كشف الناقد عصام زكريا، رئيس مهرجان الإسماعيلية للأفلام
التسجيلية والقصيرة، عن تفاصيل الدورة الـ21 للمهرجان، التي تنطلق في
الفترة من ١٠ وحتى ١٦ إبريل الجارى، وأكد حرص إدارة المهرجان على الخروج
بدورة مميزة بعد 21 عاما من عمر المهرجان، وتحدث عن التنوع في اختيار أعضاء
لجان التحكيم البالغ عددهم 10 أعضاء، وبرر وجود لجنتى تحكيم في هذه الدورة
بالقدرة على التحكيم في 4 مسابقات خلال 4 أيام فقط، كما كشف عن مواجهته
أزمة بسبب ضعف الميزانية المخصصة للدورة المقبلة. وأشار «زكريا»، في حواره
لـ«المصرى اليوم»، إلى استحداث برنامج للسينما الإفريقية في الدورة الـ21
يتضمن عروض أفلام وتمثيلًا لإفريقيا بلجان تحكيم المسابقات المختلفة، إلى
جانب التركيز على الأفلام الفرنسية بسبب العام المصرى الفرنسى، والسينما
البولندية التي تمثل بـ100 فيلم هذه الدورة، وإلى نص الحوار:
■ لنبدأ من الدورة الـ21.. ماذا عن الأفلام المشاركة وعدد
الدول المُمثلة في المهرجان؟
- المهرجان نضج وبلغ في الدورة 21 سن الرشد، ونحاول الحفاظ
على سمعته دوليًا، وهو ما بدا واضحًا من عدد الأفلام التي تمت مشاهدتها
حرصًا من صناعها على المشاركة في المهرجان، فمثلا في مسابقة الفيلم الروائى
القصير تقدم 900 فيلم والتسجيلى 500 فيلم، وعدد الأفلام المشاركة ازداد
كثيرًا مقارنة بالدورات السابقة، وبمشاركة أكثر من 90 فيلما في المسابقات
الأربع، وتشارك دول لأول مرة بأفلام من بينها بنجلاديش ومقدونيا وعدد كبير
من البلاد العربية.
■ لأول مرة نرى لجنتى تحكيم في المهرجان لماذا؟ وعلى أي
أساس كان الاختيار لأعضائها؟
- لأن لجنة التحكيم كان مطالبا منها التحكيم في 4 مسابقات
التسجيلى الطويل والقصير والروائى القصير والتحريك واختيار الجوائز في 4
أيام فقط، وهو أمر مرهق جدًا وغير إنسانى، وبالتأكيد يؤثر ذلك على التقييم
والحكم، وقررنا أن تكون هناك لجنة تحكيم للأفلام التسجيلية الطويلة
والقصيرة برئاسة المخرج يسرى نصرالله وبمشاركة السورية سُلاف فواخرجى،
ولجنة أخرى لأفلام التحريك والروائى القصير تضم كلا من المخرج محمد حماد
والمخرج الإماراتى نواف الجناح، وحرصنا على أن يكون أعضاء اللجان أساتذة
جامعيين، وأصحاب خبرة في مجالهم بالصناعة منتجا كان أو موزعا أو مخرجا أو
مدير تصوير، وأن يكون لديهم خبرة التقييم والتحكيم، فليس كل صاحب خبرة
يستطيع التحكيم، وكم من فنانين ذاتيين لا يستطيعون أن يكونوا موضوعيين تجاه
موضوعات لا يؤمنون بها، ونراعى في اللجان التنوع الجغرافى وأن تضم عناصر من
مصر وإفريقيا والدول الأوروبية، وضمن الـ10 محكمين ستجد تنوعا كبيرا.
■ وماذا عن لجنة تحكيم أعضاء الاتحاد الدولى لنقاد السينما
«فيبرسى»؟
- العام الماضى كانت تجريبية حتى يتعرف بعض أعضاء من
الاتحاد على المهرجان وفعالياته وهويته، وهذا العام ستكون أول لجنة رسمية
كثانى مهرجان في مصر بعد القاهرة، تضم عضوين أجنبيين وعضوا مصريا هي
الناقدة فايزة هنداوى.
■ ما حقيقة تكريم الدورة عددا كبيرا من صناع السينما؟
- الدورة تحمل اسم عطيات الأبنودى، وخلالها سيتم تكريم سعيد
شيمى وبرهان علوية، وموازيه نجانجورا من موزمبيق، وكذلك سيتم تكريم المخرجة
فريدة عرمان التي تعد من أهم المخرجات في التليفزيون المصرى، والمخرجة
السينمائية اللبنانية جوسلين صعب، والمخرج أسامة فوزى.
