الدورة الـ21 من مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية
والقصيرة تنتصر للإنسانية
عصام سعد - تصوير: طارق حسن
الدورة الحادية والعشرون لمهرجان الإسماعيلية للأفلام
التسجيلية والقصيرة برئاسة الناقد عصام زكريا تميزت هذا العام عن دورة
العام السابق بالتنظيم الجيد وانضباط مواعيد عرض الأفلام ولعل أكثر ما
يميزها عرض أفلام تنتصر للإنسانية وإلقاء الضوء علي قضايا محورية مرتبطة
بالقهر والتهجير ونبذ الطبقات الفقيرة.
واستطاعت أيضا أن تعبر عن أحلام وطموحات شباب يحمل بداخلة
شعورا قويا مرتبط بالهوية التي ترجمتها قصص واقعية جديرة أن تعبر عن طموحات
صناع الأفلام في محاولة لقراءة الإنسانية الجماهيرية من خلال أفلام متطورة
تكنولوجيا مما يجعلها جاذبة للجماهير فقد شاهدنا علي مدار أسبوع كامل وجبة
دسمة من الأفلام تأثرنا بها كما تأثرنا بصانعيها من المخرجين الذين كان لهم
بصمة واضحة في تطوير الفيلم التسجيلى والقصير.
ومن بين هذه الأفلام الفيلم الهندى "سونا الطفل الطائر"
الذى يلقى الضوء علي طفل يبلغ من العمر أحد عشر عاما ينتمى إلي مقاطعة أونا
شمال الهند، أدني الطبقات في المجتمع الهندى بل إن هذه الطبقة منبوذة بسبب
الفقر ولكن الأطفال لديهم أحلام وطموحات وهذا متمثل في الطفل الصغير الذي
ينظر الي المجتمع بشكل مغاير ويصر علي أن يكمل تعليمه رغم عدم اهتمام الأهل
بذلك.
ويلقي فيلم "مونولوج السمك" الضوء علي زوجان مهاجران من
قرية بعيدة غرب البنغال إلى مدينة بيون في الهند يعملان في مصنع ملابس
ويكافحان من أجل عيشهما، ليغوص الفيلم في التغيرات السيكولوجية التي تحدث
لهما، في عالم العزلة المدنية، بعيداً عن عائلتهما وثقافتهما، في حين
يتحولان من زوج وزوجة إلى أب وأم للمرة الأولى.
ويصور الفيلم الألماني " دلتا " معاناة مدينه غطت الثلوج كل
شيئ حتي أصبحت كل آمال سكنها ألا يظلوا في هذا الضباب خوفا من الموت تحت
الثلج ، قصة إنسانية تصورهم وهم يحسبوا عدد من يتساقطوا من حولهم وسط هذا
الفخ المميت رغم أن حياتهم بسيطة.
بينما يصور الفيلم الفرنسي "تشخيص" حياة مجموعة من البشر
يغصون في أعماق مشاعرهم وعواطفهم تجاه المكان الذى يعيشون فيه وهو يمثل لهم
نقطة البداية حيث تتداخل الذكريات لتظهر لحظات شديدة العاطفية فيحدث تفاعل
فيما بينهم ويتكاملون في تفاعل إنساني مؤثر.
علي جانب آخر يأتي الفيلم الباكستاني "أحزان هندية" ليلقي
الضوء علي الاضطرابات السياسية والتحديات الاقتصادية وأزمة الهوية
الاجتماعية من خلال الموسيقيين الذين يجدون صعوبة في العيش والحفاظ علي
فنهم فيذهبوا في رحلة عبر الطبيعة في باكستان.
ويأتي الفيلم المصرى اللبناني "تأتون من بعيد" ليلقي الضوء
علي عائلة فلسطينية تشتت وافترقت عن بعضها بسبب الاضطرابات التي شهدها
القرن العشرين بداية من الحرب الأهلية الإسبانية التي شارك فيها الأب
"نجاتي صدقي" في النضال ضد الفاشية، مرورا بالحرب العالمية الثانية، وبعدها
النكبة الفلسطينية ثم الحرب الأهلية اللبنانية ، قصة إنسانية مؤثرة عبرت عن
أفراد هذه العائلة المشتته فكل من افراد العائلة لا يعرفون لغة بعض وتربوا
بدون الاهل رغم وجود الأسرة.
أما الفيلم الإسباني انتظار (زين) فيلقى الضوء على حياة
انسان يعاني من بعض الاضطرابات التي تؤثر على حياته حتى تأتي مطربة تكبره
سنا وتحاول أن تغير روتين حياته وتنجح في ذلك لبعض الوقت من خلال كسر
التقليد في محاولة لعمل نمط مختلف من الموسيقي لإخراجه من الحياة الرتيبة
التي يعيشها البطل، لكنه في النهاية يعود كما كان.
بينما يلقي الفيلم المقدونى "قرار" الضوء على قصة شاب يراقب
امرأة مسنة عن كثب مدعياً رعايتها ولكنه يخطط لسرقتها عن طريق لص يعرفه
ولكن مرض هذه السيدة جعله يتراجع عن فعلته الشنعاء لتنصر الانسانية علي
الفعل الاجرامي ويطلب لها المسعفيين، الفيلم يعكس شخصية السارق وكيف أنه لم
يستغل الظروف وسرقة السيدة العجوز، رغم مشاكله وديونه لكنه مازال لديه حس
طيب. |