مهرجان الإسماعيلية يكرم أسماء أسامة فوزي وفريدة عرمان
وعطيات الأبنودي
فايزة هنداوي
الإسماعيلية – «القدس العربي»: على هامش الدورة الحادية
والعشرين من مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية، تم تكريم أسماء عدد من
السينمائيين المصريين، الذين رحلوا عن عالمنا مؤخرا، حيث أقيمت على هامش
المهرجان في يومه السابع ثلاث تكريمات لأسماء المخرجة عطيات الأبنودي، التي
أهديت الدورة لاسمها والمخرج أسامة فوزي والمخرجة فريدة عرمان.
أدار الناقد محسن ويفي ندوة تكريم المخرج الراحل أسامة
فوزي، بحضور شقيقة الراحل عفاف فوزي، والمخرجة منى أسعد، والمخرج يسري نصر
الله.
وبدأت الندوة بعرض فيلم «إنساني.. إنساني جدا»، الذي قدمه
المخرج الراحل عام 2009، ويدور حول أمانة وأخلاق طفل مجتهد يعمل على
ميكروباص، ويكافح للتوفيق بين العمل والتفوق في دراسته ومساعدة أسرته
ورعايتها.
وقال ويفي إنه تعرف على المخرج الراحل أسامة فوزي عن طريق
صديقهما المشترك رضوان الكاشف، منذ أكثر من 30 عاما، وكان قد قدم أول
أفلامه «عفاريت الأسفلت»، وزاره في بيته الكلاسيكي وتعرف عليه وهو شخص
هادىء ومستمع جيد ومثابر.
وأكد المخرج يسري نصر الله، أن السينما بشكل عام تمر بأزمة
احتكار، وهو ما تسبب في تقييد إبداع شاب مثل فوزي وعدم قدرته على تقديم كل
ما يحمله في جعبته.
بدورها طالبت المخرجة منى أسعد بفتح ملف الاهتمام بترميم
الأفلام وأخذ قرارات جادة للحفاظ على التراث السينمائي، خاصة لما تعرضت له
نسخ أفلام فوزي من تلف تسبب في ضياع بعضها، وتوافر نسخ سيئة للبعض الآخر.
وأدارت الناقدة صفاء الليثي ندوة تكريم اسم المخرجة الراحلة
فريدة عرمان، بحضور شقيقة المخرجة إيمان عرمان، وأولادها إسماعيل وجميلة،
حيث سبق الندوة عرض فيلم «أفراح مصرية» للمخرجة الراحلة.
وقالت المخرجة إيمان عرمان، والتي كانت مساعدتها في العمل،
إن نسخة فيلم «أفراح مصرية»، التي عرضت في المهرجان، ليست كاملة، بسبب عدم
أمانة المونتير، الذي قام بعمل مونتاج للفيلم، وقالت إنها واجهت مشكلة
أثناء بحثها عن أفلام شقيقتها أنها لم تجد أي فيلم منها، وقالت إن العائلة
طلبت في خطاب رسمي الحصول على أرشيف فريدة عرمان، فأنا كنت مساعدتها، وقبل
انتقالها لمجلة الإذاعة جمعت لها كل أعمالها على شرائط ديجيتال وتم وضعها
في المكتبة التسجيلية للتلفزيون، وعندما ذهبنا إلى المكتبة للحصول على
الأفلام لم نجد إلا فيلم واحد فقط من إجمالي 80 أو 90 فيلما.
ونوهت أنها ستتقدم بشكوى لرئيس التلفزيون لكي يبحث لنا عن
باقي الشرائط، وأنهت حديثها مؤكدة أنها كانت سعيدة أنها مساعدتها وأنها
قامت بترقيتها لدرجة مخرج منفذ، وعملت معها لسنوات وتعلمت منها الكثير.
وقال الكاتب الصحافي وائل عبد الفتاح، إن من شاهد فيلم
«أفراح مصرية» يقف أمام شيء مهم، وهو غواية التوصيف، التي سيطرت على فريدة
عرمان، والتي ارتبطت بوجود كاميرا التلفزيون، فهي كانت تحب التصوير
والإخراج والمونتاج وظلت تعمل لآخر نفس في عمرها، وتلك الغواية معتمدة على
الأرشيف السياسي والاجتماعي والفني.
وقالت ابنة المخرجة الراحلة إن والدتها كانت تعمل وتتعلم
حتى آخر نفس لها في الحياة، وطوال الوقت كان لديها شغف للعمل وتعلم
الأساليب الحديثة، وتبحث عن مواكبة أحدث طرق الإخراج والمونتاج، وكانت
لديها القدرة على مواكبة التطور وكانت تستعين بأحفادها كثيراً ليساعدونها
على فهم كل ما هو جديد.
وتحدث الناقد عصام زكريا رئيس المهرجان، مؤكداً أن تاريخ
المخرجة الراحلة كبير جداً، وهي لها السبق في أشياء كثيرة من خلال أفلامها،
وقال إنه سيتبنى إقتراح في جمعية النقاد بعمل برنامج لأفلامها بشكل أوسع،
بالإضافة لتبني حملة للبحث عن أفلامها والحصول عليها من خلال التلفزيون أو
من مكان آخر.
واختتمت الندوة بتسليم رئيس المهرجان الناقد عصام زكريا درع
تكريم المخرجة فريدة عرمان إلى أولادها «جميلة وإسماعيل».
وشهد المهرجان أيضا، ندوة تكريم في اسم المخرجة الكبيرة
الراحلة عطيات الأبنودي بحضور «أسماء يحيى الطاهر» الابنة بالاختيار لعطيات
الأبنودي، و«أحمد السعيد» ابن شقيق الراحلة.
