ملفات خاصة

 
 
 

الأعلى إيرادا في 2024..

عام الأفلام العائلية والرسوم المتحركة

علياء طلعت

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 97)

   
 
 
 
 
 
 

الأفلام لغة عالمية، تعكس اهتمامات الجمهور على اختلاف ثقافاتهم، وقائمة أعلى الأفلام إيرادا لعام 2024 تعد مؤشرا دقيقا على اتجاهات المشاهدين حول العالم.

تضم القائمة 10 أفلام، تتصدرها 4 أفلام رسوم متحركة، بينها الفيلم الأعلى إيرادا، إلى جانب فيلم عائلي. كما يُلاحظ تراجع أفلام الأبطال الخارقين بوجود فيلمين فقط، واستمرار هيمنة الأجزاء الجديدة من السلاسل السينمائية، التي تمثل 8 من بين الأفلام الأكثر نجاحا هذا العام.

1- قلبا وقالبا 2 

قاربت إيرادات فيلم "قلبا وقالبا 2" (Inside Out 2) المليار و700 مليون دولار، والفيلم يمثل الجزء الثاني لفيلم "قلبا وقالبا" الذي عُرض عام 2015، حيث يستكمل رحلة المشاعر التي تتحكم في دماغ الفتاة التي على أعتاب المراهقة رايلي.

استطاع هذا الجزء الجديد الوصول إلى قمة قائمة الأعلى إيرادا في 2024 بإخلاصه للجزء الأول وفهم أسباب نجاحه، وكذلك تطوير القصة، لينضج الفيلم مثلما نضج مشاهدوه خلال التسعة أعوام الماضية، فهذه المرة لم تعد رايلي تلك الطفلة الحزينة لابتعادها عن مدينتها وأصدقائها، بل فتاة تتنازعها الأفكار والمشاعر ويسكنها القلق للمرة الأولى نتيجة هرمونات البلوغ التي تجعل كلا من عقلها وجسدها يضطربان.

2- ديدبول وولفرين

نجحت أفلام ديدبول السابقة بشكل غير متوقع، خصوصا أنها تحمل تصنيفا للبالغين فقط، مما جعل صدور جزء ثالث ضرورة تجارية، بيد أن صناع هذا الفيلم رغبوا في تقديم مزيد للمشاهدين، وما هو أكثر من جزء جديد يحمل مغامرة مختلفة لديدبول، لذلك استرجعوا شخصية "ولفرين" التي من المفترض أنها انتهت بفيلم "لوجان" (Logan) عام 2017، وبالتالي بدأ إنتاج الجزء الثالث من ديدبول الذي حمل اسم "ديدبول وولفرين" (Deadpool & Wolverine).

يعد هذا الفيلم أول ظهور لشخصية ديدبول تحت مظلة مارفل، وهو ما انعكس على أسلوبه، حيث ركز صناعه على دعابات البطل، مما أضفى خفة على الأجواء، وخفف من سوداويته مقارنة بالجزأين الأول والثاني. ومع ذلك، عانت حبكة "ديدبول ووولفرين" من ضعف ملحوظ، دون أن يؤثر ذلك على حماس الجماهير. وحقق الفيلم نجاحا كبيرا، ليصبح ثاني أعلى أفلام 2024 إيرادا، محققا نحو 1.3 مليار دولار.

3- أنا فهلوي 4

احتارت المواقع العربية في ترجمة عنوان فيلم الرسوم المتحركة (Despicable Me) أو "ديبسباكبيل مي"، الذي يتراوح بين "أنا فهلوي" أو "أنا حقير"، وإن لم تؤثر هذه الحيرة في نجاح السلسلة، وذلك عبر 4 أفلام، وفيلمين للشخصيات الفرعية "المينيونز".

وصدر هذا الجزء في صيف 2024 ليستقطب الأطفال الذين بدؤوا إجازتهم الصيفية، فاحتل المركز الثالث في قائمة أعلى أفلام 2024 إيرادا بما يقل عن المليار دولار بقليل (970 مليون دولار).

ويقدم الفيلم مثل الأجزاء السابقة مزيدا من مغامرات غرو ولوسي وبناتهم بالتبني مارغو وإديث وأغنيس، مع انضمام طفل جديد للعائلة، إلى جانب المينيونز بالطبع، ويتناول الفيلم ثيمات العائلة والفكاهة ومحاربة الأشرار في إطار كوميدي دافئ.

4- موانا 2

فيلم رسوم متحركة وعائلي آخر يصل إلى قائمة أعلى أفلام 2024 إيرادا، متمثلا في "موانا 2" (Moana 2)، والذي يُعرض بعد 8 سنوات من نجاح الجزء الأول، وحقق حتى الآن 830 مليون دولار حيث لا يزال عرضه مستمرا.

وتدور أحداث الفيلم بعد استعادة موانا لقلب تافيتي وانتهاء الكابوس الذي هدد جزيرتها. وتعيش موانا حياة مستقرة مليئة بالمغامرات، لكنها تتساءل عن سبب عزل جزيرتها عن بقية الجزر. وتكتشف لاحقا أن العزلة سببها لعنة ألقاها كائن شرير، فتقرر تشكيل فريق لكسرها. ومثلما تميز الجزء الأول، يبرز الفيلم بأغانيه الرائعة والأداءات الصوتية المميزة.

5- كثيب: الجزء الثاني

تعود ملحمة كثيب (Dune) بجزئها الثاني، محققة نجاحا كبيرا بوصول إيراداتها إلى 714 مليون دولار تقريبا، لتصبح من أعلى أفلام 2024 إيرادا.

وبعيدا عن الاستغلال التجاري، يعد "كثيب 2" تكملة متفقا عليها منذ عرض الجزء الأول لاستكمال رواية فرانك هربرت. إذ يأخذنا المخرج دينيس فيلنوف مجددا إلى كوكب أراكيس الصحراوي، حيث يسعى بول أتريديس للانتقام لمقتل والده ودعم أهل الكوكب في ثورتهم ضد الإمبراطورية. والفيلم يثير تساؤلات عميقة عن الاستعمار والطبقية، مستندا إلى فلسفة هربرت.

6- ويكد

أحدث أفلام قائمة أعلى إيرادات 2024 هو ويكد (Wicked)، الفيلم العائلي الذي عُرض في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وحقق إيرادات تقارب من 593 مليون دولار.

ويعد الفيلم الجزء الأول من عملين مقتبسين عن المسرحية الموسيقية ويكد، المستندة إلى رواية عام 1995، التي تستلهم عالم أوز وفيلم ساحر أوز (1939). ويغطي الفيلم الفصل الأول من المسرحية، ويضم سينثيا إريفو بدور إلفابا وأريانا غراندي بدور غليندا.

وتدور الأحداث في أرض أوز، قبل وبعد ساحر أوز العظيم، حيث تتتبع قصة إلفابا (الساحرة الشريرة) وصديقتها غليندا (الساحرة الطيبة)، مسلطة الضوء على صراعات الخير والشر وتأثير صداقتهما على موازين القوى. ومن المتوقع عرض الجزء الثاني في 2025.

7-غودزيلا وكونغ: الإمبراطورية الجديدة

فيلم "غودزيلا وكونغ: الإمبراطورية الجديدة" (Godzilla x Kong: The New Empire) هو الجزء الخامس من سلسلة مونستر فيرس، والـ38 في سلسلة غودزيلا، والـ14 في سلسلة كينغ كونغ. ويستمر الفيلم في استكشاف العلاقة المعقدة بين غودزيلا وكونغ، حيث يتحولان من خصوم إلى حلفاء في مواجهة تهديدات عالمية. وبفضل المؤثرات البصرية المبهرة، جذب الفيلم جمهورا واسعا، محققا إيرادات تقارب 572 مليون دولار.