■ ماذا عن الصعوبات والتحديات التي واجهتها أثناء التحضير
للدورة الجديدة؟
- صناعة المهرجان أمر صعب وتفاصيله الصغيرة في نفس قدر
اهتمام الكبير منها، بدءًا من اختيار الأفلام والضيوف والتواصل معهم
والمطبوعات والإقامة والطيران وأماكن العروض والانتقالات والمركز الصحفى
والبانرات والبوسترات، إذا كانت أي من تلك المناحى بها سلبيات ستتسبب في
انهيار المهرجان بالكامل، أشعر أننى «ماشى على الحبل»، وبالتأكيد واجهتنا
أزمة بسبب ضعف الميزانية لأن مليونا و700 ألف جنيه غير قادرة على إقامة
مهرجان دولى، بالإضافة إلى دور العرض التي كانت عقبة كبيرة، ففكرة إقامة
مهرجان في محافظة بعيدة عن إدارة المهرجان هذا أمر في غاية الصعوبة ومشكلة
كبيرة تنتج عنها دائما مشاكل أخرى، ومثلت بالنسبة لى تحديا.
■ وهل تمت إضافة أماكن عروض جديدة هذا العام؟
- بالفعل وسنعرض هذا العام في قصر ثقافة الإسماعيلية،
وسينما دنيا، وفى مكتبة مصر، ونادى الشجرة، إضافة لجامعة قناة السويس،
وقمنا بزيارة مؤخرًا للجامعة لدراسة التعاون المشترك وطلبوا استضافة
المهرجان بالكامل هناك، وندرس الأمر، ولكن للسنوات المقبلة.
■ هل مازلت تصطدم باللوائح الحكومية والبيروقراطية في
التعامل؟
- مهرجان الإسماعيلية تابع للدولة بنسبة 100%، ينظمة المركز
القومى للسينما، ويتفانى العاملون في المركز لخروجه في أفضل صورة، وكثيرًا
ما يلتزمون بالقوانين واللوائح والميزانيات، وإذا التزمنا بها حرفيًا فلن
نقيم المهرجان، هناك تفاهم ومرونة ونحاول التغلب عليها وأن نصنع مهرجانا
بالشكل المرضى دون أن يتعرض أحد «للحبس»، لأنى لست صاحب مسؤولية ولأننى من
خارج المركز ولست موظفًا، وبالتأكيد وجود د.خالد عبدالجليل، رئيس المركز
القومى، مستشار وزير الثقافة لشؤون السينما، على رأس المركز يضيف ويسهل لنا
الكثير، لأنه مسؤول عن الدعم اللوجيستى والمالى وتجاوز العقبات والروتين
والدعم الإضافى «الرعاة»، أنا خارج كل هذه المسؤولية، الجانب الفنى فقط هو
ما يشغل تفكيرى.
■ ماذا عن الميزانية؟ وهل وفرت وزارة الثقافة مزيدا من
الدعم؟
- المهرجان من سنة لأخرى يحتاج لرفع الميزانية، ليس فقط
لارتفاع الأسعار للإقامات وتذاكر الطيران، ولكن لأن حجم المهرجان يتوسع،
بدأنا بالقرية الأولمبية، ووزيرة الثقافة وفرت نصف مليون جنيه إضافية هذا
العام، وطلبنا دعما من هيئة تنشيط السياحة ووزارة الشباب، ولكننا ندفع
ضريبة غيرنا لأن تلك الوزارات ترفض منحنا دعما لمرورها بتجارب غير جيدة مع
مهرجانات أخرى حكومية تتبع وزارة الثقافة لم تستطع التسوية حتى الآن،
والمبلغ يقترب من 14 مليون جنيه، ونبحث حاليًا زيادة الدعم المخصص من وزارة
المالية عاما بعد الآخر، العام الماضى وصلت تكلفة المهرجان 3.5 مليون جنيه،
وهذا العام نأمل ألا تزداد عن ذلك، وهذا العام طلبنا دعما إضافيا من وزارة
الثقافة وتنشيط السياحة ونقابة السينمائيين وعدد من المنتجين.
