"تالافيزيون"
يهدي الأردن ثاني ذهبية جوائز الأوسكار للطلبة
مشهد إنتاج الأفلام الأردنية يتزيّن بالنجاح الذي حقّقه
الفيلم وفوزه في مسابقة جوائز الأوسكار للطلبة، والتي تعدّ منصة عالمية
مهمة.
عمان
- فاز
الفيلم الأردني – الألماني القصير “تالافيزيون” من تأليف وإخراج مراد
أبوعيشة بالجائزة الذهبية لأفضل فيلم روائي في الدورة الثامنة والأربعين من
جوائز الأوسكار للطلبة عن فئة الفيلم الروائي الأجنبي، مُسجلا بذلك أوّل
فوز لفيلم أردني وعربي عن هذه الفئة. وتنافس “تالافيزيون” مع ستة أفلام
أخرى في مسابقة الفيلم الروائي القصير الأجنبي.
ويحكي الفيلم على امتداد ثمان وعشرين دقيقة، وهو من بطولة
زياد بكري وعائشة بلاسم وخالد الطريفي، قصة الطفلة تالا، ذات الثماني
سنوات، حيث لا يسمح لها بالخروج من المنزل جرّاء الحرب المستعرة. وكان
اتصالها الوحيد مع العالم الخارجي من خلال تلفزيونها الصغير، إلاّ أنّ
والدها تخلّص منه التزاما بقانون منع أجهزة التلفزيون، ليغلب على حياة تالا
الصمت والملل إلى أن اتخذت قرارا صغيرا له تداعيات غيّرت مجرى حياتها.
مراد أبوعيشة: أي
فيلم يفوز بجوائز الأوسكار للطلبة يتأهل تلقائيا إلى الجائزة الكبرى
وأعرب المخرج أبوعيشة عن سروره بهذه الجائزة، قائلا “اختارت
أكاديمية الفيلم بادن فورتمبيرغ التي أدرس فيها فيلمي ‘تالافيزيون’ لتقديمه
لتمثيل الجامعة في جوائز الأوسكار للطلبة من بين حوالي ثلاثمئة فيلم يتم
إنتاجها سنويا من قبل طلبة الجامعة”، مشيرا إلى أن عدد الأفلام المتقدّمة
بلغ نحو ألفي فيلم من حول العالم، ليتنافس الفيلم الأردني في النهاية مع
ستة أفلام أخرى في فئة الفيلم الروائي الأجنبي.
وبيّن أن “أي فيلم يفوز بجوائز الأوسكار للطلبة يتأهل
تلقائيا للتقدّم إلى جوائز الأوسكار العالمية، وبالفعل قدّمنا الفيلم
للتنافس في فئة الأفلام القصيرة”.
وقالت منتجة الفيلم جود كوّع “تلقينا الدعم المحلي من صندوق
الأردن لدعم الأفلام، التابع للهيئة الملكية الأردنية للأفلام، ومن شركة
رواد الأردن”، مؤكّدة أهمية مثل هذا الدعم للمنتجين الأردنيين خاصة لدى
عملهم في الإنتاجات المشتركة، حيث يُمكنهم بشكل أكبر من ناحية الحقوق
والتوزيع والحصول على جوائز وإيصال أصوات المخرجين الأردنيين من خلال
أفلامهم.
وقال مدير عام الهيئة الملكية الأردنية للأفلام مهند البكري
“يتزيّن مشهد إنتاج الأفلام الأردنية بالنجاح الذي حقّقه فيلم ‘تالافيزيون’
وفوزه في مسابقة جوائز الأوسكار للطلبة، والتي تعدّ منصة عالمية مهمة تنقل
مواهب مخرجي الأفلام الصاعدين من حول العالم”.
وأضاف “الفوز إنجاز نعتّز به، وهو تأكيد على أن منتجي
ومخرجي الأفلام الأردنيين من الشباب والشابات قادرون على التميز والإبداع”.