8- كونغ فو باندا 4

"كونغ فو باندا 4(Kung Fu Panda 4) هو الجزء الرابع من سلسلة الرسوم المتحركة الشهيرة التي تجمع بين الكوميديا وفنون القتال، وتكمل أحداث كونغ فو باندا 3 (2016). يخوض الباندا "بو" مغامرة جديدة لإنقاذ عالم الكونغ فو، ويواجه الساحرة الشريرة "الحرباء" بمساعدة لصّة ثعلبية تدعى زين. وخلال رحلته، يكتشف بو خليفته محارب التنين الجديد. وتميز الفيلم بخفة الظل والأداءات الصوتية الممتازة، وحقق إيرادات تقارب 548 مليون دولار.

9- يولو

الفيلم الصيني يولو (YOLO) هو العمل غير الأميركي الوحيد في قائمة أعلى إيرادات 2024، محققا قرابة 480 مليون دولار. الفيلم، المستوحى من فيلم "حب الـ100 ين" (100 Yen Love) (2014)، يروي قصة دو لي ينغ التي تتغير حياتها بعد لقاء مدرب الملاكمة هاو كون، لتواجه تحديات جديدة وتبدأ حياة مختلفة.

تُعد السوق السينمائية الصينية الأكبر عالميا، حيث يضمن النجاح في هذه السوق غالبا الانضمام لقائمة الأعلى إيرادا. ومع ذلك، نادرا ما تصل الأفلام الصينية إلى قوائم الإيرادات العالمية، مما يجعل إنجاز يولو استثنائيا.

10- فينوم: الرقصة الأخيرة

يأتي في المركز العاشر فيلك "فينوم: الرقصة الأخيرة(Venom: The Last Dance)، الجزء الثالث من سلسلة فينوم بطولة توم هاردي. ويستكمل الفيلم قصة الكائن الفضائي "فينوم" الذي يحتل جسد إيدي بروك، ويتحول من شرير إلى بطل ينقذ البشر.

ورغم الأداء القوي من توم هاردي والمؤثرات البصرية الجذابة، عانى الفيلم من ضعف السيناريو، مما أدى إلى مراجعات نقدية سلبية. ومع ذلك، حقق الفيلم نجاحا تجاريا بإيرادات بلغت حوالي 476 مليون دولار.

المصدر الجزيرة

 

####

 

السجن السياسي كما صورته السينما.. 10 أفلام بين يدي السجان

أسامة صفار

تتحدى صورة الزنزانة، وخاصة تلك التي يودع فيها السجين السياسي، قدرة السينمائي على التصوير، وذائقته التي تميل إلى الجمال، فكيف يأتي الجمال من الكآبة والقبح والظلم والقهر؟

حاول صناع الأفلام الكشف عن نوع آخر من الجمال، يتمثل في الأمل واليقين رغم كآبة السجون وتوحش السجان. ولم يكن ما قدموه صورة كابوسية لما يمكن أن تكون عليه سجون الدكتاتور بما تحتويه من انتهاك للبشر وتجويعهم وتعذيبهم حتى الموت، لكن الواقع أحيانا يصبح أقسى من الخيال، لذلك جاءت الأفلام الوثائقية بمثابة شهادات من الواقع لتؤكد صدق الخيال الفني ووحشية الدكتاتوريات.

إليك قائمة من 10 أفلام تعرض قصص المقاومة والنضال من أجل الحرية والعدالة.

1- جوع 2008 (Hunger)

يعيد الكاتب والمخرج والممثل ستيف ماكوين تمثيل إضراب 1981 في سجن "إتش إم ميز" في أيرلندا الشمالية، الذي أدى إلى اضطرابات في المملكة المتحدة وجسد خطوة مهمة في سبيل حصول أيرلندا الشمالية على الحكم الذاتي، وذلك في فيلم "جوع"، الذي يحتوي على تصوير حي للإضراب عن الطعام بقيادة بوبي ساندز، السجين السياسي.

يلعب "مايكل فاسبندر" دور بطل الفيلم بوبي ساندز، وهو الزعيم والعقل المدبر وراء الإضراب الذي أسفر عن وفاته بعد 66 يوما. وكانت مطالب المضربين تتلخص في التعامل معهم باعتبارهم سجناء سياسيين وليسوا مجرمين، وبعد وفاة ساندرز اندلعت اضطرابات أدت إلى مقتل 75 شخصا.

وتظهر شخصية "بوبي ساندرز" أو الممثل مايكل فاسبندر قرب منتصف الفيلم، ويركز المخرج على روتين الحياة في السجن من خلال حارس زنزانة مصاب بجنون العظمة (ستيوارت غراهام) وسجين حديث يدعى ميليغان، ثم يظهر ساندرز، ليبدأ الكشف عما يمكن أن يحدث عندما يتم دفع الجسد والعقل إلى أقصى حدود القدرة على الاحتمال، وذلك من خلال اهتمام ستيف ماكوين بالتفاصيل الصغيرة، وتشكيل ملامح فيلم أقرب إلى الملحمة. وبلغت إيرادات "جوع" عام 2008 ما يزيد على 3 ملايين دولار حول العالم، وحصل على ثناء نقدي كبير.

2- يوميات دراجة نارية (2004) (Motorcycle Diaries)

يعد "يوميات دراجة نارية" واحدا من الأفلام القليلة التي تناولت المناضل الأممي تشي غيفارا دون انحيازات سابقة، وإذا كانت صورة المناضل الذي قتلته الرصاصات الأميركية غيلة بينما كان يدافع عن البسطاء في العالم كله قد تحولت إلى أيقونة عابرة للأزمان، فإن المخرج الأرجنتيني والتر ساليس يحكي كيف تحول الشاب البسيط إلى مناضل أممي، وذلك من خلال المذكرات التي كتبها غيفارا نفسه.

لا يركز الفيلم على السجن بحد ذاته، بل يستعرض التجارب الأولى للمناضل الأممي تشي غيفارا، موضحا كيف شكلت تلك التجارب بداية تحوله إلى شخصية ثورية مستلهمة من نضال السجناء السياسيين.

وتدور أحداث فيلم مذكرات دراجة نارية، الذي يضم جايل غارسيا برنال، ورودريغو دي لا سيرنا، وميا مايسترو، في عام 1952، حيث يقرر إرنستو غيفارا، طالب الطب، تأجيل سنته الدراسية الأخيرة للانطلاق في رحلة ملحمية على دراجة نارية تستمر 4 أشهر، بصحبة صديقه ألبرتو غرانادو. وتمتد الرحلة على مسافة 8 آلاف كيلومتر، مرورا بجنوب أميركا بدءا من منزلهما في بوينس آيرس.

وكان هدف الرحلة استكشاف تفاصيل الحياة الواقعية بدلا من الاكتفاء بالمطالعة. ولكن العثرات التي تعرضت لها دراجتهما النارية، إلى جانب نقص المال، فرضت عليهما ظروفا صعبة عززت عزلتهما عن العالم. وخلال الرحلة، كان للقاء مصادف مع اثنين من المناضلين الهاربين من السجن في صحراء تشيلي، وكذلك الإقامة لفترة طويلة في مستعمرة سان بابلو المخصصة لعلاج مرضى الجذام في غابات الأمازون البيروفية، تأثير عميق في صياغة شخصية غيفارا وصديقه، ورسم ملامح مساراتهما المستقبلية.

وحقق الفيلم نجاحا نقديا كبيرا، وبلغ إجمالي إيراداته عام 2004 فقط ما يقرب من 60 مليون دولار.