■ ماذا عن دعم محافظ الإسماعيلية اللواء حمدى عثمان
للمهرجان؟
- دعم لوجيستى وآخر معنوى، وإذا تخلت عنى المحافظة سيفشل
المهرجان دون شك، تدعمنا بالعرض في حديقة الشيخ زايد، ونحتاج بعض الوقت
لأماكن إقامة إضافية، المحافظة تسهل لنا الأمور، ومن خلال تواصلنا مع
المحافظ وافق على كل مطالبنا من أماكن عروض وعرض البوسترات وحفل العشاء بعد
حفل الافتتاح، وبعض الإقامات.
■ ماذا عن علاقة المهرجان بالرقابة على المصنفات الفنية كون
رئيسها هو رئيس المركز القومى للسينما؟
- ننتظر موافقات الرقباء على كل فيلم يقع اختياره للمشاركة
في المهرجان، ولذلك تم تأخير أسماء الأفلام المشاركة حتى تنتهى الإجراءات،
ولم تكن هناك أي مشاكل أو اعتراضات من الرقابة وتتفهم الصفة الدولية
للمهرجان.
■ استحدثت برنامجًا للسينما الإفريقية ومعظم المهرجانات بها
مسابقات للفيلم التسجيلى والقصير بل التحريك أيضًا.. كيف ترى هذا التداخل؟
- لا توجد منافسة في الثقافة، وهذا سلوك خطأ نتفهمه كعرب
وكمصريين، اعتياد الجمهور مشاهدة السينما هو الهدف الأساسى من المهرجانات،
للأسف عادة الذهاب إلى السينما اختفت من مجتمعاتنا، نحتاج مهرجانا في كل
محافظة وأن تكون على مدار العام، ولنا في المغرب أسوة حسنة في تنظيم
المهرجانات، هو أمر إيجابى، بهدف التنمية الثقافية ونشر الثقافة.
■ ماذا عن تفاصيل برنامج السينما الإفريقية في الدورة 21؟
- يتضمن عروض أفلام وتمثيلًا لإفريقيا بلجان تحكيم
المسابقات المختلفة، والندوة الدولية، وسيتم تنظيم ندوة لجنة تحكيم النقاد
الأفارقة، وسنركز كذلك على فرنسا بسبب العام المصرى الفرنسى، والسينما
البولندية ممثلة بـ100 فيلم هذا العام.
■ كون المهرجان يتبع وزارة الثقافة.. هل هو خارج إطار
التقييم؟
- على العكس تمامًا، المهرجان بالنسبة للجهات المقيمة «عليه
العين» لأنه من تنظيم الوزارة، ومن الطبيعى ألا يكون خاليا من المشاكل التي
يعانى منها باقى المهرجانات، وهذا يمثل ضغطا كبيرا، لأنه ليس باسم شخص أو
مؤسسة ولكنه يحمل اسم الدولة وتلك مسؤولية كبيرة جدًا، خاصة في هذا التوقيت
الذي تقوم فيه الدولة بتقييم المهرجانات.
■ ما حقيقة إدراج مهرجان الإسماعيلية ضمن الهيكلة الخاصة
بخريطة المهرجانات وعودته للتنظيم في سبتمبر بدلًا من إبريل؟
- هذا المقترح قائم منذ فترة وما زلنا في انتظار القرار،
ولكنه ليس بأيدينا، المهرجان الأساسى للمهرجان كان في شهر سبتمبر، وتم
تحريك موعده أكثر من مرة منها في يونيو، ثم إبريل الذي يحتوى مشاكل بسبب
تعاقب المهرجانات في تلك الفترة، وأعياد سيناء وشم النسيم وبعده شهر رمضان،
وهذا الأمر ستحسمه اللجنة العليا للمهرجانات ووزارة المالية ووزارة
الثقافة، وما زال مطروحا للمناقشة.
■ صرحت بأن تيمة المهرجان عن تسويق وتوزيع الفيلم التسجيلى
والقصير؟
- نعقد ندوة دولية لصناع الأفلام التسجيلية، عن تسويق
وتوزيع الأفلام، وكيفية توصيل تلك النوعيات إلى الجمهور، ونظمنا ملتقى بين
المنتجين والموزعين وأصحاب الخبرة في تسويق تلك الأفلام لمناقشة تجاربهم كل
في مجاله، من لبنان والمغرب والكويت ومصر وكندا وموزمبيق. المهرجان لا يملك
الإنتاج أو التوزيع أو الدعاية لأى فيلم، ولكنه مهموم بملتقى الصناع. |