كما أعرب عن سعادته بأن الفيلم نال دعما من صندوق الأردن لدعم الأفلام، في
دورته الرابعة عام 2019، قائلا “هو خير دليل على أهمية مصادر الدعم المحلية
ودورها في تمكين مخرجي الأفلام، من سرد قصصهم وإيصالها إلى العالمية”.
و”تالافيزيون” من إنتاج أردني – ألماني مشترك، تم إنتاجه من
قبل أكاديمية الفيلم بادن فورتمبيرغ بالاشتراك مع تلفزيون “أس.دبليو.آر”
وشركة رواد الأردن الأردنية.
أحداث الفيلم تدور حول طفلة محاصرة في واقع مزّقته الحروب،
فتجد الحرية والسلوان في تلفزيون محظور
وقبل تتويجه بجائزة أوسكار الطلبة التي تمنحها سنويا
أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة (الأوسكار) بلوس أنجلس، تجوّل الفيلم
في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية، حيث كان عرضه العالمي الأول
في مهرجان “ماكس أوفلس 42” في ألمانيا وفاز فيه بجائزتي الجمهور ولجنة
التحكيم، وكانت المرة الأولى التي ينال فيها فيلم متوسط المدة جائزتين في
المهرجان، كما حصل على جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان رود آيلاند الدولي
للأفلام، وجائزة “نيو كومر” الألمانية لأفضل كاميرا، وجائزة لجنة التحكيم
في مهرجان زلين السينمائي الحادي والستين.
ووُلد مراد أبوعيشة في عمّان بالأردن عام 1992، وحصل على
درجة البكالوريوس في التصميم والتواصل البصري من الجامعة الألمانية
الأردنية عام 2014.
وبعد تخرّجه انغمس بشكل أعمق في رحلته السينمائية، وأخرج
العديد من الأفلام القصيرة وبعض الإعلانات للديوان الملكي الهاشمي والقوات
المسلحة الأردنية، قبل أن يبدأ دراسة الإخراج في أكاديمية الفيلم بادن
فورتمبيرغ في ألمانيا. وأثناء دراسته استغل أبوعيشة نهجه السينمائي لإلقاء
الضوء على المظالم السياسية والإنسانية في العالم العربي، وعُرضت أفلامه في
العديد من المهرجانات العالمية.
وإلى جانب دراسته الإخراج السينمائي، فهو ممثل برنامج
التنمية السمعية البصرية لبلدان أفريقيا “اتبع النيل” التابعة لمؤسسة روبرت
بوش، حيث لديه الفرصة بأن يمنح الدعم للمخرجين الأفارقة الناشئين لخلق
رؤيتهم الخاصة ولتوسيع آفاقهم كمخرجي أفلام.
وسبق أن فاز فيلم التحريك الأردني القصير “عيني” من إخراج
أحمد صالح، بالميدالية الذهبية عن فئة أفلام التحريك بلغة أجنبية في جوائز
الأوسكار للطلبة عام 2016.
و”عيني” المستوحى من أحداث حقيقية، تدور أحداثه حول نظرة
مجموعة من الصبية الصغار لمخاطر الحرب ومهالكها، حيث يجمع هؤلاء الصبية
شغفهم بالموسيقى وسرورهم بالألحان.
وهو عن سيناريو وإخراج ومونتاج وأداء صوتي أحمد صالح
وموسيقى نيزار روحانا وتحريك فرانك بينغل وتصوير ليونل بوتيار سومي، وإنتاج
ستيفان فلسطيني- أردني- ألماني مشترك.
وفاز الفيلم بأكثر من عشرين جائزة سينمائية من أنحاء
العالم، أبرزها جائزة أفضل فيلم تحريك قصير ضمن جوائز أوسكار الطلبة،
وجائزة أفضل فيلم تحريك في مهرجان لبنان الدولي للأفلام القصيرة، وجائزة
أفضل فيلم قصير في مهرجان فاليتا السينمائي في مالطا. |