3- "مانديلا: مسيرة طويلة نحو الحرية" 2013 (Mandela: Long Walk to Freedom)

قدم المخرج الجنوب أفريقي جاستن تشادويك فيلما يتناول السيرة الذاتية لنيلسون مانديلا، مسلطا الضوء على 27 عاما قضاها في السجن ورحلته ليصبح رمزا عالميا للنضال ضد نظام الفصل العنصري. مانديلا، المحامي الجنوب أفريقي، انضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في الأربعينيات من القرن الماضي، في إطار كفاحه ضد النظام العنصري الوحشي.

وبعد مجزرة "شاربفيل"، التي شهدت إطلاق الشرطة العنصرية النار على نحو 5 آلاف متظاهر، مما أسفر عن مقتل 70 شخصا، اضطر مانديلا للتخلي عن نهج الاحتجاج السلمي، متجها نحو تبني المقاومة المسلحة كوسيلة لمواجهة هذا الظلم.

يُلقى القبض على مانديلا، ويُحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة الخيانة، في حين تواجه زوجته ويني التنكيل من السلطات. ورغم 27 عاما من السجن والتعذيب، يواصل مانديلا نضاله، ليصبح رمزا لتحرير جنوب أفريقيا. وتُختبر قيادته مع اقتراب موعد إطلاق سراحه، حيث يسعى لتحقيق نصر سلمي دون إراقة دماء.

وجسد إدريس ألبا دور مانديلا، وناعومي هاريس دور زوجته ويني، وحقق الفيلم إيرادات بلغت 30 مليون دولار.

4- "لا يقهر" 2009 (Invictus)

بينما ركز المخرج الجنوب أفريقي جاستن تشادويك على تاريخ نيلسون مانديلا ونضاله، قدم المخرج والممثل الأميركي كلينت إيستوود رؤية مختلفة، مسلطا الضوء على فترة رئاسة مانديلا (الذي جسده مورغان فريمان) وتعاونه مع قائد فريق الرجبي الأبيض فرانسوا بينار (مات ديمون) لتوحيد جنوب أفريقيا. وأدرك مانديلا أن البلاد ما زالت منقسمة عرقيا واقتصاديا بعد نظام الفصل العنصري، وسعى لاستخدام الرياضة كوسيلة للتقريب بين شعبه، محشدا فريق الرجبي الوطني خلال بطولة كأس العالم عام 1995.

جعل إيستوود من الفيلم استعارة سينمائية مؤثرة، تعكس أن عملية "الحقيقة والمصالحة" في جنوب أفريقيا كانت نهجا عمليا، وليست مجرد شعار. ونجح الفيلم في تقديم صورة إيجابية عن جنوب أفريقيا الجديدة، محققا إيرادات عالمية بلغت 125 مليون دولار.

5- "يوم في حياة إيفان دينسوفيتش" 1970 (One Day in the Life of Ivan Denisovich)

أخرج الفنلندي كاسبر ريد فيلما مستوحى من رواية الكاتب السوفياتي ألكسندر سولجينتسين، ليصور قسوة الحياة في معسكرات العمل السوفياتية ويسلط الضوء على نزع إنسانية السجناء السياسيين. وتعكس الرواية تجربة سولجينتسين الشخصية، الذي قضى 20 عاما منفيا بأمر النظام الشيوعي.

ويروي الفيلم قصة إيفان دينيسوفيتش شوخوف، الذي يُحكم عليه بالسجن 10 سنوات في معسكر عمل سوفياتي بتهمة التجسس، وبعد وقوعه في أسر الألمان لفترة قصيرة خلال الحرب العالمية الثانية. يبدأ يومه مريضا ويُجبر على تنظيف مبنى الحراسة بسبب تأخره عن الاستيقاظ، ثم يُرفض طلب إعفائه من العمل، ليُجبر على مواصلة يومه في ظروف قاسية رغم مرضه.

وجسد الممثل البريطاني توم كورتيناي شخصية شوخوف، وجاء إنتاج الفيلم بتعاون مشترك بين الولايات المتحدة، وإنجلترا، والنرويج.

6- "المحاكمة" 1962 (The Trial)

في تصريح صحفي عقب انتهائه من فيلم المحاكمة، وصف المخرج أورسون ويلز العمل بأنه أفضل أفلامه. والفيلم، المقتبس من رواية فرانز كافكا، يستكشف موضوعات القمع وعبثية الأنظمة الاستبدادية. ولا تقتصر أحداثه على زنزانة تضيق بالجسد، بل تمتد إلى سجن واسع يضع فيه الإنسان، حيث يبقى حائرا في البحث عن تهمته المجهولة حتى النهاية.

وتبدأ القصة عندما يستيقظ جوزيف كيه (أنطوني بيركنز) ليجد الشرطة في غرفته، معلنين أنه يخضع لمحاكمة دون الإفصاح عن التهمة. ويسعى جوزيف لفهم سبب الاتهام والدفاع عن براءته، لكنه يصطدم بعبثية النظام القضائي، لتتحول حياته إلى كابوس كافكاوي لا مفر منه.

وأبدع ويلز في تصوير النثر المختزل والمعقد الذي ميّز رواية كافكا، مسلطا الضوء على فكرة الصدفة التي تمنح السلطة قوتها العبثية والمخيفة. وبصفته مترجما لهذا الخيال الروائي، برز حضوره بقوة كاتب سيناريو ومعلقا صوتيا، مقدما تعليقات أقرب إلى الشعر، مما جعل الفيلم تجربة سينمائية فريدة تتجاوز مجرد الاقتباس الأدبي.

7- "حياة الآخرين" 2006 (The Lives of Others)

يقدم الألماني فلوريان هنكل فون دونرسمارك، الذي قضى سنوات طفولته في نيويورك فيلم "حياة الآخرين" ليصف جحيم المراقبة والسجن الذي تنقضي فيه حياة المعارضين السياسيين، وتدور أحداثه في ألمانيا الشرقية قبل سقوط حائط برلين.

تدور أحداث الفيلم في عام 1984، حيث يحضر غيرد فيزلر (أولريك توكور)، ضابط الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية "شتازي"، مسرحية من تأليف جورج دريمان (سيباستيان كوك)، الذي يُعتبر نموذجا للمواطن المخلص. يشك فيزلر في هذه المثالية ويقرر مراقبته، وبموافقة وزير الثقافة الذي يكن كراهية شخصية لدريمان.

ومع تطور الأحداث، يغير فيزلر موقفه تدريجيا، ويتدخل لحماية دريمان من مؤامرات الوزير. في النهاية، يُكشف أمر فيزلر، ورغم عدم وجود أدلة تدينه، يتم تهميشه وإقصاؤه إلى أدنى الوظائف.

8- “مفقود" 1982(Missing)

يروي المخرج اليوناني كوستا غافراس في فيلم مفقود، بطولة جاك ليمون وسيسي سبايسك، قصة اختفاء صحفي أميركي خلال الانقلاب العسكري في تشيلي عام 1973، مسلطا الضوء على معاناة السجناء السياسيين في ظل حكم الدكتاتور بينوشيه.

تبدأ القصة بوصول الصحفي تشارلز هورمان إلى تشيلي برفقة صديقه تيري، للقاء زوجته بيث قبل العودة إلى نيويورك. لكن انقلابا عسكريا مدعوما من الولايات المتحدة يطيح بالرئيس أليندي، ويتم اعتقال تشارلز. ويسافر والده إد هورمان، رجل الأعمال المحافظ، إلى تشيلي للبحث عن ابنه بالتعاون مع بيث. ومع توالي الأحداث، يفقد إد ثقته في حكومته عندما يكتشف تورطها في اختفاء ابنه.

