناوين جديدة ومؤلفون سعوديون

7 كتّاب سعوديين وكاتب من البحرين سيقدمون المجموعة الأولى من إصدارات الموسوعة السعوديّة للسينما، ومن الكتب التي ستكون بانتظار المهتمين والمعنيين بالشأن السينمائي لهذا العام يطالعنا الكاتب السعودي حسن الحجيلي بطبعة ثانية من كتابه "السينما الجديدة - تأملات في موت السينما بعد سيطرة الثورة الرقمية" الذي يعالج من خلاله فكرة مهمة تتعلق بماهية السينما والتغيّرات التي طرأت عليها إثر التحول إلى استخدام الوسائل الرقمية في صناعة وعرض الأفلام، إضافة إلى العديد من المواضيع التي تحرض القارئ على المزيد من التعمّق في هذا السياق، كما سنقرأ للكاتب والسينمائي السعودي بلال البدر كتاباً بعنوان "الطريق إلى الضوء - مبادئ التصوير السينمائي" وهو رحلة من المتعة والفائدة لكل من أصبح التصوير جزءاً لا يتجزّأ من حياتهم اليومية، أما الكاتب السعودي محمد الفهادي فسيقدم لنا كتاباً بعنوان "إيقاع السيناريو - فن التحكم في الزمن" الذي يتناول فيه الأساليب المتنوعة لضبط سرعة وبطء السيناريو في السينما، من خلال استحضار أمثلة لمخرجين مهمّين وأفلام شهيرة، وسنكون أيضاً في موعد مع الكاتب السعودي طامي السميري الذي يقدم هذا العام كتاباً بعنوان "ضوء شديد العتمة - مراجعات سينمائية" يطلعنا من خلاله على دهاليز اثني عشر فيلماً، يستقصي فيها بعض الموضوعات الحميمية والإشكالية التي تطرّق إليها كل فيلم، وفي ذات الوقت يستجلي فيها فهمه ومنطقه، وتأويله. وكما اعتدنا منه كل عام، يطلّ علينا الكاتب والسينمائي البحريني أمين صالح في إضاءة جديدة على عوالم أحد عظماء السينما، وقد اختار لهذا العام مخرجاً من المكسيك ليضع تجربته في متناول القارئ العربي من خلال كتاب بعنوان "أليخاندرو إيناريتو وشعرية الصدفة"، ونتابع الجولة مع كتاب بعنوان "عيون محدقة باتساع - في اثنتي عشرة ثيمة سينمائية" الذي يعرفنا فيه السينمائي السعودي طارق الخواجي على مفهوم الثيمة في السينما ويختار 12 منها ليقدمها مع أمثلة تشرح وتفسّر اختياره وتقسيماته، ولا تُغفل الموسوعة النقد الثقافي، فمن الكتب التي سنقرأها أيضاً كتاب بعنوان "نظرة أميركا للشرق.. سينمائياً" للكاتب السعودي عبد المحسن المطيري يرصد من خلاله النظرة العامة التي يحملها الغرب تجاه الشرق، سواء من الزاوية الثقافية الدينية أو الجغرافيّة، ونستعرض فيه -عبر تحليل مجموعة من الأفلام التي تناولت "الآخر" عموماً والشرق خصوصاً- كيف تشكّلت هذه النظرة وتطورت عبر التاريخ، ونختتم الباقة مع د. محمد البشير الذي يعرّفنا بكثير من المحبة، والتفاصيل الدقيقة والموضوعية على أفلام سعودية تابعناها وأحببناها وذلك في كتابه "السينما السعوديّة وفيلموجرافيا الأفلام السعوديّة في صالات السينما حتى 2023".

تكريم وإصدارات استثنائية

كما سيكون المتابعون مع طقس عوّدنا عليه مهرجان أفلام السعوديّة، وهو تكريم شخصية سينمائية سعودية وإصدار كتاب يتضمن سيرة حياة هذه الشخصية وشهادات عنها، حيث سيكون الفنان إبراهيم الحساوي هو الضيف المكرّم لهذا العام، وسنتعرف عليه بشكل أعمق من خلال كتاب "إبراهيم الحساوي من مسرح القرية إلى الشاشة العالمية" إعداد جعفر عمران - مهرجان أفلام السعوديّة.

أرقامٌ تُعبّر عن رؤية

إضافة إلى هذه المجموعة الثرية التي تفتتح بها الموسوعة السعوديّة للسينما إصدارات عام 2025، سنكون على مدار العام مع إصدارات جديدة تضمّ 22 كتاباً سينمائياً مترجماً، و10 كتب جديدة لمؤلفين عرب وسعوديين، مما يعني أن القارئ العربي سيكون أمام 40 إصداراً سينمائياً جديداً بين مؤلَّف ومترجم خلال هذا العام، تقدمها الموسوعة بإشراف جمعية السينما، انطلاقاً من إيمانها بضرورة رفد المكتبة العربية بالكتب المتخصصة في مجال السينما، وإثراءً للسينمائيين العرب والسعوديين، وتقديراً لأهميّة إخراج الصناعة السينمائيّة من دائرة الكتابة غير الاحترافيّة، التي لا تقوم على أسس علميّة صلبة، والارتقاء بها إلى مستوى المهنيّة وعمق الاختصاص.

من الجدير بالذكر أن كتب الموسوعة السعوديّة للسينما وكتب ضيوف المهرجان المكرمين تنشرها دار جسور الثقافة للنشر والتوزيع، علماً أن الدار قد نشرت 18 كتاباً في الدورة 9 لمهرجان أفلام السعودية، وتم من خلالها نشر 22 كتاباً في الدورة 10 للمهرجان، وهي الآن بصدد نشر 40 كتاباً ستصدر عن الموسوعة السعودية للسينما خلال عام 2025 إضافة لكاتب الشخصية المكرّمة الصادر عن المهرجان، وبالنظر إلى هذه الأرقام فإن دار جسور الثقافة للنشر والتوزيع تُعدُّ أهم دار نشر عربية تتصدى لتقديم الكتب السينمائية على مستوى الوطن العربي.

 

موقع "إيلاف" السعودي في

08.04.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004