وسبق الندوة عرض فيلم «ساندويتش» للمخرجة الراحلة، وقال
السيناريست حسين عبداللطيف، صاحب كتاب «عطيات الأبنودي سفيرة الغلابة»، في
بداية حديثه، «لم يشأ الحظ أن ألتقي بها بسبب حالتها الصحية أثناء عملي في
الكتاب، ولكني كنت متابعا جيدا لأعمالها»، وفي حديث لي مع الناقد عصام
زكريا دار النقاش عن عطيات الأبنودي وقام بتوفير مادة أرشيفية مهمة لي،
والمدة الزمنية قبل المهرجان حكمتنا في حجم الكتاب، لأن تاريخ المخرجة
الكبيرة كان يحتاج لأكثر من 500 صفحة، وقسمنا الكتاب لعدة فصول وكان من
بينها جزء مهم يشير لأعمالها الفولكلورية مثل فيلم «سندوتش». وبعد ذلك
تحدثت الكاتبة «أسماء يحيى» ابنة عطيات الأبنودي، وقالت أشكر المهرجان على
إهداء الدورة لاسم الراحلة، وهو بمثابة الإعلان أن تكون عطيات باقية بيننا.
وأضافت: علاقتي بوالدتي عطيات تمت بالاختيار المشترك كان
عمري 5 سنوات، فعندما جاءت إلينا لتجمع أوراق «يحيى الطاهر عبدالله» والدي،
ولم تكن رأتني منذ أن كنت رضيعة، وعندما رأتني سألت عني وعلمت أني ابنة
يحيى الطاهر، طلبت أن تقوم بتربيتي.. وظلت تتعامل معي على إني ابنتها ورفضت
أن يطلق في أي مكان أنها تكفلني، ولكن دائما كانت تقول هذه ابنتي.. ولم تكن
والدتي لديها أشياء مسلمة في حياتها، ولكن كانت تتعامل مع حياتها دائما
بالاختيار سواء في العمل أو الحياة الشخصية، فقد أعطت الجميع درسا أن كل
إنسان يستطيع صنع حياته التي يحبها.
وبعد ذلك تحدث محمود عبدالسميع، وقال تعرفت على عطيات سنة
68 مع أول فيلم قام بالتعليق فيه عبدالرحمن الأبنودي ودخلت منزله وتعرفت
عليها. وعقب ذلك قدمت فكرة فيلم «حصان الطين» لأحمد الحضري، وقام هو وقتها
بتصوير الفيلم. سافرت معهم الى قرية تصوير الفيلم وعدنا إلى القاهرة ولم
تكن ترى عطيات أن ما تم تصويره هو الذي كان يدور في ذهنها، فقررت تصوير
الفيلم للمرة الثانية سنة 70، وقام بتصويره لها وقتها صلاح صادق.. فقمنا
بتصوير الفيلم للمرة الثانية وبعد تحميض الفيلم وجدنا خطأ وأصبح غير صالح
وقمنا بالتصوير للمرة الثالثة قمت بتصويره وقتها مع وضع لقطة واحدة لأحمد
الحضري، وتم وضع اسمي واسم الحضري على الفيلم، وكان ذلك بناء على طلبي.
بعدها عملت في التصوير معها في العديد من الأفلام واستمتعت في الحقيقة جدا
بالعمل معها، وأستطيع أن أقول إنها ما زالت بيننا بأفلامها وأعمالها وأشكر
المهرجان على إحياء ذكراها من خلال هذا التكريم.
وقال الناقد هاشم النحاس إنها سيدة عظيمة وهي صفة من الصعب
أن ينالها إنسان في ذهني، فكل مرة أشاهد أعمال عطيات يزداد حبي لها
ولأعمالها فهي تعد أشجع مخرجة في تاريخ السينما التسجيلية وقفت أمام السلطة
بمفردها.
وتحدث بعد ذلك سعيد شيمي، قائلا: «أقول سر لأول مرة يدل على
إصرار عطيات حين كانت لديها فكرة فيلم وقدمتها للجنة كنت أترأسها في جمعية
الفيلم ووافقت الجمعية على الفكرة وبعد التصوير وجدت عطيات عيوب بالتصوير
وعلمت أن الجمعية لن تقوم بتصوير الفيلم مرة أخرى لها بسبب التكاليف جاءت
لي وطلبت مني أن تبيع ذهبها لتصوير الفيلم مرة أخرى وهذا الكلام أذكره
حاليا لأنه يعبر عن مدى إصرار الأبنودي لنجاح عملها وظهوره بالشكل الذي
يليق بقيمة فنها منذ بداياتها.
وأعلن الدكتور خالد عبد الجليل رئيس المركز القومي للسينما،
أنه سوف يتم إنتاج فيلم من ميزانية المركز القومي للسينما الجديدة لعطيات
الأبنودي ويخرجه علي الغزولي سوف نسجل فيه كل الشهادات الجميلة الخاصة بها
من خلال القامات السينمائية. وقال المخرج التونسي محمد الشلوفة، إن عطيات
الأبنودي كانت من بين أربع مخرجين كانوا قريبين، وهم توفيق صالح ويوسف
شاهين وصلاح أبو سيف وكانوا مشاركين دائما في مهرجان أيام قرطاج، مشيرا إلى
أنهم سيقيمون احتفالية تكريم بعطيات الأبنودي في تونس في شهر أغسطس / آب
المقبل.
واختتمت الندوة بتسليم ابنتها درع التكريم الخاص بالمخرجة
عطيات الأبنودي وسلمها الدرع الدكتور خالد عبدالجليل، والناقد عصام زكريا. |