والفيلم، وهو إنتاج أميركي مكسيكي، حقق إيرادات بلغت 15 مليون دولار.

9- "الموريتاني" 2021 (The Mauritanian)

وجد محمد ولد صلاحي الدعم في المرة الأولى حين احتجز وحيدا في "غوانتانامو" وحين خرج وأصدر كتابه تبنى المخرج كيفن ماكدونالد روايته عن الاحتجاز غير المشروع ونضاله من أجل العدالة وسط القمع السياسي والقانوني. ومن خلال كتاب "مذكرات غوانتانامو" لمحمد ولد صلاحي، الذي احتل رأس قائمة أفضل المبيعات لنيويورك تايمز، يحكي ولد صلاحي القصة الحقيقية لكفاحه من أجل الحرية بعد احتجازه وسجنه دون تهمة من قبل الحكومة الأميركية لسنوات.

وينقل المخرج الأميركي كيفن ماكدونالد حالة ولد صلاحي الذي وجد نفسه وحيدا وخائفا، حتى يجد الدعم من محامية الدفاع نانسي هولاندر وشريكتها تيري دنكان اللتين تحاربان الحكومة الأميركية في معركة من أجل العدالة، وتختبر التزامهما بالقانون وشرف المهنة في كل منعطف. وتكشف مرافعتهما المثيرة للجدل، إلى جانب الأدلة التي يكشفها المدعي العام العسكري، المقدم ستيوارت كوتش، عن حقائق صادمة، وتثبت في النهاية أن الروح الإنسانية لا يمكن حبسها.

10- "ليلة الاثنتي عشرة سنة" 2018 (A Twelve-Year Night)

حوّل المخرج الأوروغوياني ألفارو بريشنر كتاب ذكريات الزنزانة (1989) للشاعر موريسيو روسينكوف والكاتب أليتيرو فرنانديز هويدوبرو إلى فيلم ليلة الاثنتي عشرة سنة، الذي أصبح رمزا للأمل والصمود داخل الزنازين. وحقق الفيلم نجاحا كبيرا وفاز بجوائز في مهرجانات دولية مثل "كان" و"القاهرة" و"برلين".

ويروي الفيلم تجربة 3 سجناء سياسيين، جسّد أدوارهم أنطونيو دي لا توري، تشينو دارين، وألفونسو تورت، الذين واجهوا القمع العسكري في أوروغواي عام 1973. ورغم محاولات تحطيمهم نفسيا، تمكنوا من استكمال حياتهم بعد السجن، وكان بينهم خوسيه موخيكا، الذي أصبح رئيسا للأوروغواي بين 2010 و2015.

وتبدأ القصة بعملية عسكرية سرية تُخرج السجناء من زنزاناتهم في محاولة لإخضاعهم، لتتحول معاناتهم إلى شهادة على قوة الإرادة الإنسانية.

المصدر الجزيرة

 

الجزيرة نت القطرية في

29.12.2024

 
 
 
 
 

أفلام أعلى الإيرادات في 2024

حمزة الترباوي

انتهت 2024 ومعها سنة من عروض الأفلام الضخمة التي لم يكسر منها إلا اثنان حاجز المليار دولار من الإيرادات. ويلاحظ بسهولة أن القائمة لا تحوي أي فيلم جديد فعلاً، إذ استحوذت الأجزاء الجديدة من الأعمال القديمة على القائمة، بالإضافة إلى أعمال أخرى مستوحاة من عوالم أفلام أخرى سابقة. فيما يلي قائمة من الأفلام الأعلى إيرادات في 2024:

1. Inside Out 2 أعلى الأفلام ربحاً

1,698,641,117 دولاراً

تصدّر الجزء الثاني من فيلم الرسوم المتحركة Inside Out، من إنتاج شركة بيكسار، أفلام العالم من حيث الإيرادات في 2024. وعُرض الجزء الأول في 2015 وتناول الأفكار التي تدور في عقل فتاة صغيرة ولاقى نجاحاً كبيراً في وقتها، أيضاً. ويدخل الجزء الجديد مجدداً إلى عقل بطلة الفيلم رايلي، لكن هذه المرة في سن المراهقة وهي تواجه مشاعر جديدة مثل القلق والحسد. وأوضحت "والت ديزني"، مالكة "بيكسار"، أن إيرادات الجزء الثاني تجاوزت حاجز المليار دولار في أقل من ثلاثة أسابيع من بدء عرضه في أنحاء العالم، ليصبح أول فيلم رسوم متحركة على الإطلاق يحقق مثل هذه الإيرادات خلال هذه المدة.

2. Deadpool & Wolverine

1,338,073,645 دولاراً

حقّق Deadpool & Wolverine، وهو من بطولة راين رينولدز (ديدبول) وهيو جاكمان (وولفرين)، إيرادات بلغت 824 مليون دولار بعد أسبوعين فقط من طرحه. وفي وقت قصير، تجاوز إجمالي إيرادات فيلم Deadpool لعام 2016 (783 مليون دولار)، وDeadpool 2 لعام 2018 (786 مليون دولار). ليصبح ثاني أعلى فيلم من حيث الإيرادات لعام 2024 بعد Inside Out 2.

3. Despicable Me 4

969,187,688 دولاراً

هو الجزء الرابع من سلسلة أفلام شخصيات "مينيينز" الشهيرة، الذي يؤدي فيه ويل فيريل دور الشرير. أُنتج الفيلم الأول من السلسلة عام 2010، وحقق إيرادات قُدرت بـ543 مليون دولار. تلاه Despicable Me 2 عام 2013 محققاً إيرادات بلغت 970 مليون دولار. بعد إصدار هذين الجزأين لقيت المخلوقات الصفراء شهرة واسعة مما دفع الشركة إلى إنتاج فيلم "مينيينز" عام 2015، وكان هدف الفيلم هو التعريف بهذه المخلوقات الصفراء. وعام 2017، أُنتِج الجزء الرابع من سلسلة أفلام "ديسبيكبل مي 3"، وحاز إعجاباً كبيراً من المشاهدين جعله يحقق إيرادات فاقت المليار دولار.

4. Moana 2

790,168,328 دولاراً

فيلم الرسوم المتحركة الذي يتضمن أصوات مشاهير بينهم أولي كرافاليو ودواين "ذي روك" جونسون، وتتمة الجزء الأول من العمل الذي طُرح في الصالات عام 2016، وحقّق 690.846 مليون دولار أميركي، ثم أصبح الفيلم الأكثر مشاهدة في 2023 على منصات البث في الولايات المتحدة.

5. Dune: Part Two

714,444,358 دولاراً

استكمالٌ للجزء الأول الذي صدر عام 2021 وحقق 407.7 ملايين دولار. وهو من إخراج دينيس فيلنوف، الذي شارك في كتابة السيناريو مع جون سبايتس، ومقتبس عن رواية بذات الاسم كتبها فرانك هربرت عام 1965. ويتناول الفيلم قصة الشاب "بول أتريدس" وهو يتحد مع شعب فريمن من كوكب أراكيس الصحراوي لشن حرب ضد آل هاركونين.

6. Godzilla x Kong: The New Empire

571,750,016 دولاراً

هو الفيلم الثامن والثلاثون في سلسلة "غودزيلا" والرابع عشر في سلسلة "كينغ كونغ". يدور حول مواجهة كونغ المزيد من أفراد جنسه في جوف الأرض ويجب أن يتحد مرة أخرى مع غودزيلا لمنع غزو سطح الأرض. ويأتي هذا العمل ليحقق بدوره النجاح بعد نجاح سابق لفيلم Godzilla vs. Kong في شباك التذاكر ومنصات البث خلال جائحة فيروس كورونا.

7. Wicked

571,309,875 دولاراً

اقتحم الفيلم قائمة الأفلام العالمية الأعلى إيرادات في 2024 بالرغم من وصوله متأخراً مع قرب نهاية السنة في نوفمبر/تشرين الثاني. وهو فيلم خيال موسيقي مستند إلى مسرحية موسيقية مستندة إلى رواية تعود إلى عام 1995، والتي تستند بدورها إلى كتب "أوز" وفيلم "ساحر أوز" لعام 1939.

8. Kung Fu Panda 4

547,689,492 دولاراً

هو الجزء الرابع من سلسلة أفلام كونغ فو باندا والجزء الثاني لفيلم كونغ فو باندا 3 (2016). ويشارك في البطولة كل من جاك بلاك وإيان ماكشين وداستن هوفمان وجيمس هونغ وبريان كرانستون، الذين يعيدون تمثيل أدوارهم نفسها في الأفلام السابقة. وفي الفيلم، يتعاون "بو" و"زين" على هزيمة الساحرة الشريرة الحرباء، قبل أن تسرق قدرات الكونغ فو من جميع المعلمين في الصين.

9. Venom: The Last Dance

475,415,071 دولاراً

هو الجزء الثالث من ثلاثية "فينوم" بعد Venom الصادر عام 2018 وVenom: Let There Be Carnage الصادر عام 2021، وهو الفيلم الخامس في عالم سبايدر مان من "سوني"، ويشارك في بطولته توم هاردي بدور "إيدي بروك" و"فينوم". لكن هذا الجزء الثالث، وبالرغم من أنه دخل قائمة العشرة الأكثر تحقيقاً للإرادات، لم يصل إلى مستوى أرباح الجزأين الأول (856.1 مليون دولار) والثاني (506.8 ملايين دولار) حتى كتابة هذه السطور.

10. Beetlejuice Beetlejuice

451,100,435 دولاراً

هو فيلم يجمع بين الرعب والكوميديا، وهو الجزء الثاني من سلسلة أفلام Beetlejuice، تدور أحداثه بعد أكثر من ثلاثة عقود من الجزء الأول الناجح، ويحكي قصة ليديا ديتز، التي صارت أماً الآن، وتكافح للحفاظ على تماسك أسرتها بينما يعود بيتلجوس ليطاردها.

 

العربي الجديد اللندنية في

29.12.2024

 
 
 
 
 

"اجتماع سرّي": لوحة سينمائية عن مؤسّسة الفاتيكان

محمد صبحي

بعد فوزه بأربع جوائز "أوسكار" (النسخة الـ95، 2023)، بينها فئة أفضل فيلم دولي"، عن "كلّ شيء هادئ على الجبهة الغربية" (2022)، يُنجز الألماني إدوارد بيرغر فيلماً حربياً آخر، لكنْ من دون رصاص. يتعلّق الأمر باجتماع الكرادلة في الفاتيكان لانتخاب بابا جديد خلفاً للراحل للتوّ. تتراكم تحالفات وخيانات واستراتيجيات دبلوماسية معقّدة واتهامات مخزية، لرفع مرشّح معيّن أو تدميره.

"اجتماع سرّي" (2024) يشبه إلى حدّ كبير فيلمه السابق: قصة مطبوعة برصانتها وأناقتها وصوابيتها؛ دراما سياسية دينية تدور أحداثها أثناء انتخاب بابا جديد، تتميّز بإخراج أنيق ودقيق، وإيقاع كلاسيكي، وشخصيات رئيسية عدّة تخوض صراعات شخصية وأيديولوجية وأخلاقية. تتمثّل حيلة بيرغر في إضفاء لمسة معيّنة من الاحترام والهيبة المفترضة على حبكةٍ، كان يُمكن أنْ تكون مع سينمائيّ آخر قصة تشويق مُكثّفة، أو ميلودراما فخمة، أو حكاية بوليسية عنيفة وشعبية، تختزن نهايتها بحلّ مفاجئ وصادم.

على المتفرّج تخيُّل حبكة الفيلم نفسها (كتابة الرواية لروبرت هاريس، مؤلّف متخصّص بروايات الجريمة سهلة الهضم، كـ"أنا أتهم" و"لغز" و"الكاتب الشبح")، التي تدور أحداث منها في أطر تاريخية محدّدة، مع مخرجين عديدين، كبيدرو ألمودوفار وباولو سورينتينو وبراين دي بالما، ممن يتّبعون أساليب مختلفة تماماً عن أسلوب بيرغر، الذي سيجد متلقّي فيلمه شيئاً مُختلفاً تماماً. ورغم أنّ هذه ليست مهمّة منطقية إلى حدّ كبير، تُلائم الحبكة هذه اللعبة، لجمعها بين عوالم جافّة وقاسية وخشنة، كالمؤتمر المغلق للكرادلة، والحِيل والأفخاخ والمفاجآت التي توفّرها أفلام الإثارة في محيط مغلق.

يختار بيرغر الرصانة، ويعمل "اجتماع سرّي"، من نقطة البداية هذه، بشكل جيّد. عدم المخاطرة لا يفاجئ (الإشارة هنا إلى الجانب الشكلي، فالحبكة مليئة بالمفاجآت)، لكنّه يفي بمهمة تقديم فيلمٍ، يبدو أكثر جدّية وعمقاً مما هو عليه بالفعل. يبدأ كلّ شيءٍ بوفاة البابا غريغوري السابع عشر، ما يدفع الفاتيكان إلى تنظيم انتخاباته التقليدية (أحد أكثر الطقوس سرّية وقدماً في العالم)، التي تتطلّب مجيء الكرادلة من جميع الأرجاء. يؤدّي رالف فينيس دور الكاردينال لورانس، كبير الكهنة، المسؤول عن تنظيم التصويت. منذ البداية، يظهر أنْ لا أطماع لديه في المنصب، لكنّه يريد الحفاظ على الخطّ التقدمي الذي تبنّاه الراحل. لذا، فمرشّحه الأقوى هو الكاردينال الأميركي بيلّيني (ستانلي توتشي)، الذي يتبنّى موقفاً أيديولوجياً مماثلاً.

لكنْ، في السباق، يواجه بيلّيني منافسين أقوياء وأكثر محافظة منه، يصعب التغلّب عليهم: الكندي جوزف تريمبلاي (جون ليثغو) انتهازيّ أكثر من أي شيء آخر، وطموحه إلى المنصب واضح. هناك الإيطالي جوفريدو تيديسكو (سيرجيو كاستيليتو)، الذي يريد عودة الكنيسة إلى شكلها الأكثر عدائية وميلاً إلى الحروب. بينهما، الكاردينال النيجيري آديمي (لوسيان مساماتي)، محافظ تقليدي، عيبه الرئيسي، عند لورانس وبيلّيني، رهاب المثليّة الجنسية. عندما يبدأ ظهور النتائج الأولى للتصويت (يخرج الدخان الأبيض، الذي يُعلن اختيار البابا المنتخب، عند حصول المرشّح على ثلثي الأصوات)، يتّضح أنّ كلّ شيءٍ متقارب للغاية، وأنّه يصعب على لورانس تحصيل عدد كافٍ من الأصوات لمُرشّحه.

وسط الأرقام، هناك ما يجري خلف الكواليس، وأسرار في الممرّات، ولعبة شطرنج بابوية. في الدير، حيث يمضي الجميع لياليهم (يُعزل المشاركون الذين يُفترض بهم ألّا يتّصلوا بالعالم الخارجي)، تتجوّل الراهبات بصمت. نساءٌ ربما يعرفن أكثر ممّا يكشفن. بينهن الأخت أغنيس (إيزابيلا روسيليني)، التي لا تشارك في الأحداث في الساعة الأولى تقريباً، لكنّها ستكتسب وزناً أكبر في الحبكة لاحقاً. هناك أيضاً كاردينال مكسيكي غامض، بينيتيز (كارلوس دييز)، وصل مؤخّراً إلى الفاتيكان بعد أنْ عيّنه البابا قبل وفاته. لا يعرفه الآخرون، لكنّه يظهر بشكل لافت للنظر في فرز الأصوات. بالتوازي، تجري أحداث عنيفة، وربما هجمات، في الشوارع. أو هكذا يبدو الأمر.

مع التنبّه إلى الشخصيات المتنوعة، ومكان أحداث القصة، والاختلافات الكبيرة بين المرشّحين، والأسرار التي تنكشف، ربما يكون "اجتماع سرّي (Conclave)" فيلماً مُبالَغاً به، وأحد تلك الأفلام المثيرة "الصفراء" السخيفة، التي يُثير جانبها الرخيص صدمةً، وبمجرد استهلاكها تُنسى تماماً. لكنّ لبيرغر نيّات أخرى، إذْ يحاول جعل فيلمه أطروحة عن الإيمان والشكوك والمسارات المحتملة للكنيسة، ودور المرأة في المؤسّسة الدينية، والفساد الذي تخفيه مؤسّسات عدّة من أجل البقاء.

بطريقته الخاصة، ينجح بيرغر في ذلك. المشكلة أنّ الحبكة أقرب إلى المسلسلات التلفزيونية من الدراما الدينية الصارمة، التي يعتقد أنّه يصوّرها. يعيش "اجتماع سرّي" في تلك المساحة الحدّية بين الدراما الرفيعة والدراما البوليسية الإجرائية. صمت لورانس وجاذبيته (الفيلم يتبع منظوره حرفياً)، والأسئلة الحادّة التي يطرحها على نفسه عن إيمانه والقذارة السياسية للفاتيكان، سمة من سمات الدراما البريسونية (روبير بريسون) بامتياز. لكن السيناريو (بيتر سترون) يدفع فينيس إلى التصرّف كمُحقّق فندق، في تحوّل غريب يقرّبه من شخصيته في "فندق بودابست الكبير" (2014) لوس أندرسون. يبدو لورانس قسّاً متألّماً من فيلمٍ لكارل دراير، موضوعاً في حبكة أحد مواسم مسلسل "فقط جرائم القتل في المبنى" (2021، جون هوفمان وستيف مارتن).

لكنّ القناعة التي يضفيها فينيس على الشخصية (إلى توتشي وروسيلّيني وغيرهما) تسمح للمرء بشراء هذه الجاذبية وذاك التقشّف الذي يتصرّف به الرجل، كأنّه يحمل صليباً ثقيلاً على ظهره. يُصوّر بيرغر كلّ شيءٍ حوله بالقدر نفسه من الجدّية، أو أكبر. فكلّ حركة للكرادلة في الفضاء مُنظّمة كلوحة فنية، وحقيقة أنّ جزءاً كبيراً من الحبكة يدور في كنيسة سيستينا تصنع لمسةً إضافية من العظمة إلى هذا النمو الدرامي المتمهّل. لذا، عندما يُكشف عن اكتشافات عدّة قبل النهاية، بخاصة الأخيرة، يشعر المتفرّج كأنّها مستوردة من فيلمٍ آخر. يتعامل بيرغر مع هذه الاكتشافات بعناية وصوابية سياسية أنيقة، لكنّها تظلّ مفاجأة نموذجية لتلك التي تنشأ بين الحلقتين قبل الأخيرة والأخيرة من مسلسل تلفزيوني.

أخيراً "اجتماع سرّي" مُثير للاهتمام، لتحليله خارج أنساقه وموارده الشكلية. في إطار آلياته السردية المتشابكة، يرصد التغيّرات التي تطرأ على المجتمع، وكيف تختار الكنيسة مواجهتها، ويطرح في نقاشه وجهات نظر عالمية مختلفة للغاية، ومتعارضة تقريباً، في تلك المؤسسة. وأيضاً، يتساءل عن الإيمان، وإلى أي مدى يُمكن استخدامه سلاحاً لتكثيف الصراعات وزيادة الخلافات. إنّه في جوهره عبارة عن حكاية تقدّمية في صيغة محافظة. هنا تكمن الدراما اللافتة للانتباه، التي تجرى عبره من البداية إلى النهاية.

 

العربي الجديد اللندنية في

30.12.2024

 
 
 
 
 

"برتقالة من يافا":

سردية سينمائية فلسطينية تنتصر للتفاصيل الصغيرة

يوسف الشايب

على بعد بضعة كيلومترات من القدس، وتحديدًا عن حاجز "حزما" العسكري، كان ثمة توتر من نوع خاص، لا ينفصل عن توتر يومي يتواصل منذ عقود، بسبب سياسات الفصل العنصري المتفاقمة للاحتلال الإسرائيلي على الحواجز العسكرية في الضفة الغربية عامة، وتلك الفاصلة بينها وبين القدس، وبينها وبين الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

كان أي خطأ صغير، أو تصرّف قد يكون اعتياديًا، يمكن أن يكلف كلًا من محمد، أو فاروق، حياتهما، والذرائع جاهزة حال أطلق أي من جنود الاحتلال النار على أحدهما، أو كليهما، بأنها محاولة دهس، أو طعن، فيما لم يعد الأمر، في الخمسة عشر شهرًا الأخيرة، ومنذ السابع من أكتوبر، يحتاج إلى ذرائع للقتل.

ومحمد، شاب فلسطيني يحمل بطاقة هوية بولندية مؤقتة، يحاول المرور عبر حاجز "قلنديا" العسكري الإسرائيلي الفاصل بين رام الله والقدس للقاء والدته الراغبة في زيارة مشتركة إلى يافا، مدينتها التي تهجرت منها. يرفض جنود الاحتلال السماح له بالعبور، لكونه لا يحمل الجنسية البولندية، بل إقامة جعلته يملك هوية مؤقتة.

هنا، يرفض السائقون المتعاقبون توصيله عبر حاحز آخر، هو "حزما"، خشية عواقب ما قد يواجههم حال اكتشاف أمرهم. إلا أن فاروق، سائق التاكسي الذي يتعاطف مع الشاب، من دون معرفته بمحاولة العبور الفاشلة عبر "قلنديا"، يوافق على ذلك، مشددًا على أنه في عجلة من أمره لارتباطه بموعد مع "زبون" دائم يقوم على إيصاله في رحلاته داخل القدس وخارجها باستمرار، لكن يحدث أن يكتشف عنصر في جيش الاحتلال الحقيقة، ما يعني أن الرجلين باتا في إشكالية لا تُعرف نهايتها، نراهما محبوسين في السيارة البيضاء، وهو لون تكسيات القدس التي تحمل اللوحة الإسرائيلية الصفراء عنوة، بانتظار القرار النهائي للاحتلال بالعبور، أو العودة، من عقوبات متوقعة لكل منهما، لنرافق كلاهما في حوارية تقبض عليها الكوميديا السوداء، على مدار 27 دقيقة هي مدة الفيلم الروائي الفلسطيني القصير "برتقالة من يافا".

اختير فيلم "برتقالة من يافا"، وهو من تأليف وإخراج محمد المغني، وإنتاج مشترك فلسطيني بولندي فرنسي، ومن بطولة الفنان كامل الباشا، والفنان سامر بشارات، ضمن القائمة الطويلة لجوائز أوسكار "الفيلم القصير المباشر"، بعد منافسة ضمّت 180 فيلمًا، بحسب موقع الجائزة العالمية الأرفع سينمائيًا.

والفيلم الفائز بعدد من الجوائز في مهرجانات دولية عربية وعالمية، يتناول بذكاء، أكثر من موضوع يكشف عنصرية الاحتلال، من دون شعاراتية، عبر تناوله أكثر من قضية، أبرزها حق العودة، وحق تنقل الفلسطينيين في بلادهم، والحواجز العسكرية الإسرائيلية.

وكان المخرج الفلسطيني محمد المغني، ابن غزة، بدأ بكتابة "برتقالة من يافا"، خلال انتكاسة العالم بأكمله جرّاء "كوفيد ــ 19"، ويتمحور حول حكاية شاب يحمل إقامة في دولة أجنبية، يسعى عبرها إلى مرافقة والدته التي سبقته من معبر آخر، إلى زيارة يافا، التي هُجّر منها أجداده قسرًا إلى قطاع غزة عام 1948، بحيث تمّ تصوير الفيلم في الضفة الغربية عبر طواقم فلسطينية وبولندية تعرضّت للتهديد بالقتل على أيدي المستوطنين ذات يوم من أيام التصوير، علاوة على احتجاز سلطات الاحتلال الإسرائيلي لعدد من المعدّات التي كانت في حوزة الفريق البولندي عند دخوله إلى فلسطين.

"الفيلم يتناول بذكاء أكثر من موضوع يكشف عنصرية الاحتلال، من دون شعاراتية، عبر تناوله أكثر من قضية، أبرزها حق العودة، وحق تنقل الفلسطينيين في بلادهم، والحواجز العسكرية الإسرائيلية"

ويتميّز الفيلم بتسليطه الضوء على الحياة اليومية للفلسطيني، والتي لا يشاهدها العربي ولا الغربي، وحتى كثير من الفلسطينيين، عبر نشرات الأخبار، منحازًا إلى تفاصيل صغيرة لا يعرفها كثيرٌ ممن لا يعيشون تحديدًا في الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس، ويعانون من سياسات التنكيل والفصل العنصري على مئات الحواجز العسكرية فيها، الدائمة منها والمؤقتة، التي يصفها أصحاب البلاد الأصلانيون بـ"الطيّارة".

والفيلم يحاكي شيئًا مما يمكن أن يواجهه أي فلسطيني في الضفة الغربية يرغب بزيارة الأراضي المحتلة عام 1948، وفي هذه الحالة يافا، التي تعود أصول الشخصية المحورية فيها إليها، كما والدته، وكلاهما جاء إلى الضفة من غزة، حيث لجأت عائلتهما المهجرة منذ النكبة، ولا يزالون يحملون هويتها، وهو ما يصعّب عليهم عبور الحواجز أكثر وأكثر، وخاصة بعد السابع من أكتوبر 2023، بحيث يمكن ترحيلهم من قبل قوات الاحتلال إلى غزة فورًا، في حال اكتشاف أي من الجنود عنوانهم في الهوية الخضراء، أما فلسطينيو الضفة الغربية فيحتاجون إلى تصاريح خاصة من الإدارة المدنية التي تتبع الاحتلال الإسرائيلي لدخول القدس، أو أي من المدن والبلدات والقرى الفلسطينية المحتلة في عام 1948، وبات مستحيلًا منذ حرب الإبادة، التي تفاقمت معها سياسات الفصل العنصري في الضفة، والجرائم التي يمارسها الاحتلال ومستوطنوه فيها، حدّ القتل، في حين حتى حملة الجنسيات الأجنبية لم يعد أمر عبورهم سهلًا، مع الحرب الإسرائيلية المعلنة على النشطاء من المتضامنين مع القضية الفلسطينية، والرافضين لحرب الإبادة في غزة، فما بالنا مع من يحمل مجرد هوية إقامة مؤقتة في دولة أوروبية كحال الشاب محمد في الفيلم.

ويمكن القول إن الصدى الموضوعي للفيلم لا لبس فيه، فهو يتعمق بلا خجل، أو مواربة، في موضوعات التمييز العنصري والتحيز التي تسيطر على المشهد الإسرائيلي في تعامله مع أصحاب الأرض الأصلانيين من الفلسطينيين، عبر التجسيد الدقيق المبني على رسم مشهدي بارع، وسرد قصصي إبداعي، يسلط المغني، عبره، الضوء على المخاوف والشكوك السائدة التي تحدّد الوجود الفلسطيني في قادم الأيام.
نجح هذا الفيلم القصير، على المستوى المضاميني، في تلخيص التعقيدات العميقة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بحيث يقدم إدانة لجانب من مظلوميّات الفلسطينيين اليومية بفعل الاحتلال، في عمل مثير للإعجاب على المستوى الفني أيضًا، علاوة على كونه مثيرًا للأعصاب، ومثيرًا للتفكير والتأمل أيضًا، كما يمكن اعتباره بمثابة شهادة على قوة السينما في تسليط الضوء على التكلفة البشرية للاحتلال، فـ"برتقالة من يافا" ليس مجرد فيلم، بل دعوة واضحة وصريحة للالتفات إلى التفاصيل المهملة التي تعكس انتهاكات صارخة لإنسانيّتهم قد لا تشكل ما نسبته 1% مما يحدث في حرب الإبادة المتواصلة على غزة، لكنه يعكس جوانب مخفية عن كثيرين في ما يجري من انتهاكات في الضفة الغربية، التي هي هدف الصهيونية الأول للسيطرة والضم، لافتًا، من دون صراخ، أو عويل، إلى أن التضييق الذي يمارسه الاحتلال على الأرض، وفي الفيلم، يهدف إلى لف حبل المشنقة حول أعناق أهل الضفة الغربية وسكانها، فيرحل منهم من يرحل، ويستسلم منهم من يستسلم لدولة الاستيطان التي تقام بوتيرة متسارعة على أراضيهم، في محاولة لمواصلة محو الذاكرات، من بيارات يافا، إلى حقول زيتون نابلس، وغيرها
.

الفيلم، الذي ينتهي بانتصار رمزي يعكس ما يجب أن تكون عليه الحال من تضامن فلسطيني، حيث يتقاسم محمد وفاروق برتقالة من يافا، بأجيالهما المتباينة، كما بأفكارهما، وإن كان يجمعهما الوطن، خاصة مع زوال يافا بنكهتها العربية، وكيف بات برتقال بيّارتها يدمغ بالعبرية، ويكشف كيف بات المستعمرون يقررون المكان الذي يمكن للفلسطيني التحرك فيه.

كان ثمة لمسة من الكوميديا، أو الفكاهة، جعلت من هذه الدراما السينمائية أكثر إنسانية، وقرّبت المشاهد من حيوات الفلسطينيين وطبائعهم غير العنيفة، والمحبة للحياة بهدوء وسلام، من دون استسلام، في دقائق قد تبدو مُحبطة، لكنها محمّلة بالرسائل والأمل المخفي، في حين أن من شعر ببطء ما في الوتيرة، فإنه انعكاس للبطء الذي يعيشه الفلسطيني وهو ينتظر العودة إلى يافا، أو حتى عبور الحاجز، أو تحقيق حلم طال بتحرر منشود.

"يتميّز الفيلم بتسليطه الضوء على الحياة اليومية للفلسطيني، والتي لا يشاهدها العربي ولا الغربي، وحتى كثير من الفلسطينيين، عبر نشرات الأخبار"

وكان لافتًا أن ثمة تقاطعًا ما بين حكاية المخرج والشخصية المحورية التي تحمل اسمه محمد، ويحمل إقامة في بولندا لا جنسيتها، وهي الدولة التي تخرج فيها المغني، وكونهما كانا يقيمان في غزة، كما هي حال الأم الغزية المقيمة في الضفة الغربية، وهي حال والدة مخرج "برتقالة من يافا" أيضًا ووالده.

لم تكن ظروف التصوير سهلة، خاصة مع عدم الحصول على التصاريح التي عادة لا يمنحها الاحتلال لتصوير فيلم فلسطيني، فكان إنجاز الفيلم الفلسطيني البولندي الفرنسي عبارة عن مغامرة، بل مقامرة خطيرة، حيث كان يمكن أن ينتهي كل شيء في لحظة، وتكون عواقبه كارثية، فقد تم بناء حاجز عسكري بشكل يمكن وصفه بالسري، وما زاد الطين بلة أن الفيلم بات ينافس على أوسكار "الفيلم القصير المباشر".

الفنان الفلسطيني كامل الباشا قدم دورًا مهمًا ومكثفًا، أكد فيه سطوته كفنّان ذي قدرات استثنائية كرّسته عربيًا وعالميًا باستحقاق، هو الذي تم تكريمه مؤخرًا في مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير، حيث فاز "برتقالة من يافا" بجائزة "البرج الذهبي" لأفضل فيلم في المهرجان، وهو تجسيد قدّم عمقًا إضافيًّا للسرد الفيلمي، حيث عكس بمخاوفه، وعبر مشاهد ذات مشاعر مختلطة عبّر عنها بمغناطيسية عالية وآسرة، رغم تناقضها، عن المخاوف الأوسع الكامنة في الحياة اليومية للفلسطيني في ظل الاحتلال.

وكان الباشا أعرب عن سعادته بتمثيل فيلم "برتقالة من يافا" فلسطين في قائمة الخمسة عشر فيلمًا لأوسكار "الفيلم القصير المباشر"، مؤكدًا أن الاحتلال صعّب تصويره كثيرًا، كاشفًا أنه وفريق العمل واجهوا صعوبات في أثناء تصوير الفيلم، فعلى الرغم من أن موقع التصوير لا يبعد عن بيته أكثر من عشرين دقيقة، إلا أنه كان يفضل عدم العودة إلى منزله خوفًا من حدوث أي أزمات، مثل إغلاق القرية التي يسكن فيها، أو طلب الاحتلال تصاريح التصوير وهم لا يملكونها، مؤكدًا أن الاحتلال بشكل عام يؤرقهم في كل مظاهر حياتهم، وطيلة الوقت هنالك تهديد يطاردهم بالسجن، أو الضرب، أو إيقاف التصوير.

والفيلم، أيضًا، كان بمثابة اكتشاف لإمكانات الفنان الشاب سامر بشارات، في تجسيده لدور محمد، حيث المشاعر غير المبالغ فيها، وحيث الأداء المقتدر في تجسيد مُحكم للخوف الواضح، وفي الوقت ذاته لتصميم لرجل بات في مرمى رغباته الوطنية، وفي مرمى نيران متوقعة لجنود تتغلغل العنصرية في دواخلهم.

وأضفى التصوير السينمائي لماسيج إيدلمان جودة تبدو كوشم في جسد الفيلم، حيث يضع المتلقي، وبشكل مباشر، داخل الحدود الضيقة لسيارة الأجرة، خاصة مع تصاعد التوترات، فيما يؤكد أسلوبه البسيط على مدى إلحاح محنة كل من محمد وفاروق، وكأنه يدعو المشاهد إلى المشاركة في الرحلة المحفوفة بالمخاطر، أو الفيلم الذي يمكن إدراجه من دون تردد في إطار توصيف "السينما الآسرة".

جدير بالذكر أن محمد المغني هو مخرج وكاتب سيناريو ومصور سينمائي من مواليد غزة عام 1993. درس الإخراج السينمائي في مدرسة السينما في "لودج" البولندية، وله عدد من الأفلام الوثائقية والروائية الناجحة، من بينها "حَلّوان" (2012)، و"ماريا" (2015)، وفي العام نفسه "شجاعية" الحاصل على عدد من جوائز المهرجانات السينمائية العالمية، إضافة إلى "أين الحمار"، و"فلافالا"، وكلاهما من إنتاج عام 2018، وأخيرًا فيلمه "برتقالة من يافا" (2023).

 

ضفة ثالثة المصرية في

30.12.2024

 
 
 
 
 

حتى يوفر له فرصة الوصول إلى القائمة النهائية

مايكل مور ينضم كمنتج تنفيذي إلى فريق فيلم «من المسافة الصفر» المرشح لجائزة الأوسكار

لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»

انضم المخرج الأمريكي الشهير مايكل مور إلى فريق إنتاج فيلم ”من المسافة الصفر“ - وهو الفيلم الفلسطيني الذي تم ترشيحه مؤخراً لجائزة الأوسكار في دورتها ال 97 - كمنتج منفذ، وصرح قائلاً : ”إنه لشرف لي أن أقف متضامناً معهم"

يمزج فيلم ”من المسافة الصفر“ وهو عبارة عن مجموعة من الأفلام القصيرة التي أنتجها 22 مخرجاً فلسطينياً عايشوا الحرب في غزة في الوقت الحاضر، بين الرسوم المتحركة والوثائقي والخيالي ”لتجسيد صمود الروح الإنسانية والإبداع الدائم الذي يزدهر حتى في مواجهة الدمار الذي لا هوادة فيه“، وفقاً للمنتجين. وستطلق شركة ووترميلون بيكتشرز الفيلم - الذي نسقه وموله المخرج رشيد مشهراوي - في جميع أنحاء الولايات المتحدة في 3 يناير.

وقال مور الذي فاز بجائزة الأوسكار عام 2003 عن فيلمه الوثائقي الرائد ’Bowling for Columbine‘ وجائزة السعفة الذهبية عام 2004 عن فيلم ’فهرنهايت 9/11‘: ”لقد حقق هؤلاء المخرجون الفلسطينيون معجزة سينمائية. لقد أنتجوا فيلماً رائعاً في خضم ما أعلنته منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش الآن بأنه إبادة جماعية".

وتابع : ”السلاح الوحيد الذي يملكه رشيد وهؤلاء المخرجين الفلسطينيين الشجعان ال 22 في غزة هو كاميراتهم وإبداعهم. لا يجب أن يضطر أي مخرج أو كاتب أو فنان إلى رواية قصة إبادتهم. إنه لشرف لي أن أتضامن معهم وأساعد في مشاركة قصصهم مع العالم.“

قُبل فيلم ”من المسافة الصفر“ في البداية في مهرجان كان، لكن المنظمين سحبوه لأسباب سياسية، ليُعرض في نهاية المطاف في تورنتو، وقد تم اختياره كواحد من الأفلام الـ 15 المرشحة في القائمة القصيرة لفئة الأفلام الروائية الطويلة الدولية في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال مشهراوي: ”يشعر فريق العمل بالتواضع والسعادة الغامرة لاختياره ضمن القائمة القصيرة. ”مع مشاركة مايكل مور، نحن أكثر قدرة على تصوير إنسانية الفلسطينيين وقدرتهم على الصمود، ومشاركة إبداعهم مع العالم وإظهار قوة السينما كقوة للعدالة والتفاهم“.

وأضاف حمزة علي، المؤسس المشارك لشركة ووتر ميلون بيكتشرز: ”إن شغف مايكل مور برواية القصص التي تتحدى الظلم يتماشى تماماً مع مهمتنا كشركة. ستكون خبرته والتزامه بالعدالة الاجتماعية لا تقدر بثمن في مساعدتنا على مشاركة هذه القصص القوية غير المروية، ونحن سعداء بانضمامه إلى فيلم ”من المسافة الصفر“.“

 

موقع "سينماتوغراف" في

30.12.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004